الفصل السابع و العشرون
مساء الرمادي يا جماعة
*
أحم الفصل الجميع ينتظره لذا لا تتجاهلوا التصويت
*
استمتعوا
سيجونغ :
أبعدت كفي عن وجهي و أصدرت صوتا لأفاجئ جي هيان و هي قهقهت بينما تعيد رأسها للرواء و تضرب طاولة مقعدها الخاص بكفيها ثم تصمت عندما أعيد كفي على وجهي و نعيد الكرة من جديد ليصدح صوتها بأرجاء قلبي و في النهاية لم أستطع مقاومة اغراءها لي فحملتها و قبلت وجنتها الممتلئة بنوع من العنف و هي لم تتذمر بل تمسكت بي
" صغيرة لطيفة ...... هيا قبل أن نتأخر "
سرت بها نحو الغرفة ثم فتحت خزانتها بعد أن وضعتها على الأرض بقربي ، حاولت الزحف و تعنيف فيفي الذي هرب و أنا وضعت كفي تحت ذقني بينما أحاول الاختيار بين ثوبين بسيطين ليقع اختياري في النهاية على واحد ملون بأزهار تناسب أيامنا التي تستعد لتوديع الصيف
أخرجته ثم حملتها و تقدمت لأجلس على السرير و بدأت أحدثها كعادتي و هي تبتسم و تظهر لي أسنانها
" جي هيان .... أنا اشتقت لجدي ماذا عنك ؟ "
عبست و حركت كفها و أنا ابتسمت لأقربها مني بينما أقفل لها الأزرار من الخلف ثم قبلت وجنتها
" لا تكوني غاضبة منه فهو بالتأكيد سيحبك عندما تظهرين له حبك "
تمسكت بي لتضع رأسها على كتفي و ربتت علي بهدوء بيدها الممتلئة و أنا قهقهت بصوت مرتفع
" حسنا آنسة جي هيان الكسولة لن نذهب إليه سوف نؤجلها ليوم آخر "
تنهدت و أنا انتهيت من الباسها ثيابها حتى الحذاء اخترت لها واحدا أبيض بسيط و أنيق ثم وضعت لها مسكة شعر تحمل نجوم صفراء و حملتها لنذهب نحو غرفتي و أتجهز أنا أيضا
وضعتها وسط السرير و وضعت بقربها الوسائد حتى لا تقع و أنا اقتربت من الخزانة لأفتح بابها و تصدر صوت صرير
ابتسمت و صفقت لتبدأ بالرقص على صوت الباب ، قهقت ثم عدت و أقفلت باب الخزانة و هي رقصت من الجديد و هذا ما جعلني أصنع لها لحنا بفتحه و اقفاله و هي رقصت تتحرك في مكانها بدون توقف بينما ترفع ذراعيها و تلهث و أنا كلما تحركت كلما ارتفع صوت ضحكي حتى تعبت و تركت نفسها تتمدد على الوسادة ثم ضمتها أكثر و خرج منها حرف فقط
" با .... "
شهقت بتفاجؤ و وضعت كفي على ثغري و هي عادت لتقهقه من تلك الحركة ، ركضت لها لأضمها و أقبلها
" هل تدريكين أنه مكان سيهون يا شقية ؟ "
و هي تنهدت بتعب و عادت لتضع رأسها على وسادته ، متعلقة هي به و تحبه كثيرا لأنه لا يرى غيرها ، يحبها و يعاملها كأنها ابنته الحقيقية حتى أنها في كثير من الأحيان لا تقبل أن تنام إلا اذا كان بقربها فعطره يؤثر عليها و هذا ما قاله طبيب الأطفال الذي نزوره ..... لأنه والدها الذي يغدقها باهتمامه و حنانه فهي تفتقده بسرعة و تئن ببكاء عندما يغيب عنها
تركتها هناك تلعب بلهايتها بينما تحرك قدميها ترفعهما و أنا أخرجت ثيابي للاستعداد ، ابتسمت و وضعت بجانبها على السرير الثوب و الذي يشبه ثوبها
اقتربت من جهة أخرى من الخزانة حتى أخرج حقيبة يد مناسبة عندها أخرجت حقيبة سوداء كنت قد استخدمتها من قبل ، فتحتها لأتفقد ماذا يوجد بها و حتى أضع داخلها ملفي الطبي عندها وجدت اصبع ذاكرة و عادت ذاكرتي إلى ذلك اليوم الذي واجهت فيه آه يونغ
تنهدت و شددت بتمسكي على الاصبع و شعرت بالانزعاج ، هو يوجد بداخله كل خطايا سيهون و لكن أنا قررت تخطي كل شيء ، لقد قررت مسامحته من أجل الجميع و من أجلي و أجله ..... لأننا كنا ضحية الماضي و سوء تفاهم بسبب الحقائق المعتمة لذا بسرعة أعدته داخل الحقيبة و تخليت عن حملها ثم أقفلت باب الخزانة بسرعة و تنهدت بينما لا أزال أضع كفيّ على الباب
" لا يجب أن نستسلم سيجونغ بعد أن وصلنا لهذه المرحلة ..... أنا قوية ، أنا امرأة لا تموت "
التفت عندها دفع الباب بهدوء و دخل فيفي بينما يسير و يهز ذيله بسرعة ثم قفز على السرير و تقرب من جي هيان ، و أنا بسرعة اقتربت و أخذته أحمله ، ربت على فروه بهدوء و حدثته
" فيفي أنت لا يجب أن تقترب كثيرا من جي هيان ... هي لا تزال صغيرة و حساسة "
وضعته على الأرض فعوى بصوت حزين و أنا نفيت
" لا فيفي يكفي أن جي هيون يتناول طعامه معك "
قلتها بصرامة ليهدأ على الأرض و أنا بدلت ثيابي ثم جهزت نفسي ، حدقت حولي و تذكرت أنني لم أجهز حقيبة جي هيان ، حدقت بها و هي كانت لا تزال بمكانها تتعارك فقط مع قدمها التي ترفعها لذا تمتمت لنفسي
" سوف أذهب بسرعة و أعود "
سرت نحو الباب ثم التفت و تحدثت
" فيفي ابقى بجانبها و أحرسها "
و هو بسرعة استقام ليقفز على السرير و اقترب منها يجلس بقربها و هي مدت كفها عندما رأت فروه الأبيض ، ابتسمت و بسرعة أنا ذهبت و جهزت حقيبتها لأضع داخلها كل احتياجاتها ، أخذتها و عدت لغرفتي لأجد فيفي يحاول تخليص نفسه منها و هي كانت قد تحركت من مكانها لتزحف على بطنها و تمسك بفروه و تضحك بمتعة
وضعت الحقيبة و اقتربت بسرعة أخلص المسكين
" جي هيان يا لئيمة .... أتركيه بسرعة يا فتاة "
فعلا عانيت حتى تمكنت من تخليص فروه منها و هكذا كان لايزال البعض ملتصقا بكفها فتذمرت بوجهها
" أنت شريرة أنظري لشعر فيفي المسكين "
عبست و صفعتني بكفها تلك و أنا سرت بها نحو الحمام ، فتحت الحنفية ثم دنوت بها قليلا حتى أنضف لها كفيها و استخدمت مطهرا حتى أبعد عن كفيها الجراثيم التي التقطتها من فيفي فمهما كنت حريصة على نظافته إلا أنه يبقى حيوان
حركت كفيها بمتعة تحت المياه و شهقت تضحك كلما تغيرت حرارة المياه و أصبح أبرد ، أقفلت الحنفية ثم ابتعدت و عدت بها للغرفة لأجفف لها كفيها
" و هكذا أصبحنا جاهزتين للخروج "
حملتها ثم اقتربت من حقيبتها لأحملها على كتفي ثم حقيبتي أنا و التي لم أغيرها فقط وضعت داخلها ملفي الطبي ، خرجت أسير نحو المطبخ و من على الثلاجة التقطت قائمة احتياجاتنا و فيفي كان يتبعنا حتى وصلنا بقرب الباب فتوقف على العتبة و أنا اقتربت من الباب
حدق فينا بعيني الجراء و أنا تحدثت
" جي هيان قولي إلى اللقاء لفيفي "
هو خرج منه عواء لطيف و بائس ثم خرجت لأقفل الباب ، أغمضت جي هيان عينيها عندما وقعت عليها أشعة الشمس و أنا سرت داخل الحديقة لأقترب من سيارتي ، انها صغيرة و ليست فاخرة ، اقتناها لي سيهون عندما أصبحت أواجه صعوبة في التنقل خصوصا عندما قررنا التخلي عن خدمات السائق و الخادمة فنحن نريد تربية طفلينا في بيئة بسيطة و عملية حتى يستطيعان التعامل مع حياتهما مستقبلا
فتحت الباب الأمامي و وضعت حقيبة الصغيرة ثم حقيبتي و أقفلته و تقدمت من الباب الخلفي ، فتحته أضع جي هيان في مقعدها الخاص بالسيارة ، ربطت لها أحزمة المقعد ثم حزام الأمان و هكذا صغيرتي أصبحت جاهزة ، حدقت بالكيس المثبت بالمقعد الذي بقربها لأخرج لها منه لعبتها ذات الصوت صاخب ثم سلمتها لها و هي أمسكت بها و أنا قبلت جبينها ثم أقفلت الباب
سرت نحو مكاني و فتحت الباب لأصعد و أول شيء فعلته أنني وضعت حزام الأمان ثم عدلت المرآة لتكون جي هيان أمام ناظري ، ابتسمت و هي كانت منهمكة بعض لعبتها
" جي هيان ما الذي تفعلينه لها ها ؟ "
لم تلقي بالا لي و أنا ابتسمت أكثر آخذ حقيبتي و أخذت منها هاتفي ، أكدت الموعد بعيادة دانييل ثم أقفلت الاتصال و شغلت المحرك لننطلق ، كنت أقود بهدوء بينما أراقب الطريق جيدا كما أراقب جي هيان التي تصرخ بملل عندما لا تستجب لها اللعبة ، توقفت أمام الاشارة الحمراء فامتدت كفي للمذياع و رفعت صوته عندما كانت تبث أغنية حماسية و حركت أناملي معها أدندن برفقة ألحانها
ابتسمت بينما أحدق بجي هيان ثم التفت لجانبي عندها لمحت آه يونغ مع مديرة الميتم ، استغربت و عندما التفتت لي المديرة التي كانت تجلس بقرب الأخرى لوحت لي ثم حدقت بالخلف نحو جي هيان و أنا بسرعة رفعت الزجاج و شعرت بدقاتي تتصاعد ...... ما الذي تفعلانه معا ؟ هل تعرفان بعضهما ؟
نفيت و عندما تغير لون الاشارة لم أتحرك إلا بعد أن غادرت السيارة التي كانتا على متنها ، تنهدت و سلكت طريقا مغايرا للذي سلكتاه ، حتى و إن تأخرت عن موعدي فلا يهمني ..... المهم أن تبقى ابنتي معي و لا تؤخذ مني ، حدقت بجي هيان في الخلف ثم تنهدت و قررت نسيانهما فهي كانت مصادفة لا غير
بعد مدة وصلت أخيرا لعيادة دانييل و توقفت في الموقف المخصص ، نزلت بينما أحمل حقيبتي ثم أخرجت حقيبة جي هيان لأضعهما معا على كتفي ، فتحت الباب الخلفي و هي تركت اللعبة تقع و أنت بينما تمد كفيها لي ، دنوت لأفتح لها حزام الأمان و حملت مقعدها من ممسكة خاصة ثم أقفلت الباب و هي ارتفع صوت تذمرها
" هيا صغيرتي تحملي قليلا فحسب "
دخلت للعيادة و استقبلتني عاملة الاستقابل و أنا اقتربت لأتحدث
" آسفة على التأخر كان هناك بعض الزحام في الطريق "
" لا بأس سيدتي الدكتور كانغ ينتظرك "
ابتسمت لها و هي دنت و قبلت جي هيان ثم سرت لأقف قرب مكتبه ، طرقت الباب و هو سمح لي بالدخول ، أطليت برأسي بعد أن فتحت الباب و تحدث
" مرحبا دانييل .... "
رفع رأسه ليبتسم و أنا دخلت و تحدثت
" آسفة على التأخر .... "
" لا بأس سيجونغ ... "
قالها و هو يستقيم من مكانه و اقترب لينحني و أنا وضعت كرسي جي هيان على الأرض و هو أبعد الحزام ليأخذها ، حملها ليقبلها و هي ضربت نظراته
" يا لئيمة لما أنت مثل والدك لا تحبينني ؟ "
عبست و تحركت في حضنه بانزعاج لتمد ذراعيها لي ، أخذتها منه و هو وضع كفيه على وجهه و مثل البكاء و هي ضمتني لتضع رأسها على كتفي و تجاهلته عندها فتح عنيه و تنهد بينما ينفي بيأس
" لا تحبني كأبيها تماما "
" لا تتحدث هكذا هي طفلة "
" لكنها ابنة أبيها فعلا ..... سيهون مصغر "
عبس و سار نحو مكانه ليجلس و أنا كذلك تقدمت و جلست على المقعد المقابل و وضعت جي هيان بحضني و هي وضعت كفها على ثغرها و بدأت تصدر بعض الأصوات كدليل للعبها ، ابتسم دانييل بينما يحدق بها ثم رفع نظراته لي و تحدث
" تبدين مشرقة اليوم "
" هل هذا ظاهر علي؟ "
" أكثر مما تتصورين "
تنهدت ثم قبلت رأس جي هيان و ربت عليه لأتحدث
" أحيانا أعتقد ان علم الجميع بخيانة سيهون لي ثم نظروا لعلاقتنا كيف تحسنت سوف يظنون أنني بدون كرامة "
قلتها و هو تنهد ليتحدث
" أعلم أننا نعيش في مجتمع قاس و لكن بذات الوقت سوف أقول لك أخرجي هذا المجمتع من رأسك .... أنت تعيشين لمرة واحدة فقط ولا يجب أن تعيشيها وفقا لما سيقولونه بل لما يجعلك مرتاحة و سعيدة "
أومات بابتسامة و هو عاد يسألني
" اذا كيف هي حالتك ؟ "
" جيدة جدا "
" و مع سيهون ؟ "
" توقفت عن تفتيش ثيابه و البحث عن دلائل خيانته لي "
" جيد جدا سيجونغ .... "
" كما .... "
قلتها و شعرت ببعض الحرج و هو ضيق عينيه بعدم فهم و أنا قربت ثغري من رأس جي هيان و وضعت فكي عليه ثم تحدث بدون أن أحدق به
" نحن تجاوزنا العقبات في علاقتنا الخاصة "
ابتسم و رفع لي ابهامه و سألني
" اذا أنت تشعرن الآن بالراحة ؟ هل زادت ثقتك به ؟ "
" في الواقع ثقتي لم تزد به بل زادت بنفسي و بسبب هذا أنا أشعر بالراحة "
استمرت جلستنا طويلا و كلما تحدثت أكثر شعرت بالراحة أكثر
*
مينيونغ :
بعد الذي قاله سيهون أنا شعرت أنني تائهة ، كيف لابنتي أن تكون بقربي طوال هذه المدة و أنا لا أعلم ، أتقرب منها ، أضمها و أحبها و لا أعلم أنها تلك القطعة مني التي أخذت كل زهو حياتي عندما اعتقدت أنها وضعت داخل قابر بارد و مظلم ، عندما بكيت كثيرا في كل ذكرى لولادتها و أنا أحمل زهورا بيضاء و لا أعلم حتى أين يجب أن آخذها .....
سرت بيأس و أنا أحمل حقيبة يدي في كفي و أجرها ، بينما في كفي الثانية أحمل نتاج التحاليل و التي أجريت منذ مدة طويلة ....... منذ وقت طويل الجميع يعلم بحقيقتنا سوى أنا وهي ..... أنا و ابنتي التي حرمني منها أبي
واصلت طريقي متجاهلة السائق خلفي و بعد مدة طويلة أنا وقفت أمام منزلها ، أجهشت بالبكاء و وضعت كفي على ثغري بينما أنا أحدق في هذا المنزل الذي نفيت إليه لأنها مدت يدها لطفلة صغيرة رأت بها نفسها ، أغمضت عيني و دموعي سارت على وجنتي لتتسلل كفي من على ثغري نحو قلبي و تربت عليه
تقدمت نحو المنزل و فتحت البوابة الحديدية أدخل للحديقة و تقدمت ، وقفت أمام الباب و وضعت كفي على الجرس لأشعر أن قلبي يدق بقوة و ينتظر أن تفتح بينما ترسم ابتسامة على وجهها و تحمل ابنتها ، انها صورة تعودت عليها و لكن أول مرة سوف أرها كابنتي سوف أضمها لقلبي و في المقابل لا يمكنني اخبارها لا يمكنني البكاء بصوت مرتفع بحضنها و لا وضعها بحضني لأربت على جروحها
رن الجرس و هي لم تفتح و أنا تنهدت بيأس ثم التفت و تقدمت ، نزلت الدرجة الأولى و جلست هناك بيأس ، أسندت ذراعي على قدمي لأسندي نفسي عليهما و حدقت في كل شيء حولي بينما لا شيء يهمني في هذه اللحظة سوى رؤيتها و ضمها لي
أغمضت عيني و تنهدت بحرقة و بعدها سمعت صوت سيارة و الباب يفتح لتدخل و أنا فتحت عيني و رفعت رأسي و كانت هي بالفعل ، توقفت و حدقت نحوي بتعجب فهي لم تتعود على رؤيتي بائسة لهذه الدرجة ، وقفت و بسرعة وضعت النتائج داخل حقيبتي و مسحت دموعي و هي نزلت من السيارة و تحدثت
" عمتي ..... لما لم تتصلي بي و تخبريني أنك قادمة ؟ "
ابتسمت و نفيت و هي تقدمت من الباب الخلفي ، فتحته و أخذت جي هيان ، اقتربت مني بينما تحملها و ابتسمت لتقف أمامي
" هل تأخرت ؟ "
لم أستطع ضبط نفسي أكثر و اندفعت نحوها لأضمها هي و طفلتها و أجبتها بصوت متعب و بائس
" كثيرا ..... لقد تأخرتي كثيرا يا سيجونغ "
شعرت بكفها على ظهري تربت عليه و تحدثت
" عمتي .... لما أنت حزينة هكذا ؟ "
شددت على حضني لها و لم أستطع اجابتها ، فقط بكيت ليرتفع صوتي و مصاحبة لصوتي ارتفع صوت جي هيان كذلك لتبكي
" سيجونغ ....... سيجونغ "
قلتها من بين بكائي و صوتي المرتفع من شدة ألمي و هي ربتت مرة أخرى على ظهري و تحدثت
" عمتي ما بك ؟ أنت تخيفين جي هيان "
*
جلست في غرفة المعيشة و أنا أجفف دموعي و سيجونغ جلست أمامي بينما تتعلق بابنتها و حدقت بي بنظرات خائفة
" هل تشعرين بتحسن عمتي ؟ "
و كلما قالت عمتي أنا أشعر بشيء يخنقني و الدموع تعود بسرعة لتتجمع داخل عيني ، أومأت بدون صوت و عدت لأجفف دموعي قبل أن تنزل مرة أخرى
" ما الذي يحدث معك عمتي ؟ لما تبدين تعيسة ؟ "
نفيت و تحدثت بصوت تملأه بحة قهر
" تذكرت ابنتي ... "
ترهلت كتفيها ثم استقامت و جلست بقربي لتمسك بكفي بينما جي هيان كذلك وضعت كفها الصغيرة على كفي و تحدثت لتجعلني أحدق بعنيها و بملامحها ، كيف كنت عمياء و لم ألاحظ مدى تشابه روحينا ، مدى تشابه عينيها مع عينيه و ابتسامتها مع ابتسامته
" هل هي ذكرى وفاتها ؟ "
نفيت و أجبتها
" هي ليست ميتة "
" أعلم عمتي هي لا يمكن أن تموت بقلبك "
أومأت بخيبة فقد تأملت أن تكون تعلم بالفعل و لكن هي تحدثت من منطق الأم و أنا لأول مرة أختبر شعورة الأمومة ، أنا أم و جدة بالفعل
ابتسمت ثم وضعت جي هيان بحضني و تحدثتْ
" سأبقيها معك ليتما أحضر لك عصيرا طازجا "
أومأت لها بابتسامة مرغمة و هي غادرت و أنا حدقت بها من الخلف ، أغمضت عيني و تذكرت كل كسراتها كل دموعها و يأسها و ما جعل دموعي تسقط بقوة هي ذكرى قديمة ..... ذكرى كانت لا تزال سيجونغ بعمر جي هيون لا بل اصغر منه
// ...... كان يوما صيفيا بكى فيه سيهون كثيرا لأنه يفتقد أمه ، عانيت حتى جعلته ينام أخيرا ثم خرجت بينما أسير بتعب و حزن طغى على هذا المنزل ... أخي و زوجته فقدناهما في يوم واحد و هذا ثقيل على قلب سيهون الصغير ، ثقيل على قلوب الجميع فبرمشه عين كل شيء اختفى
نزلت الدرج و أبي كان يجلس بغرفة المعيشة و يدخن سيجاره بشراهة فمنذ حصل ما حصل هو يجلس بذلك المكان و لا يفعل شيء سوى التدخين و عندما يتحدث يسألني فقط عن سيهون
وقفت كثيرا هناك أحدق به ثم نفيت بيأس و سرت نحو الباب و فتحته ، خرجت و سرت نحو الحديقة المزهرة عكس أيامنا التي حل عليها الخريف
تقدمت نحو الأرجوحة التي علقت بغصن الشجرة القوي ، جلست عليها و تنهدت لأمسك بكفي حبلها الجانبي و وضعت رأسي على كفي و تحركت بهدوء ، أغمضت عينيّ و تسللت دموعي بينما كل الذكريات تهاجمني ، قلبي أصبح صحراء اختفت منه كل الواحات واحدة تلوى أخرى .......... لا يوجد الآن أي شيء بحياتي يدعو للفرح و السعادة ، أي شيء يدعو للعيش
مر وقت و أنا على حالي و دموعي لم تتوقف حتى شعرت بكف صغيرة على كفي التي بحضني و عندما فتحت عيني كانت سيجونغ ذات الست سنوات تحدق بي و عابسة بينما دموعها تملأ وجنتيها ، مسحت دموعي بسرعة ثم حملتها لأضعها بحضني و وضعت كفي على وجنتيها أمسح دموعها و سألتها
" لما تبكين سيجونغ ؟ هل ضايقك أحد ؟ "
نفت بدون أن تجيبني و وضعت رأسها على صدري لتتمسك بي ، ضممتها بقوة لأغمض عيني ّ فهي طفلة كتومة رغم ضحكتها الرنانة ، هي حزينة رغم ابتسامتها
قبلت رأسها و تحركت بالأرجوحة لأعاود سؤالها باصرار
" ما الذي يضايقك سيجونغ ؟ "
ابتعدت عن حضني و أنا توقفت لأحدق بعينيها التي تحدق بعيني و تحدثت بقلة حيلة و يأس
" هل سيهون لم يعد له أم مثلي ؟ "
عجزت عن اجابتها و فقط ضممتها لي ثم أعدت رأسها أسنده على صدري ، قبلته و هي تنهدت لتلتزم الصمت لبعض الوقت فقط ثم تحدثت
" أنت ستحبين سيهون ولن تكرهيه مثلما يكرهني أبي أليس كذلك ؟ "
أبعدتها عن حضني و بعينين مستغربتين تحدثت
" سيجونغ كيف تقولين هذا عن والدك ؟ هو يحبك كثيرا "
نفت و حركت كتفيها برفض
" لا هو لا يحبني هو يضربني و يرفض ضمي أو تقبيلي "
عندها ضممتها لي و قبلت وجنتها
" ربما هو فقط حزين و مشغول بالعمل لذا أنا سوف أضمك و أقبلك حسنا ؟ "
أومأت موافقة ثم رفعت ذراعيها لتضم رقبتي بهما و شعرت بقبلتها على وجنتي لأبتسم بسعادة بينما عيني بكت دموعي و ضممتها بقوة أكبر ........ //
لقد كنت أضم جي هيان بقوة في حضني و هي كانت تبكي ، أنا كنت غارقة في تلك الذكرى و لم أنتبه لمعانات الصغيرة بحضني حتى وضعت سيجونغ كوب العصير بقربي على الطاولة و تحدثت بلوم
" عمتي ما الذي دهاك أنظري كيف جعلتها تبكي "
قالتها لتأخذها مني و ربتت عليها بينما تضعها بحضنها و الصغيرة بدأت تهدأ و وضعت رأسها على صدرها و تمسكت بكفها الصغيرة بثوبها لتبدأ باغماض عينيها و أنا تنهدت لآخذ كوب العصير و أمسكه بكلى كفيّ
" عمتي تبدين غريبة جدا اليوم ما الذي يحدث لك ؟ "
" أنا بخير سيجونغ .... فقط أحتاج لبعض التغيير "
" ما رأيك أن تذهب في رحلة لعواصم الموضة ؟ "
نفيت و ابتسمت بسخرية
" لا أريد ..... أنا أريد أن يحيطني الدفء سيجونغ "
قلتها و رفعت نظراتي لها ، ابتسمت ثم مدت كفها لي و أنا تمسكت به بسرعة و هي تحدثت
" ما رأيك أن تقضي بعض الأيام معنا ؟ جي هيون و جي هيان سيكونان سعيدين "
أومأت بابتسامة سعيدة رغم تعاستي ثم وضعت كوب العصير و عدت لضمها هي و ابنتها
" صدقيني سيجونغ أنا أحبك كثيرا "
" أنا أعلم عمتي "
نهاية الفصل السابع و العشرون من
" امرأة لا تموت "
لا تتجاهلوا التصويت
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro