الفصل السادس عشر
مساء الخير مرة تانية و يلي تغير عندهم اليوم صباح الخير
*
استمتعوا بالفصل
أماي :
اليوم هو موعد عقد قران أمي على الأستاذ بيون ، البيت أصبح ملكا لنا و أصبح جاهزا للعيش و كأنه منزل آخر ، كأنه ليس ذلك المنزل الكئيب الذي احتوانا أنا و يون فقط ، إنه نفس المنزل الذي شعرت داخله بالبرد و الجوع ، هو نفسه من قطعت فيه الكهرباء لشهور بدون أن تستطيع يون دفع الفاتورة
بعد عقد القران و الذي كان بسيطا جدا دعت يون فيه فقط والديّ جونغ كوك ذهبنا لمطعم و تناولنا عشاءنا هناك ، حاولت الابتسام و لكنني أشعر بالقهر ، يون تحدق بسعادة بالأستاذ بيون و منذ أن أصبحت تحمل اسمه لم تحدق بي ، أصبحت أشعر أنني وحيدة جدا منذ الآن
تنهدت و حملت ملعقة لأقربها من صحن الحساء و لكنني فقط حركتها داخله و لم آكل حتى شعرت بكفها على ظهري و اقتربت مني
" أماي لما لا تأكلين ؟ "
حدقت بها ، بعينيها و كم أردت الصراخ بوجهها ، هل فقط الآن تذكرت وجودي معها ؟
" أنا آكل "
قلتها بخفوت و حاولت تقريب الملعقة التي حملت بعض الحساء بها و لكنني أدركت أمرا آخر ، يون بحياتها لم تسهو أو تغفل عن أي شيء يخصني و هي الآن لم تهتم بي لدرجة أنهم طلبوا لي حساء لأذن البحر و أنا لا أحبه ، شعرت بالغصة تملأ حلقي و دموعي تتجمع على عتبة مقلتي عندها سحب مني صحن الحساء و من تحدث لم تكن يون بل كان الأستاذ بيون ، أبي المزيف
" أنت لا تحبين حساء أذن البحر ..... سوف نغيره "
أخذه و وضعه بقربه و أخذ صحن حسائه و وضعه بقربي و يون اقتربت أكثر و همست لي
" أنا آسفة أماي "
ابتسمت بسخرية و بدأت بتناول طعامي خصوصا عندما عاد الجميع لطبيعتهم ، جونغ كوك يبدو منزعجا مني و أعتقد أنه أصبح يعلم بشأن علاقتي مع الأستاذ كانغ و لكن لا يهمني ، المهم أنني أجد ما أفرغ به شحنات غضبي ، حتى و لو لم تراني يون أنا أفعل ما يضايقها و هذا كفيل بجعلي أشعر بالراحة
اهتز هاتفي بقربي و كانت رسالة من نام جيك يخبرني أن هناك سباق اليوم و لكنني تجاهلتها ، اليوم زفاف أمي و يجب أن أحتفل معها ، و بنفس اللحظة وصلت رسالة من الأستاذ كانغ يخبرني أنه يريد رؤيتي ...... هل أنا سيئة ؟ أشعر أنني سيئة و لكن هذا لا يضايقني إنه فقط يرضي ذلك الصوت الذي يرتفع داخلي و يخبرني أنني لست سوى نكرة ، روح أتت تائهة لهذا العالم و هذه الحياة المقيتة
انتهى العشاء و ودعنا عائلة جونغ كوك ثم استقلينا سيارة أجرى و ممتنة للأستاذ بيون الذي ترك لي زوجته تجلس بجانبي في الخلف ، أمسكت هي بكفي و لكنني فقط أشحت بنظراتي عنها و حدقت بالخارج حتى وصلنا للحي ، نزلنا و بعدما غادرت سيارة الأجرى تقدم زوج أمي و فتح الباب ثم ابتسم لي
" هيا أدخلي أماي "
دخلت و تركتهما خلفي ، أعلم أنه يريد الانفراد بها و أنا لست بمزاج يسمح لي بالعبث و مضايقتهما ، اتجهت مباشرة لغرفتي و أقفلت على نفسي الباب ، جلست على مقدمة سريري المقابلة للباب و بعدها سمعت صوت يون ، أمي الحنون من خلفه
" أماي هل نمت ؟ "
حاولت فتحه و أنا كنت أقفله بالمفتاح
" لا تزعجيني يون ..... اذهبِ لزوجك "
" افتحي أماي أريد أن أتحدث معكِ "
" ليس هناك ما تتحدثين به معي .... أريد أن أنام فلا تزعجيني "
سمعت تنهدها و تحدثت من خلف الباب
" حسنا حبيبتي ، احظي بنوم هادئ و نتحدث غدا "
لم أجبها و سمعت صوت زوجها فهو بالتأكيد كان يقف بقربها ، يحاولان خداعي و ايهامي أنهما يهتمان لأمري و لكنني أصبحت فقط مصدر ازعاج لهما ، أمي التي وعدتني أن تكون لي هي تخلت عن وعدها
" هي أصبحت تهتم بزوجها ...... إنها تحبه أكثر منك "
وضعت كفي على آذاني و أغمضت عيني لأهمس لنفسي
" توقف ....... توقف أرجوك فأنا ليس لدي غير أمي "
" أنت ليس لديك أحد ..... أنت لا أحد لذا أثبتِ أنك موجودة "
فتحت عيني و نزلت دموعي و اختفى الصوت بعد أن بث بداخلي الهوس ، أدري أنني مريضة ، أعلم جيدا أنني لست سوية و لكن هم من فعلوا بي هذا هم من سمحوا لهذا الصوت بالسيطرة علي
مر الوقت و أنا بمكاني و لا أستطيع رؤية شيء سوى يون و هي بين ذراعي الأستاذ بيون ، شعرت بالحرقة تملأني حينها أخذت هاتفي من جيب سترتي و فتحته على الرسائل ، تهت بين ثلاثة أشخاص ، كوك و نام جيك و الأستاذ كانغ ، أيهم أنا يجب أن ألجأ له و أنا بهذا الوضع
في النهاية أنا سأختار أن أجعل قلب يون يتألم ، أجل سوف أفعل ما يؤلمها و يطرد عنها السعادة لذا استقمت و فتحت الباب ، قابلني باب غرفتها و ذلك الضوء الخافت المتسلل من تحت الباب ، كرهت أن أقترب و أسمع أي شيء سيؤلمني لذا بكل هدوء أنا سحبت نفسي و سرت نحو الباب ، لبست حذائي و فتحت الباب بكل هدوء ، ماتليلدا اقتربت تحاول التودد و أنا أشرت لها أن تصمت و إلا مصيرها الشارع فعادت لمكانها
خرجت ثم التفت و حدقت باتجاه غرفة يون عندها سحبت الباب ليقفل و أنا أشعر بالألم ، غادرت المنزل و وقفت وسط الشارع و أنا أحدق بهاتفي ، اتصلت بنام جيك و هو أجابني بسرعة ليتحدث
" و أخيرا أماي "
" هل انتهى السباق ؟ "
" هو لم يبدأ "
" أيوجد لك شريكة ؟ "
" لم أجد واحدة حتى الآن "
" أريد أن أشاركك "
" أين أنت ؟ "
" سوف أنتظرك بمدخل الحي "
أقفلت الهاتف و سرت حتى وصلت للمدخل ، لم يمضي كثير من الوقت حتى وصل نام جيك و أنا سرت إليه ، صعدت خلفه و تمسكت به و لكنه أبعدني لبرهة و بسط لي كفه و أنا حدقت بالقرص الذي كان يحمله
" ما هذا ؟ "
" جربي "
قربت كفي لآخذه منه و لكنني تراجعت ، لا أريد مزيدا من الضياع ولا أريد أن أكون مخدرة ، الألم أصبح جزء من حياتي و واقعي و إن تركني أنا سأشعر بالفراغ
" لا أريد نام جيك .... "
" ستندمين صدقيني فهي ترفعك فوق السماء "
" أريد أن أبقى على الأرض "
أعادها لجيبه ثم تحدث بينما شغل محرك الدراجة
" تمسكي بي جيدا "
تمسكت به و هو انطلق ، وصلنا لموقع السباق و لم يكن بعيدا جدا ، توقف لينزل و أنا نزلت من بعده ، كانت الأجواء حماسية و قابلت هناك ناري ، رمقتني بكره و لكنها اقتربت مني و تحدثت
" مرحبا "
وضعت كفي بجيوب سترتي و أجبتها ببرود
" أهلا "
" سمعت أن اليوم كان زفاف والدتك "
انزعجت ملامحي و أجبتها
" لما تثيرين هذا الموضوع الآن ؟ "
وبابتسامة لئيمة أجابتني
" فقط أردت الاستفسار إن كان الأمر حقيقيا و من خلال رد فعلك هذا هو كذلك ..... هنيئا لك الحصول على أب أخيرا "
اقتربت منها و حاولت شد شعرها و لكن نام جيك وقف بيننا
" أماي كوني هادئة السباق سوف يبدأ قريبا "
ابتسمت هي و مدت كفها نحوه
" سملني البضاعة حتى أغادر "
تركني و أخرج كيسا يحمل كثيرا من الأقراص من جيبه و سلمه لها ثم تحدث
" لا أريد تلاعبا فالزعيم هذه المرة لن يكون متسامحا "
" لا تقلق الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر و نقودهم موجودة "
غادرت بينما ترمقني بتحدي و هو التفت ليمسك بكفي و سحبني
" هيا السباق سوف يبدأ "
و لكن فجأة هو توقف و أنا رفعت رأسي و وجدت جونغ كوك يقف هناك ، رمقه بغل و تقدم ليمسك بكفي الثاني و حاول سحبي
" لنغادر أماي "
و لكن نام جيك اقترب منه بينما لا يزال يحتفظ بكفي و دفعه عندما وضع كفه على صدره
" ما الذي تضن نفسك فاعله ؟ "
" أنا لا أتحدث معك .... أترك أماي و شأنها فهي لا تنتمي لهذا العالم "
" صغير مزعج و لكن أنا لدي الحل لازعاجك "
عندها سحبت كفيّ من يدي كلاهما و رمقتهما بغضب
" أنا لست لعبة "
و كل واحد منهما مد لي كفه يحاول سحبي اليه ، هناك طريق للجنة و طريق للنار فأي الطريقين سوف أسلك ؟
*
بيكهيون :
اليوم طردت الحزن و البؤس نهائيا عن يون ، لقد أخذتها من الحياة و وضعتها بحياتي الخاصة ، أبعدت عنها كل الأصابع التي تدينها و سميتها باسمي فأصبحت جزء مني ، حتى و إن لم أكن أنا كلها يكفيني أنني أحتل جزء منها
أبعدت سترتي السوداء و ربطت عنقي لأضعهما على الأريكة ثم جلست على مقدمة السرير و فتحت أول زرين بقميصي الأبيض و يون كانت بالحمام ، هي مشتتة بسبب أماي ، لقد بدت تائهة اليوم و حزينة ، رغم الاهتمام الذي خصيناها به و لكنها كانت منعزلة حتى محاولات جونغ كوك في ابهاجها و استفزازها لاخراجها من وضعها باءت بالفشل
فتح الباب لتدخل يون و التي كانت ترتدي ثوب نوم أبيض طويل و فوقه رداء ، شعرها الأسود حر على كتفيها و رغم حسنها و لكن هناك نظرة حزن بعينيها ، أقفلت الباب و رفعت نظراتها لي و أنا ابتسمت لها و مددت كفي ، اقتربت لتمسك كفي و جلست بجانبي
" لا تستائي هي تشعر بالغيرة على والدتها "
ابتسمت و حدقت بي لتتمسك بكفي أكثر
" آسفة لأنني لا أمنحك كلي في هذا اليوم مميز "
سحبت كفي من كفها و وضعتها على وجنتها و نفيت
" أنت منحتني عمرك يون ، وثقتي بي و تقاسمت معي ما تبقى من أيامك و هذا كافي لي "
" أنا أحبك "
" و أنا لا يمكنني وصف مشاعري تجاهك يون .... لا تشعري بالأسف عندما يكون اهتمامك منشطرا لنصفين لأن أكثر ما أحببت بك هو أمومتك لأماي ، أحببت حزنك العميق و عينيك الدامعة "
ابتسمت و أنا اقتربت منها و هي انساقت إليّ ، التقمت شفتيها أقبلها بهدوء و هي انصاعت لي تخبرني أنها تهيم عشقا بي و أنا أخيرا سوف أتحرر من سجن رغباتي بها وحدها ، غرقنا وسط مشاعرنا و كانت طريقنا نحو ذلك العمق هي قبلتنا ، أجل نحن استسلمنا و يون شعرت بها تضم رقبتي بذراعها و أنا فقطت وضعت كفي على جانب خصرها و جعلتها تتمدد لأعتليها
ابتعدت عن أنفاسها أحررها و هي فتحت عينيها و احتضنت بكفها جانب رقبتي ، خصتني بنظراتها و شعرت أنني كل حياتها و هذا ما زادني جنونا بتفاصيلها التي أريد الغوص فيها أكثر فوضعت كفي على حزام ردائها و سحبته لتسحب منا عقولنا ، تهت بداخلها و منحتني نفسها و اشتعلت نبضاتنا تتغذى على نار القبل المتطرفة
نحن خضنا حبنا تحت مسمى العلاقة الشرعية و أتمنى أن يمحى من ذاكرة الجميع ذلك الخطأ الذي أدينت به حبيبتي طويلا ، أتمنى أن يكون حضني و اسمي كافي لابعاد كل ما يؤذيها و جلب ما يسكّن ألامها الماضية
*
وضعت رأسي على الوسادة و حدقت بها ، تغمض عينيها ، تتنفس بهدوء و تتمسك بكفي ، ابتسمت و قربت كفها لأقبلها ثم سحبتها لتكون بحضني و هي همست
" حبيبي .... "
" نامي يون ..... "
و لكنها فتحت عينيها و تحدثت بصوت متعب و مبحوح اثر النوم و النعاس
" أريد الاطمئنان على أماي "
" هي نائمة الآن و لن تفتح لك الباب "
تأسفت نظراتها و وضعت نفسها بداخلي أكثر لتنتشر أنفاسها على رقبتي
" أرجو أن تكون بمزاج جيد صباحا "
ابتسمت و قبلت كتفها لأجيبها
" الآن سوف تكون ضمن أسرة و عائلة و هي ستتحسن تدريجيا ، سنحاول اقناعها أن تذهب للطبيب النفسي مرة أخرى"
" أتمنى أن تشفى صغيرتي و تكون بدون هموم "
" سأمنحها اسمي يون هي ستكون ابنتي كذلك و الحياة ستكون رائعة أمامها "
" أتمنى هذا "
و على أمنياتنا الصادقة لأماي نحن نمنا حتى نخوض يوما جديدا و بداية أجدد و أشرق
*
أماي :
فتحت عيني و حدقت حولي لأكتشف أنني لم أنم بغرفتي ولا بمنزلي ، شعرت بذراع تضم خصري و عندما أغمضت عيني عادت لي ذكريات ليلة أمس ، اللعنة ما الذي فعلته بنفسي
أبعدت ذراعه و تمسكت بالغطاء علي ثم سحبت ثيابي التي كانت مرمية على الأرض ، ارتديتها بسرعة ثم أخذت سترتي و هاتفي و عندما حدقت بالساعة كانت لا تزال تشير للخامسة صباحا و السماء مظلمة في الخارج ، حدقت جانبيا بذلك السرير الذي افترشته مع غريب لا تربطني به أي علاقة شرعية و اقترفت نفس خطأ يون ، نفس خطأها و في نفس عمرها
شعرت بالحرقة تملأني و كرهت نفسي و كرهت من يتمدد نائما خلفي عندها فقط دفعت قدمي و غادرت ذلك المكان ، بمجرد أن أصبحت في الخارج ضممت نفسي و شعرت بالبرد يلفحني من كل جانب وسرت في طريقي نحو المنزل و نحو قلب يون
وصلت بعد مدة و وقفت أمام الباب ، أنا نادمة و لكن لا يمكنني أن أظهر ذلك الندم شعرت بالضياع و ضياعي قادني للهاوية ، فتحت الباب و دخلت ثم سرت في الفناء ، اقتربت من الباب الداخلي و فتحته بهدوء عندها لفحني الدفء ، أعلم أن بحضن يون هناك دفء لا يمكنني مقاومته و لكنني أستمر بدفعه بعيدا عني ، أدري أن من حقها أن تبحث عن سعادتها و لكنني كبرت و أنا أعتقد أنني كل سعادتها
أقفلت الباب لأعلق سترتي في الخزانة ثم أبعدت حذائي و سرت نحو الحمام ، أريد أن أبعد عني قذارة الحياة التي وضعتها علي ، أريد أن أجنب يون التعاسة في أول يوم سعادة لها
*
يون :
سابقا مهما تدثرت بغطائي لم أكن لأشعر بالدفء و لكن بهذا الصباح و رغم برودة الطقس من حولنا إلا أنني أشعر بدفء مريح و عميق ، أشعر أنني تخلصت من البؤس نهائيا
فتحت عيني و وجدته يحدق بي ، ابتسمت بخجل و اقتربت و هو ضمني فوضعت كفي على ظهره و فكي على كتفه و أغمضت عيني لأهمس له
" أحبكَ يا كل سعادتي "
" و أنا أحبكِ يا حبيبتي "
ابتعدت قليلا عنه و هو اقترب ليقبلني بسرعة ثم أبعد عنه الغطاء ليجلس على طرف السرير و أنا اعتدلت في مكاني ، ارتدى قميصه القطني الأسود و استقام ليتحدث بينما يسير
" سوف آخذ حمامي قبل أن تستيقظ أماي "
و أنا ابتسمت عندها اقترب و قبل رأسي ثم حدق بعيني
" أنا جائع "
فابتسمت و أجبته
" و حبيبتك لن تسمح للجوع بازعاجك "
ابتسم و غادر عندها أنا أخذت ردائي و ارتديته فوق ثوب نومي ، لويت حزامه و صنعت منه عقدة ثم سرت نحو الباب و فتحه لأخرج ، اقتربت من باب غرفة أماي و حاولت فتحه بهدوء عندها فتح ، تعجبت ثم دفعته و هي كانت نائمة بفراشها و تتمسك بغطائها ، لقد بدت كقط تائه و أنا ابتسمت لأشعر بشيء من الحزن ينخر قلبي ، صغيرتي الغالية
تركت الباب و اقتربت لأجلس بجانبها على طرف السرير ثم دنوت لأقبل جبينها و ربت على شعرها
" أمك هنا لأجلك حبيبتي "
أمسكت كفها و قبلته ثم استقمت و انسحبت لأن الوقت لا يزال مبكرا حتى تستيقظ ، أقفلت الباب ثم اتجهت نحو المطبخ ، نحو مملكتي التي سوف أسعد بها قلب صغيرتي و زوجي
بدأت بتجهيز الفطور و كم كنت سعيدة ، مرت فترة شعرت بحبيبي خلفي و ضمني ليقبل جانب وجنتي و أنا أخذت قطعة خبز كنت أقطعها و قربتها من فمه و هو أخذها ليبتعد ثم أسند نفسه على بار المطبخ و ضم ذراعيه لصدره ليحدق بي
" متى ستبدأ صفوفك اليوم ؟ "
" في وقت مبكر "
ابتسمت و اقتربت لأقبل وجنته
" سوف أنتهي من تجهيز الفطور و أنت اذهب لتتجهز "
غادر بعدما دفعته بالقوة لأن أماي دائما تأتي في الأوقات الحرجة و لا أريد أن تراني بوضع مخل ، رتبت الطاولة و بعدها عدت لغرفتها ، فتحت الباب و اقتربت لأعاود الجلوس بجانبها و ربت على كتفها بخفة
" أماي ..... حبيبتي استيقظي حتى لا تتـأخري على المدرسة "
فتحت عينيها و لم تتحرك من مكانها فقط خصتني بنظراتها و شعرت بأنها نظرات غير عادية ، ابتسمت و وضعت كفي على رأسها أربت عليه
" حبيبتي هل أنت مريضة ؟ "
و لكنها نفت و اعتدلت في مكانها لتضمني بقوة فجأة ، استغربت حركتها ثم بادلتها الحضن
" صغيرتي لا تقلقيني عليك "
و لكنني فقط شعرت بها تضمني أكثر
" أنا آسفة يون ..... آسفة لكل ألم و كل شيء سيء قمت بفعله "
ابتسمت و حركت كفي على ظهرها
" أنا والدتك أماي و مرغمة على تحمل كل زللك و أخطائك .... إن غضبت أو حتى قسوت عليك تأكدي أن ذلك ليس سوى خوفا عليك "
أبعدتني عنها و تمسكت بكفي لتقبلهما ، أماي لم تفعلها من قبل و أنا شعرت بالابتهاج يدق قلبي و بعدها رفعت نظراتها لي
" أرجوك كوني سعيدة .... حتى لو كنت ثمرة ألمكِ تخلصي من ذلك الألم "
استقمت و أمسكت بكفها لأبعد عنها الغطاء
" هيا تجهزي للمدرسة هناك شيء يريد بيكهيون أن يخبرك به ولا تفكري بهذه السلبية لأنك كل سعادتي "
" حسنا لن أتأخر "
تركتها و خرجت لأقفل الباب خلفي ثم اقتربت من باب غرفتي و عندما فتحته وجدت بيكهيون يقفل أزرار قميصه عندها ابتسمت و اقتربت بعد أن أقفلت الباب و هو ترك كفيه و أنا بدأت أقفل الأزرار
" هل يعجبك دورك ؟ "
أومأت بدون أن أجيبه ثم أخذت كفه و أقفلت الزر ثم كفه الثانية
" دوري معك يعجبني ..... صدقني لا أريد أي شيئا سوى أن كون لك و لابنتي "
رفعت نظراتي و هو ضم وجنتي بكفيه و قربني منه ليقبل جبيني ثم تركني و أنا اقتربت من السرير و سلمته كنزته الصوفية ليرتديها ، أخرجت له سترته و معطفه الأسود الثقيل و تحدثت
" لقد أخبرت أماي أنك تريد أن تتحدث معها "
عندها تنهد ببعض التوتر
" هل تعتقدين أنها ستقبل أن أصبح والدها ؟ "
" بدت هادئة هذا الصباح لذا لن نخسر أي شيء اذا جربنا "
تنهد و أومأ و بعدها خرجنا و وجدنا أماي تجلس على الطاولة في انتظارنا ، جلس بيكهيون على رأس طاولتنا و أنا جلست بقربه مقابلة لأماي و بابتسامة تحدث
" كيف حالك أماي ؟ "
و عكس ما توقعنا أجابته بكل هدوء
" أنا بخير "
قالتها و أخذت معلقتها لتقربها من الأرز عندها وضع بكيهون كفه على كفها و تحدث
" أماي أنا سوف أتحدث معك بشأن أمر مهم و لا أريد أن أفعله بدون موافقتك "
عندها حدقت به و تساءلت
"و ما هو هذا الأمر ؟ "
" كما تعلمين الآن يون أصبحت تحمل اسمي و القانون في بلادنا يجعلني وليا لأمرك بعد أن أصبحنا أنا و يون زوجين لذا أردت جعله أمر رسمي بضمك تحت اسمي كابنتي "
صمتت هي و حدقت بنا و صمتها سبب لي الرهبة و أنا استقمت لأجلس بجانبها ثم أمسكت كفيها
" أماي لا تصمتي هكذا "
حدقت به ثم بي و تحدثت بهدوء
" هل سيكون أبي ؟ "
" أجل "
" اذا بعد الآن لن يقول أحد أنني بدون أب ؟ "
ابتسمت و نفيت و شعرت أن الدموع تحاول السيطرة علي و هي عادت تحدق ببيكهيون
" حسنا ........ أنا لا أمانع "
ابتسم و استقام من مكانه ليضمنا معا و هاهي ابنتي تحصل على كل ما حرمت منه ، حان الوقت أن تعيش عمرها و كل حياتها مثل جميع أقرانها
*
بيكهيون :
أماي تقبلت وجودي بينها هي و يون ، أصبحت هادئة في معظم الأحيان ولا تثير المشاكل كما تعودت بالمدرسة ، حقا مر شهر بدون مشاكل ولا صراخ ولا بكاء و اليوم جميع الأولياء مدعوين لحفل المدرسة السنوي و أماي مشاركة مع جونغ كوك و عدد من زملاء صفها بعرض غنائي و أنا لن أحضر اليوم بصفتي أستاذا بهذه المدرسة ، بل سأكون هنا بصفتي ولي أمرها
أمسكت بكف يون و خرجنا من المنزل لأقفل الباب ثم سرنا نحو المدرسة و السيدة بارك لاقتنا بالطريق ، حاولت تجاهلنا و المرور و أنا كذلك كنت سوف أفعل المثل و لكن يون توقفت
" سيدة بارك "
قالتها و الأخرى التي تجاوزتنا توقفت و يون تركت كفي لتقترب منها ، أمسكت بذراعها و جعلتها تلتفت لها لتتحدث بهدوء
" أنا آسفة اذا كنت قد قللت من احترامك سابقا "
و السيدة بارك أشاحت بنظرها بعيدا بينما هناك دموع تجمعت بعينيها و يون أمسكت بكفها
" أنا أشعر بألمك و أعذر كل تصرفاتك السابقة ..... لم أنسى صداقتك مع جدتي ولا معاملتك الجيدة لي كلما كنت آتي لزيارتها و هذا ما يجعلني رافضة للعداوة بيني و بينك "
عندها حدقت بها و تحدثت
" و لكنني آذيت ابنتك و آذيتكِ "
" لن أنكر أنك فعلت و لكن كل شيء بدأ يسير نحو الأفضل بحياتي لذا لا أريد أن أحتفظ برواسب الماضي ، أنا رميت كل الصفحات التي تلطخت بالحبر الأسود "
أومأت و تمسكت بكفي يون ثم حدقت بها و بعدها خصتني بنظراتها
" أنا أهنئكما ..... سعيدة فعلا من أجلكما و أتمنى لكما السعادة "
ابتسمت يون و اقتربت لتضمها و لكن السيدة بارك تحدثت
" و لكن يون أنا لدي شرط للمصالحة "
ابتعدت يون و أنا اقتربت لأمسك بكفها
" هيا يون هذه المرأة لن تتغير "
" انتظر بيكهيون ..... ما هو شرطك ؟ "
" أعيدي لي كلبتي ماتيلدا "
ابتسمت يون و تحدثت ببهجة
" سوف أعيدها لك و لكن لا تهملي طعامها "
ابتسمت و أومأت لها و بعد أن سوينا خلافنا مع السيدة بارك واصلنا طريقنا للمدرسة ، حضرنا جميع العروض و يون كانت سعيدة خصوصا عندما حان وقت عرض أماي فقد ظهر بعينيها فخرها بها و هي تتابعها بعيني مترقبتين ، تلمعان فرحا
انتهى العرض و عادت أماي لخلف الكواليس و يون تحدثت
" بيكهيون هل يمكن أن أرى أماي ؟ "
" بعد التحية سوف تأتي الينا "
" و لكنني أريد رؤيتها و اخبارها كم أنا فخورة بها "
عندها ابتسمت و قبلت كفها
" تابعي باقي العروض و أنا سوف أذهب لاحضارها "
" حسنا "
قالتها بابتسامة و أن استقمت من مقعدي و خرجت من هناك ثم توجهت نحو الكواليس ، كان عدد الطلاب المشاركين كثير و التحرك من بينهم صعب ، بحثت عنها و لم أجدها لأرى جونغ كوك يجلس بمقعد منعزل و يبدو مهموما ، الفتى لم يكن على سجيته في آخر فترة
اقتربت منه و وضعت كفي على كتفه ليرفع نظراته نحوي ثم استقام
" أستاذ بيون .... "
" لقد بحثت عن أماي و لم أجدها هل تعلم أين ذهبت فيون تريد رؤيتها ؟ "
خفُت بريق ملامحه الفتية و تحدث
" لا أدري ... "
استغربت فهو لم يعد يتردد على المطعم كما كان ، حتى عندما أجبره على القدوم من أجل أن أدرسه مع أماي هو لا يتواصل معها كما كانا و هي لا تحدق به .... يبدو كمن هو غاضب منها و هي كسرت قلبه ، أعلم جيدا أنها تفعل ذلك فهو معجب بها منذ مدة طويلة
" اذا رأيتها أخبرها أن تذهب ليون "
أومأ و أنا تركته و لكن عندما التفت حتى أعود ليون لمحت جانب أماي و كأنها تتحدث مع أحد و لكنه ليس ظاهر ، اقتربت و من كانت تتحدث معه سحبها و سارا نحو غرفة الموسيقى القريبة ، شددت على كفي و أرجو أن ما أفكر به ليس صحيح
تبعتها و وقفت بجانب الباب بعد أن أقفل من بعد دخولهما ، خائف فعلا من فتحه و رؤية خيبة يون فهذه المرة هي لن تتحمل الأمر ، أماي خدعتنا و جعلتنا نعتقد أنها أخيرا تحلت ببعض الهدوء و بدأت تفكر بمستقبلها
اقتربت و بكل هدوء دفعت الباب عندها كان أستاذ الموسيقى كانغ يضمها و يقبلها بطريقة بدت لي مقرفة و شعرت بالنيران تأكل جسدي فاقتربت و هما لم ينتبها لوجودي حتى سحبتها من بين أحضانه و لم أشعر بنفسي إلا و أنا أصفع وجنتها
" هل جننتي "
صرخت في وجهها بقهر و هي وضعت كفها على وجنتها و رمقتني بكره عندها أدركت خطأ ما اقترفته و حاولت الاقتراب
" أماي أرجوك لا تغضب أنا لم أقصد أن أضربك "
و لكنها بكل برود ردت
" أنا أكرهك ..... "
نهاية الفصل السادس عشر من
" ثمرةُ ألمْ / أسودْ "
تصبحون على خير و لن أقول تفهموها فهي بنظري مخطئة و كثيرا
سلام و النهاية لم تعد بعيدة
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro