Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل أربعون ( الأخير )

استمتعوا مع ما تبقى من " الكسير "

آخر الفصول 

*


تجبرنا الحياة على الجفاء فنتطبع به و يصبح جزء منا

نضحي بأعز ما نملك و بذكرياتنا من أجلهم

إلا أن ما تقوله ألسنتهم عكس ما تخبئه قلوبهم

و إن كسرت القلوب و الخواطر فمن الذي سيصلحها ؟

كيف سنكفر عن ذنوبنا ؟

كيف سنداوي ندوبنا بدونهم ؟ 

ذات الخطأ و ذات الخسارة مرة أخرى

يدقان بابي لأنني جاهل بالكلمات

*

وقف في ظلام تلك الليلة ما بين قبر جيمه و فاني بينما عينيه مليئتين بالدموع

أخرج أنفاسه المتعبة ثم دنى بهدوء ليضع كفيه على القبرين و نبس

" غاضب من نفسي جدا يا جيمه "

توقع لمسة تربت على كتفه ، توقع نظرة من عينيها تخبره بها أنه لا بأس فهو ليس مخطئ

كما تعود منها

إلا أن الظلام و الصمت من حوله أخبراه العكس

جيمه هذه المرة لم تكن بصفه ولا تريد أن تكون بعد الآن

نحن بني البشر نقول أننا نتعلم من أخطائنا السابقة فإن وقعنا بذات الخطأ لن نكرر أفعالنا التي تؤدي إلى ذات النتائج

و لكن نحن  نكرر ما قمنا به ولا نشعر إلا بعد فوات الأوان

شد على التراب بكفيه بشدة ليهمس

" فاني أنا آسف "

رفع رأسه محدقا بالسماء نافيا

" آسف لكل من منحني حياته و أخذتها منه معتقدا أنني أقدم له حياتي و أضحي لأجله "

حينها سمع صوتا مؤلوفا من خلفه

" اذا هل ستقدم لنا ما تبقى من حياتك  ؟ "

 استقام واقفا بسرعة ملتفتا نحو الصوت ، غير مصدق هو نفى بتفاجؤ 

" فيريا "

حينها أمالت رأسها و بدموع في عينيها ردت عندما تركت كفها مقبض الحقيبة

" صحيح أنك طردتني و لكن لم أتمكن من تركك "

بسرعة اقترب منها و بدون كلمة هو ضمها له ، وضع كفه خلف ظهرها و كفه الأخرى ضم بها رأسها

في المقابل هي فهمته بدون أن يقول حرفا لتتمسك به

" لقد "

و لكنه رد بسرعة

" قليلا من الصمت يا فيريا .... قليلا فقط دعيني أصدق اللّحظة "

حينها ابتسمت و دمعتها هربت و لكن هذه المرة كانت دمعة سعادة و هي فكرت و رتلت شكرا داخلها

" قدمتِ الكثير يا جيمه و أنا  فقط قطفت النتائج فشكرا لكِ "

أبعدها عن حضنه محدقا بوجهها ليضع كفه على وجنتها

حدق بتفاصيلها ثم سحب كفيه و التفت نحو القبرين ، عاد يدنو و وضع كفيه عليهما

" أنا آسف "

*

هناك أحداث تجعل من مشاهد حياتنا تبدو رتيبة

و لكن نحن مضطرين لعيشها

بل نرجو عيشها و لمسها

جعل من سرعة الكسير تهدأ حتى توقف أمام البحر على الشاطئ الرملي حينها أسند فكه على كتف فيريا التي كانت تمتطي الكسير بجانبية بينما هي محمية بذراعي الدون

ابتسمت مغمضة عينيها ، ساندة نفسها أكثر عليه و هو قرب كفه يضم بها خصرها ، بل يضعها تماما على بطنها

يحاول لمس الحياة التي ضاعت منه قبلا

يحاول لمس مشاعر نفاها و تركها وراءه بدون أن يلتفت لها من قبل

كان يعتقد أنها ضعف و هو رجل قوي لا يجب أن يضعف و الآن بات يرى أنه يجب أن يكون قويا بها لأن هذه المرة لا مجال للخطأ ، لا مجال للموت حتى يخترق حياته

حتى الصمت ، أقرب دستور لقلبه قرر التخلي عنه مادام في محيط تحكمه مشاعر فيريا

" لا أصدق أنني أصبحت الدونة بروفانزانو "

قالتها مبتسمة و هو فتح عينيه ضاحكا نافيا كلامها المعتوه ليرد 

" يجب أن تعلمي أنه في قانون الكوزا نوسترا المرأة لا تتقلد الألقاب "

" اذا هي منظمة عنصرية "

قالها بعبوس عندما التفتت بجانبية له فقبل جبينها ليبتعد قليلا رادا عليها

" هي ليست عنصرية لأنها تجعلك سيدتي "

" هل أنا سيدتك فعلا ؟ "

" ما رأيك ؟ "

حينها ابتسمت بلؤم و نوع من الشقاوة التي لمعت بعينيها

" اذا انزل و أنزلني "

" ما الذي تحاولين فعله ؟ "

" لا تسأل و تمسك بالأوميرتا "

" و هل تركت لي مجال حتى أتمسك به ؟ "

" هيا "

عندها عكر حاجبيه و لكنه نزل عن الحصان الذي تحرك بهدوء و هي همست بخوف

" أرجوك لا تتحرك "

هدأه ثم قرب كفيه ليمسك بخصرها و أنزلها بهدوء و عندما وضعها أرضا هي رفعت نظراتها ناحيته فابتسم و مرة أخرى قربها منه و قبل جبينها ثم ضمها له و ثوبها الأبيض ثو القماش الخفيف تحرك مع نسمات البحر ، حتى خصلاتها التي أسدلتها بدون تكلف تحركت مع طوق الورد الذي كان عليها

أما هي تمسكت بسترة بدلته السوداء ، وضعت رأسها على صدره و استمعت لرنة دقاته لتهمس

" هل دقاتك من أجلي ؟ "

" ما الذي تخبرك به ؟ "

حينها تنهدت

" تخبرني أنها كانت قبلي لامرأة عظيمة "

حينها أبعدها عنه ، حدق بعينيها و هي وجدت نفسها حساسة لدرجة البكاء لتنبس بهدوء 

" أنا لا أستيطع نسيان جيمه .... قابلتها مرة و لم نتحدث و لكن من كلام من حولي عنها ، من تعلقك بها و وصفك لما كان بينكما أنا أقدرها جدا و لن أنساها  ، أقسم أنني لن أنسى ذكراها أبدا " 

فتنهد و ملامحه بدت حزنة لوهلة ليجيبها 

" ما كان في قلبي تجاهها حتى الآن لم أجد له مسمى "

" و ما في قلبك تجاهي ؟  "

" إنه الحب "

" إذا هناك ما هو أسمى  و أعظم من الحب "

قالتها باستسلام و لكن راحة كبيرة في قلبها و عادت تتوسد حضنه و صدره

حينها من خلفهما صهل الكسير رافعا أطرافه الأولى و هما ابتعدا عن بعضهما و حدقا به ،  فيريا تمسكت بكف الدون غير مصدقة بينما تضع نظراتها على الكسير مرة و على الدون مرة أخرى

أن تلمس أحلامك بعد طول انتظار و بعد سنوات طوال قد تعتقد أنك تمر بمرحلة هذيان ليس أكثر

قد تحتاج أن تخلل أناملك بين أنامل الأحلام و هذا ما فعلته فيريا عندما خللت أناملها بين أنامله شادة أكثر على كفه و هو عاد يلتفت لها ثم ضمها من جديد له ، عندما يحفر الندم نفسه بداخلك أنت سوف تتذكر كل لحظة ضيعتها من قبل و تحرص على عدم تكرار الخطأ  مرة أخرى

و لكن تكرراللحظة  عندما تعيش جميع تفاصيلها

حينها قرب شفتيه من آذانها و همس لها

" أنا أحبكِ "

*

" أنا أحبكِ "

نفس الكلمات تتكرر و لكن المشاعر و القائلين يتغيرون 

هذه المرة كان سيلفانو هو من قالها ليولينا

دنى بهدوء و وضع باقة الورد على القبر ثم استقام و حدق بالقبر الصغير بجانبها حينها انفلتت شهقاته ، حينها شعر بعضف لم يسبق له أن شعر به ، غرقت ضحكاته وسط دموعه و دنى من جديد يجلس القرفصاء بقربهما ليهمس بضعف

" اشتقت لكما ..... "

و لكن سيلفانو له رأي آخر و فلسفة أخرى متعلقة بالحياة و الموت

ربما الدون في مرحلة ما فكر أنه بعدما يأخذ انتقامه سوف يستقبل رصاصة رحمة تصله بعائلته بسرعة و لكن سيلفانو لم يفكر بذلك ، حتى الانتقام وقف متفرجا و فقط وضع بعض اللمسات التي احتاجها الدون و لكنه قرر أن يعيش على ذكراها هي و ابنته إلى أن يحين موعد رحيله

تدفقت مكنونات قلبه التي لا يسمح لأي أحد أن يلمحها ، بكى دموعه بضعف ثم جلس ببؤس هناك لسعات يحكي لهما عن الدون و عن أفعاله به ، عن فيريا و كيف أعادت له الحياة ، حتى أنه تخيل يولينا غاضبة و عابسة 

" و أنت ستفعل مثله ؟ "

لكنه بسرعة نفى مجيبا 

" أقسم أنني لن أفعل ..... أنا لم أترك لحظات السعادة بيننا معلقة حتى أعيشها مع امرأة أخرى ... نحن عشنا لحظاتنا بحلوها و مرها ، قدره السعيد كان مع فيريا و لكن قدري أنا السعيد كان معك أنتِ وحدكِ "

بسرعة اقترب من طيفها حتى يمسك بكفها و لكنه اختفى فتنهد و عاد الحزن يتلبس ملامحه فحدق بطيف ابنته التي كانت تجلس و تسند وجنتها على كفها  ، نفت بقلة حيلة و ملل عندما ترجاها ينظراته لتختفي هي أيضا

" ألن ننتهي يا يولينا .... أنا وفي لك حتى بعد موتكِ فلما تفعلين هذا بي ؟ "

*

سنين طويلة تحمل السعادة ،  تطوي الماضي البعيد و تطوي معه كل لحظاتنا القاسية و لكن رجل مثل الدون لن يتخلى عن لحظاته مهما كانت 

كان يقف أمام نافذة منزله ، يسند كفيه معا على طاولة الصور مغمضا عينيه

و كل ذكرياته الأليمة مرت في ذاكرته المكتضة 

حضن جده له بينما دماءه تملأ الأرض حولهما ، والديه ميتان بطريقة بائسة جدا ، يولينا و ابنتها و أخيرا

جيمه و ابنه ففتح عينيه محدقا بصورة جيمه و فاني معا ، فرسم ابتسامة بائسة

حرك كفه و قربها من الايطار

" أنت لست غاضبة مني أليس كذلك جيمه  ؟ فاني أنا أعدت احياء ذكراك فلم يغب اسمك عن لساني "

لمسهما بخفة بكفه التي رسم عليها الزمن تفاصيله

ثم أبعد نظراته عن ايطار صورة جيمه و فاني فوقعت على اطار آخر لفيريا و ابنيها ، فاني و جيمه

أجل فيريا كانت تلك المرأة التي حملت بقلبها امتنانا لامرأة أخرى

لمس الصورة مبتسما حينها فتح الباب بقوة ليسمع صوت ابنته جيمه

" أبي فاني رفض أن يقلني "

ابتسم عندما وقعت عينيه على اطار صورة يولينا و ابنتها ، قرب كفه منها ليهمس

" تحمل اسم جيمه و لكن طباعها طباعكِ "

" أبي هل تتحدث مرة أخرى لوحدك ؟ "

حينها التفت لها ، عكر حاجبيه الذين يظهرا من تحت نظراته ذات الايطار الرفيع ، مانحة اياه مظهرا وقورا ، مظهرا يليق برجل سياسة حقق الكثير من النجاحات في السنوات الأخيرة 

" كم مرة أخبرتكِ أنه عليك أن تطرقي الباب ؟ " 

و بتذمر أجابت 

" لا تفعل مثل ابنك أرجوك "

بدون أن تأبه لما يقول تقدمت منه لتمسك بذراه ثم رفعت نظراتها نحو نظراته

" ابنك يرفض أن يقلني "

" و هل هو مجبر ؟ "

" أجل مجبر لأنه يرفض أن يقلني أي سائق "

فأخفض نظراته نحو ساقيها لينفي بغير رضى

" غيري ثيابك أولا "

" أرجوك لا "

قالتها لتنفي عندها أبعد كفيها عن ذراعه

" لن أكرر كلامي ، غيري ثيابك و سأجعله يقلك "

قالها ليغادر مكتبه و هي ضربت قدمها على الأرض ثم غادرت نحو غرفتها حتى تغير ثيابها ، سار نحو غرفة الطعام و عندما مرّ على غرفة المعيشة رأى فيريا تجلس مع خطيبة فاني بينما تختاران بطاقات الدعوة فالزفاف قريب و الحفل الجميع ينتظره فهو حفل زفاف ابن أهم رجل سياسية و اقتصاد في ايطاليا كلها

الدون بروفانزانو

توقف هناك حينها رفعت فيريا نظراتها نحوه ، رسمت ابتسامة ما إن لمحت خصلات الشيب في مقدمة رأسه عندها تركت العينات بيد كنتها المستقبلية و استقامت لتمسك بذراعه

" هل انتهيت من قهوتك الصباحية حبيبي ؟ "

" أجل فهل الفطور جاهز ؟ "

" بالتأكيد "

حينها أشار لخطيبة ابنه

" اذا هيا تعالي حتى نأكل جميعا "

فابتسمت لتضع العينات و تستقيم ثم سارت خلفهما حتى وصلا لغرفة الطعام ، جلس الجميع في أماكنهم ثم التحقت جيمه بالطاولة

جلست غاضبة و بعد لحظات التحق فاني ، الرجل الذي يتخذ نفس أسلوب والده حينما كان شابا ، السترة الجلدية و اللون الأسود ، الملامح المعكرة و الصمت الطويل حينها فيريا تحدثت تفقده هيبته التي يحاول كسبها أمام خطيبته 

" تعالى الى هنا يا حبيب أمك و قبلني "

كان هو سيسحب المقعد ليجلس عندما هي مدت ذراعيها له فرمقها بغل لينفي

" توقفي أمي عن تصرفاتك الطفولية "

" هكذا اذا ؟ لقد غضبت "

قالتها عابسة لتلكز بقدمها قدم الدون شخصيا و هو تنهد ليحمل فنجانه متحدثا

" فاني قبل أمك و دعنا من التذمر "

حينها دفع فاني المقعد ببعض الخشونة إلى الخلف مستقيما ليسير نحوها متمتا بغيض منها و دنى لتمد هي وجنتها له

" هيا قبل ماما يا حبيب ماما "

" توقفي "

" قبل ماما فاني "

و هاهو فاني ذو الشخصية الصلبة يقبل ماما فيريا حينها انفجر ضحك جيمه و هو رمقها بحقد

" اخرسي يا فتاة "

" فاني عد و اجلس بقرب خطيبتك "

قالها الدون و هو امتثل ليجلس حينها فيريا أرسلت لابنها الذي تفخر به كثيرا قبلة طائرة و هو فقط أشاح عنها غاضبا ، تدري أنها تستفزه بحركات مثل هذه و لكنها تحاول أن تحرر شخصيته المتحفظة ، لا تريد من ابنها أن يعيش ما عاشه والده من قبل

و في تلك اللحظة و من تحت الطاولة امتدت كف خطيبة فاني فأمسكت بكفه و هو خلل أناملهما ليتمسكا

فاني يحب خطيبته فقد ربطته بها علاقة حب ، و إن كان اعترافه أخذ وقتا طويلا و لكن هو اعترف بتشجيع من الدون شخصيا ثم الجميع كان بصفه

حمل فنجان القهوة و جيمه تحدثت بسخرية

" هل ستقلني  أو أخبر أمي أن تعطيك كوب الحليب ؟  "

أبعد فنجان القهوة و رمقها بنظرات حارقة 

" جيمه أنا سوف اقلك "

قالها الدون حينها جيمه نفت برفض 

" لا إلا أنت سيدي الدون "

" بلى هيا تجهزي "

حينها فاني فقط ارتشف من قهوته ليرسم شبه ابتسامة على شفتيه ثم استقام ليسحب معه خطيبته

" هل ستتأخران ؟ "

" نعم أمي لذا لا تنتظروننا على العشاء "

" اهتم بخطيبتك فاني "

قالها الدون و هو فقط أومأ بابتسامة ثم سحبها و غادرا حينها فقط لمح ابتسامة ابنه فتنهد براحة و جيمه دفعت مقعهدها لتذهب و تحضر حقيبتها على مضض أما فيريا فقد وضعت كفها على كف الدون و ربتت 

" تبدو مرتاحا و أنت تحدق بفاني "

فالتفت لها ثم أخذ كفها بين كفيه معا

" يعجبني أنه يأخذ من شخصيتي و يريحني أنه يأخذ من قلبك و يمنح حبه لمن حوله بكل حرية  "

فابتسمت فيريا و ما هي سوى ثواني حتى وقفت جيمه خلفهما

" هيا أيها الدون القاسي لقد أصبحت جاهزة "

حينها سحبت فيريا كفها من بين كفيه و استقامت ملتفتتة لجيمه ، زهرتها الصغيرة كما تلقبها ، فتحت ذراعيها لها فاقربت منها الأخرى و هي ضمتها بقوة

" فتاتي الشقية "

" تحدثِ مع زوجك و أقنعيه أن الزمن تغير كثيرا و يجب أن أُظهر ساقيّ "

فقبلت جبينها لتربت على خصلاتها

" سوف أحاول "

و هو استقام لينفي بقلة حيلة

" الأم و ابنتها تحتاجان للكثير من التقويم "

قالها ليضع المنديل و فيريا التفت لتعبس ثم اقترب ترتب له سترة بذلته ، ثم ياقة قميصه الذ يفتح زرين منه

" لما لا تضع ربطة عنق .... هل هناك رئيس حكومة يظهر بمظهرك ؟ "

" تعلمين أنني لا أحبذ ذلك المظهر ثم نحن في اجازة يا فيريا "

" حسنا ، حسنا "

ابتعدت بينما تحرك راسها بسخرية  و هو قرب كفه من جيمه لتتمسك به ثم سحبها ليغادرا ، أما فيريا وقفت تضم نفسها لتميل رأسها بابتسامة

ترى أحلامها و أحلام جيمه قد أصبحت حقيقة 

عندما علمت في حملها الثاني أن جنينها فتاة قررت أن اسمها سيكون جيمه و والدها تمنى أن تكون شخصيتها مثل شخصية جيمه ، هادئة و ملتزمة ، شخصية متفهمة و حنونة و لكن الجينات كانت أقوى فأخذت من فيريا و عمتها يولينا فلم يهدأ البيت يوما من بعد ولادتها 

*

مرت أيام التحضير للزفاف بسرعة كبيرة بين الانشغال و مشاكسات جيمه و فيريا للأب و ابنه و هاهو أخيرا يوم الزفاف

وقف الدون بروفانزانو أمام المرآة ، حدق بنفسه ثم التفتت نظراته للمرأة خلفه ، المرأة التي تملك روح طفلة فجعلت من حياته تتغير بعد أن كان على موعد مع الموت

رسم ابتسامة وقورة و هي رفعت رأسها بعدما وضعت خاتمها فرسمت ابتسامة و اقتربت لتضمه من الخلف ثم أمالت رأسها لتحدق به مباشرة

" حبيبي "

" أنا لا أصدق يا فيريا أنني لا أزال حي ، أنني أعيش من أجل الحياة و ليس فقط من أجل الأنفاس  "

" أخبرتك من قبل "

" لم أعتقد أنني سوف أعيش حتى أنجب من جديد و أرى ابني يتزوج "

و هي عبست بظرافة

" سوف يجعل مني عجوز بسرعة "

حينها أبعد ذراعيها و التفت لها و هي رفع كفيها ترتب له ربطة عنقه الفراشية

" أنتِ لن تشيخي أبدا "

و ببسمة تساءلت بينما تحدق في ربطة عنقه ثم بعينيه

" و لما لن أشيخ ؟ "

و هو وضع كفه على قلبها ، ثبت نظراته بعينيها

" لأن هذا طفل "

هي رسمت ابتسامة هادئة و سحبت كفيها لتضم خصره واضعة رأسها على صدره مغمضة عينيها

" كانت مهمتي صعبة جدا "

" أدري "

" أن أسحبك من بين أنياب الموت للحياة لهو أمر أتعبني كثيرا "

" لم أعتقد أن حياتي ستتحول فما كنت أؤمن به دستورا هو الصمت و الموت "

" لقد خذلت كثيرا "

" أكثر مما يعتقد الجميع .... و حتى هذه اللحظة "

حينها أبعدت رأسها عن صدره محدقة بعينيه التي تحملان الهمّ و هو واصل

" لا زلت أشعر بالكثير من الألم "

" كلما تركتك لوحدك و رأيتك تتخذ جانب الصمت أدري أن الراحلين يتجولون بذاكرتك لذا كنت أأبى تركك وحيدا ، حتى عندما تصرخ بوجهي لأصمت كنت أأجل غضبي و ألتصق بك كالعلكة "

فاتسعت ابتسامته و أجابها بينما يدنو اليها أكثر

" جيد أنني لوكتكِ ما بقي من حياتي "

عندها ضحكت من رده و لكنه بسرعة قبلها و هي مثل أول مرة تترك كل حاوسها و كل شيء و تستجيب لقبلاته ، تمسكت برقبته عندما ضمتها بذراعيها و هو دفعها بخفة حتى كان ظهرها للجدار و لكن هناك شخص لا يحسن استخدام الباب

كانت جيمه التي فتحته بدون طرق و هما بسرعة حاولا الابتعاد بسرعة لكنها بدون أن تولي اهتماما لما يسمى بالخجل تقدمت لتقف أمامهما

" سيدي الدون اياك أن تخرج بدون أن تمسح شفتيك "

قالتها بينما تشير نحوه و فيريا تقدمت لتمسك بذراعها

" يا فتاة "

بسرعة سار نحو المرآة و أخد من المناديل المبللة ليمسح أحمر شفاه فيريا الذي علق بشفتيه و هي مرة أخرى بسخرية تحدثت بينما ترمقهما معا

" يبدون أنكما سوف تحصلان على حفيد و ابن صغير بذات الوقت .... ألن تخجلا ؟ "

عندها ضربت فيريا كفها ثم أمسكت أذنها

" اخجلي أنت أولا يا فتاة "

تألمت لتبعد كف والدتها عنها ثم تقدمت نحو والدها الذي التفت لها و كان معكر الحاجبين

" أنت منعودتني على قول ما يجول بخاطري "

عندها أمسك هو الآخر بأذنها الثانية ليجيبها

" ليس كل ما يجول بالخاطر يقال و الآن هيا قولي ما الذي جئت لأجله ؟ "

حررت أذنها بضيق ثم وضعت كفيها معا على أذنيها

" كيف  سوف أقف بين الجميع و أذنيّ حمراوتان ؟ "

و فيريا واصلت بسخرية

" و كبيرتان ......  سوف تكونان ظاهرتان "

عبست أكثر و الدون كذلك عبس فلطاما سخرت فيريا من أذنيه خصوصا عندما كانت تضع جيمه بحضنه و تشير لأذنيهما الكبيرة و المتشابهة

" فيريا "

" نعم حبيبي "

" اذهبي و تفقدي ابنك إن كان جاهزا فضيوفنا سيصلون قريبا و يجب أن نستقبلهما معا "

" حسنا فهمت "

قالتها لتتقدم و تحمل حقيبتها ثم وقفت بجانب المرآة و مرة أخرى عاودت وضع أحمر شفاهها و عندما التفتت قبلت سبابتها و وضعتها على شفتي الدون

" حتى لا تسخر ابنتك منك من جديد "

ساخرة هي و تضفي البهجة على حياته ، لا تكل و لا تمل و حتى في أحلك أوقاته تجد السبيل لتضيئ ذلك الظلام الذي يضع به نفسه ، نستطيع القول أنه كان مريضا و شفي أخيرا على يديها

بالتأكيد لا يجب اهمال دور جيمه ، دورها كان الأصعب عندما انتشلته من بين الحطام و ذوقته طعم الحياة  و لكن فيريا كانت أكثر قوة و اصرار على فعل الأمور بطريقتها هي لذا كانت النتائج ملموسة و مسموعة في كل مرة يكرر على آذانها كلمة

" أحبكِ "

و بعد أن أقفلت الباب خلفها هو التفت لجيمه ثم نزلت نظراته الغير راضية نحو ساقيها

" لا تقولي أن هذا ما جعلك تأتين لي ؟ "

عندها أومأت

" نعم هو "

فنفى ليبعد ذراعها عنه

" مستحيل أن تظهر ابنة الدون بروفانزانو بمظهر كهذا "

" سوف أنادي أمي لعلها تقنعك كعادتها "

قلتها و لكن قبل أن تبتعد عاد يمسك بها ليجيبها 

" أتركِ أمك و شأنها فحتى لو أجتمع العالم أمامي الآن أنت لن تخرجي بثوب كهذا ثم أنظري لصدره إنه مفتوح كثيرا هيا معي و أنا سوف أختار ما يجب أن ترتديه "

قالها ثم أمسك كفها و سحبها معه و هي حاولت أن تثبت نفسها بالأرض متمسكة بكفيه معا

" أبي أرجوك لا تفتح خزانتي .... سوف أغيره أقسم لك "

و لكنه سحبها بقوة و غادر

" لا أثق بك جيمه "

*

وقف الدون بروفانزانو و زوجته يستقبلان ضيوفهما مع الكثير من التدابير الأمنية و بعد أن انتهت تلك المهمة الجميع كان مستعدا لمباشرة حفل الزفاف و لكن جيمه التي كانت تجلس بقرب سيلفانو كانت عابسة و هو حدق بها ثم قرب كفه من ياقة قميصها المقفلة

" من اختار ثوبك يا فتاة  ؟ "

قالها بينما يحدق بطوله و هي بشدذٍ على أسنانها و كلماتها أجابته

" الدون و من غيره "

فابتسم ثم قرب رأسها ليقبله

" نتيجة طبيعية لأن شخصيتك تشبه شخصية عمتكِ "

ضمت ذراعيها لصدرها و هو التفت نحو العروس التي يرافقها والدها و فاني الذي يقف بينما البسمة تفرض نفسها على ملامحه رغم محاولته تعكير حاجبيه ، ابن أبيه هو

تنهد سيلفانو ببسمة ليميل رأسه متابعا المراسم ثم وقعت نظراته على صديقه الذي كان يجلس بهدوء متابعا هو الآخر المراسم بتركيز 

دقق فيه نظراته على جانب وجهه فرأى دمعة تهرب منه و بسرعة أبعدها الدون و عندما التفت ابتسم له سيلفانو و هو أومأ فقط و عاد ينظر نحو ابنه

هكذا هي الحياة تملأنا هموما  حتى نعتقد أننا دُفنا داخلها و ابتلعتنا للأبد ثم تأتي يد

يد نعتقد أنها ضعيفة للغاية و تسحبنا من غمرة الموت

حدق الدون بفيريا التي كانت  تميل رأسها راسمة بسمة على محاياها  بينما تضم كفيها معا ، تظهر السعادة لما وصلت اليه جهودها و تعبها ، تضحياتها و ما نسته و تناسته من أجل الدون

أمسك بكفها ، شد عليها و هي التفتت له فقرب كفها و قبلها ليضع كفه الثانية على ظهرها

" هنيئا لكِ فقد استوطنت ذاكرة امتلأت بالراحلين "

و هي التفتت بخفة راسمة بسمة هادئة

" في النهاية سنكون حتى نحن من الراحلين يوما و نملأ ذاكرة الباقين من بعدنا "

" أحبكِ " 


النهاية 

انتهت بتاريخ 

22/01/2021 

أول رواية تعيش معي أكثر من ستة شهور 

 رواية أثارت غضب البعض بأحداثها و أعجبت البعض 

لن أتحدث عن الأحداث خصوصا الأساسية لأنها كان مخططا لها منذ البداية و منذ كتابة أول حرف بالرواية 

ككاتبة لهذه الرواية تعلقت كثيرا بها و لكن سوف أقول أن الرواية عمليا قسمت لجئين 

الجزء الأول حيث كانت العاطفة هي الطاغي الكبير على مجرى الأحداث ،  لم تكن هناك أحداث أكشن قوية و كل الاهتمام كان منصبا على مشاعر جيمه و الدون 

عكس لجزء الثاني الذي كان أقوى من الجزء الأول في أحداث الأكشن و الخطط 

لا أدري ما الذي يمكنني قوله و لكن الليلة قررت أنها ستكون نهاية مشوار الدون بروفانزانو معكم يا أصدقاء 

إنه الشخصية التي ارهقتي حتى تمكنت من رسمها في مخيلتي ثم تجسيدها على الورق كما تخيلتها 

الدون هو أهم شخصية  و أكثرهم تعقيدا و صعوبة في الفهم 

من يريد أن يوجه عتاب أو يعبر عن مشاعره فليتركها هنا و لكن رجاء مع الأخذ بعين الاعتبار أن العمل يعني لي الكثير فأنا لم أضحي بالكثير لأجله بدون أن يكون له مكانة خاصة في قلبي 

بعد " الكسير " سوف أوجه كل اهتمامي لاتمام عملي القادم ان شاء الله 

" حرب آمورياس " 

رواية ما يمكنني قوله عنها أنها مختلفة عما كتبت قبلا فلا هي واقعية ولا هي خيالية 

و إلى أن يحين وقت لقائنا معها كونوا بخير أعزائي 

سلام  




Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro