نتائج تحدي سلام 2021
سلامٌ عليكم يا صُحبةَ الخير
أَولَمْ تَسمَعُوا عمن قال: «طالَ اللقاءُ والقلب متلهّفٌ للقياك.» فلقد وصفت الجُملة مدى شَوقنا إِلَيكُم وللقياكُم، لذا جِئْناكم حاملين معنا الأخبار السارة! عَسَاها تسُر علينا دائمًا. ♡︎
نذَكّركم أولًا بأنّنَا قد فتحنا باب الانضمام للجنة المسابقات، فهل تحبّذون إدارةَ مسابقةٍ وتحدّي ذي نفحاتٍ خفيفةٍ كسلام؟ أو تطمحون لتديروا شيئًا أكبر! في كلّ الأحوال هذه استمارة الانضمامِ بين أيديكم هنا✨.
أمّ الآن فقد جئنا لنُعلنْ اليومَ وبكلِّ فخرٍ عن من شاركوا في تحدّي سلامٍ للعامِ الفائت، فهمْ نجومٌ علّقت بجانبِ هلالِ سلامٍ، لينيروا المكان دومًا بوجودهم، ناشرينَ عبقَ الرّوحانيّةِ في الأرجاء. هذَا الوسمُ البرونزي لكل القصص التّي شاركت واستوفت شروط المسابقة على أكمل وجه، وهم:
قصّةُ «Zain & yazan» للكتابةِ @phoenixsoso
قصّةُ «رحلة البحث عن الإله» للكتابةِ @elaf33021
قصّةُ «الجنة الضائعة» للكتابةِ @Arianagrandalhadad
قصّةُ «رحمة» للكتابةِ @Avuona_X
قصّةُ «صُفوانْ» للكتابةِ @Lyla501
قصّةُ «مدينة السراب» للكتابةِ @marimking63
قصّةُ «إلى طريق السلام» للكتابةِ @Ghos__tblack
قصّةُ «جــود» للكتابةِ @noor_mk17
قصّةُ «للدولة أعداء» للكتابةِ @user72269379
قصّةُ «ما وراء الجبل: أمي» للكتابةِ @Friend-002
قصّةُ «درب سدف» للكتابةِ @sarleen3
قصّةُ «إدراك النداء» للكتابةِ @kpop_adctv
شكرًا لكم، نتطلع لِلمزيد من التقدمِ والمشاركاتِ في تحدّياتِنا✨.
ومن بين تلك تميّزت قصّتانِ بتطبيقها أكبر عددٍ من الشّروط أيضًا، لتنال بذلك الوسم الفضّي، بوركت جهودكم ودام قلمكم نابضًا✨.
وهذه القصص هي:
قصّةُ «للدولة أعداء» للكتابةِ @user72269379
قصّةُ «إدراك النداء» للكتابةِ @kpop_adctv
لمْ ننتهِ بعد، فمَا زال هنالك فائِزون آخرون!
فمن بين تلك القصصِ أيضًا قد برزت ثلاثةٌ أخرى لتنال الوسمَ الذهبي، إضافةً لمراجعةٍ للقصصهم، وهم: -مرتّبون حسب الأفضل-:
_رحمةٌ للكاتبة: « @Avuona_X»
في زمنٍ صار فيه الدينُ لعبةً تتلقفها الأيدي المخربةُ، وتحركها كيفما تشاء، ازداد صياح ذلك الصوت الّذي يصرخ قائلًا:«انزعي حجابكِ، فلن يغضبَ الرب من نيل حريتكِ.»
وينفثُ عبارةَ«أنتِ حرةٌ في جسدكِ» لتصير نارًا تأكل عقول الجاهلاتِ اللائي ما زلن يبحثن عن حقٍّ ضائعٍ بين نشيد حقٍّ مزيفٍ.
الحجابُ ولغته، الفروقاتُ بين الذكر والأنثى، الأحاديثُ التي يؤخذ منها ما يبتغيه المرء فقط، كلّها أسلحةٌ قَبِعَتْ في ترسانةِ مناهضاتِ النسويّةِ، يدرنها كيفما يردن غير مبالياتٍ بكون فوهةِ السلاح الّذي بين أيديهن موجهةً إلى رؤسهنَّ، فهل اللّٰه عبر حكمته الواسعةِ يفرق بين عباده؟ هل الرسول الكريم عرفُ بالعدل حتى بين أعدائه حقًّا هاجم النساء في أحاديثه؟
لربما تملتلكون العديد مِن الأسئلة في هذا الصياغ، ولأجل ذلك حشدتْ كاتبتنا Avuona_X@ كلّ الإجاباتِ والحججِ لتضعها بين أيديكم في نصّ أدبيٍّ خلّاقٍ تحت عنوان( رحمة)، وأيّ رحمةٍ تلك التي أرسلها اللّٰه لنا عبر سطور هذه القصّةِ القصيرةِ ذات الفصول الثلاث التي نضحتْ بروحانيّةٍ عذبةٍ، ونثراتٍ مِن فكرٍ اجتماعيٍّ، لنحصل على مزيجٍ له مِن الجمال وزنٌ.
فكاتبتُنا قد بدأتْ قصّتها بسّرد أفكار بطلةِ قصّتها (رحمة)، تلك الفتاةُ الصغيرةُ التي قيّدها الفكر الرجعيّ الغربيّ، وكبلّتها أسرةٌ لم تعرف عمق الدين، واكتفتْ بسطحه، فأرتنا كيف تأكل الأفكارُ عقلها، وكيف بدأ الفكرُ النسويّ يغزو عقلها، ويحرّضها لمَا فيه مخالفةٌ للدين.
وبين هذه الجنّةُ الوهميةِ، وبين الواقعِ الّذي يفصلها عنها، قررتْ صغيرتنا رحمة أنْ تركز على دراستها أكثر، أملًا في الفوز بجائزةٍ علميّةٍ، وكان لها ذلكَ.
فحكومةُ المملكةُ المتحدةُ كانتْ تعمل على مشروعٍ للسفرِ عبر الزمنِ لأغراضٍ سياسيّةٍ، وكانت رحمةُ كبش الفداء لتلك العمليّةِ، لا لذكائها وفطنتها، بل لأفكارهم الجشعةِ، والدنيئةِ. ولكنّ عقلها وضع حججًا منطقيّةً يغطي بها على الواقع.
أقنعتْ الحكومةُ أهل رحمةَ بالقوّةِ لقبول ذهابها في هذه التجربةِ، وجهّزتْ هي نفسها لليوم الموعود.
انطلقتْ رحمةُ عبر الزمنِ وأثناء تصفحها لكتابِ أدعيّةٍ نامتْ، ولم تستيقظ إلّا على صوت الإنذار، فاستيقظتْ ووجدتْ نفسها عادتْ سنين عديدةٍ للوراءِ.
وأثناء بحثها عن مخرجٍ احتلّ مسامعها صوتٌ يستعبدُ الكيانِ ببهائهِ، وبعذوبةِ ما تحمله الكلماتُ المنطوقةُ، وقد كان ذلك مؤذن الرسول الكريم( بلال بن رباح)، ذلك الّذي يجذب بندائه أرواح المسلمين لا أبدانهم، ولمْ تكن رحمةُ استثناءً.
فتبعتْ الأصواتَ إلى أنْ وصلتْ إلى مجلس الرسول الكريم، وهناك عرفتْ رحمةُ مقدار النعمةِ التي كانتْ محرومةً منها، وكمية النقص الّذي وصمتْ به مناهضةُ النسويّةُ أحاديث الرسول الكريم.
وبعد تركها لنا لنستمتع بحكمة النبي وعدله نقلتنا الكاتبةِ عبر نقلةٍ زمنيّةٍ للمستقبل، حيث لمع نجم رحمة بعد أنْ صارتْ داعيّةً للدين، وتمتْ استضافتها في برنامج منصة (TEDX) وهناك حيث صرخ صوتها في جميع الأنحاء بأنّ الإسلام كرّم المرأة، وجلستْ تشرح أحاديث الرسول الكريم، النسويّةِ وأصلها، أنواعها، وأشكالها، ليشكل لقاؤها هذا بؤرة لإجابات جميع المشككين، وضربةً للمغالين في الدين والمحرّفين فيه.
وعندما يعلو صوتُ الحقّ، لا بدّ للظالمين أنْ يحاولوا إسكاته، وهنا تمّ إسكات رحمة، مرةً واحدةً وإلى الأبدِ عبر رصاصةٍ اخترقتْ جسدها فشوهته، ولكنّ روحها مُحصنةٌ لم يطأها التشوه.
ولا شكّ لدينا أنّ القصّة قد حفلتْ بالعديد مِنْ المحاسنِ التي لن تكفيها كلماتنا لتظهرها للنورِ، ولكن نذكرُ منها كيف أنّ عنصر التشويقِ والجذبِ في القصّةِ لم يتوقف عن إبهارنا وسحبنا لنكمل السطور، مهما كانتْ طويلةً وذات مواضيع شائكةٍ، إذا أنّها ورغم ذلكَ ما زالت ممتعةً للقراءةِ، وسهلة التقبلِ، كما أنّ أسلوب الكاتبةِ في السّرد لا يمكننا وصفه إلا بالمميزِ.
ولكن كلّ هذا الجمال لم يوقف ظهور بضع ثغراتٍ في بناء القصّةِ منها بناء الشخصياتِ الركيك، وبناء شخصية رحمة الناقص، فنحنُ ومعرفتنا لمَا يجري في أعماقها، نادرًا ما تذكرنا كيف تبدو مِن الخارجِ، إلّا في بضع أماكن متفرقةٍ.
بعيدًا عن ذلك كان بناءُ الزمكان ضعيفًا، فعلى سبيل المثالِ عندما عادتْ بالزمن إلى الوراء لم نحظى بوصفٍ كافٍ لنعلم مدى الفروقاتِ في المباني والبيئةِ بين المملكة المتحدةِ، وبين المدينة المنورة.
ولتقييم قصّة رحمة فنحن نمنحها ثلاثة نقاطٍ ونصفُ النقطةِ كتقييمٍ.
مع تمنينا أنْ تغمركم رحمةُ الدين والعلم عندما تشدّون الرحال بين سطور قصّةِ (رحمة) المميزةِ.
_الجنّة الضائعة للكاتبة:« @Arianagrandalhadad »
هل تساءلتم يومًا كيف ستكون حياتكَ كمسلمٍ فارغةً عندما يغدو كتابكَ المقدس الّذي يملأ قلبكَ بحياةٍ أخرى تجعلكَ تتنهد في وسط زحمةِ الحياةِ ككلّ الكتبِ يستكين على الرفوف لسنين، ويعلُوه الغبار؟
لربما لمْ تفعلوا، ولكنّ كاتبتنا في سطور قصّتها (الجنّةُ الضائعةُ) قد فعلتْ، حيث صحبتنا في رحلةٍ في أعماق قصّتها القصيرةِ، يقودها بطلنا الصغير (جايكوب)، ما بين قسوةِ الحاضرِ، ورحمةِ الماضي، وكيف لا يكون رحمةً وقد كنا فيه أقرب إلى الّذي خلقنا.
كانتْ ثنايا القصّة حافلةً بالروحانيّةِ، مِنْ بدايتها حيثُ الجبل وحيث يعلو صوتُ الأياتِ القرآنيّةِ المرتلةِ لتصلّ إلى قلب (جايكوب) الضائع، وحيث يقابل (العمّ إبراهيم) الّذي منحه بإيمانه وسعةِ قلبه بوصلةً خفيّةً منتظرًا منه أنْ يستعملها ليجد طريقه بين الأشواكِ.
وفي كلّ يومٍ تتغير أفكار اليهود المتعصبةِ التي زرعها والده فيها، وتندثر بنور الإسلامِ حتى بدون علمه، وحينما حان الوقتُ ليشع تغييره مِنْ الداخل للخارج، كتبَ اللّٰه له أن يبحث خفيةً بين أشيا العمّ إبراهيم بعدما بدأ العمل في متجره، ليجد صندوقًا سحريًّا يعيده لمئاتِ السنين إلى عام ستمئةٍ وستةٍ وثلاثين مِنْ الميلادِ.
عاد بالوقتِ مع صندوقٍ يحتوي على بوصلةٍ حقيقيّةٍ وكتابُ القصص التي أحبّها، وحجر صوان، وخريطةٍ تريه الطريق، لكن مجددًا إذا أراد المرء أن يصل إلى مبتغاه، لا بدّ أنْ تخنقه العثرات ليعرف قيمةَ هو الإيمان، ولهذا وضعه اللّٰه في محنة الأسر التي كان يعاني منها المسلمون سابقًا، ليرمى في عربةٍ يتم استعمالها كسجنٍ لأحد مساعدي قائد المسلمين، وسيف اللّٰه المسلول (خالد بن الوليد).
(يوسف) ذلك الرجل الّذي امتلأ قلبه بحلاوةِ الإيمان، فأبى أنْ يخون دينه وقائده، فصار أثيرًا يتجرع المهان مِنْ الجنود، لكنّ إيمانه العميق باللّٰه تمتْ مكافئته بإرسال جايكوب له.
كان جايكوب يغرق في روحانيّة الإسلام، فاللّٰه أعدّ له يوسفَ كمصباحٍ ينير له عقله، وأعدّه ليوسف يكون منجدًا له، فكان كتابُ الحكاياتِ جنّة يوسف، وكتابه المقدس، وكان حجر الصوان وسيلته ليتيمم ويقابل ربّه.
وحينما حان الوقت فرّ يوسف برفقةِ (سمرقند) التي أخذتْ كأسيرةٍ للمسلمين، وعوملتْ بعزةٍ، وعادتْ وقلبه يملؤه الإيمانُ باللّٰه، لتموتَ شهيدةً وهي تدافع عن جايكوب أمانة يوسف لها.
ذلك الّذي عاد لزمنه وآرضه، وفي رأسه فكرةٌ واحدةٌ، وهي أنّ اللّٰه معه، لذا سيكون مع دينه داعيًّا، وجزءًا مِنْ كيانه.
كثيرٌ مِنْ الأشياء قد راقت لنا بينما نحنُ نتنقل مِنْ حرفٍ إلى آخر في داخلها، بدايةً بكيفيةِ بثّ النور في داخل (جايكوب)، انتقالًا إلى كسر الحواجز التي تفصل بين الأديان السماويّةِ وإعادتها إلى أصلها الواحد، وهو علم اللّٰه، وما راقنا كذلكَ كيف ظهر لنا الإسلام كدينٍ يخاطبُ الفطرة والعقل، وليس مجرد دينٍ يشدّك لتتبعه مكرهًا.
ولا ننسى مِن الذكر الحديث عن أسلوبها المميز في السرد، ذلك الّذي نقلنا بكلّ سلاسةٍ بين أحداثها في العديد مِن المراتِ.
وفي حين قد تزينت قصّتنا ببعض الخصال الحميدةِ، كانت هنالك بعض الشوائب التي أعتلتها، مِنْ ثغرةٍ لاحظناها في أفعال (إسماعيل) بن العم إبراهيم، إذ أنّه قد اتهم جايكوب ظلمًا بارتكاب شيءٍ دون التحقق منه، مكتفيًّا بأقوال طرفٍ واحدٍ دونًا عن بقية الأطراف.
كما أنّ نسيج فكرة الصندوق السحريّ كان ضعيفًا غير متماسكٍ، فتارةً تخبرنا الكاتبةُ بأنّه اختراعٌ، وتارةٌ أخرى تخبرنا بأنّه أداةٌ سحريّةٌ، وشتان ما بين الاثنين.
لذا ولتقييم هذا الكتاب فإننا نمنحه ثلاثة نقاطٍ مِنْ أصل خمسةٍ.
ولا ننسى أنّ نمنحكم الدعوة لتروا بأم أعينكم الوهج المخفي بين سطور هذه القصّة القصيرة.
_رحلةُ البحثُ عن الإلهِ للكاتبة: « @elaf33021 »
تخيلوا معنا أنّكم عدتم إلى الوراء بضعة ملايين سنةٍ، حيث كانتْ الأرضُ ممتلئةً بالناس الّذين عقولهم لا تساوي حبةَ فولٍ، إلى زمنٍ حيث مضى وقتٌ مذ أرسل اللّٰه على الأرضِ رسولًا يهدي الناس إلى عبادته وحده.
ومع هذا الخيال الخصب دعوا سؤالًا وجيهًا يداعبُ عقولكم، دعوها تتساءل عن اللّٰه، وهل كانتْ ستعبدُه دون وجود رسولٍ يخبرُ عن اللّٰه؟ هل كانتْ عقولكم ستهتدي إلى ربّ الخلائق عبر التفكر والتدبر؟
الكثير مِنْ الأفكار تراودكمْ الآن، وهي نفس الأفكار التي احتلتْ عقل بطل قصّتنا( رحلةُ البحثِ عن الإلهِ)، والتي خطّتْ حروفها الكاتبةُ المقتدرةُ elaf33021@، في خمسةِ فصولٍ تلاعبتْ فيها بأفكارٍ روحانيّةٍ لا تنفكُ تداعبُ عقول جميع الباحثين عن الإله.
وقد بدأتْ قصّتها ببطلِنا مجهول الاسم الّذي كان يتشاجرُ مع ناقةِ الشيخِ، أو إله القريةِ كما يزعمون، وفي وسط ذلك الشجار الّذي كانت تبدو فيه معالم الخسارةَ وهي تلوح في عيني بطلنا يظهر مِن اللامكان بخارٌ كثيفٌ أبيضٌ، وتخرجُ(جساماريتكسر189) منه، تلك التي جاءتْ مِنْ مكانٍ متطورٍ تكنولوجيًّا، ولكنّهم روحيًّا متخلفون، ويلهثون دون أنْ يدروا بحثًا عن اللّه.
أثارتْ الفتاةُ ريبةَ وفضول بطلنا بأدواتها وطلّتها، لكن ولمداهمةِ أهل القريةِ لمكانهم ركضوا لمخبأ البطلِ، هناكَ حيث بدأ بطلنا ذو العشرةِ أعوام يخرج ما يكتنفه قلبه مِنْ أفكارٍ حول الكيان العظيم الّذي سوّاه، غير مصدقٍ لإلوهيةِ الناقةِ التي لا تعقل ولا تغني مِنْ جوعٍ.
فتتالتْ الأسئلةُ وكان البطلُ يجيبُ بما يخالجُ قلبه وفكره المتقدِ والتردد يأخذُ حيّذًا في كلماته في بعض الأحيانِ.
وفي منتصفِ الحديث تتعالى أصواتُ أهل القريةِ باحثين عن الصبي، وقد كان صوت والده وابن عمّه أول الأصواتِ التي استباحتْ أذناه، ولعمله بما سيفعلونه به ركض وحياتهُ تعتمدُ على منافسته للريحِ.
لكن لا بدّ أنْ يمسكوا به مهما ركض، وحينما فعلوا ذلك قيدوها والفتاةِ متجاورين وبدأوا بإلقاء السبابِ والشتائمِ في انتظار المقصلةِ لتأتي؛ لتنفيذِ حكم الإعدام عليهم.
وهل تسكتُ الفتاةُ ذات اللسان السليط؟ كيف فقط تفعل وقد تذوق قلبها راحةً ذاتَ لذةٍ مختلفةٍ لم تعرفها قبل وعيه البسيطِ لكينونيةِ الإله، فصرختْ بما في عقلها عن معتقداتهم، ولكنّها في النهايةِ تركتْ بطلنا ليواجه مصيره بعدما استعملتْ الآلةِ التي وصلتْ بها لتلك القريةِ.
بدأت حياةُ الفتى بالهروب مِنْ بين يديه، وقد أحسّ بقربِ أجلهِ، لكنّ اللّٰه كتبَ له نهايةً أخرى، إذْ ارتمتْ والدةُ بطلنا في وجه الموتِ فداءً له، طالبةً منه أنْ يعيش بعدها، ومخبرةً إياه بحرب الأفكار التي كانتْ تخوضها كما يفعل.
ورغم حزن بطلنا على فراقِ أمّه، إلّا أنّ لم يستطع أنْ ينسى ما حطّ في كيانه، فهرب تاركًا القريةَ خلفه بعد أسبوعين مِنْ تلك الحادثةِ، ليجوب الأرضَ بحثًا عن خالقها.
كانتْ المواعظُ والأفكار التي حملتها القصّةُ جزءٍ مِنْ كثير المواضع الجميلةِ التي تزينتْ بها القصّةُ، فلمْ نستطع إلّا أنْ نعجبَ بتفكيرِ بطلنَا ووعيه المشتعل، ولمْ نستطع إلّا أنْ نعجبَ كذلك بغكرةِ الهجرةِ وترك الديار التي لا تتقبلُ دين اللّٰه، إلى مكانٍ آخرٍ حيثُ يمكنُ لنورهِ أنْ يشّع دون حجابٍ.
لكن ومع امتلاكِ القصّةِ لتلكَ المواضعِ الحسنةِ فإنّ بناء الشخصياتِ الركيك لمْ يكن إلا عيبًا قد استكان في كيانِ القصّةِ، فحتى اسم البطل لم نستطع معرفته أبدًا، وكذلك تصرفات البطل التي تتناقضُ على الدوامِ دون خلقِ المبرراتِ الكافيّةِ، وزرع الاقتناع بها في دواخلنا.
ومِنْ أجل ذلكَ فقد حملتْ قصّتنا نقطتين ونصفِ النقطةِ كتقييمٍ لها.
وإذا كانتْ الأسئلةُ التي طرحناها سابقًا تثيرُ فضولكم، وتتلهفون للحصولِ على إجاباتٍ ترضيكم، فقصّتنا هذه هي مبتغاكم دون شكٍّ.
قَبل الختام نودُ أن نشكر كلُّ من شارك في تحدي سلامٍ لعامِ ألفين وواحدٍ وعشرين، فكانت مشاركتهم كمسكٍ لختامِ العام حتّى وأن لم يفز الكلّ بجوائزٍ! حماسهم للكتابة وكلماتهم التي إثرت بِنا كانتْ كافيةً للفوزِ بقلوبنا، فهنيئًا لكم ونراكم في تحدٍّ آخر إن شاء الله.
سيتم إرسال الأوسمةِ لأصحابها على الخاص.
مباركٌ لكم جميعًا✨.
كُنتم معنا في تحدي سلامٍ الرابع وليسَ الأخير، فما زال سلامٌ بجانبكم وينتظركم في رمضانِ هذا العام -بَلّغناه الله وإيّاكُم- فترقَبوه وكُونُوا على استِعدَادٍ وأُهبةٍ لاستقبالِهِ.
دُمتم بصحةٍ وعافيةٍ.♡︎
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro