Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

٢١

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

‏اللهم إنَّك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّا
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمدﷺ

***

لم يتوقع بلايك انه بمجرد سهرة سويعة ستصيبه الشقيق بلعنتها ، كان مستلقٍ على سريره الفارغ بعد ان نهضت كاميلا منذ ساعةٍ تقريبًا و تركته يحدق في الفراغ الهادئ و يلعن بصمت ، لأن اللعن كان كل ما يمكنه ان يفعله لينفس الغضب الذي اجتاحه من الألم الرهيب ، يشعر وكأنه حطام متروك ، وكأن هذا الألم الرهيب كعقاب دنيوي يتلقاه قبل العقاب الآخروي ، سلته الفكرة بالبداية ، حتى افتك الألم به اكثر من جديد ، فأخذ وسادة كاميلا الأقرب اليه من أي شيءٍ أخر ، و دفن رأسه فيها يضغط بقوة محاولًا دحض الألم من الافتكاك به ، مضت دقائق ليسترخي مجددًا ، بعد ان بدا الدواء يأخذ مفعولة ليحمل قليلًا من الألم بعيدًا ، فأبعد الوسادة و وضع عوضًا عنها ذراعه فوق رأسه يحجب ضوء الشمس الشفيف المتسرب من النافذة ، ثم سمع صوت نقرٍ خفيف وناعم على باب الغرفة ، كان يشعر بالإنهاك و الملل لدرجة تمنعه من الرد او حتى ارتداء قميصه المرمري بإهمال على الطرف الاخر من السرير ، لكن مع ذلك غمغم بصوت واضح يبدوا عليه الضيق من هذا الذي يتطفل على خلوته "ادخل."

فُتح الباب قليلًا ، قبل ان تدفعه اليزابيث بقدمها ، تحمل بين يديها صينية ، فاحت رائحة القهوة زكية فيها بأرجاء الغرفة حتى غمرتها

"اتعلم ، رغم مرور تلك السنوات الا انك لم تتعلم بعد انه عندما يصيبك الصداع من السيء الا تأكل ، اخبرني؟ هل سهرت مجددًا؟"

ابتسم بلايك لشقيقته مرغمًا ، وغمغم بصوت هادئ وهو ينهض و يسحب القميص ليرتديه "الأرق."

جلست على طرف السرير تضع الصينية على الطاولة المنخفضة بجانبه ، والتي كان فيها كاراسونٌ ساخن و حبتي دواء مع كأس ماء و فنجان القهوة ، حذرته "لتأكل أولًا."

"عليك ان تكفي عن معاملتي كولد."

"كف عن التصرف كواحد اذن.."

اخذ بلايك فنجان القهوة يحتسي منه القليل ، يشعر بالرضى من المذاق الطيب للقهوة التي تعدها اخته ، و ارغم نفسه على أن يأخذ قضمةً من الكاراسون الساخن هو الأخر ليرضيها ، لكن اللقمة تبعتها أخرى ، لم يكن يدرك انه كان جائعًا حتى انزلقت اللقمة الدافئة الى معدته وحطت فيها ، شاهدته اليزابيث برضىً هي الأخر ، تبتسم له كعادتها عندما تكون محقة

وابتسم بلايك بدوره متمتمًا وهو ينشغل بطعامه "لا اعلم ماذا عساي انا فاعلٌ بدونك ، لحسن الحظ انك في حياتي."

لم تردف اليزابيث بشيءٍ وهي تراقب أخوها وهو ينهي طعامه ، و يأخذ حبتي الدواء قاذفًا اياها في فمها يتبعها بالماء ، لم ينهي قهوته بعد ، لكنه مع ذلك ضل يحتفظ بها بين يديه مستمتعًا بالدفء الذي تبعثه "هل تنوي الخروج مساءً؟ ابي يقول إن آل سميث يدعوننا للعشاء ، لديهم حفل او شيء ما."

اخذ رشفةً صغيرة و فكر للحظة "لا اعتقد.. إن ما كف الصداع عن النخر في رأسي هكذا."

"اعتقد ان ابي فعل خيرًا بهذه الاجازة ، جميعكم تستحقون استراحة ولو كانت قصيرة ، استغلها جيدًا ، قل لي متى عاد لك الصداع؟."

"منذ اسبوع تقريبًا او شيءٌ كهذا."

"هل ذهبت الى المستشفى؟."

"الاريك لا يكف عن السخرية علي اذا ما طرأته حتى ، هذا وحده سيزيد صداعي.."

هزت رأسها من النكتة التي يجدانها هذين الرجلين في هذا ، ولو انه من البين ان بلايك يأخذها بمرارة لكنه ما يزال يسخر بعد كل شيء ، كحاله دائمًا ، وهذا لا ولن يعجب اليزابيث "أمي محقة عندما تنعتك بالبلادة."

"اما تزال تنعتني بهذا الى الآن؟." ابتسامة خفيفة اعتلت شفتي بلايك ، ساخرةٌ ايضًا 

"ولن تتوقف على ما يبدوا...على اية حال كنت انوي ان اخبرك عن شيء ما ، لكنني ترددت لفترة."

اعتدل في جلسته ، يستشعر جديتها ، ورغمًا عنه وجد ملامحه التي كانت مسترخيةً تعبس لأنه خمن في نفسه ما قد تقوله له "ما الأمر؟."

"عبست حتى قبل ان افتح فمي، ليكن ، من المؤسف ان هذا هو حالك دائمًا .. كنت اريد ان اخبرك ان ايلا تريد الذهاب الى فرنسا مجددًا ، زيارة قصيرة."

حاجبيه ارتفعا بعجب ، و كرر غير متأكدٍ مما سمع "فرنسا؟"

"نعم." اعادت اليزابيث خصلةً وراء اذنها وراقبت تعابيره التي تصلبت للحظة ، لا تعرف كيف تصل للنقطة التي تريد ان تتكلم فيها اساسًا ، لكنها سارعت على ايةِ حالٍ قبل ان يفتح فمه "ليس هذا ما جئت لأجله من الأساس .. انا هنا اطلب منك جواز سفر جون ، اعلم انك اخذته اخر مرة وانا الأن اريده ، لأنه سيذهب ايضًا."

"جون يذهب؟." رفع حاجبه ببرودةٍ شديدة ، و قالت تحافظ على اعصابها ، تحاول تليينه أولاً

"هو لم يقل هذا ، لكنني اعرف انه كان ليريد الذهاب معها ، لن يدعها تذهب بعد ان عثر عليها ، انت لا تعرف لأنك لم تكن موجودًا .. لكن منذ ان جاءت الى هنا حتى عادة البهجة الى روحه من جديد.."

تجاهل بلايك كلامها عمدًا و تجاهل كذلك الألم الذي راح يعتصر رأسه وكأنه في أي لحظة سيحوله الى أشلاء

"لماذا هي ذاهبةٌ اصلًا؟."

"اشتاقت الى جدها، تريد رؤيته ، ثم إن لم تلاحظ بعد ، انه جده هو الآخر ، طبعًا يجدر به ان يلتقيه في وقت ما، إن لم يكن الآن فلاحقًا."

"هه!" سخر في نفسه دون ان يفصح عن المزيد ، لأنه يعرف في قرارة نفسه ان جون إن عرف بأمره لن يرغب برؤيته حتى ، هذا إن اخبره بأمره أصلا ، لأنه ما يزال غير متأكدٍ من موقفه ومن ماذا يتوجب عليه فعله ، ردة فعله هذه اثارت عجب اليزابيث و حفيظتها، فنظرت في عمق عينيه بشك ، لا تفهم ما الذي يدور في رأسه "ماذا يعنيه هذا؟."

"يعني انني لا اريده ان يذهب الى أي مكان. لا الآن ولا لاحقًا"

كان هذا دورها لتسخر ببرود يشابه بروده "طبعًا ، يالحماقتي ، لو كان أي احدٍ اخر من ابنائك كنت لتلبي طلبه دون أدنى تردد."

"أي هراء تتفوهين به هو هذا؟ هل انت مدركة لما تقولين؟ انا احذرك. انتقي كلمات بعناية"

"سأتجاهل انك تحذرني كما تقول ، و سأسئلك ، ماذا تنتظر! اثبت لي انني مخطئة و اعطه الجواز اللعين بحق الله."

"انتِ تعرفين اكثر من اي شخصٍ اخر انني سأفعل اي شيء وكل شيء لأجل جوناثان." رفع اصبعه ، مصدومًا في قرارة نفسه ان اليزابيث من بين الجميع صارت تصدق هذا ، وغاضبًا في الآن ذاته ، يشعر وكأنها طعنت في ظهره ، هي دون غيرها لم يكن ليتقبل هذا منها "ليس إليزابيث" قال لنفسه، كان آلم رأسه لا يطاق وكانت هي كمن يلقي بالوقود في النار ، نظر لها بهدوء ، مجروحٌ انه سمع هذا منها

"يعني انك ستعطيه جوازه؟" سألت بعناد

"أنا لا اريد ان اتحدث في الأمر بالمرّة." حسم هو الأمر بشفتين حازمتين التقتا معًا لتصبحان كخطٍ واحد ، ولانه يشعر بنفسه عاجزًا عن التعبير من الصداع والصدمة ، لكنه بطريقة ما اخرج الجملة بسلاسة وصلابة ، لا يقبل اي كلمةٍ اضافية

فسحبت الصينية الي كانت في حضنه تحملها وتهب واقفةً "امي محقةٌ عندما نعتتك بالبليد.. انت لا تصدق."

ثم ضربت الباب خلفها بقوة ازعجت بلايك و جعلته يكز على اسنانه و يعاود دفن رأسه بالوسادة متمتمًا "بالطبع لن اكن لأسمح لأبني ان يقابل ذلك الوغد." دفن وجهه بالوسادة اكثر يكتم انفاسه ، كانت هذه طريقته ليقتل غضبة وهو في المهد ، وغالبًا ما تنجح ، يكتم انفاسه حتى ينهك جسده و يخر في مكانه ، و لا يبقى لديه لا حول ولا قوة سوى للاستلقاء مرغمًا ، وهذا ما حدث ، ضل مستلقٍ ، صدره يعلو و يرتفع بينما يلتقط انفاسه ، و يحتضن الوسادة مجددًا

فكر بهذه الإحتمالية الصغيرة ، وبالرسالة مجهولة المحتوى تنهكان كاهلة ، و تزداد اهمية ان يسلمها مع كل لحظةٍ يفكر فيها بالأمر ، تجهم وجهه اكثر عند التفكير في انه قد وقع في موقفٍ اخر لا يريد ان يكون به ، بقصد او بدون قصد ، سيكون مجددًا طرفًا اخر في معاناة ابنه عندما يعرف منه ،هذا ان قرر اصلًا ان يخبره بالتفاصيل ، مفكرًا بآيلا التي اشارت الى ذلك ايضًا ، مبقيةً اياه في ظلال الحيرة المقيتة ، التقى حاجبيه وهو يفكر بها ، بهذه الفتاة الذي يشعر ناحيتها بمشاعر الأبوة القوية و بشيءٍ اخر مجهول ، لسبب هو انها كما لو أنها اتية من زمنٍ غابر ، من ذكرياته ، من جوليا نفسها ، و لا يكون لديه الا ان يعاملها مرغمًا بشيءٍ من الحساسية المفرطة و الارتباك

"بماذا عساك تفكرين برأسك الصغير ذاك؟ هل ستهربين وتتركينني اواجه هذا وحدي؟."

بقي على حاله للحظات ، يحتضن الوسادة في صمت ، حتى قرر ، فنهض من السرير و غير ملابسه على عجل ، يلتقط هاتفه و يتفقد الرسائل بلا اهتمام حقيقي ، ثم خرج من الغرفة ، شاهد ليام في الرواق يمشي و يتعثر ، ويبدوا كما لو انه يترصد القط الذي بدأ يفقد صبره ، عرف بلايك ان الفتى يلعب لعبة خطيرة مع دانتي الذي كشر بوجهه و في أي لحظة من الممكن ان يهجم عليه ، فتلفقه يرفعه عن الأرض ، ينظر له و لدانتي الذي اخفض دفاعاته مجددًا "دعك من القط الآن وإلا نزفت دمًا."

"بلايكي." ابتهج الطفل ، يعانق رأس بلايك الذي تفاجئ من فعله

"العم بلايك هو اسمي ، لا بلايكي. أي شيء الا بلايكي."

"كما تشاء." وهمس بصوت خافت مسموع "يا بلايكي."

نظر له بلايك بأمتعاض متسائلًا "من اين اتيت بهذه الجرأة يا ولد؟ لم تكن هكذا... ظننتك تخاف مني."

"لا ، لا أخاف منك."

"يجدر بك اذن ، فلتهب من ذلك القط كما يجدر بك أن تهابني ، والا جرحك"

نظر له ليام بعينيه الكبيرتين التين رمشتا بغير فهم ، و قال بتردد وغير فهم "انا لا اهابك."

"يجدر بك ، لأنني وحش.. الجميع يعلم هذا."

"لست وحش ، انت بلايكي."

"لطف منك ان تقول هذا." ابتسم قليلًا ، و قبل خده بخفة ، يشق طريقه الى الأسفل ، كاد يرتطم و جسد آخر يعتبر اقصر منه ، بينما هو منشغل بليام ، و لأن الطرف الأخر كان سارحًا بدوره يشق طريقه الى غرفته المنعزلة ، رفع جون رأسه بنية الاعتذار و ورأى ان ابوه امامه وجهًا لوجه ، يحدق احدهما بالأخر ، جون بجمود و بلايك بلا مشاعر واضحة كما هو دائمًا ، فتحاشاه ابنه دون كلمة ، متجاهلًا نداءات ليام له ، و انزواء في رواقه

لم ينظر بلايك للحظةٍ وراءه عكس ليام الذي تابع مشهد ابتعاد جون باهتمام "هل هو غاضب مني القط؟."

"ليس غاضبًا منك ، غاضب مني انا، لكن ماذا عساي افعل؟ الجميع يغضب مني لاخطاء لم اقترفها ... هذه هي حياتي اللعينة ، انا الملام على كل شيء لعين يحدث."

فتح ليام عينيه بوسعها، و استوعب لايك ذلك ليمسك بوجنته سريعًا بيده الحرة "اياك ان تبكي ، انت رجل كبير ، و الرجل الكبير لا يبكي."

ضيق ليام عينيه "لقد قلت كلمةً سيئةً ، سأخبر جدي."

"انظر لهذا." اطلق بلايك ضحكة ساخرة "ايها القزم هل تهددني انا؟."

"ستأخذني الى الاسطبلات إن لم ترد ان اخبر جدي."

نظر له بلايك بغير تصديق "هل تبتزني ايضًا؟..ايها الشيطان الصغير، الآن فهمت عما يتحدث جدك."

عندما دلف الى غرفة الطعام ، كان قد وجد بعض الصحون ما تزال في مكانها على الطاولة بعد ان فرغت و نهض أصحابها ، و ابوه يترأس الطاولة يتحدث مع جايمس بشأن شيءٍ ما بينما يحتسي قهوته. و لا أثر لآيلا التي بحث عنها بعينيه قبل كل شيء ، كان اول من انتبه لهما هو ايفان الصامت يحدق في جهازه اللوحي بسرحان

وقال ليام "جدي انا ذاهب لأركب الأحصنة."

رفع جايمس رأسه لهم مستغربًا "من سيأخذك."

"بلايكي ، لقد وعدني."

"انا لم اعدك بأي شيء ، لماذا تضع الكلام في فمي؟"

تغيرت نظرة الطفل لأخرى مشاكسة يعرفها جايمس جيدًا ، وهمس في اذن بلايك "هل اخبرهم؟"

فضحك جايمس عندما فهم الأمر "هل يبتزك أنت ايضًا؟"

"هذا ما حدث." انزله ارضًا و أشار له "أمامك دقيقة ، احضر معطفك والا تركتك."

"هل حقًا ستأخذه؟ ليس عليك ذلك."

"لا بأس ، لا مشكلة."

"اتسأل بماذا يبتزك.؟"

"لقد لعنت أمامه ، وها نحن هنا."

قال ابوه "لماذا لا تأتي لتأكل أولا ، يمكنك الخروج حينها."

"تناولت فطوري بالفعل."

****

سارت وحيدةً تحت الظلال ، مغمضةً عينيها قليلًا لتحجب اشعة الشمس المتملصة من أغصان الشجر البرتقالية ، تشعر بأنفها و وجنتيها يجتاحهما البرد ، ومع احساسها الجديد الذي لم تعرف كيف تصفه يجتاحها ، كان وقعه قويًا بشدة ، مؤذيًا كذلك ، الأمر الذي جعلها اكثر عصبيةً ، قالت في نفسها "سيغفر لي .. اي خيار يملك؟ سيغفر لي .. انا اخته ، و فعلت ذلك لأجله ، بل لأجلنا ولأجل أمنا.."

سكتت قليلًا ، تنظر الى الأرض الرطبة التي داست عليها ، وقالت في نفسها مرةً اخرى "ولكن ماذا.. لو لم يفعل؟."
سحقت الأوراق المتيبسةَ تحتها اكثر ، لأن شعرر سحق الأشياء اسفل قدمها كان يعطيها شعورًا جيدًا و طيبًا ، يخفف عنها ، و يجعلها تشعر بنفسها اقل حملًا ، ولو ان هذه المرة لم يفلح الأمر تمامًا ، تنهدت آيلا ، و ابعدت الشعر عن وجهها ، تنظر امامها لترى ليام يمشي بسرعةٍ و يتعثر ، يحاول ان يلحق باشياء عدة ، يشير الى كل الاتجاهات وكأنه يشرح شيئًا ما بالغ الأهمية لأحدهم ، رقت ملامح ايلا المتعبة تنظر اليه وعلى شفتيها شبح ابتسامةٍ خفيف ، و رأت من حيث تقف انه يتكلم مع والدها الذي و ياللعجب يوليه انتباهًا و يناقشه بذات الاهمية ، لا يدري ما الذي يقولانه لبعضهما ، لكن المشهد بحد ذاته لم يستطع ان يجعلها تشيح بوجهها بعيدًا ، و وجدت نفسها تتسمر في مكانها في الظل

كان ليام بخطواته المتعجلة يسير بإتجاهها ، وعندما رأها تستند على الشجرة و تكتف يديها ، توقف في مكانه فجأةً ، إذ انه لم يألفها بعد ، و بقي حيث هو ينظر لها حذرًا كعادته دائمًا عندما يقابل شخصًا جديدًا لم يعتده بعد

"ماذا؟ هل تخافني أنا؟."

نظر مجددًا وراءه يبحث عن بلايك الذي يسير بطيئًا ناحيتهما ، وقال بجسارةٍ يستمدها منه "لا."

"جيد ايها الفتى الصغير، الى اين تذهبان الآن؟."

لا يزال ليام في مكانه مترددًا من الاقتراب منها ، لكن الوداعة التي اظهرتها على وجهها المنهك جعلت جدار دفاعه ينهار سريعًا "الى الاسطبلات .. انا سأركب حصانًا."

"يالهذا ، هل تستطيع ركوب الأحصنة؟ الا تخاف من الوقوع؟."

"لا .. انا استطيع ان اركب الاحصنة ، انها تحبني ، و جدي سيكون هناك ليمسك بي."

"اتمنى لو كنت مثلك ، لكنني اخاف من الارتفاعات و الاحصنة."

"سر أمامنا يا ليام." قال بلايك ، يدس يديه في جيوب معطفه الداكن ، وشيءٌ ما في نبرته الهادئة جعل ليام يجفل و يطيع برضىً ، وايلا تتأهب  في مكانها لما سيأتي قادمًا كما خمنت ، راقب بلايك الطفل يسير امامهما دون ان يلتفت للحظةٍ وراءه ، ثم نظر لآيلا التي لم تشح بعينها عنه

"إليزابيث تقول انك ذاهبة الى فرنسا." قال ، لا يحمل اي نبرةٍ في صوته ، و وجهه بدا بلا حياةٍ تقريبًا ، لولا انها احست بالخطر لسببٍ ما ، كان من السخرية ان تظن انه يريدها ان تبقى بعد ان كان لا يريدها في المقام الأول ، لكن 'من هي لتفهم بلايك؟' تساءلت في ذاتها

وقالت "اجل .. انا بحاجةٍ لأن ارى جدي."

"هل ستبقين طويلًا؟"

"لم افكر بالأمر بعد."

"ما الذي يفترض بهذا ان يعنيه؟"

"يعني انني لا اعرف بعد."

"انتِ تتركينني معلقًا هنا ، اخبريني ، كما ستبقين؟."

قطبت ايلا حاجبيها و لم تبدوا مرتاحةً تمامًا وهي واقفةً امامه لا تعرف اجابةً تقولها "ربما ، اسبوع او شيءٌ ما ، في اخر مرة لم استطع ان ارتب بعض الاشياء لأن كل شيءٍ حدث بسرعه و وجدت نفسي هنا."

مع انه لم يكن مقتنعًا بفكرة سفرها منذ البداية الا انه التزم الصمت ، و نظر حوله مجددًا يدس يديه في جيوبه اكثر ، حتى استقرت عيناه مجددًا على وجهها المتعب لسببٍ ما ، تأمله للحظة و سأل "ما خطبك؟."

احتارت ايلا فيما تجيب ، وما تزال تشعر بالسخرية من الموقف كله ، لكنها مع ذلك هزت رأسها "لا شيء."

اجابةٌ اخرى لم تعجب بلايك ولم تقنعه ، كان هو نفسه يشعر بالغرابة لوقوفه هنا ونسيانه لغضبه و همومه في اللحظات القليلة اسفل الظلال مع ابنته ، و بسرعة نسيانه نفسها عادة له ذاكرته ، و تذكر ما كان يؤرق ليله "كنت ارغب بأن اتحدث معك عن شيءٍ ما .. جدك." كشر عندما ذكره ، كان هذا دور ايلا لتنظر باهتمام وحذر "ما به جدي.؟"

"بما انك ذاهبة اليه ، اخبريه ان جون لم يعرِّف بقصته بعد ، حتى سيكون من الأفضل لو تتصلين به تسأليه عما كتبه في رسالته لأطمئن وتخبريه بالأمر الآن في حال حدث و ذهب جون معك ، لا استطيع ان اسلمه شيئًا اعرف انه قد يؤثر عليه سلبًا."

رمشت ايلا بغير فهم "هل سيذهب جون معي؟."

"إن اراد."

كان الأمر قد اثار حماستها ، لكن في الآن ذاته تذكرت كذبتها التي عكرت مزاجها و صارت كشبح يطوف حول بهجتها اللحظية الخاطفة ، شاهد بلايك تغير ملامحها في لحظات و استغرب بشدة "ما الأمر؟. لا تريدينه ان يأتي معك؟ هل حدث بينكما شيء؟."

"لا ، انا فقط افكر في ان جدي سيكون محبطًا .. هو اراد ان يطلب المغفرة من جون ، ان يقابله وهو يعرِّف." كذبت ، لكن مع هذا كان ما قالته حقيقة

"ماذا عسانا نفعل؟ لا نستطيع ان نرضي جدك العزيز.."

رفعت ايلا حاجبها من نبرته الساخرة ، ودست يديها في جيوبها كما يفعل ثم نظرت في عمق عينيه "انت تحتقره. قلها."

لم يكن هذا سؤالًا ، لأنها قالت ما هو واضح أساسا

"لماذا اكذب؟ بالطبع افعل.." ثم نظر لها يستشفي ردة فعلها على صراحته الفظة ، و يسير لتسير بجواره يتبعان ليام الذي توقف في مكانه محتارًا وخائفًا من الا يلحق به بلايك "هل يزعجك هذا؟"

"لا بالعكس .. اعتقد ان هذا شيءٌ جيد منك..."

كان هذا مفاجئًا وغير متوقع بالمرة "هل تحتقرينه ايضًا؟ كيف هو هذا الشخص؟"

"صدقني لا املك ادنى فكرة عن كيف هو .. ما فعله بأمي و جدتي كان فعلًا دنيئًا و شنيعًا للغاية ، حتى أحيانا افكر في الليل عندما اضع رأسي على الوسادة ، اتسأل كيف كانت تتعايش امي مع حقيقة ان ذاك الوغد تخلى عنها هي و جدتي ، كيف اخفت الأمر عنا ، وهل كان من السهل ان تمسحه من حياتها هكذا وكأنه لم يكن شيئًا؟ أنا عندما عرفت بوجوده اول الأمر تلقيت صدمة وجودكم انتم أيضًا ، كان يريد السماح بأي طريقة .. السماح لأشياء انا اجهلها تمامًا ، لكن غالبًا هي شنيعة ، كتركه لها وهي حبلى."

"وهل سامحته؟"

"لا اعرف .. اعتقد انني لم اعد اهتم بما انني هنا ، وبما انه يحتضر أساسا .. اعلم ، ياللي من شنيعة انا الأخرى التي أقول هذا عن رجل في السبعين او الثمانين ، على فراش الموت ، و يخنقه الندم ، انه لا يهمني .. لكن ماذا عساي افعل؟ لا استطيع الشعور بشيء ناحيته عدا الشفقة ربما.. لكن ان سألتني في موضوعنا عنه و جون ، اعتقد انه لن يمانع الا نخبره أساسا..انه يبحث عن السماح ، تنازله عن السماح من جون هو المغفرة بذاتها ، التي كانت لتريدها امي ، ولو أن الموضوع اخذ منحنًا كريهًا لأن جون بدأ يسأل.. و لا اعرف ماذا عساي أقول له."

اغمض بلايك عينيه قليلًا ، يستقبل اشعة الشمس الحلوة تداعب بشرته بلطف و نعومة ، و يفكر بأبنه ثم بها ، مبتسمًا بشرود وساخرًا من كل شيء حتى من نفسه "انا فعلت نفس الشيء بطريقة ما ، لك ولها، هل تحتقرينني انا ايضًا؟"

تأملت عينيه المغلقتين للحظة ، تفكر باجابة مرضية ، وتسألت داخلها 'هل احتقره؟.' لم تشعر وكأنها تحتقره كما كانت تفعل ، لأنه اتضح انه شخص اخر و لا يظهر هذا لها الا بين فنية واخرى ، كما يفعل الآن
"لا افعل يا أبي..ثم انك لم تفعل الشيء نفسه تمامًا."

فتح عينيه عندما سمع جملتها ، بالأخص نداءها الأخير له ، و نظر لها يتأكد من صدقها ، وهي بدورها رفعت يديها باستسلام تقهقه قليلًا و ترفع يديها تعترف "بالطبع فعلت .. اعني في البداية ، لعنتك لمرات لا تحصى ، اعترف بهذا وانا اعتذر لهذا ايضًا من اعماق قلبي .. لكن من عساه يلومني؟ لم اتلقى ترحيبًا حارًا كما كنت اتوقع ، وكنت وحيدةً للغاية." خفت صوتها في النهاية ونظرت بعيدًا

رفع حاجبه لها ، مبتسمًا بخفةٍ دون تعقيب ، الشعور السيء الذي بثه انقلاب اليزابيث عليه هي الأخرى تلاشى تمامًا ، و شعر بصدره خفيفًا كما لم يكن من قبل ، مطمئن البال و لو للحظات ، برضى. لكن ليس ذلك الرضى التام الذي يشتهيه قلبه

كان الطفل يبدوا يائسًا منه وهو واقف في مكانه على بعد بضع ياردات ينتظر ، خائف من التقدم اكثر لأنه شهّد إهمال بلايك له قبل دقائق ، وخائفٌ ايضًا من ان يترك ، و ينظر لهما غاضبًا ، تلاقت اعينهما وتذكر بلايك امره اخيرًا متمتمًا "بماذا ورطت نفسي."
و مشى ناحيته يحمله "انا اسف.. هيا بنا الآن." ثم نظر لآيلا "هل ستأتين معنا؟."

"لا اعتقد .. اريد ان اعود الى المنزل..اشعر بالبرد ، وقتًا طيبًا لكما."

***

سار ايفان الى غرفة جون بعد ان تفقد الارجاء في المنزل ولم يعثر على احد ، حتى آيلا التي لم تعد معه ، و طرق الباب عكس عادته في الدخول عنوةً لأي مكان ، جاءه الرد بعد ثوينات بصوت متململ و سارح "ادخل." ففتح الباب ، كانت الانارة الوحيدة للغرفة قادمةٌ من شرفتها المفتوحة على مصاريعها ، و غمرة المكان كله بضوءٍ شفيفٍ بارد ، و جون كان على سريره يستند على مسنده الخشبي و يحدق بالكتاب الارجواني بيده كالمسحور "انت مدرك ان درجة الحرارة ١٥مئوية،  صحيح؟."

رفع رأسه مرغمًا عن ما كان يحدق به ليرى ايفان مستندًا على الباب ومكتفًا يديه ، و قال بغير فهم "وماذا في هذا؟."

"الشرفة مفتوحة ، الا تشعر بالبرد؟."

نظر الى الشرفة "اوه..لم الحظ هذا."

فضغط ايفان على زر الاضاءة بجانبه ، و مشي الى الشرفة ليوصدها هي الاخرى "اخبرني..بماذا تحدث هكذا كالأبله؟."

"تعال و انظر." اعتدل جون في جلسته مفسحًا لإيفان مجالًا لينضم اليه ، و تململ الأكبر منه "امل الا تكون روايةً سخيفةً اخرى."

"سأتجاهل انك تنعت كتبي بالسخف و سأريك ما لدي."

جلس ايفان بجانبه على طرف السرير ، و قلب جون الكتاب ووضعه بينهما ليستطيع ايفان الرؤية ايضًا ، كان يشير بأصبعه على إمرأةٍ مألوفةٍ و غير مألوفة ، وجهها يطفو كشبحٍ قديمٍ في ذاكرته ، وعندما رأءها اصبح الشبح حيًا اكثر من اي وقتٍ مضى وتذكرها "هذه أمي." قال جون ، بصوت خافت مرتجف ، تعيس و سعيد في الآن ذاته ، ينظر الى الصورة بعينين تلمعان

كانت المرأة الفاتنة ، و الفاتنة جدًا ، ترتدي فستانًا ابيض عاري الكتفين ، شعرها أصهب كالأشجار الخريفية ، و ابتسامتها ناعسة جميلة ، وجد ايفان نفسه يمسك بالآلبوم و يقرب وجهه من الصورةِ ينظر جيدًا ، بالصفحة المجاورة كان هنالك اخرى لها مع بلايك ، و اخرى ايضًا مع جايك الذي وجد نظره يتعلق فيه قبل كل شيء ، ثم سأله "من اين لك هذا؟. لا اذكر انك قد اريتني صورةً من قبل لوالدتك." سكت قليلًا ، يشعر بالحرج لذكره ذلك ، لأنه يعرف ان جدته وامه كن يتصرفن بالصور وحتى عمه بلايك احيانًا ، شيءٌ لم يفهمه ايفان يومًا

"انه من آيلا .. اعطتني اياه قبل ساعة."

"كانت امرأةً جميلة ، اعني امك."

"لم تكن الاجمل فقط .. كانت اكثر من ذلك بكثير."

قلب ايفان الصفحات ، يبتسم لرؤية الطفل الأشقر حتى وقعت عينه على المرأة الصهباء شائبة الشعر في الصورة ، مع ابنتها الصهباء هي الأخرى ، جوليا الفاتنة ، ووضع ايفان اصبعه عليها "جدتك؟."

نظر جون الى الصورة يبتسم ابتسامةً حزينة ، ألِّفها ايفان جيدًا "اجل ... جدتي.. ثاني اخر فرد من عائلتي و التي ذهبت ايضًا قبل ان اراءها مرةً اخرى."

اغلق ايفان الكتاب ، و امسك بيد جون القريبة من يده يضغط عليها بقوة مبالغٍ فيها "نحن عائلتك."

"اجل انتم كذلك." سخِر جون ، و سحب الآلبوم منه ، حتى ادرك أنه ظلم ايفان فنظر له مرةً اخرى "اسمع انا لم اعنِها .. لقد خرجت مني هكذا ، ولا اعرف لماذا."

لم يكن ايفان يبادله النظرات ، رغم الاعذار الواهية التي يطلقها جون الا انه عرف في قرارةِ نفسه انه يعنيها ، وتساءل عن خطبه ، بل عن الكثير من الأشياء ، و كان الشخص الوحيد الذي يعرف انه يملك شيئًا في جعبته يتجول هنا وهناك "اتعلم؟ اعتقد بانك متعب ، ليست مشكلة ، خذ قسطًا من الراحة."

"لستُ كذلك." قال جون ، ثم تثاءب رغمًا عنه ، و تمتم وهو يشهد ابتسامة ايفان "اللعنة على هذه الأدوية."

أكدّ ايفان وهو ينهض و يبتسم للشاب الذي تربى معه معظم حياته تحت سقفٍ واحد "خذ قسطًا من الراحة ، لكن ليكن بعلمك يا جون .. لم ينتهي هذا بعد ، حتى اقول انا انه انتهى."

تذمر جون و دفن رأسه بالوسادة ، فضغط ايفان على زر الانارة يغلقه مجددًا و فتح الباب ليخرج ، تاركًا جون يحدق في ظهره بالظلمة و يغمض عينيه بقوة.

عندما اوصد ايفان باب غرفة جون ، استند عليه بتفكير ، و بدافع الغضب قرر ، فمشى بخطواتٍ متعجلةٍ الى غرفته ليسحب معطفه و يذهب يبحث عنها ، ارتطم بجسد ليلي التي استيقطت للتو و نظرت له بنظرةٍ ناعسةٍ ناقمة "اي صباحٍ بائسٍ هو هذا."

تجاهلها ايفان ، وتجاوزها ، بينما هي تأففت و اخذت طريقها الى الأسفل في رحلة البحث عن الطعام ، كانت قبلها قد بحثت عن والديها الذان لا اثر لهما ، و عندما سألت عمتها اليزابيث التي لسببٍ ما كانت على اعصابها نظرت لها دون كلمة ، حتى نطقت انهما ربما خرجا كما البقية او اي شيءٍ كهذا ، و هكذا ، لم يكن لدو ليلي التي استيقظت وحيدةً وهنالك حقيبة مجهولة الصاحب تستقر في غرفتها ، بينما السرير الاخر مرتب ترتيبًا مبالغًا فيه ، يوحي ان احدهم بالفعل قد نام هناك ، كان في عقلها سيناريو غريب تخافه ، لأنها في قرارة نفسها تعتقد ان هنالك مشكلةً بين والديها ، وان امها ربما نامت معها ليلة امس في ذات الغرفة ، او حتى ابوها ، لكنها سمحت لنفسها بتفقد الحقيبة لتجد فساتينًا و بناطيل ، فاغلقتها مجددًا عند ظنها انها ربما قد تكون لأي واحدةٍ من بنات عمومتها ، و هكذا طمئنت قلبها قليلاً و هي تدخل الى غرفة الطعام الفارغة ، جلست على مقعدها بشرود تحدق امامها ، حتى احست بيدٍ تضغط على كتفها "يا بنية .. هل انتِ بخير؟."

رفعت رأسها لتجد جدتها ميرديث تنظر لها بقلق ، و قالت بسرعة "انا بخير يا جدتي."

"لكن لماذا لا تبدين كذلك؟."'

"لم انم."

"كاذبة..تناولي فطورك ، واخبريني..." بحنيةٍ لمست شعرها تمسح عليه ، و اخبرتها "انا سأصنع لك بعضًا منه.."

ابتسمت ليلي وراقبت جدتها تذهب الى المطبخ ثم نهضت و تبعتها ، تجلس على الطاولة و تتكئ عليها تراقب جدتها تخفق البيض ، بعد دقائق كان هنالك كأس حليبٍ ساخنٍ امامها ، خبزٌ محمص ، و بيض مخفوق ، و جدتها في المقعد المقابل تنظر لها بصرامة "كُلي."

"انتِ تعرفين انني لا اشرب الحليب ، الستِ كذلك؟."

"انتِ تعرفين انك ستشربينه على ايةِ حال ، لا؟."

ابتسمت ليلي و اخذت رشفة و تجعد انفها من الطعم الذي لا تستصيغه ، لكن هذا لم يغير رأي جدتها التي هزت رأسها بعناد ايضًا ، فما كان منها سوى ان تنهي فطورها و نصف الكأس ، وكان هذا تقدمًا برأي ميرديث ، التي قالت وهي تنظر الى الكأس النصف ملئ برضىً "اذن يا حلوتي ، ما امرك؟."

حدقت ليلي بطبقها الفارغ بشرود ، ثم همست و شفتيها ترتجفان "أبي.."

تلاشت ابتسامة ميرديث و تابعت باهتمام الفتاة التي مسحت دمعةً بخفة "هنالك شيء بينه وأمي."

"لا شيء بين امك النمرودة و أبيك ، أؤكد لك يا صغيرتي الحلوة الجميلة.." و نهضت واقفةً تمشي لتصل اليها وتحلي بالمقعد المجاور "ما الذي يجعلك تظنين هذا؟."

"لا اعلم .. انه شيء اعرفه ، افعال ابي و نظرات امي .. هو شارد و ناقم معظم الوقت ، و هي كذلك.. هذا يحزنني يا جدتي ، اخبريني .. ارجوك . هل سيتطلقان؟." نطقت الكلمة الاخيرة بحذر ، و همس

فاحتضنتها ميرديث بخفة تمسح على وجنتها ، و تقبلها "اه يا حبيبتي الحلوة .. هل فتاتي الصغيرة تخاف ان ينفصل والديها؟ متى كبرتي لهذا الحد اصلًا لتلحظي الاشياء؟.. لا ، ليس بهما شيء انا اعدك ، ابوك هكذا لأنه متعب .. هنالك مشكلةٌ صغيرةٌ حدثت في العمل ، لكن لا تخبري احدًا بهذا ، كوني مراعيةً له ، ولا تسببي لهما اي ازعاج ، ما استطيع ان اؤكد لك الا مشكلة بينهما."

"حقًا؟."

"هل لا تصدقين جدتك؟."

"بلى يا جدتي..شكرًا لكِ."

"اشربي الحليب كله اذن."

"اوف."

"لا تتأففي لجدتك." نهرتها ، و راقبتها وهي تجبر نفسها على شربه مرغمةً و هي تجعد وجهها و انفها من الطعم السيء ، ثم نظرت مجددًا لجدتها التي مسحت على وجنتها تربت عليها ، و في قرارة ميرديث ، كان حديثها مع زوجها يتردد في رأسها من جديد

***

في اللحظة التي عادة فيها ايلا الى المنزل ، وجدت ايفان خارجًا امامها يحمل معطفه في يده ، و عندما نظر لها تقدم وسحب يدها يجرها معه ، يدخل في عمق الغابة ليبتعد عن المنزل و عن الجميع "هيه ما الأمر؟"

"نحتاج لأن نتحدث."

"اذن لا تسحبني هكذا." سحبت يدها من يده ، و تأففت وهي تنظر للإحمرار الخفيف الذي صنعته يده على بشرتها ، ثم نظرت له بغضب ، كان هو الأخر غاضبًا ايضًا ، منها ومن كل شيء

"كنت اعرف انك بلاء في المرة الاولى التي رأيتك فيها"

رمشت بغير فهم "انت هو البلاء.. مالذي يفترض بهذا ان يعنيه؟."

ارتداء معطفه ، و اخرج هاتفه من جيبه الداخلي يعبث به للحظة ، ثم نظر لها "جون كان حزينًا .. يقول انه وحيد و متروك او اي شيء اخر كان يعنيه بكلمته تلك."

"ماذا؟."

"ا تتخيلين .. قال 'ثاني اخر فردٍ من عائلتي مات قبل ان اراه'." رفع الهاتف امام وجهها "ماذا لو كان يعرف ان ثاني اخر فردٍ من عائلته حيٌ يرزق بالفعل!.. اعطيني سببًا واحدًا يمنعني من فضحك امامه ، لو لا انه لا يستحق ان يجرح من شخصٍ مثلك ، لكن ان يعلم خيرٌ من الا يعلم."

تسمرت ايلا في مكانها ، عيونها مفتوحةٌ من الصدمة المفاجئة ، نظر لها ايفان يهز رأسه و يستحقرها "اخبرتك انني سأفعل اي شيء وكل شيء لأحمي عائلتي.."

اخذت الهاتف من يده ، تنظر لصورةٍ لجدتها تقف في تقاطع الشارع و تدس يديها في جيبها شاردةً في البعيد ، ربما كان الشخص الواقف بجوارها هو المحامي بيير لأنها سمعت ايفان يعلق بسخريةٍ عليه و لم تستطع فهم ما قاله بالضبط من الصدمة التي شلتها ، اغمضت عينيها وهي تضغط على الهاتف بقوة تنظر له بغضب "كيف هذا.."

"ان اهملوك لا يعني انني انا ايضًا مهمل.. سمعت محادثتك و محاميك ذاك المتأنق قبلًا، كنت اعرف ان هنالك شيئًا ما وراءك .. و الآن لا استطيع ان افهم اي شيء ، اريد ان اعرف .. والا يمكنني ان اسحب خالي و جون و اريهما ما عندي."

"ايفان..لا تفعل.. اياك."

"اعطيني سببًا يا ايلا .. اخبريني بأسبابك ، علني استطيع ان اعذرك ، اي كذبةٍ مريضةٍ هي هذه؟ هل انتِ معتوهة يا ابنتي؟. ما الذي استفدته من كل هذا؟."

"ان اتي الى هنا ، هذا ما استفدته. لم اكن اعرف اذا ما كانت عائلتك ستقبل بي الا اذا حدتهم السبل الى ذلك ، اردت ان اعطي سببًا اضافيًا." هزت رأسها ، تقبض على يديها بقوة حتى احمرت مفاصل اصابعها دون ان تدرك ذلك

"بإرسال جدتك الى قبرها حتى قبل يومها و دون ان تدخله اصلًا؟." استنكر ، يشعر بالغضب يحتشد في صدره اكثر لأنه ظن انها تستغفله

فانفجرت ايلا بوجهه "انت لا تفهم .. لانك لا تعرف شيئًا ، امي طردت من هنا ، حرِّمت من ابنيها ، لم تستطع لا رؤيتهم و لا السؤال عنهم او حتى معرفة احوالهم يا ايفان ، جدتي قالت هذا ، لقد طردت ولم يتطلقا فقط ، وانا اردت ان اعرف لماذا.. ولأخذ فرصتي بأن اعرِّف اخوي.. هل اطلب الكثير؟ لم يكن لدي اي خيار.!..امي ماتت بسبب هذا ، اخذها الاكتئاب بعيدًا بسبب هذا ، انا لم يكن لدي اي خيارٍ لعينٍ اخر." و بكت

حدق فيها ايفان مذهولاً ، لا يدري ماذ يفعل او يقول ، ثم جذبها في حضنه

****

هاي ، حذفت خمسمية كلمة😂 لأني توترت للحظة ، بس حسيت البارت مليان ومرضي ، على الاقل بالنسبة لي

كيف كان؟

ايلا؟

بلايك؟

الزوجين الحلوين كاميلا و ستيفان؟

ايفان؟

تخميناتكم للاحداث المستقبلية؟

رأيكم بوتيرة سير الاحداث؟

تقييم البارت من ١٠؟

اول مرة ما احس عندي اسئلة ؛ فبأكتفي بهذا الحدّ

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro