بارت 7
جايك (تنهد) : هاه.. أنت محق أبي، هناك شيء ما يضايقني فعلاً
السيد شيم : صارحني بني، ما خطبك؟
جايك : أنا أعاني بسبب مشاعري
السيد شيم : مشاعرك؟
جايك : أجل
السيد شيم : أنت واقع في الحب، أليس كذلك؟
جايك (أومأ بالإيجاب ببطء) : هاه.. أجل
السيد شيم : و هل إعترفت بمشاعرك لتلك الفتاة التي تحبها؟
جايك : أجل
السيد شيم : إذاً أنت متضايق لأنها رفضتك؟
جايك : كلا، هي لم ترفضني بشكل صريح، و لكن يبدو لي بوضوح أنها لا تراني كحبيب مثلما أريدها أن تراني
السيد شيم : هل تلك الفتاة تكون ليلي؟
تفاجأ جايك من سؤال والده المفاجيء حين إستطاع تخمين هوية حبيبته السرية بهذة السهولة
جايك : أجل، كيف عرفت؟
السيد شيم : كان عندي إحساس
جايك : كيف؟
السيد شيم : كنت ملاحظاً لذلك منذ فترة طويلة، فعينيك دائماً ما تلمع حين يذكر اسمها، و دائماً ما تتوتر و تبدأ بالتصرف ببعض الغرابة عندما تراها، و حينما تتعامل معها لا تقدر أن تجعلها حزينة أبداً، بالإضافة إلى أنك لا تذهب لأي مكان بدونها تقريباً، و تحرص على ألا تتأخر عليها، و دائماً ما تتحمس حين تكون هي متواجدة في أي موضوع ما، أي بإختصار شديد كانت معالم الحب من طرف واحد نحوها واضحة جداً عليك لدرجة أنني أنا و والدتك لاحظنا الأمر
جايك : و لكن ما العمل الآن؟ منذ أن إعترفت لها بحبي و هي مبتعدة عني و تأبى التحدث معي
السيد شيم : هي فقط متفاجئة و مشتتة قليلاً، عليك فقط أن تدعها تأخذ وقتها في الإستيعاب و التفكير، و ألا تضغط عليها
جايك (أومأ له بهدوء) : أوه.. حسناً إذاً
السيد شيم : و لكن من وجهة نظري، عليك أن تهتم بحل مشكلة أخرى أكبر من مجرد الحب من طرف واحد
جايك (لم يفهم قصده) : مشكلة ماذا؟
السيد شيم : أعتقد أنك بحاجة لزيارة أخصائي نفسي جايك
رفع جايك حاجبيه في لحظة إدراك لإقتراح والده عليه و كونه يمتلك وجهة نظر مقنعة حين أكمل كلامه موضحاً
السيد شيم (مكملاً كلامه) : حاسة الأبوة لدي تخبرني أنك لست بخير نفسياً هذة الفترة على الإطلاق، كأنك مشتت و ضائع و تائه و مضغوط، لذلك فكرت في أن نذهب معاً لإستشارة لأجل الإطمئنان على صحتك النفسية، فما هو رأيك؟
صمت جايك لوهله و هو يفكر في كلام والده الذي نجح في لمس نقطة ضعف داخل أعماق جايك، ليقتنع فعلاً بوجهة نظره
جايك (بهدوء) : أعتقد أنك محق أبي، أنا في حاجة للمساعدة حقاً
السيد شيم : سعيد أنك إقتنعت بسهولة، فكما يقولون الإعتراف بالمرض هو أول طريق العلاج
جايك : صحيح
السيد شيم : إذاً سأقوم بحجز موعد لك مع أخصائية نفسية من إحدى معارفي
جايك : حسناً
السيد شيم : هذا كل شيء
جايك : حسناً إذاً، سأذهب الآن
السيد شيم : إلى أين؟
جايك : سأذهب لكي أتحدث مع يون كما وعدتك
السيد شيم : أحسنت بني، هذا هو ابني
أومأ السيد شيم لابنه بالإيجاب لينهض حينها جايك و يتجه لداخل المنزل بهدف الذهاب لغرفة شقيقته و الحديث معها
بينما سرعان ما أخرج السيد شيم هاتفه من جيبه ليقوم بالإتصال بعيادة تلك الأخصائية النفسية ليقوم بأخذ موعد خاص لجايك في أقرب وقت ممكن
**
بينما دخل جايك للمنزل و صعد لغرفة شقيقته يون ليطرق الباب بأدب قبل دخوله، و لكنه لم ينتظر منها الإذن الشفهي قبل أن يدخل
ليدخل جايك للغرفة و يغلق الباب خلفه لينفرد مع يون التي كانت مستلقية على سريرها بإهمال و تقوم بتصفح الإنترنت بملل عبر هاتفها و يبدو على تعابير وجهها البرود و الإستياء من جايك
ليقترب جايك نحو سريرها بخطوات ثابتة ليجلس على حافته و يقوم بسحب يون برفق من ذراعها لحضنه لتبادله هي الأخرى العناق فور أن فعل ذلك
جايك (بنبرة حنونة) : لا تغضبي مني يون، أنا آسف
قبّل جايك رأس شقيقته بلطف لتشد هي على عناقه أكثر و تقول له
يون (بصدق) : أنا أيضاً آسفة جايك
جايك (بهدوء) : لا عليكِ، كل ما يهمني الآن هو أن تفهمي جيداً أنني لم أكن أحاول التحكم بكِ، فأنتِ فتاة كبيرة و ذكية و واعية و لديكِ حريتكِ الكاملة في حياتكِ الشخصية، و لكنني فقط كنت أحاول حمايتكِ
يون : أنت محق، فعدما فكرت قليلاً قبل أن تأتي أدركت أنك ربما فعلت كل هذا لأجل مصلحتي حتى لو كانت طريقتك خاطئة، فماذا لو كان كيوبين فتى سيء حقاً و حاول أذيتي؟ دائماً ما أسمع من صديقاتي الفتيات في المدرسة قصصاً عن هؤلاء الفتيان السيئون الذين يتلاعبون بالفتيات طوال الوقت، ففكرت ماذا لو كنت محقاً بشأنه؟
جايك : أنتن الفتيات تفهمن بعضكن البعض، و كذلك نحن الفتيان نفهم بعضنا، و أستطيع أن أؤكد لكِ أن كيوبين ذاك ليس من النوع الذي يجب عليكِ الإقتراب منه أبداً يون، هو من النوع الذي سينتظر حتى تقع فريسته بعمق في حبه قبل أن ينقض عليها و يأخذ منها كل ما يريد و بعدها يهرب و يختفي في لمح البصر
حين قال جايك هذة الجملة قد رغرغت عيني يون بالدموع و بدأ صوتها يهتز قليلاً
يون (بنبرة مهزوزة) : أنت محق، و هذا يجعلني أدرك أكثر كم كنت لئيمة معك بينما كنت أنت ملاكي الحارس الذي حاول حمايتي بإستماتة
جايك : أوه هيا، ما خطب هذة النبرة الآن؟ لا تبكي
نهضت يون من بين أحضان جايك لتعتدل في جلستها و تقوم بتجفيف عينيها من الدموع بيدها قبل أن ينزلوا
يون : أنا بخير، و سأظل بخير طالما أنت معي و بجانبي، لأنك ستحميني
جايك : تماماً، لذلك تذكري ذلك جيداً و لا تنسيه أبداً
يون : حاضر
جايك : لا أحد يحبكِ مثلما أحبكِ يون، لا تنسي ذلك أيضاً
يون : و أنا أيضاً أحبك جايك
إبتسم جايك على كلام يون برضا بينما بادلته يون الإبتسامة، و لكنها بعدها قررت تغيير الموضوع حين تذكرت شيئاً ما فجأه
يون (مغيرة الموضوع) : بالمناسبة
جايك (بفضول) : ماذا؟
يون : غضبك مني الليلة لم يكن طبيعياً
جايك (بعدم فهم) : ماذا تقصدين؟
يون : أقصد أنك بدوت منزعجاً من شيء ما بالفعل لذلك قمت بتفريغ غضبك علي عندما حدث هذا الموقف بالصدفة
جايك (بإنكار) : كلا، غير صحيح
يون : بلى صحيح، لا تنكر
جايك : أنا لا أنكر
يون : بلى تنكر و ها أنت تكذب أيضاً
جايك (بإنزعاج) : أوف يا!
يون : لابد أنه شيء في حياتك العاطفية، لذلك ألن تخبرني به مثلما أخبرتك أنا بما يجري في حياتي العاطفية مسبقاً؟
جايك : متى كان هذا؟
يون : حين حكيت لك عن ذلك الشاب المدعو بكيفن
جايك (تذكر) : أوه صحيح، تذكرت الآن، و بجدية لا أفهم لماذا تحبين الوقوع في حب الفتيان الحقراء؟
يون : لا تغير الموضوع، عليك أن تحكي لي ما حدث، هيا
حينها تنهد جايك بملل حين أيقن أنه لا مهرب من لح يون عليه لأن يخبرها بما يجري في حياته العاطفية، لذلك إستسلم و قرر إخبارها مباشرةً
جايك : لقد إعترفت لليلي بحبي
يون (بتفاجؤ) : ماذا؟!
جايك : و ما المفاجيء جداً في هذا؟ لطالما كنتِ تزعجينني حول كونكِ تعرفين سري بالفعل
يون : صحيح أنني كنت أعرف أنك معجب بليلي و لكنني لم أتوقع أبداً أن تتشجع و تعترف لها بحبك في أي وقت قريب
جايك : أضطررت لذلك
يون : على أي حال، ماذا كانت رده فعلها؟
جايك : أعتقد أنني تعرضت للرفض بشكل غير مباشر
يون (قضبت حاجبيها) : كيف؟!
جايك : لأنها تجاهلت كلامي كأنها لم تسمعه، و أخبرتني أننا لن نتحدث أبداً حتى أعود كما كنت في السابق
يون : ماذا تقصد بعودتك لما كنت في السابق؟
جايك : هي ترى أنني تغيرت كثيراً مؤخراً، و تغيري ذاك لا يعجبها بتاتاً، و دعته بالإنحراف، رغم أنني أخبرتها أنني فعلت كل ذلك لأجلها من البداية و لأجل أن أعجبها
يون (أدركت) : الآن فقط فهمت سبب تغيرك و تغير أسلوب ملابسك و طريقة حديثك و كل شيء فيك!
جايك : أجل، فعلت كل هذا لأجلها أصلاً، و لكن يبدو أنني كنت مجرد أحمق، فكل ما فعلته قد ذهب سدى
يون : إسمع، لا أعتقد أن ليلي قد رفضتك بطريقة غير مباشرة كما تظن
جايك : إذاً ماذا تعتقدين؟
يون : أعتقد أن إعترافك لها كان مفاجئاً و صادماً للغاية لدرجة أنها عجزت عن إبداء ردة فعل فورية و إحتاجت للهرب منك لكي تجمع شتات نفسها و تستوعب على مهلها
جايك : أبي قال لي شيئاً مشابهاً أيضاً
يون : أجل بالضبط
جايك : إذاً ما الذي يجب علي فعله الآن؟
يون : بالنسبة لليلي دعها تأخذ وقتها في البعد عنك قليلاً لكي تستوعب و بعدها تقرر ما ستفعل، أما بالنسبة لك فعليك أنت أيضاً أن تجمع شتات نفسك و تصفي ذهنك و تهدأ و تبتعد عن كل هذا التوتر و التشتت العاطفي
جايك : صحيح، معكِ حق
يون : كما أنني سأحاول التدخل لمساعدتكما بكل ما أستطيع فعله
جايك (بتطلع) : حقاً؟ ستفعلين ذلك لأجلي؟
يون : بالطبع عزيزي
جايك (بإمتنان) : أوه شكراً حقاً يون، سأكون ممتناً لكِ فعلاً إن فعلتِ ذلك
يون (بثقة) : إذاً لا تقلق أنت و أترك هذا الموضوع علي
جايك (بحماس) : إتفقنا إذاً، عمتِ مساءً
يون : عمت مساءً
نهض حينها جايك بحيوية عندما أعطته شقيقته يون جرعة من الأمل و الإيجابية ليغادر غرفتها و يذهب لغرفته
ليلقي جايك بنفسه على سريره و يطالع سقف غرفته و هو يفكر و يسترجع أحداث ليلته
ليقوم بسحب هاتفه من جانبه و فتح تطبيق اليوتيوب و البحث عن أغنية "Stay" الشهيرة
ليتشجع و يقوم بإرسال رابطها إلى ليلي في المحادثة الخاصة بهما عبر تطبيق الإنستاغرام قبل أن يغلق هاتفه و يحاول النوم دون حتى أن ينتظر منها أن تراها، حيث أنه توقع أنها ستقوم بتجاهل رسائله أيضاً
**
بينما على الجانب الآخر تفاجئت ليلي حين وجدت إشعار رسالة مفاجيء من جايك و توترت لوهله قبل أن تفتحها لكي تضغط على الرابط و تقوم بالإستماع للأغنية
حيث إختار جايك هذة الأغنية خصيصاً لأنه شعر أن كلماتها تعبر عن ما يشعر به حالياً و ما يريد قوله لليلي و لكن لا يستطيع
《أفعل نفس الشيء الذي أخبرتكِ أنني لن أفعله أبداً
أخبركِ أنني تغيرت رغم معرفتي أنني لن أستطيع التغير أبداً
أعرف أنني لن أستطيع إيجاد شخص آخر رائع مثلكِ
لذا أحتاجكِ لأن تبقي معي
أصبح ثملاً و بعدها أستيقظ بينما مازلت ضائعاً و غير مركز
أدركت فجأه كل الوقت الذي أضعته هنا
أشعر أنكِ لا تشعرين بما أشعر
سينتهي أمري إن لم تكوني معي
أوه واه
سينتهي أمري إن لم تكوني معي
أفعل نفس الشيء الذي أخبرتكِ أنني لن أفعله أبداً
أخبركِ أنني تغيرت رغم معرفتي أنني لن أستطيع التغير أبداً
أعرف أنني لن أستطيع إيجاد شخص آخر رائع مثلكِ
لذا أحتاجكِ لأن تبقي معي
أفعل نفس الشيء الذي أخبرتكِ أنني لن أفعله أبداً
أخبركِ أنني تغيرت رغم معرفتي أنني لن أستطيع التغير أبداً
أعرف أنني لن أستطيع إيجاد شخص آخر رائع مثلكِ
لذا أحتاجكِ لأن تبقي معي
عندما أبتعد عنكِ أشتاق للمساتكِ
أنتِ سبب إيماني بالحب
من الصعب علي الوثوق في أحد
و أنا خائف من أن أفسد الأمر
و لكن من المستحيل أن أترككِ ترحلين
لأنكِ لم تتركيني من قبل أبداً
و أنتِ تعرفين أنني أعرف أنني لا أستطيع العيش من دونكِ
لذلك إبقي معي يا حبيبتي》
فهمت ليلي بالطبع أن جايك قد أرسل لها هذة الأغنية لكي تكون كلماتها رسالة موجهة لها
لتقوم ليلي بإغلاق هاتفها و محاولة النوم رغماً عنها بعدما كان آخر شيء فكرت فيه لليلة هو جايك بالطبع
**
و في اليوم التالي صباحاً، تجاهل جايك الذهاب لدوام الجامعة مرة أخرى، بينما إلتزمت ليلي بالطبع و ذهبت بمفردها
لتكون ليلي الآن جالسة في وقت الإستراحة في الكافيتيريا برفقة صديقها المشترك بينها و بين جايك فيلكس و تتحدث معه بصراحة
ليلي (بلوم) : لا أصدق حقاً أنك أنت و تشان كنتما تعرفان طوال هذا الوقت أن جايك معجب بي و لم تخبراني!
فيلكس : هو ليس معجباً بكِ فقط، بل هو واقع في أعماق حبكِ بالفعل
ليلي (بنفاذ صبر) : كيف لا تخبرانني بشيء كهذا؟!
فيلكس : لأنه كان سراً بالطبع! لم يرد جايك أن يجازف و يعترف لكِ بحبه مسبقاً كما نصحناه المئات من المرات خوفاً من أن ترفضيه و يخسركِ
ليلي (بعتاب) : و كيف لم تمنعاه من سلوك ذلك الطريق المنحرف الذي قرر أن يسلكه؟! بجدية أي نوع من الأصدقاء أنتما؟!
فيلكس : حاولنا منعه بالطبع، و لكنه لم يستمع إلينا، و صمم على فعل ما برأسه، و كله لأجلكِ
ليلي : أتقصد أنني السبب في إنحراف جايك؟!
فيلكس : أجل ليلي، فهدف جايك الأول و الأخير كان أن يثير إعجابكِ بأي طريقة، أنتِ لا تعرفين، لم ترينه أبداً و هو يتحدث عنكِ بشغف و عينيه تلمعان من شدة حبه لكِ و تعلقه بكِ، مجرد إحتمالية خسارتكِ كانت ترعبه و تشل حركته و تفكيره، و أنتِ ببعدكِ عنه الآن تقومين بتعذيبه أكثر
ليلي : و لكن-..
فيلكس (قاطعها) : أعلم أنكِ مازلتِ مصدومة و مشتتة و لا تعرفين ما يجب عليكِ فعله، و لكن على الأقل أعطي جايك فرصة معكِ ليلي، لكي يوقعكِ في حبه على الأقل إن كنتِ مازلتِ لا تعرفين ماهية مشاعركِ نحوه بعد، فهو لا يستحق منكِ أن تعاقبيه على تهوره بالإبتعاد عنه بهذا الشكل
ليلي : و ماذا تريد مني أن أفعل بالضبط؟!
فيلكس : ببساطة أخرجي معه في موعد غرامي، و حاولي أن تنظري إليه كحبيب و ليس كصديق مقرب كالعادة، و حينها فقط ستتوقفين عن كونكِ مشتتة و ستكتشفين حقيقة مشاعركِ نحوه
كلام فيلكس المنطقي المقنع قد نجح في جعل ليلي تصمت لوهله و هي تفكر فيه بجدية و تعجز عن الرد
ليقرر حينها فيلكس أن يتركها بمفردها لكي تستطيع أن تفكر جيداً دون أن تشعر بالضغط من وجوده معها
فيلكس : علي الذهاب الآن فلدي محاضرة بعد قليل
لينهض فيلكس بعد أن ودع ليلي ليتركها جالسة بمفردها ظاهرياً و لكن داخلياً تؤنسها العديد من الأفكار المفرطة عن جايك و عن علاقتهما عن مشاعرها نحوه أيضاً
ظلت ليلي شاردة تفكر في ما قاله فيلكس لها تواً بالفعل، إلى أن قاطع حبل أفكارها صوت فتاة ما إقتربت نحوها
كانت فتاة جميلة و مثيرة ترتدي ملابس كاشفة بعض الشيء بالنسبة لما هو مسموح به داخل الحرم الجامعي، و اسمها كان اهن يوجين
يوجين : المعذرة
ليلي (إنتبهت لها) : أوه!.. أجل؟
يوجين : العديد من الفتيات صديقاتي أخبرنني أنهن قد رأين ذلك الشاب المثير المدعو جايك يتسكع برفقتكِ في بعض الأحيان، لذلك أردت سؤالك إن كنتِ تمتلكين رقم هاتفه؟
قضبت ليلي حاجبيها من طلب تلك الفتاة التي تجهل هويتها المفاجيء الذي يخص جايك
فهذة ليست أول مرة تسألها فتاة عشوائية عن أي شيء بخصوص جايك بل الثانية، مما جعلها تستغرب أكثر
ليلي (بفضول) : و من أين تعرفين جايك أصلاً؟
يوجين : لقد كان يغني في الملهى برفقة هيسونغ و سونغهون و جاي، و لقد أعجبت به و بصوته كثيراً، و لكن للأسف لم تتسنى لي الفرصة لأجل أتقرب منه و أتعرف عليه و نشرب شيئاً سوياً على البار
ليلي : و لماذا تريدين رقمه بالضبط؟
يوجين : لأنه مختفي تماماً من الجامعة و لم يأتي للملهى منذ بضعة أيام أيضاً، فأردت التحدث إليه و الإطمئنان عليه و ربما زيارته في منزله أيضاً ههه
ليلي : زيارته في منزله؟!
يوجين : أجل، تعرفين، لكي نمارس الحب هههه
ضحكت يوجين ضحكة واثقة بلا خجل بعدما قالت لليلي في وجهها أنها تنوي قضاء ليلة مثيرة برفقة جايك إن تسنت لها الفرصة
لتنزعج ليلي بشدة من كلامها و لكنها حاولت التحكم في مشاعرها حين نهضت من على الكرسي لتقف قباله يوجين و تقول لها
ليلي : لدي رقم هاتف جايك و لكنني لن أعطيكِ إياه إحتراماً لخصوصيته!
قالت ليلي بنبرة حادة بعض الشيء ليوجين في وجهها قبل أن تأخذ أغراضها و تغادر بسرعة تاركة إياها
حاولت ليلي الإبتعاد عن يوجين بسرعة قدر المستطاع لكي تخفي إنزعاجها الدفين و غيرتها على جايك
Lily pov
رائع! صار جايك حبيباً للفتيات أيضاً!
End pov
و لكن لم تكن تشعر ليلي بالغيرة على جايك فقط بصراحة، بل شعرت لوهله بالغيرة من يوجين أيضاً
Lily pov
و لكن مهلاً..
تلك الفتاة جميلة و مثيرة للغاية و تمتلك جسداً مثالياً
إن عرضت نفسها على جايك ربما لن يستطيع مقاومة إثارتها و أنوثتها و يوافق فعلاً
أما أنا؟ فأنا مقارنة بها مملة جداً مثلما قال جايك مسبقاً
أتسائل عن سبب حبه لي بينما لديه فرصة أن يواعد عشرات الفتيات المعجبات به أمثال تلك الفتاة المثيرة الأجمل مني بكثير
End pov
حاولت ليلي التوقف عن التفكير و العودة للواقع حين بدأت تشعر أنها غير واثقة في نفسها و في جسدها و خصوصاً حين شعرت أنها قد تكون غير كافية بالنسبة لجايك
**
و في نفس ذات اليوم لاحقاً، تحديداً في قرب وقت الغروب
خرج جايك من المنزل و كان يستلقي على عشب حديقة منزله الأمامية و هو يطالع السماء و يتأملها
حيث كان في إنتظار والده حتى ينتهي من تغيير ملابسه لكي يأخذه لإستشارة الأخصائية النفسية كما حدد له الموعد مسبقاً ليلة أمس بعدما إتفقا
ليجد جايك سحابة مميزة الشكل و تشبه نصف القلب قليلاً، ليكمل القلب بيده اليسرى و يقوم بتصوير تلك الصورة بهاتفه بيده اليمنى
ليقوم جايك بالتحديث بها عبر حسابه على تطبيق الإنستاغرام مع كتابة عليها وصف يقول "لإحداهن" مع وضع رمز تعبيري قلب مكسور "💔" بجانب الكلام
ليغلق جايك هاتفه لا مبالياً بالإعجابات و التعليقات التي سرعان ما إنهالت على تحديثه من متابعينه الذي أغلبهم فتيات
كتبت بعض الفتيات بعض التعليقات مثل "هول، هو واقع في حب إحداهن؟!" و "من تلك المحظوظة اللعينة؟!" و "كيف تجرؤ تلك الفتاة على رفضه؟!" و "لو علمت هوية تلك الفتاة التي كسرت قلبه سألقنها درساً لن تنساه!" و "جايك حبيبي، يمكنني أن أجعلك تتخطاها بسهولة، فقط دعنا نتواعد" و "أمعقول أن جايك الشاب الرائع المثير الذي جعل جميع فتيات الملهى مغرمات به واقع في حب فتاة من طرف واحد؟!" و "تلك الفتاة محظوظة حد اللعنة!" و "يا إلهي، أحسد هذة الفتاة التي إحتلت قلبه بشدة"
لينهض جايك من على الأرض حين خرج والده من المنزل ليتوجه كلاهما للسيارة و يركباها معاً
السيد شيم : أأنت مستعد؟
جايك : أجل
السيد شيم : إذاً هيا بنا
أدار السيد شيم المحرك ليدعس البنزين و يتحرك بالسيارة متوجهاً نحو وجهتهما الأساسية و التي كانت عيادة تلك الأخصائية النفسية
بينما ظل جايك صامتاً و هادئاً طوال الطريق و هو يتأمل السحب في السماء بينما هو غارق في أفكاره التي لا تنتهي
**
ليصل كل من الأب و الابن لوجتهتهما بعد حوالي ثلث ساعة، ليصف السيد شيم السيارة و يدخل للعيادة برفقة جايك
السيد شيم : مساء الخير
السكرتيرة : مساء النور، كيف يمكنني أن أساعدك سيدي؟
السيد شيم : لقد حجزت إستشارة بالأمس لأجل ابني جايك
السكرتيرة : شيم جايك، أليس كذلك؟
السيد شيم : أجل
السكرتيرة : تفضلا معي
قادت السكرتيرة كل من السيد شيم و ابنه جايك إلى غرفة الأخصائية النفسية التي ستقوم بمساعدة جايك نفسياً، بارك جيهيو
السكرتيرة : تفضلا
السيد شيم : شكراً
جيهيو (مرحبة) : أوه أهلاً و سهلاً بك سيد شيم
غادرت السكرتيرة الغرفة بينما نهضت جيهيو من مكانها على مكتبها لتقوم بمصافحة السيد شيم برسمية و إحترام مرحبة به
السيد شيم : ها قد أحضرت ابني جايك لأجل الإستشارة
جيهيو (بإبتسامة لطيفة) : ممتاز إذاً، هلا بدأنا؟
السيد شيم : بالطبع
جيهيو : و لكن المعذرة منك سيد شيم، لا يمكنك البقاء في الغرفة معنا، يجب أن تكون الجلسة خاصة بيني و بين جايك فقط
السيد شيم : حسناً لا بأس، سأنتظر في الخارج حالما تنتهيان إذاً
جيهيو : بالطبع، تفضل
السيد شيم (لجايك) : أراك لاحقاً
خرج حينها السيد شيم من الغرفة تاركاً جايك مع جيهيو على إنفراد أي لا يوجد أحد سواهما في الغرفة
لم ينطق جايك بكلمة منذ قدومه و ترك والده يقوم بكل شيء، ليست إتكالية و إنما شخصية جايك الإنطوائية الحقيقية دائماً ما تظهر حينما يقابل أشخاصاً غرباء لأول مرة على الإطلاق
جيهيو (بإبتسامة) : لمَ مازلت واقفاً جايك؟ تفضل بالجلوس، خذ راحتك تماماً
قالت جيهيو ليجلس حينها جايك على المضجع لتقترب نحوه جيهيو لتجلس على الكرسي قبالته بعدما أحضرت نظارة القراءة الخاصة بها و دفتر ملاحظاتها و قلمها الجاف لكي تبدأ الجلسة
جيهيو : يبدو أنك من النوع الخجول، لذلك أود أن أؤكد لك أن كل شيء ستقوله لي سيظل سراً بيننا و لن يخرج من باب هذة الغرفة على الإطلاق، لذلك عليك أن تثق بي و تتشجع و تبدأ في التحدث دون عبء أو خوف، إتفقنا؟
جايك (أومأ لها) : أجل، إتفقنا
طريقة حديث جيهيو الهادئة و اللطيفة مع إبتساماتها الدافئة منحت جايك شعوراً مبدئياً إيجابياً، لذلك شعر بالفعل بالراحة و التفاؤل و الثقة
لتبدأ حينها جيهيو الجلسة مع جايك بشكل تدريجي و سلس للغاية
جيهيو : أرى في بياناتك هنا أمامي أن اسمك هو شيم جايك
جايك : أجل؟
جيهيو : اسم أجنبي و ليس كوري
جايك : لقد ولدت و عشت سنين كثيرة من عمري في أستراليا، لم أنتقل إلى كوريا سوى في المرحلة الثانوية
جيهيو : ممم.. و هل يا ترى قد تعرضت لأي نوع من التنمر في أستراليا كونك من العرق الآسيوي؟
جايك : بصراحة.. أجل
جيهيو : أحكي لي، ماذا حدث؟
جايك : كان الأطفال في المدرسة الابتدائية يسخرون مني بسبب عيوني الآسيوية، و كانوا يقلدون شكلها بسحب أعينهم بأصابعهم بعنصرية
جيهيو : ألم يكن لديك أي أصدقاء في المدرسة الإبتدائية من العرق الأبيض أو الأسود؟
جايك : كلا على الإطلاق، كنت شبه منبوذ
جيهيو : هل كنت الآسيوي الوحيد؟
جايك : في فصلي أجل
جيهيو : هل كان لديك أصدقاء آسيويين؟
جايك : أجل بالطبع، كانوا هم أصدقائي الوحيدين
جيهيو : أحكي لي عنهم
جايك : أتذكر في طفولتي حين كنا نتجمع جميعاً كل يوم و نلعب سوياً في الشارع كشلة الأطفال الآسيويين، كنت أنا و شقيقتي يون و صديقتي المقربة ليلي و أصدقاء آخرون لنا مثل فيلكس و اوليفيا و راشيل و كريستوفر و هانا و دانييل و هاني و ستيفن و العديد من الأطفال الآخرين أيضاً
جيهيو : بماذا كنت تشعر حين تكون معهم؟
جايك : كنت أشعر بالسعادة و الدفء و الإنتماء، و كنت أتمنى ألا ينتهي اليوم لكي لا نتوقف عن اللعب معاً أبداً، و كنت أكره لحظة الذهاب للنوم
كانت جيهيو تستمع لجايك بإنصات و هي تقوم بكتابة و تدوين بعض الملاحظات الهامة في دفترها من ما يقوله لها
جيهيو : و ما أخبار أصدقائك هؤلاء الآن إن كنت تعرف عنهم شيئاً؟
جايك : بالطبع أعرف، علاقة عائلي بعائلة ليلي قوية للغاية لدرجة أنهما قررا العودة إلى كوريا سوياً و السكن بجانب بعضهما البعض أيضاً، كريستوفر و شقيقته هانا عادا إلى كوريا مع عائلتهما أيضاً، و فيلكس و شقيقتيه اوليفيا و راشيل عادوا مع عائلتهم إلى كوريا أيضاً، أما بالنسبة لدانييل و هاني و ستيفن فقد ظلوا في أستراليا حتى الآن
جيهيو : مممم.. يبدو أن هناك صداقة قوية للغاية تجمع عائلتك و عائلة صديقتك ليلي كما تقول
جايك : أجل
جيهيو : إذاً أحكي لي عن ليلي قليلاً
جايك : ليلي؟!
جيهيو : أجل
لم يتوقع جايك سؤال جيهيو المفاجيء و الصريح له عن ليلي، لذلك توتر قليلاً و شعر ببعض الإحراج، و بالطبع لاحظت جيهيو ذلك عليه بسهولة بسبب لغة جسده
جايك (ببعض التوتر) : أحم،.. أنا..
جيهيو (بإبتسامة لطيفة) : ههه لمَ توترت هكذا؟
جايك : لا أعرف، دائماً ما أتوتر و أرتبك حين أسمع اسمها
جيهيو : عمرك تسعة عشر عاماً، مما يعني أنك في سن المراهقة، و ما أراه أمامي الآن هي مشاعر إعجاب و حب كبير
جايك : أنتِ محقة، لم يعد هناك داعٍ لأن أنكر أو أخفي مشاعري بعد الآن، أنا فعلاً أحب ليلي كثيراً
جيهيو : لأي درجة تحبها يا ترى؟ أتعتقد أنه مجرد حب مراهقة عابر؟ أو حب حقيقي سيستمر؟
جايك : أحبها لدرجة أنني قمت بتغيير نفسي و أسلوبي و طريقتي و كل شيء فيني تقريباً فقط لكي أعجبها
جيهيو : كيف؟ ماذا حدث لتفعل هذا؟
جايك : لطالما كنت أحب ليلي بصمت لسنين و لكنها كانت تراني مجرد صديق، و حين إلتحقت بالجامعة و حاولت الإنضمام لشلة فتيان بدوا لي رائعين قاموا برفضي و قالوا أنني ممل و خاسر و من المستحيل أن أعجب أي فتاة، لذلك قررت أنني سأفعل أي شيء مهما كان لكي أتغير و أصبح من النوع الذي يعجب الفتيات، حتى لو كان الثمن أن أنحرف
جيهيو : و بالتأكيد هدفك الأساسي هو أن تغير ليلي نظرتها لك من صديق لإحتمال حب
جايك : أجل
جيهيو : أكمل، ماذا حدث بعدها؟
جايك : دست على كرامتي و ذهبت مجدداً لهؤلاء الثلاثة فتيان بعدما أهانوني لكي أطلب الإنضمام إليهم و يساعدوني في التغير لأصبح رائعاً مثلهم و وافقوا عكس ما توقعت، و قاموا بالفعل بمساعدتي ببعض النصائح المفيدة و قمت بتغيير أسلوب ملابسي و شعري و شكلي الخارجي عامةً، و بعدها بدأت أسهر برفقتهم في الملاهي الليلية، و كنت أغني هناك، و صار لدي العديد من الفتيات المعجبات بي و يقومن بمتابعة حسابي عبر الإنستاغرام، و حينها ظننت أنني نجحت، و لكن هذا لم يدم طويلاً
جيهيو : لماذا؟ ماذا حدث؟
جايك : أخذت ليلي معي لإحدى حفلاتهم في مرة، و رأتني هناك و أنا أتصرف مثلهم، أشرب و أسب و أشتم و أتفوه بالكلام البذيء و هكذا، و بطريقة ما تورطت مع شاب حقير هناك في شجار جسدي حينما حاولت الدفاع عن ليلي حين حاول التحرش بها، و عندما عدنا من الحفلة بعد تلك الليلة الحافلة أخبرتني ليلي أنها صدمت مني كثيراً، و أنها رأيت جايك آخر غير الذي تعرفه، و مشاعرها نحوه ليست إيجابية على الإطلاق بل نفرت منه بشدة
جيهيو : أجل
جايك : حينها أضطررت لإخبارها أنني تغيرت و فعلت كل هذا لأجلها و لأجل أن أعجبها، و إعترفت لها بحبي أخيراً
جيهيو : و ماذا كانت ردة فعلها؟
جايك : لا شيء، تجنبت الحديث في الأمر كأنها لم تسمع شيئاً، و صممت على شرطها ألا نتحدث مجدداً سوى عندما أتراجع عن إنحرافي من وجهة نظرها، توسلت إليها ألا تفعل هذا بي و لكنها لم تستمع، و ذهبت و تركتني بالفعل، و منذ وقتها لم نتقابل أو نتحدث أبداً
جيهيو : كيف؟
جايك : لم أذهب للجامعة عن عمد لكي لا أقابلها، فنحن معتادان على التمشية للجامعة سوياً كل يوم، كما أنها تدرس معي في نفس القسم أيضاً
جيهيو : إذاً أنت تتجنبها؟
جايك : أجل، أحاول تجنبها قدر المستطاع
جيهيو : فهمت، ليلي على الأرجح متفاجئة و مصدومة و بحاجة لبعض الوقت لكي تجمع أفكارها، و لكننا لسنا هنا للحديث عنها، بل للحديث عنك أنت
جايك : صحيح
جيهيو : لذلك أريد منك ألا تركز على ليلي و أن تركز على نفسك فقط
جايك : حاضر
جيهيو : سأقوم بسؤالك بعض الأسئلة المباشرة و أريد منك إجابات صريحة تماماً و واضحة، حسناً؟
جايك : حسناً
جيهيو : هل تشعر بالوحدة؟
جايك : أجل
جيهيو : لأي درجة؟
جايك : كبيرة جداً
جيهيو : حين تشعر بالوحدة، من أول شخص تود البقاء معه لكي يؤنس وحدتك؟
جايك : ليلي
جيهيو : هل تشعر أن هذا ليس مكانك أو أنك لا تنتمي إلى هنا؟
جايك : أجل، دائماً تقريباً
جيهيو : هل ترى نفسك إنطوائياً أم إجتماعياً؟
جايك : إنطوائي، و لكنني أحاول أن أكون أكثر إجتماعية بفضل ليلي
جيهيو : ما هي أكثر ذكرى تتذكرها من طفولتك؟
جايك : حين كان هناك بعض الأولاد البيض يتنمرون علي في المدرسة الإبتدائية و أتت ليلي لكي تأخذني من يدي من بينهم و أخبرتني أنني رائع و مميز و لطيف و أنهم حمقى لا يفقهون شيئاً
جيهيو : أين تشعر بالأمان؟
جايك : في غرفتي
جيهيو : ما هو أكثر شيء أنت شغوف نحوه؟
جايك : في الواقع لا أعرف بعد، و لكن من خلال مشاركتي في الغناء برفقة الشباب في الملهى أعتقد أنني وقعت في حب الغناء و الأداء و إثارة الإعجاب و الشهرة
جيهيو : أهذا يعني أنك لست مهتماً بمجال دراستك الجامعية الحالي؟
جايك : أجل، لست مهتماً كثيراً، أدرسه فقط لمجرد الدراسة
جيهيو : لماذا تشعر بالإمتنان؟
جايك : أشعر بالإمتنان لهؤلاء الأشخاص الذين لم يتركوني بمفردي و ظلوا دائماً معي و بجانبي مهما حدث
جيهيو : ما هي نقاط قوتك من وجهة نظرك؟
جايك : أنني طيب و عاطفي و حنون و متفهم و مراعي و هاديء و صبور
جيهيو : و ما هي نقاط ضعفك من وجهة نظرك أيضاً؟
جايك : أنني لست جيداً كفاية ليتم ملاحظتي و تقديري كما أستحق و أتمنى
جيهيو : بعد هذا التغيير الكبير، هل أنت راضٍ عن نفسك و عن ما تفعله؟
جايك : في البداية كنت راضٍ، و لكن كل شيء قد أفسد حين رأيت ردة فعل ليلي، و الآن لم أعد أعرف ما يجب علي الشعور به بعد الآن
بعد إجابة جايك هذة قامت جيهيو بكتابة ملاحظة مهمة جداً و قامت بعمل دائرة عليها لزيادة أهميتها
جيهيو : ماذا تعتقد أن الآخرين يحبون عنك؟
جايك : مثلما قلت لكِ حول مميزاتي، أنني طيب و صبور و حنون و هكذا
جيهيو : مممم،.. هل تخاف من عدم اليقين؟
جايك : أجل
جيهيو : كيف تريد أن تكون بعد عشر سنوات من الآن؟
جايك : بما أنني سأكون في التاسعة و العشرين من عمري بعد عشرة سنوات من الآن فأتمنى أن أكون حاصلاً على وظيفة أحبها و متزوج من ليلي و لدينا أطفال بالفعل
جيهيو : ما الذي يجعلك تشعر بالفخر بنفسك؟
جايك : أن أكون السبب في شعور أحدهم بطاقة إيجابية
جيهيو : لماذا ترى أنك لست جيداً كفاية بعد؟
جايك : لأن من حولي لا يشعرونني بذلك
جيهيو : هل تعرضت لصدمة ثقافية حين تركت العيش في أستراليا و أتيت إلى كوريا؟
جايك : أجل، و مازلت أحاول التعامل معها حتى الآن
جيهيو : هل تعتقد أنك تحب ليلي فقط لأنها أقرب فتاة إليك و ليس أمامك سواها؟
جايك : كلا، هذا غير صحيح
جيهيو : لمَ لا تعتقد ذلك؟
جايك : لدي علاقات سابقة مع الفتيات، لقد جربت
جيهيو : فهمت
أنهت جيهيو أسئلتها عند هذا الحد تزامناً مع الملاحظات التي كانت تقوم بتدوينها
لتقوم بإغلاق دفترها و خلع نظارة القراءة خاصتها و الإعتدال في جلستها لتقول
جيهيو : إسمع جايك، من الواضح أنك تعاني في إيجاد جانب واحد تبقى فيه، و لكن عليك أن تعرف أن الحياة ليست أبيض و أسود فقط، لست بحاجة لأن تغير نفسك بالكامل لأجل أحدهم، عليك أن تكون رمادياً أحياناً، مزيج من كل شيء بإعتدال و حكمة، و من سيقرر أن يحبك فعليه أن يحبك و يتقبلك كما أنت، أي لا يجب عليك أبداً تغيير نفسك لكي تعجب أحدهم و تسعى لإرضاءه
جايك : معكِ حق
جيهيو : على قرارتك أن تكون نابعة منك أنت و ليس من من هم حولك، فهذة حياتك أنت و ليست حياتهم، و لا يحق لأي أي التدخل في إختياراتك مهما كانت، حتى لو كانت لا ترضي أهوائهم
جايك : صحيح
جيهيو : قميتك الذاتية تنبع منك أنت، عليك أنت أن تثق بنفسك من الداخل أولاً لكي تصدر تلك الطاقة لمن حولك و بالتالي يرونك واثقاً و قوياً و جذاباً و رائعاً و بالتالي أيضاً تثير إعجابهم دون أن تبذل أي مجهود فعلي
جايك : أنتِ محقة
جيهيو : يجب أن تركز على نفسك و ليس على الآخرين، كما أن الثقة في النفس قرار، و يجب أن يكون لديك الإرادة القوية كفاية لكي تأخذ ذلك القرار و تسعى لتنفيذه، في البداية تصنع الأمر إلى أن تقدر على تحقيقه فعلاً
جايك : أجل
جيهيو : لا تخف من أي شيء أبداً لأنك إن خفت لن تحقق أي شيء في حياتك و لن تشعر حينها سوى بالندم على ما فاتك فقط، لذلك كن جريئاً و جازف و غامر و لا تهتم
جايك : حسناً
جيهيو : أتمنى أن تنفذ هذة النصائح بجدية
جايك : سأحرص على ذلك
جيهيو (بلطف) : وعد؟
جايك (قهقه بخفة) : ههه أجل وعد
جيهيو (بتحفيز) : حسناً إذاً، أنا أثق بك
جايك (بإمتنان) : شكراً لكِ
جيهيو : و إلى هنا تنتهي الجلسة لليوم
قالت جيهيو خاتمة كلامها لتنهض من مكانها و تقوم بفتح باب الغرفة لتنادي للسيد شيم
جيهيو : سيد شيم، أريد الحديث معك رجاءً
السيد شيم : بالطبع
نهض السيد شيم و دخل للغرفة معهما لكي يرى ما تود الأخصائية النفسية جيهيو إخباره به
جيهيو : أممم.. هل يمكنك أن تنتظر في الخارج من فضلك جايك؟
جايك : بالطبع، لا مشكلة
غادر جايك الغرفة لينتظر في الخارج مثلما طلبت منه جيهيو ليترك حينها والده معها في الغرفة على إنفراد لكي يتحدثا في أمور مهمة من الأفضل بالنسبة له ألا يسمعها
السيد شيم : إذاً آنسة بارك؟ من ماذا يعاني جايك بالضبط؟
جيهيو : جايك يعاني من أزمة الهوية لدى المراهقين
السيد شيم : أوه..
جيهيو : لقد دونت الملاحظات و العلامات التي لاحظتها بوضوح خلال حديثه معي، و كل ما قاله لا يؤدي سوى لنفس الطريق في النهاية، إضطراب هوية المراهق
السيد شيم : أجل
جيهيو (شارحة) : من أهم أسباب تلك الحالة النفسية التي لدى جايك هي تعرضه للتنمر و السخرية بسبب إختلافه حين كان طفلاً في المدرسة الإبتدائية في أستراليا، و شعوره بالنبذ و الإستبعاد في مرحلة مراهقته في الجامعة في كوريا، و لذلك لا يشعر بالإنتماء لأي من البلدين، بالإضافة إلى تقديره المنخفض لذاته أصلاً
السيد شيم : أجل
جيهيو : جميعها تراكمات معقدة ظلت تتراكم فوق بعضها البعض أكثر فأكثر مع الوقت، و لكن من الواضح جداً و قمت بوضعه في دائرة هنا هو أنه يعتمد على آراء الآخرين لتحديد قيمته الذاتية رغبةً منه في محاولة إسترضائهم، و بالتالي ذلك ما ينتج عنه في مرات كثيرة أزمة هوية المراهق
السيد شيم : يا إلهي
جيهيو : لقد أعطيته بعض النصائح المناسبة التي وعدني بأنه سينفذها، و لكن نصائحي لك أنت كوالده هي أن تتقرب منه أكثر، إقضي معه الكثير من الوقت، أعطيه الكثير من الإهتمام، إستمع له و لمشاكله و أسراره، أشعره بالثقة بنفسه، أو بالأحرى أشعره بوجوده
السيد شيم : أوه يا إلهي، لم أكن أتخيل أن جايك يشعر بالحزن و الوحدة لهذة الدرجة!
جيهيو : بالمناسبة، من تكون ليلي هذة بالضبط؟
السيد شيم : ألم يخبركِ عنها؟
جيهيو : بل على العكس، بالكاد إستطاع التوقف عن التحديث عنها
السيد شيم : إنها جارتنا و صديقة جايك المقربة منذ الطفولة، و إكتشفت مؤخراً أنه يحمل نحوها مشاعر عاطفية
جيهيو : هذا صحيح، جايك يحب ليلي كثيراً، هذا واضح للغاية في عينيه و حركته و كلامه و كل شيء فيه، كأنها هي من تحرك قلبه الذي ينبض، فهو متعلق بها بشدة كما لو كانت أهم شخص في حياته، و لكنه لم يكن تعلقاً مرضياً كما توقعت، بل حبه لها حباً حقيقياً صادقاً و نقياً، و هذة علامة جيدة جداً
السيد شيم : كيف؟
جيهيو : سيتعالج جايك بمنتهى السهولة فور أن يقرر ذلك من داخله و ينفذ النصائح التي قلت له عليها مع النصائح التي قلت لك أنت عليها
السيد شيم (بسعادة) : أوه يا إلهي! هذا خبر رائع للغاية!
جيهيو : مشكلة جايك نفسية و ليست مشكلة متعلقة بالحب، فالحب شيء طبيعي جداً و خصوصاً في سن المراهقة
السيد شيم (بإمتنان) : شكراً جزيلاً لكِ آنسة بارك
جيهيو (بإبتسامة) : على الرحب و السعة سيد شيم
السيد شيم : وداعاً
جيهيو : الوداع
ودع كل من السيد شيم و جيهيو بعضهما، ليغادر السيد شيم من الغرفة و يأخذ جايك و يغادرا المكان بعدما قام بدفع ثمن الجلسة
جايك : ماذا قالت لك؟
السيد شيم : أشياء إيجابية مطمئنة، لا تقلق
جايك : حقاً؟
السيد شيم : أجل، كل ما عليك فعله فقط هو الإستماع جيداً لنصائحها التي قالتها لك و تنفيذها
جايك : فهمت
ركب حينها كل من جايك و والده السيد شيم للسيارة إستعداداً للعودة مرة أخرى للمنزل بعدما أنهيا مشوارهما المهم لليوم
**
أما في منزل عائلة شيم، كانت ليلي جالسة برفقة شقيقة جايك الصغرى يون في غرفتها بعدما إتصلت بها يون و ألحت عليها أن تأتي للجلوس معها قليلاً لهدف في رأسها تسعى لتنفيذه
في البداية رفضت ليلي و إقترحت على يون أن تذهب هي إليها في منزلها خوفاً من مواجهة جايك، و لكن يون طمئنت ليلي أن جايك ليس في المنزل أصلاً، لذلك وافقت ليلي على القدوم
و ها هي ليلي الآن، جالسة برفقة يون في جلسة فتيات سرية في الغرفة و تتحدثان عن الفتيان بالطبع، أو للدقة جايك
يون : إذاً تقولين أن ما يجعلكِ تتجنبينه هو تشتتكِ و عدم معرفتكِ لحقيقة مشاعركِ نحوه؟
ليلي (بتوتر) : بالضبط يون! هذة أول مرة أشعر فيها بهذا الضياع! فأنا دائماً أعرف مشاعري جيداً و متأكدة من ما أشعر! و لكنني هذة المرة بجدية لا أعرف!
يون : في هذة الحالة أتفق مع كلام فيلكس
ليلي : حول ماذا؟
يون : أعطي جايك فرصة، و أخرجي معه في موعد غرامي، و حينها حاولي التعرف عليه من جديد كحبيب و ليس كصديق طفولتكِ المقرب
قالت يون لتصمت حينها ليلي لوهله، لتسمع بعدها الفتاتان صوت إغلاق باب المنزل من الأسفل
يون : أوه لابد أنهما قد عادا
ليلي (بإحراج) : أوه يا إلهي!
يون : لا تقلقي ليلي، ستلقين عليه التحية بشكل عادي جداً فقط، ليست نهاية العالم
ليلي (تنهدت بقلق) : هاه.. حسناً
لتنزل بعدها الفتاتان يون و ليلي من الطابق العلوي حيث غرفة يون للطابق السفلي حيث غرفة المعيشة و الإستقبال
يون : مرحباً بعودتك يا أبي
السيد شيم : مرحباً عزيزتي
ليلي (بأدب) : مرحباً سيد شيم
السيد شيم (بلطف) : أوه مرحباً ليلي! لم أكن أعرف أنكِ موجودة عندنا الليلة
السيدة شيم (متدخلة) : لقد إتفقت مع ليلي أنها لن تغادر المنزل قبل أن تتناول العشاء برفقتنا الليلة، أليس كذلك؟
ليلي (ضحكت بخفة) : ههه أجل
السيد شيم : هذا رائع إذاً
يون : أين جايك؟
السيدة شيم : أوه صحيح! أين جايك؟ ألم يكن معك؟
السيد شيم : بلى، و لكنه قرر الذهاب و الجلوس بمفرده في الحديقة العامة المجاورة قليلاً لكي يصفي ذهنه و يشتم بعض الهواء النقي
السيدة شيم : أوه ابني المسكين، لابد أنه حزين و مضغوط بسبب شيء ما
قالت السيدة شيم بنبرة متعاطفة و لكنها في نفس الوقت كانت تلمح أن جايك بالتأكيد حزين بسبب ذلك الموضوع الذي يخصه مع ليلي لتفهم ليلي ذلك
لتتحرك حينها ليلي و تقرر الذهاب، لتسألها يون بإستغراب أمام كل من السيد و السيدة شيم
يون : إلى أين ليلي؟ مازلنا سنتناول العشاء أولاً
ليلي : ذاهبة للحديث مع جايك
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
علاقة جايك و يون كأشقاء؟
حديث ليلي مع فيلكس؟
نصيحة فيلكس لليلي؟
غيرة ليلي من تلك الفتاة المدعوة يوجين؟
جلسة جايك برفقة الأخصائية النفسية جيهيو؟
ما قاله جايك في الجلسة النفسية؟
تشخيص جيهيو لحالة جايك النفسية؟
نصائح جيهيو لجايك؟
حديث يون مع ليلي لأجل جايك؟
قرار ليلي بعدم تجنب جايك أكثر و الحديث معه؟
ماذا ستقول ليلي لجايك إذاً؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro