حين تلد توأمًا، أنت تلد شخصًا واحدًا في جسدين،
أنا مقتنع بهذا تمامًا،
حين تُبعِد أحدهما عن الآخر، فأنت تُبعِد نفسًا عن نصفها الآخر،

العطلة الصيفية بدأت وأريد أن أكتب شيئًا لأخي أخطر شخص في مشفى الأمراض العقلية، تشارلي

أشعر بالملل الشديد، أشتاق لعزيزي تشارلي،
البالغين حقًا قساة القلب، كيف يأخذون من الشخص نفسه؟

تصنّتُ عليهم وقالوا إن تشارلي حصل على العديد من الفرص، والآن لن يخرج من المشفى أبدًا!

كيف بإمكانهم فعل هذا لي؟
لم تجدِ توسّلاتي لهم، أو نوبات غضبي، أو إضرابي عن الطعام نفعًا، وكأنّهم يقولون لي مهما فعلت لن نعيد لك أخيك!

أتذكّر حين استيقظ والدانا على صوت مواء قطتنا الفظيع، حين رأوا القطة وجدوا ان أحدهم قد اقتلع عيناها بملعقة طعام وقد ربط يديها وقدميها.

تتبّعوا مصدر الدماء ووجدوا العينين في صندوق ألعاب تشارلي، وسريره مليئ بالدماء.

قال تشارلي أنّه كان نائمًا وحسب لكن لم يصدقه أحد وهرعوا به للطبيب النفسي.

بعدها بأيام رأوا غرابًا يتمرّغ في الحديقة بشكلٍ مريب، حين اقترب أبي منه وجد انّ رجليه قُطعا منه وجناحيه انكسرا.

بكت أمّي وأتذكر حديثها مع أبي حينها، لم تكن مصدّقة أنّ ابنها ذو العشرة أعوام دمويّ وأبي نعت تشارلي بالمختل.

كُسِر قلبي حين رأيتُ أنظارهم إليك، كيف تنظران هكذا إلى نفسي الأخرى؟

حاولتَ يا تشارلي إنكار التهمة وبكيتَ بشدّة وبخوف لكنّهم لم يستمعوا لك لأنّ أرجل الطائر كانت مخبأة تحت بطانيتك.

كنت تبكي وتقول أنّك لا تريد أن تُحقن بالعقاقير، واحتضنتني وأنت ترتعد خوفًا مسكين تشارلي،
أنا أصدقك، أنت توأمي،
أنت أنا وأنا لستُ فتًا سيئًا فأنت أيضًا لستَ فتًا سيئًا.

لكنّ البالغين لن يستمعوا لي تشارلي، لن يصدّقوا كونك بريئ، وللأسف لا يستمعون لي عندما أخبرهم أنّه لابدّ أنّكم أخطأتم.

رغم ذلك بكيت وكسرت كل ألعابي كي يُحضروك.
وفرحتُ بشدّة حين أحضروك، لكن تلك المرّة كنتَ مختلفًا، لم تكن تتحرك من الغرفة أبدًا، وأفترض أنّ العقاقير أثرت على تركيزك، كنتُ أتحدّث معكَ ولم تكن تستطيع التركيز معي أبدًا.

كذلك أبي وأمّي تغيّروا تلك المرّة، كانوا يراقبونك دائمًا، وينظرون بخوف لك، ولم يكونوا يسمحون لي باللّعب معك وحدنا، كنت تنظر لي والدموع في عينيك.

مسكين أنت تشارلي، الخطأ خطأ أبي وأمّي، وذلك الطبيب، أنت بريئ، أنا أعرف أنّك بريئ.

لكن مَن سيصدّقني؟ فبعد شهر واحد فقط صرخت أمّي بشدّة،
لقد وجدت رؤوس قطط مخلوعة، وأرجل في دولاب ملابسك، لم يكتشفوا إلّا بعد ان تعفنت وظهرت الرائحة.

والآن تشارلي ذهب ولن يعود، كيف سألعب؟

أبوانا نظرا لعينا القطة في صندوق ألعاب تشارلي
وأرجل الغراب تحت بطانيته
ورؤوس القطط في دولاب ملابسه.

ولم ينظرا لعيني تشارلي أبدًا.

والآن أبعدوا تشارلي عنّي ولم أجد أحدًا ألعب معه والأسوأ، غير مسموح لي بزيارة غرفة تشارلي في مشفى الأمراض العقلية،

أين سأخفي رأس ساعي البريد الآن؟

أتمنّى أن تخرج قريبًا تشارلي، العالم ممل بدونك ومخيف، أنا متأكد من أنّك تفتقدني أيضًا أليس كذلك؟

________________

STOP RIGHT HERE:-

رأيكم كبداية؟