الفصل الثامن
مساء الخير قرائي الغاليين
استمتعوا و ضعوا بجانبكم أكواب الليمون
*
الانسان منا تعود وضع برواز معين لصورة يريد للناس رؤيته عليها
حتى و لو لم تكن تلك الصورة هي حقيقتنا لكننا أردنا ذلك و بشدة
و اليوم اكتشفت أن ميوك مجرد امرأة تناقلتها كفوف الزمن قبل أن تحاول الظهور بمظهر القوية و المرأة التي تحمل في قلبها الكثير من الشرّ
أتضح أنها تحمل في قلبها من الخذلان ما يجعلها مجرد برواز ، صورة سوف تتحول لرماد بمجرد نفخة زمن أخرى قوية
ميوك كانت عود ثقاب تم اشعاله و سونغ هون نفخ عليه واضح ذلك و إلا ما أقدمت على ترك نفسها و قلبها ليقع في المحظور معي
كنت أشرف على الشواء في الباحة الأمامية للمنزل بينما دانبي و سوبين تطوعتا لتجهيز الطاولة و أنواع من السلطة
أما ميوك جا فقد اختفت منذ وصولنا و قالت أنها متعبة و تريد أن تخلد للراحة
لا أعتقد أنها تفعل ذلك إلا لأنها بدل شعورها بالراحة تشعر بالثقل لأنها أفرجت عن سرها ، صحيح أنه سر يخصها و لكنه سرّ سيكون كفيل باسقاط سونغ هون في الهاوية بدون أن يتمكن من العودة
إنه أقوى حتى مما خططت له ، لكن عليّ التأني ، علي معرفة القصة كاملة و الالمام بجميع تفاصيلها حتى لا يكون لسونغ هون أي طريقة للفرار من الفخ
هو فقط سوف يدفع ثمن أفعاله الماضية
" أبي أريد أن آكل الكثير بدون توقف "
قالها داي ليضرب بطنه بكفيه فالتفت له و ابتسمت مقتربا منه ، دنوت لأفتح له حضني فاقترب أكثر و لجأ لي لأضم ذراعي حوله و قبلت وجنته
" أخبرني ما القدر الذي يمكنك أكله ؟ "
" الكثير "
" كم يبلغ قدر هذا الكثير ؟"
" بهذا الحجم "
قالها ليفتح ذراعيه مهولا الأمر فضحكت مقهقها
" أيها المدّعي الصغير هذا الحجم أكبر حتى من الغزال المشوي "
و بينما نحن كذلك سمعنا صوت سيارة تقترب فاستقمت ممسكا بكف داي و التفت نحو الصوت حينها لم تكن سوى سيارة سونغ هون و من خلفه سيارة حرسه الخاص ، إنه يصدق منذ الآن أنه سيكون رجل كوريا ، الأحمق لا يدري أنه يملك قنبلة موقوتة عند انفجارها لن تتررك الأمور على حالها
الكثير و الكثير سوف يجعلك في قاع الجحيم سونغ هون
" لقد وصل العم تشو "
قالها داي و أنا أعدت نظراتي له مومئا ببسمة صغيرة ثم نظرت لسونغ هون الذي نزل مقتربا من مكان وقوفنا أنا و داي ، وقف أمامنا أخيرا ليعبث بخصلات داي فتركت كفه و ضممت كتفيه الصغيرين ، في النهاية هو رجل لا يؤتمن
" كيف كان يومك في الصيد ؟ "
" هذا يعتمد على يومك كيف كان في الحزب ... يبدو أنهم لن يتركوك تستمتع بعطلتك القصيرة "
" يبدو هذا يا صديق "
ابتسمت فأخرج كفه من جيبه و أشار نحو الداخل
" أين ميوك أنا لا أراها هنا ؟ "
حينها التفت خلفي بجانبية محدقا بطرف عيني بالمنزل لأرفع كتفي متظاهرا بعدم معرفة ما يجري
" لقد خلدت للراحة ... يبدو أنني أتعبتها و هي تحاول مجاراتي بعد رحيلك "
" ميوك مهما بدت لك قوية في النهاية هي مجرد امرأة هشة "
أومأت له بدون أن أقول شيء فرفع كفه
" سوف أغير ثيابي و ننضم لكم على العشاء "
" أسرع عم تشو قبل أن آكل كل اللحم "
قالها داي فابتسم الآخر له ثم غادر و في طريقه للداخل توقف متحدثا مع ابنته قليلا ثم دخل و أنا التفت محاولا الانتهاء مما أفعله و بين الفينة و الثانية أجدني أنظر نحو الباب ، بل كنت مترقبا خروج ميوك ، أريد رؤية وجهها ، ملامحها ، لا أريدها أن تكون منهارة ، أريدها قوية قادرة على التحمل فالقدر وضعها حجر في رقعة شطرنج يحركها تارة سونغ هون و في غفلة منه سوف أضرب بها كل حصونه
بعد وقت و بعد أن بات كل شيء جاهز انظما لنا أخيرا و لأول مرة أرى ميوك ترتدي ثيابا عادية ، تنورة تصل لأسفل ركبتيها واسعة قليلا ، كنزة قطنية و فوقها سترة خيطية غليظة ، شعرها الناعم ذو اللون البندقي تركت خصلاته مرة أخرى و لا يوجد على وجهها مساحيق التجميل التي تعودت أن ترسم بها ملامح القسوة
أجدها امراة جميلة في كل حالاتها و أنا رجل يقدّر الجمال ، يقدر اللمسة التي يجب أن تحط عليه و لمسة سونغ هون واضح أنها ليست تلك اللمسة التي تنتظرها ميوك
رفعت نظراتها ناحيتي فرسمت شبه بسمة لترد بواحدة خافتة تكاد لا ترى ، جلسنا جميعا على الطولة و هذه المرة دانبي جلست بجانبي ، لقد كانت الطاولة مستديرة فلم يكن رأسها يمثله أي شخص منا ، ميوك دائما سيكون مكانها بجانب زوجها و على جانبه الآخر ابنته ، بقربها داي ثم أنا فدانبي لتكون ميوك بجانب دانبي
امتدح سونغ هون الشواء و اللحم و دانبي كانت اليوم كثيرة الكلام مقارنة مع باقي الأوقات التي جلسنا فيها مع الجميع ، حتى أنني استشعرت شيء تحاول اثباته ، كأنها بدأت تؤلف قصصا لم تقع بيني و بينها ؟
" اذا حبكما بدأ بالجامعة ؟ "
فردت هي بعدما تساءل سونغ هون
" أجل ... في تلك السنوات التي كانت صعبة على كوريا و على كثير من الشباب أنا كنت بجانب تشانيول دائما "
قالتها لتلتفت لي و ابتسمت تضع كفها على كفي فرفعت نظراتي الباردة رامقا اياها فوسعت من بسمتها ثم وجدتني أنظر نحو ميوك التي نظراتها كانت على كفينا
رفعت حاجبيها و هاهي تعلق أخيرا منذ جلوسنا
" الرجل لن يستقيم و يسير في طريق النجاح ما لم تكن خلفه المرأة الصحيح وجودها في حياته "
" كلام ميوك صحيح "
قالها سونغ هون و اقترب رافعا كفها مقبلا اياه أمامنا و أنا فقط رسمت بسمة لأبعد كفي من تحت كف دانبي
" لكن بحياتك يوجد امرأتين كما أرى "
قلتها ناظرا نحو ابنته التي لا تزال تتخذ الجانب الهادئ في هذه الرحلة لترد
" في النهاية أنا ابنته و لن أكون ذات دور كبير "
" فقط من أخبرك بهذا ؟ "
قالها ليترك كف ميوك أخيرا و اقترب يقبل وجنة ابنته ، كل ما يفعله أنه يقبل كف هذه و وجنة تلك متظاهرا بالفضيلة و أنه رجل تتمناه أي امرأة و أي فتاة ، أدري أن ما يجري الآن له كواليس ، مثل كواليسي أنا و دانبي
شعرت أنني غير مرتاح بتاتا فجأة و تمنيت لو تنتهي هذه الجلسة ، وددت لو يختفي الجميع فجأة ولا يبقى أمامي سوى ميوك ، ليس حتى أستخرج منها مزيدا من الأسرار ، أبدا لأنني أحتاج أن أتقرب منها ، أحتاج أن أذوب في نزوة و حب كاذب مع أنني رجل بات لا يؤمن بالحب ، الوثوق بامرأة سيكون صعب عليّ
مرة أعطيت قلبي و لكن خيبتي كانت كبيرة ، القهر عندما ترى أنت خيبتك كبيرة و لكن غيرك ، السبب المتسبب بها سوف ينظر لما حدث أنه مجرد أمر صغير ، بل سيقول أن الأمور تختلف باختلاف وجهة نظر كلا منا .... كان هذا تماما ما قالته هيجي بدون أن تقوله ، قالته بتصرفاتها و أنا سحبت نفسي
ركضت نحو دانبي التي ركضت خلفي كثيرا و حاولت معي أكثر ، كانت وقتها فرصة جيدة حتى يشفى قلبي و أخرج من الحفرة التي وجدتني داخلها بدون أن أتمكن من الصعود منها
و من نظري نحو الماضي لم تخرجني سوى لمسة داي الذي نبس بوع من التعب
" أريد الجلوس بحضنك أبي "
" داي أصبحت كبيرا فعلا عزيزي "
قالتها دانبي معترضة لكنني ابتسمت و وضعت شوكتي و سكيني فاتحا حضني له
" مهما كبر سيكون حضني دائما مفتوح له "
قلتها لأضعه بقلبي بدل حضني فقط ، قبلت جانب رأسه و هو أسند نفسه على صدري ، صدري الذي يحمل قلبا لا يتسع لشخص سواه ، الحب الوحيد الذي ما زلت أؤمن به هو حبي لابني ، هو عشقي له و لتفاصيل وجوده في يومي ، بسمته التي تصنع بهجتي الحقيقية و نظرته التي تمدني بالأمان الذي ينقص حياتي
استمرت جلستنا و داي بعد وقت ليس بالطويل غط في النوم بالفعل و أنا قبلت جبينه عندما تفطنت لنومه لأستقيم بينما أحمله
" سأضعه بمكانه و أعود "
و دانبي بسرعة استقامت
" سوف أرافقكما "
لكنني نفيت بسرعة و نوع من الحدّة
" ابقي فأنا أود أن أكون مع ابني لوحدنا "
بعد كلماتي تلك هي ظهر عبوسها و غضبها على ملامحها و حدقت بمن حولي كيف يحدقون بي فرسمتُ بسمة بدون داعي
" ارتاحي دانبي "
انصرفت بينما أشعر أن نظراتها الحارقة علي و لكنني ما إن وصلت للباب حتى توقفت و التفت بجانبية لأجد نظرات ميوك جا هي التي كانت عليّ ، رسمت بسمة بدت حزينة ثم أشاحت بنظرها مستجيبة للحديث الذي كان يقال و أنا فتحت الباب و دخلت
صعدت نحو الغرفة التي خصصت لداي و ما إن وضعته في مكانه محاولا الابتعاد لأضع عليه الغطاء حتى تمسك بكنزتي و فتح عينيه الناعستين
" أبي ابقى معي "
ابتسمت له ثم قبلت جبينه و تمددت بجانبية برفقته و هو تقرب مني أكثر ، وضع كله بداخلي و آه لو تدري يا فتايا الصغير كم تعني لي لمساتك ، كم تسعدني كلماتك و كم يدفعني تمسكك بي لأتمسك بالحياة و إن كانت حياة بائسة لا تقوم إلا اذا دسنا على غيرنا
" أريد أن أسمع منك حكاية أبي "
" الحكاية توقفت يا داي "
قلتها محدقا بعينيه و هو نفى مغمضا عينيه
" اختر حكاية أخرى و لكن لا تجعلها حزينة "
" كل حكايانا حزينة يا داي "
" غير نهايتها و اجعلها سعيدة أبي "
خللت أناملي بخصلاته و ابتسمت و وجدتني أحكي له حكاية ما كانت لتكون سعيدة ، أخاف عليه خيبات الأمل و لطمات الزمن ، أريده أن يشبّ قويا و بذات الوقت نقيا ، لا أريده أن يكون مثلي
هذه حقيقة كل الأباء حتى لو كانوا سيئين للغاية ، نحن نريد لأبنائنا أن يكون أفضل منا و يحققون ما عجزنا نحن عن تحقيقه ، أن يحضوا بكل ما تم حرماننا منه ... لأجل هذا كله نحن سوف سنكون سيئين بدون أن نسمح لصوت الضمير أن يعلو
بدون شعور كان الوقت قد مرّ و داي نام بعمق ، وحدي وجدتني فاستقمت مبتعدا عنه ، رتبت غطاءه عليه و قبلت وجنته لأغادر غرفته بهدوء بعد أن أطليت من النافذة على الباحة الأمامية و اتّضح أن الجميع قد خلدوا للنوم
أقفلت الباب بهدوء و ما إن التفت أغادر الممر حتى سمعت صوت تحطم شيء قادم من الغرفة الرئيسية الموجودة بالممر ، و تلك الغرفة لم تكن سوى غرفة ميوك و الحقير زوجها
رفعت رأسي و نظراتي نحو الباب فسمعت صوت ميوك مخنوقا
" ابتعد عني سونغ هون "
اقتربت بسرعة من الباب رافعا كفي مقربا اياه من المقبض
" ما الذي يحدث لك ميوك ؟ ... بت تصديني كثيرا كلما تقربت منك "
" أنا متعبة "
" لم تكن هذه حججك من قبل ، كنت تتوقين للوقت الذي أتقرب فيه منكِ "
" وقتها كنت ألا أزال أصدقك ، لكن أنت يا سونغ هون رجل مستغل "
" أنتِ زوجتي "
" لكنك لم تعاملني يوما على هذا الأساس "
شددت على كفي و لا أدري لما غضبت كثيرا ، حتى أنني أغمضت عيني و رأيتُني أدخل و أمسك بكفها ، أسحبها مبتعدين لكن كل ذلك لم يكن سوى خيال ... ميوك منذ البداية هي زوجة رجل آخر ، امرأة لا تنتمي لي ففكر فقط بمصلحتك و السبب الذي جعلك تتقرب منها ، استمتع في الوقت الذي يغفل فيه زوجها و أتركها له لأنها ملكه في النهاية
تراجعت مغادرا و وقتها سمعت صوت صفعة و شهقتها ليكون صوته شرسا و أنا هربت حتى لا أسمع صوتها
كان من الواضح أن علاقتهما يشوبها الكثير من الأسرار السوداء
أخذت زجاجة نبيذ من الخزانة التي تحمل كثيرا من الزجاجات و غادرت المنزل ، تقدمت في الباحة التي كانت فارغة حتى من رجال سونغ هون ثم جلست على غصن شجرة قديم و ارتشفت منها محاولا طرد صوتها ، محاولا طرد أفكاري التي لا تغادر عقلي
لا يمكنني أن أكذب على نفسي ، منزعج جدا لأنها معه الآن ، و بل أرغب لو كانت معي أنا لا هو
أغمضت عيني رافعا رأسي أرتشف من الزجاجة و عندما فتحت عينيّ رأيت ضوء غرفتهما يطفأ فأبعدت الزجاجة و رميتها بغضب على الأرض
" تبا "
ضممت كفي معا مشابكا أناملي و حدقت في الأرض أمامي لكنني في ذات الوقت سمعت صوت الباب يفتح ثم خطوات هادئة تنزل الدرج ، توقفت لبرهة لكنني سمعتها تقترب مني ، لابد أنها دانبي أتت تعكر ما بقي من صفو في يومي لكن صوت دانبي ليس هو ما سمعته
" هل كنت أنت من أصدر صوت التحطيم ؟ "
و عندما رفعت نظراتي توسعت عندما كانت ميوك جا ، ميوك جا و مظهرها كما كانت على العشاء ، بذات ثيابها و شعرها لم يزره تبعثر فوجتدني أستقيم من مكاني و أسحبها لي مقبلا إياها بقوة
*
شخص واحد هو من سنتمكن من حبه و اعطائه كل مشاعرنا
اعتقدت أن هذا حدث مع سونغ هون لكن اعتقادي كان خاطئ و ساذج للغاية
عندما أقف و أحدق بهذا الرجل الشاب ، عندما أتأمل ملامحه و أصغي لكلماته أشعر بشعور لم أشعره من قبل ، حتى شعوري و أنا مجرد صبية مراهقة مقبلة على الحب لم يكن مثلما أشعر الآن
تأخر تشانيول بعد أن صحب ابنه للنوم و أنا في اللحظة التي استقام فيها مغادرا تمنيت لو يمكنني مرافقتهما لكنه رجل لا يحب أن يكون بينه و بين ابنه شخص ثالث ، حتى زوجته عاملها بطريقة قاسية للغاية و أبعدها عنهما ، زوجته التي حاولت بلع حزنها من رد فعله أمامنا جميعا
تأخر كثيرا فانسحبت أولا مغادرة نحو غرفتي ، مررت بغرفة داي و وجدتني أقف خلف الباب ، أسندتني عليه و استمعت لحديثهما ليس تطفلا و لا تجسسا لكن لأن هناك مشاعر بقلبي مشتتة ، هذا الصبي عندما رأيته أوقظ في قلبي من جديد مشاعري المحترقة ... أريد أن أكون أما
سحبتني نحو غرفتي و ما هي سوى دقائق جلستها على المقعد بجانب النافذة حتى فتح الباب و دخل سونغ هون الذي قال من قبل أنه متعب و سوف يخلد للنوم ... هذا ما اعتقدته إلى أن تقرّب مني و دنى يبعد سترتي الخيطية عن كتفي و رسم قبلات على كتفي ، قبلات شعرت أنها سكاكين تنهشني
صعب علي أن أسلمه نفسي بعد أن بت أكنّ في قلبي مشاعر مختلفة لرجل مختلف ، رجل أصغر بكثير من سونغ هون ، إنه أصغر حتى مني و لكنني أتجاهل ذلك الزمن بيننا
استقمت مبتعدة و مبعدة سونغ هون عني فانزعجت نظراته نحوي و أنا نبست بخفوت
" أنا متعبة و سوف أخلد للنوم "
قلتها محاولة الهرب من أمامه لكنه جذبني له و وجدتنا نتجادل إلى أن انتهى جدالنا بصفعه لي بقوة و شهقة خرجت مني
رفع سبابته بوجهي و نبس بكل تهديد
" لست أنا من أُرفض ... لا تعتقدي أنكِ سوف تكونين قوية و يمكنك فعل ما تريدين ... أنت ملك لي ميوك ، أنا من التقطك من مستنقع العهر و صنع منك امرأة محترمة "
امتلأت الدموع بعينيّ لكنني شددت على شفتي بأسناني و قاومت حتى لا يرى دموعي تلك ، قاومت فكلامه هذا ليس بجديد علي ، لقد تعود فعل أشياء أشنع من هذه ، تعود أن يفرغ بي غضبه و جنونه ... حتى عجزه في كثير من المرات كان يدفعه لفعل أمور شيطانبية بي و أنا كنت مجرد دمية و الآن شعرت أنني بدأت أتحرر ولا أريد لجسدي أن يكون له بعد الآن ، لا روحي ولا جسدي
غادرت بسرعة الغرفة بدون أن أقول شيء ، كلامه قاسي و في كل مرة يقص شريان من شرايين قلبي الذي بات يذبل كلمة بعد كلمة ، نزلت الدرج و قبل أن أصل لنهايته سمعت صوت تحطم في الخارج ، كان الصوت قادم من الباحة الأمامية فسارعت لفتح الباب و ما إن تقدمت خطوتين حتى رأيت تشانيول يجلس هناك لوحده
وسط حزني و مشاعري المجروحة زارتني البهجة ، بين دموعي رسمت بسمة حقيقية و تقدمت اليه حتى وقفت أمامه متسائلة لكن هو تجاهل كل شيء عندما سمع صوتي ، رفع نظراته نحوي و كم كانت النظرة داخل عينيه تحمل الكثير من الأمل لقلبي المتعب ، كم كانت اللهفة ظاهرة على ارتجاف كفيه و شفتيه التي سرق بهما الأنفاس مني
ابتعد عني بعد قبلة أعادت لي بضع أنفاس فقدتها جراء كلمات سونغ هون القاسية ، فتحت عينيّ رافعة نظراتي نحو نظراته فضم وجنتي و نفى ليهتف بصوت جاهد في جعله منخفض
" ما الذي فعله سونغ هون لك ؟ "
فنفيت مجيبة
" لم يتمكن من فعل شيء "
" لقد ضربك ؟ "
حينها لم أتمكن من نكران ذلك ، حتى أنني وضعت كفي على كفيه و أبعدتهما عن وجنتيّ مبتعدة عنه بضع خطوات ، تركته خلفي حتى لا يرى مزيدا من الأمور المحرجة بحياتي مجيبة
" لقد تعود على فعل ذلك "
" اذا هل يجبرك على ... "
و قبل أن ينتهي أومأت
" كثيرا و لكن "
حينها اقترب و وقف هذه المرة أمامي و كم كانت نظرته غاضبة ، كأنه رجل مختلف
" لا يجب أن تسمحي له أن يقترب منك ... هو مجرد ساقط "
" لكنه يبقى زوجي تشانيول "
" تبا " قالها ليلتفت و يضرب الأرض بعنف بقدمه و أنا حينها اقتربت و ضممته من الخلف ، أسندت رأسي عليه مغمضة عينيّ
" لقد قلت أنني سوف أكون نزوة و أنك بالنسبة لي ستكون كذلك لذا دعنا نرتاح و نحن معا ... لنتجاهل حقيقة الأمور المؤلمة التي نعيشها و نهرب لبعضنا منها "
شعرت بكفه على كفي ثم أبعدهما و التفت لي ، حدق بعينيّ ثم وضع كفه على وجنتي و أغمض عينيه في تلك اللحظة و أنا لا أدري لما ألمس في قلبي مشاعر أكثر من نزوة ، أكثر من محظور سيكون محبوب نقترب منه
فتح عينيه ثم أخفض كفه من على وجنتي و أمسك كفي ليسحبني برفقته
" لنبتعد عن هنا فقد يرانا أحد معا "
و أنا تركتني له يأخذني أينما يرغب ، أنا سأكون معه وحده و له الليلة شرط أن يمنحني الراحة و الأمان الذين لم أتمكن من الحصول عليهما مهما جاهدت و أنا برفقة سونغ هون
الرجل الذي بدل أن يعيد لي بسمتي و براءتي سرق ما تبقى منهما بي
سرنا معا حتى وصلنا لخلف المنزل أين يوجد مرآب مخصص لتوقف السيارات و لم تكن سوى سيارته تتوقف فيه بما أنها لم تستعمل منذ وصولنا ، تركني عندما اقتربنا منها و سار ليفتح الباب الخلفي ثم التفت ناحيتي أين وقفت منتظرة فعله التالي ، أشار لي نحو الداخل فتقدمت و دخلت في المقاعد الخلفية و هو صعد من بعدي و جلس بجانبي
حدقنا أمامنا ثم التفت ناحيته هو من كان ينظر أمامه ، كان يبدو على ملامحه الغضب و الضيق و أنا فقط قربت كفي المرتجفة و وضعتها على كفه التي ترتاح بحضنه فأبعد نظراته عن مقدمة السيارة و التفت لي
" لنتجاهل كل شيء سيء "
" لقد سمعتكما "
" انسى ما سمعته "
" لما تتحملينه ؟ "
" لأنه تحملني كثيرا ... لأنه انتشلني من مستنقع العهر "
لم يجب و الغضب لا يزال بعينيه ، لما هو غاضب مع أن ما بيننا نزوة ، ما بيننا شيء محرم ولا يمكن أن يرى النور يوما
شددت على كفه و تنهدت لأشيح بنظراتي بعيدة
" ألا تريد أن تسمع باقي القصة ؟ "
لم يجبني فالتفت له لأجد أنه لم يبعد عينيه عني ، مجرد نظرة تجعلني أشعر أن كل وجع تألم قلبي بسببه طاب و كأنه لم يكن ... إنه ذلك الشخص الذي يمكن أن يأخذ أجمل ما في قلبي ، إنه آخر مخاطرة و التي بعد خذلانها سوف يقفل للأبد
حتى و إن ركضت كثيرا وراء الحب منذ شبابي إلا أن الحب لم يكن أبدا من نصيبي
فاجأني عندما ابتسم لي و سحب كفه من كفي و ضم كتفي يقربني منه ، شد على ذراعي بكفه و نبس بصوت هادئ
" ما الذي حدث بعد أن أخذوكم ميوك ؟ "
أخذونا و هناك أخذت كل حياتنا
" لقد أخذونا إلى منشوريا على متن عربات قطار كانت مليئة بالفتيات ... حتى أنني فكرت أن كوريا كاملة لم يبقى فيها فتاة إلا و تم اقتيادها إلى هذه العربات التي أقفلت علينا فسقطت منا و نحن في طريقنا بداخلها براءتنا و أحلامنا "
تنهدت و وضعت كفي داخل كفه ساندة رأسي على جانب كتفه و هاهو الألم يدق قلبي بقوة من جديد
" وصلنا بعد رحلة طويلة مليئة بالخوف و البكاء ، وقتها لم ندرك ما نحن مقبلات عليه ، كل ما فكرت به أن هناك حقول للورود لصالح اليابنيين و سوف نعمل فيها بدون أجر "
قلتها مبتسمة على سذاجتي و حمقي القديمين ثم رفعت نظراتي له و هو شد فقط على كفي فأغمضت عيني عائدة لذلك الوقت .... لتلك اللحظات
**
جالسة بركن العربة المظلمة و أضم نفسي كنت ، أحدق حولي و أفكر عندها جلست بقربي فتاة و تنهدت متسائلة
" ما الذي سيفعلونه بنا ؟ "
رفعت نظراتي إليها و نفيت رافعة كتفي كذلك
" لا أعلم و لكن ربما سيجبروننا على العمل بدون مقابل "
و بينما نحن كذلك سمعنا صوت قوي على باب العربة ، و العربات لم تكن سوى عربات مخصصة لنقل السلع ، كان علينا أن نفهم أننا مجرد سلع عندما تم اقفال أبوابها علينا
فتح الباب فدخل نور الشمس القوي و ذلك كان مؤلما لأعيينا فرفعت ذراعي و وضعتهما أمنع مرور الأشعة و هذا ما منعني من رؤية الجنود اللذين اقتربوا منا و سحبونا بعنف ينزلوننا
تم رصفنا في صفوف ثم تقدم أحد الجنود و كان يحمل ورقة و قلم و يتوقف بقرب كل واحدة و يصرخ في وجهها باليابانية ، في البداية لم نفهم ما الذي يريدونه منا حتى بدأت أول فتاة في الصف بالاجابة ، قالت اسمها ثم أجبرت على فتح فمها و تم تفقد أسنانها ثم شعرها و في النهاية تم منحها اسم ياباني بدل اسمها الكوري و هكذا كان الأمر حتى وصل بقربي و عندما صرخ بتلك الكلمات التي لم أفهمها أنا أجبت بسرعة
" لي ميوك جا "
رأيته يكتب ثم اقترب و أمسك وجهي بكفه و ضغط على وجنتي بأصابعه حتى فتحت فمي و ألقى نظرة ثم سحب احدى ظفيرتيْ ، تفقدها ثم تركها و صرخ من جديد باسمي الياباني الذي منح لي في هذا المعسكر ، كان علي أن أحفظه منذ أول وهلة
" هاناكو فوجو "
و بقيت أردده بهمس حتى شعرت به ترسخ بذاكرتي ، بعدها تم اطعامنا ثم دفعونا جماعة لحمام و تم تجريدنا من ثيابنا ، لقد كان الجو بارد و المياه كانت متجمدة و كل هذا كان تجهيزا للقادم الذي لم نكن نعلم منه شيء
حل الليل و تم دفع كل فتاة داخل غرفة خشبية صغيرة ، المكان كان مشابه كثيرا للاسطبلات لكن تم تقسيمه تماما مثل اسطبلات الخيول و ما هي سوى دقائق حتى بدأت أسمع صراخ الفتيات ، وقفت بعد أن كنت أجلس بفراش وجدته موضوعا هناك ، سمعت الخطوات تقترب فاقتربت من الركن و جلست هناك ضامة نفسي
لقد دعوت بكل صدق عندما بدأت أفهم ما يحدث حولي و الصراخ الذي تزايد مع كل خطوة ، و بينما أنا شادة على كفيّ تم دفع باب الغرفة التي كنت بها ، ذعرت رافعة نظراتي و على الباب كان يقف جندي ياباني ، جندي أبعد قبعته و رمقني بنظرات مخيفة بينما يرسم ضحكة خبيثة للغاية
تقدم نحوي و نبس بكلمات لم أفهمها و أنا لم أجد مهربا حتى أمسك بذراعيّ و سحبني أقف و بعدها أنا صرخت ، صرخت حتى ما عاد للصراخ جدوى
**
وضعت كفي على ثغري أبكي بقوة بسبب تلك الذكرى و ذلك اليوم الذي فقدتني فيه و لم يعد هناك أي وجود لميوك التي قطفت الزهور من الحقول و ضحكت بحب على طرقها المرسومة
كفه شعرت بها على شعري تربت عليه و نبس بخفوت
" أدري أنها كانت أوقات صعبة ... "
" نحن كنا ضحايا ... سمين بنساء المتعة و سرقت كل الحقوق منا ، كثيرات منا توفين بسبب الأمراض الجنسية المنتقلة "
قلتها فأبعدني عنه بهدوء و حدق بعينيّ فواصلت
" و كثيرات توفين عندما تم اجبارهن على الاجهاض "
وضعت كفي على بطني و واصلت بحسرة
" و كثيرات فقدن فرصة الأمومة بسبب عمليات الاجهاض المتكررة و التي كانت تتم بشكل سيء للغاية "
حينها ضمني بقوة له و شد علي بحضنه فتمسكت به
" لقد نجوتِ من الموت ... "
" لكنني بت امرأة عاقر "
أبعدني محدقا بعيني الباكية ، و هاهو يلمس دموعي التي لم يلمسها أحد قبله ، هاهو يمسحها بقوة و رد
" أنت تسحقين تلقي الحب ميوك ... حتى لو كانت بك عيوب فلا أحد خالي منها "
قالها مقتربا مني و التقم شفتي يقبلني يمنحني الحب الذي تحدث عنه الآن ، صحيح أنني عدت لأشعر بخيبة كبيرة و حزن دق صدري حتى نزف قلبي لكن وسط كل هذه المرارة هناك حلاوة كفه الممسكة بكفي
بادلته قبلته متمسكة به و هاهو يسحبني لأجدني جالسة بحضنه و كفه سحبت سترتي الخيطية ثم أبعدها عني و أنا ابتعدت عن شفتيه ممسكة بوجنتيه بين كفيّ ، حدقت بعينيه و جعلت من أنفاسي المفقودة تجاري أنفاسه
بجرأة كبيرة أنا أمسكت بأطراف كنزته السوداء و سحبتها أجرده منها و كذلك فعل معي عندما جردني من كنزتي البيضاء و هاجم رقبتي بشفتيه فتنهدت بقوة معيدة رأسي للخلف
أدري أن ما أقوم به فعل شنيع و سيء ، فعل أستحق أن أنعت بأبشع الألقاب بسببه لكن من قبل نعت بها و أنا لم أكن أريد ذلك ، لم أكن أقوم بتلك الأفعال عن طيب خاطر .... بل كنت مجرد امرأة مستغلة و مستنزفة
أسندت ركبتي على مقاعد السيارة الخلفية على جانبيه عندما ابتعدت شفتيه عن صدري و رقبتي و امتدت أنامله تلمس ظهري بخفة ، رفعت تنورتي و سحبت سروالي الداخلي لأتخلص منه و هو أمسك برقبتي من الخلف و قربني منه يسرق الوعود من شفتيّ ، أنا لم أشعر بما أشعر به معه الآن ، الوثوق به ليس سهلا و لكن في هذه اللحظة وثقت و انتهى ولا يمكننا أن نتراجع
*
ما زالت كلما سردت علي جزء من سرها أشعر بثقله على قلبها
أشعر كم أنني رجل سيء و أناني و لكنني لم أتعود التردد أو حتى التراجع
أنا الآن يمكنني أن آخذ أجمل ما فيها ، يمكنني أن أحضى بجسدها و مع جسدها هناك جزء من مشاعرها تحرك فقد كانت معي كما لم تكن معي أي امرأة قبلها ، أنا رجل كثير النزوات و لكن أوقن في هذه اللحظة أنني بالنسبة لهذه المرأة لست مجرد نزوة
فردت كفي على ظهرها و هي أسندت فكها على كتفي متنفسين بقوة بعد أن استسلمنا لرغباتنا القوية ، بعد أن اعترفنا أننا مجرد شخصين يتبعان نزواتهما
" بعد الآن لا يمكننا التراجع "
قلتها لأقبل كتفها الذي سقط عنه كم حمّالتها البيضاء و هي ردت بهمس
" أنا لا أشعر بالذنب تجاه سونغ هون "
" هو لا يستحق الوفاء "
" ماذا عن زوجتك ؟ "
قالتها و ابتعدت قليلا محدقة بعينيّ ، بادلتها النظرات العميقة و نفيت
" منذ زمن تخليت عن وفائي لها ... "
" ماذا عن داي ؟ "
فدفعتها لي ، بل هربت من نظراتها
" لا أريد أن أفكر به في مثل هذا الوقت "
نهاية الفصل الثامن من
" المعارض - ارتواء "
طبعا الضغط واصل للمية عند القراء و لكن علينا السير مرحلة بمرحلة في هذه الرواية
أظهروا للشخصيات مزيدا من المشاعر سواء حب أو كره أو بغض أو اشمئزاز أي مشاعر اردتم
و إلى أن نلتقي في فصل مقبل كونوا بخير و أمنحوا الفصل الكثير من الحب
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro