الفصل الثامن عشر
أعتذر عن الاجابة عن أي سؤال أو أي استفسار لأن كل شيء سيتضح في النهاية و إن قلت شيء سوف تفسد الأحداث
*
استمتعوا
أماي :
أنا لا يمكن أن أتراجع ، ذلك الرجل ارتكب اثما كبيرا عندما تدخل بحياتي أنا و يون و صدق نفسه أنه أبي و اليوم سوف أجعل يون تطرده خارج حياتها ، سوف نعود لحياتنا المؤلمة حيث يمكنني الشعور بالراحة
أرغمني على الدراسة و أنا كنت أريد الصراخ بوجهه و لكن لا بأس لأن يون هي من ستصرخ بوجهه لاحقا و ليس أنا ، مهما غضبت مني هي أمي و لن تستطيع الانقطاع عني لأني لا أزال كل حياتها أما هو عندما يتحطم قلبها بسببه سوف تجعله خارج حياتها
أقفلت الكتاب و تحدثت
" لا أريد المتابعة أنا متعبة "
عندها تنهد و استقام يجمع أوراقه التي كان يصححها بينما يجبرني على حل الواجبات
" تناولي عشاءك أولا أماي فيون ستتأخر "
حمل أغراضه و سار نحو غرفته و أنا تحدثت
" ألن تأكل أنت ؟ "
التفت لي و نفى
" أنا متعب و رأسي يؤلمني سوف أنام فحسب ..... كلي جيدا "
عاد يلتفت ليكمل طريقه نحو الغرفة و أنا ابتسمت و أخذت أغراضي لغرفتي ثم عدت و تناولت عشائي فاليوم شهيتي مفتوحة و أريد أن آكل و آكل بدون توقف لأني سعيدة ..... هو أخيرا سيرحل و تعود يون لتكون من أجلي فقط
انتهيت من طعامي و وضعت الصحون بالمغسلة ثم عدت لغرفتي و لكن توقفت و التفت لأحدق باب غرفتهما لذا ابتسمت و اقتربت ، فتحت الباب بهدوء و بطئ عندها ظهر هو ينام بدون غطاء و بدون قميص ، أبي جسده رياضي لهذا يون مسحورة به
اقتربت بهدوء و هو كان نائما ، تأكدت من سباته و بعدها توجهت للخزانة و فتحتها ، ابتسمت و أنا أضغط على شفتي بأسناني ثم سحبت أحد الأثواب الفاضحة الخاصة بيون ، لم أكن أعتقد أنها تمتلك ذلك الجانب المنحرف بشخصيتها
أخذته و أقفلت الخزانة ثم سرت على رؤوس أصابعي ناحية الباب لأغادر و لكن فجأة توقفت و التفت أين كان يضع بقربه علبة للمسكنات و كأس ماء و يبدو أنه يعاني فعلا مع الطلبة ، يستحق لن أشفق عليه و بابتسامة لئيمة أنا أخذت قميصه الذي كان يرتديه بعد أن كان موضوعا على الأريكة و رميته على الأرض ثم خرجت و عدت لغرفتي
تخلصت من ثيابي و ارتديت ذلك الثوب و وقفت أمام المرآة ثم ابتسمت ، قربت كفي من هاتفي الذي كان موضعا على طاولة الزينة خاصتي و أخذته لأتصل بيون و هي أخبرتني أنها ستنظف و تعود للمنزل فتربصت بها و عندما سمعت الباب الخارجي يفتح فتحت باب غرفتي بسرعة ، رأيتها تدخل و تتجه للمطبخ فتسللت لغرفتها ، اقتربت بسرعة من السرير و تمددت خلفه و اقتربت لأضمه و هو أمسك بكفي و تمتم كأحمق بصوت ناعس
" يون هل عدتي ؟ "
سوف ترى ما الذي ستفعله بك يون بعد أن ترانا بوضع كهذا و لم أكد أنتهي حتى سمعت صوت تحطم كأس من خلفنا فالتفت و هي كانت تقف هناك ، أخيرا نجحت ، سحبت الغطاء أتصنع أنني متفاجئة و هو التفت بسرعة لتتوسع عينيه عندما وجدني بقربه و يون بصوت مكسور نبست و دموع تدحرجت على وجنتيها
" ما الذي يحدث هنا ؟ "
" يون صدقيني أنا لم أفعل شيئا "
قلتها و هي أجهشت بالبكاء و ذلك الغبي استقام بسرعة و حاول الاقتراب منها
" يون لا تبكي حبيبتي أقسم أنني كنت نائما و لا أعلم كيف هي دخلت إلى هنا "
غادرت الغرفة بسرعة و هو التفت لي بينما يأخذ قميصه عن الأرض و أشار لي بغضب
" لقد تجوزتِ كل الحدود أماي "
لبس قميصه و لحق بها و أنا ابتسمت ثم أبعد الغطاء و استقمت ، سرت بعيدا عن الزجاج الذي تحطم بقرب الباب و عدت لغرفتي ، أقفلت على نفسي و ارتديت ثيابي و بعدها جلست على طرف سريري و ابتسمت لشعور الراحة الذي تملكني و لكن هناك صوت جديد ظهر برأسي
" أنت سيئة .... أنت شيطانة "
وضعت كفي على رأسي و نفيت
" لا أحد منهما يستحق السعادة بينما أنا تعيسة .... على الجميع أن يتألم مثلما أتألم أنا "
حاول الضغط علي و لكنني سحبت هاتفي و السماعات و وضعت أغنية روك صاخبة و تمددت في فراشي ثم وضعت علي غطائي أختبئ تحته من الجميع
*
بيكهيون :
ما حدث كان ككابوس و أنا لم أستطع استيعاب ما حدث حتى غادرت يون الغرفة فحملت قميصي الأسود ارتديته و تبعتها لغرفة المعيشة ، كانت تقف و تسند نفسها على الجدار و أنا اقتربت و ضممتها من الخلف
" يون صدقيني أنا لا أدري كيف حدث الأمر "
حاولت ابعادي عنها و لكنني تمسكت بها أكثر ، لا يمكن أن أتركها ترحل عني أو تغيب عن عيني ، أماي حطمت قلبها بقوة عندما جعلتني في تلك الصورة البشعة معها و لكن يون في تلك اللحظة التفتت لي و خصتني بنظرات مليئة بالدموع المنكسرة فنبست بخفوت
" أنا لم أخنكِ "
و هي أومأت و تحدثت من بين دموعها التي تحرق قلبي
" أنا أعلم ..... أعلم أنه لا علاقة لك بالأمر و أن كل هذا صنيع أماي "
استغربت و وضعت كفي على وجنتها و هي فقطت تركت نفسها تلجأ لي و لحضني عندها أنا بدوري ضممتها و حاولت احاطتها بالأمان بعد تلك الخيبة التي تلقتها و هي بصوت ضعيف مقهور تحدثت
" ابنتي تحاول بكل جهدها تدميري و تدمير سعادتي ..... أشعر أنني أفقدها يوما بعد يوما ، هي تتحول "
" يون لا تحزني إنها السن الحرجة التي تمر بها اضافة لكل الضغوطات التي تُمارس عليها و تتعرض لها "
" أنا خائفة عليها .... أخاف أن تضيع مني برمشة عين "
" هي لن تضيع سوف نحافظ عليها معا ..... أعدك يون و غدا سوف نأخذها للطبيب لن ننتظر أن توافق أنا سوف آخذ لها موعدا فلا يجب أن نماطل لمزيد من الوقت بينما نحن خائفين منها "
تمسكت بي و خرجت شهقاتها بقوة ، حتى في أكثر اللحظات ألما هي لم تبكي بهذه الطريقة المؤلمة ، أماي وجهت صفعة لقلبها و هي على اثر تلك الصفحة أصبحت ضعيفة
عدنا للغرفة و أجلستها على طرف السرير ثم جمعت الزجاج الذي كان بقرب الباب ، تخلصت منه ثم عدت و أقفلت الباب ، اقتربت منها لأجلس بجانبها ثم قربتها مني و هي لجأت لي و أنا بذراعي ضممتها و تحدثت
" يون "
نبست بها بخفوت و هي همهمت بصوت متعب
" أنت تثقين بي لدرجة أن تريني بوضع كذلك و تصدقينني ؟ "
وضعت كفها على صدري و تحدثت
" أنت لم تخذلني أبدا من قبل و أماي كانت لها زلاتها التي جعلتني أدرك بسرعة أنا ما يحدث أمامي ليس سوى تمثيلية فاشلة ترتجلها حتى تنتقم من كلينا "
أبعدتها و وضعت كفي على وجنتها و عكرت حاجبي باستغراب
" ما الذي قامت به ؟ "
" لقد وضعت أمامي رواية لوليتا و حاولت اقناعي أن الرجال جميعا لا يفكرون سوى بشيء واحد و أنهم جميعا ليسوا سوى هامبرت .... أصرت علي و اتصلت تسألني متى أعود و هي التي لم تفعلها من قبل "
تنهدت و نفيت و فعلا شعرت أن رأسي يؤلمني
" يون هذه الفتاة يجب أن تخضع للعلاج بسرعة و إلا لن تتردد بأذيتك و أذية نفسها "
و يون بسرعة عادت عينيها لتمتلئ بالدموع
" و أكثر ما يخيفني أن تؤذي نفسها لتجعلني أعيش داخل الندم "
و ماذا عساي أقول حتى أحررها من ذلك الخوف ؟ لا يمكنني قول شيء لأنني أشعر بخطر أماي أكثر ، الفتاة تلقت الكره حتى أصبحت غير مصدقة لكل ما يدور حولها ، الجميع تفنن في تلقينها الألم و القسوة حتى أصبحت غير رحيمة بنفسها قبل الجميع ......... خائف فعلا من نهاية هذه الفتاة و خائف على يون
لجأنا للسرير بدون أن ننام ، يون تتمسك بحضني و كفي و تحدق نحو الباب و أنا خلفها أضمها و أحاول منحها دفئي ، الوضع كئيب جدا و نحن نسعى جاهدين داخله للبحث عن سعادتنا و لن أكذب ..... أماي هي من تستطيع رسم السعادة على وجه يون و عندما تكون سعيدة أنا فقط سأكون سعيد
مرت الليلة بهدوء بارد و مخيف و عندما بدأ الفجر بارسال أولى خيوطه أنا حاولت الابتعاد و يون بسرعة التفت لتبتعد فتحدثت
" عودي للنوم فالوقت لا يزال مبكرا "
أغمضت عينيها بينما تضع كفها تحت الوسادة و تحدثت
" أي نوم هذا الذي سوف يأتيني ؟ "
" لا بأس ابقي مرتاحة "
أومأت و فتحت عينيها عندها دنوت و قبلت وجنتها ، أبعدت عني الغطاء ثم استقمت و ذهبت لآخذ حمامي ، أمضيت وقتا داخله أفكر ، و لكن بينهما لا يجب أن أتدخل ، على الأقل ليس اليوم لذا سأغادر قبل أن تستيقظ أماي و أتركهما بمفردهما لتسويان ما هو عالق بينهما
بعد مدة خرجت و عندما عدت للغرفة لم أجد يون و لكن ثيابي كانت موضوعة على السرير فتنهدت و أقفلت الباب ، اقتربت و جلست بجانبها على السرير ثم حدقت بنفسي في المرآة المقابلة لي ، حدقت بكل شيء حولي فهل يون كثيرة على رجل مثلي ؟ هل أنا كثير على امرأة عانت كل معاناتها ؟
فقط ارحمينا أيتها الحياة و كفي عن تجريعنا الألم ، نحن راضيان بقدرنا و ببعضنا ، قاسينا على يديك الكثير و سوف أقولها ، يون قاست على يديك حتى فقدت كل أمالها بك لذا اكتفي منا و ابتعدي ...... فقط دعينا نتوه داخلك و نحن سوف نتخذ الجانب الهادئ منك
و لم أخرج من شرودي ولا من جدالي مع الحياة التي تتخذ جانبا صامتا و تفعل به ما تريد بدون أن تستجيب لآلامنا و أناتنا حتى سمعت صوتا ، التفت ناحية الباب و لم تكن سوى يون التي رمقتني بعينين متعبتين و حزينتين
" الفطور جاهز حبيبي "
" و أنا سأرتدي ثيابي و آتي "
أومأت ثم عادت لتغادر و أنا استقمت ، ارتديت ثيابي و بعدها جهزت أغراضي للمدرسة و حملت حقيبتي و معطفي و خرجت ، أقفلت الباب و سرت نحو الطاولة أين كانت تجلس يون ، وضعت المحفظة و المعطف على الأريكة و اقتربت لأجلس في مكاني و يون أخذت صحني لتضع لي به الطعام و لكنني أمسكت بكفها و أوقفتها
" يون لا داعي أن ترسلي أماي للمدرسة اليوم "
عندها وضعت الصحن بجانبها
" هل سنأخذها اليوم للطبيب ؟ "
" أجل لاحقا سوف أتصل و آخذ لها موعدا و أعود لنذهب سويا "
" ماذا عن امتحاناتها ؟ "
" لا بأس سوف نقدم أوراق الطبيب و تجريها لاحقا بعد زملائها "
تمسكت بكفي معا و ببؤس تحدثت
" لو لم تكن معي لما علمت كيف يجب أن أتصرف "
نفيت و قربت كفيها لأقبلهما ، و رغم كل خبرتي مع الأطفال بعمر أماي و لكنها جعلتني أتخبط في مكاني ، هي لم تتخلى عن كونها قوية في الوقت الذي يجب أن تكون فيه ضعيفة و تتلقى الرعاية التي تستحقها
ابتعدت أستقيم و هي رفعت نظراتها معي
" ألن تتناول فطورك ؟ "
" لا رغبة لدي بتناول الطعام يون .... تحدثِ معها بروية "
" حسنا "
" عندما يتحدد الموعد سوف أتصل بك حتى تتجهزان "
" سأنتظرك "
استقامت لترافقني للباب و أنا غادرت بعد أن ودعتها ، الساعة لا تزال السابعة صباحا و الشوارع هادئة للغاية ، وضعت كفي بجيب معطفي و حقيبتي أمسكتها بكفي الثانية و هكذا كانت وجهتي نحو المدرسة لأغوص بصخب الأطفال ، و كم طفلا مثل أماي لا يمكننا لمحه لأنه يتخذ جانبا هادئا و مظلما ، جانبا يخضع فيه لهواجسه فتسيطر عليه و تصبح تأكل من براءته و عمره
*
يون :
أماي ابنتي أنا و بكل تصرف هي تتصرفه يمكنني قراءة خطواتها و معرفة إلى أين تريد الوصول ، تحدثها عن تلك الرواية و تقريبها مني ، تلمحيها أن بيكهيون يحبها و يغار عليها كل هذا لم يكن سوى محاولات لغرس الشك بقلبي تجاه بيكهيون و أنا أدركت أنها مقبلة على فعل شيء عندما اتصلت و سألتني إن كنت سأتأخر
و رغم ادراكي أن ذلك كله خدعة و تمثيل منها و لكن آلمني قلبي كثيرا ، هي استغلت معرفتها بنا و لتحركاتنا و حاولت تدمير رابطتنا المقدسة ، لما لا تريد أن تفهم أن رابطتي بها أكبر و أقوى من رابطتي ببيكهيون ؟
تنهدت و رفعت نظراتي عن الصحن أمامي لأحدق ناحية باب غرفتها عندها فتح الباب و خرجت و هي ترتدي ثياب المدرسة ، أقفلت الباب و أمسكت بذراع حقيبة ظهرها و تقدمت لتجلس أمامي على الطولة ثم ابتسمت
" صباح الخير أمي "
و بصوت بارد و غاضب أجبتها
" صباح الخير "
حدقت بمكان بيكهيون و لم تنتبه أنني كنت أضع صحنه فوق صحني فابتسمت أكثر و تحدثت
" أين زوجك هل طردته أخيرا ؟ "
و لكنني أجبتها بألم
" هل تكرهينني لهذه الدرجة أماي ؟ "
وضعت عينيها بعيني و أجابتني
" أنا لا أكرهك أنا فقط جعلت عينيك تفتح و تري حقيقته "
" أي حقيقة يا فتاة .... إنها فقط أوهامك "
قلتها بانفعال و هي كعادتها تتصنع القوة و تحدثت ببرود
" ليست أوهام ، زوجك رجل حقير و كان يحاول استغلالي و أنا مجرد فتاة قاصر "
" يكفي أماي ، أرجوك كفي عن الحاق الأذى بقلب أمكِ "
" أنا لا أحاول أذيتكِ أنا فقط أحاول حمايتكِ "
" و هل حمايتك لي تعني أن تجعلينني أتجرع الألم ؟ "
" لما لا تصدقين ...... ؟ "
" لأنني أعرفك و أعرفه ..... أماي أنت ابنتي و لست أمي ، أدرك تماما الوقت الذي تكونين صادقة فيه و أدرك الوقت الذي تكذبين فيه "
" أنت لا دركين شيئا يون "
قالتها و عينيها مليئة بالدموع و استقامت عندها استقمت بسرعة و اقتربت لأمنعها من الخروج
" إلى أين ؟ "
" إلى المدرسة "
" لن تذهب اليوم للمدرسة ..... بيكهيون سوف يأخذ موعدا عند الطبيب النفسي و نذهب له "
رمت حقيبتها بقوة على الأرض و صرخت بوجهي
" متى ستتوقفين عن ذكر هذا الحقير ؟ "
" أماي ... "
" لا أريد الذهاب للطبيب ، أنا لست مجنونة "
" الطبيب ليس للمجانين هو فقط سوف يساعدك على تخطي الألم "
و بانفعال و عينين دامعتين أجابتني تحاول تصنع القوة من خلال صوتها الصاخب
" لا أريد أن أتخلص من الألم ..... هو يجعلني أشعر بالراحة و عندما أرى دموعك بسببه أرتاح أكثر "
" لا تفعلي بي هذا أماي أنا ضحيت بكل حياتي لأجلك أنت "
ترجيتها بكلماتي و لكنها أجابت بسخرية غاضبة
" أنا لا أرى تضحيتكِ ...... لقد تركتني و لجأتِ لأحضن ذلك الرجل بمجرد تقربه منكِ ، باختصار لقد أثبت و أكدتِ أنك مجرد عاهرة "
و بعد تلك الكلمة أنا لم أسيطر على نفسي و لم أدرك كيف صفعتها بقوة و صرخت بوجهها
" اخرسي "
وضعت كفها على وجنتها بينما تحدق بالأرض و شعرها كان على وجهها ، ضممت كفي المرتجفة و تنفست بقوة ثم حاولت التقرب منها و لكنها بدأت تضحك بصخب كأنها فقدت عقلها ، اقتربت و وضعت كف عليها أعتذر
" أنا آسفة أماي ..... أقسم أنني آسفة "
و لكنها أبعدت كفها و رفعت نظراتها ناحيتي و تخلصت من ضحكها و ملامحها أصبحت باردة و عينيها امتلأت بالدموع
" لم أقصد أماي سامحيني "
نزلت دموعها متتابعة ثم جلست القرفصاء و ضمت نفسها و بدأت تبكي و أنا اقتربت منها و ضممتها
" آسفة يا صغيرتي .... لم أقصد صدقيني "
بكت بنواح و أنا تمسكت بها و قبلت رأسها لأبكي معها و لكنها فجأة دفعتني فوقعت على الأرض و هي استقامت و حدقت بي بعينيها الدامعة
" أنا أكرهكِ ..... أكرهكِ و لن أكون لكِ سوى ثمرةُ ألمْ "
قالتها و ركضت ناحية الباب و أنا استقمت و حاولت ايقفها و لكنها غادرت و أنا وقفت في الشارع و ناديت بصوت باكي عليها و لكنها تركت كل شيء و غادرت ، تركتني خلفها ،سمعت فقط صوت بكائها و أنا قلبي تحطم لقطع تناثرت على مسرح الحياة
ضممت نفسي بذراعي و بكيت بقوة بينما لا يوجد بقلبي سواها
" أماي أرجوك عودي "
و لكنني وجدت نفسي لوحدي فعدت للمنزل و بمجرد دخولي الهاتف كان يرن فاقتربت بسرعة و لم يكن سوى بيكهيون فأجبت بسرعة
" بيكهيون أرجوك ساعدني "
فأجابني بصوت قلق
" ماذا هناك يون ؟ "
" أماي ..... أماي غادرت و لم تكن أبدا في حالة جيدة "
" يون أخبرتك ألا تتصادمي معها "
" أقسم أنني لم أقصد .... هي استفزتني و أنا لم أدرك كيف صفعتها "
" حسنا اهدئي حبيبتي و أنا سوف أبحث عنها و نأخذها للطبيب "
أقفل الخط و أنا وضعت الهاتف و جلست هناك بيأس ، أنا أم سيئة ، لقد جرعت لطفلتي الألم حتى أصبح جزء لا ينفصل عنها و بعدها كنت أنانية و فكرت فقط بنفسي
*
أماي :
يون تخلت عني نهائيا ، هي لم تصدقني و رغم ما رأته بعينيها صدقته هو ، لقد اختارت من تريد في حياتها و حان الوقت لأختار وجهتي أيضا ...... من قبل كنت أغيب طوال اليوم و عند نهايته أعود لحظنها و لكن هذه المرة حضنها أقفل بوجهي ، لم يعد لي أي مكان ..... و مثل كل مرة أنا فقط ذهبت و وقفت بمدخل كراج الدراجات النارية
" نام جيك "
هو الذي كان يصلح احدى الدراجات التفت لي بعد أن استقام و أنا أجهشت بالبكاء و ركضت له فاستقبلي بحضنه
" أماي "
" أبقني بجانبك أرجوك ...... "
" ما الذي حدث ؟ "
" أنا وحيدة "
و هكذا هو احتضن وحدتي و تركني أمكث لديه في الكراج ، ننام معا على سريره و نأكل سويا من طعامه ، لم يقترب مني و سايرني بكل جنوني ، فقط كان يضمني عندما أبكي و يضحك عندما أريد أن أمزح معه لعلني أتخلص من صوت يون و صورتها
بعد مرور ثلاثة أيام من مغادرتي للمنزل و في المساء دخل نام جيك للغرفة المرفقة مع الكراج ، أسند نفسه على الاطار بينما يضع كفيه بجيوب بنطاله و أمال رأسه
" أماي السباق اليوم و أنا ليس لدي رفيقة "
حدقت به و ابتسمت بسخرية
" و لكن خطتك فاشلة يا ذكي "
" أخبرتك أن نتخلص منه بطريقة أخرى و لكنك رفضت "
" اسمع مهما كنت سيئة أنا لست مجرمة "
" دعينا من كل هذا و تعالي سوف نستمتع "
" أنا متعبة "
قلتها و تركت نفسي أتمدد على السرير و هو اقترب ليسحبني و جعلني أنزل عنه و ضم وجنتي بكفيه ثم اقترب ليقبلني ، أنا لا أشعر بأي عاطفة تجاهه و كلما حاول تقبيلي أنا فقط أتذكر جونغ كوك ..... لو كنت فتاة جيدة لكنت جديرة بحبه و لكنني سيئة لذا فقط تمسكت بنام جيك و بادلته تلك القبلة القذرة و التي تجعلني أكره نفسي أكثر
ابتعد عني و ابتسم بينما يسند جبينه على جيني
" هيا ماذا قلتي ؟ "
ابتسمت و أجبته
" حسنا .... سوف أتجهز "
ابتعد عني و أنا أخذت ثيابي و دخلت للحمام ، ارتديت ثيابي المدرسية التي كنت أرتديها عندما جئت إلى هنا و رميت قميصه الأسود الذي كنت أرتديه ، خرجت و هو اقترب ليمسك بكفي و سحبني لنغادر
مرت مدة كنت أتمسك به و أضع رأسي على ظهره ، أغمضت عيني و ظهرت أمامي عينيْ يون الحزينة و البائسة فشعرت بالحنين لها و لكن لا ، لن أجعل عينيها تخدعني لذا فتحت عيني و بعد مدة وصلنا للطريق العام حيث سيكون مقفل هذه الليلة بسبب بعض التصليحات
بدأت الدراجات تتوافد و الليل أسقط ظلامه ، تجهز الجميع من أجل الانطلاق و أنا كنت أجلس خلف نام جيك و الممتع بهذه السباقات هي المجازفة التي نقوم بها ، نحن نخوض السباق بدون أي حماية ، جميع الخوذ تترك عند خط البداية و تراكم على جانب و الفائز يأخذ أغلى خوذة
تقدمم شاب يتردي سترة جلدية يحمل علما أسودأ و وقف في الوسط ، أثار نام جيك و غيره من سائقي الدرجات محركاتهم و نام جيك التفت بجانبية ليتحدث
" تمسكي أماي "
عندها ضممت خصره و الشاب لوح بالعلم لينطلق السباق و تنطلق المتعة ، نام جيك لا يكاد يخوض سباق ولا يربح به ، شعرت بالأدريلانين يرتفع بجسدي فصرخت بحماس عندما تجاوزنا الجميع ، زاد نام جيك من سرعته و شعرت بالهواء يخترق نسماتي فوقفت من خلفه و صرخت بمتعة و لكن فجأة لم أشعر بنفسي إلا و أنا أطير في الهواء و بعدها ارتطمت بالأرض بقوة
شعرت بالألم يسيطر على جسدي و كأن كسرا أصاب جمجمتي ، تنفست بقوة و صعوبة و لم أستطع أن أتحرك من مكاني ، بدأ كل شيء حولي يتشوش و لم يكن واضح أمامي سوى صورة يون .....عينيها كانت دامعة ، كانت تبكي و أنا شعرت بالغصة تملأني و نزلت دموعي ، حركت اصبعي على الأرض و نبست بخفوت
" سامحني يا أمي فأنا لم لست سوى ثمرةُ ألمْ "
أغمضت عيني و شعرت بحرارة دموعي تحرق وجهي و بعدها أغرقني السواد و ابتلعني للأبد ....... ثمرةُ ألمْ
نهاية الفصل الثامن عشر من
" ثمرةُ ألمْ / أسودْ "
لن أقول شيئا غير انتظروا الفصل الأخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro