البحث عن الفتاة
بعد ليلة جميلة من السهر قررت مريم ان تبدأ مشوارها في التعرف علی قدراتها فأخرجت الكتب التي أخذتها من شيخ الجن شعشوع وشرعت تقرأ بأحدها ، كان يحمل معلومات كثيرة عن الزوهري وأنواعهُ والملكي كان يحتل فصول كثيرة ، الحماس يطرق قلبها لتتعلم أستخدام قدراتها الخيالية وبذات الوقت تعمل علی السيطرة عليها لتُخفيها عن عيون المتربصين .
زوجها ملك الجان كان قربها هو الآخر يطالع كتاباً بهدوء ، بقربهما قرينتها وزيزفونة .
اما المشروع الذي اتفقت عليه مع صديقاتها فهو جاري التنفيذ ، والموعد بعد ظهر اليوم في منزل أحداهن ، من جانب آخر كانت نجلاء تعيسة الحظ جالسة عند شيخ دين ذاتهُ الذي زاروه سابقاً يقرأ علی فتاتها المفزوعة والتي شرعت تُخبره عما عايشتهُ من الذعر حتی ليلة الكوابيس البارحة .
حالتها الهستيرية اثارت الذعر في نفس امها ولم يقدم لها الشيخ سوی نصائح دينية وقرأ عليها بعض الادعية والايات .
حتی خرجتا منهُ والام المصدومة بحالة ابنتها مشتتة بين احاديث كل ما قالتهُ صغيرتها .
******************************
بعد الظهيرة :
فتيات المشروع مجتمعات في منزل احداهن ، يقمن بتجهيز نماذج عن المشروع ، وهناك قط نحيل لطيف يتكئ علی النافذة ويلاعبنهُ ، اما مريم فكانت الوحيدة الجالسة بسحنة مصفرة وعيون زائغة وتنظر بنظرات متقطعة نحو القط والذي لم يكن الا شيطاناً لا يراه غيرها !
ذلك الشيطان الاسود ، قصير القامة ، قرونهُ حمراء صغيرة فوق جبهتهُ ، يُناظرها بعيونهُ كعيون الافعی لامعة بلون كبريتي مُشع ، يتكئ علی يديه الصغيرتين المقيدتين بالاغلال ، لم يُبعد نظراتهُ عنها منذ ان بدأ بأتباعها منذ الصباح الباكر .
لا تحيد عيناه عنها ولو لوهلة لتقف خلفهُ علی حين غرة قرينتها بطول فارع وقرون سوداء كبيرة ، عينيها حمراوتين كالجمر ، بشرتها كما لو تبدوا محترقة ولها ايدي طويلة ، لها جناحان عظيمان اسودان .
حملت الشيطان وطارت به نحو الاعلی .
************
كانتُ تمسكهُ من قدمهُ الصغيرة وهو يتدلی بالمقلوب قرب وجهها الذي ارتسمت عليه ملامح الغضب الشديد لتهمس قربه وهي تضغط علی قدمهُ بأظافرها الطويلة :
ـ ما الذي تُراقبينهُ منذ الصباح يا قطة ؟
ثم أعقبت حديثها برفعة حاجب ليُلاعب اصابعهُ بتوتر مُقلباً بؤبؤيه في الارجاء ليتحدث قائلاً :
ـ لا شيء وهل فَعَلت هذه القطة ما يُغضب سيادتكِ .
ردت عليه بحنق :
ـ لما تتطفل علينا ؟
تَبَسم كاشفاً عن ابتسامة مستفزة اظهرت اسنانه الصفراء وانيابه الصغيرة ليرد :
ـ فضول .
ثم اكمل حديثهُ بعد ان تمالك خوفهُ واظهر ثقة مُصطنعة ـ كنتُ ماراً في طريقي ورأيتُ هؤلاء الآدميين فقلتُ يا تُری لما لا أراقبهم قليلاً واری ما يصنعون ؟
ثم علق :
ـ هل أخطأتُ يا تُری ؟
زادت عقدة حاجبيها و ضغطها علی قدمهُ ليفتح فاههُ من قوة الالم غير قادر علی الصراخ فهمست له بصوت ثقيل اثار كل ذرة من ذرات الخوف بداخله :
ـ هل تعرف الی اين قاد الفضول القطة ؟
صمت عن الحديث لتُكمل بهمس تحذيري :
ـ الی مقتلها ..
ابتلع ريقهُ لتتحدث بحزم وبصوت غلبهُ الهدوء :
ـلذا من الافضل ان تتخلی عن فضولك هذا قبل ان يقتلك .
ثم رمتهُ بعيداً بأقصی قوتها ليختفي في الافق ويختفي معهُ صوت صراخهُ .
لتعود الی هيئتها الحسنة وتعود للداخل لتجد صاحبتها مُتخشبة من الخوف ! فدنت منها وما ان لمست كتفها حتی جفلت بقوة وزادت صفرة وجهها وهي تناظرها بعيون زائغة وماء وجهها قد زال .
أحتضنتها صاحبتها لتتلمس جسدها المُتعرق لتهمس لها :
ـ لقد قمتُ بالتخلص منه فلا تخافي.
ثم رفعت وجهها اليها حينما وضعت طرف اصابعها اسفل ذقنها لتهمس بحنان :
ـ وان كان شكلي ما اخافكِ فأنا افعل هذا لحمايتكِ .
لا زالت صامتة والتفتت نحو لوح الرسم امامها حيث رسمت عجوز ، شكلها يثير الضيق والاختناق ، عينها عوراء ، نحيلة لدرجة ان جلدها مُلتصق بعظمها ، وجهها مليئ بالتجاعيد حتی غابت ملامحها بين طياتها ، المكان الذي تجلس به غرفة قديمة مُظلمة لا يُنيرها سوی الشموع التي تلقي بظلالها علی الحوائط القديمة الممتلئة بالشقوق .
حولها سلال مملوءة بجثث حيوانات وبقايا اعضاء وكتب سحر متناثرة حولها تُمسك بيدها سلاسل تنتهي بأغلال تُقيد آلاف المردة والعفاريت .
ناظرت قرينتها الرسمة تطالعها تارة وتارة تنظر الی بهتان صاحبتها التي همست بالكاد بصوت شبه مسموع :
ـ هي من أمرتهُ بأن يتبعني .
يتبع .....
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro