بارت 2
جاي (بتوتر حاول كبحه) : آنسة اهن، أرجوكِ توقفي، هذا لا يصح!
يوجين : أتوقف؟ و لكن أليست فرصة كهذه هي حلم كل رجل؟
إبتلع جاي ريقه بصعوبة، لتقترب يوجين منه ثانيةً و تحاوط رقبته بذراعيها مرة أخرى و لكن مع أزرار قميصها المفتوحة للنصف و حمالة صدرها البارزة
يوجين : لدي سؤال ظل يدور في بالي و أنا أفكر فيك طوال الليل بالأمس..
إقتربت حينها يوجين أكثر من جاي إلى أن قربت شفتيها من أذنه، لتسأله بنبرة مثيرة سؤالها الجريء لتقول
يوجين (بجرأة) : ترى هل أنت ماهر في عملك فقط؟ أم بارع أيضاً في.. الممارسة؟
تسارعت نبضات قلب جاي أكثر و إحمرت أذناه، و لكنه رغم ذلك كان مصمماً على التماسك لآخر لحظة
جاي (بتوتر) : أرجوكِ آنسة اهن! دعيني أذهب!
يوجين : أدعك تذهب؟ لماذا؟ أليس لديك إهتمام بالنساء في الأساس أم ماذا؟
جاي : ماذا تقصدين؟!
يوجين : أقصد.. هل أنت مثلي جنسياً؟
جاي (بتفاجؤ) : ماذا؟! بالطبع لا! أنا مستقيم!
يوجين : إذاً لمَ أنت مختلف هكذا؟ أغلب الرجال لن يصمدوا في موقف حميمي كهذا أبداً
جاي (بشجاعة) : لأنني أحترمكِ، على عكسهم
يوجين : أم تقصد أنك مجبر على إحترامي لأنني رئيستك في العمل؟
جاي : الأمر ليس كذلك فقط، بل لأنكِ امرأة تستحق الإحترام
تفرقت شفتي يوجين قليلاً بتفاجؤ من رد جاي، فهي كانت تنتظر منه أن يقع بلسانه و يخطيء لتثبت لنفسها أنه مثل بقية الرجال، و لكنه ظل يثبت لها أنها مخطئة
يوجين (بإرتباك حاولت إخفاءه) : هل.. هل تعني ذلك حقاً؟
جاي (بصدق) : بالطبع
صمتت حينها يوجين لوهله و هي تنظر في عيني جاي، لتبتعد عنه حينها فوراً و تبدأ بتزرير قميصها مجدداً و هي تتظاهر بالثبات و القوة عكس داخلها تماماً
يوجين (بثقة مصطنعة) : علي الإعتراف بأنني لم أتوقع منك هذا المستوى من الإحترافية، نقطة لصالحك
جاي (بإستغراب) : ماذا تعنين؟
يوجين : لقد كنت أختبرك، و لقد نجحت في الإختبار.. للأسف
جاي (بتفاجؤ) : كان هذا فخاً؟!
يوجين (ببرود) : هممم.. شيء كهذا
جاي (بحزم مهذب) : المعذرة منكِ آنسة اهن و لكنني هنا لأقوم بعملي، و ليس لأرضي توقعاتكِ الشخصية
يوجين (بتفهم) : معك حق، أنا أعتذر منك
جاي (بإحترافية) : لا عليكِ، إعتذاركِ مقبول، لم يحدث شيء
يوجين (بلهجة رسمية) : ممتاز، عد إلى عملك إذاً سكرتير بارك
جاي : حاضر آنستي
إلتفت حينها جاي للباب و فتحه و كان على وشك المغادرة، و لكنه قرر قول شيء أخير ليوجين قبل أن يذهب
جاي : لمعلوماتكِ، أنا بارع في أي شيء أقوم به، سواء أكان في المكتب أو في غرفة النوم
خرج جاي بعدها من مكتب يوجين بثقة و أغلق الباب وراءه، ليتركها بمفردها تتنهد بعمق و تحاول فهم شعورها المتضارب حينها
Yujin pov
لقد.. نجح!
هه، بالطبع نجح، كان يجب أن أتوقع ذلك من البداية!
لقد نجح في الإختبار، و لكنه قد.. رفضني!
كيف يجرؤ؟! كل الرجال يصبحون ضعفاء في مواقف كهذه!
كان من المفترض به أن يلين! أن يضعف! أن ينكسر! أن يثبت لي أنه مثلهم جميعاً! و لكنه لم يفعل!
لقد كان هادئاً جداً! واثقاً جداً! ثابتاً جداً! و كأنني لم أؤثر فيه بتاتاً!
أنا حتى لا أعرف لماذا أنا منزعجة الآن؟! من المفترض بي أن أكون راضية لأنني أمتلك موظفاً رجلاً على هذا القدر من الإحترام و الإحترافية!
لكنه جعلني أشعر.. بالضعف!
مجرد فكرة أنه رفضني.. أنا.. اهن يوجين.. لا تحتمل
السكرتير بارك..
أحياناً أتساءل.. هل أنت فعلاً كما تبدو عليه أم أن هناك جانباً آخر تخفيه؟
قد تكون أنت الاستثناء الوحيد.. و ربما هذا ما يخيفني
عاه! لا! هذا غباء! لماذا أهتم به لهذه الدرجة على أي حال؟!
هذا يكفي يوجين! هو مجرد موظف يعمل لديكِ مثله مثل غيره! لا تسمحي له أن يأخذ أكبر من حجمه و يشعركِ بالضعف هكذا مرة أخرى أبداً!
End pov
**
و في المساء، في شقة جاي، جلس على الأريكة في غرفة معيشته بمفرده كالعادة
كان التلفاز أمامه يعمل بصوت منخفض و هو يعرض برنامجاً لا يهتم بمشاهدته، حيث أن ذهنه كان مشغولاً بأحداث اليوم، و تحديداً موقفه مع يوجين صباحاً
إستمر في تقليب الأمور في رأسه، تصرفها، تعابير وجهها، نبرة صوتها، و ما أرادته حقاً من هذا الإختبار المفاجيء له
Jay pov
ما الذي كانت تحاول فعله؟ ماذا أرادت أن تثبت؟
و الأهم من هذا.. لماذا لا أستطيع التوقف عن التفكير في ذلك الموقف المحرج؟
End pov
قطع حبل أفكار جاي حين سمع جرس الباب يرن ليستغرب، فهذه الساعة متأخرة قليلاً من الليل و لم يكن يتوقع زواراً، خصوصاً أن أصدقاءه اليابانيين دائماً ما يخبرونه قبل قدومهم
ليتنهد و ينهض بتثاقل متجهاً نحو الباب ليفتحه، ليجد حينها أمامه حبيبته السابقة يونا
جاي (عقد حاجبيه) : يونا؟! لماذا أتيتِ؟
يونا (إبتسمت بلطف) : ألم تفتقدني أم ماذا؟
دون أن تنتظر دعوة منه، دخلت يونا للشقة بخطوات واثقة و أغلقت الباب خلفها، و لكنها ظلت هي و جاي واقفان مكانهما عند عتبة الباب دون الدخول لغرفة المعيشة
جاي : يونا، الوقت متأخر، لماذا أتيتِ إلى هنا؟
يونا : أردت الحديث معك
جاي : ألم يكن بإمكانكِ الإنتظار حتى الصباح؟
يونا : كلا
جاي (تنهد) : هاه.. إذاً تحدثي بسرعة من فضلكِ
يونا (دخلت في الموضوع) : إسمع جاي، لقد أتيت لأنني كنت أفكر فيك كثيراً مؤخراً.. و إشتقت لك.. و أعتقد أنني إرتكبت خطأً كبيراً عندما تركتك
قالت يونا و هي تقترب من جاي أكثر مما جعله يشعر بعدم الراحة، خصوصاً أن ظهره قد إستند على الباب كأنه محاصر بينما تقف هي أمامه
جاي (محاولاً الحفاظ على مسافة) : يونا، لقد إنتهى كل شيء بيننا منذ فترة طويلة، و أعتقد أن كلانا قد تخطى هذه العلاقة بالفعل
يونا : هل حقاً فعلت؟ لأنني لم أستطع جاي، فأنت كنت أفضل شيء حدث لي، و لقد كنت غبية حين فضلت مسيرتي المهنية عليك
وضعت حينها يونا يدها على صدره بخفة، مما جعله يتراجع خطوة صغيرة للخلف، و لكنه لم يكن حازماً بما يكفي لصدها
يونا : أتيت لأخبرك أنني أريد أن نعود لبعضنا مجدداً جاي..
إقتربت منه أكثر، و حاوطت رقبته بذراعيها برومانسية و حب بينما تنظر في عينيه مباشرةً بعيون صادقة
يونا (مكملة كلامها) : و أعلم أنك لا تستطيع إنكار أن شيئاً ما مازال بيننا
جاي (بضعف خفي) : لا تفعلي هذا، هذا لن ينتهي بشكل جيد
يونا : لا أتفق معك في هذا
لم يكن جاي في حالة ذهنية تسمح له بمقاومة الإغراء الذي تمثله يونا، خاصةً و هو غارق في مشاعر الإرتباك و الإحباط بسبب اليوم و ما حدث بينه و بين يوجين، لذلك لحظة ضعف واحدة فقط كانت كافية
لتأخذ يونا الخطوة الأولى و تقبله على شفتيه فجأه، رغم أن قبلتها كانت رقيقة و هادئة إلا أنها تقابلت بقبلة عنيفة مليئة بمزيج من الغضب و الحنين من جاي بينما تجولت يده في خصلات شعرها الحريري و يده الأخرى إعتصرت خصرها النحيل
أما يدي يونا كانت واحدة منهما تحاوط رقبة جاي بينما الأخرى تحسست صدره بحنين نزولاً نحو حزام بنطاله، لينتهي به الأمر مستسلماً لها رغماً عنه في ليلة من الشهوة تخطى كلاهما فيها الحدود
**
و في صباح اليوم التالي، إستيقظ جاي أولاً ليفتح عينيه ببطء و يعقد حاجبيه بسبب نور الشمس الذي تسلل للغرفة
نظر جاي على يمينه ليجد يونا نائمة في حضنه بينما كلاهما عاريان و لا يسترهما سوى الغطاء بعد ما حدث بينهما ليلة أمس
Jay pov
يا إلهي، ماذا فعلت؟
End pov
حرك جاي رأسه للناحية الأخرى ليلتقط نظارته الطبية من على المنضدة الصغيرة بجانب السرير الذي كان موضوعاً عليها الواقي الذكري المستخدم و الهاتف ليرتديها
إعتدل جاي في جلسته، و إلتقط هاتفه أيضاً ليضيء شاشته و يكتشف أن الساعة الآن قرابة السادسة و الثلث صباحاً
Jay pov
يا ويلي! هكذا سأتأخر على العمل!
End pov
نهض جاي بهرولة هادئة من على السرير لكي لا يوقظ يونا أو يزعجها، ليقوم على الفور بفتح درفة خزانة ملابسه و يبدأ في إرتداء بذلة عمله الرسمية
إرتدى سرواله الداخلي و بنطاله و ها هو الآن يقف أمام المرآة و هو يقوم بتزرير قميصه الأبيض، و حينها إستيقظت يونا أخيراً
يونا (بإبتسامة ناعسة) : صباح الخير حبيبي
جاي (بنبرة خالية) : صباح النور
يونا : أأنت ذاهب للعمل بالفعل؟
جاي : أجل
يونا : و لكن الوقت مازال باكراً جداً
جاي : صحيح، و لكنني لا أستطيع أن أتأخر ثانية واحدة حتى
يونا (بإستغراب) : و لماذا؟
جاي : لأنني بدأت أعمل مؤخراً في شركة أخرى، و رئيستي في تلك الشركة امرأة نسوية تكره الرجال حد اللعنة و تنتظر مني خطأً بسيطاً واحداً فقط لكي تتحجج به و تطردني
شعرت حينها يونا ببعض الغيرة حين ذكر جاي أن رئيسته في عمله الجديد تكون امرأة، و إستشفت من كلامه حول كونها نسوية أنها بالتأكيد عزباء، و لكنها لم ترغب في تعكير مزاجه بأسئلتها التي وردت في خاطرها للتو
يونا : فهمت، و لكن ألن تتناول الفطور معي على الأقل؟
إنتهى حينها جاي من تزرير أزرار قميصه و أكمامه، ليلتفت ليونا التي كانت لا تزال مستلقة على سريره تحت الغطاء بإسترخاء
جاي (ببعض التردد) : يونا..
يونا : نعم حبيبي؟
تردد جاي لبضع ثوانٍ و هو يحاول صياغة ما يريد قوله ليونا في هذه اللحظة، فالأمر لم يكن سهلاً عليه و لكن كان عليه القيام به
جاي (بنبرة هادئة) : ما حدث بيننا ليلة أمس كان غلطة، مشاعرنا كانت تتحكم فينا و لم نكن نفكر بشكل صحيح
يونا (عقدت حاجبيها) : غلطة؟! ماذا تعني؟! أنك نادم؟!
جاي (بعقلانية) : إسمعيني يونا، أنا لا أريد أن أظلمكِ معي، لن يكون ذلك عدلاً
يونا : ليس عدلاً؟! و أتظن أن التظاهر أن لا شيء حدث بيننا ليلة أمس هو العدل برأيك؟! أم أنك فقط لم تعد تحبني كالسابق؟!
جاي (بأسف) : ربما أنتِ محقة فعلاً.. لقد تخطيت الأمر.. و لم يعد قلبي ينبض بحبكِ كما كان في الماضي
يونا (بصدمة) : إذاً تلاشت مشاعرك نحوي فعلاً!
جاي (بصدق) : أنا آسف جداً يونا
يونا : أخبرني جاي، هل أحببتني أصلاً من البداية؟! أم كنت تخدعني طوال الوقت؟!
جاي : يا! بالطبع فعلت! و أنتِ تعرفين ذلك جيداً!
يونا (بإنفعال) : إذاً ماذا حدث؟! ماذا تغير؟! لماذا لم تعد تحبني؟!
جاي : أعتقد أن إنفصالنا قد أثر على كلينا بشكل مختلف، شعرتِ أنتِ بالحنين بينما تلاشت مشاعري أنا بالتدريج
يونا : أم أن هناك فتاة أخرى غيري في حياتك جاي؟!
جاي : كلا، لا يوجد، صدقيني، تعرفين أنني مركز كثيراً في عملي و حياتي المهنية
يونا (تسخر من نفسها) : هه، و أنا كالغبية ظننت أننا قد عدنا لبعضنا أخيراً بعد كل تلك القبلات الحارة التي أغرقتني بها ليلة البارحة
جاي : إستمرارنا في هذه العلاقة سيؤذيكِ أكثر فقط يونا، و لأنني أهتم كثيراً بمشاعركِ أقوم الآن بإنهائها للأبد، لكي أحميكِ، لأنكِ تهمينني كثيراً
يونا (بعصبية) : أتعرف ماذا جاي؟! أنت أناني! تلعب بمشاعري و بعدها تخبرني أنها كانت غلطة! كانت بإمكانك إخباري بكل ذلك و أنا واقفة على عتبة بابك بالأمس، و لكنك فضلت أن تجرحني بتلك الكلمات القاسية بعدما أشبعت شهوتك و الآن ترميني ببرود كما لو كنت إحدى العاهرات!
قالت يونا لتنهض حينها من على سرير جاي بغضب و تبدأ بإلتقاط ملابسها الملقاه بإهمال على الأرض لترتديها بسرعة بينما الدموع في عينيها و الغصة في حلقها و قلبها
جاي (شاعراً بالذنب) : يونا، أرجوكِ سامحيني، لم أستطع التحكم في مشاعري بالأمس، أنا-..
يونا (قاطعته) : أنت لا تعرف ما تريد جاي! و لكنني أعرف أنني لن أكون لعبة بين يديك مرة أخرى!
غادرت حينها يونا الغرفة و الشقة بأكملها، تاركةً جاي يلقي بنفسه على السرير و يمسك برأسه و هو مشوش و منزعج بشدة من نفسه و من كل شيء حدث للتو
**
و بعد بضع ساعات، في مقر الشركة، كان جاي جالساً أمام مكتب يوجين معها على إنفراد و هو يحمل بعض الملفات التي يعملان عليها سوياً بيده، و لكنه كان شارد الذهن تماماً
لم يتمكن من التركيز على أي شيء على الإطلاق، إذ مشاعر الندم و الإضطراب قد سيطرت على تفكيره بالكامل بعد ما حدث بينه و بين يونا الليلة الماضية و صباح اليوم
Jay pov
ما الذي فعلته؟ كيف سمحت لنفسي أن أضعف بهذه الطريقة؟
كنت أعرف أنني بحاجة إلى إغلاق ذلك الباب نهائياً، لكنني لم أفعل، فبالأمس.. كنت ضعيفاً
يونا كانت محقة في شيء واحد.. أنا أناني
لقد رفضتها لأنني أعلم أن قلبي لم يعد ملكاً لها، و لكنني كنت جباناً لأصارحها بالحقيقة من البداية
لماذا فعلت هذا؟ هل كنت أبحث عن عزاء؟ عن هروب من وحدتي العاطفية؟ أم أنني فقط ضعفت أمام الذكريات؟
لا أعرف حقاً..
End pov
رفعت حينها يوجين عينيها من على الملفات التي كانت أمامها على المكتب لتجد جاي شارداً في اللا شيء، لتنزعج قليلاً و تقرر مقاطعة شروده فوراً
يوجين (بنبرة صارمة) : سيد بارك، هل يمكنك أن تخبرني لماذا تجلس معي هنا بجسدك بينما عقلك في مكان آخر تماماً؟!
ما إن سألت يوجين سؤالها حتى إنتفض جاي من شروده، لينظر إليها بسرعة و إحراج، معيراً إياها كامل تركيزه
جاي (معتذراً) : أعتذر منكِ آنسة اهن، إستغرقت في التفكير قليلاً
يوجين (بحدة) : إن كنت غير قادر على التركيز أخبرني لكي أجد شخصاً غيرك يقوم بهذا العمل دون أن يشرد
جاي : أعدكِ أن أركز، لن يتكرر ذلك مجدداً
يوجين : جيد إذاً
قالت يوجين لتعيد نظرها للملفات مرة أخرى، و لكن كان هناك شيء ما في نبرة صوت جاي قد لفت إنتباهها، لذلك رفعت عينيها مرة أخرى لتجده قد شرد مرة ثانية بالفعل
و لكنها هذه المرة لم ترغب في أن توبخه ثانيةً، بل شعرت بالفضول لكي تعرف بصدق ما إن كان جاي بخير أم لا
يوجين (بنبرة أقل حدة) : ما الذي يشغلك إلى هذا الحد اليوم؟ لا تبدو بخير
جاي (بتحفظ) : لا تهتمي آنسة اهن، لا شيء مهم، مجرد أمور شخصية
يوجين : هل هي امرأة؟
تفاجأ جاي من سؤال يوجين، و يوجين نفسها هي أيضاً تفاجئت مما قالته، حاول جاي الحفاظ على هدوئه رغم أنه قد شعر ببعض التوتر الداخلي
جاي (محاولاً التهرب) : أحم.. أممم.. قلت لكِ لا تهتمي آنسة اهن، دعينا فقط نركز على إنهاء العمل على هذه الملفات
يوجين : حسناً، صحيح، و لكن يستحسن لك في المرة القادمة أن تترك مشاكلك الشخصية في المنزل قبل أن تأتي إلى الشركة
جاي : بالطبع، أفهم ذلك، معكِ حق
كانت ردود جاي مستسلمة و خاضعة ليوجين اليوم على عكس عادته القوية و المجادلة، لذا شعرت يوجين أن هناك شيء ما خاطيء بكل تأكيد
يوجين (أغلقت الملف) : إسمع جاي، لا أعتقد أنك في حالة نفسية تسمح لك بالعمل اليوم، لذا دعنا نؤجل العمل على هذه الملفات للغد، و سأسمح لك بالمغادرة اليوم باكراً، و لكن عليك أن تأتي غداً في كامل تركيزك، إتفقنا؟
تردد جاي للحظة و إستغرب قليلاً من نبرة يوجين الطيبة معه فجأه، و لكنه قد فهم أنها تحاول مساعدته بطريقتها الخاصة، مما جعله ممتناً لها كثيراً
جاي (بإمتنان) : أجل، إتفقنا، شكراً جزيلاً لكِ آنسة اهن
يوجين (إبتسمت بخفة) : على الرحب و السعة
أخذ جاي الملفات التي كانت أمامه و أمام يوجين، و كان على وشك مغادرة المكتب، و لكن هناك ما منعه
حيث أن يوجين كانت قد نهضت من مكانها فجأه لكي تتجه نحو خزان المياة، و لكنها قد شعرت بدوخة مفاجئة و سرعان ما سقطت على الأرض في منتصف غرفة المكتب مغشياً عليها
جاي (صرخ بفزع) : يوجين!
سرعان ما ألقى جاي الملفات جانباً و إندفع نحو يوجين ليحاول إيقاظها و لكنها للأسف لم تستجب، ليدرك أن الأمر طاريء
ري (بقلق) : ما الذي يحدث هنا؟!
صدح صوت الموظفة اليابانية ري حين هرعت للمكتب حين سمعت صوت صرخة جاي، لتجد يوجين ملقاه على الأرض بلا وعي بينما جاي يحاول إفاقتها
ري (بذعر) : يا إلهي! إتصلوا بالإسعاف بسرعة!
جاي : لا داعي، المستشفى قريبة جداً من هنا، سآخذها إلى هناك بسرعة
و دون أن ينتظر رداً، سرعان ما حمل جاي يوجين بين ذراعيه كالعروس و توجه نحو الباب لكي تبتعد ري بسرعة عن طريقه
كان جميع الموظفون ينظرون بذهول للموظف جاي الذي يحمل رئيستهم يوجين بين ذراعيه و ينزل بها بسرعة على السلم دون أن ينتظر المصعد و هو غير مكترث لأي شيء سوى سلامتها
كان الجميع خائفون على صحة يوجين و يتسألون عن ما حدث معها، إلا يونجون، الذي كان عقله ممتليء بالأفكار الغيورة و الحقودة نحو ذلك السكرتير
**
دخل جاي بسرعة إلى المستشفى التي كانت تبعد شارعاً واحداً فقط عن الشركة لحسن الحظ حاملاً يوجين ذراعيه، بينما كانت أنفاسه سريعة و وجهه متوتر
إستقبله الطاقم الطبي الخاص بالطواريء على الفور، و هرعوا لإحضار نقالة، لينقلوا يوجين عليها للداخل فوراً
ممرضة (بقلق) : ماذا حدث لها؟!
جاي (بتوتر) : لا أعرف، فقدت وعيها فجأه!
ممرضة : هل هي قريبتك؟
جاي : لا، إنها رئيستي في العمل
ممرضة : أليس لديك أي معلومات عن حالتها الصحية؟
جاي : للأسف لا، كل ما أعرفه أنها كانت تبدو بخير إلى أن أغمى عليها فجأه في المكتب
ممرضة : فهمت، من فضلك إنتظر هنا قليلاً، و سنخبرك بحالتها قريباً
جاي : حسناً
جلس جاي في غرفة الإنتظار كما أخبرته الممرضة، كانت أفكاره مشوشة قليلاً، و إضطربت أكثر الآن
فعلى الرغم من صرامة يوجين و لسانها السليط و تصرفاتها الحادة معه مسبقاً، إلا أنه في هذه اللحظة قد شعرت بخوف حقيقي عليها
**
و بعد حوالي نصف ساعة مرت على جاي كأنها نصف يوم كامل، خرج الطبيب من الغرفة ليتجه نحو جاي
الطبيب : هل أنت المرافق للآنسة اهن يوجين؟
جاي (وقف بسرعة) : أجل!
الطبيب : هل أنت حبيبها؟
جاي : ماذا؟ لا، أنا فقط مجرد موظف يعمل لديها، هي رئيستي في العمل
الطبيب : فهمت
جاي (بقلق) : إذاً؟ كيف حالها؟!
الطبيب : لا تقلق، إنها بخير الآن
جاي (تنهد بإرتياح) : أوه يا إلهي..
الطبيب (شارحاً) : لقد كانت تعاني من إرهاق شديد و إنخفاض في ضغط الدم، هذا أمر شائع جداً مع الإجهاد الزائد و عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، كما أنها لم تتناول فطورها هذا الصباح أيضاً
جاي : هل يمكنني رؤيتها الآن؟
الطبيب : بالتأكيد، تفضل
جاي : شكراً لك
الطبيب : هذا واجبي
توجه حينها جاي لغرفة الطواريء، ليجد يوجين مستلقية على السرير، و يدها موصولة بأنبوب المحاليل، و وجهها شاحباً قليلاً من الإرهاق
إقترب جاي منها بهدوء و حذر ليجلس على السرير قرابتها، أخذ ينظر إليها لثوانٍ قبل أن يمد يده ليحرك خصلة شعر من على وجهها ليضعها خلف أذنها برقة و حنان
جاي (لنفسه) : لقد خفت عليكِ كثيراً يوجين
تمكنت يوجين أخيراً من فتح عينيها ببطء، لترى ضوءً خافتاً، و سقفاً أبيضاً، لتدرك سريعاً أنها ليست في مكتبها
يوجين (بهمس ضعيف) : أين.. أنا؟
سألت يوجين بالكاد ليجيها الرد من صوت مألوف و عميق و هاديء ليجيبها قائلاً
جاي : أنتِ في المستشفى، لقد أغمى عليكِ في المكتب
حولت يوجين نظرها نحو مصدر الصوت، لتجده سكرتيرها جاي و هو جالس قبالتها على السرير و ينظر إليها بعينين مملوئتين بالقلق و الخوف
يوجين (بتردد) : أنت.. أنت الذي أحضرتني إلى هنا؟
جاي : أجل، لم أستطع إنتظار قدوم سيارة الإسعاف، لذلك حملتكِ و أحضرتكِ بنفسي على الفور
قال جاي لتحدق يوجين فيه للحظة دون أن تخرج أي كلمات من بين شفتيها، كان هناك خليط من المشاعر في عينيها، إرتباك، و إمتنان، و ربما شيء آخر لم تستطع تفسيره
جاي (بصدق) : لقد خفت عليكِ كثيراً بصراحة
كانت هذه الجملة كفيلة بجعل يوجين تشعر بإرتباك داخلي، فهي لم تتوقع أن يظهر لها جاي هذا القدر من الإهتمام و القلق، خصوصاً بعد كل هذه المواقف المتوترة التي جمعت بينهما
لم يكن الإرتباك فقط هو ما شعرت به يوجين في هذه اللحظة، بل و شعرت أيضاً بخفقان قلبها يتسارع قليلاً
ربما كان ذلك بسبب التعب، أو ربما كان ذلك بسبب شيء آخر بدأ يتسلل لأعماقها ببطء، تحديداً شعور، شعور ما لم تكن مستعدة لمواجهته بعد
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
رفض جاي ليوجين أثناء إختبارها له في المكتب؟
إنزعاج يوجين من نجاح جاي في إختبارها له؟
ما حدث بين جاي و يونا ليلة أمس؟
مشاعر جاي المضطربة نحو يونا؟
إهتمام يوجين بحالة جاي النفسية؟
فقدان يوجين لوعيها فجأه في المكتب؟
سرعة تصرف جاي و إسعافه ليوجين؟
خوف جاي الشديد على يوجين؟
مشاعر يوجين المختلطة نحو جاي؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro