Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(25)

بقلم :نهال عبد الواحد

اتجهت عليّة صاعدة شقة ابنها، معها الهاتف تود أن تفضح الأمر له، قد ظنت أنه موجود خاصةً بعد سماع صوت رجولي يأتي من شقته وسماع زوجته تتحدث مع شخصٍ ما.

صعدت بصعوبة؛ لزيادة وزنها مع وهن جسدها، طرقت الباب وبعد مرور بعض الوقت فتحت دينا الباب قليلًا بطريقة مريبة تحدثها من خلف الباب، نظرت إليها عليّة بتوجس قائلة: أريد أحمد نادي عليه الآن.

ارتبكت دينا قليلًا وأردفت مصطنعة الثبات: لكنه ليس بالداخل، اعتذر منكِ يا خالة، لكني كنت نائمة.

قالت الأخيرة واضعة يدها على فمها كأنها تتثآب، تنهدت عليّة وقالت بعدم تصديق: غريبة! نائمة! كأني سمعت صوت وأنت تتحدثين معه أو ربما... صوت رجل.
وأكدت على كلمة رجل.

ازداد ارتباك دينا مردفة: رجل! أي رجل؟ ربما من التلفاز أو ربما هي مجرد تهيؤات.

- حسنًا!

-معذرةً يا خالة، سأذهب لأكمل نومي.

قالتها مغلقة الباب فورًا، وقفت عليّة وقد ملأتها شكوكها لكنها قد قررت التأكد، صعدت بضع درجات من السلم الصاعد لأعلى، اختبأت تنتظر، ضبطت هاتفها في وضع التسجيل لتسجل ما سيحدث صوت وصورة.

مر وقتًا طويلًا، قد أُنهكت عليّة من أثر وقفتها الطويلة، فقد خرجت مريم منذ زمن ولا زالت هي تقف وتنتظر.

وفجأة سمعت صوت الباب، اقتربت قليلًا، تسمع صوت همس لكن المصيبة لقد كان هناك رجلًا بالفعل!

رجل غريب يجئ إلى شقة زوجة ابنها وحدها بالبيت، وهي تنكر وجوده، يمكثان وحدهما فترة ليست بالقصيرة، إذن فزوجة ابنها المصون... تخونه!

لكنها قررت فضح أمرهما، تحركت مسرعة قبل إفلات وهروب ذلك الرجل، لكن قدمها كانت قد أُنهكت، اختل توازنها وسقطت فجأة من فوق درجات السلم، تفاجأت بها دينا وعشيقها أمامها ملقاة أرضًا، غادر مسرعًا ذلك الـ...  بينما دخلت دينا مغلقة الباب كأن شيئًا لم يحدث، كأنه قضاء وقدر.

عادت مريم مع منى وهي سعيدة، تحمل الكثير من الحقائب، ترجلت من السيارة، وجدت أبيها قد جاء، أشار أحمد لمنى بابتسامة وإمتنان، أومأت له منى برأسها ثم انصرفت.

أخذ أحمد من يد ابنته تلك الحقائب الكثيرة، صعدا معًا لشقة جدتها عليّة، دخلا وكانت مريم سعيدة للغاية.

التفتت مريم لأبيها وأهدرت بسعادة: هيا اجلس يا أبي لأُريك ماذا اشتريت، لقد اشتريت الكثير والكثير.

جلس أحمد مبتسمًا متابعًا مريم، تُخرج قطعة قطعة مما اشترتها، وقد انتهزت فرصة هدوءه مع ابتسامته التي تزين وجهه على غير العادة، قصت له قصة شراء كل قطعة، ضاحكةً مازحةً معه.

أومأ أحمد قائلًا: مباركٌ عليكِ ابنتي.

- شكرًا أبي.

أطال النظر نحو الجهة الأخرى مردفًا: كأن هناك حقائب أخرى لم تفتحيها وتريني ما بداخلها.

- إنها ملابس لأمي فقد صارت ملابسها غير مناسبة لحجمها الآن بعد خسارة وزنها.

أومأ لها ببعض الحزن، ثم أشار لها لتقترب منه قائلًا برفق: تعالي واجلسي جواري ابنتي الغالية!

اقتربت جلست جوار أبيها، وضع يده على كتفها مربتًا وقال بابتسامة : لقد كبرتِ يا مريم.

أومأت برأسها بغرور مصطنع: بالطبع! وقد صرت طالبة جامعية!

-لم أقصد هذا فقط من كلامي.

- ماذا تقصد إذن؟

-لقد صرنا عرائس يتقدم لخطبتها الشباب.

وجمت مريم ثم نظرت لأبيها مستفهمة، فأكمل: كان إياد معي منذ قليل، قد تحدث إليّ أنا وأخيكِ بشأنك، حقيقةً وجدته رجلًا وعلى خلق، يخاف عليكِ ويحبك ويكفي أيضًا أن أمه هي منى، وهي تحبك للغاية كأنكِ ابنتها.

سكتت مريم بعض الوقت في ارتباك واضح، قد اكتست وجنتيها بحمرة الخجل، ثم قالت: لكن يا أبي لا زال طريقي طويل، وذلك الأمر... أقصد أن الوقت غير مناسب.

-بالنسبة إليّ كنت أنوي تركك حتى تتخرجي من جامعتك وتنتهي من تعليمك، لكن ماذا يفعل أحدهم إذا وقع في الحب؟

ازدادت حمرة وجهها وتصنعت عدم الفهم متسائلة: عن أي شيءٍ تتحدث يا أبي؟! تلك الأمور لم أكن أفكر بها إطلاقًا الآن.

-لكني أعتقد أن الآن الوقت مناسب، نود أن نفرّح أمك في أيامها الأخيرة، حقيقةً أنسب واحدة تحل محل أمك فيما بعد هي منى وأنتما قريبتان منذ زمن وستخاف عليكِ ولن تغضبك أبدًا، بل إني لأعتقد أنها ستُغضب ابنها ولا تغضبك أنتِ.

فسكتت ولم تعقب، فأكمل بحزن: لقد عانت أمك كثيرًا، خاصةً بعد افتقاد أمها وأبي، لم يكن لها غيرهما في الحياة، لم تجد من يعوّضها بعد فقدهما، لكني أرى أن إياد ومنى فيهما أجمل عوض... المهم ماذا قُلتِ بشأن إياد أشعر أنك تميلين إليه خاصةً عندما أخبرني وحكا إليّ أنه إتصل بك مرارًا لكنك لم تجبيه أبدًا.

فرغت مريم فاها بفجأة، ثم تساءلت بدهشة: هل هو من أخبرك بهذا؟

أومأ أحمد مجيبًا: أجل! قالها بسذاجة وحسن نية، لكن قد أعجبتني صراحته كما أعجبني تصرفك، ماذا تقولين؟

- دعني أفكر، فلا أريد التسرع.

ربت عليها برفق قائلًا: كما تشائين فلن تتزوجي في الغد، خذي وقتك في التفكير ثم اعطيني ردك.
ثم التفت حوله باحثًا بعينيه قائلاً: ترى أين جدتك؟

-ربما قد نامت.

دخل إلى حجرة أمه فلم يجدها فقال: يبدو أن جدتك عندي في شقتي على غير العادة، سأجعلها تبيت عندي هذه الليلة؛ فلا طاقة لها لصعود وهبوط السلم في نفس اليوم، تصبحين على خير يا ابنتي.

تركها وانصرف، ما كانت لحظات حتى سمعت صراخ أبيها ينادي على أمه، خرجت مذعورة، وجدت جدتها قد سقطت أرضًا على السلم، لا أحد يعلم ماذا حدث بالضبط أو ما الذي أتى بها إلى هنا؟!

خاصةً أن تلك اللعينة فتحت الباب كأنها تفاجأت مثلهم أنها ملقاة هنا... رغم أنها ملقاة هنا منذ عدة ساعات.

نُقلت عليّة إلى المشفى فورًا، ظل معها أحمد وأولاده، اتضح أنها تعاني من كسرٍ بعظمة الحوض، وقد ارتفع ضغطها لدرجة أحدثت لها جلطة بالمخ لكنها قد تجمدت؛ يبدو أنها قد حدثت من فترة ولا يمكن إذابتها فتسببت لها في شللٍ نصفي.

عادت منى إلى بيتها وهي تحمل الحقائب التي إشترتها لنفسها، قابلت زوجها وقد أتى لتوه مصادفةً، حمل عنها تلك الحقائب، أهدر متعجبًا: ما كل هذا؟! هل قمتِ بشراء المول بالكامل؟!

ضحكت بخفة مردفة: ماذا بك عزيزي؟ هل خسارة فيّ؟

-بل خسارة ليّ.
قالها بطريقة صلاح منصور في فيلم الزوجة الثانية وضحكا.

بادلته منى التقمس بطلة الفيلم قائلة: يا عمدة!

- هيا! فأنا أريدك في موضوع... خصوصيّ.
قال الأخيرة تلك بنفس طريقة العمدة فضحكا وصعدا، وصلا إلى شقتهما، دخلا وكانت مظلمة، أنار هاني النور، فوجدا إياد جالسًا في الظلام.

صاحت منى بفزع: ماذا حدث لليلى؟!

انتفض إياد متفاجئًا، ثم أجاب: إهدئي أمي! إن خالتي ليلى بخير، أقصد كما هي، كل ما هنالك لم أكن بحاجك لإيقاد النور.

زفرت منى بغيظ وراحة معًا، تابع أبيه بنظرة لها مغزى: ما أجواء فيلم الرعب هذه؟!

-كنت أود إخباركما بأمرٍ ما قد فعلته.

تنهدت منى قائلة: سترك يا الله!

-لقد ذهبت إلى عمي أحمد، حدثته بشأن مريم وتقدمت لخطبتها.

اتسعت عينا منى بفجأة وصاحت: ماذا؟! هكذا وحدك! وفي هذه الظروف! وحالة ليلى!

- إن حالة خالتي ليلى تعلميها جيدًا، هي ليست بنزلة برد ولا أي وعكة صحية عابرة.

تساءلت: وماذا عن دراستها؟!

-بالطبع ستكملها يا أمي، سأظل داعمًا لها ريثما تصل لما تريد، ثم ماذا بك أمي؟! ألستِ من قُلتِ لي آخذ خطوة! وأنا لن أظل هكذا وهي بعيدةٌ عني لا أستطيع رؤيتها ولا حتى الحديث معها، أو أشعر بالضغط عليها لتجيب على مكالماتي ورسائلي، أمي! أنا لست بلصٍ لأتلصص وأختبئ بل أنا أحبها وتحبني، هل الطبيعي أن نتحدث ونتقابل ونخشى من يرانا أو يسمعنا؟! معذرةً فأنا لن أطيق هذا ولن أسمح به، فكري في مريم يا أمي ما مصيرها لو أصاب خالتي ليلى مكروه وإستجدت الأمور! من سيكون معها سندًا أبيها، أخيها أم جدتها أو ربما زوجة أبيها؟!

سكتت منى هُنيهة، ثم تابعت بتنهيدة حزينة: إن مريم ابنتي التي لم أنجبها ولن أتخلى عنها أبدًا بغض النظر إن كنت تحبها أم لا.

- لقد قُلتيها يا أمي، وهذا هو أنسب وضع.

-لكن بذلك ستطول فترة الخطوبة كثيرًا.

قال هاني: دعونا لا نسبق الأحداث.

نظرت منى بينهما ثم صاحت بغضب مشيرة لهما: كأنكما متفقان!

أردف هاني: وما المشكلة؟! لقد كاد ابنك أن يفقد عقله ويصاب بالجنون لأنها لا تجيب على مكالماته ولا رسائله، اقترحت عليه أن يذهب ويفتح الكلام ثم بعد ذلك نذهب معًا جميعنا نتقدم بشكل رسمي، أخبرني ماذا فعلت وبماذا رد عليك أحمد؟

-حقيقةً كان متفهمًا ولم يعترض، إلا أن محمد قد زمجر قليلًا عندما علم أني حاولت الاتصال بها.

اتسعت عينا هاني بإحباط، زفر قائلًا: ما هذا العقل الناصح يا فتى؟! هل هذا كلام يُقال أيها الأبله؟! تشكو إليّ هجرها لك لأني والدك، لكن تذهب وتحكي لأبيها وأخيها! وماذا حدث بعد؟

- لم يحدث شيء، قد مرت على خير، فقط يُنتظر جوابها.

تنهد هاني براحة وأهدر: إذن فمبارك مقدمًا...

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro