Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

33


الحياة، كلمة صغيرة تحمل معنى كبير، و تتمحور بين الاخذ و العطاء. لنأخذ شيء ما يجب أن نعطي شيء آخر بالمقابل، لا يمكننا الأخذ دون إعطاء، فلكل شيء ثمن.

قد نحصل على شيء نتمناه طويلا و لكن سرعان ما نجد نفسنا قد فقدنا شيءا آخر، قد يكون الفقدان غصبا عنا و قد يكون بحريتنا و لكن لا يمكنك ملك شيئين.

نظرت إيما لوالدة زوجها بصدمة، أمارا التي كانت تحبها و تقف بجانبها، هي نفس المرأة التي أصبحت لبؤة شرسة عند تعرض حياة ابنها للخطر.

هل تلومها على ذلك؟ لا، هي بالحقيقة لا تفعل، بلاك قبل أن يكون زوجها كان ابن أمارا. بلاك، الشخص الذي يجمعهم هو نفسه الذي يفرقهم.

" مرحبا ايمانويلا "

تحدثت أمارا بصوت ثابت يدل على شخصيتها القوية و العازمة و ليست المرأة الحنونة التي اعتادت على رؤيتها.

بلعت ايما ريقها و هي تقوم بشد عقدة روب النوم خاصتها بقوة لكي لا يسقط أو يظهر عريها لتقول بتلعثم و هي تحاول فهم سبب هذه الزيارة الغير متوقعة

" مر...مرحبا "

نظرت لها أمارا بصمت قبل أن ترفع حاجبها و هي تسألها ببرود لم تتعود عليه ايما بعد

" هل يمكنني الدخول؟ ام سنقبى على الباب؟ "

رمشت الأخرى بعيناها قبل أن تتحرك أخيرا و هي تتيح لوالدة زوجها بالدخول لمنزلها بينما تشير لها بأدب و هي تردف

" نعم اكيد، تفضلي "

دخلت أمارا بشموخ و هي تمرر عيناها حول المنزل، كانت هذه أول مرة تدخل منزل إيما أو منزل والدة ايما و لكن هذا لا يهم.

استدارت تنظر نحو ايما التي لا ترتدي سوى روب النوم و حافية القدمين و هي تقف خلفها فقط تنظر لها بتعجب لتسألها

" هل ايقظتك ؟"

" ممم.. بالحقيقة.. لا مشكلة "

قالت إيما بتعثر فهي لم تتوقع زيارة حماتها الغاضبة لها، على الأقل ليس بهذا اليوم، و بهذا الوقت الباكر من الصباح.

بلاك.. اللعنة، تذكرت وجود بلاك النائم بغرفتها فأسرعت تنظر حولها تحاول التأكد من عدم وجود غرض له بأي مكان.

" بالحقيقة أتيت لنتحدث عن بلاك "

قالت أمارا و هي تجلس فوق الأريكة البيضاء الأنيقة، لتفتح ايما عيناها بقوة و هي ترفع نظرها بدون إرادة نحو الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني حيث يقبع بلاك النائم بسريرها

" بلاك؟ ماذا؟ لماذا ؟"

تمتمت إيما و هي تقترب من الصالة لتجلس مقابل أمارا بينما تعيد شعرها للخلف بعصبية محاولة السيطرة على أعصابها

" إيما.. بالحقيقة كلامك صحيح"

عقدت ايما حاجبيها محاولة فهم ما الذي تقوله أمارا حاليا، لتضيف الأخرى عندما لاحظت علامات عدم الفهم على وجهها

" علاقتكم من الاول كان لا يجب لها أن تبدأ "

" ماذا؟"

حاولت بكل قدرتها التحكم بنبرة صوتها، لا تريد أن تجعل مشاكلها مع حماتها تتفاقم أكثر من ما هي متفاقمة

" انا هنا لأنني اتفق مع ما قلته ذلك اليوم و سأساعدك "

تحدثت أمارا بجدية مطلقة و هي تنظر نحو ايما التي عقدت يديها على صدرها و هي تنظر لداخل عينيا امارا بجمود قبل أن تسألها بحاجب مرتفع

" تقصدين بأنك لا تزالين على كلامك بالمشفى؟ "

" اجل، لا أزال على كلامي. حسنا، اعتذر منك حقا على رد فعلي بالمشفى و غضبي و لكنني أم قد فقدت طفلين و انا اكثر شخص يعرف الشعور بالفقدان لذلك لا أريد أن افقد الباقي "

تحدثت أمارا بصوت حاولت جعله ثابت و لكن لمحة من الحزن ظهرت بدون إرادة منها لتضيف بغصة

" كان لبلاك توأم "

رمشت ايما بعينيها فهي لا تعلم شيءا عن هذا الأمر

" مات أثناء الولادة، لم أكن أعلم حتى بأنني حامل بتوأم. كنا انا و بلاك فقط وقتها، لأنني كنت على خلاف مع دارك، و ابني كان سندي و قوتي.. بلاك طفلي الأول، أول فرحة لقلبي "

رفعت رأسها تنظر نحو ايما الصامتة لتجد نظرة التفاهم و التعاطف على وجهها لتبتسم أمارا بحزن و هي تضيف

" بعدها أنجبت سيب و ايثان، و لكنني فقدت ايثان و سيب تعرض لصدمة. و لكي لا يلقي بلاك اللوم على نفسه كنت مضطرة لإبقاء المي و حيرتي بقلبي، كنت مضطرة للبكاء ليلا بين ذراعي زوجي بينما يدي تغلق على فمي لكي لا يسمع أحد شهقاتي.. لقد كنت مضطرة الذهاب كل يوم أحد للمقبرة لرؤية قطعتين من قلبي يرقدان تحت التراب "

اقتربت أمارا من ايما لتمسك بيدها بين يديها بقوة و هي تنظر لداخل عينيها لتقول بجدية

" انت قلت ذلك اليوم بأنك تريدين أن تبتعدي عن الجميع، بلاك أخطأ بحقك، جون فعل، أنا فعلت.. بالحقيقة كلنا فعلنا و انا ادعم كلامك بالذهاب بعيدا و سأساعدك "

رمشت ايما عدة مرات و هي تحاول فهم ما تقصده حماتها لتقول بعدم استيعاب

" الذهاب بعيدا؟ و لكن؟ ماذا؟"

أومأت أمارا برأسها عدة مرات و هي تضيف معلقة على كلامها السابق بكل ثقة

" انت و بلاك لا تتحدثون مع بعضكم البعض، اردت الرحيل عن الجميع، اردت الاختلاء بنفسك. حسنا ليبقى الأمر هكذا "

نظرت ايما لها بعدم تصديق غير عالمة بماذا ستجيبها أو حتى ما الذي تقوله. هل تطلب منها الرحيل و الابتعاد عن زوجها الذي و أخيرا قد عادت علاقتهم لمكانها الصحيح، كيف ستخبرها بأن الشخص الذي تطلب منها الابتعاد عنه ينام حاليا عاريا على سريرها فكرت ايما و هي تمرر يدها على شعرها بعصبية مطلقة لتقف امارا من مكانها و هي تقول بهدوء

" فكري بكلامي، فكري جيدا "

أخذت حقيبتها و توجهت ناحية الباب لتتوجه ايما خلفها دون النطق بحرف واحد، لتستدير أمارا من جديد قبل أن تغلق ايما الباب خلفها

" القرار بيدك إيما، فكري بكل ما حصل معك منذ البداية، و بعدها اتخذي قرارا "

غادرت أمارا متوجهة نحو سيارتها حيث كان اوسكار ينتظرها و هو يفتح الباب الخلفي، لتدخل دون النظر خلفها لمرة واحدة حتى.

" إلى القصر سيدتي "

تحدث اوسكار و هو يحرك السيارة لتنفي أمارا برأسها و هي تقول بهدوء بينما تغمض عيناها

" لا، لنذهب إلى المشفى، يجب أن أطمئن على بلاك. البارحة طلب منا الرحيل جميعا دون أن يبرر السبب و لكن الآن احتاج الاطمئنان عليه "

اومئ اوسكار برأسه و هو يتوجه نحو المشفى ليرن هاتف أمارا، و لم يكن بشخص غير زوجها لتجيبه بهدوء

" حبيبي "

" حبيبتي هل بلاك معك؟ هل غادرتم المشفى؟"

تحدث دارك بسرعة و قلق ما أن أجابت أمارا لتفتح الأخرى عيناها بصدمة و هي تجيبه

" ماذا تقصد بهل بلاك معي؟ أليس بالمشفى؟"

" يا إلهي.. "

تمتم دارك من الجهة الأخرى بغضب و علمت بأنه كان يمرر يده بداخل شعره كعادته لتسأله من جديد

" داركي، أين بلاك؟"

" لا أعلم، لا أحد يعلم.. لقد غادر المشفى و لا أحد يعلم متى أو كيف "

" و لكنه لم يتعافى بعد "

" أعلم أمارا، أعلم و لكنه ليس هنا.. هل من الممكن أن يكون عند إيما؟"

" لا ليس هناك "

قالت أمارا بجدية و هي تحاول ان تتخيل مكان ابنها الذي لم يتعافى كليا لتسمع صوت دارك الساخر

" و كيف علمت انت؟"

" لأنني كنت عندها قبل لحظات، و قد كانت لوحدها"

" اللعنة.. اللعنة.. ألا يمكن التحكم بذلك الولد؟ ألا يمكن أن يبقى بمكان ؟ ألم يتم تحطيم كل ضلعة لعينة بجسده ؟"

صرخ دارك بغضب لتغمض أمارا عيناها بينما تمسح على وجهها و هي تجيبه بتساؤل

" ماذا عن منزل الغابة خاصته؟ هل يمكن أن يكون هناك؟"

" هذا ممكن، هو دائما يفضل الذهاب إلى هناك لكي يرتاح "

" إذا لابد بأنه هناك، لنتركه يرتاح قليلا فهو لابد أن يعود للقصر "

" لا أعلم حقا، لقد هرب من المشفى حرفيا، لذلك انا حقا لا أعرف ما يدور برأسه "

" لا تقلق حبيبي، سيكون هناك كعادته "

" لنأمل ذلك "

همهمت أمارا و هي تنظر خارج نافذة السيارة مشيرة لاوسكار التوجه نحو القصر عوضا عن المشفى لتسمع صوت دارك البارد

" إذا لماذا ذهبت إلى بيت إيما ؟"

" لنتحدث عندما أعود للقصر "

" تعلمين بأن إيما بالنسبة لبلاك شيء مقدس، لقد كان قادرا على التخلي عن روحه من أجلها يا أمارا "

" دارك.. أرجوك لنتحدث عندما أعود "

" أتمنى أنك لم تقومي بشيء قد تندمين عليه "

" لا تقلق "

" أنا قلق لأنك زوجتي و انا أحبك "

" و انا احبك داركي "

تمتمت أمارا و هي تغلق الهاتف بينما تفكر بهل ما قامت به و ما تقوم به صحيح ام خطأ؟ هل من الممكن أن تفقد ابنها عندما كانت تحاول حمايته؟

بمنزل ايما

كانت إيما واقفة أمام النافذة تنظر للخارج بشرود و هي تفكر بكل ما يحصل، عندما و أخيرا أصبحت مع بلاك من جديد امه ترفض ذلك. ما الذي يجب عليها أن تفعله حقا؟ هي لا تستطيع التخلي عن بلاك، ليس بعد الآن. اذا ما الذي يجب عليها القيام به؟ كانت شاردة كليا و هي تفكر عندما شعرت بيدين تعانقان خصرها من الخلف و رأس يغرس عميقا بعنقها قبل أن يقبل مكانه المعتاد لتبتسم ايما على عادته هاته و هي تسمع همس صوته المبحوح الذي يدل على استيقاظه من النوم الآن فقط

" هل تعلمين بأنني أعشق تقبيلك هنا؟"

" مممم"

قالت و هي تتيح له الطريق ليكمل تقبيله لها بهدوء و هو يأخذ كل وقته ليسألها بهدوء بينما يضع ذقنه على كتفها بينما ينظر لها باستفسار

" ما بك Мой ангел ؟"
- ملاكي-

" لا شيء "

قالت مبتسمة بسبب الاسم الذي يلقبها به، لتشعر بيده تتسلل بداخل الروب الرقيق الذي ترتديه و هو يقول بعتاب مصطنع

" لماذا قمت من السرير قبلي؟"

عضت ايما شفتها بقوة تحاول السيطرة على تأوهاتها بسبب يده التي كانت تتحرك بحرية فوق بطنها العاري لتقول من بين أنفاسها

" لا شيء.. قمت فقط .. "

أبعدت يديه عنها و استدارت لتداعب شعره المبعثر بسبب نومه و هي تضحك على تعابير وجهه الغاضبة قليلا و هو يقول بجدية

" لا تنهضي من السرير قبلي مجددا.. أبدا "

"لماذا؟"

رفعت الأخرى حاجبها و هي تضع كلتا يديها خلف عنقه بينما أصابعها تلاعب شعره من الخلف ليقول ببرود بينما كان يعيد شعرها خلف اذنها

" هذا يجعلني أتذكر ما يحصل بعد أن نمارس الحب.. ترحلين "

ضحكت بهدوء و قد علمت بأن زوجها الحبيب قد دخل حرفيا بأزمة بسبب خروجها من السرير قبله بسبب ما عاشاه سابقا لتقول بصوت طفولي و كأنها تحدث طفلا بالخامسة من العمر

" حسنا يا قلب ايما انت، لن أفعل "

قالت و هي تضع يديها على خديه بينما تنظر لداخل عينيه مبتسمة باتساع ليبادلها الإبتسامة و هو يقبل أنفها قائلا

" أكل فمك هذا يا امرأة "

ضحكت و هي تعيد رأسها للخلف عندما شعرت به ينحني ناويا تقبيلها لتضرب على صدره بخفة بينما تجيبه بجدية

" كل فمي بوقت لاحق انا الآن جائعة "

ضحك بلاك بقوة و هو يحملها متوجها إلى المطبخ بينما هي تعقد رجليها حول خصره.

وضعها فوق الطاولة ليضع يده على صدره قبل أن يغمض عينيه لتفتح ايما عيناها بصدمة عندما استوعبت بأنه حملها و هو لا يزال لم يتعافى كليا، لتصرخ بخوف و قلق

" بلاكي هل انت بخير؟"

لم يجبها بل كان لا يزال مغمضا عينيه و هو يمسك بصدره المتألم لتكرر بقلق و هي تضع يدها فوق يده بينما تمسح فوقها بهدوء و هي تقول بعتاب

" اللعنة يا رجل لماذا حملتني؟"

فتح عينيه و نظر لها بابتسامة بسيطة يحاول إبعاد قلقها ليقول بسخرية

" كنت اظنك خفيفة، و لكن لا شيء كما يبدو بالحقيقة "

" ساصفعك بلاك "

قالت إيما و هي ترفع حاجبها ببرود فضحك بصعوبة و هو يجلس على الكرسي لتمسك وجهه بين يديها و هي تعيد سؤاله من جديد

" بيبي "

ابتسم باتساع عند سماعه لهذا اللقب الخاص بينهم لينظر لها بينما يميل مقبلا كف يدها اليمنى لتضيف بقلق

" هل انت بخير ؟"

" بعد بيبي هاته التي قلتها انا حقا بخير الآن"

ضحكت بقوة و هي تنحني مقبلة شفتيه بخفة ثلاث مرات بينما تجيبه بتهكم

" منحرف روجر الوسيم "

رفع بلاك حاجبه و قبل ان يجيب كانت تنحني نحوه مقبلة إياه بقوة و رقة ليبادلها و لكن سرعان ما شعر بشيء يتحرك حلو قدمه لينظر كلاهما نحو الأسفل

" كرة الفرو خاصتي "

تمتم بلاك و هو يحمل سنو الذي بدأ يموء مما جعل ايما تحمله و تضعه بحضنها و هي تتوجه لتضع اكله بينما تمسح على فروه و تقبله بحنان تاركة بلاك ينظر خلفه بصدمة غير مستوعب سرعة تخليها عنه ما أن لمحت سنو

" حبيبي انت جائع أليس كذلك ؟"

" ذكريني أن ارميه خارجا "

تحدث بلاك بسخرية و هو يقلب عينيه فأخرجت لسانها نحوه ليضحك بقوة و هو ينظر لها كيف تطعم القط بحنان و حب

بالمشفى

دخلت ميرا غرفة المشفى مع ديف و هي تبكي بحزن فعندما اتصلت بكلاي هذا الصباح اجابتها الممرضة مخبرة بأنه نائم بالمشفى فظنت بأن شيءا أصابه و اتت راكضة

" كلاي انت بخير ؟"

قالت ميرا بدون أن تهتم لجميع أفراد عائلة روجر الذين كانوا يفتحون تحقيقا مع كلاي محاولين معرفة مكان بلاك.

فقد حضر نيك، دارك، كريس، كيفن، سيزار لرؤية بلاك مع ايغور دوستوفيسكي ليجدوا كلاي نائم بكل سلام مكانه.

" ما بك ميرا؟ لماذا تبكين؟"

قال كلاي بعد أن قفز من مكانه عند رؤيته لميرا تقترب منه و دموعها تسيل على خديها ليقول ديف بهدوء و يتوجه نحو جده الذي حمله بحضنه

" أخبرتك بأنه بخير و لن يصيبه شيء "

تجاهلت ميرا تعليق ديف و هي تجلس بجانب كلاي على سرير المشفى بينما تفحصه بعيناها محاولة معرفة أين أصيب

" اين اصبت؟ لماذا انت بالمشفى ؟"

ابتسم كلاي برقة و هو يمد يده ليمسح دموعها بينما يقول بثقة

" كنت نائما عوضا عن بلاك فقط، لم اصب بأي شيء"

رمشت ميرا بعيناها الجميلتين عندما سمعت ما قاله و هي تقول محاولة استيعاب كلامه

" اذا انت لم تتعرض لاي حادث أو أي شيء؟"

" لا انا سليم مئة بالمئة "

نظرت له و شفتها ترتجف لتنهض من السرير ثم توجهت تجلس على الكرسي قبل أن تبدأ البكاء كطفل صغير و هي تغطي عيناها ليفتح كلاي عيناه بقوة كحال باقي الأشخاص بالغرفة ليتوجه ديف إلى والده ثم صعد و جلس بحضنه و كلاهما ينظران نحو ميرا ليقول ديف أخيرا

" لا تقلق هذا طبيعي هي تبكي حتى عندما اسقط أرضا "

" دائما ؟"

همس كلاي بعدم تصديق و هو لا يزال يتابع ميرا التي تبكي حقا فاومئ ديف برأسه بهدوء و هو يضيف بجدية

" أخبرتها بأن لا شيء قد يصيبك و لكنها لم تصدق "

" كلاي جونيور بحق "

تحدث كلاي بفخر و هو يقبل شعره فقلب الصغير عينيه و هو يقول بغضب

" أبي !!"

و قبل أن يتحدث كلاي شعر بشيء يلقى عليه ليهرب ديف بسرعة من حضن والده تاركا إياه يحاول إخفاء نفسه من ميرا التي كانت تلقي بأي شيء تجده أمامها نحوه

" نائم عوضه.. يقول بكل برود بأنه نائم عوضا عنه و كأنه لا يملك قصرا لينام به "

" ميرا، هيا جميلتي توقفي عن هذا "

قال كلاي و هو يضع المخدة أمام وجهه لتقترب منه أكثر ثم وقفت أمامه قائلة بغضب

" هل انت معتوه يا رجل ؟"

ابتسم كلاي باتساع عند سماع ما تقول، ليرمش ايغور كحال الباقي لتضيف

" هل تعلم كم كنت خائفة عندما أجابت الممرضة على الهاتف صباحا؟"

اتسعت ابتسامة كلاي أكثر و هو يقف من السرير مواجها لها ليقول بنبرة ماكرة دون قطع اتصال أعينهم

" هل كنت خائفة على صحتي عزيزتي؟"

أحمر وجه ميرا كليا عندما استوعبت أخيرا الوضع الذي وقعت به، لتبعد نظرها عنه و لكنها ما أن لاحظت الأشخاص الموجودين بالغرفة حتى تمنت لو يصير شيء خارق لطبيعة و تختفي من هنا

" أنا... لم.. لا.. ديف كان خائفا "

قالت بتوتر و هي تشير لديف الذي يمسك يد جده بهدوء ليجيب كلاي بسخرية بينما يعيد خصلة من شعرها الى الخلف

" ديف كان خائفا أليس كذلك؟"

" سنذهب، ديف لديه مدرسة "

قالت بسرعة و هي تخفض رأسها أرضا بينما تسرع نحو ديف الذي قال ببراءة

" لا ليس لدي مدرسة، اليوم عطلة "

ضحك كلاي بقوة و هو يجلس فوق السرير بينما ينظر لميرا التي أمسكت يد ديف و هي تخرج من الغرفة بسرعة و كأن شخصا ما يركض خلفها ليقول نيك

" مبروك ايغور "

حرك ايغور رأسه موافقا بينما لا يزال يشاهد ابتسامة ابنه المتسعة حتى بعد خروج ميرا من الغرفة ليقول مجيبا إياه

" يبدو أن حظ المسكينة ميرا اوقعها مع المجنون خاصتي "

" اليست رائعة؟"

قال كلاي و هو يوجه نظر لهم بتساؤل ليقول كريس بسخرية

" رائعة لدرجة تجعلك لا تستحقها "

" أعلم لذلك أعجبني الأمر "

أجابه كلاي بجدية بينما يرتدي حذائه، ليدخل دارك الغرفة بعد أن أنهى حديثه مع أمارا على الهاتف

" بلاك بمنزله في الغابة يستريح "

ظهرت ابتسمت ساخرة على شفتي كلاي فهو متأكد بأن بلاك مع إيما و لكنه لن يخبرهم بذلك، ليس لأنه خائف من بلاك الذي هدده بدعسه بسيارته، بل لأنه و أخيرا اعاد مجرى صداقتهم مكانها و لا يريد أن يخسر صديقه الوحيد

" كنت أعلم بأنه سيهرب من المشفى"

قال كيفن بجدية و هو يقف من الكرسي لينظر له دارك ببرود و هو يقول بسخرية

" و كأننا لا نعرف بذلك "

غادر الجميع المشفى فلا فائدة من البقاء، خصوصا بعد خروج بلاك.

بقصر روجر

دخلت أمارا القصر لتجد الجميع يجلسون بالصالة بينما يتحدثون بهدوء، لتقول اماندا بحنان عندما لمحتها

" عزيزتي، أين كنت؟ "

تنهدت أمارا بينما تجلس بهدوء قبل أن تقول بجدية

" كان لدي أمر ضروري يجب أن احله "

" و هل تم الأمر؟"

سألتها كامي التي كانت تمسح على شعر ابنتها ايمي التي تتكئ بحضنها لتقول أمارا بشرود

" آمل ذلك "

" بلاك غادر المشفى "

قالت ايرينا و هي تدخل لتجلس مع باقي النساء ليفتح الجميع أعينهم بصدمة فهو لا يزال لم يكمل علاجه

" لماذا غادر؟ إلى أين غادر؟"

" الكلمة الحقيقة و اللائقة هي بلاك هرب من المشفى و ليس غادر "

تحدثت ايرينا و هي تعيد شعرها للخلف قبل أن ترفع كتفها الايسر بخفة و هي تضيف

" لا اعلم، لا أحد يعلم حقا "

" إنه ببيت الغابة خاصته "

أجابت أمارا قبل أن يبدأ اي أحد بالسؤال ليومئ الباقي، لأن بيت الغابة خاصة بلاك هو المكان الذي يلجىء له عندما يريد أن يرتاح.

" أمي انا وجدت عملا "

تحدثت ايمي بهدوء لتنظر لها كامي بعدم تصديق و هي تقول بسرعة

" كيف ستعملين و انت حامل؟"

قالت الأخرى عيناها لفوق و هي تعتدل بمكانها قبل أن تكمل بجدية

" كوني حامل لا يمنعني من العمل، لقد تخرجت من الجامعة و تم قبول طلبي للعمل "

" و لكن صغيرتي .. "

حاولت كامي التحدث لتقول لورين مقاطعة إياها

" أي نوع من العمل عزيزتي ؟"

" أنا مهندسة يا جدتي، اكيد سأعمل بمجالي "

نظر الجميع نحوها بعدم تصديق فالمهندس لا يقوم برسم التخطيط فقط بل يجب عليه الإشراف على البناء و كيفية سير العمل، و كونها حامل يجعل هذا خطرا على صحتها و صحة طفلها

" ايمي انت حامل عزيزتي، هل تظنين بأن العمل سيكون جيدا بوضعك هذا ؟"

تحدثت أمارا و هي تنظر لها بهدوء لتضحك الأخرى بسخرية قبل أن تجيب

" الحمل ليس مانع لعملي، لا تقلقي خالتي حفيدك سيكون بخير "

" ايمي انت قلقت عليك ايضا، و ليس فقط على الطفل "

تحدثت أمارا محاولة اقناعها لتضحك ايمي من جديد و هي تقف من مكانها بينما تجيبهم باستهزاء

" إذا كان والده لم يهتم و سافر، هل سأنتظر الاهتمام من الباقي؟"

" ايميليا ستيفان "

صرخت كامي من خلفها لتتجاهلها ايمي و هي تغادر نحو الحديقة.

منذ أن غادر سيب لم يتصل بها لمرة واحدة حتى، لم يسأل عنها و لم يهتم لحالها، لم تكن ستبقى بغرفتها و هي تبكي و تنوح على غيابه لذلك قررت أن تبدأ بالعمل و تملئ وقتها فهو الذي رحل. هو الذي غادر حتى بعد أن ركضت خلفه إلى المطار، و لكنه ذهب دون النظر لها حتى.

" ايمي عزيزتي هل انت بخير؟"

التفت على يمينها لتجد والدها يقف مع باقي أفراد العائلة الذين حضروا من المشفى فبلعت ريقها قبل أن تجيب بصوت هادئ لا يعكس قلبها

" اكيد بخير يا أبي "

اقترب منها مقبلا جبينها بحب بينما يده تمسح على شعرها الأشقر بكل حنان لتتنهد قبل أن تتوجه للجلوس بالحديقة.

لم تكن تريد التحدث مع احد، لم تكن تريد الشعور بنظرات الشفقة من عائلتها ناحيتها، هي ايميليا ستيفان فتاة العائلة المتمردة، الوحيدة التي استطاعت الوقوف بوجه سيباستيان، الوحيدة التي جعلته يحبها و يبكي من أجلها و لكن بماذا سيفيد ذلك؟ هو شخص مدمر و خائف، يحبها و لا يريد الزواج بها، يعشقها و لكن لا يريد أن يربط اسمه باسمها، أين العدل؟ ماذا ستقول لطفلها الذي سيسأل لماذا علاقة والديه ليست كعلاقة باقي الأطفال؟ كيف ستشرح لطفلها خوف والده من الزواج؟ كنت بأن البعد عنه سيعيد عقله لرأسه و لكنه غادر و تركها و لم يتصل بها و لو لمرة واحدة حتى

خرجت من شرودها على صوت هاتفها الذي كان بين يديها ليتوقف نبض قلبها لدقيقة كاملة بينما كانت عيناها تقرأ اسمه بالشاشة مع صورته " حبيبي "

هل يمكن لنا أن نحب من كسرنا؟ أجل نفعل. هل يمكن لنا أن نسامح من حطمنا؟ إذا كان هناك حب سنفعل. لماذا؟ لأن القلب دائما يكون أضعف من العقل، القلب عندما يحب فهو يحب بدون شروط، لا يهتم لكبرياء أو كرامة و يظل على الوعد بالرغم من الألم. اذا هل يمكنها أن تسامحه على تركه لها؟ لا تعلم، كانت تقف بين نارين حبها له و تدعس على كرامتها و حق طفلها، أم تختار طفلها و تدعس على قلبها، تقف بين بين شيئين احلاهما مر.

تنهدت و هي تجيب على الهاتف لتضعه على اذنها

" ايمي.."

لماذا مجرد سماعها لصوته يزيد من نبضات قلبها؟ لماذا يجب أن يكون له مثل هذه السلطة عليها بينما هي أم تكن قادرة على جعله يعطيها أبسط حقوقها و يحقق أحلى امانيها؟ هل الزواج منها سيء لهذه الدرجة ؟

" هل تسمعيني طفلتي؟"

طفلتي، اه من هاته الكلمة التي كانت سبب بدأ كل شيء، كانت طفلته منذ أن وعت على هاته الدنيا، أحبته ببراءة ليكسب قلبها مع أخذه لأول قبلة لها، و عادت لحبه من جديد بسبب نفس الكلمة ' طفلتي انت يا ايمي'

" كيف حالك؟"

لا حال لي من بعدك يا سيب، انا اتوجع، انا ابكي، انا اموت.. عد اتوسل إليك. كانت الكلمات على طرف لسانها و لكنها لم تكن قادرة على فتح فمها حتى

" اشتقت لك، ألم تشتاقي لي؟ "

الاشتياق شيء بسيط لا يمكنه أن يصف ما أشعر به منذ رحيلك، يال قوة ايما التي تحملت بعد بلاك لشهور و لا تزال تفعل، يال صلابة سيليا التي تركت ماث.

" الن تتحدثي معي؟ ألن تجعليني اسمع صوتك حتى؟"

لماذا لم تتصل من قبل؟ لماذا لم تسأل عني؟ لماذا رحلت؟ هل هنت عليك حقا؟ هل حبي لا قيمة له حقا؟ نزلت دمعتها و هي تضع يدها على فمها لا تريد له أن يسمع بكاءها، هي قوية قررت الوقوف على قدميها من أجل طفلها، الحياة ليست عبارة عن رجل و الحب لا يهم كثيرا لأن هناك أشياء أخرى يجب أن نفكر بها

" ايمي حبيبتي "

هذا أصعب مما كانت تتخيل، كيف لها أن تكون قوية بينما ابسط همس منه يكسرها؟ كيف يمكن أن تكون ثابتة و هو باتصال واحد فتح جروحها و حبها؟ لا تستطيع

أغلقت الهاتف دون النطق بكلمة واحدة و عانقت جسدها الذي كان يرتعش لتبدأ بالبكاء بحسرة، هي تحبه و تعرف بأنه يحبها اذا لماذا لا يكونوا كأي عشاق آخرين و يتوجون حبهم بزواج؟ هما سيرزقان بطفل، طفل سيجمع بينهما إلى آخر نفس بالحياة.

بمنزل إيما

كانت إيما تجلس بحضن بلاك الذي كان يمرر يده على شعرها و كلاهما يشاهدان التلفاز بهدوء و صمت و كأنهما وجدا ملجأهما أخيرا

يمكن أن تكون أمارا على حق، يمكن أن تكون ايما أنانية بعدم تخليها عن بلاك كما أرادت والدته، و لكن كيف ستفعل؟ هي تحبه لدرجة لو طلب روحها لن تسأله عن السبب و تتخلى عنها، كيف لها أن تتخلى عنه بعد أن وجدته؟

كانت تنظر له بعيون عاشقة، تتابع كيف كان شاردا بمشاهدة التلفاز بينما يطبع قبلة على شعرها بين الحين و الآخر بعفوية تامة لتتنهد بعمق قبل ان ترفع رأسها مقبلة شفتيه بخفة

" انت تشتتيني عن الفلم "

قال بلاك و هو مغمض العينين يتلذذ بطعم قبلتها فوق شفتيه ليشعر بها تطبع أخرى و لكنها كانت ملحة و أقوى من سابقتها و بدون أن يضيف أحدهم كلمة كانت متمددة على الأريكة و هو فوقها يبادلها كل قبلة بأخرى أقوى

" أحبك "

همست عندما افترقت شفاههم أخيرا ليضع جبينه على جبينها و هو يمرر يده على خدها بينما يجيبها بعمق

" و انا أيضا "

" لا تقل انا أيضا أشعر و كأنك تسايرني فقط، أخبرني بذلك فذلك يريح قلبي "

نظر لها بعيون تخبرها كل شيء ليجعل عيناها تقابل عينيه قبل أن يعيد بثقة و جدية

" و انا أحبك و سأحبك إلى الأبدية و ما بعدها"

ابتسمت و هي تعانقه مقربة إياه إليها و كأنها تريد أن تخبئه بداخل قلبها و لا تجعل أحدا قادرا على رؤيته ليتأوه بخفة مما جعلها تتركه متذكرة حالته

" أييي حبيبي اعتذر كنت متحمسة لمعانقتك "

" لاحظت ذلك، فقد كسرتي الضلوع السليمة بجسدي"

تحدث بلاك بسخرية و هو يعتدل بجلسته بينما يضع يده على ضلوعه المتألمة لتقلب الأخرى عيناها بملل على كلامه

عاد يتابع الفلم من جديد و هي لا تزال شاردة الذهن تفكر بما يجب عليها فعله لتسمع صوته الهادئ و هو يهمس لها دون إبعاد عيناه عن الشاشة

" ما بك؟"

نظرت له لتجده يشاهد التلفاز بتركيز جعلها تفكر للحظة واحدة عن كيفية شعوره بها لتقول بهدوء

" لا شيء "

" إذا ما الذي يشغل بالك ؟"

عضت شفتها و هي تتحرك من فوق قدميه جالسة بجانبه لتضع يدها على وجهه ثم جعلته ينظر لها لتقول بجدية

" هل تثق بي بلاك؟"

ضحك بسخرية و هو يستمع لما قالته لتكرر سؤالها

" أنا لا امزح بلاكي، هل تثق بي؟"

تنهد و هو يواجهها بجلسته ليضع يده على يديها ثم نظر لداخل عينيها قبل أن يقول بثقة

" اثق بك لدرجة لو أنك أشرت لشمس في وضح النهار على أنها قمر ساصدقك انت و اكذب عيناي"

كلامه البسيط زرع راحة بقلبها لتقترب منه مقبلة إياه بخفة قبل أن تلصق جبينها ضد خاصته و هي تهمس بجدية

" لنخفي علاقتنا لفترة "

" ماذا؟ لماذا ؟"

قال بسرعة و هو يضيق عينيه

" بلاك .."

" لا "

" بلاكي.. "

" لا تحاولي"

قاطعها و هو يعلم بأنها تحاول استمالته لترمش ببراءة مصطنعة قبل أن تقبل خده بعمق و هي تقول

" أرجوك بيبي فقط لفترة"

" لماذا ألست زوجتي؟ من ماذا تخشين ؟"

نظر لها ببرود و هو ينتظر منها أن تخبره عما حصل بالمشفى مع والدته و لكنها لم ترد اخباره بذلك الأمر و قررت جعله لنفسها لتقول

" لا شيء فقط أردت أن نستمتع لمدة لوحدنا "

ظل ينظر لها ببرود دون أن يجيب لتبادله النظرات قبل أن يعود لمشاهدة التلفاز دون اعطاءها اي إجابة واضحة

بمكتب سارة

دخلت سارة مكتبها صباحا و هي تشعر بإرهاق و تعب شديدين فهي لم تكن قادرة على النوم منذ أن علمت بقصة تيو. كانت تشعر بأنها خائنة، هي لم تحب تيو و لكنه كان صديقها و الآن هي تحب قاتله

وقفت سكرتيرتها عند رؤيتها و كانت على وشك قول شيء و لكن الأخرى تجاهلتها و هي تفتح باب مكتبها لتدخل.

توجهت نحو المكتب لتضع حقيبتها فوقه قبل أن تسمع صوتا تعرف صاحبه جيدا

" سارة "

استدارة بسرعة و هي تنظر بعدم تصديق نحو إيفان الذي كان يجلس على الاريكة و كان مظهره يوضح بأن حالته لم تكن احسن من خاصتها

" إيفان "

همست و كأنها لا تصدق وجوده بمكتبها ليقف من مكانه و هو يقترب منها بكل هدوء بينما عينيه تحمل حبا و ندما ليقف مقابلها مباشرة

" يجب أن نتحدث سارة "

ظلت تنظر له دون النطق بحرف واحد ليشعر إيفان بغصة بقلبه فهو غير معتاد على تصرفها هذا معه. ظلت ساكنة ليومئ برأسه بهدوء و هو ينظر لها و كأنه علم بأنها لا تريد التحدث معه ليبدأ بالتراجع مقررا الذهاب و اعطاءها مزيدا من الوقت و لكن لصدمته سمع صوتها الهادئ

" لنتحدث "

استدار ينظر لها بعيون مصدومة قبل أن يشير لها بالجلوس على الأريكة ليجلسا مقابل بعضهم البعض

" كيف حالك؟"

" هل سنتحدث عن حالي إيفان؟"

تحدثت سارة بسخرية جعلته يبلع ريقه ليمسح فوق وجهه قبل أن يتحدث

" سأخبرك بكل ما حصل و انت سيكون لك القرار الأخير "

ظلت صامتة و هي تنظر له ليبدأ بالتحدث بهدوء

أنا من قتلت تيو، لن أكذب أو أنفق الأمر "

نظر لها و كأنه يريد رؤية رد فعلها ليجدها هادئة و ثابتة بينما تنظر أمامها بهدوء ليضيف

" و لكن الأمر حدث أثناء مداهمة، لم يكن قصدي قتله أقسم لك، كان كل شيء سريع. "

تنهد إيفان من جديد و هو يشعر بالعجز بسبب رد فعل البارد هذا ليمرر يده على شعره بينما يكمل

" كانت مداهمة كأي مداهمة أخرى، اوقفنا الشحنة الخاصة بالأسلحة و كنا على وشك الخروج عندما بدأ إطلاق النار من كل ناحية "

نظر لها من جديد و لكنها لم تتحرك ليضيف

" كان تيو قد علم بأمر المداهمة لذلك غادر الزفاف قبل بدأه و حضر. كان رجاله بكل مكان و هو ما بسيارته، لم نلحظ وجوده حتى. بعد أن تصافينا و أخذنا بعض الرجال لتحقيق وضع شخص سلاحه برأسي و انا تصرفت بشكل غريزي، استدرت و أطلقت النار "

شعر بها تضغط على كف يدها بقوة ليعض شفته بقوة بندم قبل أن يكمل

" لم أكن أظن بأنه تيو حتى، أطلقت لأنه كان سيطلق قبلي. هو غدرني عندما أتى من الوراء و انا قمت بإنقاذ حياتي سارة. انا لن أعتذر عن إنقاذ حياتي و لكن اعتذر على كسر قلبك بدون قصد "

ظل ينظر لها لعلها ترفع رأسها و تنظر له، لعلها تفتح فمها و تتحدث و لكن لا شيء كانت جامدة ليضيف بهدوء و هو يقف من مكانه

" هذا ما حصل يومها سارة، أعلم بأنك تكرهينني الآن، و أعلم بأن إخفاء الأمر عنك كان خطأ و لكنني لم أكن مستعدا لخسارتك "

ضحك بسخرية بينما عيناه تمتلىء بالدموع ليقول مكملا

" و لكن على ما يبدو بأنني خسرتك، أريدك أن تعلمي فقط بأنني أحببتك كثيرا و سأحبك دائما حتى لو لم تعودي تحبيني سارة "

استدار ليغادر ليشعر بيدين تعانقاه من الخلف بقوة و جسد يرتجف

" لا ترحل إيفان، اتوسل إليك لا تتركني "

استدار ينظر لها بصدمة و عدم تصديق ليجدها تبكي بحرقة مما جعله يعانقها بقوة و هو يؤكد

" لن اتركك لن أفعل، و لكن هل انت متأكدة؟"

" ما حصل لم يكن خطأك، لم يكن خطأ أحد.. انا أحبك، لقد أحببتك دائما "

الارتقاء إلى مستوى الكمال، هذا كان شعور إيفان حاليا، المرأة التي يحبها صدقته حقا و لم تتخلى عنه، عانقها بقوة لتبدأ بالبكاء و هو يعتذر منها و يعدها بعدم تركها أبدا

مقر ماث

وقفت سيليا أمام مقر عمل ماث، بعد كل ما حصل فكرت بأنها كانت مخطئة لعدم ثقتها بماث و لذلك قررت أن تبدأ بخطوة الاعتذار فطفلتهم بحاجة كلا والديها

نظرت لكعكة الشوكولا بالفراولة التي بين يديها بابتسامة واسعة و هي تعدل شعرها الأشقر و فستانها الوردي قبل أن تتوجه ناحية مكتبه.

وقفت أمام باب مكتبه و هي تبتسم و قبل أن تطرق انتبهت لكون الباب كان نصف مغلق لتقرر الدخول و لكن صوتا من الداخل منعها.
نظرت من المساحة المفتوحة من الباب لتجد روز معانقة لماث و هي تقول بفرح

" إذا متى تريد أن نخبر الجميع عن قرار زواجنا حبيبي ؟"

خيبة أمل أخرى، جرح قلب جديد.. لقد خسرت ماث حقا، فكرت سيليا بحزن و هي تعود خطوة للخلف. لا يجب لها أن تحزن، لا يجب لها أن تبكي و اكيد لا يحق لها بأن تعاتبه، هي من لم تثق به و هي من تخلت عنه

نظرت للكعكة بين يديها بحزن عميق لتسقط دمعة يتيمة فوق الغلاف لتضعها أمام الباب و هي تعود ادراجها، ماث شخص طيب و يحق له أن يعيش حياته، لا يمكنها أن تمنعه.

عند ماث، قام بإزالة يدي روز من حوله و هو ينظر لها بعيون غريبة. تذكر بأنه بعد ما حصل بالمشفى و كيف كانت سيليا خائفة و هي تخبره بتهديد روز بأن هناك أمر غريب.

لذلك قام بالبحث عن ماض روز، فهو لم يعلم ما حصل معها منذ أن غادر الجامعة. و لمفاجئته اكتشف بأن روز قد دخلت مشفى المجانين لفترة سنة بعد أن علمت بأنها لا يمكن أن تنجب الأطفال و هذا كان سبب بداية صراعها مع زوجها فقد كانت تشك بأبسط الأمور.

قرر بأنه يجب عليه أن يحمي سيليا و طفلته فروز تبدو كشخص مريض ليس كشخص متعافى، و عندما طلبها لمكتبه اليوم اتت تتحدث عن الزواج و هذا ما جعل شكه يقينا.

تحدث مع مشفى في فرنسا و قرر أخذها إلى هناك لكي تتعالج لذلك كان يفطر بكيفية اقناعها و يبدو أنه سيستغل ما قالته حالا

" سنخبرهم عزيزتي، و لكن أريد أن نسافر إلى فرنسا لكي نتزوج هناك ما رأيك؟"

ضحكت بجنون و هي تنظر له لتقول

" باريس مدينة العشاق ،تريد أن نتزوج هناك أليس كذلك؟ كنت أعلم بأنك تحبني عزيزي "

ظل ينظر لها بصدمة و هو غير مصدق بأن فتاة مثلها قد تكون مريضة فهي كانت تبدو طبيعية حقا

" سنعود لنأخذ طفلتنا كذلك، سنكون عائلة مثالية "

شهق ماث عن سماعه لذكر ابنته، تريد أخذ ابنته من والدتها، هذا شيء لن يسمح بحصوله أبدا

" سنسافر أولا و بعدها نرى بشأن ذلك "

بشركة روجر

مر أسبوع هادىء، عاد بلاك بعد يومين من اختفاءه و ذلك بعد طرد ايما له من منزلها حرفيا. سارة و إيفان عادت علاقتهم لمكانها الصحيح، ايمي كانت لا تزال تتجاهل مكالمات سيب و بدأت العمل حيث لم يكن أحد قادرا على اخبار سيب بذلك الأمر. سيليا كانت تقضي وقتها بالتجهيز لقدوم ابنتها، بعد أن علمت بأن ماث قد سافر مع روز. بيلا لم تعد الى القصر بالرغم من تهديد مارك لها.

اوقف بلاك سيارته أمام الشركة و توجه بهدوء فأخيرا ها هو يعود لعمله و فجأة سمع صوتا يناديه

" عم بلاك "

استدار بلاك ينظر لديف الذي أسرع نحو بلاك و هو يفتح يديه له ليحمله بلاك و هو يقول بسخرية

" كلاي جونيور ما الذي تفعله هنا؟"

ضرب ديف يده على جبينه ليقول بجدية طفولية

" اسمي ديفد كلاي دوستوفيسكي و ليس كلاي جونيور لماذا انت و ابي مصيرين على مناداتي بهذا اللقب؟"

قلب بلاك عينيه بعدم اهتمام و هو يمرر يده على شعره على ديف قبل ان يجيبه بسخرية

" بسبب لسانك هذا انت نسخة مصغرة من والدك "

تمتم بلاك تحت أنفاسه دون أن يسمعه أحد

" نشكر الله انك لم تأخذ شيءا من والدتك "

نظر بلاك نحو ميرا التي تحمل حقيبة ديف المدرسية ليقول بعدم فهم

" لماذا حضرت إلى الشركة؟"

" أتيت مع ميرا خاصتنا لكي أتحدث مع والدي بموضوع مهم "

مرر بلاك نظره على ميرا التي احمر وجهها و هي تنظر له بخوف بسبب نظراته الباردة ليقول بلاك بعدم فهم

" ميرا خاصتنا؟"

" لا لا لا، هي ميرا خاصتي انا و والدي فقط.. انت لديك الخالة ايما "

ضحك بلاك بقوة و هو يتوجه الى داخل الشركة مع ديف الذي لا يزال يحمله قبل أن يسأله

" كيف عرفت بأن إيما خاصتي ؟"

" هي أخبرتني سابقا بأن وغد روجر الوسيم يكون خاصتها، و بما أنك وغد روجر الوسيم اذا انت خاصتها "

" ديف.. يا إلهي "

صرخت ميرا بعدم تصديق و هي تستمع لما يقوله ديف ليومئ بلاك بجدية متجاهلا ميرا و هو يقول

" أتوقع بأن كلامك منطقي "

" أعلم "

اومئ الصغير بثقة قبل أن يتوجهوا جميعا لمكتب كلاي، حيث وجد بلاك زوجته و كلاي مع بعض كعادتهم

" و ها انتِ هنا من جديد "

قال بلاك بسخرية مشيرا لزوجته قبل أن يضع ديف الذي أسرع نحو والده، لتضحك إيما و هي تنظر نحو ميرا التي كانت نظراتها تدل على غضبها و غيرتها لتبتسم بشقاوة و هي تقول

" ما بك بلاك؟ تعلم بأنني أحب كلاي و لا أستطيع الابتعاد عنه "

ضحك كلاي بسخرية و هو ينظر لصديقه الذي كان يحرك رأسه يمينا و يسارا مع صوت طرطقة عنقه ليقول

" بلاك المؤنث، أخبرك من جديد لدي طفل أريد الاعتناء به "

" تعالي إلى هنا "

قال بلاك بنبرة امرة جعلت ايما ترفع حاجبها ببرود و هي تنظر له بعيون و كأنها تقول هل تتحدث بجدية ليقول كلاي عندما لاحظ ميرا

" اوه ميرا انت هنا أيضا "

" أجل "

قالت بنبرة تدل على غضبها جعلت الثلاثة ينظرون ناحيتها ليرفع كلاي حاجبيه كحال بلاك و كأنهم استوعبوا سبب ما قامت به ايما

" هيا بيبي لنذهب نحن "

مد بلاك يده نحو ايما التي ابتسمت و هي تتوجه له مقبلة إياه بخفة فوق شفتيه ليقول كلاي و هو يغمض عيني طفله

" تحكمي بنفسك يا امرأة هناك طفل بالغرفة "

توجه بلاك إلى الخارج مع إيما بينما كانت ميرا تركس بعدم تصديق لتسمع صوت ديف الصغير

" أبي حبيبي "

" هيا أخبرني مباشرة بما تريد "

قال كلاي و هو يمسح على شعر طفله بعد أن علم بأنه يريد شيءا

" هناك مسابقة بالمدرسة و أريد أن اشارك بها "

نظر كلاي لطفله بعدم فهم و هو يقول بسخرية

" لم اعرفك ديفي، منذ متى تستشيرني بشيء كهذا ؟"

" بالحقيقة المسابقة تسمى بمسابقة العائلات و أريد أن نشارك كلنا كعائلة "

" كلنا؟"

" أنا، انت و ميرا.. عائلتنا الصغيرة "

قال ديف بفرح ليرفع كلاي نظره نحن ميرا التي كانت تفتح فمها بصدمة مما جعله يعلم بأن لا فكرة لها عن الأمر ليقول بمكر

" اوافق و لكن يجب أن نسأل ميرا، ما رأيك ميرا؟"

نظر لها الاثنين مباشرة، كانت نظرات ديف متوسلة على عكس نظرات كلاي الماكرة لتقول بتاتاة

" أنا.. بالحقيقة... "

أسرع ديف نحو ميرا و أمسك بيدها بينما يقول بنبرة متوسلة و دموع بعينيه

" أرجوك ميرا.. أرجوك ..من أجلي "

رمشت بعينيها عدة مرات و هي تومىء فلا أحد قادر على رفض طلب ديف خصوصا بحالته هاته

بمكتب بلاك

دخل بلاك و هو لا يزال يضعه على خصر ايما و كأنها ستهرب اذا أبعد يده، ليضع انفه بعنقها و هو يقبلها ثم استنشق رائحتها كعادته قبل أن يقول

" اللعنة ما هذا ؟"

ابتعدت ايما عنه قليلا و هي تنظر له بعدم فهم

" ماذا هناك؟"

" أقتربي "

" ماذا هناك بلاك؟"

قالت و هي تقترب منه مجددا و لكن بحذر ليضع رأسه في عنقها و هو يتنفسها ليقول بعصبية

" لماذا غيرت عطرك؟"

" ما اللعنة ؟"

قالت بجمود ثم نظرت له بعدم تصديق فرفع حاجبه و هو ينظر لها منتظرا إجابتها لتقول بهدوء

" لم اغير عطري"

" ايما انا أتحدث عن غسول الاستحمام "

فتحت عيناها بصدمة و هي تستمع لما قاله لتسأله بصدمة

" انت.. هذا.. هل تراقبني يا رجل؟"

تحدث بغرور و هو يقبل خدها

" بيبي انا أستطيع معرفة كل صغيرة و كبيرة بك، و أنا أعلم بأنك قد غيرت غسولك الاستحمام لأن هذا ليس برائحة الورود و العسل كما اعتادت رائحتك أن تكون"

رمشت بعدم تصديق و هي تتحدث بجدية

" انت حقا تعرف غسول استحمامي "

" أكيد ألم تلاحظي بأنني دائما ما ادفن وجهي بعنقك؟ "

" اوه ..."

" أجل اوه. لم أحب هاته الرائحة غيريه "

رمشت بعينيها مجددا و هي تدفعه لتتوجه للكرسي بينما تتمتم

" انت مجنون"

دق الباب و أعلنت السكرتيرة عن بداية الاجتماع ليومئ بلاك بهدوء و هو يقول لايما

" سنناقش جنوني فيما بعد "

" هل اذهب معك؟"

قالت إيما و هي تقف من مكانها لينظر لها بلاك بعدم تصديق و هو يشير لها رافضا. زفرت بغضب و هي تلحق به لتراه يدخل قاعة الاجتماعات التي كانت جدرانها عبارة عن زجاج لتجلس بجانب سكرتيرته دون إبعاد عيناها عن القاعة

خرج كلاي من مكتبه بعد أن ترك ديف مع ميرا ليجد ايما تجلس على الكرسي و عيناها كالصقر تراقب قاعة الاجتماعات ليقول بسخرية

" بلاك المؤنث هل أصبح عملك حراسة الآن؟"

بداخل الاجتماع، كان الأشخاص عبارة عن رجال ما عدى وجود امرأة واحدة، و التي ظلت تحوم حول بلاك لتقول ايما بغضب

" هل ادخل و أخذها من شعرها ؟"

ضحك كلاي بسخرية و هو يشير لها بالنفي قبل أن يتحدث

" لا داع لكل هذا، سأدخل الاجتماع الآن و أخبرك بما حصل بعد خروجي "

بعد مرور ساعتين، انتهى الاجتماع أخيرا و خرج الجميع لتقف ايما من مكانها و هي تشاهد الأشخاص يتحدثون مع بلاك و يصافحونه.

توجهت إيما لتقف أمام بلاك عندما لاحظت بأنه سيذهب إلى الخارج معهم

" إلى أين؟"

" الغداء"

تحدث بلاك بهدوء و هو يحاول كبت ضحكته فقد كانت غاضبة و ظلت تراقبه لمدة ساعتين

" حقا؟؟ و كأنك تحترم أوقات الأكل؟"

ضحك بقوة و هو يستشعر غيرتها ليقترب منها و هو ينحني قليلا ليصل وجهه مقابل خاصتها مباشرة ليقول بمكر

" اشم رائحة غيرة"

" انا أغار من تلك الدمية المصطنعة تحلم بيبي انظر لي جيدا "

قالت إيما و هي تشير لنفسها ليمرر نظره صعودا و نزولا على جسدها و هو يعض شفتيه السفلية بهدوء قبل أن يتحدث

" انظر ذاتا لا داع لاخباري "

غمزها لتحرك رأسها بعدم تصديق لتنادي تلك المرأة بلاك من الخلف مما جعل ايما تعض شفتها السفلية بكل قوة محاولة منع عضبها ليبتسم بلاك و هو يضع يده على ذقنها مبعدا بابهامه شفتها من بين أسنانها ليقول بينما عينيه على شفتيها

" اظنني شبعت "

" ما..."

و قبل أن تتحدث قبلها بقوة لترمش بعدم تصديق فهو يقبلها بأي مكان دون اهتمام، بعد أن ابتعد عنها غمزها و ذهب لتنظر حولها و لكن لا أحد اللعنة بالمكان، كم كان سيكون جيد لو ان تلك المصطنعة رأت ذلك فكرت بسخط

كان كلاي يخرج من القاعة لتمسكه إيما من كتفه و هي تسحبه خلفها ليقول بسخرية و هو يضرب يدها و كأنه يضرب يد ابنه ليتركه

" اللعنة لدي سمعة أحتاج الحفاظ عليها احترميني يا فتاة"

أدخلته مكتب بلاك و أغلقت الباب لتنظر له بغضب فرفع حاجبا و هو يقول بسخرية

" اذا ماذا فعل بلاك؟"

"من تلك المصطنعة؟"

ابتسم كلاي باتساع و صار يتحدث و يخبرها قصصا لا حقيقة لها على أن بلاك و تلك المرأة يعرفون بعضهم من قبل لتنفجر بالغضب

بمكتب كلاي

بعد أن ترك ايما تغلي مكانها دون أن يخبرها بأن بلاك ذهب مع الاعضاء لغذاء عمل فقط، دخل مكتبه ليجد ميرا تلاعب ديف مما جعله يقف للحظة ينظر لهما

" أبي لقد عدت "

رفعت ميرا رأسها و الابتسامة لا تزال فوق شفتيها لتنظر نحو كلاي الذي بادلها الابتسامة

" هيا لنذهب إلى الغذاء "

قال كلاي و هو يمسك بيد ديف فاقتربت منهم ميرا ليتوجه ثلاثتهم خارج مكتب كلاي. فجأة توقف ديف و هو يخبرهم بأنه قد نسي لعبته و سيعود لاحضارها ليسرع إلى الداخل دون الاستماع الى مبىا التي أخبرته بأنها ستذهب لاحضارها

" إذا سنكون عائلة؟"

قال كلاي بمكر و هو ينظر لها ببراءة لتفتح الأخرى عيناها بصدمة و هي تقول

" ماذا؟ ماذا؟"

" أتحدث عن المسابقة عزيزتي "

أحمر وجه ميرا كليا فهي قد ظنت شيءا آخر ليقترب منها كلاي مبعدا اي مسافة تفرقهم قبل أن يتحدث بهمس أمام شفتيها

" ما الذي ظننته ميرا؟"

ظلت تنظر لعينيه بهيام فقد وقعت بحبه منذ أن بدأت العمل لديه أول مرة و لكنه لم يلحظ وجودها سوى الآن

" أنا.. انا.."

" انت.. انت.."

كرر كلاي و هو يضع شفتيه فوق خاصتها و قبل أن يقبلها سمع كلاهما صوتا من الخلف

" هذه شركة محترمة "

ضحك كلاي بسخرية و هو يستدير ناظرا نحو كلوديا التي كانت تتابع ميرا بحقد ليجيبها باستهزاء

" حقا؟ بعد رؤيتك هنا لا أظن بأنها كذلك"

أحمر وجه كلوديا غصبا عندما اهانها كلاي بوجود تلك التي تقف بجانبه لتقترب منه و هي تقول بجدية

" انت تحبني كلاي، انت فقط غاضب لأنني تركتك و رحلت "

شهقت ميرا و هي تضع يدها على فمها بصدمة بعد أن استوعبت بأن من تقف أمامهما تكون زوجة كلاي ليضحك كلاي بصوت أعلى و هو ينزل يد كلوديا التي وضعتها على كتفه

" ألا تظنين بأنك واثقة من نفسك أكثر من اللازم؟ ام لأن بلاك رفضك قررت أن تجربي حظك معي؟"

كانت كلوديا على وشك التحدث و لكن صوت ديف الصغير منعهم و هو يقول

" أمي "

تصنم جسد كلاي كليا و هو يشاهد ابنه الصغير، بينما نظرت كلوديا لكلاي بانتصار و لميرا المنصدمة بتعال لتفتح يدها لديف الذي تجاوزها و هو يسرع معانقا ميرا بينما يقول بحزن

" أمي لا أجد لعبتي "

هذا اخر شيء كان يمكن لكلاي أن يتوقعه، ابنه ينادي ميرا أمي جعله ينصدم و لكنه جاء بوقته فقرر ان يقلب الطاولة على كلوديا

" سنشتري لك غيرها عزيزي "

وقفت كلوديا من الأرض و هي تنظر نحو ميرا و ديف الذي يعانقها بحقد لتستدير نحو كلاي قائلة بغضب

" كيف تسمح له بأن ينادي عاهرتك بأمي "

امسكها كلاي من ذراعها و قربها ناحيته بقوة بينما يقول من بين أسنانه المبشورة بغضب

" تعلمين بأن قرار الموت بحقك لا يزال ساريا، لا تلعبي هذه اللعبة معي، رصاصة واحدة برأسك و انتهي "

اصفر وجه كلوديا كليا لينفض كلاي يده من ذراعها و هو يضع يده على خصر ميرا المصدومة بسبب كل ما يحصل ليقول بجدية و هو ينظر لعيناها

" ميرا نيتشي تكون خطيبتي و زوجتي المستقبلية "

فتحت ميرا فمها لتتحدث و لكنه قاطعها بقبلة قوية خطفت أنفاسها كما حركت و لأول مرة شيءا غريبا بقلب كلاي ليبدأ ديف التصفيق بمرح و فرح دون أن يهتم اي أحد لتلك التي أسرعت مغادرة

بالمشفى

مر اليوم على ايما طويل، فبلاك غادر حقا إلى الغداء دون أن يخبرها بشيء، أما كلام كلاي فكان يدور برأسها.
نظرت نحو بيلا التي كانت تجلس بمكتبها بالمشفى و هي تعمل

" هل أسأله عن تلك العاهرة؟ هل تظنين بأنها صاحبة القلادة؟"

قلبت بيلا عيناها و هي تجيبها بملل

" للمرة الالف أخبرك أجل، اذهبي و اساليه "

" و ماذا لو أكد وجود ماض لهما معا؟"

" كوني إيما خوسيه و اريه جنونك حلوتي "

أومأت إيما برأسها و هي تشرب كأسا آخر لتقول بيلا بسخرية

" هل تعلمين بأن هذا مشفى و لا يسمح بإدخال المشروبات ؟"

رفعت ايما كتفيها بعدم اهتمام و هي تقول بسرعة

" يجب أن اضبط أعصابي قبل الذهاب إليه "

بعد مدة وقفت من مكانها و هي تضع يدها على رأسها لتقول بيلا بقلق

" أظنك قد سكرت حقا "

" أنا بخير "

نفت ايما و هي تغادر دون اهتمام لبيلا التي تناديها، لتتوجه نحو سيارة اجرة و عوضا عم الذهاب إلى منزلها ذهبت الى قصر روجر

فتح الحرس البوابة ما أن لاحظوا وجود إيما بالسيارة لتنزل بترنح و بدأت تنظر حولها بعدم فهم و هي تقول

" من الغبي الذي احضرني إلى هنا؟"

فجأة كانت و كأنها تذكرت ما حصل صباحا لتبدأ بالصراخ

" بلاك لعين روجر انزل إلى هنا "

لا إجابة لترمي حقيبتها أرضا و هي تكرر غير مهتمة بالحرس الذين فتحوا أعينهم بصدمة

" اين انت؟ كن رجلا و واجهني "

" ما حالتك هاته؟"

سمعت صوتا باردا بجانبها لتجد بلاك بملابسه المنزلية يضع كلتا يديه بجيبه و هو ينظر لها بحاجب مرتفع

" اوه انت هنا"

نظرت لتجده ينظر لها باستغراب و هو يكرر ببرود

" ما حالتك هاته؟"

" ما بها حالتي فاتنة كالعادة ألست كذلك؟"

قالت و هي تدور حول نفسها و كانت على وشك السقوط ليمسك بها بسرعة و هو يهمهم

" مممم "

" ممم ماذا؟ أكره هاته الكلمة؟"

تجاهل بلاك كلامها و هو يحاول جعلها تقف باتزان بينما يكرر

" اذا ما خطبك ؟"

" خطبي انك كنت تبتسم لتلك العاهرة "

قالت بغضب و هي تشير ناحيته ليعقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو يحاول التذكر

" اي عاهرة مجددا ؟"

" تلك التي كانت باجتماع اليوم "

" تغارين بيبي "

تحدث بلاك بمكر و هو يقربها منه لتضحك و هي تنفي برأسها قائلة

" أغار؟ من انا؟ مستحيل"

" و لكن لا داع للكذب لقد كانت فاتنة "

تحدث بلاك و كأنه يفكر لتمسكه من تلابيب قميصه و هي تقربه منها غاضبة

" ساقتلع عيناك تلك و اضعها بيدك "

" لا، لا تغارين انا متاكد "

و قبل أن تتحدث بدأت تشعر بالتعب لتسقط بين يديه فحملها و هو يقول بجدية

" سأتركك تنامين اليوم و غدا سنرى بشأن المشروب"

همهمت و هي تدفن وجهها بعنقه.

بالصباح

استيقظت ايما بسبب هاتفها لتشعر بيدين تحضنان جسدها فوجدت بلاك النائم متشبة بها بقوة لتجيب بسرعة لكي لا يستيقظ

" أين أنت إيما؟"

" بالمنزل "

ضحكت بيلا بقوة قبل أن تقول بغضب

" أنا عند باب منزلك "

" أقصد منزل روجر "

" اوه، إذا صالحك "

قالت بيلا بمكر لتقلب ايما عيناها على تفكير ابنة خالتها المنحرف لتقول بسرعة

" البارحة اعطيت سائق سيارة الأجرة عنوان بلاك عوضا عن عنوان منزلي "

" كان واضح من حالتك عزيزتي "

قالت بيلا بسخرية، أبعدت ايما يدي بلاك و هي تنهض من السرير بهدوء لترتدي حذائها بينما تقول

" خذيني من أمام الشارع الرئيسي لقصر روجر سأخرج حالا "

" حسنا سأكون هناك حالا "

أغلقت بيلا لتعدل ايما حالتها و هي تقترب من بلاك النائم مقبلة إياه بخفة قبل أن تغادر و هي تدعو بأن لا تلتقي بأي أحد و لكن دعواتها لم تستجب و هي تنظر ناحية دارك الذي يشرب قهوته باكرا

" ايما "

همس دارك لتنظر له بخجل قبل أن تتحدث

" لا تخبر أحدا بأنك قد رأيتني "

" هل.."

حاول التحدث و لكنها قاطعته قائلة بسرعة

" كل ما في الأمر اسرفت بالمشروب البارحة و عوضا عن الذهاب لمنزلي أتيت الى هنا "

" بشأن أمارا.."

" ما حصل قد حصل "

قالت لتسمع صوت خطوات فأسرعت للخروج دون النظر خلفها.

" أبي؟"

همس بلاك و هو يمسح على وجهه فقد تحرك بالسرير و لم يجد إيما

" هل تريد شيءا؟"

سأله دارك بهدوء ليس و كأنه قد لمح ايما تتسلل قبل قليل ليقول بلاك ببرود كعادته

" لا شيء "

شتم بلاك تحت أنفاسه فقد وافق على فكرة ايما الغبية بألا يخبرا أحدا عن علاقتهم

كان الجميع مجتمع على طاولة الإفطار ليقول كاي بجدية

" اليوم عرسنا انا و ايري "

نظر الجميع ناحيته ليضحك كريس بسخرية و هو يجيبه

" اشكرك عزيزي لاخبارنا.. هل جننت يا ولد؟"

" كاي حبيبي "

صرخت ايريس و هي تعانقه بقوة غير مهتمة لوالدها ليقول كاي مجددا و هو يعانقها بقوة

" قررت اخباركم لأن العرس سيقام بالقصر لذلك فقط "

" جن الولد "

تمتم كريس بسخط ليضحك كيفن بسخرية و هو يجيبه

" عزيزي كريس تحكم بنفسك، فليتزوجوا الآن أحسن من حضور طفلهم حفل زفافهم "

" هل انت حامل؟"

صرخ الجميع موجهين نظرهم ناحية أيريس التي نظرت لكيفن بعدم تصديق و هي تقول

" لا، اخبرتكم من قبل بأنني .. "

" لا لا لا داعي لتفاصيل "

اوقفها مارك و هو ينفي برأسه لتقلب الأخرى عيناها بملل

بالنسبة لبلاك، بعد أن استيقظ توجه مباشرة ناحية منزل إيما و لكنه لم يجدها فذهب إلى كلاي الذي اتصل به
كانت إيما و بيلا تتسوقان فهذا شيء لابد منه كل شهر لتقول بيلا و هي ترفع فستان نوم مثير لايما

" ما رأيك عزيزتي؟"

" رأيي ان مارك سيجن "

" هذا المطلوب "

ضحكت الفتاتان و اكملا تسوقهم ثم غادرت ايما لمنزلها.
دخلت إيما لتجد رسالة صغيرة على الطاولة

' سأذهب إلى كلاي '

غيرت ثيابها و توجهت ناحية منزل كلاي، لتجد كلاهما بصالة الملاكمة. لم ينتبه لها تي منهما ليوجه كلاي ضربت ناحية وجه بلاك لتصرخ ايما

" ليس وجهه أيها الوغد "

توقف الاثنان عما كانا يقومان به ليجداها تدخل الحلبة و هي تقترب من بلاك لتسمك وجهه بين يديها و هي تتفحصه

" هو لا يزال مريضا لماذا ضربته ؟"

نظرت ناحية كلاي بغضب ليقلب عينيه و هو يزيل قفاز الملاكمة ليشير لوجهه

" لا اظنه مريضا "

" بيبي انت بخير؟ "

ابتسم بلاك و هو يقبلها بقوة ليصرخ كلاي خلفهم و هو يرمي قفازاته ناحيتهم

" جدا غرفة لعينة "

" ما دخلك ؟"

قالت إيما و هي تمرر يدها على صدر بلاك تريد التأكد من أن إصابته لم تتأذى و لكن الآخر شتم بهمس و هو يشعر بشيء آخر لا علاقة له بالألم

" بيبي ليس هنا "

وضع كلاي يده على عينيه و هو يقول بدرامية

" عيني البريئة ستتلوث بسببكما "

" صدقتك "

سخر بلاك و هو يزيل قفازاته قبل أن يمسك يد زوجته و يغادران إلى منزلها، و بدون أن تتحدث شعرت به يرفعها ما أن دخلا المنزل و هو يتحرك إلى غرفتها لتضحك بقوة و هي تقول

" ما الذي تفعله؟"

" اعاقبك على مشروب البارحة "

ضحكت و هي تقربه منها لتقبله بقوة و كأنها تخبره بموافقتها على العقاب

بمنزل كلاي

بعد أن استحم توجه ليجلس بالصالة و هو يحمل حاسوبه الشخصي ليدخل والده الغاضب

" ماذا هناك؟"

تحدث كلاي و هو ينظر ناحية والده فقد كان غاضبا للغاية ليقول ايغور

" العاهرة رفعت دعوة حضانة "

" ماذا ؟"

صرخ كلاي و هو يقف من مكانه ليمسك الورقة التي بين يدي والده و يقرأها

" ساقتلها "

صرخ كلاي ليمسكه والده و هو يقول بجدية

" هناك شخص ما خلفها "

تذكر كلاي كلام بلاك سابقا و اخبر والده بكل شيء ليقول ايغور بجدية

" لا يمكننا القيام بشيء فهذه ليست ارضنا لا تنسى، و لكن ما دامت تريد ديف فهذا يعني بأن من وراءها يريدونه، لا تنسى بأنه سيكون الوريث من بعدك "

" ماذا سنفعل؟"

صرخ كلاي و هو يضرب الطاولة بقدمه لتسرع لهم ميرا و هي تقول بخوف

" ما الأمر؟"

نظر الاثنين نحو ميرا و نظرا لبعضهم البعض و كأنهما قد فكرا بنفس الشيء

بمنزل إيما

كانت إيما ترتدي قميص بلاك و هي تجلس على بطنه و قدميها حوله بينما تمرر يداها على وشم اسمها بفخر

" بلاكي "

" حياته "

همس و هو يمرر يده على فخذيها العاريين لتقول بفضول قد قتلها

" لماذا لديك قلادة م.د بخزانتك؟"

" مممم لأنها ذكرى جيدة لي "

" ممم ذكرى من العاهرة التي ساعدتك، هل هي نفسها تلك المصطنعة؟ هل لذلك ذهبت للغداء معها و تركتني؟ "

قالت بغضب و هي تضرب صدره العار ليضحك بقوة جعلتها تغضب أكثر

" لماذا تضحك؟"

" انت اول شخص يلقب نفسه بعاهرة "

" ماذا؟ كيف؟"

قالت بعدم فهم ليعتدل قليلا و هو يتكئ على حافة السرير بينما هي لا تزال بحضنه ليقول

" تلك قلادتك، أو لنقول قلادتك السابقة "

" لا ليست لي "

نفت ايما بعناد جعله يقلب عينيه ليضع يده على فمها و هو يقول

" م.د اختصار لماريانا دوفار، بالحقيقة لم أفهم سبب الاختصار سابقا و لكن بعد أن عرفت قصة والدتك كان الأمر واضحا "

ازالت ايما يده و هي تقول بعدم تصديق

"هل تتحدث بجدية؟"

فلاش باك

بعد ان قام جون باختطاف بلاك و كلاي و موت ايثان، قام بتعذيبهم لستة أشهر حيث أن كلاي تم تدريبه على استعمال المرح أثناء التعذيب لافقادهم عقلهم على عكس بلاك الذي تم تدريبه على البرود. و لكن نظرا لكونهم أطفالا فقد تأذوا بسبب التعذيب نفسيا و جسديا خصوصا بعد موت ايثان أمام اعينهم

بيوم كانت ايما الصغيرةالفضولية قد ركبت سيارة عمها جون نظرا لكون والدها منعها من الذهاب إلى الرحلة المدرسية. و بدون أن ينتبه جون ادخلها بسيارته الى المزرعة حيث بلاك و كلاي.

غادرت ايما السيارة بعد أن شعرت بمغادرة عمها و كانت تتحرك بالمكان لاستكشافه هناك عثرت على غرفة بالقبو و قد كانت مفتوحة جزئيا

" من أنت؟ ما الذي تفعله هنا ؟"

سمع بلاك صوت فتاة رقيق جعله يرفع رأسه بتعب و هو يفتح عينيه محاولا معرفة من يتحدث ليجد فتاة بعمر السابعة أو الثامنة تقف أمامه بفستانها الأزرق الفاتح و شعرها المفرود على كتفها بينما تنظر لجسده المعلق بنظرات مشوشة رغم خوفها ليقول بصعوبة

" كيف دخلت إلى هنا؟"

استدارت تنظر نحو الباب لتشير له و هي تقول بملل و كأن الأمر بسيط لا يحتاج الى الكثير من التفكير

" من الباب طبعا، ما الذي تفعله فوق؟"

" يجب أن تغادري سريعا، كيف وصلت إلى هنا اصلا؟"

رفعت الفتاة كتفيها بعدم اهتمام و هي تحمل كرسيا من جانب الغرفة بينما تتوجه نحوه من جديد و هي تجيب بملل

" ركبت سيارة عمي دون أن ينتبه "

حاولت فتح ربطت يديه ليرفع رأسه و ينظر لها بعدم فهم و هو يسألها

" ما الذي تفعلينه؟"

" أساعدك "

رمش بعينيه بصدمة ليشعر بعقدة يده تفتح حقا ليسقط جسده أرضا مما جعل الطفلة تضع يدها على فمها و هي تنزل من الكرسي مسرعة نحوه

" هل انت بخير؟"

مسح على يديه اللتان كانتا بحالة خدر و هو يومىء برأسه قبل أن يتحدث

" أشكرك حقا "

ابتسمت بعيون لامعة ليبادلها الابتسامة قبل أن يسرع نحو الشخص الثاني المعلق و الذي كان غائبا عن الوعي ليفتح يده و هو يضرب على وجهه

" كلاي استيقظ.. هيا سنخرج من هنا "

" أنا لا أستطيع.. أذهب لوحدك "

فتح بلاك عقدة يدي كلاي و اسنده عليه قبل أن يتحدث بجدية

" مع بعض، سنذهب مع بعض "

نظر نحو الفتاة التي كانت لا تزال تنظر لهم ليسمع ثلاثتهم صوت خطوات لتقول بسرعة و هي تغادر

" غادروا انا سأبحث عن عمي، هو سيساعدني "

كانت على وشك الخروج لتسمع نداء الولد من خلفها و هو يقول

" ما اسمك؟"

ابتسمت و هي تنظر له لتقول بمرح

" ايما و انت "

" بلاك "

" بلاك، جميل أحببته "

قالت مبتسمة قبل أن تسمع خطوات جديدة لتسرع إلى الخارج غير منتبهة لقلادتها التي سقطت ليحملها بلاك و يضعها بجيبه قبل أن يسند كلاي عليه و

عندما كانت بالخارج صادفت جون الذي انصدم و شحب وجهه عند رؤيتها ليقول بخوف

" أميرتي ما الذي تفعلينه هنا؟"

" أخبرتني بأنك ستأخذني إلى الرحلة لذلك ركبت سيارتك "

قالت إيما بهدوء ليحملها جون و هو يغادر بسرعة من المكان. عندما عاد وجد بأن بلاك و كلاي قد هربا بعد أن قتلا الحرس الذي كان هناك بدون رحمة و بطريقة متوحشة

انتهاء الفلاش باك

ضحكت إيما بسخرية على نفسها لأنها غارت من نفسها و هي تقول

" لا أتذكر بالتفصيل و لكنني كنت أظن الأمر حلما"

قبل بلاك يدها و هو ينظر لعيناها ليقول بجدية

" لولاك و لولا فضولك لما غادرنا انا و كلاي ذلك المكان "

اقتربت منه مقبلة إياه بخفة قبل أن تتحدث بمكر

" يجب عليك شكري بيبي، انا فارسة أحلامك "

" حقا؟"

" حقا"

قالت بجدية و هي تعيد شعرها للخلف فبدأ يدغدغها و هي تضحك لتهرب منه و هو يلحقها كانا يضحكان بصخب ليقاطعهم صوت هاتف بلاك

" نعم "

أجاب ببرود و هو يغمزها ليسمع صوت كريس يخبره بسرعة

" كاي المجنون سيقيم عرسه مع ايري اليوم مساءا بالقصر، لا تتأخر "

أغلق كريس بدون أن يمنحه وقتا ليجيب و قبل أن تسأله ايما عما يحصل كان هاتفها يرن لينظر كلاهما إلى اسم كريس على الشاشة

" كريسي؟"

قلب بلاك عينيه لتشير له بالصمت و هي تسمع كريس يقول

" آه جميلتي، اليوم عرس كاي و ايري بالقصر هذا المساء لا تتأخري "

" و لكن.."

أغلق دون أن يستمع لما ستقوله لينظر لها بلاك بهدوء بينما هي عضت شفتها و هي تفكر برد فعل أمارا 

كان القصر مزين بطريقة خيالية احتفالا بزفاف ايريس و كاي. كان الجميع يقف و هم يشاهدون مراسم الزفاف التي بدأت

" سيد كيفن رودريغز هل تقبل بالانسة ايريس روجر زوجة لك في السراء و الضراء و تحميها بحبك إلى آخر يوم بحياتكما، لتحترمها و تثق بها بإخلاص مهما حدث بينكما"

" اللعنة علي إن لم أقبل"

صرخ و انفجر الجميع ضاحكا لتحمر ايريس بينما ضرب مارك كتف كاي الذي حمحم و هو يصحح

" اللعنة لم اقصد ذلك"

" إنه غبي "

قال دارك من الخلف و انفجر الجميع ضاحكا من جديد على توتر كاي الغير طبيعي ليحمحم و هو يأكد

" أقبل طبعا أقبل الآن و البارحة و غدا و إلى آخر يوم بحياتي أقبل "

صفق الجميع لكلامه لتقترب ايريس مقبلة إياه ليسمع كلاهما حمحمت كاتب العدل فابتعدا عن بعض

" انسة ايريس روجر هل تقبلين بالسيد سيد كيفن رودريغز زوجا لك في السراء و الضراء و تحميه بحبك إلى آخر يوم بحياتكما، لتحترميه و تثقي به بإخلاص مهما حدث بينكما"

"أقبل اكيد "

قالت ايريس من بين دموعها، وضعوا الخواتم و بعدها أعلن كاتب العدل

" من خلال السلطة المخولة إلي اعلنكما زوجا و زوجة يمكنك .."

و قبل أن يختم كلامه جذب كاي ايريس له مقبلا إياها بجرأة غير عابىء للجميع ليسمع تصفيق و صفير من الخلف ابتعدا ليضحك بقوة و هو يعانق ايريس و يقول

" سيداتي و سادتي"

نظر له الجميع باستغراب لينظر كاي نحو كريس بمكر و هو يشير له

" و كريستيان روجر تحديدا "

قلب كريس عينيه ليكمل كاي بفخر

" اقدم لكم ايريس كيفن رودريغز زوجتي أنا "

ضحك و هو يعيد تقبيلها ليضحك الباقي على إعلانه الذي قام به عن عمد ليزعج كريس فقط، ابتعدت ايري عنه ليهمس لها بهدوء

" أحبك "

ضحكت و هي تقبل شفتيه بخفة و تجيبه

" و أنا أحبك كاي"

لم تبتعد ايما من جانب امها و هي تشعر بنظرات أمارا عليها طوال الحفل، وصلتها رسالة

" لم يكن الأخضر جميلا حتى ارتديته "

رفعت رأسها تبحث عن زوجها الشاعر لتجده يتحدث مع كلاي و الباقي بجدية لتلتقي أعينهم و يغمزها

على طاولة العشاء، كان الجميع يجلس بهدوء ليجلس بلاك بجانب ايما ببراءة

" حمدا لله على سلامتك بلاك "

قالت ايزا و هي تنظر له بحنان ليبتسم و هو يومىء برأسه قبل أن يتحدث ببراءة لا تمت له بصلة

" شكرا.. آه تذكرت لماذا لم تحضروا لزيارتي بالمشفى"

وقع صمت خالص على الطاولة و توجه نظر الجميع نحو بلاك الذي كان ينظر بهدوء بينما كلاي كان يضغط على شفتيه لكي لا يضحك

" أخبرتك بني، ايما كانت مريضة أيضا و كان يجب أن تذهب لمنزلها "

رفعت ايما حاجبيها و هي تستمع لكلام أمارا ليقول بلاك بسخرية

" و هذا منعها من رؤية زوجها بالمشفى؟ حقا امي ؟"

ظل الجميع ينظرون لبعضهم البعض لتقول ايما بسرعة

" أجل، غادرت فكما تعلم انا لا أحب أجواء المشفى "

تفاجئ بلاك لحمايتها لوالدته كما تفاجئ باقي أفراد العائلة فهذا شيء لم يتوقعوه، ليغلق نيك السيرة و هو يقول

" هيا كاي راقص عروستك "

" أجل لنرقص "

قال كاي و هو يقف مع ايري كما وقف الباقي لرقص.
بعد الحفل عادت ايما لمنزلها و منعت بلاك من القدوم حرفيا.

كانت تقف أمام باب منزلها تفتحه لتسمع صوتا من خلفها

"ماريانا"

أسقطت المفتاح من يدها و استدارت ناحيته بسرعة لتبلع ريقها بصعوبة و هي تقول

" عفوا؟"

" انت تشبهينها"

" من انت؟"

اقترب منها الشخص بهدوء لتصرخ به و هي تنفي برأسها

" لا تقترب.. من انت؟"

" انا انطونيو دوفار جدك "

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro