الفصل الثالث
مرحبا قرائي الغاليين
إنه فصل آخر بين أيديكم فاستمتعوا به
*
ليس من السهل على الانسان أن يتخلى عن ثوب العفة و الكرامة
ليس من السهل التمسك بالقذارة و قتل ضميرك كلما حاول أن يثنيك عما تفعله
لتكون شخصا سيئا عليك أن تكافح و تصمد في وجه النظرات اللائمة كل يوم
عليك أن تتخلى عنك في صميمك و تدفنك بمضيك الأحمق و المؤلم
أريد ، بل أرغب و بشدة أن أبقى ذات الرجل السيء
الطيبة باتت عملة منسية لا تشتري خبزا ولا قطعة قماش
بعد يوم مبهج برفقة داي عدنا للمنزل و ها نحن نتوقف أمام المنزل ، وضعت كفي على المقود و التفت له بجانبية فكانت بسمته لا تزال مرسومة على وجهه الجميل بينما يتمسك بمحفظته
" هل أنت سعيد بالنزهة داي ؟ "
سألته بود فالتفت لي ليومئ مجيبا بصوت رنان من السعادة
" سعيدا جدا ... و لكن في المرة المقبلة أريد أن نصطحب معنا أمي "
رفعت كفي عن المقود و وضعتها على رأسه مربتا عليه بهدوء ، ابتسمت له بدون أن أجيب فاقترب و قبل وجنتي ثم أمسك بكفي التي كانت على رأسه ، تمسك بها جيدا و هتف
" هيا لننزل الآن أنظر أمي تنتظرنا "
رفعت نظراتي نحو النافذة أين تعودت الوقوف و مراقبتي ، كانت نظراتها مثل عادتها باردة ، حزينة و غاضبة ، برهة من الزمن تبادلنا النظرات ثم أشحت عنها معيدا نظراتي لداي و ببسمة نفيت
" لدي موعد مهم داي لذا انزل أنت ، أنجز فروضك ثم تناول عشاءك و أخلد للنوم "
" و لكن يا أبي أنا أريد أن أمضي برفقتك مزيدا من الوقت ... أنا أشتاق لك كثيرا "
بكفي معا كوبت وجنتيه و ابتسمت له
" صغيري إنها فترة ضغط في العمل و ستنتهي قريبا ... أعدك سنمضي مزيدا من الوقت معا "
" لا أريد "
" داي والدك وعدك "
تنهد بقوة و بعبوس ليومئ فقبلت رأسه و عبثت بخصلاته الناعمة ليضحك ثم نزل ، راقبته بينما يسير نحو المدخل و دانبي تركت النافذة ، بالتأكيد ذهبت لتستقبله بقرب الباب
شغلت المحرك و ما إن لوح لي داي للمرة الأخيرة و دخل ليقفل الباب حتى انطلقت نحو الحانة التي تواعدنا فيها أنا و كيونغ
قدت نحوها و في طريقي رسمت بسمة عندما تذكرت السيدة تشو ، تشو ميوك جا ، المرأة الفاتنة ، بثوبها ذاك ، بنظراتها و حتى أسلوبها الذي بدى فضا لوهلة ، أسندت ذراعي الأيسر على باب السيارة ثم حركت سبابتي على شفتيّ و البسمة لا تزال مرسومة على وجهي هامسا لنفسي
" كم سيكون العبث معك جميل سيدة تشو "
و صلت للحانة و عندما هممت بركن سيارتي رأيت سيارة كيونغ متوقفة بالفعل ، نزلت لأقفل سيارتي ثم دخلت ، كانت الأضواء خافتة و لكن المكان عموما هادئ إلا من بعض الفتيات اللواتي كن يتجولن باحثات عن فرائس
وقفت لبرهة باحثا عن مكان جلوسه حتى رأيته مثل عادته يجلس إلى البار فدفعت خطواتي نحوه ، ربت على كتفه ما إن وصلت لأجلس بجانبه و هو الذي كان يرفع كأسه إليه ليحتسي منه التفت لي و رمقني بنظرات بدت منزعجة
" هل كان يجب أن أصل قبلك ؟ "
" مرحبا ... شكرا لك أنا بخير صديقي "
قلتها بسخرية ردا على تذمره مشيرا للساقي أن يناولي مشروبي المعتاد فأصدر صوت بسمة ساخرة ليتمتم
" أحمق "
تجاهلته ليتما وصلني مشروبي بينما أرمقه بجانبية و قبل أن أرتشف منه تساءلت
" كيف هو العمل ؟ "
وضع كأسه أمامه و التفت ناحيتي بجانبية معكرا حاجبيه
" هل أنت جاد تشان ؟ "
" ما الذي تعنيه ؟ "
" هل واعدتني هنا لتسألني على العمل ؟ "
عندها رفعت أنا الآخر حاجبيّ محركا رأسي باستغراب
" ألست صديقي ؟ واجب أن أسأل "
" تشان قل ما في جعبتك بسرعة "
رسمت بسمة و ارتشفت من مشروبي ليجانب كأسي كأسه ، التفت له أنا الآخر لأسند ذراعي الأيمن على الطاولة
" أريد خدمة منك "
رسم بسمة غاضبة ليشد على كفه قبل أن يتحدث و يشتمني في بداية حديثه
" يا لك من وغد حقير ... هل هي احدى النساء اللاتي تواعدهن ؟ هل تعتقد أنني سوف أجري عملية مثل الاجهاض بدون داعي طبي ؟ "
و بكل برود أجبته
" بالمناسبة ... أنت أحمق و غبي كيونغ "
قلتها بينما أنقر جانب رأسه بسبابتي و التفت حتى أعاود حمل كأسي و ارتشف منه فرد معترضا
" تشان ليس وقت الاهانات "
" لم أكن سوف أطلب منك أن تخدمني بعملية اجهاض فأنا آخذ احتياطاتي "
التفت له حينها حل عليه بعض الهدوء ثم بتعكير لحاجبيه الذين لا يكادان يفكان من عقدتهما تساءل
" اذا ما نوع الخدمة التي تريدني بها ؟ "
حركت المشروب بكأسي ثم نظرت اليه من جديد
" أليست السيدة تشو ميوك جا احدى مريضاتك ؟ "
" اذا ؟ "
" أريد معلومات عنها "
" أنت تحلم "
قالها و قد ظهر الغضب عليه جليا ، استقام فورا و أخرج محفظته ليضع ثمن مشروبه و مشروبي معا
" حتى الآن كنت أؤمن أن في داخلك رجل جيد لا بد و أن يعود للظهور يوما لكن أن تصل لهذا المستوى لم أعتقد أبدا أن ذلك سيحدث ... وداعا يا صديقي القديم "
غادر و أنا التفت أحدق به من الخلف ، كيونغ لا يزال متمسكا بمادئه ، لقد عمل و اجتهد حتى بلغ ما هو عليه ، و رغم هذا حياته كانت سهلة للغاية ، لقد حضي بكل ما أراده و بسهولة ... عكسي الذي وجب علي أن أغوص بمستنقع كبير
ارتشفت ما كان في كأسي بهدوء حتى انتهى و بعدها غادرت و وجهتي كانت مقر الجريدة
وصلت إلى هناك و عمال المطبعة هم من كانوا متواجدين فقط بينما يجهزون نسخ اليوم التالي للجريدة ، جلست بمكتبي و انتظرت طويلا حتى طرق الباب أخيرا ففككت من تعانق أصابعي لأرد
" تفضل "
و كما توقعت فتح الباب ليطل من خلفه جين هو ، رسمت بسمة جانبية و هو تقدم ليضع أمامي ظرفا من الصور و بينما أهم بأخذه أنبته
" جعلتني أنتظر طويلا "
" تحميض الصور أخذ مني وقتا سيدي "
فتحت الظرف و أخرجت الصور فتحدث هو
" السيدة تشو لم تغادر المنزل أبدا و لكن الآنسة تشو عادت للمنزل مع رجل و قد تسللت من الباب الخلفي لذا فكرت أنه شيء قد تحب معرفته لذا صورتهما ثم تتبعت ذلك الرجل "
و بينما كان يتحدث كنت أنظر للصور ، أنا فخور جدا بجين هو ، إنه لمّاح و لم يحتج أن أخبره بالخطوات التي يجب اتخاذها في حالة كهذه ليتصرف من نفسه التصرف المناسب ، من هو مستعد لفعل أي شيء من أجل أن يصل لمراده سوف يكون الرجل المناسب لأي مهمة
" يبدو أن الفتى يقوم باستغلال الآنسة تشو "
قلتها ليومئ هو ثم تقدم و أخرج صورة للفتى بينما يدخل لأحد مقرات الحزب الشيوعي عندها وضعت الصور لأرفع نظراتي إلى جين هو و صفقت له
" أنت تبهرني جين هو ... هل تعلم ما الذي تعنيه هذه الصور ؟ إنها لوحدها كفيلة بضرب نصف شعبية السيد تشو "
" اذا هل سننشرها ؟ "
قالها بسعادة و بهجة لكنني نفيت
" إن العجلة من الندامة يا سيد جين هو "
عكر حاجبيه و أنا استقمت حاملا الصورة و اقتربت منه ، وقفت بجانبه لأربت على كتفه
" أنا لا أفهمك سيدي ... إنه سبق صحفي في وقت حرج "
" هذا الذي تقول عنه سبق صحفي إن كشف أمامه مزيدا من أسرار السيد تشو المبجل لن يكون شيء ... لنجعله فقط مقبض الحبل الذي سنسحبه و يأتي بكل ما أخفي عنا "
أومأ مجبرا ليترك الصور بمكتبي و غادر و أنا احتفظت بهم في مكان آمن حتى يحين وقتهم ، عائلة تشو على علاقة مع الشيوعيين ، هذا يكون ضربة قوية و لكن في وقتها المناسب ... لا تنفع لتكون بداية
غادرت المكتب و اتجهت هذه المرة إلى البيت ، صحيح أن الوقت تأخر و لكن يبقى اليوم استثناء
وصلت فنزلت من السيارة و سرت نحو الباب بينما أشعر ببعض الارهاق ، فككت ربطة عنقي لأتركها حول رقبتي ثم أخرجت المفتاح و فتحت الباب فكان البيت هادئ و الأنوار مطفأة
تنهدت و أقفلته خلفي فرغم الدفء الذي يمنحه لي داي إلى أن الصقيع سيطر على هذا المنزل ، و تبقى المنازل بما في داخلها و ليس مواقعها
مباشرة اتجهت نحو غرفة داي و فتحت الباب بهدوء فكان حبيبي الصغير مستغرقا في النوم ، تركت مقبض الباب متقدما نحوه و ما إن وصلت بقربه حتى تنهد ليضع كفيه معا تحت وجنته فوجدتني أجثو بقربه ، وضعت كفي على رأسه و ربت على خصلاته ولا أدري كلما نظرت إليه شعرت بغصة عالقة بصدري
ألأنه صدقي و حبي و كل شيء فيّ أراه جميل ؟
أم تراه خوفي أن يسقى من كأس ذنوبي ؟
قبلت جبينه ثم رفعت عليه الغطاء و دثرته جيدا
غادرت غرفته و أقفلت بابها بهدوء و ما إن رفعت رأسي حتى كانت دانبي تقف بجانب باب غرفتنا ، كان الضوء الخافت متسلل و هذا ما جعلها مرئية لي في هذا الظلام
حاولت المرور متجاهلا وقوفها فأوقفتني عندما أمسكت بكفي ، رفعت نظراتي و حدقت فيها بجانبية ، شدت على كفي و تساءلت بهمس و صوت يملأه الألم
" لما نحن هكذا ؟ "
فأجبتها حتى بدون أن أستغرق في التفكير
" لأنه ليس الحب ما جمعنا "
" لكن هناك داي "
" و لأن هناك داي حالنا هكذا و إلا كان أسوأ "
قلتها و سحبت كفي من كفها مواصلا نحو الداخل و هي التفت تقفل الباب و رمتني بكلماتها المعتادة
" من البداية كنت مجرد متسلق تبحث عن المناصب "
ابتسمت ساحبا الربطة المفكوكة من حول عنقي ثم التفت بينما أشدها بقوة في كفي
" كنت تعلمين و تمسكتي بي باستماتة ... أولا تذكرين ؟ "
" لم تكن تحبك أنتَ و إلا ما تركتك لي "
هذا ما قالته ثم أبعدت الرداء العلوي لثوب نومها و سارت نحو مكانها ، نامت و أنا وجدتني أترك لها الغرفة لأختلي بنفسي بمكتبي و بقربي يوجد كأس شراب و بين أناملي سجارة
*
الوقوف و النظر إلى الوراء دائما كان مؤلما للغاية
و أنا لست بمؤمن بلغة الألم
مر يوم ثاني و حان موعد المقابلة في منزل السيد تشو
وقفت أمام المرآة أرتب علي بذلتي التي جهزتها لمناسبة كهذه خصيصا ، كانت سوداء و بقميص أبيض لكن كانت الفخامة تسيطر رغم الألوان التقليدية
وضعت عطري ثم حملت ساعتي السوداء ، إنها بسيطة للغاية و سوارها الجلدي متآكل و لكننني أعتبرها تعويذة حظ كلما أقبلت على شيء مهم
ابتسمت و تركت معصمي بعد أن وضعتها حينها فتح باب الغرفة بنوع من الجفلة و تحدثت دانبي بخوف و توتر
" داي مريض "
التفت بسرعة ثم ركضت إلى غرفته ، جلست بجانبه على السرير واضعا كفي على جبينه ثم رفعت نظراتي لها
" ألم تتفقديه أثناء الليل ؟ "
قلتها بسخط فردت بينما ترفع كتفيها بقلة حيلة
" لم يكن يبدو عليه آثار المرض "
" تبا "
قلتها بسخط لأحمله بين ذراعي و هي تبعتني ، ذهبنا للمستشفى و تلقى داي العلاج الذي يحتاجه ثم عدنا للمنزل و عندما وضعته بغرفته و غادرت تبعتني هي و بقرب الباب قبل أن أخرج نبست بهدوء
" شكرا لأنك كنت معنا "
فالتفت لها لأجيبها ببرود
" إنه ابني ولا أحتاج شكر "
ثم رفعت سبابتي في وجهها بتهديد
" اياك أن تغفلي عليه أو يصيبه مكروه ... لن أتسامح معكِ "
قلتها و غادرت أقفل الباب بقوة ، إلا داي لا يمكنني التفريط به أو التسامح مع أي سوء يقترب منه
إن هو مسه السوء فأنا لن يكون لي وجود ، أنا سوف أنهار وقتها
*
البؤس و قلة الحيلة تملأ حياتي مع هذا الرجل الذي لا يعرف للرحمة سبيل
جازفت و اعتقدت أنه و مع كل أخطائي قد فزت أخيرا بالجنة لكن تبين أنها ليست سوى جحيم علق على بابه كلمة الجنة
خدعت و دخلته و كل ما فعلته عاد ليلقي بظلامه علي و على حياتي
ما يجعلني على قيد الحياة حتى الآن هو ابني داي ، فلا الرجل الذي أحببته ولا حياتي معه قد جلبا لي السعادة
لا شيء و الماضي الذي يستمر بالحفر بدون توقف بصدري
أقفل الباب بقوة خلفه بعد أن هددني و رحل فنبست بغل منه
" حقير "
و التفت أعود لابني ، الشيء الجميل الوحيد بحياتي ، الألم الذي يعتصرني بدون أن أقول آهٍ واحدة
*
السلطة التي أمثلها لا يمكن التغلب عليها
و الصورة التي صنعتها لنفسي تجعلني أحد أكبر المؤثرين في آراء الناس لذا الجميع يحاول معي في الفترة الأخيرة
حتى تشو المبجل و الذي عداني كثيرا و اضطهدني في بداياتي
عاملني بازدراء و طردني بالاظافة لاعتقالي و تعذيبي في أحداث 1960 م
ربما عليّ شكره فمنذ غادرت المعتقل تركت تشانيول الأحمق و الساذج في تلك الزنزانة الضيقة
وصلت لمنزل المترشح الذي يرى نفسه الأكثر حضا في الفوز و يعول علي لكي أشحذ له مزيدا من النجاح
ينتظر مني أن ألمّع له صورته أكثر
لك ذلك عزيزي و لكن كن حذرا فقد تثقب الصورة من كثرة المسح و الاصرار
كنت قد تأخرت عن فريق العمل بسبب اصطحابي داي للمستشفى و لكن في النهاية ها أنا وصلت
أوقفت سيارتي في الحديقة ثم نزلت و سرت نحو المدخل ، قرعت الجرس ففتح لي الباب و الخادمة التي فتحت الباب دلتني على غرفة المعيشة أين ينتظراني السيد و السيدة تشو و لكنني عندما وصلت بدى الوضع متوترا إلا أنني ألقيت دعابة
" يبدو أنني وصلت في وقت غير مناسب "
قلتها و نظراتي تثبتت على ميوك جا ، إنها جميلة حتى في أسوأ أوقاتها ، ابتسمت فابتعد السيد تشو عن زوجته بسرعة و اقترب مني ليحييني كما لم يفعل من قبل ... المنافق ، جميعنا منافقين لأجل مصالحنا
بادلته التحية ثم اقتربنا من مكان زوجته التي أسكنت نظراتها الأرض و بدت غير مرتاحة فجأة و هو حاول أن يبدو مرتاحا مرحا
" أقدم لك زوجتي السيدة تشو ميوك جا "
رفعت نظراتها نحوي أخيرا لترسم شبه ابتسامة و مدت كفها فأمسكت بها ، شددت عليها بقوة ثم رفعتها أقبلها متظاهرا بمجاملتها
" سعيد بلقائك أخيرا سيدة تشو "
سحبت كفها بسرعة و ردت بنوع من البرود و الجدية
" و أنا أسعد سيد بارك ... الجميع يتحدث عن النجاح الذي تحققه يونهاب بفضلك "
قالتها و زوجها تدخل
" يونهاب لم تعرف أزهى أيامها سوى على يديه ... الكثير يعتقد أنه رجل مسن و لكن أنظري له فهو شاب لم يتجاوز عتبة الأربعين "
فابتسمت له و أجبت
" سبع و ثلاثين سنة ... أصغر رئيس تحرير في كوريا حتى الآن "
" يقود أكبر جريدة ... شيء يدعو للفخر "
هذا ما قاله المتبجح تشو بينما لم أبعد نظراتي عن زوجته ، أنتِ تخفين أكثر مما تظهرين يا هاناكو و لكنني وجدت حتى أبعد الستائر عنكِ و عن الوغد بقربكِ
بدأنا المقابلة بعد أن غادرنا لمكتب تشو و انظمت لنا ابنته ، تشو سوبين ، قنبلة أخرى ما إن تنفجر سوف تسبب مزيدا من الخسائر
جلست بجانب والدتها ، هكذا فضل أن يقول ذلك الرجل الغبي أما أنا ابتسمت فكان الجميع مجبر على تصنع البسمة ، واضح أن لا أحد يطيق الآخر
" اذا الجميع أصبح جاهزا لبدأ المقابلة ؟ "
" نعم ... "
قالها ليمسك بكف زوجته التي رسمت بسمة صغيرة سرعان ما اختفت ما إن سحبت كفها من كفه
" أرجو أن تنتهي بسرعة فلدي ... "
تحدثت ابنته فقاطعها بسرعة
" سوبين حبيبتي الكتاب لن يهرب سوف تنهين قراءته بعد انتهاء المقابلة "
رسمت ابتسامة ساخرة بينما أحدق بالأوراق أمامي ثم رفعت نظراتي مقترحا
" هل تأخذون الصور أولا أم نبدأ بالأسئلة و التي هي في الواقع كثيرة ؟ "
هنا تحدثت السيدة
" أفضل أن نأخذ الصور "
و هو ضحك بجانبها
" سوف نتعب من كثرة الأسئلة و لن تكون الصور جيدة حينها "
الاهي كيف يمكنني تحمله لآخر المقابلة ؟ كأنه ليس ذات الوغد من تلك الأيام ، جميعنا نفعل ما لا يفعل لأجل مصالحنا لكن ليس لدرجة أن نبدوا مجرد تافهين
أخبرت المصور أن يبدأ بأخذ الصور ، فكانت لهم صورة تجمعهم كعائلة ، ثم صورة تجمع السيدين تشو ، ثم صورة تجمع الوالد بابنته و من بعدها الوالدة بابنتها ثم أخيرا كل شخص أخذت له صورة منفردة
كنت أراقب عن كثب و لكن كثيرا ما انحازت نظراتي نحو السيدة تشو ، هدوءها ، نظراتها و شموخها الذي يبدو عليها ، كلها صفات تخولها أن تكون سيدة كوريا الأولى و لكن الهدوء دائما ما يخفي من العواصف ما لا يمكن تحمله
أمامي هدفين ، زوجته و ابنته ، و كلتاهما قنبلتان
عدنا للجلوس و بدأنا المقابلة ، في البداية كانت أسئلة تقليدية و سهلة تخللتها قصة حب السيدين تشو و التي بدت ملفقة من صمت السيدة بينما يحكيها زوجها ... يا ل أمتنا المسكينة
حدقت بهم بابتسامة لأنتقل للسؤال التالي ، بداية الجد
" الآنسة سوبين كما يعلم الجميع توفيت والدتها في سن صغير فهل العلاقة التي تجمعها بالسيدة تشو هي علاقة مودة أو كاي علاقة زوجة أب بأطفال زوجها ؟ "
ابتسمت السيدة تشو و رفعت نظراتها القوية نحوي لتستلم دفة الحديث هي
" أنا و سوبين تجمعنا علاقة طيبة ، فنحن أقرب للصديقتين ، كل منا تعلم بأمور الأخرى و نستشير بعضنا ... إن سوبين تناديني أمي "
قالتها لتمسك بكفها و تبتسم فحدقت بها سوبين قبل أن تلتفت لي و تبتسم
" أجل أنا و أمي تجمعنا علاقة صداقة فكل الأسرار بيننا مفضوحة "
واضح جدا أن العلاقة بينهما جيدة و للغاية
" اذا كيف تمضيان يمكما معا ؟ "
حدقتا ببعضهما بينما لا تزالان تتمسكان بكفي بعضهما لتجيب سوبين بعد أن التفت لي
" نحن نتسوق معا ، نقرأ الكتب معا ثم نتناقش بشأنها ... أنظر حتى أثوابنا متشابهة و قد ذهبنا لمتجر الخياط معا و أمضينا يوما ممتعا "
حينها رمقتني السيدة ميوك بنظرات متوترة فجأة
" اذا ماذا عن الحب سومين ؟ هل وقعت في الحب من قبل ؟ و اذا فعلت هل سوف تخبرين والدتك ؟ "
هنا تدخل تشو
" ابنتي لا تكاد تغادر المنزل ... لا أعتقد أنها تؤمن بوجود الحب "
لكنها نفت
" أنا أؤمن بوجوده أبي ... من يقرأ كثيرا هم أكثر الناس ايمانا بوجود الحب "
لم يبدو راضي عن اجابتها و أنا تدخلت مرة أخرى
" ماذا عنك سيدة تشو هل تأمنين بوجود الحب ؟ "
رفعت نظراتها نحوي ، بدى فيهما الانهزام فجأة لتبتسم و أومأت
" أجل ... فبيننا أنا و زوجي قصة حب "
أومأت مواصلا ، تيار الأسئلة يرتفع تارة و ينخفض تارة أخرى حتى توقفنا لأخذ استراحة حينها طلبت فنجان قهوة و انضم لي السيد تشو و هاهو يحدق بي
حمل فنجانه و تحدث بينما يرمقني بنظرات بدأت تظهر من حقيقته
" لقد تغيرت كثيرا عن ذلك الفتى الذي قابلته منذ سنوات "
ابتسمت لأرتشف من فنجاني القليل
" الفضل لك سيد تشو ... أنا أدين لك بخدمة "
و كأنه صدّق نفسه ليرد بنوع من التعالي و الثقة
" أنت فقط لمّع صورتي و سوف أقدم لك من الامتيازات الكثير "
" في هذه الحالة سوف نخدع أمتنا سيد تشو و أنا رجل مستقيم "
" اسمع بارك أنت و أنا نعلم أن لا أحد يتمتع بالسلطة و النفوذ في هذه البلاد يمكن أن يكون مستقيم ... حتى لو كان لن يحافظ على ذلك "
" أنت محق و هكذا اذا أنت تعترف أنك لست الرجل الشريف الذي يود خدمة الأمة "
حينها وضع فنجانه على الطاولة بغضب
" أنت "
" لما غضبت نحن نتبادل أطراف الحديث ... حديث جانبي لن ينشر "
استقام بينما يرمقني بغضب ثم تحدث
" خذ راحتك سيد بارك سوف أعود "
غادر المكان و أنا شعرت بالانتصار ، وضعت الفنجان ثم حدقت بساعتي و حدقت حولي باحثا عن هاتف حتى رأيت السيدة ميوك تتحدث مع خادمتها حينها استقمت و اقتربت منهما ، وقفت خلف السيدة تماما
" لو سمحت سيدة تشو "
التفتت بسرعة ثم صرفت الخادمة و أجابت
" نعم سيد بارك "
" أريد استخدام الهاتف فهلا رافقتني من فضلك ؟ "
حدقت بي مطولا قبل أن ترد
" سوف أجعل ييجي تدلك على واحد في غرفة منعزلة لتأخذ راحتك "
و قبل أن تبتعد أمسكت معصمها بسرعة
" خادمتك مشغولة "
حدقت بعيني و أنا لم أبعد نظراتي ولا ابتسامتي العابثة ، سحبت معصمها و سارت قبلي
" تعالى معي "
تبعتها حتى وجدتنا نسير معا في رواق هادئ حينها تحدثت من خلفها
" أليس هذا نفس الثوب الذي كنت تجربينه في متجر الخياط ؟ "
حينها توقفت و أنا فعلت ، التفتت مميلة رأسها راسمة بسمة استهزاء
" ما الذي تريد قوله ؟ "
حينها أخرجت كفي من جيوب بنطالي و اقتربت أكثر
" لقد بدوت جميلة للغاية وقتها "
" سيد بارك "
" أنتِ "
قلتها واضعا كفي على وجنتها و قبل أن تبعد كفي سمعنا صوتا خلفنا
" أمي "
بسرعة ابعدت كفي ملتفتا و هي بتوتر ردت
" سوبين "
ابتسمت الأخرى بنوع من السخرية و نفت
" لا شيء "
قالتها لتغادر و هي رمقتني بنظرات غاضبة لتشير نحو الباب الذي يقابلنا
" داخل هذه الغرفة يوجد هاتف سيد بارك يمكنك أن تستخدمه "
قالتها و انصرفت بسرعة و أنا همست لنفسي
" يبدو الطريق طويل و متعب "
دخلت للغرفة و اتصلت بالبيت حتى أستفسر عن حال داي في الوقت الحالي و هل تحسن أم لا و لحسن الحظ كان قد تحسن و تحدث معي و هذا جعلني في مزاج مبتهج أكثر من السابق حتى
*
العقد الفاخر الذي يضم عنقي و يزينه كما يتهيأ للجميع ليس سوى حبل يتم جري منه
هناك الكثير من الأحداث التي تضع بوزرها على صدري و ما زاد الطين بلة هو ذلك الصحفي
السيد بارك و الذي يبدو رجلا لعوبا
وضعني في موقف سيء و أعطى الفرصة لسوبين لكي تفوز علي في معركة و هي لن تتردد في اخبار والدها متأكدة من ذلك لذا علي أن أدافع عنها أمامه و أقنعه أن يتظاهر بعدم معرفته عن علاقتها بذلك الفتى الشيوعي
عدنا لمواصلة المقابلة فكانت نظرات سوبين تتنقل بيني و بين السيد بارك ثم تبتسم لوحدها و تلك الابتسامة اختفت بمجرد أن وجه لها السؤال التالي ، شعرت أنه انتزعها منها ، هو ليس سهلا أبدا
" آنسة سوبين نود معرفة رأيك في الحزب الشيوعي ، و هل أهدافه قادرة على تحقيق العدالة الاجتماعيى التي ينادي بيها في رأيك ؟ "
حسنا سونغ هون لم يعجبه الوضع و رمق السيد بارك بنظرات باردة ثم سوبين بجانبي شعرت أنها وضعت في مأزق ، فابتسمت فجأة لتنفي غير قادرة على قول شيء حينها وجدت أنها فرصة مناسبة لتدخلي
" سوبين بعيدة كل البعد عن السياسة ، هي شخصية محبة للفنون و الأدب "
" لكن لا بد أن يكون لها رأي بما أنها من عائلة تعرف بتاريخها السياسي الطويل "
رد مصرا على احراج الجميع ، في الواقع تمنيت أن تنفجر القنبلة و لكن من أجل سوبين لا أريد لأي سوء أن يحدث ، سونغ هون يجب أن يؤذى و لكن ليس من خلال ابنته ، لأنها ستتأذى و أكثر من الجميع
" نحن دائما ما اتفقنا أن الشيوعية هي غطاء جشع ... أليس كذلك عزيزتي "
قلتها بينما أمسك بكفها فتمسكت بي بقوة لتحرك رأسها بهدوء ، لم أعتقد أن المقابلة سوف تطول و أن ذلك الصحفي سوف يحفر بعمق هكذا ، هو ليس سهلا ولا يبدو أنه أتى لتلميع صورة سونغ هون
أريد أن أنتقم من هذا الرجل السيء بجانبي و لكن الآن أشعر بالخوف ، ترددي يسيطر علي من جديد و جبني يعود ليقول أنا موجود
انتهت المقابلة ففضلت الانسحاب بسرعة و لكن لا أدري من أين ظهر لي السيد بارك عندما سمعت صوته خلفي بينما أهم بصعود الدرج
" سيدة تشو لحظة من فضلك "
توقفت مقلبة عيني بغضب ثم التفت له و هو صعد درجة واحدة ليقف مقابلا لي ثم سلمني بطاقته
" اذا أردت اجراء حديث صحفي داعم لزوجك و لحملته يمكنك الاتصال بي ، حتى رقمي الخاص موجود "
قالها مشيرا باصبعه له ، فأخذتها منه مومئة
" حسنا سيد بارك "
ابتسم من جديد ثم رفع كفه و لوح لي قبل أن يغادر حينها ظللت واقفة مكاني حتى خرج ، أعدت نظراتي للبطاقة بكفي ثم تنهدت و واصلت صعودي لغرفتي بعدها ، بل هروبي فسونغ هون سوف يصب علي كل غضبه
مضى الوقت و كنت أترقب دخوله في أي لحظة ، رفضت تناول العشاء و غيرت ثيابي و ما هو سوى وقت حتى سمعت صوته صادر من غرفة سوبين فخرجت بسرعة من غرفتي
طرقت الباب و عندما حاولت فتحه كان مقفلا و صوته كان مرتفعا
" هل تحاولين استغفالي سوبين ... تعبثين من خلفي ؟ "
" أبي ... "
" أنا لن أرحمك "
قالها فطرقت الباب بجنون صارخة
" سونغ هون افتح الباب ولا تؤذي الفتاة ... هي لا تزال صغيرة و ستتعلم من خطئها "
و لكنه لم يجبني و سمعت صوت صراخها المتألم فركضت من جديد إلى غرفتي و أحضرت المفتاح الاحتياطي لغرفتها الذي أحتفظ به عادة لدي ، فتحت الباب بسرعة فكانت على الأرض و هو يحمل حزامه و يحاول ضربها فاقتربت منه ممسكة بيده
" سونغ هون توقف "
لكنه دفعني بخشونة صارخا
" ابتعدي يا لعينة فهي ليست ابنتك "
فقدت توازني و حاولت التمسك فلم أجد بقربي سوى طاولة الزينة و التي ضرب طرفها وجنتي مما سبب لي جرحا
منذ وضعتُني بحياته لم يتوقف يوما عن أذيتي و لم أتوقف يوما عن التصرف بعكس ما أحث نفسي عليه في أوقات كهذه
رمى الحزام على الاأرض بعد أن انتهى منها ثم اقترب مني و أمسك بمعصمي ليسحبني بقوة خلفه نحو غرفتنا ، الغرفة التي تشهد على الكثير من سوئه
" هل تعتقدين أنني سوف أصدق أنك لست سعيدة بما يقع ؟ "
قالها و دفعني لداخل الغرفة ما إن وصلنا ، أقفل الباب بالمفتاح خلفه و رمقني بنظراته الحارقة بينما يفتح أزرار قميصه فأغمضت عيني متوعدة اياه
" سوف أنتقم منك سونغ هون ... صدقني سوف أفعل "
نهاية الفصل الثالث من
" المعارض - ارتواء "
جانب جديد بدأ يظهر من الشخصيات فكيف تجدونه ؟
تشانيول
ميوك
سونغ هون
دانبي
سوبين
كيونغ
توقعاتكم ؟
و إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير أعزائي
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro