دَارُ الأيْتَام |١٦|
" يا رفاق ! هل رأى أحدكم تاي تاي ؟ "
قالتها يوري الصغيره القلقه حالما دخلت الصف ، ولكن الجميع هزّوا رؤوسهم نفياً ، جرّت ذيول الخيبة خلفها وهي تمشي في الرواق .. حتى سمعت صوت تأوه خافتاً يصدر من غرفة الموسيقى ..!
أسرعت بالتوجه نحوها وحالما اقتحمت المكان لتجد احد الطلاب الكبار يجلس فوق ظهر تايهيونغ بعدما لوى ذراعه يعكفها فوق ظهره قائلاً بغيظ
" لقد أهنتني امام المعلم ايها الحقير ! هل تظن انك موسيقار حقيقي ؟ انت مجرد ثري مدلل ! "
فقالت يوري متوسعة الأعين مغتاظةٌ بشدة لرؤية زوجها المستقبلي مطروحاً أرضاً وتتم معاملته بالسوء
" كيف تجرؤ على إيذاء أنامل موسيقاري الذهبيه ؟! "
رفع الطالب مقلتيه الحادّتين نحوها وسرعان ما نفث بسخريه اثناء ما كان يعكف انامل تايهيونغ متعمداً وقال متجاهلاً صراخ تايهيونغ
" ماذا ستفعلين بهذا الشأن ايتها الطفله الجاهله ؟ "
خفضت أنظارها نحو قيتار مركون بجانب الباب ، وفسّرت عن أكمامها امام مراقبة الطالب لها .. لتمسك بذراع القيتار وهي تتوجه نحوه بنية الدفاع عن تاي بهذا السلاح قائله بعصبيه
" ألن تنهض عن تاي ؟ .. "
فقال الطالب مضيقاً عينيه محاولاً اخفاء خوفه مما تنوي فعله
" انتِ تظنين انني امزح في الأرجاء ؟ ألن تضعي قيتاري جانباً ؟! "
لتضرب القيتار على الارض ليُفجُّ من المنتصف امام أنظار الفتى المصدوم وقالت بعدها مبتسمة تضع يدها قرب شفتيها الكرزيه
" أوه .. شكراً لإخباري عن ملكية صاحبه .. فعلتُ هذا لأنك لا زلت تجلس فوق زوجي المستقبلي "
ثم رفعت القيتار للأعلى مجدداً وهي تهدد قائله
" سوف أحطمه كلياً ما لم تنهض عن تاي تاي "
سرعان ما نهض الطالب عن تايهيونغ الذي جلس بصعوبه وهو يمسك بذراعه متألماً .. فتقدم الطالب نحو يوري قائلاً بحدة وهو يمشي ببطئ
" سلّميني القيتار بلطف ! "
لترميه نحوه بمدى قصير متعمده كي يسقط على الارض قبل ان يصل للطالب .. وإذ بذراع القيتار تنكسر امام قدميه ..
وسرعان ما التفتت تنوي الهروب لو لم يمسك بمعصمها يسحبها نحوه ويدفعها أرضاً بجانب تايهيونغ ، اغلق الباب عليهما ومن ثم قال بعصبيه حالما وقف امامهما
" انا لم أكن لأفعل هذا بك .. ولكن الفتاة هي سبب فعلتي .. يا تايهيونغ "
قالها لتايهيونغ الذي كان ينظر نحو يوري بقلق لانها ارتطمت على الارض بقوه .. وإذ بالطالب يمسك بخشبه حاده من قيتاره ، وتوجه نحو تايهيونغ يسحب ياقة قميصه يجبره على الوقوف امام محاولة يوري لدفعه لو لم يسقطها أرضاً بعنف مجدداً .. تمسك بيد تايهيونغ يقول ساخراً وهو يمسك بالخشبه بيده الاخرى
" سوف أضع على يدك جرحاً عميق ، لعل الحظ يحالفني وأفوز بالمسابقة بينما انت تتعالج بالمشفى "
كاد ان يغرز الخشبة بأنامل تايهيونغ الثمينة لو لم تتدخل يوري وهي تضع راحة يدها فوق خاصة تاي دون ادراك لفعلتها ، فانتهى الحال بالخشبه أن تُغرز قرب معصمها فخلّف هذا علامةً دائمه ، نُقِل الطالب لمدرسة اخرى بعد ان كاد يتسبب بفصل نفسه على ما فعل بطالبة ابتدائي ، ولكن عائلة يوري تنازلوا بشرط ان ينتقل لمدرسة اخرى ، وحين فاز تايهيونغ بالميدالية بنزاهه وضعها حول نحر مُنقذته يوري التي لطالما كانت تتفاخر بالندبة ، وحين كان يرفض لها أمراً ما كانت ترفع معصمها امامه ببساطة ويضطر للموافقه على مضض بسبب تأنيب الضمير التي استغلته منقذته !..
•••••
حين كانت يوري متشبّثه بتايهيونغ من الخلف كانت تتوقع منه ان يحاول هزّها كما لو أنها كوالا ، ولكنها تفاجئت بأنامله القمحية التي مطّت وجنتها وصوته الهادئ الرزين حين قال آمراً
" أنتِ تحرجينني أمام الملئ .. إنزلي من على ظهري قبل أن اقتلع وجنتك من مكانها "
فقالت متألمه وهي تهبط بقدميها على الأرض
" اوتش .. حسناً حسناً انا اعتذر ! "
أُقتِيدت من وجنتها لتقف أمام تاي ذو التعابير الهادئة وهي تبتسم رغم أنه لا زال يمطّ وجنتها .. ترك وجنتها متنهداً يقول بينما كانت تدلّك وجهها بإستياء طفولي
" هل هذه أفعال أنثى ؟ تتصرفين كحيوان الكوالا ، لم يقفز أحدٌ فوق ظهري يوماً ! هذا مهين .. "
ضيقت عينيها بشكّ مما يقول ، ثم تقدمت نحوه تقول
" هل أنتَ متأكد ؟ .. ولكن لماذا اشعر بأن ما فعلته معك يبدو مألوفاً ؟ اقصد قفزي فوق ظهرك كحيوان الكوالا "
قلَّب عينيه العسليتين بتضجر وقال ينوي تخطّيها
" يبدو ان القفز فوق ظهور الآخرين هي احدى عاداتك السيئه "
توقف فجأه وألتفت بغته بشك ليجدها توشك على القفز فوق ظهره لو لم تشيح بوجهها بارتباك وهي تعقد أناملها خلف ظهرها متظاهره بالتأمل ، فقالت بعدها مبتسمه بإرتباك لطيف وهي تنظر الى تعابير نفاذ الصبر خاصته
" حسنا اعتذر على فعلتي الشنيعه .. ولكن الى أين تنوي الذهاب ؟ "
بلّل شفتيه حالما نظر الى خاصتيها وفهم ما قالت ، وقال بعدها بصوته الثقيل ذو النبرة المبحوحه
" الى الجحيم السابع ، لديّ موعد طارئ مع لوسيفير "
سرعان ما قالت بحماس
" سوف أرافقك ، اشعر بالملل حقاً "
نظر حوله وإذ بيوري اصبحت محطّ انتباه المارّه بسبب قفزها فوق ظهره قبل قليل ، اخفى وجهه بأنامله التي تعانقها خواتمه النحاسية وقال بصوتٍ هادئ
" حسناً تعالي ، فقط كفي عن لفت الانتباه "
لتهزّ كتفيها بعدما أطلقت تنهيدة راحه ، وحالما مشى لتمشي خلفه بهدوء وهي تحاول كبت حماسها ، بينما قال جونغكوك مصدوماً وجين فمه مفتوح حائراً غير قادر على التعبير
" لقد نجحت يوري اخيراً بإختراق جدار عزلة موسيقارنا الأصم .. جين ... اشعر كما لو انني أبٌ فخورٌ "
ليضرب جين مؤخرة رأسه بعدما قال ببرود
" موسيقارٌ أصم مؤقتاً فقط ،، سوف يخضع لتلك العملية عاجلاً أم آجلاً .. ما دام يسمح ليوري بالإنخراط بإنطوائيته ، حينها ربما ستؤثر على قراره .. "
نظر جونغكوك الى مدى جدية صديقه ، فقال مستغرباً حين لم يستطع كبح فضوله
" جين .. هل يوري تشك في هوية تاي ؟ "
ابتسم ثِغرُ جين حالما قال
" هي من ميّزت تايهيونغ لأن ذكريات طفولتها لم تُمحى .. ، وبما ان اسم عائلة تاي قد تغير بسبب زواج والدته قبل وفاتها فهو قد اخذ اسم زوج امه بدلاً من ابيه ، فقد فقدت يوري الأمل بكون تايهيونغ هو صديق طفولتها "
لم يستطع جونغكوك ان يلتزم الصمت امام فعلة جين التي لطالما حيّرته ، فتجرأ قائلاً
" لماذا لم تخبرها ؟ "
توجه جين نحو السيارة المركونه بينما يراقب سير تاي و يوري بصمت
" شعرت بأن هذا ليس الوقت المناسب لأن تقتحم يوري حياته الفوضوية بهذا الشكل "
وحين صعد السيارة امام جونغكوك الواقف امامه قاله له جين بضيق
" تخيل حجم معاناته حين تكتشف يوري انه فقط صديق طفولتها وليس زوجها ؟ فقط تلك الصديقه التي لطالما وعدها بإنشاء معزوفه لأجلها ، هي الصديقه التي كانت تترقب رؤيته في مسرحٍ كبير .. سوف يخجل من وضعه الحالي حين تكتشف يوري انه هو صديق طفولتها وزوجها الاصم "
لتبزغ ابتسامةً على ثغر جونغكوك قائلاً
" اذاً انت لم تخبرها لمصلحة تاي ؟ "
" بالطبع ، ولكن يبدو انها ذات نفعٍ ما دامت تجهل هويته .. وحقيقة انه موسيقار أصم .. "
" ماذا لو اكتشفت الامر ؟ اقصد .. ماذا لو تذكرت انه صديق طفولتها ؟ او تذكرت جميع ما فقدت من ذكريات شاركتها معنا ؟ ماذا سنفعل لو حصل هذا ؟ "
صمت جين واعتراه الخوف، ولكنه أخفاه بقوله بابتسامة طمأنه
" حينها .. لن امنعهما .. ففي النهايه هذه حياتهما .. ما يهمني هو ان تكون يوري دفعة املٍ لصديقي .. آملُ هذا "
فصعد جونغكوك بجانب مقعد السائق ولحقا بخفية تايهيونغ ويوري .. لأنهما قلقنا بشأنه .. خوفاً من ان يُكشف بطريقةٍ ما .. فيوري لطالما كانت حذِقَه ..مدّ تايهيونغ راحة يده امام سيارة الأجرة التي توقفت رهن إشارته وجلس في مقعد الراكب بينما جلست يوري بالخلف ، فنظر تاي نحو وجه السائق المسن يقول
" دار الأيتام التابع للسفارة الكوربة في التقاطع العاشر لطفاً "
ليومئ السائق ويقود نحو دار الأيتام الذي أشغل عقل يوري التي كانت تفكر عن سبب رغبة تايهيونغ بالذهاب نحوه ، ولكنها ابتسمت برضى .. ففي النهايه هو لن يذهب للجحيم السابع .
وقفت يوري تحملق في مبنى دار الأيتام المتواضع بينما يقف تايهيونغ بجانبها صامتاً كعادته .. ارادت ان تسأله عما اذا كان يتطوع في هذا المكان ولكنه يواصل وضع جدار غير مرئي بينهما حالما يضع السماعات التي تتمنى ان تمّزقها إرباً ..
حين دخلا الدار رحّبت بهم إمرأةٌ ما وهي تبتسم بعطف مخاطبةً تايهيونغ
" لقد أتيت أخيراً سيد جيرالد ، الاطفال قد افتقدوا عزفك لهم "
فرددت يوري اسم بارك بتعابير خيبه
" جيرالد .. جيرالد .. اسم عائلته هو الشيء الوحيد الذي يقف عائقاً امامي "
خرجت من تفكيرها حين أمسك طفلٌ ما صغير بيدها يعبس قائلاً بتردد ..
" يا آنسه ، هل .. هل تعرفين أخي تاي ؟ "
خفضت يوري أنظارها نحو ضئيل الحجم لتشير مذهوله نحو ظهر تايهيونغ الذي ركض الاطفال نحوه بحماس يعانقون خصره بأذرعهم القصيره وهم يتشاجرون لأجله ..
" هل تقصد تاي تاي ؟ "
أومئ الطفل ذو الوجنتين المتورّدتين والشعر الاسود الذي يكاد يغطي عينيه ومن ثم سحب كمّ ذراعها كي تجلس امامه جلسة القرفصاء ، وهمس في اذنها قائلاً
" اخي تاي دائماً ما يعزف البيانو لنا .. هل أنتِ زوجته ؟ "
تورّدت وجنتيها بخجل طفيف وهزّت رأسها نافيه ، لتبادله الهمس في أذنه حالما التفت تايهيونغ نحوها حين شعر بغيابها
" أنا صديقته يوري .. لقد أتيت معه بعدما قفزت فوق ظهره ليوافق "
ضحك الطفل بسعادة ففاجئ هذا تايهيونغ .. فالطفل هيوجين مصابٌ بمرض التوحد .. ورؤيته يضحك او يخاطب احدهم حالة نادره ..
ليتفاجئ تاي بالطفل هيوجين يعانق عنق يوري بكلتا ذراعيه بلطف ، مما اجبرها على النهوض بعدما حملته بين ذراعيها وهي تنظر لتايهيونغ بفخر بعدما رفعت أصابع السلام .. ليميل تايهيونغ رأسه عاقداً حاجبيه يتبسم باستغراب !
حين دخل تايهيونغ غرفة الموسيقى جلس جميع الاطفال امام البيانو ذو اللون البندقي وهم ينظرون اليه بحب شديد ، بينما الطفل هيوجين قد نزل من بين احضان يوري التي جلست بجانب الاطفال حالما جلس تايهيونغ على الكرسي مقابل الكرسي .. وضمّ ذراع تايهيونغ الذي تفاجئ من فعلته .. فقال بعدها مبتسماً بلطف
" مالأمر هيوجين ؟ "
نظر الطفل هيوجين نحو الاطفال بخوف ، ثم عانق خصر تايهيونغ بصمت بكلتا ذراعيه يريح رأسه على صدره كي يخفّ ارتعابه .. ضمّ تايهيونغ وجنتيه المتورّدتين بأنامله يرفع وجهه كي يرى ما تُظهِر تعابير الطفوليه الخائفة .. يقول بصوته الرجولي للطفل حين بدى في نظر يوري كالأب العطوف
" لا بأس .. اخبرني "
ابعد الطفل يدا تايهيونغ بإنزعاج عن وجنتاه ثم نظر الى الارضيه بتردد ، ليرفع عينيه البندقيتين قائلاً بتردد
" أجلِسني بِحُضنِكًْ "
بزغت ابتسامةٌ واسعه على شِفاهِ تايهيونغ ، والذي كانت يوري تتأمله بذهول .. ليحمله تايهيونغ ويُجلِسه فوق حضنه امام مفاتيح البيانو وسط غيرة الاطفال الآخرين على تايهيونغ ..
قام تايهيونغ بالعزف بينما كان هيوجين يتأمل تحركات انامله حول المفاتيح بإعجاب وذهول ..!
والذي رفع رأسه كي يرى تعابير تايهيونغ الذي كان يبدو عابساً عكس الاطفال المستمتعين بالعزف خصوصاً يوري التي تهزّ رأسها بإستمتاع ..
ليعبس هيوجين حين رأى تعابير حزن شخصه المفضل .. ونزل من حضن تايهيونغ الذي تفاجئ من فعلته وتوقف عن العزف ..
ركض هيوجين نحو يوري وباغتها بعناقٍ مفاجئ يدفن وجهه بعنقها يبكي بحرقه وسط استغراب كل من يوري وتايهيونغ الذي نهض يتوجه نحوهما بقلق ..
فقال تايهيونغ ليوري بضياع وهو يضع راحة يده فوق ظهر هيوجين حالما ركع امامهما
" هل هو يبكي ؟ "
استغربت يوري من سؤاله الذي لا يحتاج جواباً ، فبكاء هيوجين الشديد واضح ومسموع .. ولكنها إجابته رغم غرابة سؤاله تومئ قائله حالما حدق بشفتيها بتركيز شديد
" انه يبكي بحرقه ، ماذا حصل معه ؟ "
دخلت المعلمة حين سمعت بكاء هيوجين وقامت بإخراج الاطفال للساحة الخارجية ليلعبوا ، فبقي تايهيونغ ويوري فقط قرب الطفل هيوجين الذي توقف عن البكاء فجأه وهو يدفع نفسه عنها ينوي الهروب لو لم يحيط تايهيونغ بذراعه خصر هيوجين يجبره على العودة اليه .. فوقف هيوجين ذو العيون الحمراوتين امام تايهيونغ الجالس امامه و الذي يتأمله بحزن ولَم ينطق بكلمة .. فمسحت يوري دموع هيوجين بأناملها تقول بنبرة حنونه
" هيوجين مالذي أبكاك ؟ "
مطّ تايهيونغ وجنة هيوجين المكتنزه يقول باسم الثغر
" اخبرني يا صغيري .. لماذا هجرت حضني وذهبت لمعانقة يوري ؟ .. هل وجدت صديقاً اخر بدلاً مني ؟ "
هزّ هيوجين ذو الشفَّة السفلية البارزه رأسه نافياً وقال بتردد بينما يمسح دموعه الدافئة بباطن يده الصغيره
" لا .. هيوجين .. هيوجين يحب تاي كثيراً .. حين يحزن تاي .. هيوجين يصبح حزيناً ايضاً .. انا حزين الآن .. وأكره البيانو .. لأن تاي يصبح حزيناً حين يَعْزِف "
سرعان ما نظرت يوري نحو تعابير تاي لتتفاجئ بالدموع تنزل على خطّ وجنته القحمية مصدوماً ومتأثراً من كلام هيوجين .. الوحيد الذي لاحظ حزنه الشديد حين عزف قبل قليل .. سرعان ما مسح تايهيونغ دمعته التي خانته بظهورها امام يوري مجدداً .. وتنحنح يعانق هيوجين بين ذراعيه الحانيتين ويغمض عينيه متنهداً بضيق قائلاً .
" تاي لم يَعُدْ حزيناً .. لذا لا تبكي "
ابتسمت يوري رغماً عنها ومسحت بأناملها على شعر تايهيونغ الحريري حين كان مشغولاً بمعانقة الطفل الصغير ..
كسر صمتهم صوت صخب الأطفال الذين بدوا سعيدين ، فقط يوري والطفل هيوجين من استطاعا سماع ذلك الصخب .. ليبتعد هيوجين عن احضان تايهيونغ المستغرب ويخرج كي يرى سبب ذلك الصخب .. فضحكت يوري على تعابير وجه تاي المهجور .. والذي التفت نحوها عابساً يقول
" هل تم هجراني للتو ؟ "
لتومئ ضاحكه ، فقالت بعدها بسعاده قبل ان تنهض وتلحق بالصغير ذو عمر الثمانية سنوات
" لقد هُجِرتْ ، كما فعلتَ معي "
بقي واحده مبتسماً على سذاجتها ، ونهض كي يرى سبب خروجهم من المكان .. وصل الى الساحة الرئيسين ليتفاجئ برجلانِ يرتديان زيّ أرنب وقطة يحملان بين اناملهما اكياس مليئة بالالعاب !
وقف تايهيونغ بالعراء ذو الرياح البارده التي تصفع الوجوه ، عاقداً ذراعيه حول صدره بجانب يوري وكتفه يلاصق كتفها ، وفارق الطول بينهما واضح ، وعلى ثغره ابتسامة راحة حين رأى الطفل هيوجين ينخرط مع الاطفال جيداً ويضحك في وجوه الرجلين الغامضين ..
ادارتْ يوري رأسها تنظر ناحية تاي بهدوء .. وعينيها تراقبانِ تفاصيل ابتسامته النادرة الجميلة .. وقالت هامسه بصوت مسموع
" أنتَ كريمٌ الْيَوْم .. أهديت الحياة ابتساماتك الحُلْوَةُ النادرة ، العميقة الوطئ على قلبي .. تاي جيرالد "
التفت نحوها لتلتحمان نظراتها المختلسه بخاصتيه ، فتنحنحت بتوتر تشيح بنظراتها عن تاي المستغرب ..
قاطع صمتهما الأرنب المقنع الذي كان يضع احد الاطفال بين خصره وذاراعه بينما كان يحملق بهما بشكل مريب .. فقال تايهيونغ ساخراً يخاطبها
" هل يحمل كيس بطاطا ام طفلٌ في السابعه ؟ "
فضحكت يوري وهي تنظر لعينيه العسليتين المشرقتين حينما كان يتأمل سعادة الاطفال اليتامى ..!
بينما توجه المقنع القط من العدم وصفع مؤخرة رأس المقنع الارنب وهو يأخذ الطفل منه يضعه أرضاً ، ليتفاجئ المقنع القط بهجوم الاطفال عليه يتعلقون بظهره من الخلف .. فحاول الاطفال البقية فعل نفس الشيء مع المقنع الارنب لو لم يرفع قبضته نحوهم مهدداً .!
غرقت يوري بالضحك وهي تنظر اليهم هي الاخرى ، وتنهدت بسعادة حين رأت مدى سعادة الاطفال بالالعاب وبالمقنعين الاحمقين الذان نشرا السعادة في الإرجاء .. وخصوصاً في قلب تايهيونغ الذي اصابته عدوى سعادة الاطفال .. بينما اصابت عدوى سعادته قلب يوري التي أسرفت بتأمل ابتسامته المشابهه بإبتسامة صديقها الصغير قبل ١٣ سنه ..
تلامست أناملهما ليخفض ناظريه نحو يد يوري ويُفاجئها بتشابك أنامله بخاصتيها ، رفع يدها يحدّق فيها بأعينٍ عسليةٍ متمعّنة بندبة معصمها يشعر بتأنيب الضمير بينما هي كانت تنظر اليه بتوتر من فعلته المفاجئه .. فابتلع ريقه بتوتر بعدها افلت يدها يشيح بأنظاره عنها يتجاهل عيناها المتسائلة عن سبب تصرفه الغريب .
••••••
مساحه لله
توقعاتكم للفصل القادم.
افضل جملة.
افضّل موقف.
مين تتوقعون القط والأرنب ؟ 😂
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro