القصر المخفي (الفصل الثالث والعشرون)
سلامو عليكو
كيفكم احوالكم اخباركم اللوانكم وحشتوني خالص مالص فالص
عبدك في ضيق، وعفوك واسع يا الله
_مساحة لذكر الله_
كل عام وانتم بخير مقدما💖 بمناسبة عيد الاضحى + الي يريد يشوف شكل فولكان موجود بنهاية البارت
ويلا نبدأ
••••••••••••••
ولكن الذي اوقف دقات قلبها، تزحلق المرآة من بين يديها المتعرقة لترتطم بالأرض وتتكسر، فتتناثر اجزائها في ارجاء الغرفة كما تناثرت وتكسرت قدرة فولكان على الرجوع إلى طبيعته..
ارتجفت اصابعها بذعر وهي تنظر إلى قطع الزجاج المبعثر في الأرجاء كما حل الهدوء المريب فجأة ماعدى صوت دقات رودينا التي بدأت بالتصاعد وكأنها سيمفونية فوضوية.
لم ترفع رأسها للجسد الذي امامها واخذت تفكر بجدية وتوتر، هل تدفعه وتهرب ام تعتذر له وتخبره الحقيقة؟ او تأخذ قطعة من الزجاج على الأرض وتطعنه بها. او تتظاهر بالاغماء او انها ماتت من الصدمة..
- ماذا فعلتِ؟
الا ترى انني كسرت المرآة ام انك اعمى؟
فكرت رودينا بتوتر وحاولت تشجيع نفسها ورفع رأسها لرؤية المتحدث إلا أن الغرفة مظلمة وبالكاد يدخل اليها ضوء لينير المكان، والشيء الوحيد الواضح انه يفوقها طولاً .
فجأة لمحت شيء اسود يقفز بشكل مخيف وكأنه كنغر الا انه اصغر حجماً وفجأة حط على كتف المتحدث لينقض على وجهه بمخالبه الحادة متجاهلا صيحات الاخر وقد ابتعد عن رودينا واخذ يحاول سحب القط الهمجي من وجهه.
استغلت رودينا هذهِ الفرصة لتهرب خارج الغرفة وهي تدعو بكل صدق ان يخرج فولكان بسلام من تلك الغرفة بعد ان انقض على ذلك الشخص الغريب وقد يكون الامير بكل تأكيد..
ياللهول انه الامير! ابن الملك وربما يكون ولي العهد! سيفضح امرهم عند الملك وبسبب ذلك ستقام الحرب على مملكتهم لانهم تعدوا على غرفة الامير اثناء نومه ودخلوا اليها بطريقة غير قانونية وحاولوا سرقة احد مقتنياته الاثرية..
وفوق ذلك هربت رودينا دون أن تعتذر او تصلح الامر وتركت قطها ينقض على وجه الامير
- لقد انتهى امرنا!
همست رودينا بشبه صياح وهي تبعثر شعرها بأنفعال واخذت تضرب رأسها بالحائط المجاور
- ماذا افعل الان اي مشكلة اوقعت نفسي بها؟ لقد فشلت المهمة وستحل الحرب بين المملكتين ولن يرجع فولكان إلى شكله الطبيعي وسيبقى قطاً! ماذا افعل يا إلهي..
همست بصوت باكي وهي تتوقف عن ضرب رأسها قبل ان يتجمد جسدها وهي تسمع صوت خطوات الحراس القريبة من الممر الموجودة به وهم يتحدثون عن حراستهم الليلية والتعب والإرهاق الذي يواجهونه بسبب ذلك.
بعثرت انظارها في الارجاء بقلق قبل أن تختبئ خلف مزهرية عملاقة بيضاء اللون مع بعض النقوش الذهبية.
مروا من امامها وهم يحملون شعلة نار ويثبتون اسلحتهم حول وسطهم واستمروا بالثرثرة حتى عبورا الممر.
تنهدت بضيق وخرجت بسرعة من خلف المزهرية لترجع إلى غرفتها وتفكر بجدية إلا أنها اصطدمت بالمزهرية بسبب عجلتها لتبدأ الأخيرة بالتمايل في مكانها بطريقة خطرة وتصدر اصواتاً عجيبة، لم تتوقع رودينا أن المزهرية تصدر اصواتاً عندما تتمايل إلا الان بسبب حظها الجميل لتحاول امساكها قبل أن تقع لكنها اجفلت بسبب الصوت الغليظ الذي اتى من نهاية الممر
- من هناك!؟
وتم توجيه ضياء النار عليها لتستدير بأبتسامة واثقة وتبعد شعرها عن عينيها
- مرحبا ايها الحارس، اسفة على الضوضاء التي سببتها ولكن قطي الاهوج قد هرب وخفت ان يسبب المشاكل فأخذت ابحث عنه.
وشعرت بخديها يتشنجان بسبب الابتسامة الواسعة التي اطلقتها ودعت بداخلها أن لا يسألها عن سبب عدم وجودها الان عندما مروا للتو من هذا الممر ولكن لحسن الحظ بادلها الابتسامة وانزل الشعلة التي كانت موجهة نحوها
- لقد لمحت قطك الضخم للتو يخرج من جناح الامير.
رفعت رودينا حاجبيها بتفاجئ وهي تضع كفها فوق فمها المشرع
- ياللهول اخشى انه قد سبب المشاكل لسمو الامير يجب ان اخذه بسرعة.
وعبرت من امام الحارس بعجلة لترى فولكان يسير نحوها بغضب، حرفيا بغضب فجسده مرتفع إلى الاعلى كما حال ذيله المنفوش وفروه في حالة مستقيمة وكأنه جاهز للهجوم.
- يا لك من قط مشاكس الا تعلم كم قلقت عليك، تعال إلى هنا.
نهرته بعصبية واخذت تطرق لسانها بسقف فمها بعدم رضا قبل أن تسحبه بعيداً عن الحراس نحو غرفتها
وما أن دخلت للغرفة واغلقت الباب ببطئ هجم عليها فولكان مظهرا مخالبه الا انها دفعته بسرعة
- لا تهجم علي رجاء اتركني اشرح الامر اولاً.
حاولت تهدئته الا انه انفجر كقنبلة لا تتقيد بوقت
- تشرحين ماذا؟ لقد تحطمت مرآة ميدوسا بسبب حماقتك؟ لا استطيع ان افهم من اين تخرجين المشاكل بطريقتك الغبية--
قاطعته بغضب وهي تبتعد عنه لتتجه نحو النافذة
- اعلم انني قد كسرتها ولكن الم ترى قوته؟ كنت على وشك أن اموت بقوة البرق الخاصة به كما أن المرآة انزلقت بيدي وكأنها مدهونة بالزيت-
قاطعها فولكان بغضب اكبر
- ماهذه التبريرات التافهة! هذا ليس سببا حتى لتقطعي حبل نجاتي الوحيد، والان بسببك سوف ابقى بهيئة القط الغبية! لحسن حظك انني بهذهِ الهيئة وإلا كنتِ على شكل شرائح بشرية نتنة للحيوانات المفترسة.
مسحت وجهها بقلق وعصبية واستدارت نحوه وحاولت التكلم بهدوء
- لا تقلق لدي حل.
- رائع ماهو الحل؟ ان نجمع قطع الزجاج المتكسرة ونلصقها حتى تعود كما كانت.
قلبت بصرها بغضب وتحدثت بنبرة عالية
- لما لا تخرس وتدعني اكمل كلامي؟ انا اعرف شخصاً يستطيع مساعدتنا ولكنه في مملكة البيرثينو لهذا يجب علينا اكمال المهمة الحالية وعندما نرجع سنتمكن من اعادتك إلى هيئتك.
- من انتِ حتى تأمرينني بأن اخرس! يالك من بشرية قذرة!
لقد ركز على اول كلمة ولم يهتم بالباقي، اي قائد جيش هو؟
- لا يهم، فالاهم الان ان نخرج من هُنا سالمين فبالتأكيد الامير الذي جرحت وجهه سيشتكي لوالده وسنقع في مشكلة عويصة لهذا علينا فعل شيء ما لمنعه.
- لماذا اشعر بأنك تريدين قتله ودفنه قبل ان يحل الصباح حتى لا يُكشف امرنا؟
ابتسمت رودينا بتوتر، لقد فكرت بهذا الامر سابقاً
- انسي الامر، لا يوجد حل لهذا الموضوع لننتظر الغد ونرى ما سيحدث، ثم تتكلمين مع الملك بأمر معاهدة السلام لمنع قيام الحرب وبعدها نخرج من القصر لنرجع إلى المملكة واشتكي للملك عن امرك واطلب منه قتلك واعدامك امام انظار--
قاطعته وهي ترمي الوسادة عليه بغضب الا انه تجاهلها بكل بساطة حتى لا ينقض عليها هي الاخرى بعد الذي فعلته وحاول النوم فوق الاريكة وتناسى وجودها لأن غضبه قد تصاعد بطريقة لن يستطع اي احد ايقاف انفجاره.
- انتِ من ستتحملين مسؤولية المهمة من الان صاعداً فهذهِ مشكلتك.
ثم مدد جسده واسترخى فوق ذراع الاريكة مكملاً نومه بعيداً عن رودينا التي بدأت بقطع الغرفة ذهاباً ورجوعا.
ستطلب من لانسولت ايجاد الحل لهما وهو بالتأكيد سيعرف، فقط عليها الانتهاء من للمهمة المزعجة ولقاء الملك فهي لم تنزل على العشاء حتى بحجة انها متعبة. وسيصبح التركيز عليها غداً...
عضت شفتيها ورمت بنفسها فوق السرير لتتنهد بحسرة
- لا يهم سأنام وارى ما سيحدث غداً.
وكان هذا حلها الوحيد في الوقت الحالي لتنتظر حلول الصباح بفارغ الصبر.
ولكن الصباح اتى بعد معاناة من التقلب في السرير بسبب التفكير ولم تنم سوى ساعات قليلة ولم تجد اي مشكة في ذلك ماعدى الشعور بألم قوي في الظهر والرقبة وكأنها حملت شيئاً ثقيلاً قبل النوم.
فتحت عينيها بأنزعاج واحتاجت فترة من الوقت حتى تستوعب الامر، لما كل شيء يبدو مقلوباً فجأة؟ فالاريكة اصبحت بالسقف مثل باقي الاثاث، لتتوسع عينيها وتستقيم بسرعة متجاهلة الالم وتحدق للسرير الذي سقطت منه اثناء النوم.
لم تسقط منه حرفيا فهنالك شخص دفعها على الرغم من صغر حجمه لتنام فوق الارض ويأخذ السرير الضخم له وحده
- ياللازعاج!
تمتمت بحنق واتجهت نحوه لتمسكه من ذيله المنفوش وترفعه بقسوة من فوق السرير لترميه على الارض بعدم اهتمام وتجاهلت الضجة العالية التي احدثها ورتبت السرير.
- كيف تدفع امراة من فوق السرير اي رجولة هذه؟
- وهل تعتقدين انك امراة حتى، ياللسخرية!
رفعت رودينا يديها بغضب تنوي خنقه الا ان الطرق على الباب قد اوقفها لتسمح للطارق بالدخول وكانت خادمة باردة الملامح
- أن الفطور جاهز، وجلالة الملك طلب حضورك.
اومئت رودينا بابتسامة لطيفة وابتعدت عن فولكان لترتب ملابسها وهي تقول
- سوف التقي بالملك، احتاج مساعدتك حتى لا اقع بالمشاكل.
رفع فولكان ذيله عاليا بعدم اهتمام واستدار ليصعد فوق الاريكة، من الواضح انه اصبح كسولاً بعد ان تحول إلى قطة.
- لقد ارسلنا الملك معاً لنتعاون لا أن تترك مهامك فوق كتفي!
- لو لم تأتي معي لأنتهيت من المهمة حالاً.
تركته فوق الاريكة لتنزل بسرعة بعد أن حملت سيف فولكان العريض بصعوبة وكتاب كوفين، وهو لحقها بغضب بعد أن رأى أن سيفه معها.
كان المكان مليء بالخدم ولم يعيروا رودينا اي اهتمام، وكانت الاخيرة تفرك كفيها بتوتر وتتمنى نجاح المهمة.
فتح الحارسان بوابة غرفة الطعام لتدخل رودينا بملامح واثقة رسمتها بصعوبة على وجهها ومن خلفها يسير فولكان بأنزعاج.
- صباح الخير.
نبست بهدوء ووقفت باحترام مثلما قال فولكان قبل ان ترفع اعينها بعد أن ردوا التحية وتأخذ مكاناً لها .
وكانت الطاولة تمتد امامها بأطعمة كثيرة لم تراها من قبل ولكنها تبدو شهية. شعرت بأنها سوف تبكي من الفرح فهذه المرة الاولى لها لتأكل طعام شهي فمنذ وصولها إلى هذهِ الارض ولم تأكل سوى الفاكهة.
اما قطها..فكان يجلس بأنزعاج امام صحن من الحليب ولم يلمسه فقط اكتفى بتوزيع الانظار على الموجودين، مقدمة الطاولة يجلس عليها الملك وبجانبه اشخاص لم يعرف ما فائدتهم، ولكن يبدو انها العائلة الملكية او ماشابه. حيث كانت هنالك الملكة الجميلة والشابة، تجلس ببرود ولم تلقي أي نظرة مهتمة بأتجاههم، وبجانبها أبنها الأكبر، والذي يشببها كثيراً في تصرفاتها وملامحها، حيث كان شعرهُ أسودا كالدجى وعينيه ذهبية ناعسة ذات نهاية حادة كأعين أخيه، وعلى مايبدو أنه الوريث لهذهِ المملكة بعد الملك، فهو يبدو مسيطراً جداً بتعابيره الهادئة، وقد القى ناحية رودينا أبتسامة مرحبة في البداية ثم ركز بأهتمامه على الطعام.
وكان الوضع هادئاً بطريقة مربكة حتى ان رودينا توقفت عن الأكل ورفعت رأسها عندما شعرت بأنظار تتوجه إليها بشكل مباشر. ولكن يديها تجمدت عندما وجدت أمامها شاب بشعر ازرق غامق يكاد يكون اسوداً مع خصلات فضية صغيرة وكأنها النجوم في فضاء شعره، وعينيه كانت ذهبية فاتحة حتى أحست بأنها شفافة وكأنها زجاج. يرتدي سترة رمادية ثقيلة مع قميص ابيض تحتها. وكانت انظاره تخترق رودينا ولم يبعدها حتى عندما بادلته البشرية الأنظار. وهو الأبن الثاني للملك، وكان يشبه الأخ الأكبر قليلاً.
ولمحت جروح دقيقة فوق انفه ومن الواضح انها حصلت بواسطة مخالب حادة..
ابتلعت ريقها بتوتر وارجعت انظارها إلى صحنها وقد فقدت شهيتها فامامها يجلس الامير بهدوء ويحدق بها بدون تعابير تذكر وكأن الكلمات التي تدور في رأسه لن تخرج لتتكون فوق تعابيره. ولا احد يعرف بماذا يفكر او ماهي خطوته التالية وهذا زاد توترها
- يا انسة ما اسمك؟
رفعت رأسها نحو الملك الاشيب والذي يشبه ابنه نوعاً ما
- اسمي رودينا. وانا مرسولة من مملكة البيرثينو.
اجابته بدون تفكير ليومئ الملك بنفس ابتسامته اللطيفة
- حسناً، انسة رودينا لدينا لقاء بعد الفطور في القاعة الملكية.
بادلته الابتسامة وانتظرت انتهاء الجميع من الفطور حتى تذهب خلف الملك.
و بعد مرور نصف ساعة وجدت نفسها بداخل القلعة الملكية مع قطها الضخم تنحني بأدب للملك الذي يجلس فوق عرشه بغرور.
- ياللعجب، هل مملكة البيرثينو ضعيفة لهذه الدرجة لترسل بشرية في هذهِ المهمة الجدية؟ اعتقد انني طلبت ان ترسلوا احد عوامد القوة في مملكتكم.
قال الملك وهو يسند راسه فوق كفه وقال بدون مقدمات واخذ يحدق برودينا التي احتفظت بأبتسامتها وكل ثانية تمر ترسل نظرة طلب المساعدة إلى فولكان.
- مملكة البيرثينو ليست ضعيفة ولكنها لا تستطيع المخاطرة بأرسال اشخاص مهمين للمملكة.
- يبدو ان الملك فكر جيداً قبل خطوته هذهِ، ولكن لا يهم هذا الان فانا اعرف انكم اتيتوا لتجديد معاهدة السلام بين المملكتين لمنع قيام الحرب.
اومئت رودينا على كلامه ليكمل وهو يستقيم من عرشه ويتجه نحوها
- اسف فهذا مستحيل.
حدقت به رودينا بعدم فهم فلماذا يرفض وهي لم لم تلقي خطابها بعد، هو حتى لم يعطي لها مجالاً لتتكلم
- الحرب يجب ان تكون التفكير الوحيد للملك، ينبغي أن ينظر إلى السلام كوقت للتنفس فقط، وانا اريد ان اوسع مملكتي ولن يوقفني شيء فلقد مللت من الموارد القليلة وضيق اسباب العيش في هذهِ المملكة.
ارادت رودينا الاعتراض سريعاً إلا انه قاطعها بصوت عالي
- والان اغربي عن وجهي، ان مملكة البيرثينو تستخف بي لهذه الدرجة لترسل بشرية! ياللاهانة.
صمت وهو يصر على اسنانه قبل ان يصيح عالياً
- ايها الحراس خذوهم إلى السجن!
ومر كل شيء سريعاً ولم تجد وقتاً للاعتراض والتكلم، والملك كان مصراً على قيام الحرب، لتجد نفسها خلف قضبان السجن الحديدة بدون سبب تنظر للفراغ بغضب بعد ان رموها بالسجن بكل برود مع قطها.
- لما لم تتكلم؟ هيا انهي الموضوع واصرخ بغضب.
وجهت كلامها إلى فولكان الصامت ولم يقل كلمة منذ دخولهم إلى السجن
- لما اصرخ؟ فلقد توقعت حدوث شيء كهذا، وكأنني كنت امل ان تنجحي بالمهمة.
لم تجبه وبقت صامتة، وبعد مرور دقائق استدارت للخلف وتسلقت الجدار بصعوبة لتحدق للخارج من النافذة الصغيرة المغلقة بالقضبان الحديدة.
-نستيطع الخروج من هُنا.
نطقت فجأة وهي تنزل بسرعة
- كيف؟ هل انتِ حمقاء؟فجميع الزنزانات محصنة ضد السحر والقوات.
نفت برأسها بأبتسامة وهي ترفع سيفه العريض من فوق كتفها وتمسكه بصعوبة
- لا تكونِ حمقاء فالامر مستحيل.
تجاهلته وبدأت بحك السيف بقضبان النافذة بقوة ولم تعلم كم مر من الوقت إلا أن النتيجة بدأت بالظهور فأخذت تحك بشكل اقوى حتى دفعت القضبان لتقع للاسفل.
- مستحيل!
صاح فولكان بصدمة وهو يقف بجانبها لتبتسم رودينا بفخر، فهي لم تتعجب لأن الزنزانات مهملة، ولم يضعوا حراسة عليهم ولم يأخذوا اشيائهم فأصبح الامر سهلاً.
حملت فولكان بسرعة لترميه خارجا دون ان تنتظر منه الموافقة ورفعت نفسها هي ايضاً لتقفز إلى الخارج بصعوبة بسبب ضيق المكان لكنها استطاعت الفرار، ولم يدركوا أن هنالك شخص في احد الزوايا المظلمة يحدق بهم بتركيز لكل حركة يقومون بها....
اخذت رودينا تجري بسرعة مع فولكان للخارج بعيداً عن اعين الحراس ليقفوا بجانب الحائط، تلت التعويذة بسرعة فينفتح الطريق امامهم ويخرجوا من القصر بسهولة وخفة.
- يجب علينا الرجوع إلى مملكة البيرثينو سريعاً، ولكن قبل ذلك علينا الحصول على احد الاحصنة.
همست رودينا بسرعة وهي تبتعد عن القصر نحو المدينة ليجدوا احد الاحصنة ويهربوا إلى مملكتهم.
- اسمعني جيداً، حاول تشتيت البائع وانا سأسرق احد الاحصنة.
نظر فولكان اليها بملل قبل اني يزفر بانزعاج ويقول
- لما تأخذين الطريق الاصعب وتقومين بالسرقة؟ فالملك اعطانا المال سابقاً لنستخدمه عند الحاجة.
ذكرها فولكان بغضب لتبتسم رودينا بتوتر وتتوجه إلى البائع لشراء احد الاحصنة.
وما أن حصلوا على الحصان حتى انطلقوا إلى مملكة البيرثينو قبل ان يمسك الحراس بهم، وكان الحصان قوياً ونشيطاً وفوق ذلك كان سريعاً، اما لونه فكان اشبه بقطعة شوكولاتة ضخمة.
- لقد هربنا حتى دون أن نجد صاحب القوى الاساسية لاضمه لفريقي.
قالت رودينا بأسى وهي تعبر الغابة سريعاً دون ان تظهر امامها اي معرقلات
- الامير الذي هاجمناه البارحة، كان صاحب القوة الاساسية الذي نبحث عنه.
بغير اهتمام اجابها فولكان وهو يجلس خلفها بانزعاج
- انت تمزح صحيح! لماذا لم تقل لي هل انت احمق! ستكون رحلتنا إذاً بلا فائدة.
صرخت رودينا بعصبية وهي تحدق به بطرف عينيها
- بل انتِ هي الحمقاء! الم تشعري به؟ مادمت تمتلكين السوار فعليك الشعور بالأنتماء نحوه لتعرفين انه احد اصحاب القوى الاساسية! وانا متأكد انه لن يقبل الانضمام اليك فهذا سيجعل المملكتين في وضع حساس خاصة وأن الحرب على الابواب!
كان كلامه مقنعاً ولكنها لم تشعر بشيء نحو الامير لتعرف انه واحد من اصحاب القوة الاساسية، هي حتى لا تعرف اسمه، وكيف ستشعر نحوه بشيء وهي كانت في اشد الحالات توتراً!
- حسناً لا يُهم الان فضمه إلى فريقك شبه مستحيل وعليك البدأ بالاسهل لا من الاصعب، ولحسن حظك لم يخبر الملك عن ما فعلناه البارحة.
لقد انتبهت لهذا الامر الان، فمن الواضح أن الامير اخفى امر دخولهم إلى غرفته بشكل غريب ولم يخبر احداً عن ذلك.. هل لأنه شعر بالانتماء نحو رودينا بسبب بالسوار ولم يرد المخاطرة؟ ام انه لطيف بشكل مبالغ ليخفي امرهم.
- انظر، لا استيطع اخذك إلى القصر الملكي فعلينا اولا ارجاعك إلى شكلك الطبيعي، سوف اخذك لأحد الاشخاص الذين اعرفهم حتى يساعدنا.
افصحت رودينا بعد مرور وقت من الصمت وبهذه الاثناء دخلوا إلى حدود مملكة البيرثينو لتتوجه مباشرةٍ إلى الغابة التي تعيش بها.
نزلت من الحصان اخيرا لتربطه ثم تتجه إلى احد الاشجار ليتبعها فولكان بأستغراب، سحبت احد الاغصان القريبة منها والتي كانت كالمقبض فينفتح الطريق امامهم.
- ماهذا؟
همس فولكان بحذر وهو ينزل خلفها، لم تجبه واكتفت بالصمت فهي تذكرت أن لانسولت حذرها من ادخال شخص اخر إلى مخبئه ولكنها نست ذلك فعقلها مشغول بالافكار ولم تدرك الامر.
- رودينا هل رجعتِ؟
خرج لانسولت سريعاً من غرفة الاختراعات بابتسامة بعد أن سمع صوت الباب ولكن تغيرت ملامحه سريعاً إلى الاستغراب عندما لمح قطاً كبيراً ذا لون غريب بجانب رودينا، وفهمت الاخيرة نظراته لتشرح الامر سريعا
- لانسولت انا اسفة لأنني ادخلت شخصاً اخر إلى مخبئك ولكن..الامر فقط معقد.
سكتت بتوتر ثم تنهدت لتشرح الامر بشكل مختصر منذ بداية رحلتهم وحتى هروبهم من القصر.
حل صمت غريب في المكان واحست رودينا بالخوف لاول مرة من لانسولت، فهو ينظر اليها بطريقة غريبة حوت تأنيب وغضب
- هل هذا انتقام منك لانني لم اخبرك عن والدتك؟ وفوق ذلك ليس شخصاً عادياً بل قائد الجيش فولكان!
نفت براسها سريعا على كلامه الاول وهي تعتذر مرة اخرى
بعثر لانسولت شعره بعصبية لينطق فولكان لاول مرة بنبرة لا تناسب شكله الظريف
- لماذا تعيش في مكان مخفي عن الانظار؟ الا تعرف ان هذا شيء غير قانوني؟
ثم تحرك من جانب رودينا لينظر إلى خلف لانسولت حيث غرفة الاختراعات
- وتقوم بالاختراعات ايضاً! هل تعلم أن عقوبة ذلك هو الاعدام.
نبس فولكان بصدمة وهو يحدق بلانسولت الصامت ولم يقم بردة فعل
- فولكان، لا تقل هذا الامر لأي شخص رجاء وابقيه سراً بيننا، لقد جلبتك إلى هنا لأن لانسولت سوف يساعدك ولن تستطيع العودة إلى شكلك الطبيعي اذا اخبرت احداً بأمره.
حاولت رودينا تدارك الامر سريعا وهي تغلق باب غرفة الاختراعات ليزفر فولكان بغضب
-لن اخبر احدا ولكن اردت تذكيره بأن القيام بهذه الاشياء امر خطير، واذا عرفت الشرطة بالامر فنهايته ستكون وشيكة.
ابتسمت رودينا بارتياح ونظرت إلى لانسولت الذي تجاهلهم بتعابير غير راضية
- لانسولت هل ستساعدنا؟
- لا.
- رجاء، انت الشخص الوحيد الذي تعرف كيف ستساعده.
- مستحيل.
قال بصوت عالي وهو يسكب شاي الورد خاصته ليبعد غضبه قليلاً
- ارجوك!
ترجته رودينا بأستياء، ليس لاجل فولكان بل لأجلها لأنها لا تستطيع اخذ قوة فولكان وهو بشكل قطة وعندها لن تستطيع ارجاع الأرض إلى طبيعتها.
- رويدنا انتِ لا تفهمين الامر، انه فقط مستحيل.
صمت ثم تابع كلامه وهو يشرح الامر
- أن ميدوسا تمتلك عيون مميزة، ولأنها مميزة فتم فصلها. فواحدة من العيون وضعت مع مكونات صنع مرآة نحاسية سميت فيما بعد بمرآة ميدوسا والعين الاخرى وضعت بداخل تمثال في احد القصور بقرب البحيرة المتجمدة.
- حسنا هذا بسيط سنذهب إلى القصر الذي يقع بجانب البحيرة المتجمدة لأحضار التمثال، ما المستحيل بالامر؟
سألت بأستغراب ليتنهد لانسولت واخذ رشفة صغيرة من كأسه
- أن ميدوسا تمتلك عينين اثنتنين واحدة منهم ترجع الشخص إلى طبيعته والاخرى تحول الشخص إلى حجر، وايضاً.. أن القصر الذي يقع بقرب البحيرة المتجمدة قد اختفى، واصبح شيء منسي لا وجود له وهذا يعني أن التمثال الموجود بداخله قد اختفى ولهذا لا تستطيعين اعادة فولكان إلى شكله الطبيعي.
•
•
•
STOOP
هنا نهاية البارت اتمنى عجبكم واستمتعتوا
رأيكم عن البارت بشكا عام؟ اي انتقادات او اراء؟
اها قابل لا انسى شوفوا رسمت فولكان بشكل القط لانني ملقيت صورة تناسب شكله
ياخي ادري شكله معوق لان ماعرف ارسم عدل بالرقمي واصلا زين مني رسمته باصبعي لان ماعندي قلم، المهمز ترا هذا النوع من القطط يسمى قط بري مادري اذا تخيلتوا فولكان قط منزلي بس ذكرت انه كبير شوي.
يمكن راح انزل خطوات رسمه بكتاب فالكريس
نبدأ بالأسالة
- هل الحرب راح تصير بين المملكتين؟
- ليش الامير ما اخبر احد عن هجوم رودينا وفولكان بغرفته؟
- كيف راح يرجع فولكان لطبيعته او راح يبقى بشكل قطة ولا امل من رجوعه؟
رأيكم بمشاجرة رودينا وفولكان المتكررة، احسهم توم وجيري.
ويلا ماعندي شي قود باي
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro