Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

بارت 3

تمكنت يوجين أخيراً من فتح عينيها ببطء، لترى ضوءً خافتاً، و سقفاً أبيضاً، لتدرك سريعاً أنها ليست في مكتبها

يوجين (بهمس ضعيف) : أين.. أنا؟

سألت يوجين بالكاد ليجيها الرد من صوت مألوف و عميق و هاديء ليجيبها قائلاً

جاي : أنتِ في المستشفى، لقد أغمى عليكِ في المكتب

حولت يوجين نظرها نحو مصدر الصوت، لتجده سكرتيرها جاي و هو جالس قبالتها على السرير و ينظر إليها بعينين مملوئتين بالقلق و الخوف

يوجين (بتردد) : أنت.. أنت الذي أحضرتني إلى هنا؟

جاي : أجل، لم أستطع إنتظار قدوم سيارة الإسعاف، لذلك حملتكِ و أحضرتكِ بنفسي على الفور

قال جاي لتحدق يوجين فيه للحظة دون أن تخرج أي كلمات من بين شفتيها، كان هناك خليط من المشاعر في عينيها، إرتباك، و إمتنان، و ربما شيء آخر لم تستطع تفسيره

جاي (بصدق) : لقد خفت عليكِ كثيراً بصراحة

كانت هذه الجملة كفيلة بجعل يوجين تشعر بإرتباك داخلي، فهي لم تتوقع أن يظهر لها جاي هذا القدر من الإهتمام و القلق، خصوصاً بعد كل هذه المواقف المتوترة التي جمعت بينهما

لم يكن الإرتباك فقط هو ما شعرت به يوجين في هذه اللحظة، بل و شعرت أيضاً بخفقان قلبها يتسارع قليلاً

ربما كان ذلك بسبب التعب، أو ربما كان ذلك بسبب شيء آخر بدأ يتسلل لأعماقها ببطء، تحديداً شعور، شعور ما لم تكن مستعدة لمواجهته بعد

يوجين (و هي تحاول الجلوس) : كان ذلك مجرد دوار بسيط، لا حاجة للدراما

مد حينها جاي يده بسرعة ليضع يده على كتفها ليمنعها من النهوض دفعة واحدة، لم يكن ضغطه قوياً، و لكنه كان كافياً ليجعلها تتوقف للحظة

جاي (بهدوء جاد) : إلى أين؟ مازلتِ متعبة

حدقت به لثوانٍ، لتتوه بين نبرته الثابتة و نظراته التي تحمل مزيجاً غريباً من اللوم و القلق، لتشعر بشيء غريب يتسلل إلى داخلها، فهي لم تعتد على أن يهتم أحد بها بهذه الطريقة

يوجين (بضيق) : لا أحتاج إلى الإهتمام من أحد، أنا بخير الآن، و أريد المغادرة فوراً

جاي (متجاهلاً رفضها و هو يشير للمحلول) : عليكِ إنهاء هذا أولاً على الأقل

يوجين (بعناد) : لست مضطرة لذلك!

جاي : بلى أنتِ كذلك، لا أريدكِ أن تسقطي بين ذراعاي ما إن نخرج من بوابة هذه المستشفى

تجمدت يوجين للحظة بسبب ما قاله، قلبها تخطى إيقاعه العادي للحظة، قبل أن تعود لصلابتها المعتادة

جاي : بالمناسبة، ليس كل الرجال كما تظنين، البعض منا يريد أن يكون جزءً من الحل، لا المشكلة

يوجين (متأفأفة) : أوف!

أطلقت زفرة حادة، لكنها لم تستطع إنكار أن كلماته جعلتها تشعر بشيء ما، شعور لم تفهمه بعد

لتأخذ بعدها نفساً عميقاً و أشاحت بوجهها بعيداً عنه ناظرةً للأسفل، محاولةً تجاهل الطريقة التي جعلها بها تدرك ضعفها للحظة

يوجين (بهدوء) : آسفة على هذا، يجب علي أن أشكرك، فلقد تصرفت معي بشهامة كبيرة

رفع جاي حاجبه و كأنها قالت شيئاً غريباً، ثم إبتسم إبتسامة صغيرة قبل أن ينهض من مكانه و يقف أمامها

جاي : لا داعي لشكري آنسة اهن، أي شخص مكاني كان سيفعل ما فعلته

يوجين : كلا، بجدية، أنا مدينة لك

جاي (مصمماً) : كلا، أنتِ لستِ مدينة لي بأي شيء على الإطلاق، فقط عديني أن تهتمي بصحتكِ جيداً من الآن فصاعداً

يوجين (عضت شفتها السفلية) : أجل.. أعدك

جاي : حسناً إذاً، طالما تريدين الذهاب دعيني أتحدث مع الطبيب لنرى إن كان سيسمح لكِ

يوجين (تذكرت) : و مازال علي أن أدفع الحساب أيضاً

جاي : لقد إهتممت بهذا الأمر بالفعل، لذا لا داعي لأن تقلقي بشأنه

يوجين (بتفاجؤ) : ماذا؟ لقد دفعته بالفعل؟

جاي : أجل فعلت، و قبل أن تتشاجري معي، إعتبريه معروفاً صغيراً بين زميلين في العمل

يوجين : بالطبع لا، يجب علي أن أعيد لك مالك

جاي : لن آخذ منكِ وون واحد، إن أردتِ أن تردي لي الدين حقاً فعليكِ أن تهتمي بصحتكِ و حينها سأكون راضياً

يوجين (إستسلمت) : حسناً حسناً، فهمت

جاي (ممازحاً) : رائع، أنا سعيد لأنكِ لم تعانديني و إقتنعتِ بسرعة هذه المرة هههه

يوجين : أرجوك دعني أغادر هذا المكان الآن، أشعر بضيق شديد من تواجدي هنا

جاي : حسناً حسناً، على مهلكِ

حاولت يوجين النهوض من السرير على مهل، لتنهض فعلاً، و لكنها كانت على وشك أن تفقد توازنها للحظة، لذا وجدت نفسها سرعان ما إستندت على جاي واضعاً يداً على كتفه و اليد الأخرى في كفه

جاي : على رسلكِ

يوجين (بإحراج حاولت إخفاءه) : آسفة

جاي : لا عليكِ

تحدث بعدها جاي مع الطبيب، ليسمح ليوجين بالخروج بعد التأكد من سلامتها، لتغادر المستشفى فعلاً برفقة جاي

و لكن بدلاً من يعودا للشركة و يكملا دوام عملهما، فكر جاي في فكرة أخرى أفضل بكثير، ليقترحها على يوجين

جاي : واتتني فكرة

يوجين (إلتفتت له) : ماذا؟

جاي : سيارتي قريبة من هنا، دعينا نذهب لتناول الغداء في إحدى المطاعم القريبة

يوجين (قلبت عينيها) : سيكون هذا مضيعة للوقت فقط

جاي : لن أقبل النقاش هذه المرة، هيا بنا

تحرك جاي أولاً ليسير و يسبق يوجين ناهياً الحوار و مجبراً إياها على أن تتبعه، لتضطر فعلاً أن تذهب معه لمطعم قريب بهدف تناول بعض الطعام

**

و لاحقاً، في إحدى المطاعم الكورية الشعبية، جلست يوجين على الطاولة أمام جاي و هي عابسة و تحدق في الأطباق الكورية المتنوعة التي ملأت الطاولة الصغيرة أمامها

رائحة الطعام اللذيذ كانت تعبيء الأجواء و تخترق أنفها بإغراء، و لكن رغم أنها كانت تشعر بالجوع الشديد، إلا أن العناد بداخلها جعلها تحاول التمسك ببرودها أكثر

يوجين (متذمرة) : كان يمكننا العودة إلى الشركة مباشرةً، لا أرى داعياً لكل لهذا

جاي (متجاهلاً تذمرها) : هيا، أريدكِ أن تأكلي كل هذا كفتاة جيدة

نظرت له يوجين بحدة بسبب تعليقه المستفز بالنسبة لها، و لكنه تجاهل نظرتها تماماً و بدأ بتناول طعامه بهدوء و كأنه لا يهتم

شعرت بالضيق لوهله، و لكنها في النهاية قد إستسلمت و أمسكت بالعيدان الخشبية لتتناول الطعام هي الأخرى

لتمر بعض اللحظات من الصمت بينهما، لم يكن صمتاً مزعجاً، و لكنه كان غريباً بعض الشيء

و حين كانت تأكل، قد لاحظت بوضوح أن نظرات جاي الخاطفة لها كانت مليئة بمزيج قوي بين القلق و الإهتمام، كانت نظرات لم تعتد عليها من رجل من قبل

كان الأمر يربكها أكثر، لذا لم تستطع فعل شيء سوى إفساد هذه اللحظة و قطع الصمت بحديثها أولاً قائلة

يوجين : لمَ تنظر إلي هكذا؟ أهناك طعام على وجهي أم ماذا؟

حاولت أن تجعل نبرتها ممتزجة بالسخرية و الإنزعاج المصطنع و لكنها لم تستطع، حيث أنها قد خرجت منها بهدوء و لين غير متوقع

جاي (بصراحة) : كلا، لا شيء، أنا فقط.. سعيد لأنكِ بخير

إجابته البسيطة لم تعجبها، شعرت أنها بحاجة لسماع المزيد منه، لذلك إضطرت لأن تسأله بصراحة و وضوح أكثر

يوجين : جاي.. لماذا تتصرف معي بكل هذا.. اللطف؟

جاي (عقد حاجبيه بخفة) : ماذا تقصدين؟

يوجين (موضحة) : أقصد أنك طيب للغاية معي، أسعفتني للمشفى، و دفعت عني الحساب، و الآن تطعمني رغماً عني

جاي : لأنكِ حرفياً سقطتِ على الأرض بلا وعي أمام عيناي

يوجين : و لكن هذا لا يعني أن تعاملني كأنني لا أستطيع الإعتناء بنفسي! فأنا قادرة تماماً على-..

جاي (قاطعها) : كلي هذه

لم تكمل يوجين جملتها لأن جاي قد قاطعها بحشره لقطة كيمباب كاملة في فمها ليسكتها حين فهم أنها على وشك البدء في التذمر مجدداً

لتمضع يوجين قطعة الكيمباب جيداً و تهدأ قليلاً حين فهمت قصده بهذا التصرف، لتبلع و تقرر حينها تغيير الموضوع

يوجين : أتعرف؟

جاي : أجل؟

يوجين : سأسمح لك هذه المرة فقط بالإعتناء بي، هذا لأنني جائعة للغاية فقط

جاي (ضحك بخفة) : ههه، حسناً، إتفقنا إذاً

ساد الصمت بينهما مجدداً لدقيقة كاملة، حيث كان كلاهما مشغول بالأكل، و لكن عقل يوجين كان مشغولاً في سؤال قد خطر على بالها للتو ترددت بشدة في سؤاله لجاي

يوجين (بتردد) : أممم.. جاي

جاي : نعم؟

يوجين : هل يمكنني أن أسألك سؤالاً.. شخصياً؟

جاي (إستغرب قليلاً) : سؤال شخصي؟

يوجين : أجل؟

جاي : بالطبع، تفضلي

لم تتوقع يوجين موافقة جاي لذلك لم تكن محضرة لما ستقوله، لذلك أخذت نفساً عميقاً لثانيتين و هي تصيغ سؤالها في رأسها قبل أن تقوله

يوجين : هل.. واعدت إحداهن من قبل؟

أوقف جاي تحريكه لعيدان الطعام حين سمع سؤال يوجين، ليتردد لثانية قبل أن يرفع عينيه من على الطعام لينظر إليها، و لكنه قرر أن يجيبها

جاي : بالطبع فعلت

يوجين (بفضول حاولت كبته) : و.. ماذا حدث؟

جاي : ماذا تعنين بماذا حدث؟

يوجين : أعني.. لماذا إنتهت علاقتكما؟ هل كسرت قلبك؟

جاي (بسخرية طفيفة) : أوه، من الغريب أنكِ لم تسألي إن كنت أنا من كسر قلبها

يوجين (إتسعت عينيها قليلاً) : أكسرت قلبها فعلاً أم ماذا؟!

جاي : لا، فقط إتفقنا على الإنفصال

يوجين (بفضول) : و هل يمكنني أن أعرف ما السبب؟

جاي (بتحفظ) : إختلاف في الأولويات

يوجين (أومأت بخفة) : فهمت

حاول جاي الرد بإختصار حين ذكرته يوجين بيونا مجدداً التي كانت يحاول لبقية اليوم أن يكف عن التفكير فيها، و لكن يبدو أن فضول يوجين قد غلبها هذه المرة

يوجين : هل مازلت.. تفكر فيها؟

جاي : بصراحة.. أجل.. أحياناً

يوجين (بترقب) : أهذا بسبب كونك مازلت تكن بعض المشاعر لها؟

جاي (تجنب الإجابة) : لقد.. كنا معاً البارحة، و في الواقع هذا هو سبب شرودي المستمر صباح اليوم حين وبختيني على عدم تركيزي، لقد كنت.. أفكر فيها

قال جاي و هو يحاول ألا ينظر في عيني يوجين مباشرةً و أن ينظر في أي إتجاه آخر، بينما شعرت يوجين فجأه أنها قد فقدت شهيتها

يوجين : أوه.. لهذا السبب إذاً كنت شارداً طوال الوقت، كان الأمر يتعلق بامرأة مثلما توقعت

جاي : أجل

شعرت يوجين من إجاباته السريعة و نبرته المتحفظة بأن هناك ما يخفيه، و لكنها قررت عدم الضغط عليه أكثر

و عندما إنتهيا من الطعام، أشار جاي للنادل لكي يأخذ بقايا الطعام غير المأكول و يقوم بوضعه في علبة لكي تأخذه يوجين معها للمنزل

ليقفا أمام الصراف، لتخرج يوجين محفظتها لتدفع، و لكن جاي كان أسرع منها، ليعطي العامل بطاقة إئتمانه و يدفع هو ثمن الطعام

يوجين (معترضة) : يا! ألم يكن كل هذا الطعام لأجل صحتي؟ إذاً علي أنا أن أدفع!

جاي (ببساطة) : أقدر كونكِ نسوية تؤمنين بالمساواة بين الجنسين و كل هذا، و لكن أنا الرجل هنا، لذا أنا من سيدفع الحساب كرجل نبيل

إنزعجت يوجين من طريقة تفكير جاي التقليدية لوهله و لكنها كتمت غضبها هذه المرة، لأنها قد وجدت نفسها لا تملك رداً مناسباً

خصوصاً أن جاي لم يكن يقول ذلك بطريقة متعالية أو متسلطة، بل بهدوء و كأنه أمر بديهي لا يقبل النقاش

أعطى حينها النادل بقايا الطعام ليوجين، ليخرج الإثنان من المطعم، و يسيران معاً بإتجاه سيارة جاي

يوجين (بسخرية خفيفة) : لو كنت شخصاً آخر، لقلت أنك تحاول إثارة إعجابي بكل هذه الشهامة

جاي (بإبتسامة جانبية و هو يفتح لها باب السيارة) : هيا إركبي، سأوصلكِ لمنزلكِ

قبل أن تستطيع يوجين الرد، كان جاي قد إستدار و إتجه إلى مقعده بالفعل، مما لا يترك لها خياراً آخر سوى أن تركب السيارة بجانبه فعلاً

**

و في الطريق، كانت يوجين لا تستطيع منع رغبتها في إكمال تلك المحادثة التي حاول جاي إنهائها في المطعم

نظرت إليه لوهله قبل أن تتفوه بأي شيء، ملامحه الهادئة و فكه الحاد كانا جذابين للغاية في نظرها و هو مركز في الطريق هكذا، لتدرك لأول مرة على الإطلاق منذ أن قابلته كم هو وسيم

يوجين (ببعض التردد) : أممم.. جاي

جاي (دون أن ينظر إليها) : نعم؟

يوجين : هل يمكنني أن أسألك سؤالاً؟

جاي : بالطبع، تفضلي

يوجين : هل مازلت.. تحبها؟

جاي : من؟

يوجين : أقصد.. حبيبتك السابقة

صمت لثانيتين قبل أن يجيبها و هو يبحث عن إجابة مناسبة، بينما كانت لا تزال هي تنظر إليه بترقب رغم شعورها الدفين بالقلق من إجابته لسبب ما لم تعلمه

جاي : لا، لقد تخطيت الأمر

يوجين : أهذا يعني.. أنك منفتح حول الدخول في علاقة جديدة؟

جاي : لا أعرف، أنا حالياً مركز جداً على عملي كسكرتير شخصي لمديرة تنفيذية صارمة مثلكِ

تسارعت نبضات قلبها قليلاً بإحراج بعدما رد عليها هذا الرد الرسمي، لتحمحم و تعتدل في جلستها و ترد عليه بنبرة متصنعة البرود

يوجين : أحسنت صنعاً، هذا ما أردت سماعه تماماً، فالعمل أهم بكثير من العلاقات العاطفية السخيفة

جاي : ربما يكون معكِ حق

**

توقفت السيارة السوداء أمام منزل يوجين حسب العنوان الذي وصفته لجاي، و كان المنزل يتميز بتصميم عصري و أنيق مع لمسات فاخرة، و يتكون من طابقين مع نوافذ زجاجية كبيرة تمتد من الأرض إلى السقف

مع مسبح صغير بتصميم على شكل غير منتظم محاط ببلاط فاتح اللون، و بجواره توجد كراسي استرخاء و مظلات و طاولة للإستمتاع بالهواء الطلق، مع حديقة خضراء صغيرة مع بعض النباتات أيضاً

أعجب جاي كثيراً بالمنزل و كل تفاصيله، فكان منزلاً راقياً و عصرياً مناسباً فعلاً لتعيش فيه مديرة تنفيذية شابة مستقلة مثل يوجين

ليطفء جاي المحرك لينظر نحو يوجين التي كانت تنظر من النافذة بشرود، و كأن عقلها كان يفكر في شيء ما طوال الطريق

جاي (بهدوء) : ها قد وصلنا

أفاقت يوجين من شرودها و إستدارت نحوه لتنظر إليه، ثم نظرت إلى المنزل الذي بدى مألوفاً، لتدرك أنهما قد وصلا فعلاً

يوجين (و هي تفك حزام الأمان) : شكراً لك على توصيلي جاي، و على كل شيء آخر أيضاً

جاي : لا داعي لشكري

يوجين (بصدق) : بلى، بالطبع هناك داعي، لقد فعلت أكثر بكثير مما ينبغي عليك في واجبك كسكرتير، لقد أسعفتني للمشفى، دفعت عني الحساب، دعوتني على الغداء، أوصلتني لمنزلي بسيارتك، هذا كثير جداً حقاً، و أنا ممتنة لك بصدق على هذا

جاي (مغيراً الموضوع) : بالمناسبة، منزلكِ رائع للغاية، أعجبني كثيراً

يوجين (مقترحة) : أتريد إلقاء نظرة من الداخل؟ أعني، سأدعوك على فنجان قهوة

لا تعرف كيف قالت هذا و لكن مع ذلك كانت تنتظر رده بترقب و كأنها تختبره

فالكثير من الرجال بالطبع كانوا سيستغلون هذه الفرصة للبقاء معها لوقت أطول، خصوصاً أنهما سيكونان وحدهما في منزلها، و لكنها أرادت أن ترى كيف سيرد هو

جاي (إبتسم بخفة) : عرض مغري حقاً، و لكنني سأرفضه

قال جاي لترمش حينها يوجين بدهشة، فهي لم تتوقع هذا الرد منه على الإطلاق

يوجين (بإستغراب) : لماذا؟

جاي : لأنني أعرف جيداً أين تنتهي حدودي

قالها بصوت هاديء و لكنه قد ترك أثراً قوياً في أذنيها، لم تفهم تماماً ما كان يقصده، و لكنه جعلها تشعر بشيء غريب في داخلها، و كأنها كانت تتوقع نتيجة مختلفة لهذه الليلة

جاي : تصحبين على خير آنسة اهن

يوجين : أجل، و أنت أيضاً

خرجت حينها يوجين من سيارته، ليغادر هو على الفور كما لو كان مستعجلاً بعض الشيء، لتظل يوجين واقفة للحظات و هي تفكر

هناك شيء ما في هذا الرجل مختلف، فلقد سنحت له فرصة ذهبية ليكون بمفرده معها، و لكنه رفضها بسهولة، و كأن الأمر لم يكن مغرياً له من الأساس

شعرت حينها بمزيج غريب بين الإحباط و الفضول القاتل، لتدخل حينها لمنزلها الراقي لترتاح بعد كل هذا اليوم الحافل

**

و في المنزل، ألقت يوجين بجسدها على الأريكة، و أسندت رأسها للخلف و هي تزفر بعمق، لتشعر بثقل في صدرها، ليس بسبب الإرهاق، بل بسبب كل ما حدث اليوم

Yujin pov

ما هذا اليوم الغريب؟

بارك جاي..

اسمه وحده يثير شيئاً ما بداخلي، لا أعلم ما هو تحديداً، و لكن لا يمكنني إنكار أنه ترك بي في يوم واحد أثراً قوياً أكثر مما فعل أي شخص آخر منذ فترة طويلة

لماذا كان لطيفاً إلى هذا الحد؟ لماذا تصرف معي بهذه الطريقة أصلاً؟

كان بإمكاني تدبر أمري وحدي، لم يكن عليه أن يفعل كل هذا

لم يكن عليه أن يمسكني حين كدت أسقط، و لم يكن عليه أن يصر على دفع الحساب، و لم يكن عليه أن يأخذني للمطعم و كأنني طفلة يجب أن تجبر على تناول طعامها

لم يكن عليه أن يهتم، و لكنه فعل!

كان بإمكاني الصراخ في وجهه لأبعده عني، كان بإمكاني إيقافه، لكنني لم أفعل، و لكن لماذا؟

لأنه لم يكن مزعجاً!

صحيح، لم يكن مزعجاً، لم أشعر بالضغط معه، لم أشعر بأنه يحاول فرض نفسه علي أو إجباري على شيء

بل على العكس تماماً، كان هادئاً و واثقاً، و لكنه لم يكن متطفلاً

حتى عندما عرضت عليه الدخول للمنزل، كنت متأكدة أنه سيوافق، كان بإمكانه إستغلال الفرصة، و لكنه لم يفعل!

فقط إبتسم و رفض بلطف!

قال أنه يعرف حدوده جيداً..

كم هذا غريب، نادراً ما أجد شخصاً يعرف حدوده فعلاً، سواء أكان رجل أو امرأة

كان بإمكانه إستغلال ضعفي، و لكنه لم يفعل!

كان بإمكانه أن يجعلني أشعر بالحرج أو الذل، و لكنه لم يفعل!

لماذا؟! لماذا هو مختلف؟!

تذكرت شيئاً آخر أيضاً، حديثه في المطعم..

قال أنه كان مع حبيبته السابقة بالأمس

و لكن لماذا تذكرت هذه الجملة تحديداً الآن؟ و لماذا أشعر بإنزعاج غير مبرر؟

هل يهمني ذلك؟ هل يهمني أنه لا يزال يفكر بها؟

تباً لكِ يوجين! هذا ليس من شأنكِ!

و لكن.. رغم كل شيء.. لا أستطيع إنكار الحقيقة..

السكرتير بارك ليس رجلاً عادياً، و وجوده في حياتي بدأ يعبث بمشاعري و أفكاري!

End pov

**

و في صباح اليوم التالي، تأخرت يوجين قليلاً عن موعدها المعتاد للوصول للشركة، لتدخل لمكتبها، و تتفاجأ بسكرتيرها جالس في الداخل و هو ينتظرها بفارغ الصبر

جاي (مبتسماً بثقة) : صباح الخير آنسة اهن

يوجين : صباح النور جاي

نهض جاي من مكانته ليقف، لتقترب هي ناحية المكتب، لترى عليه صينية طعام بها بعض الفطائر مع قطع الفواكة الصغيرة و مشروب غازي مثلج، لتستغرب و تسأل جاي

يوجين (بإرتباك خفيف) : أممم.. ما هذا؟

جاي : إنه فطوركِ

يوجين (بإستغراب) : هل إشتريته من الخارج؟

جاي : لا، صنعته لكِ بنفسي

إتسعت عيناها قليلاً من رده الذي لم تتوقعه، لكنها حاولت ألا تظهر دهشتها و هي تسأله بينما تجلس على كرسي مكتبها أمام الطعام

يوجين : أنت تجيد الطبخ؟

جاي (بثقة) : بالطبع أفعل، الطبخ مهارة حياتية و ليس حكراً على النساء فقط مثلاً، أليس كذلك؟

يوجين : أوه أجل، صحيح

Yujin pov

كيف عرف أنني أحب الرجال الذين يستطيعون الطهي؟!

هو حرفياً هكذا يبدو كرجل كتب بقلم امرأة!

End pov

إلتقطت حينها يوجين الشوكة، لتأخذ قطعة من الفطيرة و تتذوقها بهدوء، لتجد أن طعمها كان لذيذاً جداً، أكثر بكثير مما توقعت

جاي (بترقب) : إذاً؟ ما رأيكِ؟

سألها بإهتمام بينما حاولت هي أن تحافظ على تعبير محايد، و لكنها فشلت تماماً

يوجين (متمتمة) : هممم.. ليس سيئاً

جاي (بمزاح) : هذا يعني أنه رائع، و لكنكِ فقط لا تريدين الإعتراف بذلك

رغم أنها حاولت كتم إبتسامتها، إلا أن زاوية شفتيها قد إرتفعت قليلاً، ليلاحظ جاي ذلك و لكنه لم يعلق

يوجين (بإمتنان) : شكراً لك حقاً، لم تكن مضطراً لفعل ذلك

جاي (إبتسم) : على الرحب و السعة

عادت حينها يوجين إلى وضعها المعتاد، حيث إرتدت قناع الجدية مجدداً

يوجين (مغيرةً الموضوع) : حسناً إذاً سكرتير بارك، ما هو جدول أعمالي لليوم؟

جاي : لديكِ إجتماع مع أبرز الموظفين لديكِ في تمام الحادية عشرة

يوجين : أوه صحيح، أتذكر شيئاً كهذا

جاي : سيكون الإجتماع في قاعة الإجتماعات الصغرى

يوجين : أريدك أن تتواجد معنا أيضاً

جاي (أومأ لها) : فهمت

**

و في تمام الثانية عشرة ظهراً، أي بعد إنتهاء إجتماع يوجين مع بعض الموظفين لديها

يوجين (بصرامة) : لا تنسوا ما قلته لكم!

سوليون : و لكن أتعرفين؟ أنتِ التي نسيتِ هذه المرة

يوجين (بإستغراب) : نسيت ماذا؟

ري : وعدكِ لنا

يوجين (عقدت حاجبيها) : أي وعد هذا؟

يونجون : وعدتينا بيوم على الشاطيء

يوجين (تذكرت) : أوه صحيح! تذكرت الآن!

ليز (ممازحة) : هل كنتِ تنوين خداعنا أم ماذا؟ هههه

يوجين : يا، بالطبع لا

ليز : إذاً؟

يوجين (مقترحة) : دعونا نذهب جميعاً للشاطيء في عطلة نهاية الإسبوع إذاً، ما رأيكم؟

الجميع (معاً) : موافقون!

يوجين (إبتسمت برضا) : إذاً إتفقنا

سوليون (سعدت) : رائع!

يوجين : أممم.. جاي

جاي (إنتبه لها) : نعم آنسة اهن؟

يوجين : أنت مدعو أيضاً، و أتمنى ألا ترفض القدوم معنا

جاي : سأرى ظروفي

إجابة جاي أحبطت يوجين قليلاً، فهي أرادت أن تسمع موافقته، و لكنه قد أعطاها رداً ثقيلاً يعلقها في الهواء و يجعلها محتارة بين إحتمالين

يوجين (آمرة) : حسناً جميعاً، عودوا لعملكم الآن

قالت يوجين قبل أن تغادر قاعة الإجتماعات متجهة إلى مكتبها، بينما بقي بعض الموظفين يتبادلون الأحاديث الجانبية

وسط هذا الجو العادي، وقف جاي يراجع بعض الملاحظات على جهازه اللوحي عندما شعر بشخص يقف بجانبه

رفع رأسه قليلاً ليجد زميله يونجون ينظر إليه بنظرة باردة، لم يكن في وجهه أي ود، فقط مزيج من الجدية و التحدي، و كأن لديه شيء يرغب في قوله له

يونجون (بصوت منخفض و حاد) : أريد أن أتحدث معك سكرتير بارك

لم يبدو جاي متفاجئاً على الرغم من نبرة يونجون غير المريحة، بل نظر إليه بهدوء قبل أن يغلق جهازه اللوحي و يقول له

جاي : حسناً، أنا أستمع

يونجون : ليس هنا، دعنا نتحدث على إنفراد في إحدى القاعات الأخرى

جاي : لا مشكلة

و بالفعل، غادر كل من جاي و يونجون هذه القاعة، تاركين البقية فيها، ليدخلا لقاعة أخرى فارغة، ليغلق يونجون الباب عليهما لأجل الخصوصية، بينما كان جاي يقف أمامه و ينظر إليه بثبات

جاي : ماذا تريد؟

سأل جاي ليتقدم نحوه يونجون خطوة، مقرباً المسافة بينهما أكثر

يونجون (بحده) : أتعرف كم بذلت من جهد في هذه الشركة لأنال الرضا فقط لأنني رجل و رئيستي امرأة معقدة تكره الرجال؟

جاي (بإحترافية) : أنا متأكد أن جميع الموظفين هنا من الرجال و النساء على حد سواء يعملون بجد و لا توجد إستثناءات، و لكن ما علاقتي أنا بمجهودك؟ لا أفهمك

يونجون : علاقتك هي أنك قد أتيت من اللا مكان فجأه و أخذت مني بمنتهى السهولة المنصب الذي كنت أطمح إليه طوال فترة عملي هنا! منصب سكرتير يوجين الشخصي و ذراعها الأيمن في هذه الشركة!

جاي (بإبتسامة جانبية تهكمية) : هل جلبتني إلى هنا لتخبرني عن مدى غيرتك مني؟

يونجون : بل لأخبرك بشيء آخر أهم من هذا بكثير!

جاي : و ما هو يا ترى؟

يونجون (بتحذير) : إياك أن تجرؤ على محاولة التقرب من يوجين!

قال يونجون، ليرفع جاي حاجبيه، ثم ضحك ضحكة ساخرة قصيرة، و كأن ما قاله يونجون كان مجرد مزحة سخيفة بالنسبة له

جاي (بثبات) : و لماذا تعتقد أنني قد أفعل ذلك؟

يونجون : لأنني أرى كيف تهتم بها أكثر من اللازم، و كيف تحاول أن تكون بجانبها طوال الوقت، لقد أسعفتها للمستشفى بالأمس، و قضيت بقية اليوم معها، و اليوم صباحاً حضرت لها الفطور و أحضرته لها في مكتبها، قد تتمكن من خداعها بإبتسامتك الهادئة و تصرفاتك النبيلة، و لكنني لست غبياً!

لم يغير جاي تعبيره، بل ظل ينظر إلى يونجون بثبات و ثقة و كأنه يدرسه، ثم خطى خطوة أقرب نحوه حتى أصبح وجهه أقرب قليلاً من وجه الآخر

جاي (راغباً في إستفزازه) : و ماذا إن كنت أفعل؟

يونجون : إذاً ها أنا أحذرك!

جاي : بصفتك من؟

يونجون (حاول إخفاء إرتباكه) : بصفتي.. موظفاً لا يريد لأي شخص أن يقترب من رئيسته بهذه الطريقة!

رفع جاي حاجبه قليلاً، قبل أن تظهر على شفتيه إبتسامة خفيفة ماكرة لأنه قد فهم كل شيء الآن و وضحت له الرؤية

جاي : آه.. الآن فهمت

كان الأمر واضحاً جداً من نبرة صوته و من عينيه التي بدت و كأنها تخترقه مع كل كلمة، و لكنه مع ذلك، قرر أن يتأكد بنفسه و يسأله

جاي (بمباشرة) : أنت تحبها، أليس كذلك؟

تصلب جسد يونجون للحظة حين سأله جاي هذا السؤال بشكل مباشر جداً، و لكن رده فعله وحدها كانت كافية لتؤكد لجاي شكوكه

يونجون (بترقب) : أتفعل أنت؟!

جاي : لا، لا أفعل، و لكن من الواضح لي أنك أنت من يفعل

يونجون (بحزم) : أجل أفعل! أنا أحبها فعلاً و أخطط لكسب قلبها! أفهمت؟!

جاي (بتهكم) : أجل فهمت، و حظاً موفقاً إذاً

يونجون (عقد حاجبيه) : ماذا تقصد؟!

فهم جاي أن يونجون يراه كمنافس له على إثارة إنتباه و إهتمام يوجين، و يبدو أنه يضعه في رأسه منذ أن بدأ العمل في هذه الشركة، لذا قرر جاي أن يواجه يونجون بقوة و أن يضع حداً له بكل جرأة و ثبات

جاي (بثقة باردة) : أقصد أنني لا أتلقى تهديدات تشوي يونجون! و سأظل بجانب الآنسة اهن و أهتم بها و أحميها من أي أحد قد يحاول أذيتها، لأنها ليست ملكاً لك، ولا لأي أحد آخر، أفهمت أنت هذا؟!

(إنتهى البارت)

رأيكم؟

تصرفات جاي الشهمة مع يوجين؟

معاملة يوجين لجاي بحدة أقل؟

إهتمام يوجين بحياة جاي الشخصية؟

دعوة يوجين جاي لمنزلها لشرب القهوة؟

رفض جاي دعوة يوجين و إحترامه للحدود بينهما؟

تفكير يوجين في جاي و أحداث اليوم كله؟

إحضار جاي الفطور ليوجين في مكتبها؟

غيرة يونجون الشديدة من جاي؟

مواجهة جاي و يونجون لبعضهما و حديثهما؟

هل يهتم جاي بيوجين أكثر من اللازم فعلاً؟

ماذا ستكون رده فعل يونجون؟

الأحداث؟

ماذا تتوقعون أن يحدث؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro