Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

• chapter 12 •

~ هل تُدْرَك يَا سَيِّدِي الْعَزِيزِ مَا مَعْنَى أَن لَا يَعْرِفَ الْإِنْسَانُ إلَى أَيْنَ يَذْهَب ؟ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَبُدّ لِكُل إنْسَانٍ أَنْ يَسْتَطِيع الذَّهَابُ إلَى مَكَان مَا . ~

دوستويفسكي
________________________

- مدينة الملائكة ؟
كررت ورائه بخفوت محاولة تذكر أين سمعتها، يبدو الإسم مألوفا بشكل ما .
- نعم ، مدينة أنقياء القلوب ، لا تقبل أن يعبر بوابتها شخص بقلب أسود و أنت بصدد البحث عن مفتاح فتحها .
أجاب عاقدا يديه على صدره لأسأله مجددا مستغلة فرصة العثور على إجابات محددة و واضحة .
- و لكن أين تقع تلك البوابة ، ما هي مدينة الملائكة  و لماذا أنا أبحث عنها ؟

صمت للحظات ثم أجاب :
- لا تتخذ مكانا دائما و يمكنني القول أنها  فاصل بين عالمنا و عالمهم .
ابتسامة سخرية لا إرادية صدرت عني قبل أن أقول :
- أوه ، تقصد ذلك العالم الذي يرفض الجميع اخباري عنه بحجة أن ذلك منافي لقوانينهم السخيفة ؟ لكنك لست من عالمهم حتى و تعرف الكثير لذا لا ضرر في إخباري حقا ..

- هناك قوانين حقا تمنعهم من إخبار سكان هذا العالم حول عالمهم ، و نحن أنصاف السحرة لم نعد تقنيا بشريين ، كما أنهم يظنونك بش..
ثم صمت فجأة كأنه إكتشف ما كاد يتفوه به و بالطبع لم أضيع الفرصة و قلت متسائلة بفضول :

- يظنون أنني ماذا ؟
لم يشبع فضولي أبدا بل كل ما فعله كان تحريكه رأسه يمينا و شمالا دلالة على النفي ثم أضاف :
- لا عليك ، أظن الوقت حان لرحيلك ، استمتعت حقا برفقتك و لنا لقاء آخر .
- حسنا وداعا .
أومئت بعد توديعه برسمية و اتجهت ناحية الباب ليردف :
- ستجدين واحدا من رجالي ليساعدك على العودة لمنزلك .
- لا بأس أتيت بدراجتي و حفظت الطريق .

- حسنا إذا .
- في الواقع لدي سؤال أخير ، هل تعيش هنا ؟
- بالطبع لا !
أجاب مع قهقهة خفيفة ثم أضاف :
- أنا أقضي الكثير من الوقت هنا بسبب عملي لكن أعيش في منزل عادي و لدي زوجة ، و أبناء في مثل سنك تقريبا ..
- حقا ؟ سأود لقائهم يوما ما و بالمناسبة ، المرة القادمة لا ترسل كل أولئك الرجال لجلبي ، كان بامكانك إخباري فقط و أنا سآتي بقدماي عندك .

- آسف ، لكني كنت حقا متشوق و من شدة حماسي للقائك أرسلت أكثر من أثق بهم خوفا من أفقد أثرك مجددا .
- مجددا ؟
تسائلت باستغراب و قد طرأ على بالي الآن سؤال تناسيته سابقا ، اذا كان خالي و من عائلتي لماذا لم يقابلني كل تلك السنين و ظهر فقط الآن ، الأمر مريب حقا .. لكنه لم يعطني فرصة طرح السؤال لأنه سرعان ما أضاف :
- الى اللقاء الآن ، اهتمي بنفسك و ثقي دائما بحدسك .

أومأت مع ابتسامة و هممت بالمغادرة رغم أني لم أفهم جيدا مقصده من الكلمات الأخيرة ، إمتطيت دراجتي بعد أن أخبرت الشخص الذي كان ينتظرني أني سأعود بمفردي .
بعد مدة شبه طويلة من القيادة دون توقف .
وصلت المنزل و أنا مازلت أحاول استيعاب كل هته الأحداث التي أمر بها ، قد أبدو متماسكة لكن كل هذا أتعبني حقا و ذلك الشعور اللعين الذي يخبرني أن القادم أسوء ، يتعبني حقا .

ولجت لأجده فارغا و كانت الساعة تشير الى الواحدة زوالا ، يبدو أنهما ذهبا للجامعة اليوم ، اتجهت نحو الثلاجة لأسكت جوعي بوجبة باردة ، فمن الأفضل أن أبتعد عن موقد الغاز كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه لاحقا ، لكن للأسف لم أجد أي شيء قابل للأكل فتنهدت بخفة لاعنة حظي و قررت الانتظار حتى تعود سيندي .

صعدت غرفتي كي آخذ قسطا من الراحة ، و ما ان استقريت على سريري حتى لمحت بطرف عيني الكتاب ، كتاب المذكرات العجيب ذاك لتعود بعدها الذاكرة لي ! تذكرت أين سمعت بمدينة الملائكة فقد  ذكرها في هذا الكتاب ! انها المكان الذي وقعت فيه الينور تلك !
سارعت بالنهوض و جلبت الكتاب لأكمل قرائته فورا متجاهلة تعبي و جوعي ، توقفت آخر مرة في الرسالة الغريبة التي وصلتها على ما أظن .

∆∆∆

مر وقت طويل حقا و أنا أبحث ، إكتشفت قبل بضعة أيام على الأرجح اذا لم أخطئ التقدير مكتبة ضخمة حقا ، قد يصل عدد الكتب التي تحملها الى الملايين ، فجمعت عدد  من المعلومات التي قد تهمني ، أهمها ما هذا المكان تحديدا و قد إكتشفت أن مدينة الملائكة هي فاصل بين عالمين ، عالم البشر و عالم المخلوقات الأسطورية،
كان يوجد العديد من المخلوقات الخرافية التي وجدت مشكلة في فهم قوتها حقا .

اليوم ، إكتشفت مكان  بوابة عالم الخيال ، إكتشفت معنى فارس الذي ذكر في الرسالة على أنه أنا ، الفارس هو بمثابة حامي ، يقود الخير ضد الشر ، قد يكون من أي نوع من المخلوقات، ذكر في الكتب ، أن الفارس حتى لو كان بشرا ، يتمتع بقوة طاغية بعد ايقاظها ، لكن لكل واحد نقطة ضعف قد تكون قاتلة في أغلب الوقت .

أصبحت أقوى ، قوتي استيقظت و استطعت التحكم في جميع العناصر ، تدربت أيضا على إستخدام العديد من الأسلحة ، بعد مرور وقت لا أستطيع تحديده لي هنا لكني متأكدة أنه طويل و بعد قرائتي لعدد لا يعد و لا يحصى من الكتب التي وسعت نطاق معرفتي بأضعاف ، أصبحت فكرة أن هذا ليس من شأني و ما الى ذلك غير موجودة ، لقد اختارني القدر للقيام بمهمة و سأقوم بها على أكمل وجه لأنني أنا الينور غراي الفارسة الثامنة و الحامية القادمة .

اليوم هو أسعد يوم منذ وصلت الى هنا ، تذكرت من أنا حقا و كيف وصلت الى هنا ، من ساعدني و من دربني لقد كان كل ذلك عن طريق ...

∆∆∆

- ما هذا !
تمتمت و عيناي تكادان تخرجان من محجريهما ، منذ يوم تذكر الينور من هي و الصفحة التي كنت أتوق حقا لقراءتها ، أصبحت الكتابة غير مفهومة تماما ! دعكت عيناي ، لربما هذا من آثار التعب لكن لم يتغير شيء ، تذكرت دانيال بعدها و لمعت في بالي فكرة ،  سأذهب الى الثانوية الآن لعلي ألقاه و أسأله عن السبب.، يبدو أنه يعلم الكثير حقا ، أكثر مما أتصور .

ركبت دراجتي مرة أخرى و اتجهت نحو الثانوية أملا في إيجاده ، وصلت فوجدت بعض الأشخاص هنا و هناك لكن الباب مغلق وهذا يعني أن الدروس لم تنتهي بعد فوضعت سماعاتي و استندت على دراجتي النارية في انتظاره ، أدعو أن لا أكون بصدد تضييع وقتي الثمين هباء .

رن الجرس الأخير معلنا نهاية اليوم ، لينطلق الجميع خارج الثانوية ، لمحت شخصا بدا مألوفا و كان فتى متوسط القامة ، مع شعر أشقر و عينان بنيتان ، وسيم نوع ما و يبدو خجولا لكن أظنه بنفس صفي ، و بعد قليل من التحديق تذكرته ، لقد كان ضحية تنمر و أنقذته من المتنمرين ، هو نوعا ما مدين لي الآن فاتجهت نحوه ليلتفت ثم ابتسم لي ، رددتها له و أنا أفكر بأنه على الأقل لا يهابني .
- مرحبا أناستازيا .
بادر بالحديث مع نبرة لطيفة .
- أهلا.....
لم أستطع تذكر إسمه فاكتفيت بابتسامة محرجة قليلا ، قهقة صغيرة صدرت عنه قبل أن يقول :
- أعلم أنك لا تتذكرين اسمي ، لا بأس  أنه براد .
-.لست جيدة مع تذكر الأسماء براد ، على كل أردت سؤالك عن شخص ما .
- بالطبع تفضلي .

- ذلك الفتى دانيال ذو الشعر الأسود ، هو معنا بنفس الصف ، هل أتى اليوم ؟
تسائلت آملة أن يعطيني إجابة مقنعة ، همهم بتفكير واضعا يده على ذقنه ثم قال :
- لا أظن ذلك لكن اذا كنت تحتاجينه حقا ، يمكنني إعطائك عنوانه .
لم أسأل من أين له بعنوان دانيال ، لأنني ببساطة لا أهتم.، ألقيت نظرة على معصم يدي أتفقد الساعة، جيد لا زال لدي متسع من الوقت .

- حقا ! سيكون ذلك رائعا .
-حسنا سجلي عندك .
قال و هو يخرج كراس ما من حقيبة ظهره الخضراء،
- يمكنني أن أقدم لك الدروس اللتي فاتتك أيضا ، اذا كنت تريدين طبعا .
أضاف بعد أن أعطاني عنوان المنزل، الذي لم يكن يبعد كثيرا عن هنا بالمناسبة لأرد بابتسامة شاكرة لطفه :
-بالطبع أود ذلك ، سآتي غدا للمدرسة و يمكنني أخذها حينها ، الى اللقاء الآن براد و شكرا على المساعدة القيمة
قلت و أنا أتجه نحو دراجتي، سمعته يهمس ب" هي ليست مخيفة حقا .. بل لطيفة " لأبتسم بخفة ، الكلمات العفوية التي تأتي بغير حساب دائما تسعد المرء .

رفعت الورقة أتفقد العنوان مرة أخرى، ثم ارتديت خوذتي و انطلقت .

بعد ربع ساعة تقريبا وصلت الى المكان المنشود و قد كان منزلا عاديا من طابقين ، طرقت الباب و وقفت أنتظر ثم سمعت خطوات أقدام آتية و سرعان ما فتح الباب ، كانت فتاة بشعر ذو صبغة تمايل لونها بين البنفسجي و الأزرق ، ترتدي عددا من أقراط الزينة ، مع بضعة أوشام أغلبها صغيرة الحجم تناثرت هنا و هناك على ذراعيها ، ساقيها و حتى بطنها ، لم أهتم لشكلها كثيرا و بادرت بسؤالها محاولة أن أكون مهذبة :
-مرحبا ، هل هذا منزل دانيال ؟
-نعم ، و من أنت ؟
أجابت بنوع من الفضاضة لكن لم أهتم حقا و أجبت :
- أناستازيا كريغ ، زميلته في الفصل .
- و في ماذا تحتاجينه ؟
تسائلت و قد ازدادت نسبة فضاضتها لأرد بينما أحاول المحافظة على ابتسامتي التي أضحت مزيفة بصعوبة :
- في شيء ليس لك شأن به .

فتحت تلك الفتاة الباب و قالت :
-حسنا إنه في الأعلى ثاني غرفة على اليسار ، بالمناسبة ، أنا سارا زميلته في السكن .
تجاهلت مرة أخرى محاولتها لاستفزازي من خلال تقليد طريقتي في الكلام ثم رمقتها ببرود و أومئت .

ارتقيت الدرج بعدها ثم طرقت الغرفة المنشودة ، لا إجابة .. طرقت مرة ثانية و قد بدأ صبري ينفذ حقا و في المرة الثالثة سمعت صوت خطوات أقدامه مع كلام غير مفهوم ..
- سارا أيتها الحمقاء أخبرتك مليون مرة ألا تقتر...أوه أناستازيا !
بدأ كلامه و هو يشتم سارة ، ثم توقف ما ان فتح الباب و رآني ليردف بتعجب :
-ماذا تفعلين هنا !
- إشتقت حقا لرؤية وجهك الوسيم .
لاحظت تفاجئه للمرة الثانية اليوم، ثم تحسس جبيني قائلا :
- أنت حتما لست على ما يرام ! هل نذهب الى الطبيب ؟

قهقهت بخفة على غباءه ، دافعة اياه الى داخل الغرفة ثم أغلقت الباب خلفي .
- م..ماذا تفعلين ؟ لا يحق اقتحام غرفة رجل بهذه الطريقة !
برعب أضاف ، أنا لست مخيفة الى هذا الحد جديا ، لكني قررت مواصلة اللعبة فقلت :
- أين هو الرجل ؟ كل ما أراه هو قط خائف .

النظرة على وجهه أنذاك كانت كفيلة بجعلي أطلق تلك الضحكة التي كتكمتها منذ البداية تاركة اياه في صدمة، هو الآن يظن أني جننت حتما !
- ما لعنتك ؟ تقتحمين غرفتي و تقومين بأفعال غريبة و أيضا دعوتني بالقط ! حمقاء مزعجة .
قال بغضب بينما يعيد ترتيب خصلات شعره لأضيف مع قهقهة صغيرة :
- آسفة آسفة ، في الواقع كنت أحتاجك في أمر مهم حقا .
- ما هو ؟
تساءل مستغربا .

- حسنا، إنه هذا !
أجبت و أنا أخرج الكتاب الذي فضلت أخذه معي لسبب ما :
- لقد كان كل شيء واضح ، لكني و بشكل ما أصبحت غير قادرة على قراءة ما بعد هته الكتابة .
أشرت الى آخر الكلمات عندما تذكرت الينور كيف وصلت لذلك المكان الغريب ، صمت قليلا ثم أجابني قائلا :
- همم ، تعلمين أني لا أستطيع فهم شيء منه لكني أرجح أن السبب راجع لكون الكتاب أراك ما كنت تحتاجينه فقط .
- ما أحتاجه فقط ؟ لكني كنت أشعر بالفضول حقا .

- أناستازيا ..
لاحظت الجدية في صوته الآن ، و أين تكون جدية دانيال شيء سيء على وشك الحدوث .
-الأمر خطير يجب عليك الاسراع لا تتهاوني في جمع القطع ، يجب أن تذهبي من هنا بأسرع ما يمكنك .
هل ذكرت من قبل كم أكره الكلام المبهم ؟ فقلت بعد أن اعتدلت في جلستي و وجهت تركيزي كاملا ناحيته :
- أخبرني الآن قبل كل شيء ، ماذا تكون بالضبط ؟
- أنا ؟
تساءل بغباء مشيرا على نفسه لأقلب عيناي مجيبة :
-لا أنا .. بالطبع أنت يا أحمق !

- أوه ، أنا تنين .
أجاب هذه المرة بابتسامة كبير وددت لو محيتها بلكمة مني ، لكن لم أمنع نفسي من أقول بسخرية :
- و أنا حورية بحر .
أعني أنا الآن أؤمن تماما بوجود مخلوقات خرافية فقد كنت مع مستذئب و جنية قبل يوم فقط لكن تنين ؟ بربكم ! حتى أنهم انقرضوا منذ ملايين السنين مع انقراض الديناصورات ، هذا إن وجدوا من الأساس

-لا ، يستحيل أن تكوني من السايرن ، هم أجمل منك بسنوات ضوئية .
قال واضعا يده تحت ذقنه مفكرا بجدية فما كان مني الا أن أخذت نفسا عميقا مهدئة أعصابي لعلمي أنه يحاول استفزازي فقط و قد نجح في ذلك فعلا !
-.دانيال عزيزي ، وجهك وسيم و لا أظنك تريد تجربة قبضتي .
-.حسنا حسنا يا مخيفة ، و بالمناسبة أنا أقول الحقيقة فقط .

-كيف ؟ لا وقت لدي للمزاح أرجوك !
- أقسم أني لا أمزح ، أظنك بت تعلمين القليل عن المخلوقات الأسطورية فلقد قابلت اثنان بالفعل ، ثلاثة..و أنا الرابع ، و اذا عددنا آليا أيضا يصبح العدد خمسة !
قال و هو يعد أصابعه كطفل ما زال في سنواته الأولى، و أنهى كلامه بابتسامة حماسية كبيرة !
فكرت أنه كان يقصد نيرايدا ، القزم و كريس..لكن هل تلك الفتاة ذات الشعر الأبيض أيضا منهم ! ثم
أعدت إنتباهي الى دانيال بمجرد أن شرع في الكلام مجددا..
- أنظري ، أنا أعلم أنه صعب على شخص مثلك أن يتعامل مع كل هته الفوضى ، لكن ثقي بي لقد تم إختيارك لسبب ، سبب يجهله الجميع مهما قالوا أن القدر يخطأ أحيانا ، كما حدث مع الفرسان اللذين سبقوك ، لكني أؤمن أشد الإيمان أن كل ذلك يحدث لسبب معين .

تذكرت ما كتبت الينور حول كون الفارس هو الذي يحمي العالم الآخر من الشر و ما الى ذلك، ثم شرعت أربط الأحداث .. الكتاب ، القلادة ، مدينة الملائكة ، الينور ، نيرايدا ، الرؤية ، جيمس ، و مع  كل تلك الأحداث الغريبة لم أفهم شيء  أنالى نطق دانيال قائلا :
- آناستازيا ألم تستوعبي بعد ؟ أنت هي الفارسة المنتظرة التاسعة و الأخيرة ! أنت الأمل الأخير
- فارسة ؟ أنا ؟
رددت بحيرة ، أنا لا أستوعب حقا ! كيف و اللعنة أكون أنا فارستهم تلك ! لكن من جهة أخرى أخشى أن جزء كبيرا مني يصدق ما قاله ، من المفترض أن لا يعرف البشر بوجود العالم الآخر ، و مع كل تلك الأحداث أنا حقا مشوشة !
- نعم أنت ، أخبرتك من قبل أنها مسؤولية كبيرة وضعت على عاتقك ، لكن أعلم أنك ستستطيعين فعلها اذا أردت .

زادني كلامه الجدي رهبة فلم أقدر على النبس ببنت شفة ، أراه يقوم بفتح الباب ثم ينادي باسم سارا مرارا و تكرارا لتأتي أخيرا .
- ماذا تريد دان...أوه ، ما بها ؟
- ستقع في إنهيار عصبي قريبا ، ساعديها..
لقد كنت حقا على حافة الانهيار ، أشعر برعشة يداي، أصواتهم كانت خافتة نوع ما .. أفكر ، لم يكن الخبر الأخير ما أدى لهته الحالة ، إنما تراكم الصدمات منذ مقتل ليندة ..
أنا لست ضعيفة ، لست ضعيفة ، لست ضعيفة ! أخذت أردد بخفوت ، قد يظن من يراني الآن أنني جننت ، ربما جننت حقا و أنا أخترع عالما آخر حتى أهرب من واقعي المر ..

يد باردة وضعت على جبيني.، ضوء أبيض ساطع ثم  راحة .. لم أشعر بعدها الا بنفسي أسحب نحو الظلام.

-نعم نعم لا تقلقي إنها بأيدي أمينة ، حسنا ، أخبرتك ألا تقلقي ،سنعتني بها ، الى اللقاء.
صوت مألوف وصل مسامعي ففتحت عيناي بتثاقل لأرى دانيال ممسكا هاتفي ، بدأت أسترجع ما حدث معي لأنهض بقوة فاقترب و أعادني للسرير قائلا :
- مهلا مهلا ، على رسلك !

- ماذا حدث ، أعني لماذا أغمي علي ؟
تساءلت محاولة تجاهل الصداع الذي هاجمني .

- أوه لقد طبقت سارا عليك قدراتها فقط و لأنك كنت مجهدة مسبقا ، لم يتحمل جسدك و أغمي عليك .
أجاب ببساطة هازا كتفيه ، و بعد لحظات ولجت المدعوة سارا و ألقت علي نظرة غريبة ، لم أكن في مزاج مناسب لتفسيرها لذا أعدت أنظاري الى دانيال و قلت مستغربة :

- قدراتها ؟
-نعم ، أنا من المعالجين ، أحد مخلوقات العالم الآخر .
- معالجون ؟ من هؤلاء ؟

- آه داني ، إنها تجهل الكثير حقا !
وجهت كلامها لدانيال هته المرة في شيء من السخرية فتجاهلتها و حدقت في الفراغ شاردة حتى أخرجني من شرودي صوت دانيال الذي بدأ بالشرح ، فقال :
- ركزي معي ، المعالجون هم كائنات يتمتعون بقوة شفاء خارقة مهما كان المرض معقدا أو حتى ، كما أنهم يستطيعون صناعة كافة الأدوية اذا توفرت لهم فقط أشياء طبية بسيطة ، و يعيشون في       " إيربانا " ، جزيرة إحتوت على جميع أنواع الأعشاب و الزهور النادرة ، أيضا عدد المعالجين قليل مقارنة بباقي المخلوقات .

- أوه ..
هذا كل ما استطعت إخراجه بعدما أنهى دانيال شرحه لماهية هؤلاء ، الأمر حقا أعقد مما تصورت .
- لكن ماذا تفعلون هنا ؟ أقصد لما لستم في عالمكم ؟
- أنا هنا لأنني إخترت ذلك ، لن تصدقي مدى الملل الذي يطغى على حياتك حينما تكونين من المعالجين ، إضافة الى الحرص الزائد على الأمان و إنعدام حس المغامرة بسبب كون الكثير يريد استغلالنا لصالحه، خاصة في زمن الحرب .. حياتنا متعبة حقا .

أجابت سارا بلا مبالاة كعادتها ، ليضيف دانيال بعدها :
- أما بالنسبة لي فأنا و كما أخبرتك سابقا تنين لكني لست عاديا ، أنا تنين ملكي و تم إرسالي لمراقبتك ، كان هذا قبل إكتشافي أنك أنت هي الفارسة التاسعة و الأخيرة .
- لما تراقبني ؟ و من أرسلك ؟
إستعدت رباطة جأشي و أنا أوجه نظرات نارية ناحيته ، أعني ، أنا و اللعنة كنت تحت مراقبة تنين أسطوري !

- راقبتك بأمر من ملكة السحرة ، تقول أن هناك شيء سيحدث ليقلب موازين عالمنا و وستكونين أنت السبب فيه ، لابد أنها تعلم أنك الفارسة المنتظرة و لم تخبرني .
- و لما أرسلتك أنت فقط ؟
تسائلت مرة أخرى بشك ليجيب بنبرة فخورة و ابتسامة واسعة :
- لأني من القلائل القادرين على الإنتقال آنيا بين العالمين دون المرور على مدينة الملائكة .
استغللت فرصة اجابته على أسئلتي و قلت :
- كيف ذلك  ؟ من الآخرون ؟ و لماذا أنتم فقط تستطيعون الإنتقال آنيا ؟

- لا أستطيع أن أشرح لك كيف نقوم به لأنه أمر معقد نوعا ما ، أما الآخرين فقد قابلت بالفعل اثنان منهم ، كريس المستذئب صاحب الشعر الرمادي ،
و أيضا آلياو هي ساحرة في الدرجة العاشرة من أصل إثنى عشر ، نصيحة لمصلحتك لا تعبثي معها كثيرا ، هناك أيضا جوردن العملاق و هو حقا من فصيلة العمالقة و ليس مجرد تشبيه اذا كنت تتسائلين و أخيرا روز.، ألطف مخلوقة على الإطلاق و  هي من السايرن .

هذا حقا مدهش ! أقصد الإنتقال بين العالمين بسهولة و ما الى ذلك ، سافرت بنظري الى سارا، و كأنه قرأ تساؤلي راح يجيبني قائلا :
- سارا خاطرت بحياتها من أجل أن تأتي الى هنا ، أنا لم أجرب أن أنقل أحدا معي من قبل لذا كان خطر الموت يحدق بها ، و قد كان ذلك فعلا على وشك الحدوث ، لولا ...
ثم سكت بعد أن رمقته هي بنظرة نارية جعلته يقول بسرعة :
- لا يهم ما حدث المهم أن الإنتقال آنيا رفقة شخص آخر أمر غير مسموح .

- نحن سنتركك الآن تبدين متعبة ، و بالنسبة لشقيقاك لقد تدبر داني أمرهما بالفعل .
أردفت سارا ، بينما أومىء دانيال مضيفا :
- معها حق ، أعدك أني سأجيبك علي كل أسئلتك لاحقا ، خدي قسطا من الراحة الآن .
- حسنا ..
تمتت و استلقيت مرة أخرى لأسافر للمكان الأقل غموضا و تشويشا .. عالم أحلامي .
___________________________

مرحبا ❤

إذا كيف كان الفصل ؟ 🤔

أتمنى أن تكونو قد استمتعتم به 💛

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro