اليوم الرّابع من الأسبوع |5
#إيڨونا
فتحتُ عيناي ببطء، لقد كان حلمًا مريعًا، نظرت للأمام لأرَ مين سونغ لا يزال نائمًا على معدتي ويحتضنني، أمسكتُ هاتفي ونظرتُ للتاريخ، الثّامن عشر من شهر يوليو، تنهدت وزفرت ببطء، أكره هذا اليوم.
بقيت على حالتي هذه حتى استيقظ مين سونغ «صباحُ الخير» قال بصوتٍ أجش «صباحُ الخير» قلتُ بهدوء، ابتعد عني لأنهض للحمام، غسلتُ وجهي وأسناني وخرجتُ من الحمام لأرً الغرفة فارغة، ذهبت المطبخ وبدأت بإعداد الفطور، وضعته على الطاولة لنباشر بالأكل.
«إلى أين سنذهب اليوم؟» سأل مين سونغ «آسفة مين سونغ ولكن لا مزاج لي للخروج اليوم، هل لا بأس بهذا؟» سألته بهدوء «أجل لا بأس» قال وابتسم «أنا حقًا آسفة ولكن أنا أكره هذا اليوم وأبقى فيه مكتئبة» قلت وأنا ألعب بطعامي وأحركه «حقًا لا بأس، من الجيد أن نأخذ اليوم راحة» قال لأبتسم بهدوء.
بقينا هذا اليوم في المنزل، هو في المعيشة يشاهد التلفاز وأنا في غرفتي أبكي، طرق مين سونغ على بابي للمرة المئة هذا اليوم «هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟ أرجوكِ إيڨونا أخرجي» قال لأبقى صامتة لا أرد «كما تريدين، لن أزعجكِ بعد الآن» قال بصوت حزين وسمعتُ صوت خطواته تبتعد، استنشقتُ أنفي ومسحت دموعي بعنف ووقفت، فتحت الباب لأخرج للمعيشة ليقف مين سونغ عندما رآني.
«إجلس» قلت بهدوء ليومئ بغرابة ويجلس «أنا لا أعلم من أين سأبدأ، لابد أنكَ تحتاج إلى تفسير لحالتي هذه» قلت وجلستُ على الكنبة بجانبه وأنا أضم ركبتاي لي «إذا كنت لا تريدين التحدث لا بأس» قال مين سونغ «أصمت واتركني أتحدث لأنني أريد ان اتخلص من هذا الهم» قلت ليومئ وأشار على فمه بالسكوت.
«لقد ولدتُ في عائلة غنية، كنت أنا وأخي الذي يكبرني بخمس سنوات، وأمّي وأبي، أجل كنا نحصل على كل شيء نريده، ولكننا أنا وأخي كنا نريد الحب والحنان، وهذا الشّيء لم نحصل عليه، منذ أن ولدت ووعيت على نفسي وأنا أرى أمّي وأبي يتشجاران، لا أعلم على ماذا ولكنهم دائمًا يتشجاران، ولم يكونا يهتمان بي أو بأخي، ولكن أخي كان دائمًا يعتني بي، عوضني عن حنان أمي وأبي الذي لم أحصل عليه» توقفت لمسح دموعي.
" «حتّى أصبحت بالخامسة عشر، حدثت مشكلة كبيرة بين أمّي وأبي لأن أمّي اكتشفت أن أبي متزوج ولديه عائلة غيرنا، لذا تطلقا وبقينا أنا وأخي لدى أمّي لمدّة أسبوع حتى طردتنا من المنزل قائلةً بأنها ستذهب مع حبيبها لمدة يومين وعندما ترجع لا تريد أن ترانا في هذا المنزل، لذا وبالفعل غادرنا أنا وأخي وبقي هو المتبقي لي، في نفس الليلة التي غادرنا فيها، انهرت ولم أعد أستطيع التحمل، لذا ذهبت لنفس الجسر الذي وجدتك عليه، وحاولت الأنتحار» قلت ونظرت لملامح مين سونغ المتفاجأة.
«ولكن أخي أنقذني في اللحظة الأخيرة وساعدني، أعتنى بي وساعدني ووفّر لي كل ما أحتاجه حتى أصبحتُ بالعشرين من عمري، كان لم يتبقى لي إلا سنتان لأتخرج من الجامعة، في اليوم الثّامن من شهر يوليو في مثل هذا اليوم كنت عائدةً للمنزل، هذا المنزل، ورأيت يونقي على نفس الجسر، كان سوف ينتحر، هرعت له لأساعده، كان يبكي ويتمتم بأشياء لم أفهمها، أمسكت يده لأسحبه لي ولكن لم أستطع، ل-لقد فلت مني وذهب» قلت ونظرت ليداي بضعف.
«أنا لم أستطع تحمّل خسارته، وانهرت مرة أخرى، لا أعلم كيف تخرجت من الجامعة، وكيف عشت حياتي بعد خسارته، ولكنني عاهدت نفسي أنني عندما أرى شخص يحتاج للمساعدة سأساعده مثلما ساعدتك، لم أكن أعرف أنه بحاجة للراحة، لطالما اهتم بي ولم يشعرني بأنه حزين أو أي شيء، أنا أشتاق له كثيرًا، وفي هذا اليوم مرّ على وفاته أربع سنوات، أنا أشتاق إليه».
قلت وبدأت بالبكاء ليحتضنني مين سونغ بشدّة وأنا أبكي في حضنه. بعد عشر دقائق توقفت عن البكاء ولا زلت في حضن مين سونغ «أعتقد أنه دوري الآن بالحديث» قال لأبتعد عنه وبدأتُ بالإستماع له.
«أنا لم أكن مثلكِ، ولدت في عائلة ليست فقيرة ولكن أيضًا ليست غنية، كنت أنا وحدي فقط ليس لدي أخوة، عندما أصبحت بالخامسة عشر توفي والدي، أنهرت لوفاته كما أمّي، وكما حالنا تدهور، هو كان يصرف علينا ويهتم بنا، لذا بدأت بالعمل بسن صغير، وبالفعل عملت على نفسي وبدأت بالعمل، بدأت بجني المال، اشتريت منزل لي ولأمّي، وأصبح عملي جيدًا وأوضاعي جيدة، حتى أصبحت في العشرين من عمري، توفيت والدتي وحزنت عليها كثيرًا وسقطت مرة أخرى ولكن بعدها بسنتين عدتُ مرة أخرى» توقّف قليًلا وأمسكتُ يدّه ليكمل ليشدّ عليها مع ابتسامة صغيرة.
«وتعرّفت على فتاة لطيفة وساعدتني لأخرج من محنتي هذه وأمضت معي أربع سنوات، في اليوم الذي وجدتني به أحاول الإنتحار كان أسوأ يوم بحياتي، حيث علمت أن صديقتي كانت تضحك علي وجعلتني أوقّع أوراق تنازلي لها عن بيتي وجميع أموالي، وكل هذا لعبة منها ومن خطيبها الذي تزوجته أمامي على الورق، لم أستطع تحمّل كل هذا لذا حاولت الإنتحار، ولكن أنتِ أنقذتني، أنا شاكر لكِ لأنكِ جعلتيني أرى الحياة بمنظوركِ وهي عدم الإهتمام بشيء وفقط حاول العيش بحرية، لا زالت فكرة عدم العيش ببالي ولكن سأحاول التغاضي عنها لأجلكِ».
أنهى حديثه لأعود للبكاء مرة أخرى وأنا أحتضنه «تلك العاهرة وخطيبها السّافل» قلت ببكاء أكثر ليقهقه «لا بأس، إيڨي الحساسة» قال لأضحك «أنا أكره هذا الجسر، كنت محقة عندما أسميته بجسر الموت» قلت بعبوس «أجل» قال ونظر في عيناي، تقدم نحوي وقبّل جبيني.
«هيا لنذهب للنوم تبدين متعبة بعد كل هذا البكاء» قال وأطفأ التّلفاز وأمسك بيدي، جرني لغرفتي واستلقيتُ على السرير ليستلقي بجانبي، أحتضنني لأحتضنه بالمقابل لأغمض عيناي وأغط بنومٍ عميق.
-------------------
كمية مشاعر مختلطة فيني، حزن ولطافة وغضب، اههخخ.
دمتم بخير :)
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro