3
أغمض داميان عينيه و هو يعيد رأسه للخلف متذكرا ما حصل قبل ست سنوات.
فلاش باك.
تقف أمام بوابة قصر والدها مترددة بين الدخول أو الرجوع. قاطع هذيانها صوت بوق سيارة من خلفها.
استدارت و ظلت تنظر بشرود لذلك الوسيم الذي كان يسوق سيارة من النوع المفتوح و تجلس بجانبه فتاة يمكن القول بأنها عاهرة و ليست فتاة.
أخرجها من شرودها صوته و هو يصرخ بها بأن تبتعد
'' اخرجي من الطريق ايتها اللعينة. هل أصبح التسول بهذا الشكل أم ماذا؟"
فتحت عيناها بصدمة و عدم تصديق لما يقوله. هل نعتها بالمتسولة؟ حسنا ثيابها ليست من أفخم الملابس و لا تعتني بنفسها و لكنها ليست بمتسولة.
اعتراها الغضب لتقوم بحمل صخرة كبيرة من الأرض و تضرب زجاج النافذة الأمامية لسيارة لتكسره و تقاطع ضحكت كل من كان تلك السيارة.
نزل من سيارته و حدق بها لثوان بعدم تصديق ليزفر بغضب و يتوجه لها صافعا إياها بقوة. سقطت على الأرض بسبب ضربته لينفتح رباط شعرها و ينزل بهدوء مستفز على طول جسدها.
نظر لها لفترة قبل أن تعود نظرته باردة كما كانت لتقف أمامه ماسحة الدماء من فمها. ابتسمت باستفزاز قبل أن تبزق بداخل وجهه.
شهق أصدقاءه الذين كانوا بالسيارات الأخرى و هم يتابعون بهدوء ما يحصل.
أحس بالغليان بدمه لتصبح عينيه حمراء. لم يتجرأ أحد من قبل على فعل ذلك و ها هي ذي الآن تقف أمامه بتحدي. أخذ سلاحه من خلف ظهره ليضعه مواجها لها ليصرخ بكره
'' أيتها الساقطة اللعينة كيف تتجرئين على فعل ذلك؟ من تظنين نفسك؟"
لم ترمش، لم تتردد، لم تخف. اقتربت منه لتوجه ذلك السلاح على رأسها و هي تجيبه بكل برود
'' بيرلا رودريغز ''
توقف كلاهما دون حراك و هما يستمعان لذلك النداء من خلفهم. لم يكن ذلك غير نداء والديهم. باولو رودريغز و سيباستيان ريغان.
'' داميان انزل السلاح اللعين ما الذي تفعله إنها ابنة صديقي باولو الوحيدة''
تحدث والده و هو يشير له ليزيل سلاحه من على رأس بيرلا و لكنه كان كالمغيب في تلك اللحظة و كل ما يفكر به هو تفجير رأسها اللعين.
'' و لو كانت ابنة صديقك ستتحاسب لتطاولها على داميان ريغان ''
'' داميان هل انت واع لما تقول. انزل ذلك اللعين في الحال''
صرخ باولو و هو يحاول سحب ابنته إلى خلف ظهره و لكنها كانت مصممة و ظلت واقفة مكانها بتحد تام لذلك القابع أمامها.
أغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأته نفسه قبل أن يقتلها ليردف بصوت كفحيح الافعى
'' لا تنسي هذا الاسم أبدا يا بيرلا رودريغز ''
ظهرت ابتسامة شيطانية على شفتيها قبل أن تجيبه
'' و انت لا تنسى هذا الوجه أبدا يا داميان ريغان ''
أبعد كلا الرجلين أولادهم عن بعض ليتوجه داميان ذو العشرون سنة إلى أحد سيارات الحرس محركا إياها بسرعة و متوجها لطريقه. بينما هي خطت خطواتها الأولى بداخل قصر والدها.
" اللعنة. اللعنة. العاهرة الصغيرة أقسم بأنني ساريها كيفية التعامل مع داميان ريغان " صرخ بقوة بعد أن نزل من السيارة و هو يضرب ايطارها بقدميه بكل عصبية.
توقف و هو يحس بصديقه يصف سيارته أمامه. نزل مارك بهدوء لينظر للاخر
" هل افرغت جنونك؟" تحدث بحذر لينظر له الآخر بغضب و هو يصر على أسنانه
اقترب داميان من مارك و كان على وشك ضربه لاستهزاءه به و لكنه اوقفه بسرعة
" اللعنة توقف امزح فقط " صرخ مارك و هو يمسك يد صديقه قبل ان تصل لوجهه
زفر الآخر بغضب و هو يدفعه بعيدا و يمرر يده داخل شعره ليردف
" لقد اهانتني تلك العاهرة. لقد بزقت بوجهي. ساجعلها تندم. سانسيها اسمها. ان لم اجعلها تتخبط ألما لن يكون اسمي داميان ريغان " تحدث بشيطانية و هو يجلس فوق سيارته لينظر له مارك بخوف و يرفع حاجبيه
" داميان لم يحصل شيء. حسنا لنقل سوء تفاهم لماذا تكبر الموضوع هكذا" حاول مارك جعل صديقه يعود عن قراره الذي أخذه بساعة غضب و لكن لا
" أجل ساكبره و ساكبره أكثر عندما اذلها أمام الجميع عزيزي. انتظر و شاهد ما سيحصل " ضحك بشر و هو يستلقي على السيارة ليحرك مارك رأسه بعدم تصديق
انتهاء الفلاش باك
خرج من شروده عند سماع همهمتها التي تدل على استيقاظها ليرفع رأسه و ينظر لها ببرود ينتظر أي رد فعل منها.
وضعت يدها على رأسها و هي تحاول تخفيف الالم الذي تحس به. فتحت عيناها و هي تحاول الاعتياد على الضوء لتتفاجئ من المكان الذي وجدت نفسها فيه لتشهق و هي تعتدل بسرعة لتتالم من حركتها تلك.
" اللعنة ما الذي أفعله هنا من جديد "
هسهست لتنظر حولها ببطئ شديد و هي تتذكر ما حصل بهذه الغرفة و كل ذكرياتها هنا لتسقط دمعة يتيمة على خدها لتمسحها بسرعة و هي تنظر لذلك الذي يطالعها ببرود و عدم اهتمام
" لماذا احضرتني إلى هنا؟" تحدثت بغضب ليجيبها بعد مدة من الصمت
" أوه عزيزتي. يبدو أنك لم تنسي هذا المكان يوما. و دمعتك خير دليل " تحدث بسخرية و هو يرفع حاجبيه بتحدي لتغمض عيناها بقوة لتعيد سؤالها
" ما اللعنة التي أفعلها هنا؟ لماذا احضرتني لهذا المكان بالضبط أيها الوغد؟"
صرخت و هي تقف من على السرير بصعوبة. ليختل توازنها و تسقط أرضا ما إن وضعت رجلها على الأرض.
" ستموتين ناقصة عمر بسبب صراخك هذا. " تحدث ببرود و نهض ليقترب منها. نزل لمستواها و مرر يده على شعرها لتدفع يده بتقزز و اشمئزاز
" لا تلمسني " تحدثت و هي تنظر لداخل عينيه بكره ليغمض عينيه و يحرك رأسه لليمين و اليسار قبل أن يعيد فتحهما
" لم تكن هذه كلماتك عندما كنت تاتين إلى هنا قبلا " تحدث و هو ينظر لها و كأنه يتحداها لتضحك بانكسار و هي تجيبه بينما تحاول الوقوف دون مساعدته
" قلتها بلسانك. قبلا. قبلا. ليس الآن. ليس بعد أن عرفت حقيقتك اللعينة. ليس بعد كل ما حصل معي بسببك "
كانت على وشك الخروج عندما سمعته يتحدث
" انت شريان العشق الذي يحييني"
تصنمت مكانها لتغمض عيناها معطية إياه ظهرها و هي تتذكر.
فلاش باك
دخلت بيرلا إلى بيت مزرعة داميان و هي تحمل كعكة بيدها. كانت تخطط لمفاجاته بسبب عيد ميلاده. و لكن على ما يبدو هو من فاجاها.
فتحت باب الغرفة لتشهق بقوة و تسقط قالب الحلوى من يدها و هي تشاهد روز تقبله و هو مستلقي على السرير و هي فوقه.
بعد سماع صوتها توقف الاثنان عما كانا يقومان به ليدفع داميان روز من فوقه و ينهض و هو يعدل هندامه و يقترب منها.
" لا شيء مما رأيته صحيح. أقسم لك " تحدث و هو يحاول وضع يده على كتفها لتدفع يده بتقزز
" أجل فأنا عمياء و لم أفهم ما يحصل. هل تظنني غبية لهذه الدرجة يا داميان. لقد كانت تقبلك و حرفيا فوقك. ماذا أكان يجب أن انتظر إلى أن تبدؤا بالمضاجعة لكي يبدو ذلك كما أظن "
صرخت و هي تدفعه لتخرج من الغرفة بعد أن دعست على الحلوى و خرجت مسرعة.
عاد داميان بروز ليمسكها من شعرها و هو يتحدث من بين أسنانه.
اصلحي الوضع أو تعلمين ما انا قادر على فعله. ليس بعد أن وصلت لهاته المرحلة ساخسر كل شيء بسبب عاهرة مثلك. هيا" صرخ لتنهض الأخرى من مكانها و هي ترتجف لتسرع خلف بيرلا و داميان خلفها.
توجها إلى صالة المعيشة ليمر طبق من أمام وجهه و يضرب بالجدار بقوة لينكسر لاشلاء. فتح عينيه بقوة و صدمة و قبل أن يستوعب ما حصل كان هناك طبق آخر يقذف لجهته.
" اللعنة بيرلا هل جننتي؟"
صرخ و هو يحاول تفادي الأواني التي تلقيها بيرلا عليهما و هي بحالة غضب تامة و هي تلعن و تشتم بكل الكلمات و اللغات التي تعرفها.
" هل جننت؟ لقد جننت منذ اليوم اللعين الذي وثقت فيه بك؟ لقد جننت من اليوم الذي أحببت هذا خائنا مثلك "
صرخت لتعيد إلقاء كأس باتجاهه ليصرخ مجددا و هو يدفع روز بحماية أمامه. و التي كانت تصرخ و هي تغطي وجهها.
" اللعنة اهدئي يا امرأة و سأشرح لك كل شيء. أقسم بأنه لم يحصل شيء. انا لم أقم بشيء " صرخ و هو يخفي وجهه لتتوقف عن إلقاء الأواني لفترة.
عند سماع الهدوء للحظات نظر كل من داميان و روز إلى مكان بيرلا ليجداها قد اختفت بداخل المطبخ ليمسك داميان بيدها و يديرها بقوة
" إن ابتعدت عني اقتلك. أقسم بأنني أفعلها "
" اتحبها لهذه الدرجة؟ ألم تكن مجرد كذبة"
أجابته بنفس الهمس و هي تتحدث بغضب و كره ليتصنم للحظة قبل أن يمسك بذقنها بين يديه و يعصره
" إن اعدت كلامك أقطع لسانك اللعين ايتها العاهرة. لا يهمك اتسمعين لا يهمك "
قاطع كلامه دخول بيرلا من جديد التي صفقت لهم بيدها و هي تحمل سكينا
" ما هذه الرومانسية يا رجل. لم تستطع الانتظار أكثر و ستقبلها مجددا "
رفع حاجبه بعدم فهم ليعيد نظره لوضعيته مع روز ليجد نفسه قريبا منها و هو يمسك بذقنها ليلعن نفسه على ما يحصل معه ليستدير مجددا و هو يدفعها لتسقط على الأرض بكل قوة
" عزيزتي. تعلمين بأن عيني لا ترى سواك لذلك لا تقلقي من هذه الناحية. السؤال الأهم ما الذي يفعله السكين بيدك " تحدث و هو يشير إلى ما بيدها لتضحك و هي تقترب منه
" انا بيرلا رودريغز. لست بشخص يلعب به. لن اتغاضى عن خيانتك اللعينة و لن يهدئ غضبي إلى بقتلك أيها الحقير " صرخت و هي تقترب منه ليقفز مكانه و هو يجري بعيدا
" بيرلا صغيرتي هل جننتي؟ انا حبيبك دام كيف تقولين شيءا كهذا. لنتفاهم. هيا ضعي ما بيدك" تحدث و هو ينظر لها لتتوقف للحظة
" لقد أحببتك أيها الوغد الحقير. اهذا جزاءي. اهذا ما استحقه بعد كل ما قمت به من أجلك. تخونني داميان. و مع من؟ مع عاهرة الجامعة "
تحدث لتنزل دموعها ليتوقف مكانه و ينظر لها بانكسار ليقاطع تامله صوت روز
" انا من قبلته يا بيرلا. لقد كان يدفعني و يصرخ بوجهي و لكنني دفعته على السرير و قبلته و قبل أن يقوم بشيء دخلت انت فجأة "
تحدثت و هي تنظر بينهما ليعيد داميان نظرات البرود على وجهه و هو يحرك رأسه لها.
رفعت بيرلا رأسها و نظرت لهم بعدم تصديق لتضحك بقوة.
" كذبك هذا لا يساعد بل يجعل الأمر يسوء أكثر. انا رأيت ما حصل. لقد وقف الجميع ضدي و أخبروني بأن شخصا مثلك لن يتغير و لكنني لم أصدق أحدا و اعبئ لاراهم. وقفت ضد الجميع من أجل شخص لم يعترف حتى بحبه لي. كلمتين لم تستطع قولهما بشكل صحيح حتى"
تحدث لتنفجر بالبكاء و هي تسقط على الأرض و تغطي وجهها بيدها. ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و هو يقترب منها.
ما إن لمسها و قربها له حتى دفعته عنها لينظر لها بصدمة
" لا تلمسني دام انا أرجوك. انا أعلم بأنك لا تحبني لذلك لا تحاول شرح الأمر فهذا مؤلم. انا اعطيك حريتك و أخرج من حياتك. لك الحرية لفعل ما تشاء. من اليوم بيرلا رودريغز و داميان ريغان لا تجمعه علاقة. نحنا انتهينا و انت من انهيتنا. ليس بخيانتك فقط بل ببرودك أيضا "
نهضت و هي تمسح دموعها و تتوجه إلى الباب لتتسمر مكانها و هي ترتجف بسبب ما قاله
" انت شريان العشق الذي يحييني"
انتهاء الفلاش باك
خرجت من شرودها و هي تشعر به خلفها تماما و هو يستنشق رائحتها بعمق لتمر رعشة بسائر جسدها بسبب تصرفه لتغمض عينيها بقوة.
" أنا و مع كل الصعوبات أحببتك، وثقت بك، سامحتك. تألمت و تلويت بسببك و لكنني لم اتركك لم أفعل لم أستطع لماذا. لأنني أحببتك. بل و كلمة الحب لا تستطيع أن تصف ما حمله قلبي لك. اهديتك كل شيء، و تخليت عن كل شيء من أجل كلمة واحدة من بين شفتيك.و لكن انت ماذا فعلت؟ عندما كنت انا أحبك ببراءة كنت تخدعني بخبث. لم احبك لشيء يا دام بل احببتك لان كنت كل شيء لي.ضحتك، نظرتك، بسمتك، .. عندما كنت اكلمك عن مشاعري كنت تضحك لأنك كنت تخدعني بينما انا كنت اظنك تضحك لكلماتي. ناشدتك يومها يا داميان، لقد تبعتك بفستان زفافي و دعست على كرامتي و لكنك تجاهلتني و ذهبت من أمامي. لا يمكنني الوقوع بنفسه الفخ مرتين. لن اقع بسبب نفس الكلمة فحقا ليس هناك داع لتمثيلك الآن. انا و انت مستحيل و أبعد من ذلك حتى لذلك لا تحاول "
تحدثت و دموعها تشق طريقها على خدها لتخرج من أمامه بينما هو ظل مغمضا عيناه يستوعب كل كلمة قالتها ليتبعها بعد فترة. ليجدها تحاول فتح الباب.
أعاد نظرات الجمود على وجهه ليقف و هو يضع يده في جيبه
" لقد تم إصدار الحكم بقتلك. الكل يعلم بأنك لست عذراء و بما أنك تعلمين القواعد فالقانون ينص على أن ابنة زعيم مافيا يجب أن تظل عذراء إلا أن تتزوج ابنة زعيم آخر و إلا فحكمها الموت و الآن بما أن الجميع يعلم بأنني من قام بذلك فأنت أمام خيارين و أظنك تعرفينهم جيدا"
تحدث و هو يشير إلى الطاولة حيث يوجد ورقة و قلم و يوجد سلاح.
" اختاري " تحدث لتنظر له بصدمة
" الموت أو الزواج بك"
همست بصدمة و هي تمرر نظرها بين الطاولة و بينه و هي ترتجف و غير مصدقة لكل ما قاله. بينما كان هو يتابعها بقلب يرتجف و هو يضغط على يده التي بداخل جيبه لا يريدها أن ترى توتره.
" ماذا تختارين ؟"
همس و هو ينظر لها تقترب من الطاولة و دموعها تأبى التوقف عن النزول ليقترب أيضا و هو يدعي أن يحصل ما يفكر به.
رفعت القلم لتنظر له بألم قبل أن تضحك بانكسار
" نفس القلم. نفس التوقيع. هذا ما حلمت به و انتظره قبل ست سنوات أتعلم؟" همست لينظر لها بصمت
اقتربت منه لتضع يدها على وجهه و تمسح على خده
" اتظنني ساكرر ما حصل من قبل يا دام. لو كان موتي الحل فأنا راضية. أقبل بالموت و لا أقبل بحياة تربطني بك "
همست و هي تنظر لداخل عينيه لتحمل المسدس و تصوبه على رأسها لتغمض عيناها بقوة و تطلق...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro