الفصلُ - السّادسَ والأربَعُـون -
أحلام تتحقق
يَمر العُمر هكذا مابين حُزن وفرح، مابين هُدوء وصَخب..
مرت ستـه شُهور بلياليها عَليهم جميعاً، تمت خُطوبه زين ومَاريـتّا بـ شكَل رَسمي..
لم تذهب للوس أنجلوس أبداً..
لم تراهم سِوى بليله خَطبتُها وذهبوا صباح اليوم التالي دون تُوديعها..
العلاقات مِنها مِن تنعم بالثبات رُغم البُعـد ومِنها مايهوى للفُراق بسبب جفاء القُرب..
أثبتوا للجميع بأنهم باقون كما هُم رُغم بعدهم وقله رؤيتهم لبعض..
إنهم بالقُلوب وماأعظمها مِن مكانـه..
بدأت دراستها في الجامعه ولكنها لم تَنعم بأي صداقه
لإنها أرادت ذلك..
أحبت أن تَبقى على عهد الوصال مَعهم وبقيت..
تأقلمت مع الوضع بِشكل يُريح رأسها فقط..
ولكنها أحبت البقاء دوماً هكذا.. لا
دائماً فِكرهها مُشتت ولكنها مُتيقنه بإن زيـن هو الملاذ الذي يُنهي هذا التَشتت..
وبالفعل يفعل..
علاقتها مع ثيو توطدت كثيراً..
هَي تُناسب أفكارهُ تماماً جاءت على مقياس عقلهُ..
كما جاءت على مقياس قلب إباه..
وكِلاهُما أتفقا على مقت دِيلان لـ سبب تجهلهُ
**
يجلس في مكتبهُ يُدقق بالأوراق بِتعب، نظر إلى أكواب القهوه التي أمامه ومطفئـة سجائرهُ الممتلئه
وضع رأسهُ على ذراعيه بأهمال مغمض عسليتاه البراقه..
-كارلا لا أُريد شئ.. أغلقي الباب واُخرجي -
أردف بِتعب فور سماعهُ للباب يُفتح، دون رفع رأسهُ شعر بأحد يجلس على مكتبهُ
-مُتعب كثيراً أنت.. وهذا التعب لن يزول إلا بعطله -
أردف الصوت المُحبب إليه، وشعر بأناملها تداعب شعرهُ
-رُبما يُزول بِعناق.. قُبله مثلاً -
أجابها مُستمتع بماتفعلهُ، ليشعر بها تنهض مِن مكانها ليرفع رأسهُ متأملاً إياه وهي تفتح النافذه
بتنوره صفراء قَصيره وقميص إبيض بأكمام متوسطه
وشعرها كعكه مُهمله وحذاء رياضي أصفر فاقع
-كيف كان دوامكِ -
سأل لتلتفت إليه بوجهه مُحقن بالهِدوء، وتقدمت نحو مكتبهُ ترتب الفوضى هُناك
-جيد.. جاء دكتور جديد وعلى مايبدو بإنهُ سيكون سبب فصلي -
أجابتهُ وهي ترمي الأكواب الورقيه الفارغه في سله القُمامه
-لماذا؟.. ماذا فعلتي لهُ-
أردف بمزاح لتنظر له بهدوء، ورفعت كتفيها بإهمال عقد حاجبيه وجذبها نحوهُ حتى أستقرت بحجره
-ماذا هُناك ماريتا مابكِ -
سألها وهو يراها تلعب بخاتمها بشرود، تنفست برويه وهي تبتسم
-لاشئ زين.. فقط رائحه سجائرك تُهلك قلبي -
أردفت بأنزعاج، أحكم قبضه ذراعهُ على خصرها النحيل
-نحنُ أتفقنا بأن لا ملابس كهذه مَاريـو -
أردف مُغير مجرىٰ الحديث مُتناسي مابِها، إبتسمت بتزيف
-حسناً لن ألبس هكذا مره اُخرى -
أردفت وهي تنهض مِن حُجره، متجهها ناحيه الأريكه
حيث جلست هُناك
-إين أبي -
سألت، نهض مِن مكانهِ وذهب إليها مستلقي على الأريكه واضع رأسهُ على فخذيها
-في مكتبهِ.. ورُبما يكون قد خَرج -
أجابها، مستريح هُناك مِن تعبه وهي تمسد رأسهُ بلطفها المُعتاد
-منذُ زمن لم تُحدثي دِيلان -
أردف فاتح موضوع معها، سمع تنهيدتُها الموجعه لهُ
-قبل مَجيئي إليكَ حدثتـهُ.. بخير والباقي كذلك -
أجابت وهي تُقبل جبينه، ليبتسم بإتساع ضحكت على ذلك
-هيا.. لتذهبي معي إلى المنزل ثيو أشتاق إليك -
أردف وهو يعتدل بجلستهُ..
أمسكت بيدهُ مُشابكه أصابعه بخاصتها ليرى جمال أناملها المطليه بطلاء فَرنسي..
-لدي أختبار ومشروع بعد غَد.. كوني متسلطه اللسان
فهذا عقاب مِن الدكتور الجديد -
سخرت وهي تنظر لخاتمهُ وخاصتها بتمعن شديد، ثم عروق يديه ليضحك بخفه
-لسانكِ مُشكله ولاحل لها.. عليكي الدراسه جيداً
اثبتي لهُ بإنك مُجتهده وهو سيحبكِ -
أردف بحب ،إبتسمت وهي تمرر أناملها على عروق يديه البارزه بشده، كونه يرفع أكمام قميصه
-أنا أحب عروق يديكَ.. كثيراً -
تحدثت وهي تضغط على عروقه وتبتسم بشرود، أمسك ذقنها رافع نظرها إليه، فاق حُبها بقلبـهِ ببذاخه عاليـه..
لم يَجن بعد ولكن إن فعل سيكون مِن جَمال عينيها
سُبحان الرَب كيف سواهُن..
-رُبما لإنكِ تجرين فيهم ياغيمتي -
تغزل بِها بتهيمن، ضحكت وغردت عصافير قلبهُ مرفرفه بسمائها..
-ويسألوني لماذا أُحبكِ.. أيُلام المرء بحُب غيمهَ -
تابع بكلامهِ، حتى عُجن خديها بحُمره الورد، زادت ملاحَتها
-أنتِ تُصلحين خراب قَلبي.. ولم يُعد هُناك خراب ولا ظَلام بقربكِ -
لم يكن ليصمت في حضورها الطاغي وبسمتها الساطعه التي تُشرق قلبهُ..
-كفاكَ غزلاً. هيا أنهض -
أردف بـ مُزاح حامله كُتبها وأشيائها وتخرج، تبعها بعدما أخذ أشيائهُ
-علينا أن نبتاع لكِ سياره -
أردف وهو يفتح لها الباب بِنُبل، إبتسمت بمضض ودخلت
-سأذهب بِها للوس أنجلوس صدقني -
أخبرتهُ لـ يضحك وهو يشغل السياره ويقود مُبتعداً عَن الشركه..
-إن كُنت تريدي الذهاب إلى هناك.. الأن أحجز لكِ -
أردف مُبتسم لها، لـ تنفي برأسها ليتابع قيادتهُ بصمت بنظره خافته من حين إلى آخر إليها..
-سُتخبريني ماهو اللاشئ الذي بكِ -
سأل وهو يركن سيارتهُ أمام منزلها، تنفست بِعُمق وإبتسمت ليأخذ مُقبل باطن يدها..
-رُبما لاحقاً.. أما الأن لستُ بمزاج حقاً -
أجابتهُ مزيله تلك الإبتسامه ، طبعت قبلهُ على وجنتهُ وترجلت مِن السياره
-إياك والسهر.. عيناي عليكِ -
صرخ مِن نافذه السياره، ولكنها لوحت له ودخلت مُختفيه عن أنظاره..
كان مُتعب وزال تعبهُ برؤيتها ؟..
لماذا يراها مُتعبه ومختنقـه ولا يتسطيع فعل شئ لها..
ولكنهُ مع ذلك سيحاول..
دخلت منزلهُ، واضعه الكُتب فوق الطاوله وكذلك هاتفها...
بعد مُده بدلت ملابسها لإخرى مُريحه.. بنطال قطني
باللون الأسود وتيشيرت إبيض..
وتركت شعرها منسدل..
جلست مُتربعه على الأرضيه الخشبيه بعدما جهزت كوب قهوه كبير..
-تبدو سهرتنا للصباح -
سخرت وهي تفتح كُتبها بأهمال وملل شديد..
**
لُوس أنجلوس | قَلق
يَجلسون في غرفه المعيشه، كُل منهم على أريكه مِنهم مَن يَدرُس ومِنهُم مِن يُعاني مِن الملل
-حقاً أنتم مقيتين.. أريدُ مَاريـتَّا -
أردف مارت بقهر وهو يرمي الكُتب بأهمال على الأرضيه
-أولاً أجمع كُتبك.. ثانياً مَاريتا لديها زين الأن لا تحتاجنا -
أردف ويليام بأنزعاج وهو يبعد نظراتهُ عن عيناه ويمسحهما بخفه
-مَاري ليست على مايُرام.. حدثتها صباحاً كانت خائفه ومرتبكه مِن شئ -
أردف دِيلان ،مُجفل قلوبهم..
-مارأيكم بأن نتصل بها الأن -
أقترح دانيال ليومأ الجميع لهُ، أبتسم وأمسك بهاتفهُ
متصل مُكالمه مرئيه
-الحيوانه ماريتانيا،كيف حالكِ -
صرخ بها دانيال وهو يراها بشعرها المنسدل على كتفيها بأهمال
-أريدُ اُذناي دان.. أشتقت لكم -
تحدثت وهي تراهم جميعاً فوق بعضهم، إبتسمت على حالهم
-لذلك تأتين لزيارتنا؟.. -
أردف ويليام ساخراً ،ضحكت هي حتى لَمعت عيناها بشده
-أنا مُصابه باللاشئ.. أتعرفونهُ -
سألت ساخره مِن نفسها، كانت ترى مَلامحُهم العابسه والقلقه إيضاً
-أشتقت لـ ثيو -
أردف مارت مُغير جو المحادثه، رفعت شعرها كعكه بقلم
-هو لا يُطيقك مارت.. ولم يشتاق لكَ -
سخرت مِنه وهي تضحك بقوه، ليشاركوها متعجبين مِن حالها المتبدل
-أنا أعلم بأنهُ يكره ديلان.. لكان مارت فهذا جديد -
سخر دانيال لتبزع أعين ديلان بصدمه، لتومأ ماريتا مؤكده لهُ
-لدي أختبار وأنا جائعه ونايت ليس هُنا.. أحضروا لي طعام -
أردفت بعد مُده من عدم أي تحدث مِنهم، ضحك مارت بقوه
-الأختبارات ليس الأن.. ولكن نظامكم مختلف على مايبدو -
أردف ساخراً مِنها ،نظرت لهُ بحقد وهي تنفي بحاجبيها
-هذا الطبيب المُتحرش القذر.. عاقبني أنا ومجموعه مِن الطُلاب -
أردفت بقهر وهي تنفخ وجنتيها، أخذ ديلان الهاتف بسرعه من يد دانيال
-ماذا تقصدي بـ مُتحرش مَاريـتَّا -
سألها بصرامه إبتسمت ضاحكه، وهي تقرص وجنتيهت بخفه
-هكذا لقبهُ.. إنهُ معتوه ديل.. تخيل منذ اليوم الأول لإني لم أخبره بأسمي كاملاً عاقبني -
أجابت وهي تسمع صوت جرس الباب، عقدت حاجبيها بتعجب
-سأرى وأعود -
أخبرت ديلان وهي تنهض ذاهبه ناحية الباب دون سماع تعليق مِنهُ
-مَاريـو مالك.. هذه لكِ -
أخبرها العامل لتبتسم بتوسع وهي تأخذ الصندوق وباقه الورد الأسود
-هكذا هو عَالمي أسود دون ضحكتكِ.. لاتحزني ولا تَذبلي لا يليقُ بكِ سِوى الإبتهاج.. يا إمرأتي الصَغيره.. -
ضحكت ببهجه وهي تقرأ ملاحظه الورود السوداء الأنيقه...
فتحت الصندوق لتجد طعامها المُفضل مع مُلاحظه إيضاً
"إياكِ والسهر مَاريـو.. تناولي طعامكِ جيداً ولا تنسي أن تَحلمي بي.. أحبكِ' ذو القلب المُضيئ بقُربكِ' "
لم يكن إي شئ يُعدل مَزاجها سِواه ،أبهج رُوحها بشده..
هي تُحبـه بِـ كُل مافيـه..
وكَيف لا تحبهُ ولا يهنى لهُ ثانيه دون رؤيتها مُبتسمه..
اعتادت على زَيـن بأهتمامهُ الشديد وحُبه الكَبير..
ولطفهِ مَعها..
لم تُلام عندما أحبتهُ وجعلتهُ روحـها وأكثر..
تيقنت بأن الحياة زيـن ومادون زين هلاك..
إليست هي كذلك بالنسبه لهُ؟..
-إين أختفيتي -
سألها ديلان فور رؤيتهُ لها مُبتهجه، عقد حاجبيه بعدم فهم
-أنا اُحب زين كثيراً ديل -
أخبرتهُ وهي تبعد هاتفها قليلاَ،لتضع الطعام أمامها ضحك عَليها
-هيا وداعاً.. زين يتصل -
أردفت وأغلقت الخط في وجهه دون سماع كلمه منهُ
ليزفر بأستياء
-إنها بخير.. لماذا تُكبر الموضوع -
سألهُ ويليام وهو يراه يجلس على الأريكه بأهمال لينفي الأخر برأسه
-علينا الذَهاب إلى لندُن بأقرب وقت -
-------------------------------------------------------
نِهاية الجُزء ❄️
رأيكم ؟؟
موقف مفضل؟؟
موقف سئ؟؟
-توقعاتكم.. ماضل
كتير وبتخلص -
Love you all
See you soon 💙🔜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro