24|ليس في مدرستيّ
.
.
.
"تشفقين عليّ؟"
" الشفقة من نصيب الضعفاء، وأنت لست ضعيفاً كما تبدو "
تنفسه أصبح يعلو وعدم قدرته على السير جعله منهاراً كم أراد بشدة أن يجري بعيداً عن هنا أن يركض حتى آخر نفس يملكه
أن يهرب من كل شيئ
من كل ذكرى يزوره
ومن كل شعور يراوده
بدأ بدفع كرسيه المتحرك بيديه بنية مغادرة السطح ، العرق يتصبب منه ويديه لا تتوقفان عن الرعش
" توقف أنت تؤذي نفسك"
صوتها صدر قبلها لتظهر بعدها تحاول مساعدته بدفع الكرسي لكنه أمسك بيديها ليثبتها على الجدار وبمساعدة جسدها هو استقام بصعوبة
" إذا ما رأيكِ بأن أؤذيكِ بدل ذلك، رؤية جبانة مثلكِ تتحدث أمامي دون ذرة خوف أتعلمين كم هو مزعج؟"
" تايهيونغ ماذا تفعل؟!"
تمتمت بصعوبة أثر الأنامل المطوقة لرقبتها وتدريجيا هو بدأ بالضغط على عنقها مع كل كلمة ينطقها
" كوني عاجزاً لا يعني أنيّ مُسالم تعرفين كم من السهل علي التخلص من الحشراتِ أمثالكِ"
" دعني..أرجوك"
انتحبت تضرب علي يديه كي يتركها ولكن الغضب قد أعماه لدرجة عدم إدراكه أنه على وشك سلب روح أحدهم هنا
بوجه عديم المشاعر ويدين شديد القسوة بدأ كشخص آخر لحظتها وبينما تلتقط هي آخر أنفاسها تحت رحمته
رن الجرس ليعلو معه أصوات الطلاب مما جعل تايهيونغ يعود لرشده وقد هلع للحظة قبل أن يترك رقبتها ويسقطا معا على الأرض دون حيلة
بدأت نيدين تلتقط أنفاسها بصعوبة بجانبه تايهيونغ يحدق في العدم بنظرات خاوية
ليسمع صوت أقدام الصهباء وهي تركض مغادرة المكان ويبقى هو متسطحا على الأرض بجانب كرسيه المتحرك
------
بعد أن عاد الهدوء في الساحات فقد أصبح كل طالب داخل صفه كانت هي في حمام الفتيات
استندت على المغسلة تتنفس مهدئة نفسها بينما صوت تدفق المياه تملئ المكان حولها
لا تصدق أنها كادت تفارق الحياة قبل لحظات وبسبب من؟ الشخص الذي حاولت مساعدته رغم كونها تبغضه
لطالما كانت إنسانة حذرة جداً لا تعلم كيف انتهى بها الحال هكذا فكلما حدث شيئ سيئ تكون هي أول من يرسلها القدر هناك كي تراه
" أنا حمقاء كبيرة لأنني اعتقدت بأن كيم تايهيونغ لن يؤذيني، حقاً حمقاء كبيرة "
صفعت وجهها بالماء عدة مرات لترى إنعكاس وجهها الشاحب في المرآة وآثار أصابع تايهيونغ المطبوعة على رقبتها الهزيلة
هل تستسلم الآن؟
-----
وسط ضوضاء الطلبة في قاعة الأكل كان يحدق بطعامه بهدوء دون أي رغبة بتناوله
رفع عيناه يناظر المكان لعله يلمح صهباء الشعر حوله ولكنها لم تكن موجودة هي حتى لم تأتي إلى الصف بعدما حدث في السطح هذا الصباح
تناثر الطعام من صحنه بعد أن سقط على الأرض
رفع عيناه نحو المسؤول عن الأمر ليرى لوكاس ومن غيره وحوله رفاقه تشكلوا على شكل دائرة حول الطاولة التي يجلس عليها تايهيونغ وحيداً
" كرسيّ جميل تناسبك جداً"
سخر بعد جلوسه فوق الطاولة أمام الآخر والذي لم يبدي أي ردة فعل مما زاده غضباً ليدفع بقدمه الكرسي المتحرك فيتزحلق للخلف دون قدرة تايهيونغ على إيقافه
قهقه معظم الموجودين في المكان وبعضهم بدأو بالهمس،مشهد يتكرر دائما بوجود لوكاس ورفاقه المثيرين للشغب
" سمعت بأنك لن تكون قادراً على المشاركة في المباراة النصف النهائي، أمر محزن فلقد اجتهدت كثيرا لتكسب مكانك في الفريق أليس كذلك؟"
رغم نبرته الساخرة إلا أن غضبه كان واضحاً على ذكر حادثة صديقه العزيز مارك
سئم تايهيونغ الوضع حوله ليحرك كرسيه لمغادرة المكان فسمع صوت لوكاس يحدث تابعيه
" أعيدوه الآن "
ليشعر بكرسيه يسحب من طرف شاب قوي البنية دفعه حتى أصبح أمام الآخر مجدداً
" إلى أين أيها الصغير فحديثنا لم ينتهي بعد"
ازداد القهقات في الأجواء خصوصاً بعد أن تم جر تايهيونغ كشخص عاجز في الأرجاء
" لماذا؟! "
" لماذا لم تتحدث معي حين كنت سالماً؟ أكنت تنتظر ضعفي طوال الوقت كي تأتي وتلعب دور القوي علي؟"
كان ساكتاً يتحمل ولكنه حين تحدث جعل جميع الأفواه تطلق " أوه " طويلاً لينقلب القهقات على لوكاس الذي وثب غاضباً
" لا أظنك بوضع يسمح لك بالتحدث بهذا الغرور!"
" أنت الذي قال بأن حديثنا لم ينتهي بعد وأظن بحديثنا عنيت مشاركة الحديث من الطرفين أليس كذلك؟"
" فلتمت أيها اللقيط"
حين نفذ منه الكلمات بدأ بإستخدام القوة بدفع كرسيّ تايهيونغ كي يسقطه
وذلك ما كان على وشك الحدوث فلقد اندفع تايهيونغ بعجلات كرسيه السريعة وأوشك على الإصطدام بالجدار خلفه
لولا تلك اليدين الذان أمسكا بالكرسي ليتوقف ، نظر الجميع نحو الجسد التي تقف خلف تايهيونغ متشبثة به
ولم تكن سوى بارك نيدين
" هل جننتم يا رفاق ؟"
صاحت تلفت الإنتباه ليفتح تايهيونغ عينيه المغمضة بعد تعرفه على صاحبة الصوت
- قبل عدة دقائق في حمام الفتيات
" هل أستسلم الآن؟"
ذلك ما كان يجول بخاطر الصهباء القلقة ففي محاولة مساعدة تايهيونغ قد تتأذي أو أسوأ قد تخسر قدماها
قهقهت على ذلك الفكرة لتسكت فجاءة تراجع ذاتها المختلفة
" ياللعجب! أصبحت حقاً لا أخشاه "
وتعلمون ذلك الشعور الذي راودت الجبانة بارك نيدين لأول مرة بعد أن تخلصت من عصابة الوحوش
أجل بالذات نفسه ، الشجاعة المفرطة وجدت طريقها إلى قلبها الرقيق
" إذ لم أعد أخشى كيم تايهيونغ فهذا يعني بأنني لست جبانة أنا لست ضعيفة، وإذا استطعت فعلها سابقاً بثانويتي القديمة أستطيع فعلها مجدداً هنا"
تنهدت بأكبر إبتسامة ، لابد بأن القدر أرسلها لكي ترى كل ذلك المشاكل وتجد الحل لها لا أن تتهرب
" أنا نيدين لذا الجميع يحتاجونني "
" لا للمتنمرين بعد الآن "
" ليس في مدرستي "
صاحت بثقة لتدفع باب المرحاض كي تخرج فوجدت أمامها قلة من الفتيات المتعجبات من أمرها
هن متأكدات بأن لا أحد دخل بعدهن فمن أين أتت هذه الفتاة غريبة الأطوار
-----
" هل جننتم يا رفاق؟"
صاحت تلفت الإنتباه ليفتح تايهيونغ عينيه المغمضة بعد تعرفه على صاحبة الصوت
" لا تتدخلي في ما لا يعنيكِ"
تقدم لوكاس نحوها لتقطب حاجبيها بعدم رضا ، دفعت الكرسي نحو الأمام تتجاهل الواقف لتعيد تايهيونغ إلى حالته الأولى
" تلك الصهباء لقد جنت حقاً!"
تكلمت إحدى الفتيات لتبتسم نيدين نحوها ثم أكملت وهي ترفع صحن تايهيونغ عن الأرضية
" لا أظن بأنني من كانت تشجع هذا الطويل لتنمر على شخص آخر غير عن كون هذا الشخص مصاباً، لذا هل مازلتِ تعتقدين بأنني من جننت؟"
نظر تايهيونغ نحوها لتبادله النظر ثم تنفست الصعداء تعدل الوشاح حول رقبتها كي تخفيه حيث كان نظر الآخر موجها هناك
عاد الضوضاء في الصالة بعد أن جذب لوكاس نيدين من يدها يبعدها عن تايهيونغ والذي قبض على كرسيه بغضب
وهناك حين جذب التجمع الهائل بركن صالة الطعام يونغي وزملائه في الفريق ليتسائل
" ماذا يحدث هناك؟"
" أتريد أن نكتشف؟"
صرح زميله ليؤمئ ويترك صينية طعامه متجهين نحو التجمع
وحين رأه الطلاب افسحوا المجال لفريق مدرستهم المحبوب ليرى يونغي لوكاس ممسكاً بيد نيدين التي رسمت على وجهها ملامح الألم
دون تفكير هو تقدم سريعاً يسحبها نحوه بينما عيناه تطلقان الشرر نحو الآخر
" كيف تجرؤ؟"
صاح ليصبح الأمور أكثر متعة بالنسبة للمشاهدين كونهم تركوا الطعام كي يبرد وأتوا للمشاهدة
" بل كيف تجرؤ هي وتدافع عن مجرم "
تنقل أنظار يونغي نحو تايهيونغ والذي بدا كقطعة حجر دون تعابير ثم عاد ينظر نحو نيدين بقلق
" أنتِ بخير؟"
سأل لتومئ فينظر نحو صديقه
" كوون أحضر تايهيونغ ولنغادر هذا المكان، يكفي دراما لليوم عودوا جميعاً لتناول طعامكم فهو الشيئ المفيد لكم "
نطق ليسمع التذمرات حوله بينما الجميع يعود لمكانه كما قلت فلا أحد يجرؤ على عصيان كلام قائد فريق ثانويتهم
ولا حتى لوكاس فهو وعصابته لا شيئ أمام يونغي وفريقه الرياضيين والذين يقفون خلفه كجيش مدرب
التفتوا جميعاً رفقة نيدين وتايهيونغ للمغادرة
بعد أن هدئ الأجواء كالسابق ليقاطع سيرهم صوت لوكاس مجدداً
" لحظة أين تذهبون؟ فالدارما على وشك الحدوث"
_________________
.
.
بارت طويل لأني سمعت بأن بارتاتي في الرواية قصيرة ☻
كيف رومنسية تاي بس؟
*ويذاونت شتم
وايش رأيكم تفضلون نيدين
الجبانة
القوية
*عن نفسي الجبانة أحب كيف كانت تخاف مع كذا وقحة وتفضح المتنمرين عن سر 😭
بخصوص جملة نيدين
" أنا نيدين لذا الجميع يحتاجونني "
لها معنى فإذا قرينا أول ثلاث حروف واللي هي نيد تعني الإحتياج بالإنغلش
عبقرية آي نو😎
وآخر شيئ يونغ يونغ الكيوت
قاعدة أتخيله واقف النمنم وخلفه الفريق حقه
*أطول منه ☻💔
اند شكراً لكل كبكيك تنتظر الرواية وتدعمني فعلاً لولاكم كان الرواية هيكمل سنته الثالثة ويمكن الرابعة والخامسة دون تحديث ف..
تانكيو 💞💞
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro