٦
* سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم
* فوت/نجمة
*تعليقات بين الفقرات
____
نظرت في انعكاس وجهها في الحمام ، كانت قد اعادة وضع مكياجٍ أبرز وسع عينيها واكسب وجنتيها حمرةً شفيفة ، هذا ذكرها بالنسوة الاباطرة اللواتي تراهن في لوحات اللوفر، مما جعلها تبتسم لنفسها ، رفعت شعرها وعقدته بالذات الشريطة الحمراء خلف رقبتها ، وتوقفات لثوانٍ تخلقُ تعبيرًا طبيعيًا ثم خرجت ، كان جايمس الذي دعاها لفنجان قهوةٍ بعد ان تحدث مع محاميها بشأن شيءٍ ما يجلس في طاولةٍ منعزلةٍ في اقصى المقهى ، مطلةٌ على البحيرة يراقب البط يرتعش فوق سطح المياه الباردة ، النافذة يغشاها شيءٌ من الندى رغم ان حرارة الشمس معتدلة ، لكن تلك البرودة التي تلازم اخر ساعات الصباح ما تزال في اوجِها
كان يبدو منعزلًا في عالمٍ اخر ، وكأنه يرى شيئًا لا يراه احدٌ غيره ، شيئًا غامضًا عجائبيًا ومهمًا ، استطاعت ايلا ان تراقب جلسته المستقيمة التي لا تشوبها شائبة ، هذا أعاد سؤالها عن حقيقة اسم العائلة اللاتيني الأصل ربما 'سالفاتور' فالرجل الجالس أمامها يبدو انجليزيًا خالصًا كأولئك الذين يذكرون في الروايات الكلاسيكية التي عكفت في أوقات فراغها تترجمها للفرنسية على سبيل المتعة .
رفع الرجل عينه ليقبض عليها تفترسه بعينيها ، لعنة نفسها ألف مرةٍ وهي تمشي لتأخذ مكانَها حيث سحب النادل الكرسي لها
"لم يتح لي الوقت ولا أيًّا مما حدث ان اقول لك هذا .. لكن تعازيّ الحارة على خسارتك."
"اشكرك يا سيدي."
"لفضلت ان تقولي لي عمي يا بُنيتي ، لكن لنكن بها ما دام هذا لقاءُنا اللائق الأول."
ابتسمت له ، كان يبدوا رجلًا رزينًا وخفيف ظل في ذات الوقت ، لكن هنالك بريقٌ فاضح للفطانة الحادّة يشع من عينيه جعلها تحسب له ألف حساب ، رددت وراءه مصححةً "يا عمي."
"هذا جيد ، انظري كيف تنطقينها وكأنك معتادة ، مثالي ، اسمحِ لي أن أسألكِ إن لم يكن هنالك مانعٌ .. ارى انك تجيدين تحدث الإنجليزية بطلاقة."
"الفضل يعود لديكنز في المقام الاول ، في الواقع كان من المفترض ان استلم رسائل قبولي من الجامعات لولا حدوث ما حدث.." اخفضت رأسها ، كان يظن انها حزينةٌ لوفاة جدتها المزعومة ، لكن ايلا في الحقيقة استشعرت داخلها احساس المرارة لإكتشافها المتأخر لمعضم الحقائق التي اخفيت عنها ، فقبضت على حقيبتها تغرس اظافرها في جلدها الغالي ، حطت يد جايمس على يدها وقد رقت ملامحه وتلاشى ايٌّ من ملامح الشك التي كانت تعتليه ناحيتها وناحية الشخص الذي تكونه
"لكنك هنا الآن ، في ديارك الحقيقية موشكةٌ على ملاقاة عائلتك ، متأكدٌ انك ستحبينهم كما سيحبونك .. لن نكون جميعًا او ايًا منا بديلًا لجدتك ، صدقيني اعلم هذا اكثر من اي شخصٍ اخر ، لكننا سنكون التعويض الذي لن يجعلك تحسين بالنقصان والعجز."
تلمست ايلا صدق كلامه ، كان هذا الرجل ذي الملامح الحادة و الرزانة المتزنة يعني كل كلمةٍ قالها ، شيءٌ بعث في داخلها اطمئنانًا ناحيته ، احست بأنه انسانٌ جيد كما يظهر عليه ، ذلك الإحساس الذي لا لغط فيه
"انا حقًا لا اعلم ما اقول او ما علي قوله .. لكن شكرًا جزيلًا لك ، كلامك ادفئ قلبيّ."
"بالمناسبة ، بعد ان ننتهي من اوراقك الرسمية يمكننا ان نسجلك في احدى الجامعات هنا ، اهذا جيد؟"
"سيكون عظيمًا ، سأحب ذلك."
"متأكدٌ بأنك ستحبين المنزل اكثر." نطق الكلام بأريحيةٍ مطلقة وكأنه يحادث شخصًا يعرفه منذ زمن ، او على الأقل يتوقع منها ان تعرف ما ينتظرها في هذا المنزل الذي يعِدُها بلقياه ، مصت خدها للداخل و اعتطه ابتسامة مقتبضةً للغاية تشي بالتوتر المفاجئ الذي انتابها و احساس الحذر الذي ظهر جليًا على محياها
"لماذا لم يبدو السيد بلايك سعيدًا برؤيتي؟." اعادت ايلا سؤالها الذي طرحته في وقتٍ لاحقٍ ، فما كان من جايمس سوى ان يصدر زفرةً خانقةً من أخيّه و مما حدث وما يزال يحدث ونظر الى امامه في نقطةٍ عمياء خلفها ، يتكئ بيده اليسرى على ركبته وباليمنى قبض على فنجانه ذي الرائحة اللاذعةِ للنعناع ، درست ملامحه جيدًا ، شيءٌ مريب يدعوا للشك يعتليها ، وقبل ان تضع افتراضاتِها طفق ينطق بعد ان ارتشف رشفةً طويلة واخذ وقته فيها
"والدك ، كحالنا جميعًا كما هو ظاهر .. لم يكن يتوقع وجودك ، في الواقع ظهورك الآن متاخرةً وفي فترةٍ حساسة نمر فيها جميعًا بوقتٍ عصيب كان صدمةً قويةً بالنسبةِ له ، شخصٌ صعب بلايك ، لطالما كان كذلك حتى بالنسبة لأُمنا ، جدتك، هو في مزاجٍ سيءٍ معظم حياته ، فما بالك وقد حظيَ بطلاقٍ صعبٍ مع أمك؟
تبدين لي شخصًا رزينًا سويًا ، لذلك لا اعتقد ان هنالك داعٍ لأيٍّ من هذه المقدمات، انا في الواقع دعوتك اولًا لأتعرف على شخصِك ، والذي اعتقد كثيرًا بأنه لاقى استحساني ، ثانيًا لأحادثكِ قليلًا بشأن امورٍ مهمة ، لا عن الاشياء البديهية التي ستحدث بطبيعة الحال يا بنيتي."
"انني استمع لك."قالت بإهتمام
"اخبرت محاميك في وقت لاحق واردت ان اخبرك بنفسي ، بالنسبة لأخويكِ جايك و جون ، الأول حصل له حادثٌ مؤسفٌ ادخله في غيبوبة ما يزال للأسف فيها."
انقبض قلبها و وتوسعت اعينها بدهشةٍ وذعر
"ثم هناك أمر أخيك جون ، هو الاصغر ان لم يكن لك علم ، انه في المستشفى الآن فقد تعرض لوعكةٍ صحيةٍ خطِرة منذ ما يقارب الثلاثِ اسابيع عرضتنا جميعًا للضغط بالأخص ابيك ، فلا تؤاخذينا على استقبالنا الأول الجاف."
انقبض قلبها وانقلبت ملامحها تمامًا ، حتى الهدوء الذي كانت تمتاز به تلاشى كليًا وقالت ذعرة
"اوه ياللهي العزيز ، وهل هو بخيرٍ الآن؟"
"بالطبع هو كذلك."
نظر الى وجهها بإمعانٍ وامتدت يده تلمس وجنتها الناعمةً جدًا ، بدت بشرتها شفيفةً نقيّة تعكس جمال أمها الفرنسي الذي استطاع رؤيته أسفل نظرات بلايك التي تزين وجهها ، وقال يتذكر سبب الشجار الذي اودى به الى هذه الحالة في المقام الاول"انا متأكدٌ تمامًا بأنه سيكون سعيدًا برؤيتك ، ما رأيكِ لو اننا نذهب للقياه الآن؟ لا شك بأنه سيكون مستيقظًا."
بدت متفاجئةً للحظةٍ وتعلثمت "بـ الطبع! أود ذلك."
"دعيني فقط اجري اتصالًا سريعًا."
اخرج هاتفه من معطفه امامها وهي تحدق به ببلاهةٍ
"اخبر جون بأمر ايلا ، اننا قادمين لأجله في هذه اللحظة ، مسافة الطريق فقط ، أجل ، لك ذلك ، هل نذهب؟."
سحبت معطفها من على المقعد وحملت حقيبتها "بالطبع."
فوضع النقود على الطاولة واشار امامها لتسبقه
***
كان يحدقُ بالسقف الأبيض ، لا يستطيع ان يجبر نفسه على إيقافِ الأفكار التي تأكله وتحرقه ، نهض من على سريره وسار ناحية النافذة يتكئ عليها ، كانت غرفته مطلةٌ على الحديقة الخلفية حيث يستخدمنها الممرضات لملاعبة الأطفال و الترويح عن المرضى ، الحديقة بدت بهيّجةً حيّة ، يستطيع سماع الصيحات و الضحكاتِ واضحة ، في ايامٍ اخرى كان ليبتسم لهم ويذهب لملاعبتهم
لكنها ايام اخرى حيث لا تكون روحه قابعةً في الحضيض ، تحول حزنه من بقعةٍ داكنةٍ تسكن قلبه الى وحدةٍ ضخمةٍ وشاسعةٍ كالمحيطات المظلمة والغابات الداكنة ، شيءٍ عميقًا لا يمكن الخطو داخله ، يشعر بنفسه مكتئبًا كما كان دائمًا ، لكن هذه المرة التهمه الإكتئاب كله ، حتى رغبته بالحياة تلاشت مع ادراكه بأن أبيه لن يسمح له برؤية أمه ، لربما من الأفضل الا يرى بعضيهما من الاصل ، لعلها وجدت رجلًا تحبه ويحبها وانجبت منه ابناءً وبنت لنفسها حياةً بعيدةً عن كآبة عائلتها السابقة ، راميةً بكل الذكريات السيئة السوداء خلف ظهرها وتترقب مستقبلًا اكثر اشراقًا وحيوية. لكن هل يستطيع لومها؟ بالطبع لا
حتى وإن اشتاقت له كما اشتاق لها ، وإن فكرت به في أكثر الليالي حلكةً وأكثر الايام اشراقًا كما يفكر هو فيها في كل لحظةٍ يختلي فيها مع نفسه ، ويطفق الى التفكير بالعدم و الاشياء التي من المفترض بها ان تكون منسية
كيف ستكون هي عندما تراه؟ لن يعجبها ان ترى ابنها معطوبًا كسيرًا ، لا يقوى حتى على ان يرفع الملعقة او ان يسند طوله ، سيستمع بقلبٍ ملتهفٍ ومتألمٍ في الآن ذاته لشهقاتِها وبكاءها وهي تعاتبه على انهاكه لنفسه ومقته لها ، لكنها ليست هنا الان ولن تكون موجودةً ، على الاقل لن يراها في حياته التي قرر انهاءها ان لم يفلح بان يغادر بلاده ويذهب اليها ، جزر نفسه بحزم ليخرس هذه الافكار السيئة
و بحرقةٍ و الشعور المؤلم الذي يصاحب المظلومين دائمًا ، ذلك القهر الذي يهد البدن ويسم القلب الصق جبينه بالزجاج واغمض عينه يتمالك لكم الجدار بقبضته بصعوبة ، برويةٍ شديدة فتح عيونه مجددًا وتقابل وجهه مع انعكاسه ، فإبتعد بضع انيشاتٍ و اعاد يراقب الاولاد يلعبون ، هو يعرف المستشفى وكل مخارجه كما يعرف كل مخارج القصر ، فقد قضى سنوات عمره يجوب اروقته ليصل الى غرفة جايك ويقعد معه بضع ساعاتٍ يحاول من خلالها ان يلملم شتاته ويتعلم كيفية التعايش مع آلامه و تجاهل المتسببين بهذا الألم ، والحق انه ضاق ذرعًا
كان يفكر بجديةٍ في كيف يخرج من هُنا ، كيف يهرب من هذه الديار الى دياره الحقيقية حيث أمه تنتظره ، لا يعلم ، كل السبل مسدودة وهنالك حارسين أمام الباب لا يملان ولا يتركان مكانهما يثيران حنقه وإن خرج يتبعانه كظله ، مجددًا تمالك لكم الجدار
ورفع رأسه عندما طرق باب الغرفة ، و أطل بعدها بلحظة من خلف الباب طبيبه المشرف على حالته هاري ، كالعادة كان يبتسم له ابتسامةً عريضه قابلها جون بتكشيرة ، لكن فكرةً لمعت في رأسه على أثرِها نظر الى طبيبه نظرة فضولٍ متفحصة ، هل من المعقول انه سيُساعده في الهرب؟
"كيف حالك اليوم يا جون؟"
"بخير."
سعِد هاري بأن جون اخيرًا بدء يتفاعلُ معه ، لا يعلم بنواياه الحقيقية ، ابتسامته كانت مريبةً وهو يعود ادراجه ليجلس على السرير
تفقد الطبيب الاوراق المعلقة على السرير وقال "أرى تحسنًا ملحوظًا في حالتك النفسية ، لا؟"
"الأمر مرتبطٌ بك."
اطبق الاوراق واعادها بمكانها ونظر له بفضولٍ هو الاخر "ماذا تعني؟"
"هل استطيع ان اطلب منك خدمةً وتلبيها؟"
"انا لم ارفض لك طلبًا ابدًا ، إن استطعت كنُا بها ، ما هي؟"
"انا سئمت واريد الخروج من المشفى."
"حسنًا ، مر اسبوعين جيدين على عمليتك ، مر كل شيءٍ على خير ولايوجد ايُّ مضاعفات ، والشكر لله، لكن المشكلة تكمن بك انت ، لا يمكنك ان تعيش على المغذيات الى الابد كما تعلم ، عليك ان تعدني بأنك ستسلتزم بوجباتك الرئيسية ، وجباتٍ صحية! والا تخالف مواعيد ادويتك ، وانا سوف ابلغ الد.ويليام و اكتب لك طلب الخروج."
بسرعةٍ رد جون "لا ، انا اعدك بأنني سأفعل كل ما قلته ، لكن اريد ان يكون خروجي من هنا سريًا."
"تريد الهرب اذًا؟"
عبس جون وانقلبت ملامح موجهه "لن تساعدني اذًا؟."
حك هاري ذقنه و زم شفتيه "اجل سأساعدك لكن على شرطٍ واحد؟"
بفرحٍ رد جون "و ما هو؟"
"قبل ان اقوله علي ان اتحدث معك قليلًا عندها يمكننا ان نتناقش بشأن خطةٍ محكمة تخرجك بعد ان تنفذ شرطي ، طبعًا ان ما زلت تريد الهرب بعدها."
نظر له جون يسمح له بمتابعة الحديث بصبر ، فإعتدل هاري بجلسته واقحم يديه في جيوب معطفه الطبي
"انا لا اعلم سبب نفورك من كل شيءٍ و حزنك الدائم ، وحتى صومك عن الطعام والكلام ، لا بد ان ما حدث لك شيءٌ كبير كما اعتقد ، لكن يجدر بك ان تعلم بأنك تمتلك عائلةً تحبك وتعزك ، بصعوبةٍ بالغة رددتهم واحدًا واحدًا ومنعتهم من رؤيتك بناءً على طلبك انت ، وهذا ما اجده انانيةً منك ، مع انك لا تبدو لي كشخصٍ انانيٍّ يا جون ، جدتك الكبرى تلك جاءت مع احدى افراد عائلتك و شتمتني لأنها تعتقد انني احبسك، اتعلم؟."
ابتسم جون لأنه عرف انه يتحدث عن العمة اجاثا ، وتخيل ما يمكنها ان تقوله لشخصٍ كهاري ، لكن ابتسامته سريعًا تلاشت
"مكاني لم يعد هنا يا هاري صدقني ، ان بقيت سأختنق ، لا تتعب نفسك بالحديث واخبرني ما شرطك؟."
تنهد هاري ونهض واقفًا وربت بيده على كتف جون الجالس وينظر له "كما تريد ، شرطي ان تقابل احدهم ، وعندها سنفعل ما تريده واكثر ، حسنًا؟"
"اقابل من؟"
"سترى الان." ذهب ناحية الباب وفتحه ، لم يستطع جون سوى رؤية جانب وجه احد الحارسين وصوت عمه جايمس يتحدث مع الاخر ، قال هاري "يمكنكما الدخول ، لقد سمح بذلك." ثم نظر اليه و اردف "وداعًا جون اراك لاحقًا." ثم لوح له وارتد الباب خلفه
دفع عمه جايمس الباب بإبتسامةٍ واسعة "مرحبًا بُني."
لم يستطع جون تجاهله كما كان ينتوي تجاهل الجميع ، اخفض رأسه خجلًا من نفسه لأن يفكر بعكس ردات فعله على شخصٍ طيبٍ وعظيمٍ كعمهِ "مرحبًا عمي."
اقترب عمه منه واخذه في حضنٍ عميقٍ جعل جون يتصلب في مكانه دون مبادلته "سعيدٌ برؤيتك بخير ، لا تعلم كم اراحني هذا ، لكم اريد ان اعتابك على قطيعتك هذه ، لكن هنالك ما هو أهم ، ما اعتقد بأنه سيسعدك ، فلا تعلم بأن سعادتك من الأهم الاشياء على الاطلاق." قبل جبينه
فلم يعرف جون مالذي يجب عليه قوله او بماذا يرد لكن عمه مع ذلك لم يبدوا مباليًا بردات فعله من الأساس ، لأنه اراد أن يسهل عليه والا يستصعب الموقف أكثر، مسح على وجنته وربت على ظهره "هنالك شيءٌ يجب ان تعرفه"
"خيرًا يا عمي ما هو."
"لا اعلم كيف سأبدأ" اطلق زفرةً طويلة ، يعلم ان ما سيقوله سيؤثر في جون كثيرًا لكنه يعلم ايضًا انه سيسعده الى حدٍ ما ، تناول كفة يده يحبسها في كفتي يده ويداعب الاصابع الشاحبة الطويلة والناشزة ، و حكى له ما جرى ، اخبره ان امه التي يرغب كثيرًا برؤيتها ويقضي لياليه كلها يتوجس من هذا اللقاء بقدر شوقهِ له قد ماتت ، لم يخبره كيف لأن هذه الحقيقة ستسبب آلمًا لا داعٍ له ، خصوصًا وان ملامح جون اظلمت للغاية ، لكنه مجددًا تابع يخبره انها تركت له شيئًا آخر عله يعوض غيابها ، اخبره عن ايلا ، كان جون يظهر خليطًا من المشاعر العديدة التي اعتلت محياه دون ان يستطيع ان يتحكم بها ، القنوط والحنق والحزن والكآبة ثم بعدها الصدمة و السعادة و عاد شعورٌ مبهم يطغى عليه مجددًا ، كان يبتسم ثم يكشر ، حزِّن كثيرًا ان جدته الحلوة العطوفة ماريَّا ماتت هي الاخرى دون ان يراها او ان يلمسها او يشم رائحتها على الاقل لآخر مره ، وتقبل يسمع عن جده الذي لا يعرف عنه شيئًا ولا يهمه امره من الاساس على اي حال ، بل عقله وقلبه اتفقا لمرةٍ على التعلق بهذا الشخص المجهول الذي يحمل في عروقه دم أمه
هز رأسه يتمالك اعصابه "طيب ، واين هيَّ؟."
"ايلا ، بنيتي .. يمكنك الدخول الآن."
تلكأت ايلا في البداية ، لكنها اخذت نفسًا عميقًا ودلفت الى الداخل لتقابل زوجًا من اعين أمها اللازوردية لولا انها تميل للخضرةِ ، شابٌ أشقر نهض من فوره عندما دخلت ، ملامحه المصدومة والمدهوشة في آنٍ واحدٍ رقت ، حتى شفتيه انفرجتا ثم ارتجفتا تمامًا كشفتيها ، كلاهما اراد البكاء لحظتها وكأنهما يعرفان بعضهما منذ أبدٍ و افترقا ثم ها هما يلتقيان مجددًا بعد سنواتٍ من الإنقطاع
عضت شفتها السفلى وتوقفت مكانها مقابلًا له تمامًا تضغط على حقيبتها بأظافرِها ، لا تعلم كيف تسلم عليه ، في النهاية نطقت "مرحبًا." و ارتجفت يدها وهي تمدُها ، لكنه لم يأخذ بيدها ، كان يتأمل ملامح وجهها الجميلة والمتألمة ، يرى شعوره ذاته في عينيها ، لولا انه اراد ان يشبع نفسه من تفاصيلها ، حتى القلادة حول عنقها لم تفته
تقدم منها وعانقها عناقًا طويلًا ، ودفن وجهه في شعرِها يشم رائحة الفانيليا الحلوة تداعب أنفه
"لا اصدق انك موجودة." قال بالفرنسية لا يقوى على تركها ، يدها احاطت خاصرته تبادله العِناق وتستغل اللحظة لتمسح دموعها بقميصه الملتصق بوجهها
"ولا انا ايضًا ، لا يبدوا لي ايًا من هذا حقيقي على الاطلاق."
كانت قد دعت الله كثيرًا فيما سبق واُستجابت صلواتها الآن ، ربما ليس بالشكل الذي تتخيله بالضبط لان جايك لم يكن هنا ولن يكون كما عرِفت في وقتٍ لاحقٍ من عمها جايمس ، لكن في النهاية اصبح لديها جون الذي لن يتخلى عنها ابدًا و سيُحبها كما لو انه يعرفها منذ ان ولدت ، تعرف هذا من النظر في عينيه فقط ، ابتعدت قليلًا لتنظر الى خضراوتيه النظرة ، كانت غائمةً بالدموع هي الاخرى ، وكلاهما ضحِك بخجل من المظهر الذان يبدوان فيه
***
تركهم جايمس مرتاحًا صافيِّ البال ، لانه خمن ان الأخوين لديهما ما سيقولانه لبعضهما ، لذلك بعد ان رد بلهجةٍ حادّة وصرامةٍ على الحارسين الذين كان ينويان اعادة جون لغرفته ، الا انهما خانعين آل الأمر في النهاية الى مراقبته من البعيد ، ثم تأكد من سلامة الأخير و مقدرته على الخروج من المستشفى ، فذهب في حال سبيله يقدم على الخطوة الأهم والأكبر ، الا وهي إخبار عائلته
في المطعم العائلي البسيط القريب على بعد نصف نصف كيلومترٍ تُقطع مشيًا من الطريق المؤدي الى المستشفى الخاص لآل سالفاتور ، كان كلٌ منهما يبتسيمان ببلاهةٍ لبعضهما ، يده فوق الطاولة تحتضن يدها الناعمة الصغيرة التي كانت بدورها تحتضن يده وتداعبُها ، يجلسان في واجهة المحل حيث مظلةٌ شمسية تغطيهما ، مع ذلك استشعرا دفء الشمس الطيب يداعبهما ، لم يحس احدهما يومًا بالضوء احساسًا بلغ من الوضوح ما يبلغه في هذه اللحظة اليوم ، كان يخيل ان شمس الصباح المرحة تنفذ في كيانِهما كله وتلامس روحهما تدغدغهما
قال جون "وكيف كان الأمر؟حياتك في فرنسا وما الى ذلك"
"اه ليس بالشيء الكبير كما تتوقع ، عشت في باريس ، حياةً هنيئةً مع جدتي ، كان لدينا محل ازهارٍ محبب ولطيف في شارع دي فران بورجوا بجانب مقهى الماركيز اقضي فيه جل وقتي."
"احقًا ؟ ظننتك عشتِ في بيروج او على الأقل بضع سنين ، فقد كان لدى جدتي منزلٌ هناك."
"اجل اعرف هذا ، لكنني رأيته فقط في الصور."
اطرق بوجهه واخفض نظره ، فضغطت على يده بقلقٍ "ما الخطب؟."
"تذكرتها للتو .. لم امنح الفرصة لأحزن عليها بعد ، اتعلمين بماذا افكر الان؟
بذلك الكعك الطيب الذي تعده ، كان من احب الاشياء الى قلبي ، كنت اموت حرفيًا لأاكله."
"الذي بالليمون؟ وانا اعشقه ايضًا."
ظلا هكذا طيلة السويعاتِ اللاحقة ، يتذكران الماضي الذي لم يكن ايٌ منهما في الخاص بالأخر ، ويبتسمان ، راح الزبائن من حولهما ينهضون ويجلسون ، الوجوه تتغير وتتبدل واخرون يبقون لأنصاف ساعاتٍ بالكثير ، حتى النادل تململ منهما لولا انهما يخرسانه بطلب فناجين القهوة او الفطائر ، فطيرةً في كل مرةٍ ؛ كعقدٍ ظمني طفولي عقداه فيما بينهما سرًا لكي لا يشبعان بسرعة وتطول قعدتهما معًا ، الى ان انتصفت شمس النهار
وتحمحم احدُ الحارسين الذي قاطع حديث ايلا عن مدينة بواتييه التي زارتها هي وجدتها مرةً لتبقيا في ضيافة صاحبها الصائغ ، والذي صاغ هذه القلادة في رقبتها
"سيد جون ، حان الوقت للعودة للمستشفى." ورفع هاتفه مؤكدًا ، كانت شاشة الهاتف تشير لأسم الد.هاري الذي ينتظر ليحادث جون
نظر له جون بغضب سئمًا ، لكن ايلا تفادت الشجار بأن وضعت يدها على كفةِ جون "حقًا لقد اطلنا ، ياللي من حمقاء ، انت متعبٌ اساسًا وانا اثرثر هنا عندك منذ الصباح"
تنهد جون وتناول الهاتف "خيرًا يا هاري؟"
تبرم هاري يهز رأسه "انت لم تأخذ ايًا من ادويتك بعد ، افعلت؟"
صمت جون حتى ظن الطرف الاخر انه لن يرد لكنه تنهد في الختام و اجاب بهمس "لا."
"وهذا يخلُّ بإتفاقنا الاساسي ، هيا عد الان."
تذمر جون واغلق الهاتف معيدًا اياه الى الحارس الذي ظل واقفًا ، قال وهو ينهض "سوف تعيد ايلا الى المكان الذي تقطن فيه ، انا سأمشي على قدمي."
نهضت ايلا واقفةً تلملم اغراضها على الطاولة وتجيب
"لا لطفًا ، استطيع ان اتصل بالسيد بيير ليوصلني ، هو ظل يتصل على ايةِ حالٍ منذ نصف ساعة."
"لا اقبل بالرفض." اجاب بحزمٍ وقد رقت ملامحه و اخذها فجأةً بعناقٍ اخر ، رائحة الفانيليا المنبعثة من كل نفسٍ تأخذه كانت تخدره ، وقال "تعالي الي مجددًا او انا من سيأتي اليك."
"لا يهم من يأتي اولًا ، المهم ان نرى بعضنا." ابعدت وجهه عن كتفه ونظرت الى جانب وجهه ، عينيه كانتا مغمضتين ، رموشهما الكثيفة كانت ترسم ظلالًا على عظام وجنته البارزة ، كان يتراى لها صورةً قديمة ارتها اياها جدتها لشخصٍ اطول منه ، و بشرته اكثر سمرةً يقف امام اشعة الشمس المرحة وخلفه نهر السين الفرنسي ، وكانت عينيه شبه مغمضتين لتسلط الاشعة عليهما .. لكنهما بدتا واضحتين للغاية ، تشبه عيني جون تمام الشبه
ابتعدت عنه تمامًا واحتظنت اصابع يده النحيلة وقالت بعتابٍ طفيف
"هل تعدني بأنك ستكون بخيرٍ الى ذلك الحين؟ لقد سمعت السيد جايمس و طبيبك يتحادثان بشأن اهمالك الذي لا مصوغ له."
"اعدكِ." حك خلف أذنه ، و راقبها وهي تصعد السيارة مع الحارس و بقي يحدق فيها الى ان اخذت السيارة المنعطف ، فزفر ورفع راسه الى اشعة الشمس الخفيفة و احس بنظراتٍ تراقبه ليجد الحارس الاخر يحدجه بحذر ، ليتنهد مجددًا و يسير ناحية المستشفى بخطواتٍ روية ، يتمتع بضجيج الناس و مداعباة الريح والاحساس المؤقت بان يكون حرًا طليقًا ، ليس بالمعنى الحرفي ولا الظاهري كما هو واضح فهم ما يزالون يتربصون به طيلة كل تلك الساعات ، لكنه مع ذلك احس بلذة الحرية تتسرب اليه بمجرد بقاءه كل تلك الساعات في ذلك المقهى الذي في الايام العادية ما كان ليدخله من الاساس مع اخته ، اخته .. ياللهذه الكلمة المنعشة في الفم ، التي تجعله يحس بأنه ذا قيمةٍ مجددًا، بأنه حيّ
***
في هذا الوقت من النهار لا يكون عادةً كلٌ نايت و لا ايفان -المسافر الى الآن- في القصر ، وبيد ان جون هو الاخر في المستشفى منذ الاسبوعين المنصرمين فكان المنزل بطبيعته يعوم في دوامةٍ من الكآبة و الهدوء الغير محببٍ على الاطلاق لؤلئك الذين اعتادوا على ضجتهم ، بالذات العمة اجاثا التي ادخلت نفسها في نوبة صامتةٍ لا تفتح فمها الا للسخرية او لتطلب من الخادمة ان تعيد ايقاد المدفئة ، امالت اليزابيث بذقنها ناحية النافذة المفتوحة وبيدها تحمل فنجان القهوة ، كانت واقفةً تفكر بإبنها الذي لا يرغب برؤيةِ ايٍّ منهم ، لكن من عساها تلوم؟ فهي كذبت عليه مثل الجميع تمامًا ، حتى وان عنى الامر ان هذا يصب في مصلحته لا تستطيع ان ترى ان جون سيغفر لهم خطيئتهم بحقه
لو كان ايٌ من ايفان او ديريك هنا كانا لينجحا في تأليبِ رايه ، اخويّه الكبيرين الذين لطالما دارياه حتى بعيدًا عن اعينهم ، لجعلاه يلين قليلًا ويفكر ، وفي النهاية لن يغفر لهم من البداية ، لكن في النهاية سيفعل ، سيكون عليه ان يفعل، من لديه غيرهم؟
ظل تفكر هكذا ، الافكار تأخذها جيئةً وآيبة لا تقوى على مجابهت الاسوأ منها ، كانت موشكةً على الاتصال بايفان ليقطع رحلة عمله هذه ، لكنها تراجعت في اخر لحظةٍ وتركت الهاتف ينساب من يدها ليقع على الاريكة القابعة بجوارها ، سارت بهدوءٍ لتضع كوب القهوة الفارغ على المنضدة في المنتصف ، لكن اعين جايمس التي قابلتها جعلتها تقف في مكانها متعجبة "اوه جايمس ، منذ متى وانت هنا؟"
"منذ لحظةٍ فقط."
"غريب ، في هذا الوقت تكون في الشركة ، احدث شيء؟."
"اجل .. هناك ما ارغب باخباركم به ، اين ابوينا؟"
ترددت "في الاعلى."
"ناديهم .. واريد قهوة الصداع يفتك برأسي."
"خيرًا؟"
نظر اليها وقد استشفى قلقها فقال متنهدًا
"خير خير لا تجزعي ، ناديهم فقط."
خرجت اليزابيث مسرعةً لتلبي امر اخيها ، اخبرت الخادمة ان تصنع القهوة على عجلٍ ونادت والديها و حتى عمتها اجاثا التي قابلتها بمحض الصدفة استدعتها ، بعد خمسة دقائق بالقليل جلس الخمسة في الصالون تدور القهوة بينهم
"خيرًا يا بني ، ما الذي اتى بك ووجهك هكذا مقلوب."
احتسى جايمس قهوته في البداية واخذ وقته يستطعمها بينما يسترق النظرات لأبيه ، وتبادلن المرأتان النظرات فيما بينهما ، بينما ادوارد ظلت جلسته مستقيمةً يحتسي قهوته في هدوءٍ ظاهري ، يفكر فقط ان لا شيء سيء حدث ولا لكان جايمس قد لفظه منذ البداية
وضع الفنجان في صحنه على يده لينتبه الاربعة اليه ، ثم قال لهم "جون سيخرج اليوم او بعده ، هو بخيرٍ الآن كما قال طبيبه لكن عليه ان يحرص على ما يأكله و يتبع حميةً غذائية مخصصة فلقد فقد الكثير من الوزن وايضًا ان يأخذ اجازة لشهرٍ على الأقل."
سرت ملامح اليزابيث ووضعت يدها على قلبها تهدء نبضه الذي تصاعد بمجرد ان ذكر جايمس الأسم في مقدمة حديثه
وقالت ميرديث تنظر الى زوجها الذي هز رأسه
"حمدًا لله، حمدًا لله."
كان ادوارد من الفطانة الكافية ليدرك بانه يوجد شيءٌ اخر يعتمل في اعماق ابنه ، فوضع قدمًا فوق الاخرى وكرر قول زوجته "حمدًا لله على سلامته ، لكنني مع ذلك لا اظن انك ستأتي الى المنزل في هذا الوقت قبل ساعةٍ ونصف من انتهاء عملك لتقول هذا فقط ، اهنالك شيءٌ اخر ترغب بقوله ام انني مخطئٌ؟"
"لست مخطئًا يا ابي ، نعم هنالك امرٌ يتوجب علي اطلاعكم عليه." ارتشف رشفةً اخيرةً من قهوته و تابع "الموضوع عن طليقةِ بلايك."
راقب ملامحهم تنقبض واحدًا واحدًا ، لم يسمح لأيٍّ منهم بأن يعطي ردة فعلٍ واضحةٍ اذ انه اردف بسرعةٍ "المرأة المسكينة توفيت كما أخشى ، كانت وريثةً لأملاك ابوها فاحش الثراء ، وهو الاخر يحتضر واكل المرض لحمه و روحه ، و آلت الورثة لجايك و جون و ..... آيلا ، حفيدتكم."
تهاوى جسد ميرديث يستند على المقعد خلفها ، كانت ملامح الصدمة جليةً على محياها تمامًا كالبقية
الوحيد الذي بقي ثابتًا هو ادوارد "هل اُثبت انها ابنة بلايك؟"
كان هنالك مغزىً خلف حديثه جعلهم جميعًا متيقضين ، فهز جايمس رأسه واردف "قبل سويعاتٍ اثبتت انها ايلا سالفاتور ابنة بلايك سالفاتور بتحليل حمضها النووي."
نطقت العمة اجاثا التي بدت لحظتها عصبية كعادتها عندما يحدث اي حدثٍ جديد "كيف يعرف انها ابنته."
فقال جايمس يوضح لها بصبرٍ بالغ "هنالك شيئان في العالم لا يمكن للمرء تزويرهما ، البصمة و الحمض النووي .. ان الحمض النووي يا عمتي يكشف اصل الشخص و لمن ينتمي ومن هم والديه."
"اهي في عمرٍ للزواج؟."
نظر لها ممتعضًا ، وقالت اليزابيث تعيد السؤال بصيغةٍ اخرى "كم عمرها بالضبط؟."
"هي تقريبًا في الثامنة عشرة ، بل اسابيع قليلة وستدخلها."
"كيف تبدوا؟"
فكر للحظةٍ ، كانت البنت جميلةٌ ذلك الجمال الملفت ، ملامح وجهها دقيقةٌ ورقيقة ، وقفتها مثالية ، وجسدها طويلٌ متناسق ، حتى عينيها ، فيهما ذلك البريق الغاضب والساخر واللئيم على الدوام كعيني ابيها ، لكن عينيها فيها شيءٌ اخر لا يستطيع جايمس تخمين ما هيئته
"نسخةٌ اخرى اكثر غضبًا من بلايك."
"واين هي الآن؟"
"في شقتها ، اردت اخباركم اولًا قبل احضارها ، لا ادري اين ستعيش معكم ام مع بلايك لذلك قررت ان اعرف قبل ان اضعها امام الامر الواقع."
سارعت ميرديث "بل ستعيش معنا ، هنا مع اخيها امام انظارنا ، لن اسمح ابدًا ببقاءها هناك."
بحذرٍ ورفعت حاجبٍ رد جايمس "إن شاء بلايك طبعًا ، هو والدها و الوصي الأكثر شرعيةً عليها ، على الاقل الى ان تدخل سن الثامنة عشرةَ الذي يخول لها امر الاختيار."
كان ادوارد طوال النقاش يفكرّ بشكلٍ موسع ، لم يستغرق الكثير اذ انه رسم سيناريو متكامل الاحداث في مخيلته ، يده استقرت تحتضن فنجان قهوته الدافء ، وقال في غمرةِ وهلةِ صمتٍ حلت بعد ان ترجت اليزابيث من جايمس ان يبقي الفتاة عندهم ، قال "مؤقتًا ، لمصلحة جون اولًا حضري لها جناحًا يا اليزابيث عله بهذا يطمئنُ باله وينشرح صدره ، بالطبع لن نستطيع منع الاب عن ابنته في النهاية ان اراد اخذها فله ذلك وان اراد ابقاءها كنا بها." قال جملته قاصدًا زوجته الغاضبة واكمل
"مئوية الشركة ستكون خير حدثٍ لنعلن للعالم عن وجودها ، سنقول انها ذهبت مع امها تلبيةً لرغبتها وعاشت هناك في فرنسا والآن هي تعود لعائلتنا."
نهض واقفًا ووضع القهوة على المنضدة "احضر الفتاة يا جايمس...الآن."
***
كيف الحال والأحوال؟
كالعادة كم تقيمون الرواية من ٥/؟
الاحداث الحالية / الوصف/ طريقة السرد والاهم الشخصيات؟
من هي شخصيتكم المفضلة؟
احسني مرات امشي بشكل مستعجل ومرات اتباطئ وهذا شيء يتعسني صراحة (:
ملاحظة اخيرة ، في الحلقة القادمة من الممكن ان يظهر البطل ، متحمسين؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro