بارت 24
وونيونغ (بشرود) : سونغهون
سونغهون : نعم؟
وونيونغ (بنبرة مهزوزة) : أنا أشعر بكسرة لم أشعر بها من قبل في حياتي!
قالت وونيونغ بنبرة مهزوزة موحية بشعورها الشديد بالحزن الدفين و عدم القدرة على الثبات و التماسك، لتعاود حينها الإنهيار من البكاء مرة أخرى بمجرد أن أنهت جملتها
كان سونغهون يشعر كما لو كان قلبه يتقطع لرؤية وونيونغ في هذة الحالة و هي ضعيفة و حزينة و يائسة لهذة الدرجة، ليحاول تهدئتها بطريقة رأى أنها ستكون الأنسب لها
ليقوم حينها بأخذها بين أحضانه و يحتويها بحنان داخل عناقه لتستجيب هي له على الفور و تتشبث به كمثل الطفلة الصغيرة التي تتمسك بوالدها بشدة و تأبى أن تتركه
ليتخذا هذة الوضعية للنوم مع بعضهما الليلة، سونغهون يدفن وونيونغ بين أحضانه محاولاً إحتوائها و طمأنتها بينما وونيونغ تبادله العناق و تتشبث به بقوة بحثاً عن الأمان و الراحة و الطمئنينة و الدفء و الحب
و لكن في هذة اللحظة، و بمنتهى الصراحة، شعرت حينها وونيونغ بشعور غريب لم تشعر بشعور مثله من قبل على الإطلاق، ولا حتى مع جاي
حيث أنها فعلاً بمجرد أن إحتضنها سونغهون شعرت معه بكل تلك المشاعر التي كانت تبحث عنها، و أهمها أنها قد شعرت معه بالأمان
هذا صحيح، في تلك الليلة وونيونغ لأول مرة في حياتها حست بالأمان و الطمأنينة الحقيقية بطريقة ساحرة و غريبة عجزت عن تفسيرها
لتنقضي تلك الليلة أخيراً و هما على هذة الوضعية الرومانسية المليئة بالمشاعر العديدة، و الذي كان منها شعور وونيونغ بالهدوء و السكون التام كما لو كانت متأكدة أن لا مكروه سيمسها طالما سونغهون معها لأنه سيحميها، كما يفعل الآن
شعرت أن كل شيء بخير، و كل شيء سيظل بخير مادامت داخل أحضان سونغهون، لتكون هذة أول مرة يناما فيها معاً كالمتزوجين فعلاً على الإطلاق
**
و أثناء ما الزوجين سونغهون و وونيونغ نائمين معاً في أحضان بعضهما البعض، كانت الليلة لم تنتهي بعد بالنسبة لبعض الناس الآخرين، و التي كانت منهم صديقة وونيونغ المقربة يوجين
فسمعت يوجين نصيحة صديقتها يونا في محاولة نسيان جاي و الذهاب للسهر في أي ملهى ليلي بهدف الإستمتاع بوقتها و ربما التعرف على شاب مناسب تبدأ معه يوجين بالمواعدة، لذا ها هي ذا
كانت يوجين جالسة وحيدة على البار في إحدى الملاهي الليلية في هدوء و إستسلام بينما كانت شاردة قليلاً مع أفكارها، غير مركزة تماماً مع الزحام من حولها ولا ضجيج الموسيقى التي كان يرقص عليها بعض الناس
ليجلس بجانبها فجأه شاب يرتدي بذلة رسمية سوداء و نظارة طبية ليطلب لنفسه مشروباً، و لكنها مازالت تجاهلته لأنه على أي حال مازال شخص غريب لا تعرفه و لا يهم
نيكي (للنادل) : أريد كأساً يا صاح!
النادل : حالاً يا رفيقي!
ليحضر النادل كأساً به مشروب كحولي و يناوله لنيكي لكي يشربه نيكي على مرة واحدة و يضعه على البار و من ثم يحول نظره لتلك الفتاة الجميلة التي تجلس بجانبه و يفكر في جملة جيدة لكي يقولها لها لكي يتعرف عليها و ربما يقضي معها الليلة لاحقاً
نيكي (ليوجين) : إنسيه، هو لم يعد يحبكِ بعد الآن
قال نيكي ليوجين فاتحاً موضوعاً عشوائياً ليقاطع حينها شرودها لتلتفت له و ترد عليه بإستغراب قائلة
يوجين (إنتبهت له) : أوه!.. ماذا؟
نيكي : ألا تفكرين في حبيبكِ السابق؟
يوجين : أوه كلا، هو لم يكن حبيبي أبداً.. للأسف
نيكي (بإهتمام) : لماذا؟ ماذا حدث؟
يوجين : قصة طويلة حقاً.. و معقدة
نيكي : إحكيها لي بإختصار إذاً
يوجين (تنهدت) : هاه.. ماذا أقول لكِ؟.. الأمر و ما فيه هو أنني واقعة في حب حبيب صديقتي المقربة
نيكي : أوه
يوجين : ذهبت متعمدة لشقته في مرة، و إنتهى بنا الأمر معاً في السرير كما خططت، و لكنه رغم خيانته لصديقتي معي لا يبدو لي أنه يحمل أي مشاعر من أي نوع نحوي
نيكي : أتعنين أنها كانت غلطة منه؟
يوجين : يبدو ذلك، لأنه أخبرني أن أتوقف عن محاولاتي للتفرقة بينهما لأنه يحبها هي و لا يحبني أنا، مما يدفعني رغماً عني لكراهية صديقتي المقربة و الغيرة منها بسببه
نيكي : أستطيع تفهم شعوركِ تماماً
يوجين : و لكن أتعلم ما هو أكثر شيء جعلني أحقد عليها؟
نيكي : ما هو؟
يوجين : أنها الآن حامل منه! و من المفترض أنهما سيضطران للزواج سريعاً لأجل الطفل!
نيكي : مممم.. فهمت
يوجين : حاولت بشدة أن أكون الصديقة المخلصة، و لكنني لم أعد أقدر على منافقتها أكثر من هذا! أنا أعترف أنني أغار منها كثيراً و صرت أكرهها بسبب أنها تحصل على كل ما أريده أنا! خصوصاً الشاب الذي أحبه!
نيكي : و لكن لمَ من البداية سمحتِ لنفسكِ بأن تعجبي بحبيب صديقتكِ المقربة؟ أعني، البلدة مليئة بالشباب الآخرين غيره
يوجين (متجنبة الإجابة بصراحة) : هذا ما حدث و إنتهى الأمر
نيكي : فهمت، و لكنني رغم ذلك لا أريدكِ أن تنزعجي بسببهما، فتاة غاية في الجمال و الإثارة مثلكِ يجب أن تكون واثقة جداً من نفسها، فأنا أعتقد أن هناك العديد من الشباب الذين سيتمنون و لو نظرة واحدة منكِ، لذلك دعكِ منه هو و صديقتكِ المقربة و أتركيهما معاً و لا تهتمي
يوجين : الكلام سهل حقاً، ليس و كأنني أستطيع التحكم في مشاعري
نيكي : أنا واثق أنكِ تستطيعين
يوجين (تنهدت) : هاه.. سأحاول
قالت يوجين و هي تسند كوعيها على البار و تمسك رأسها بكلتا يديها، ليصمت حينها نيكي لوهله قليلاً و هو يفكر في كيفية ترتيب كلامه ليصل لما يريده من يوجين، ليقول بعدها
نيكي : بالمناسبة
يوجين (إنتبهت له مجدداً) : ممم؟
نيكي (مغازلاً) : لم أكن أجاملكِ حين قلت أنكِ غاية في الجمال و الإثارة، أنا أعتقد ذلك فعلاً
يوجين (ببعض الإحراج) : أوه.. أممم.. شكراً، أعتقد أن هذة أول مرة يخبرني فيها شاب ما بهذا ههه
نيكي : إذاً لمَ لا تسمحين لي بمعاملتكِ الليلة كما ينبغي لفتاة جميلة و مثيرة مثلكِ أن تُعَامَل؟
سأل نيكي يوجين بنبرة رجولية هادئة و حُلوة لتفهم حينها يوجين قصده لتصدم قليلاً من جرأته و سرعته رغم تعرفه عليها قبل قليل، و لكنهما مازالا في ملهى ليلي و ليسا في مكتبة عامة مثلاً
يوجين : أنت.. تريد أن تقضي معي الليلة؟
نيكي : أجل، أنتِ تعجبينني بالفعل، فما رأيكِ؟
سأل نيكي يوجين مرة أخرى لتصمت حينها يوجين قليلاً و هي تفكر، و لكنها وجدت أن الموضوع لا يحتاج للتفكير حين تذكرت نصيحة صديقتها يونا، لذلك سرعان ما وافقت
يوجين : موافقة
نيكي : ممتاز إذاً، دعينا نذهب لمنزلي
يوجين : حسناً
قالت يوجين لتنهض من مكانها لتغادر الملهى برفقة نيكي بهدف الذهاب لشقته لقضاء الليلة معاً بعدما دفع نيكي ثمن المشروب الذي شربه بالطبع
و لكن كون نيكي ليس غنياً أو مستقراً مادياً كفاية ليشتري لنفسه سيارة إضطر لأن يأخذ يوجين معه لشقته في سيارة أجرة مما جعل الموقف لا يعجب يوجين قليلاً و لكنها مررته رغم ذلك
**
و ها هما ذا، وصلا لإحدى العمارات السكنية المتواضعة ليدفع نيكي الأجرة للسائق و بعدها يصعد برفقة يوجين لشقته بهدف قضاء الليلة معاً
نيكي : ها نحن ذا، أهلاً بكِ في شقتي المتواضعة
يوجين : بكل صراحة.. لقد ظننت أنك أغنى من هذا، أعني، بسبب إرتدائك لبذلة رسمية و هكذا
نيكي : أوه هذة؟ علي إرتدائها كوني أعمل في إحدى الشركات الخاصة التي يكون رئيسها مستبد و مزعج و مقرف و لكن علي تحمله لكي لا أخسر وظيفتي
يوجين : و لكنه لا يبدو أنه يدفع لك راتباً جيداً رغم هذا
نيكي : أعلم ذلك، و لكن هل يمكننا أن ندعنا من رئيسي اللعين الآن و أن نهتم بموضوعاً أكثر أهمية؟
قالت نيكي بهدف إغلاق ذلك الموضوع ليمسك حينها يد يوجين بلطف و يأخذها معه للداخل، تحديداً لغرفة نومه
و ما إن دخلا للغرفة حتى أغلق نيكي الباب على كلاهما بسرعة و حاصر يوجين على الباب بقوة، كما لو كان تحول فجأه لشخص آخر أو ما شابه
لينزل بعدها يده لخصر يوجين ليحوطه برومانسية بينما كانت يده الأخرى تتحسس وجهها بلطف و هو ينظر في عينيها بثقة و يتحدث إليها بنبرة رجولية مغرية قائلاً
نيكي : سأعترف، لقد نمت مع العديد من الفتيات من قبل، و لكن بمنتهى الصراحة لم أستطع التحكم في مشاعري حين رأيتكِ أنتِ بالذات، فأنتِ جميلة جداً، و مثيرة للغاية، و جعلتِ لدي رغبة قوية في أن أشعركِ بحبي الليلة و أن أعاملكِ كالكنز الثمين كما تستحقين
يوجين (ساخرة) : يا ترى كم عدد الفتيات اللواتي قلت لهن نفس الكلام قبلي؟
نيكي : هه، واحدة فقط، و التي هي أنتِ، و أعدكِ أنها ستظل أنتِ و فقط
قال نيكي بنبرة واثقة قبل أن يأخذ بعدها شفتي يوجين في قبلة عميقة و ناعمة و لكن شغوفة في نفس الوقت، لتبادله يوجين إياها سامحة لنفسها بإنتهاز هذة الفرصة و الإستمتاع الليلة برفقة ذلك الشاب الجذاب الذي لا تعرف حتى إسمه
و لكن فصلت يوجين القبلة حين أزعجها شيء ما، و التي كانت نظارة نيكي الطبية التي لم يخلعها بعد
يوجين : ألن تخلع نظارتك؟
نيكي : صحيح، رغم أنني بالكاد أرى شيئاً بدونها، و لكن كله يهون لأجل طعم شفتيكِ اللذيذ
قال نيكي بعدما خلع نظارته الطبية و رماها بعيداً بمنتهى الإهمال و عدم الإكتراث، ليعاود بعدها أخذ شفتي يوجين مع شفتيه في قبلة أخرى أكثر عمقاً و أكثر جرأة بالتدريج
و بسبب كون نيكي مُقَبِل بارع مثل جاي بسبب خبرته مع الفتيات إستطاعت يوجين أن تندمج معه بسرعة و سهولة، ليزيد ذلك من إطمئنان و ثقة نيكي ليتجرأ أكثر في تقبيلها
لينزل بعدها لرقبتها و يقبلها بإثارة و رغبة، و بعدها عظمة الترقوة الأنثوية خاصتها، ليصعد بعدها مجدداً لشفتيها جاعلاً يوجين لا تستطيع الشعور بأي شيء سوى بالإثارة و الإنجذاب نحوه أكثر و أكثر
ليفصل بعدها نيكي القبلة الأخيرة حين شعر بإرتفاع درجة الحرارة ليقوم ببدء خلع الجاكيت و قميصه
نيكي : حسناً، بالتأكيد لن تكون نظارتي الشيء الوحيد الذي سأخلعه الليلة، أليس كذلك؟
يوجين : بالطبع
قالت يوجين موافقة نيكي على تفكيره، ليقوم نيكي بالفعل بخلع جاكيته و قميصه ليصبح عاري الصدر و تقوم يوجين هي الأخرى بتقليده بخلعها لقميصها و تنورتها لتصبح أمامه بملابسها الداخلية فقط
ليتفحص حينها نيكي يوجين من رأسها لأخمض قدميها و نظره مسرور من منظرها أمامه، كان يشعر أنه يود إلتهامها بنظراته لأن جسدها من النوع الأنثوي المثالي الذي يعجبه كثيراً، و لكنه على أي حال سيفعل ذلك فعلياً و ليس بنظراته فقط بعد دقائق من الآن
نيكي (برضا) : كنت محقاً حين قلتِ أنكِ مثيرة كاللعنة
قال نيكي قبل أن يأخذ يوجين بين أحضانه بسرعة و قوة مرة أخرى و يستمر في تقبيلها بشغف بينهما هي تبادله بإستمتاع
لتسقط حينها يوجين على السرير و نيكي فوقها دون أن يفصلا القبلة بينما كانت هي تحيط رقبته بذراعيها و تمسك بشعره موحية له بطلبها للمزيد و ألا يتوقف
و حين شعر نيكي أن الأمور بينهما أصبحت أعمق و أعمق فصل القبلة الأخيرة و نهض من فوق يوجين ليحضر شيئاً من الدُرج تاركاً إياها مستغربة قليلاً
يوجين (بإستغراب) : ماذا تفعل؟
نيكي (قاصداً ما في يده) : كنت أبحث عن هذا
قال نيكي قاصداً ذلك الواقي الذكرى الذي أخرجه من دُرج الكومودينو خاصته لتفهم حينها يوجين و تطمئن أنها لن تضطر لأخذ حبوب منع الحمل مثلما فعلت مع جاي و التي ندمت لاحقاً أنها لم تفعل حين رأت أن وونيونغ حملت من جاي في النهاية و سيتزوجها هي
أما بالنسبة لنيكي فهذة ليست مرته الأولى و لن تكون الأخيرة كذلك، هو معتاد على الأمر و ليس غبياً ليجازف هكذا بمنتهى السهولة مثل جاي، حتى لو كان الإحساس أفضل من وجهة نظر صديقه المقرب
ليرتدي نيكي ما أخرجه بالفعل و تزداد الأمور جرأة بينه و بين يوجين إلى أن تصل لذروتها و بعدها تنتهي مع إنتهاء تلك الليلة و ما حدث بينهما فيها
كل من وونيونغ و يوجين صديقتان مقربتان منذ سنين، و لكنهما رغم ذلك مختلفتين على الإطلاق، فوونيونغ الليلة نامت في أحضان زوجها بينما نامت يوجين في أحضان شاب غريب لا تعرف حتى إسمه بعدما أقاما علاقة معاً
رغم أن في الأساس يوجين هي الفتاة المحافظة و وونيونغ هي الفتاة المنفتحة، أو ربما هذا ما ظنناه
**
و في صباح اليوم التالي، إستيقظت يوجين أولاً لتجد نفسها في مكان غير مألوف بالنسبة لها، لتنظر بجانبها لتجد أنها بين أحضان ذلك الشاب الغريب الذي تعرفت عليه في الملهى البارحة، لتتذكر حينها ما حدث لتبتعد عنه و تنهض لكي ترتدي ملابسها الداخلية التي كانت ملقاه بإهمال على الأرض بجانب السرير
ليشعر نيكي بحركة حوله في الغرفة و بفراغ بجانبه على السرير ليفتح عينيه و يستيقظ هو الآخر و يجد تلك الفتاة التي يجهل إسمها تستعد للمغادرة ليستغرب
نيكي (بإستغراب) : إلى أين أنتِ ذاهبة؟
يوجين : ماذا؟ أأتوقع مني أن أبقى معك أم ماذا؟
نيكي : أجل، لمَ لا؟
يوجين : لا أستطيع، هذة لم تكن سوى مجرد علاقة لليلة واحدة، و الليلة إنتهت
نيكي : و لكنني صدقاً أريدكِ أن تبقي معي، على الأقل دعينا نتناول الفطور معاً
يوجين : كلا، أنا لا أعرفك حتى
نيكي (محاولاً إقناعها) : هذة فرصة ممتازة إذاً، مازلت أريد أن أتعرف عليكِ أكثر
يوجين (رافضة) : قلت لك لا، سأذهب
رفضت يوجين بإصرار ألا تتعرف على نيكي لأسبابها الخاصة لتكمل حينها إلتقاط بقايا ملابسها و إرتدائها أمام نيكي الذي كان يشاهدها بصمت إلى أن قرر أن يتحدث مجدداً
نيكي (بإهتمام و فضول) : هل إستمتعتِ برفقتي البارحة؟
يوجين (ببعض التردد يخالطه الإحراج) : أممم.. أجل، كنت رائعاً
نيكي : أنتِ أيضاً
يوجين : أممم.. شكراً.. أعتقد
نيكي : هل تربيتِ أو عشتِ خارج كوريا؟ في أوروبا أو أمريكا مثلاً؟
يوجين : كلا، لمَ تسأل؟
نيكي : لأنكِ جريئة، على عكس أغلب الفتيات الكوريات الأخريات اللاتي تعرفت عليهن مسبقاً، كن متحفظات قليلاً
يوجين (بإستغراب) : "الفتيات الكوريات"؟ لمَ تتحدث بهذة الطريقة؟ ألست كورياً؟
نيكي : كلا، أنا ياباني
يوجين : أوه! هذا منطقي الآن
نيكي : هاجرت إلى كوريا منذ أن بلغت السن القانونية تقريباً، أي بعدما إستقللت عن عائلتي و صرت أعتمد على نفسي
يوجين : فهمت، هذا يفسر لغتك الكورية الجيدة
نيكي : أوه شكراً
يوجين : على الرحب
نيكي : على أي حال، لقد إستمتعت معكِ البارحة كثيراً، شكراً لكِ على تلك الليلة التي لن أنساها أبداً أيتها الجميلة
قال نيكي ليوجين ليبتسم لها بعدها إبتسامة لطيفة و لكن واثقة في نفسك الوقت، لتكون يوجين قد إنتهت من إرتداء ملابسها بالكامل، لتوميء حينها لنيكي قبل أن تغادر الغرفة و بعدها شقته بأكملها تاركة إياه وحيداً
و لكن رغم عدم تصديق يوجين لكلام نيكي أو الإكتراث له كثيراً كان نيكي صادقاً فعلاً، و بمجرد أن رحلت يوجين و تركته لم يستطع أن يخرجها من تفكيره على عكس كل الفتيات الأخريات اللواتي أقام معهن علاقات عابرة
و لكن كان هناك شيئاً مهما كلاهما نسيا أن يعرفاه عن الآخر ليتمكنا من التواصل مع بعضهما البعض مرة أخرى إن كان هناك فرصة، و الذي كان أسمائهما
**
و في نفس الوقت في ذلك الصباح في منزل الثنائي بارك عند سونغهون و وونيونغ
كان سونغهون قد إستيقظ أولاً بالفعل على الرغم من عدم نومه بشكل جيد البارحة بسبب فرط تفكيره و قلقه على وونيونغ و الأحداث الجاية، بينما إستيقظت وونيونغ بعده بقليل و قامت بعمل روتينها اليومي و ها هي ذا
و لكن رغم ذلك مازالت وونيونغ تبدو منطفئة و مرهقة نفسياً، بل هي حتى لم تكن مركزة و لم تكن تتذكر أصلاً أنها نامت بين أحضان سونغهون ليلة أمس
ليرى سونغهون حالتها و يتفهمها و يقرر ألا يضغط عليها و يتركها على راحتها تماماً لأن ما فيها يكفيها و لا ينقصها المزيد أبداً
سونغهون : صباح الخير
وونيونغ : صباح النور
سونغهون : ألن نتناول الفطور سوياً؟
وونيونغ : أوه.. أجل بالطبع
قالت وونيونغ لتجلس بعدها على طاولة السفرة برفقة زوجها سونغهون و يبدأ كلاهما في تناول الفطور الذي أعده معاً و لكن دون أن ينطق كلاهما بحرف حيث كان كلاهما في عالمه الخاص من الأفكار و الآلام
وونيونغ شاردة في همها بينما سونغهون مهموم لأجل وونيونغ و رؤيته لها و هي في هذة الحالة
لذلك ينفذ سونغهون ما قرره ليتركها وشأنها و على راحتها تماماً اليوم دون أن يزعجها إلى أن تهدأ و يستطيع التحدث معها بهدوء عن رأيه في تلك الورطة الذي هو مقحوم فيها معها هي و جاي
**
إلى أن عم المساء أخيراً، و كانت وونيونغ جالسة في شرفة غرفة نومها هي و سونغهون وحدها في الهواء الطلق و الهدوء و بعض من الظلمة المريحة للعين بينما كانت شاردة في همها، ليأتي سونغهون و يقترب نحوها بهدوء و بطء و يجلس على الكرسي الآخر بجانبها بنية الحديث معها قليلاً كما كان ينوي طوال اليوم منذ الصباح
و لكن بصراحة كان سونغهون متوتر و مرتبك قليلاً و لا يعرف كيف يخبر وونيونغ بالموضوع، فهو لا يريد أن يجرح مشاعرها مثلما فعل جاي، و كان يعلم جيداً أن صدمتها ليست هينة أبداً، و لكنه رغم ذلك تشجع و أخذ يتحدث معها بهدوء و عقلانية و نبرة هادئة و حنونة بعدما رتب ما يود قوله و تخيله لردود أفعال وونيونغ و كيفية تعامله معها
سونغهون (بإهتمام) : هل أصبحتِ أفضل الآن؟
وونيونغ : همم
سونغهون : إذاً.. دعيني أتحدث معكِ قليلاً و أخبركِ بوجهة نظري بمنتهى الصراحة
وونيونغ : أسمعك
سونغهون : حسناً.. بصراحة.. لقد فكرت كثيراً في الأمر، بل لم أنم البارحة من فرط تفكيري فيه، و توصلت للحل الوحيد لتلك الورطة التي وقع فيها ثلاثتنا
وونيونغ : و ما هو إذاً؟
سونغهون : الحل هو.. أن.. تقومي بإجهاض ذلك الطفل وونيونغ
حينما قال سونغهون تلك الجملة سرعان ما أغلقت وونيونغ عينيها بألم و أسف كونها للأسف سمعت ما لم ترد أن تسمعه، لتأخذ بعدها نفساً عميقاً محاولة به ضبط نفسها لتفتح عينيها مرة أخرى و ترد على سونغهون بنبرة هادئة مليئة باليأس معبرة عن خيبة أملها أنه يمتلك نفس وجهة نظر جاي و تقول
وونيونغ (بخيبة أمل) : أوه.. أنت أيضاً؟
سونغهون : أجل.. و لكن في الواقع لطالما كنت أقول لكِ شيئاً و كان جاي يقول لكِ نفس الشيء و لكنكِ لا تستمعين لي و تستمعين له هو، رغم أننا قلنا نفس الشيء حرفياً، و لكن لا، حين أقول الشيء لا يعجبكِ و لكن حين يقول جاي نفس الشيء بالضبط تقتنعين به، مثلما فعلتِ في العديد من المواقف التي مرت علينا مسبقاً حتى الآن
وونيونغ : حسناً.. ليس هذة المرة
قالت وونيونغ قاصدة أنها لم تستمع لكلام جاي هذة المرة بل على العكس رفضته و إستنكرته، ليتفهم حينها سونغهون و يركز على العودة للحديث في الموضوع المهم عوضاً عن لوم وونيونغ الآن
سونغهون : على أي حال،.. حين فكرت رأيت أنه لا يوجد أمامنا سوى ثلاثة إحتمالات فقط، الإحتمال الأول هو أن تقومي بإجهاض الطفل كما قلت لكِ أنا و جاي، و الإحتمال الثاني هو أن تحتفظي بالطفل إن أردتِ و أن أتكفل أنا به و أكتبه بإسمي و أقوم بتربيته على أنه إبني، و الإحتمال الثالث هو أن تحتفظي بالطفل أيضاً و لكنكِ ستقومين بتربيته وحدكِ كالأمهات العزباوات و لن أقوم بتسجيله بإسمي و لن أتعامل معه على أنه إبني لأنه ليس كذلك فعلاً
وونيونغ : أجل..
سونغهون : نحن كبار بما فيه الكفاية لندرك ما هو الأصلح لنا، و علينا ألا نقوم بإتخاذ أي خطوة سوى بعد التفكير و الحساب لها جيداً، خصوصاً في وضعنا الإجتماعي هذا، و تحديداً في هذة الفترة، الغلطة ستكون كارثة تكلفنا الكثير، لأن هناك العديد من الناس صاروا يراقبوننا من بعد تلك الفضائح و الإشاعات و هم ينتظرون منا غلطة واحدة أخرى لكي ينهونا، و أولهم أعدائنا و منافسينا
وونيونغ : أجل أفهمك..
سونغهون : أنا متفهم أن الطفل يكون إبنكِ من أكثر شخص أحببتيه في حياتكِ، و متفهم أيضاً أن مشاعر الأمومة لديكِ تعلقت به كثيراً، و لكن أرجوكِ أن تتفهميني أنتِ أيضاً حين أخبركِ أنني لن أتكفل به لأنه ليس إبني، لذلك هل ستكونين سعيدة حين تحتفظين به و تنجبينه لهذة الدنيا القاسية و يجد والده غير معترف به و لا يريده بينما والدته متزوجة من شخص آخر أصلاً؟ بالطبع لا، إن كنتِ تحبينه حقاً و أنا واثق من ذلك لن تقبلي أن يطلع إبنكِ معقداً نفسياً ولا كارهاً لأمه و أبيه، كما أننا في الأساس كنا متفقين بالفعل على شرط معين و أنتِ خلفتيه، و ها أنا ذا لا يمكنني أن أتكفل بطفل ليس إبني، أو بمعنى أصح إبن عشيق زوجتي، لذلك أتفق مع جاي و أرى من وجهة نظري أن أفضل و أصح حل هو الإجهاض، لذا عليكِ أن تقومي بإجهاض ذلك الطفل وونيونغ، إن كنتِ حقاً تحبينه
كانت وونيونغ تستمع لكل كلمة قالها سونغهون و هي تبكي بصمت متأثرة بكلامه لأنها كانت تعرف أنه للأسف محق تماماً في كل شيء قاله
لتستسلم حينها وونيونغ أخيراً و تقتنع لأول مرة بكلام سونغهون عن كلام جاي رغم أن كلاهما قالا نفس الشيء
وونيونغ : حسناً.. سأتصل غداً بمركز إجهاض لآخذ موعداً و أذهب
قالت وونيونغ بنبرة فارغة بعدما إستقامت من على الكرسي فجأه، لتدخل بعدها من الشرفة للغرفة تاركة زوجها سونغهون وحده و هو يشعر بالحزن و الأسف عليها، و لكنه كان فخوراً بها لأنها إقتنعت أخيراً و إختارت الإختيار الصحيح لمصلحتها و لمصلحة الجميع، لتنقضي بعدها تلك الليلة
**
و في اليوم التالي في الصباح، إلتزمت وونيونغ بالفعل بما قالته لسونغهون البارحة لتقوم بالبحث عبر الإنترنت عن مركز إجهاض جيد و تقوم بالحصول على رقمهم لتقوم بالإتصال بهم بهدف حجز موعد لكي تقوم بإجهاض الطفل لترد عليها حينها عاملة الهاتف
《عاملة الهاتف : مرحباً، هنا مركز يوسان للإجهاض، كيف يمكنني مساعدتكِ؟》
وونيونغ : أجل، مرحباً، أريد حجز موعد في أقرب وقت ممكن من فضلكِ
《عاملة الهاتف : أوه للأسف يا عزيزتي لا يمكننا حجز أي مواعيد هذة الفترة》
وونيونغ (بإستغراب) : ماذا؟ لماذا؟
《عاملة الهاتف : جميع المؤسسات و المراكز سواء الحكومية أو الخاصة آخذة أجازة رسمية لآخر الشهر بسبب عطلة التشوسوك، لذلك ستضطرين للأسف للإنتظار حتى آخر الشهر》
وونيونغ : أوه يا إلهي
《عاملة الهاتف : هل حالتكِ مستعصية جداً أم بإمكانكِ الإنتظار؟》
وونيونغ : كلا، يمكنني الإنتظار، شكراً لكِ
قالت وونيونغ بإختصار قبل أن تغلق الخط و تنهي المكالمة، ليخرج حينها سونغهون من المطبخ و يسألها بإهتمام عن ما فعلته
سونغهون (بإهتمام) : ما الأخبار؟
وونيونغ : قالت لي عاملة الهاتف أن كل المؤسسات و المراكز سواء الحكومية أو الخاصة في أجازة لآخر الشهر بسبب عطلة التشوسوك
سونغهون (تذكر) : أوه! صحيح!
وونيونغ (ببعض خيبة الأمل) : لذلك سأضطر للإنتظار حتى نهاية الشهر.. للأسف
قالت وونيونغ بحزن و هي تنظر للأرض بأسف ليحاول سونغهون أن يخفف عنها قليلاً ليقوم بإمساك كتفها و ضمها إليه برفق قليلاً ليقول لها
سونغهون : لا عليكِ، أنا متفهم، و سأظل دائماً معكِ و واقف بجانبكِ، كل شيء سيكون بخير، لا تقلقي
قال سونغهون بنية طمأنة وونيونغ و إحتوائها و التأكيد لها أنه لن يتركها أو يتخلى عنها في نصف الطريق، لتنظر له حينها وونيونغ نظرة يصعب تفسيرها، و لكنها كانت تعبر عن إمتنان دفين و عميق
وونيونغ (بإمتنان شديد) : شكراً جزيلاً لك سونغهون.. صدقاً
قالت وونيونغ ليبتسم لها سونغهون بخفة قبل أن يبتعد عنها مجدداً و يحاول أن يقوم بتلطيف الجو قائلاً
سونغهون : حسناً، بالتأكيد لن نظل ماكثين في المنزل لبقية الشهر و نحن مكتئبين هكذا، صحيح؟
وونيونغ : إذاً ماذا سنفعل؟
سونغهون (مقترحاً ببعض الحماس) : سنحتفل بالتشوسوك مثل جميع الكوريين بالطبع!
وونيونغ (ضحكت بخفة) : ههه، صحيح، معك حق
لتنسى حينها وونيونغ حزنها الأزرق لبعض الوقت حين قال لها سونغهون هذا و جعلها تضحك حتى و لو بخفة فقط، مما جعلها ممتنة له أكثر في داخلها، و لكنها هذة المرة كانت ملاحظة و مدركة لذلك جيداً جداً على عكس كل المرات السابقة
**
و بالفعل، في منتصف الشهر الجاري تقريباً، تحديداً في يوم عيد الشكر الكوري المعروف بالتشوسوك اليوم الموافق 21 من شهر سبتمبر، إحتفل كل من سونغهون و وونيونغ معاً به، بل و قاموا بتهنئة عوائلهم و أقربائهم به أيضاً
و لكنهما لم يكتفيا بذلك، حيث بسبب رغبة سونغهون في أن يخرج وونيونغ من جو حزنها و أن يغير لها مزاجها حتى أخذها ليتناولا معاً بعضاً من أشهى الأصناف من الأكلات الكورية التقليدية الشعبية إحتفالاً بهذا العيد
و لكن ليس هذا أيضاً، بل إقترح عليها أن يأخذا معاً صورة تذكارية للذكرى و هما مرتديين الزي الكوري التقليدي المعروف بالهانبوك، لتوافق وونيونغ على إقتراحه و تذهب معه لإحدى إستديوهات التصوير لكي يأخذا الصورة
و لأن وونيونغ تعرف أن سونغهون في داخله يحاول بشتى الطرق أن يسعدها و يخرجها من حزنها عن طريق قضاء المزيد من الوقت معها قامت بتجميع كل طاقتها الإيجابية المتبقية لتبتسم و تقوم بعمل قلب بيديها في الصورة لتجعلها صورة لطيفة و ذكرى لا تنسى فقط لترد لسونغهون جزئاً من جميله الذي فعله لها و لكي تجعله سعيداً، و كانت وجهة نظر وونيونغ صحيحة، فالصورة طلعت رائعة جداً و لطيفة فعلاً كما أرادت
ليتفرج كلاهما معاً على الصورة عندما حصلا عليها، ليتفاجأ كلاهما بها، فكلاهما لم يتوقعا أن تكون جيدة لهذة الدرجة
سونغهون (تفاجأ قليلاً) : واو، لم أتوقع أنها ستكون هكذا
وونيونغ : ولا أنا
سونغهون (مجاملاً) : تبدين جميلة و لطيفة جداً
وونيونغ (مجاملة) : و أنت تبدو وسيماً حقاً
سونغهون : و لكنني رغم ذلك أبدو كما لو كنت مرهقاً أو ما شابه
وونيونغ : كلا، تبدو جيداً
سونغهون : أتعتقدين ذلك حقاً؟
وونيونغ : أجل
سونغهون (بلطف) : إقتنعت إذاً
وونيونغ (ضحكت بخفة) : هههه
ضحكت وونيونغ بخفة على تعليق سونغهون الظريف بالنسبة لها، ليشعر حينها سونغهون بالسعادة لسعادتها، رغم عدم قوله لتعليق آخر أراد بشدة أن يقوله، و لكنه في النهاية قرر الإحتفاظ به لنفسه فقط
Sunghoon pov
نبدو رائعين معاً
End pov
و لكن على أي حال، إنتهى الزوجين من مشوارهما اللطيف لليوم ليعودا للمنزل أخيراً
**
و لكن قبل أن يعودا للمنزل بالضبط ذهبا للمتجر المجاور لأن وونيونغ كانت ترغب بشدة في شرب مشروب الشوكولاتة بالحليب كالأطفال، و بالطبع سونغهون لم يكن ليرفض لها طلباً أبداً لذلك أخذها إلى هناك، و ها هي الآن تقف برفقته أمام ثلاجة المشروبات المعلبة لتقوم بإنتقاء أي علامة تجارية تريد
وونيونغ : سآخذ واحدة من هذة
سونغهون : حسناً إذاً
وونيونغ : أنت تحب الشوكولاتة بالحليب أيضاً، أليس كذلك؟
سونغهون : أممم كلا، في الواقع أحب القهوة بالحليب
وونيونغ : أوه.. يبدو أنني فشلت في معرفة معلومة بسيطة كهذة عنك أيضاً
سونغهون (ضحكت بخفة) : هههه، لا عليكِ
كانت وونيونغ محبطة و محرجة من عدم معرفتها لهذة المعلومة البسيطة عن زوجها حتى رغم أنهما صارا متزوجين لنصف سنة الآن، و لكن ضحكة سونغهون اللطيفة نجحت في التخفيف عنها و تلطيف الجو لكي لا تحزن
ليدفع بعدها سونغهون ثمن مشروب الشوكولاتة بالحليب الذي أخذته زوجته و يخرجا بعدها معاً من المتجر و يعودا للمنزل و وونيونغ كانت سعيدة للغاية لمشروب الشوكولاتة بالحليب خاصتها كالأطفال الصغار و كان سونغهون سعيد لسعادتها و وجد رده فعلها لطيفة جداً
**
و تمر الأسابيع و الأيام في ذلك الشهر و تنتهي عطلة التشوسوك أخيراً و تعود الحياة عادية كما كانت
لتنتهز وونيونغ الفرصة و تقرر الذهاب وحدها لمركز الإجهاض لكي تنفذ ما في مخططها أخيراً، دون أن تخبر زوجها سونغهون الذي كان مشغولاً في الشركة و منهمك في العمل و التعامل مع الإشاعات و الخسائر الناجمة بسببها
و لكن كون وونيونغ لم تخبر سونغهون لا يعني أنها لم تخبر جاي أيضاً، بل بالعكس، إتصلت به للتو لكي تخبره، لأنه هو في الأساس مَن يكون والد الطفل الذي هي حامل فيه
《جاي (رد عليها) : مرحباً وونيونغ؟》
وونيونغ : جاي.. لقد.. إتصلت لأخبرك أنني.. سأقوم بإجهاض الطفل اليوم
《جاي : حسناً حبيبتي، أحسنتِ، هذا هو القرار السليم الذي أخبرتكِ بفعله من البداية》
وونيونغ : أجل..
《جاي : حظاً موفقاً إذاً، سأغلق الآن لأن سونغهون أقحمني في الكثير من العمل ليفرغ فيني غضبه، أراكِ لاحقاً》
وونيونغ : أراك لاحقاً..
إنتهت المكالمة حين أغلق جاي الخط أولاً تاركاً وونيونغ في خيبة أمل أخرى لم تتوقعها منه
فالفتاة المسكينة كانت تتأمل و ظنت أنه قد يخبرها أنه غير رأيه و يريد ذلك الطفل و يطلب منها ألا تقوم بإجهاضه في اللحظة الأخيرة، و لكن ما تأملته للأسف لم يحدث
لتقطع وونيونغ أملها تماماً بعدما شجعها جاي على الإقبال على الأمر و عدم التراجع، لتقوم بالدخول لمركز الإجهاض و البدء في الأمر
وونيونغ : صباح الخير
موظفة الإستقبال : صباح النور، أوه مهلاً! أنتِ جانغ وونيونغ؟! المؤثرة المشهورة و زوجة بارك سونغهون وريث مجموعة بارك؟!
وونيونغ : أممم.. أجل؟
موظفة الإستقبال (بسعادة) : أنا من أشد معجبينكِ حقاً! لطالما كنت أستمع لنصائحكِ و أقوم بشراء المنتجات التي تروجين لها! و جميعها كانت منتجات فعالة و ممتازة جداً فعلاً بغض النظر عن ثمنها الغالي!
وونيونغ : أوه.. ههه شكراً لكِ
شكرت وونيونغ موظفة الإستقبال بإبتسامة خفيفة متكلفة بعدما إستغربت من رده فعلها من البداية، و لكنها شعرت بالإنزعاج حين أدركت أن الموظفة تعرفها مما سيجعل موقفها أصعب بكثير
موظفة الإستقبال : إذاً؟ كيف يمكنني أن أساعدكِ؟
وونيونغ : حسناً.. أنا هنا لأقوم بالإجهاض كما تعرفين
موظفة الإستقبال (بصدمة) : أوه! لماذا؟! بل على العكس! إن أعلنتِ أنتِ و سونغهون أنكما في إنتظار مولودكما الأول رسمياً سيفرح الناس كثيراً لأجلكما!
وونيونغ : أممم.. أعلم ذلك، و لكن..
كانت وونيونغ منزعجة بشدة بسبب فضول الموظفة و تدخلها في ما لا يعنيها، لذلك إضطرت لأن تفكر في كذبة مقنعة لترتجلها بسرعة
وونيونغ (إختلقت كذبة) : أنا أعاني من مشاكل صحية! أعاني من فقر دم حاد! أجل! لذلك أخبرتني الطبيبة أن أقوم بإجهاض الطفل لكي لا يشكل الحمل خطورة على صحتي!
موظفة الإستقبال (إقتنعت و حزنت) : أوه.. يالى الأسف حقاً!
وونيونغ : أجل
موظفة الإستقبال : أتمنى منكِ أن تهتمي بصحتكِ جيداً لكي تستطيعي الحمل المرة المقبلة و إسعاد معجبينكِ بهذة الأخبار الرائعة
وونيونغ : آمل ذلك
موظفة الإستقبال : حسناً إذاً، قومي بملء هذة الإستمارة، فلحسن حظكِ الطبيبة موجودة الآن و يمكنها أن تقوم بعمل العملية لكِ اليوم دون أن تنتظري كثيراً
وونيونغ : شكراً لكِ
قالت وونيونغ لتأخذ من الموظفة الورقة و القلم و تقوم بملء الخانات و كتابة المعلومات المطلوبة مع توقيعها الشخصي أنها مسؤولة عن هذا الفعل
وونيونغ (أعطتها) : ها هي
موظفة الإستقبال (أخذتها) : حسناً إذاً، تفضلي بالجلوس إلى أن يأتي دوركِ
وونيونغ : حسناً، شكراً لكِ
موظفة الإستقبال (بإبتسامة لطيفة) : على الرحب و السعة
لتذهب وونيونغ و تجلس وحدها على إحدى كراسي الإنتظار في ذلك المركز الذي لم يكن فيه أحد سواها لحسن حظها
و في أثناء ما كانت تنتظر دورها حتى بدأ عقلها في التصور و التخيل لكل ما سيحدث و كيف سيحدث و ما سيحدث بعدها و كل هذة الأشياء المخيفة
لتشعر حينها وونيونغ بالضعف و الخوف و الوحدة، لتشعر في هذة اللحظة أنها تحتاج سونغهون بجانبها لكي يطمئنها مثلما يفعل لها ذلك دائماً بنجاح، و لكنها لم تخبره في الأساس
و لكنها تأكدت أنها لو كانت أخبرته مسبقاً كان سيترك الشركة على الفور و يأتي ليرافقها، مما جعلها تبتسم بخفة لا إرادياً حين فكرت في ذلك
فوونيونغ أصبحت تفكر في سونغهون كثيراً هذة الفترة، صارت تفكر فيه في كل وقت و أي وقت بسبب أون بدون
هي لم تكن تفهم حتى لماذا باتت تفكر فيه كثيراً لهذة الدرجة، و لكن ما كانت تفهمه هو أن سونغهون لا يشبه شيئاً مما ظنته في البداية، بل هو على العكس تماماً، شاب لطيف و متفهم و مراعي و مليء بالصفات الإيجابية الأخرى التي أخذت تنتبه لها شيئاً فشيئاً كلما تعمقت في معرفته أكثر و أكثر
ليقاطع حبل أفكارها نداء إحدى الممرضات عليها لأجل دورها، لتنهض حينها و تدخل للداخل في غرفة العمليات المجهزة لتقابل الطبيبة التي ستقوم بإجراء العملية لها و بعض الممرضات الأخريات معها
الطبيبة : أهلاً بكِ سيدة بارك، تفضلي
وونيونغ : شكراً لكِ
جلست وونيونغ على المضجع أمام الطبيبة لتقوم الطبيبة بفحصها و رؤية وضع رحم وونيونغ و الجنين فيه بالضبط لتعرف ما ستفعل
الطبيبة : مازلتِ في الشهر الأول، أي أن الأمور ستكون سريعة و سهلة جداً، لا تقلقي
وونيونغ : جيد إذاً
الطبيبة : تفضلي بتغيير ملابسكِ إذاً
وونيونغ : حسناً
نهضت حينها وونيونغ لتذهب مع الممرضات و تقوم بتغيير ملابسها و إرتداء ملابس العمليات الزرقاء تلك لتعود بعدها لغرفة العمليات مرة أخرى
وونيونغ (تستفسر) : ستقمن بتخديري بالطبع، أليس كذلك؟
ممرضة 1 : أجل بالطبع
وونيونغ : إذاً دعيني أطلب منكِ خدمة
ممرضة 1 : بالتأكيد سيدتي، ماذا تريدين؟
وونيونغ : أريدكم ألا تقوموا بإلغاء العملية أبداً مهما قلت و أنا تحت تأثير المخدر!
إستغربت الممرضة من كلام وونيونغ الغريب بالنسبة لها، و لكن لم يكن لديها خيار آخر سوى أن توافق
ممرضة 1 : أممم.. بالطبع، لا تقلقي بشأن ذلك
وونيونغ : شكراً لكِ
ممرضة 1 : على الرحب
الطبيبة (لوونيونغ) : هيا تعالي يا عزيزتي
نادت الطبيبة على وونيونغ لتقترب وونيونغ و تستلقي على المضجع المخصص للعمليات بينما بدأت الطبيبة بتحضير نفسها للعملية هي و الممرضات اللاتي كن يحمن في الغرفة
كانت وونيونغ متسعدة رغم تلك الدموع التي هربت من عينيها رغماً عنها نظراً لصعوبة الموقف عليها بشدة، لتقترب حينها إحدى الممرضات عليها و تقوم بحقنها في ذراعها بالمخدر، و لكن ألم شكة الحقنة بالطبع لم يكن يضاهي حجم الألم الذي كانت تشعر وونيونغ به في قلبها، و لكنها رغم ذلك تحلت بالقوة و إبتلعت ريقها و تمسكت بالأمل
لتبدأ وونيونغ بعد دقائق بالشعور بالخمول و النعاس بالفعل، إلى أن يعمل المخدر بالكامل و تسقط وونيونغ في نوم عميق لا تشعر فيه بأي شيء من حولها لأنها مخدرة، لتبدأ حينها الطبيبة بالعملية الإجهاض
و التي كانت عبارة عن شفط الجنين من الرحم بأداة خاصة أقوى و أسرع من مكانس البيوت الكهربائية العادية بعشرين مرة، لتنتهي العملية بعد ربع ساعة فقط تقريباً نظراً لسهولتها كون وونيونغ كانت لاتزال في الشهر الأول فقط من الحمل و الجنين لم يكبر كثيراً بعد
لتقوم وونيونغ بإجهاض ذلك الطفل أخيراً، لقد قامت بإجهاض إبنها من عشيقها و حبيب قلبها جاي
و بعد مرور ساعة تقريباً، أفاقت وونيونغ من تأثير المخدر أخيراً لتجد نفسها في الغرفة وحدها برفقة الممرضة التي تحدثت إليها مسبقاً و هي تنتظر إستيقاظها
ممرضة 1 : سيدة بارك، هل تسمعينني؟
وونيونغ : أجل
ممرضة 1 : و هل ترينني جيداً؟
وونيونغ : أجل
ممرضة 1 : ممتاز إذاً، لقد تمت العملية بنجاح و قمتِ بإجهاض الطفل
رغم أن وقع الجملة كان صعباً للغاية على وونيونغ إلا أنها مازالت متماسكة لتتقبل الأمر و تشكر الممرضة
وونيونغ : فهمت، شكراً لكِ
الممرضة 1 : على الرحب و السعة
وونيونغ : و لكن مهلاً!
الممرضة 1 : أجل؟
وونيونغ : أقلت أي شيء أثناء كوني تحت تأثير المخدر؟!
الممرضة 1 : ممم.. أجل
وونيونغ : حقاً؟! ماذا قلت؟!
الممرضة 1 : أثناء العملية كنتِ تبكين كثيراً و إستمريتِ في قول أنكِ تريدين ذلك الطفل و لا تريدين التخلي عنه و أنكِ تحبين والده بشدة
وونيونغ : أوه..
الممرضة 1 : هذا فقط
وونيونغ : هل ذكرت إسم أي شخص؟!
الممرضة 1 : كلا، على الإطلاق
وونيونغ : فهمت
الممرضة 1 : رغم كلامكِ إلا أننا لم نقوم بإلغاء العملية لأنكِ أصررتِ
وونيونغ : أوه كلا! أنا أتفهم! جيد أنكم لم تفعلوا، أنا ممتنة لكن كثيراً
الممرضة 1 : العفو سيدتي
و في نهاية المطاف، غادرت وونيونغ مركز الإجهاض بعدما شكرت الجميع و دفعت الحساب و أنهت الأمر تماماً
لتمشي بعدها في الشارع بضياع و لا تعرف ماذا الآن أو ماذا قد تفعل بعد ذلك، لتقرر حينها الإتصال بسونغهون لإخباره بما فعلته
《سونغهون (رد عليها) : مرحباً وونيونغ؟》
وونيونغ : سونغهون..
《سونغهون : نعم؟》
وونيونغ : لقد.. قمت بإجهاض الطفل
《سونغهون (بصدمة) : ماذا؟! تقولين أنكِ قمتِ بإجهاض الطفل؟!》
وونيونغ : أجل..
《سونغهون : متى؟!》
وونيونغ : قبل قليل
《سونغهون : و لكن لمَ لم تخبريني أنكِ ستذهبين اليوم؟! كنت سآتي معكِ لكي لا تواجهي الأمر وحدكِ!》
وونيونغ : هذا ما حدث، و الآن إنتهى الأمر
《سونغهون : أوه يا إلهي! سنكمل حديثنا في هذا الأمر في المنزل عندما أعود!》
قال سونغهون قبل أن يغلق الخط و ينهي المكالمة و هو منفعل قليلاً بسبب توتره و صدمته من خبر وونيونغ المفاجيء له
**
و بالفعل، بعد إنتهاء الدوام، ما إن عاد سونغهون للمنزل و إستقبلته وونيونغ حتى كان على وشك أن يبدأ في الحديث مجدداً في الموضوع
و لكن وونيونغ سبقته، و على ما يبدو أن لديها موضوع آخر ترغب في إخباره به، و هو لا يقل صدمة عن الخبر الأول كذلك
وونيونغ : قبل أن تقول أي شيء أريد أن أخبرك أنا أنني مازلت مصممة على موضوع الطلاق!
سونغهون (بصدمة) : ماذا؟! لماذا؟!
صدم سونغهون مجدداً من كلام زوجته وونيونغ ليسألها طلباً لتفسير، لتبدأ حينها وونيونغ بالإنهيار من البكاء مرة أخرى و هي تشرح له قائلة
وونيونغ (ببكاء) : سونغهون أنا آسفة لك جداً! آسفة على الكثير من الأشياء حقاً! مثل أنني كنت زوجة سيئة لك! و تسببت لك في الكثير من المشاكل! و أتعبتك! و قلبت لك حياتك رأساً على عقب بسبب غبائي و تصرفاتي الطفولية المزعجة! و عاملتك بمنتهى الوقاحة! و آسفة لأنني خلفت الوعد الذي كان بيننا بسذاجتي! و حملت بطفل من جاي بالخطأ! و آسفة لأنني بشكل ما أو بآخر دائماً السبب في كل المصائب و المشاكل التي تعاني منها حالياً! لذا أرجوك سامحني! و أنا لم أعد أستطيع أن أتسبب لك في المزيد من المشاكل بعد الآن! أنا آسفة!
قالت وونيونغ و هي منهارة ليقوم حينها سونغهون بإمساكها بكلتا يديه من كتفيها بإحكام و يقول
سونغهون (بثبات) : وونيونغ إسمعيني! أنا من المستحيل أن أتخلى عنكِ أبداً مهما حدث! أتفهمين ذلك؟! من المستحيل أن أترككِ حتى بعد كل ما حدث لي بسببكِ!
كلام سونغهون جعل وونيونغ تحزن و تشعر بالذنب أكثر، لذلك إستمرت في البكاء و هي تجادله قائلة
وونيونغ : لماذا قد تفعل شيئاً كهذا بعد كل ما سببته لك من مشاكل؟! من المفترض بك أن تتخلص مني لا أن تتمسك بي! فأنا لا أستحق هذا منك أبداً!
سونغهون : بلى تستحقين
وونيونغ : غير صحيح! لماذا تقول لي هذا الآن؟! أنا لا أفهمك حقاً!
سونغهون : بعد كل هذا و مازلتِ لم تفهميني؟!
وونيونغ : أجل! بجدية أنا لا أفهمك سونغهون! لماذا قد تشفق علي و ترفض تركي بعدما دمرت لك حياتك و تسببت لك في كل هذة المشاكل؟! أخبرني!
و حينها لم يعد هناك لدى سونغهون حل آخر سوى الإعتراف بمشاعره بمنتهى الصراحة و الوضوح أخيراً، ليقوم حينها بلف ذراعيه حول خصر وونيونغ و تقريبها إليه بشدة لتتلاقى عيناهما البنيتين معاً بينما تسارعت نبضات قلبيهما
و بينما وونيونغ كانت تحدق في سونغهون بصدمة من فعلته و هي تنتظر ما سيقوله لها، تشجع سونغهون و أخيراً و إعترف بحبه لزوجته
سونغهون : لأنني أحبكِ وونيونغ!
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
وونيونغ؟
سونغهون؟
جاي؟
يوجين؟
نيكي؟
إجهاض وونيونغ للطفل؟
تفكير وونيونغ الكثير في سونغهون مؤخراً؟
إعتراف سونغهون بحبه لوونيونغ أخيراً؟
ماذا ستكون رده فعل وونيونغ؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro