13: جنون النوم.
7.3.2015.
عالجتُ فتاة مصابة بالإنفلونزا.
رجلٌ بالغ مصاب بالسكريّ دخل المشفى.
فتى لديه كسرٌ في يده، أرسلته لطبيب العظام ثم اعتنيتُ به.
كتبتُ ما حدث اليوم وأخذتُ بطريقي لغرفته. لم يحدث شيء طيلة الأسبوع الماضي، فقط اشتقتُ لوجود تارا وإيدجار معنا، دراما آليك وجاكسون، وبالطبع دراما إيجاكس وأنا، كتفي يصطدم بكتفه 'بالخطأ'، أجل كتفي يؤلمني بسبب عضلاته لكنني لن أتوقف، كريه.
فتحتُ باب غرفته ليستقبلني حضنه الوسيع، وأنا بالطبع قفزتُ به ليقهقه بسعادة، تفقدتُ أدويته، نبضات قلبه، الضغط وتنفسه وكل شيء جيد، حمدًا لله.
جلستُ بحضنه ليلعب بشعري. «هل هناك شيء جديد؟» سأل لأنفي برأسي، أبي كان طبيعيّ هذا الأسبوع، ومع ذلك لم اقترب منه، ليس بعد ما فعله الأسبوع الماضيّ.
«ماذا عن الطبيب إيجاكس؟» سأل لأنظر له بطرف عينيّ بقرف ليبتسم بخبث «إياك!» حذرته ليرفع كتفاه «لم أقل شيئًا!» قلّدته ليقهقه.
دخل أحدهم الغرفة بسرعة لأخاف وأقع على الأرض، أنيت بسبب ألم مؤخرتي، رفعتُ نظري وكان إيجاكس الكريه «ألم تتعلّم الطرق يا أحمق؟» صرخته ليتجاهلني ويقف بجانبي وأنا لا زلت على الأرض، هذا الكريه هو حتى لم يساعدني!
«لن تصدق ما سأخبرك» قال بحماس لأقف بصعوبة «ماذا هل ستغادر المشفى؟» قلتُ وقهقهت، نظر لي وابتسم بلا مبالاة «لا، بل خبر أجمل!» قال لأستمع له، يا إلهي ما هو الشيء الأجمل من رحيله؟
«وجدتُ لك متبرع» قال لأنظر له بصدمة، ماذا؟!
«ما الذي تعنيه؟» سألتُ بغير تصديق لينظر لي وهو يبتسم «للتو اتصلوا وأخبرونا أن هناك رئتان له، وكانت الممرضة تبحث عنكِ لكنني أخبرتها أنني سأخبركِ، ولم أعلم هل أقول لكِ أو لنيرو لكنني علمتُ أنكما ستكونان معًا!» قال لأنظر لنيرو الذي كان شاردًا بنا، صرختُ بفرح وعانقت نيرو الذي بادلني العناق بقوة وهو يبكي، يا إلهي وأخيرًا!
ابتعدتُ عنه ليعانق إيجاكس وهو يشكره «سنذهب لنرى ما الخطط، كن مستعد» قلت له ليومئ بسعادة، خرجنا أنا وإيجاكس ومسحتُ دموعي ونحن نمشي للممرضة.
الرئتان لشاب مات بحادث سيارة، ويبدو أنه أتفق مع المشفى على أن يتم التبرع بأعضائه إذا مات.
لحسن الحظ أن الرئة تتميز عن بقية أعضاء الجسم بأنها تظل في حالة سليمة لعدة ساعات بعد وفاة المتبرع، لهذا حفظناها حتى موعد العملية.
والآن بما أن العضو أصبح جاهزًا للتبرع يجب أن نقارن بين العضو والمتلقيّ بعدة معايير خاصة، تشمل:
-فصيلة الدم.
-حجم العضو مقارنة بالتجويف الصدري.
-المسافة الجغرافية بين المتبرع بالعضو والمتلقي للزراعة.
-مدى حدة مرض الرئة عند المتلقي.
-الصحة العامة للمتلقي.
-احتمالية نجاح عملية الزرع.
احضرنا نيرو وبدأنا بالقيام بالفحوصات، وحمدًا لله كل شيء سار على ما يرام. وبما أن كل شيء على ما يرام سوف نقوم بالعملية الآن. جهّزنا نيرو وغرفة العمليات.
أجل قد تختلف الاجراءات المتبعة والتفاصيل الدقيقة للعملية الجراحية اعتمادًا على نوع الزرع، لكن هناك العديد من الخطوات المشتركة بين جميع هذه الاجراءات. حيث قبل العمل على المتلقي، يقوم جراح الزرع يتفقد رئة المتبرع للبحث عن اضرار أو علامات مرض. ونحن بالفعل فعلنا هذا، لذا تمت الموافقة على الرئتان.
استلقى نيرو على سريره وهناك ابتسامة عريضة على وجهه لأبتسم بدوري حين نظر لي، أوصلوه إلى وصلة وريدية وأجهزة المتابعة المختلفة من تخطيط القلب والضغط، وبما في ذلك جهاز قياس تأكسج الدم. خدرناه تخدير كلي، ثم وضعوا له جهاز التنفس. وقاموا بتوصيله إلى جهاز القلب والرئة الذي يضخ الدم للجسم ويمده بالاوكسجين النقي.
استغرقت البحوث ساعتان ونص تقريبًا، واستغرق تحضيره ساعة قبل الجراحة، وهنا الجزء الأسهل انتهى، نأتي لجزء الجراحة، زرع رئة واحدة يستغرق حوالي 4-8 ساعات، في حين أن عملية زرع الرئتين تستغرق حوالي 6-12 ساعة. وبما أن هذه العملية الصدرية الأولى لنيرو فستكون الجراحة خالية من التعقيدات بشكل بسيط. لأنه إذا اجرى جراحة صدر سابقة سوف يعقّد من العملية وسوف تأخذ وقتًا إضافيًا.
وقف الجميع بالغرفة استعدادًا للعملية، المشرفة، طبيب التخدير في حال استيقظ نيرو، ممرضان للمساعدة وبعض الأطبّاء الآخرين. وبالطبع غسل الجميع ايديهم وارتدوا الزي كي لا يحدث أي مضاعفات بسبب الجراثيم. أما أنا وإيجاكس كنا نقف نشاهد العملية من خلف الزجاج.
يمكن تنفيذ عملية زرع الرئتين، والمعروفة أيضًا باسم عملية الزرع الثنائية؛ إما بشكل تسلسلي، أو في وقت واحد (كتلة واحدة). وهم أخبروني أنهم سوف يستخدمون طريقة الزرع التسلسلي.
قاموا بإجراء شق من تحت إبط نيرو، حول صدره إلى عظمة القص، ثم نعود باتجاه الإبط الأخرى، وهو ما يعرف بشق المحارة.
قاموا بتخميص الرئة ذات الوظائف الأسوأ، بعدها ربطوا الأوعية الدموية وقطعوا الشعب الهوائية الموصلة بها. ثم أخرجوا الرئة الجديدة من الصندوق ووضعوها الرئة بالجسم ثم ثبتوها في الأوعية الدموية. للتأكد من أن الرئة جيدة قبل أن يزرعوا الأخرى قاموا بعمل منظار للقصبات الهوائية.
انتظروا قليلًا وكانت الرئة تعمل بشكل جيد، ابتسمت بشدة وبعدها بدأوا بزرع الرئة الأخرى.
نظرتُ لإيجاكس بجانبي لينظر لي هو أيضًا، لم أتمالك نفسي وذهبتُ لاحتضانه بقوّة «شكرًا لك من كل قلبي لإحضارك الخبر إيجاكس، أنا ممتنةٌ لك حقًا» قلتُ له ليقف متصنم بمكانه، ابتعدتُ عنه لأراه منصدم، قهقهت على منظره وأعدتُ نظري لعملية نيرو.
أنا حقًا ممتنة له، أجل كنت سأعلم بطريقة أو بأخرى لكنه تبرّع كي يأتي بالخبر.
---
بعد انتهاء الجراحة وضعناه مباشرة في وحدة العناية المركزة للمتابعة، عادةً لبضعة أيام كي نراقب حالته. وضعناه على الجهاز التنفس الصناعي للمساعدة في التنفس. وبالتأكيد بعض الأنابيب للتغذية الورودية من أجل الاحتياجات الغذائية، وبعض الأدوية القوية للسيطرة على الألم ولمنع رفض الرئة الجديدة.
وضعنا له أنبوب في الصدر لإزالة السوائل الزائدة. وبما أنه لا يتحرك استخدمنا القسطرة البولية.
وأخيرًل وصلة وريدية في العنق والذراع تستخدم للمتابعة وإعطاء الأدوية.
استمرت الجراحة 11 ساعة، أي انتهت الساعة التاسعة، والتحضيرات بعد العملية أخذت ثلاثة ساعات لذا الساعة الآن الثانية عشر، يا إلهي هذا كثير!
بقيتُ أشاهده من خلف زجاج الغرفة وهناك ابتسامة عريضة على وجهي، رغم تعبي وتأخر الوقت لكن بسبب سعادتي نسيت كل هذا. بالطبع الآن بدأت المرحلة الجدية، نيرو يحتاج لعناية كاملة كي لا تحدث أي أعراض جانبية للرئة، لكنني سأكون أكثر من سعيدة باعتنائي به.
«تفضلي» قال صوتٌ بجانبي وكان إيجاكس، أخذتُ القهوة منه وبدأتُ بشربها وهو بجانبي.
«شيءٌ جيد أن اليوم إجازة» قال لأومئ بينما أقهقه، أصبحنا بيوم السبت، حيث الساعة الآن الثانية عشر ظهرًا، نعسة أجل لكن إذا نمت الآن لن استفيد شيئًا، سأنتظر حتى الثامنة وأخلد للنوم.
عادةً نيرو لن يفيق هذه الأيام وسوف يبقى هنا كي نتأكد أية مضاعفات، لهذا كل ما سأفعله هو تفقده، حين يستيقظ سيبدأ العمل الجاد.
«هل تسمحين لي بمساعدتكِ؟» سأل لأنظر له بينما أعقد حاجبيّ وأكمل: «بالعناية به، أعلم أنها ستكون مرحلة صعبة، وأنا حقًا أريد مساعدة نيرو، فهو... لطيف» قال لأبتسم «بالتأكيد يمكنك، شكرًا لك» قلت له وأعدتُ نظري لنيرو، يبدو أنه ليس شخصًا سيئًا بعد كل هذا، لا زال إيجاكس الكريه لكن ليس إيجاكس اللعين، وهناك فرق شاسع.
قهقهت مع نفسي وحمحمت بسبب نظراته الغريبة، لو يعلم أنني اشتمه برأسي لقتلني، أمسكتُ ضحكي بسبب تفكيري وهو عقد حاجباه «أعتقد أنكِ بحاجة ماسة للنوم» قال لأضحك بشدة على كلامه، معه حق.
خرجنا من المشفى وأوصلته لأن إليون عاد للمنزل، أما أنا أكملتُ طريقي بالتجوّل لأحضر الطعام للمنزل. عندما عدت كان بحالة فوضى، نظّفت القليل منه لكن أصبحت الساعة الخامسة مساءً، قررت أن أنام وعندما استيقظ غدًا باكرًا سأكمله.
صعدتُ لغرفتي وكانت إيسِن نائمة على سريري، غيّرت ملابسي وقفزت على السرير لتنتفض «احرزي من سيكون بخير؟ نيرو» همستُ لها بفرح واستلقيتُ بجانبها، أغمضتُ عينيّ بينما ابتسم بسعادة.
---
الجيف هاي رائعة كاملة لكن اضطريت أقصها لأنه الوات زفت ما يقبل جيف أكتر من 3MG :)
شغفي وحلمي كان أدخل طب لكن ما قدرت لأنه مواد العلمي عنا صعبة وأنا مش صحبة مع الرياضيات والفيزيا، لهيك الكتابة عن رواية فيها طب يسعدني جدًا وأحس اني حققت حلمي بطريقة أخرى. ):🖤
وبالطبع ما كتبت كل المعلومات بخصوص الجراحة من البداية لأنها كثيرة ورح يصير الفصل شبه ملل، لهيك يلي بحب هكذا أشياء يقرأ عنه.
كيف الفصل؟
نقد أو شيء؟
كل المعلومات اتأكد منها وآخدها من مصادر موثوقة، لكن لو في حدا حس أنه في خطأ أو شيء زي هيك يحكيلي وبكون سعيدة للتعديل. الكل بخطئ ويمكن يكون في معلومات غلط لكن أنا مو منتبهة.
لوف يو إيميز، كونوا بخير. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro