بارت 1
أوشكت الساعة على إتمام السادسة مساءً و قد غربت الشمس جزئياً عن النوافذ الزجاجية لتلك الشركة المرموقة
إنها شركة "هيرستوري | HERstory"، الشركة المسؤولة عن تطبيق تواصل إجتماعي شهير بنفس الاسم، حيث يستخدم من قبل النساء لنشر مشاكلهن و طلب المساعدة، و من خلاله تدعم النساء فيه النساء الأخريات
حيث أن الاسم عبارة عن تلاعب بكلمة "History" بمعنى "تاريخ"، و عبارة "Her story" بمعنى "قصتها"، موضحاً أولولية التطبيق في حل مشاكل النساء التي ظللن يعانين منها لوقت طويل
موظفة (منادية) : السيد بارك جاي؟
جاي (مجيباً) : أجل!
و بعد ساعات من الإنتظار، أخيراً حان دور بطلنا جاي ليقوم بعمل المقابلة الشخصية ليتوظف في هذه الشركة، حيث أن اسمه كان الأخير في القائمة
ليس لأجل أن اسمه أبجدياً كان الأخير، و لكن لأنه كان الشاب الوحيد، حيث أن جميع المتقدمين للوظيفة غيره كانوا فتيات، لأن الوظيفة هي سكرتارية و عادةً ما تشغلها النساء و ليس الرجال
على أي حال، نهض جاي من مكانه، و توجه نحو المكتب، ليدخل مع الموظفة بثقة و هو يحمل في يده ملف سيرته الذاتية، ليتفاجأ من أمر لم يتوقعه بتاتاً
و هو كون المديرة التنفيذية التي ستكون رئيسته في هذه الشركة فتاة شابة غاية في الجمال و الأناقة، ذات شعر أسود طويل و ناعم، و جسد ذو منحنيات متناسقة يناسبه كثيراً الزي الرسمي الأنثوي
أجل، إنها بطلتنا يوجين، التي تفاجئت بدورها بكون آخر متقدم للوظيفة هو رجل و ليس امرأة، مما جعلها تنزعج قليلاً داخلياً
و لكن ما أزعجها أكثر هو كونه شاب وسيم و جذاب و ليس شاب عادي المظهر، لينظر جاي لبطاقة التعريف التي كانت موضوعة أمام يوجين على المكتب ليقرأ اسمها بعينيه "المديرة التنفيذية الآنسة اهن يوجين | CEO Miss Ahn Yujin" قبل أن يقول
جاي (بإبتسامة خفيفة) : مساء الخير آنسة اهن
يوجين (برسمية) : مساء النور
كانت يوجين تجلس على مكتبها و بجانبها الموظفة خبيرة الموارد البشرية -الاتش ار-، ليضع جاي الملف أمام يوجين على المكتب و يجلس قبالتها على الكرسي المقابل
و لكن يبدو أن جاي بالكاد لحق أن يجلس لأنه وجد يوجين تتحدث بالفعل دون أن تفتح ملفه حتى و تقول
يوجين (ببرود) : مرفوض، الوداع
جاي (بتفاجؤ) : المعذرة؟
يوجين : كما سمعت
جاي : و لكنكِ لم تقرأي الملف حتى!
يوجين : لا حاجة لذلك، لا شيء سيتغير
كانت الاتش ار تراقب الموقف بتفاجؤ أيضاً و لكنها عاجزة عن التدخل لكي لا تضايق يوجين، بينما ظل جاي ثابتاً و لم يبدو عليه الإستسلام بهذه السهولة
جاي : مع كامل إحترامي لكِ آنسة اهن، و لكن لا يمكنكِ رفضي دون إلقاء نظره على ملف سيرتي الذاتية أولاً
الاتش ار (متدخلة) : دعينا نعطيه فرصة آنستي، ما رأيكِ؟
يوجين (رافضة) : لا، أنا أحتاج لسكرتيرة شخصية لي، شخص أستطيع الوثوق به في هذا المنصب المهم، و ليس ل.. رجل
عقد جاي حاجبيه بإستغراب من كلام يوجين و نظر للاتش ار بنظرات توحي بطلبة لتفسير لما سمعه للتو، لتحاول الاتش ار أن تتدخل مجدداً لتغير رأي يوجين الصارم
الاتش ار : فقط ألقي نظرة آنستي، لن تخسري شيئاً
زفرت حينها يوجين ببرود و ملل قبل أن تستسلم و تفتح ملف سيرة جاي الذاتية الذي كان أمامها على المكتب
لتبدأ عيناها بالتحرك في قراءة صامتة لما في الأوراق، لتتغير تعابير وجهها تدريجياً من البرود إلى الدهشة بسبب ما رأت
Yujin pov
اللعنة، ما كل هذا؟! شهادات ممتازة و خبرة واسعة رغم كونه لا يزال شاباً صغيراً في السن!
هذا على الأرجح أفضل ملف سيرة ذاتية رأيته منذ أن توليت منصب المديرة التنفيذية لهذه الشركة من بعد تقاعد أمي!
كيف سأتحجج و أرفض توظيفه الآن؟!
End pov
رفعت يوجين عينيها مع على الأوراق لتلتقي بعيني جاي بثبات و تقول له حينها
يوجين : هممم.. حسناً، سأطرح عليك بعض الأسئلة
جاي (بإستعداد) : بالطبع، تفضلي، أنا جاهز
يوجين : تعرف أن الوظيفة التي تقدمت إليها لتوك هي عبارة عن مجرد سكرتارية، أليس كذلك؟
جاي : طبعاً
يوجين : إذاً لماذا قد يقبل شخص بمؤهلاتك هذا المنصب؟ ألا ترى أنه أقل من مستواك؟
جاي (بإحترافية) : بالنسبة لي، الأهم من مستوى منصبي هو مستوى الشخص الذي أعمل معه، و أعتقد أن العمل معكِ سيكون فرصة رائعة لتعلم شيء جديد يضيف لي من هذه التجربة الفريدة
لم تتوقع يوجين إجابة جاي النموذجية هذه، لذا سرعان ما حاولت التفكير بسرعة في سؤال آخر تسأله إياه
يوجين : ماذا ستفعل إذا إرتكبت خطأً في العمل؟ كيف ستتعامل مع الأمر؟
جاي : سأسرع في الإعتراف به و تصحيحه فوراً، لأنني أتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تقصير يصدر مني
يوجين (بتهكم) : هذه إجابة مثالية جداً
جاي (إبتسم بخفة) : و لكنها الحقيقة
صمتت حينها يوجين لوهله أخرى لتفكر في السؤال التالي، ليخطر على بالها أهم سؤال قد تسأله لذلك الشاب الجالس أمامها
يوجين (بترقب) : هل لديك أي تحفظات حول عملك تحت قيادة امرأة؟
جاي (بصدق) : على الإطلاق، بل على العكس تماماً، كل ما يهم هو كفائتكِ كقائدة يمكنني التعلم منها
حينها صمتت يوجين مجدداً لثوانٍ و هي تنظر إليه بتردد، لقد نفذت أسئلتها و لا تعرف ما تقول الآن
لتقترب الاتش ار من أذن يوجين و تحدثها بصوت خافت لكي لا يسمع جاي قائلةً لها
الاتش ار (هامسة) : آنستي، سيرته الذاتية مثالية و إجاباته أيضاً كذلك، قد يكون بالفعل الشخص المناسب الذي تبحثين عنه
تنهدت يوجين بإستسلام حين أدركت بعقلها رغم رفض قلبها أن الاتش ار محقة، لتنظر حينها لجاي بنظرة توحي بمزيج من الإحترام الداخلي و الإنزعاج الخارجي لتقول
يوجين : حسناً، موافقة
الاتش ار (بلطف) : تهانينا على توظيفك سيد بارك
جاي (بسعادة) : شكراً جزيلاً لكما!
الاتش ار (إبتسمت) : على الرحب و السعة
جاي (بحماس) : متى يمكنني البدء؟
يوجين : من الغد، في تمام السابعة، إياك أن تتأخر
جاي : بالطبع لن أتأخر، لا تقلقي
يوجين : جيد، أراك غداً إذاً
جاي : أراكِ غداً، إلى اللقاء
قال جاي لينهض من مكانه و ينحني بإحترام لكلاهما قبل أن يغادر المكتب بعدما إنتهت مقابلته الشخصية و إنتهى به الأمر متوظفاً متفوقاً على جميع الفتيات اللواتي كن قبله
الاتش ار (بعقلانية) : أعلم أنكِ غير راضية، و لكنه فعلاً الأنسب
يوجين (بإنزعاج) : عاه! فقط لمَ كان على سكرتيرتي القديمة الإستقالة فجأه لأجل الإعتناء بطفلها حديث الولادة و زوجها الغبي ذاك؟!
الاتش ار : على الأقل نعلم أن السيد بارك سيكون متفرغاً تماماً لعمله لأنه مذكور في ملف سيرته الذاتية أنه أعزب حالياً، لا عجب أنه بارع في عمله
يوجين : لا يهم كم هو بارع، وجوده هنا لا يعني أنه سينال ثقتي بسهولة!
الاتش ار : و لكن عليكِ الوثوق به كونه أصبح سكرتيركِ الشخصي الآن
يوجين : كيف يمكن أن أثق بجنس يرى نفسه دائماً متفوقاً علينا؟! كل رجل أقابله يثبت لي أنه لا يمكن الوثوق بهم
الاتش ار : ربما هو رجل جيد
يوجين : لا أؤمن بوجود رجال جيدين، كلهم يخفون دوافعهم خلف أقنعتهم، كما أن النساء أذكى و أقوى من أن يعتمدن على أي رجل لتحقيق أحلامهن على أي حال
الاتش ار : و لكنكِ الرئيسة هنا آنستي
يوجين : صحيح، لحسن الحظ، فالعالم سيكون أفضل لو كانت النساء في القيادة بدلاً من الرجال، فلقد عانينا بما فيه الكفاية بسبب هذا المجتمع الذكوري المقزز
الاتش ار : إذاً سنرى كيف سيتصرف
يوجين : صحيح، إنها مسئلة وقت فقط
**
و في المساء، بمجرد عودة جاي لمنزله، كان يعد العشاء لأصدقائه اليابانيين الأربعة حيث دعاهم مسبقاً لتناول الطعام معه لكي لا يكون وحيداً
جاي (مقدماً) : و ها هو الطعام
وضع جاي العشاء أمامهم على المائدة ليبدأوا جميعاً في الأكل و التحدث في آن واحد
كي (بفضول) : إذاً جاي.. لم تكمل، قلت أنك توظفت و فقط
جاي : أجل؟ هذا كل ما حدث
تاكي (بتشوق) : حدثنا قليلاً عن رئيستك الجديدة
جاي : رئيستي؟ إنها مجنونة يا رجل!
ماي (بتفاجؤ) : ماذا؟ كيف؟
جاي (حاكياً) : في البداية رفضت توظيفي قبل أن تقرأ ملفي أولاً حتى فقط لأنني رجل، بعدها بدأت تسألني أسئلة غريبة أقرب لحقوق المرأة و المساواة بين الجنسين من كونها أسئلة مهنية حقيقية تفيدها في تقييمي
نيكي : تقصد أنها نسوية؟
جاي : هذا ما يبدو
ماي : يا، و لمَ تتحدثان و كأن كلمة "نسوية" سبة؟
جاي : لم أقصد ذلك طبعاً
نيكي : مهلاً، اسمها هو اهن يوجين، أليس كذلك؟
جاي : أجل، لماذا تسأل؟
نيكي : لقد بحثت عنها عبر الإنترنت، أنظروا
قال نيكي ليتجمع البقية حوله هو و جهاز اللابتوب الذي أمامه و يتركوا طعامهم باستثناء جاي الذي لم يكن مهتماً كثيراً مثلهم
ماي (تقرأ) : اهن يوجين المديرة التنفيذية الشابة لشركة تطبيق هيرستوري الشهير، في قيادتها كسبت الشركة أرباحاً مضاعفة بعد تقاعد والدتها مؤسسة الشركة الأصلية منذ سنوات
تاكي : إذاً هي وريثة والدتها الوحيدة؟
كي : يبدو ذلك
ماي : إنها جميلة للغاية
نيكي (مشاكساً) : و مثيرة أيضاً، يالى حظك يا جاي
جاي : يالى حظي في ماذا؟ أنا ذاهب للعمل و ليس لقضاء نزوة رومانسية مع فتاة بالكاد أعرفها
نيكي : يا إلهي، ألا يمكنك أن تتقبل مزاحي أبداً؟
جاي : مزاحك مزعج مثلك
تاكي (ممازحاً) : و لكنني أتفق مع نيكي بصراحة، لو كنت أمتلك رئيسة جميلة و جذابة مثلها لحاولت قضاء ليلة واحدة معها
جاي (بإنزعاج) : إخرس تاكي، لا تتحدث عنها هكذا
تاكي : أوه حقاً؟ و لماذا إنزعجت؟ هل لأنك وقعت في حبها من أول نظرة و صرت تغار عليها منا الآن؟ هههه
جاي : يا! بالطبع لا! بل لأنك أطلقت تعليقاً شهوانياً غير لائق عن رئيستي في العمل!
تاكي : أوه يالى الرومانسية، صار يحاول حمايتها من أعيننا الآن هههه
ماي (بإنزعاج) : توقف تاكي! هذه التصرفات هي التي جعلت أمثالها يتبنون الفكر النسوي!
نيكي : هي ليست نوع جاي المفضل من النساء على أي حال
كي : جيد أنني لم أعلق، لكانت ماي وشتني لحبيبتي كازوها على الفور هههه
ماي : هذا صحيح، كن حذراً مني
جاي (لنيكي) : أغلق هذا الشيء!
نهض جاي من مكانه و أغلق اللابتوب و أخذه بعيداً عن نيكي لكي يجبر البقية على التركيز على تناول طعامهم مغلقاً ذلك الموضوع الذي يتعلق برئيسته الجديدة في العمل يوجين
**
و في صباح اليوم التالي، إرتدى جاي زيه الرسمي الخاص بالعمل و علق بطاقة اسمه في بذلته و سرح شعره للأعلى كعادته و إرتدى نظارته الطبية التي بالكاد يرى شيئاً من دونها ليبدو في غاية الوسامة و الأناقة و الهندمة
ليصل للشركة في تمام الساعة السابعة دون أن يتأخر ثانية واحدة لكي يترك إنطباعاً أولياً جيداً عند يوجين و بقية الموظفين، و قد نجح في ذلك فعلاً
ليبدأ جاي في العمل من منتصف الطريق و لكنه بفضل ذكائه و براعته تمكن من التأقلم مع الوضع الجديد بسرعة و مهارة
**
مر إسبوع كامل منذ أن توظف جاي في الشركة و صار سكرتير يوجين الشخصي
كان أداء جاي المهني ممتاز جداً في كل شيء، حيث تعلم الأشياء الأساسية بسرعة، بل و قام أيضاً بتغطية التقصير الذي تركته سكرتيرة يوجين القديمة قبله قبل أن تستقيل بشكل ملفت و مثير جداً للإعجاب
من جهة، كانت يوجين راضية عن أداء جاي و منبهرة به و سعيدة لأنه يعمل على أكمل وجه، و لكن من جهة أخرى، كانت منزعجة لأنه أثبت كفائته التي راهنت عليها نفسها مسبقاً
**
في صباح إحدى أيام بداية الإسبوع، كان هناك إجتماع مهم في غرفة الإجتماعات مع عدد كبير من المستثمرين الكوريين و الأجانب من الرجال و النساء
كانت يوجين جالسة على كرسيها على رأس الطاولة و هي تتحدث عن موضوع الإجتماع بإستفاضة، لترجع للوراء بكرسيها قليلاً لتظهر ساقيها المثيرتان اللتان كانتا غير ظاهرتين بسبب الطاولة، حيث أنها ترتدي تنورة رسمية قصيرة اليوم
بدأت يوجين في العرض التقديمي على الشاشة الذكية و هي تتحدث و تشرح بإحترافية و إتقان بينما تجلس على الكرسي و تضع ساقاً فور الأخرى بثقة أنثوية عالية منغمسة في العمل و غير مدركة لما يحدث حالياً
و ما كان يحدث هو أن أحد الرجال المستثمرين الكوريين الذي كان جالس على يمينها لم يكن مركزاً في العرض التقديمي ولا في الذي تقوله بتاتاً، حيث أنه كان يحدق في ساقيها بطريقة غير لائقة
حيث كان يجلس بظهر مائل قليلاً إلى الوراء و كأنه يحاول الإسترخاء، و لكن عيناه كانتا تتحركان بخفة و خبث، ليبدأ بتفحص يوجين بهدوء محاولاً ألا يلفت الإنتباه، و لكن طريقته كانت واضحة لمن يراقب عن كثب
بدأ بنظرة سريعة إلى ساقيها، و كأنها مجرد لمحة عابرة، و لكنه لم يتمكن من التحكم في نفسه، فعيناه إستقرت هناك لثوانٍ أطول من اللازم، كما لو كان يحاول إستيعاب أدق التفاصيل، و كأنها لوحة للعرض
في كل مرة شعر فيها بأن نظراته قد تلاحظ، سرعان ما أعاد عينيه إلى الشاشة أو الأوراق أمامه متظاهراً بالإهتمام، و لكن سرعان ما تعود عيناه إلى ساقيها مجدداً
و عندما تأكد أن لا أحد يلاحظ، سمح لنفسه بالتحديق بجرأة أكثر، لينظر إلى ساقيها أولاً، ثم يرفع عينيه ببطء شديد إلى بقية جسدها، متوقفاً للحظة عند خصرها ثم عند صدرها ثم عند شفتيها
كان ينظر كما لو كان يقيمها، ليس كرئيسة، بل كأداة للإعجاب غير اللائق، حيث أن عيناه كانت تتنقل بإستمتاع و هي تتفحص تفاصيلها بجرأة متزايدة مع مرور الوقت، و كأنها لا تستحق سوى أن تكون محتوى لنظراته الدنيئة
جاي كان يجلس بالقرب من يوجين من الناحية الأخرى ملاحظاً كل شيء بعينيه الثاقبتين، حيث رأى كيف كانت نظرات المستثمر تبدأ من ساقي يوجين و تصعد ببطء غير مريح
حاول جاي تجاهل الأمر في البداية معتقداً أنها قد تكون مجرد صدفة، و لكن التكرار جعله يتأكد من النوايا و يفهمها بوضوح كرجل، فلاحظ كيف كان المستثمر يتظاهر بالإهتمام بالإجتماع بينما يسترق نظرات منحرفة ليوجين، ليشعر بالدم يغلي في عروقه، و لكنه أبقى نفسه هادئاً ظاهرياً حتى لا يثير إنتباه الجميع
و لكن في تلك اللحظة، قرر جاي أنه لن يسمح لهذا الرجل بتجاوز حدوده أكثر، فهو لم يستطع كبح شعوره بالحماية تجاهها
لذا بمنتهى الهدوء و دون أن يتحدث أو يظهر أي إنزعاج على وجهه، وقف جاي فجأه جاذباً إنتباه الجميع للحظة وجيزة، ليخلع جاكيته الرسمي و يقترب نحو يوجين و يضع الجاكيت على ساقيها مغطياً فخذيها بالكامل قبل أن يعود للجلوس مكانه مجدداً دون أن ينظر إليها مباشرةً لكي لا يشعرها بالحرج
تصرفه كان صامتاً و لكنه كان مليئاً بالرسائل الخفية، حيث أن المستثمر قد تجمد لوهله مدركاً أن جاي قد لاحظ نظراته غير اللائقة
أما يوجين، فقد شعرت بالدهشة للحظة، لتنظر إلى الجاكيت الذي يغطي ساقيها لتفهم الغرض منه، و لكنها طبعاً لم تقل شيئاً متظاهرةً بالإحترافية لتكمل عرضها التقديمي
أما جاي، فقد إكتفى بالتظاهر بأنه عاد للتركيز على الإجتماع دون أن يلتفت إليها أو يظهر أي تعبير، رغم أنه في داخله كان سعيداً لأنه تمكن من حمايتها بشهامة من ذلك التحرش النظري الذي تعرضت له للتو
لينتهي الإجتماع بعد حوالي نصف ساعة، لتعود يوجين لمكتبها و خلفها كل من سكرتيرها جاي و صديقتها المقربة الموظفة ليز أيضاً
**
و ما إن عادت يوجين لمكتبها حتى أعطت جاي جاكيته مجدداً ليأخذه منها و يرتديه
يوجين (ببعض الإنزعاج) : لم يكن هناك داعي لهذا التصرف الغريب
جاي (موضحاً) : آنسة اهن، أعتذر على التدخل و لكن.. ذلك المستثمر لم يكن ينظر إليكِ بشكل محترم
يوجين (بتفاجؤ) : ماذا؟! كيف؟!
جاي : كان ينظر.. لساقيكِ
صمتت يوجين لثانيتين و هي تستوعب ما قاله جاي للتو، قبل أن تطلق العنان لعصبيتها
يوجين (بغضب) : هه، طبعاً! هذا ما يفعله الرجال دائماً على أي حال! يتصرفون و كأن النساء مجرد أجساد جميلة لإرضاء أعينهم! كم أحتقرهم بجدية! مثيرون للإشمئزاز!
جاي : ما أحاول قوله هو أنني أردت حمايتكِ منه فقط، و لهذا أعطيتكِ الجاكيت في منتصف الإجتماع، لم أقصد أن أقطع حديثكِ
يوجين (بوقاحة) : أنا لا أحتاج لفارس ينقذني، فأنا أنقذت نفسي من قبل و سأفعل ذلك دائماً
جاي : لم أقصد ذلك، قصدت-..
يوجين (قاطعته) : عد إلى عملك جاي!
جاي : حاضر آنسة اهن
تنهد جاي بإنزعاج طفيف قبل أن يغادر المكتب بعدما تحدثت إليه يوجين بوقاحة، تاركاً إياها برفقة صديقتها ليز
ليز (معاتبة) : لماذا تصرفتِ معه بهذه الطريقة؟ كأنكِ أفرغتِ غضبكِ فيه بدلاً من المستثمر المنحرف الذي هو سبب المشكلة أصلاً
يوجين : غير صحيح، هو أيضاً مخطيء لأنه قطع لي حبل أفكاري خلال الإجتماع اليوم
ليز : قلتِ أن الرجال حقراء لأنهم ينظرون للنساء بطرق غير لائقة، و لكن لماذا لم تلاحظي تصرف جاي النبيل معكِ؟ هو رجل أيضاً
يوجين : ماذا تعنين؟
ليز : لقد خلع جاي جاكيته خصيصاً لأجلكِ لكي يعطيكِ إياه فتضعيه على ساقيكِ، لم يكن مجبراً على فعل ذلك، و لكنه إختار حمايتكِ من نظرات ذلك اللعين، كان هذا تصرفاً شهماً جداً منه
صمتت حينها يوجين لوهله و هي تفكر بعمق في لفتة ليز لها التي لم تلاحظها على الإطلاق فعلاً، فلقد آذاها للتو رجل و لكن من حماها كان أيضاً رجل
يوجين (ناكرة) : لا يخدعكِ تصرف واحد فقط ليز، جميع الرجال مثل بعضهم
ليز : أممم.. لا أعتقد أنني أتفق معكِ يوجين، من موقف واحد أعتقد أنني أستطيع الحكم إن كان جاي رجل جيد فعلاً أم لا، و أعتقد أنه كذلك
يوجين : مستحيل!
ليز (تنهدت) : هاه.. سأعود لعملي الآن، بعد إذنكِ
قالت ليز ناهيةً هذا الجدال العقيم بينها و بين يوجين لأنها تعلم جيداً أنه لن يوصلهما لأي شيء، لتغادر المكتب تاركةً يوجين بمفردها مع أفكارها
Yujin pov
هذا مستحيل
سأثبتِ لكِ يا ليز أنكِ مخطئة تماماً حيال جاي، و سترين
End pov
**
و في اليوم التالي، و في منتصف الدوام، كانت يوجين تفكر في طريقة تثبت بها أن جاي ليس مثلما إدعت ليز بالأمس
لذلك واتتها فكرة جهنمية، و هي أن تختبر جاي كفخ، أي أنها ستحاول إغواءه لترى رده فعله و إن كان سينتهز الفرصة مثل أي رجل آخر مكانه و يستغل الموقف لكي يتحرش بها أم سيظل محترماً و محترفاً و لن يتجاوز حدوده
لذلك رفعت سماعة الهاتف الداخلي الذي كان على مكتبها لكي تتصل بجاي و تخبره أن يأتي إليها على الفور
يوجين (بنبرة صارمة) : جاي، أريدك في مكتبي حالاً
ليدخل جاي بالفعل بعد لحظات بعدما طرق الباب أولاً بأدب و أذنت له يوجين شفهياً بالدخول
جاي : أجل آنسة اهن؟
يوجين : أغلق الباب خلفك من فضلك
جاي : حاضر
دخل جاي للمكتب و أغلقت الباب خلفه كما طلبت منه يوجين لينفردا معاً، و لكنه رغم هذا ظل واقفاً عند الباب، لتنهض حينها يوجين من على مكتبها و تقترب نحوه أكثر بخطوات ثابتة و واثقة
جاي (بفضول) : ما الأمر؟
سأل جاي لتبتسم له يوجين إبتسامة جانبية ماكرة حينها، و تقترب منه بشدة حتى تحاوط رقبته بذراعيها برومانسية جاعلةً إياه يتفاجأ
جاي (بتفاجؤ) : أحم، ماذا تفعلين؟!
حركة يوجين غير المتوقعة جعلته غير مرتاح أكثر، خصوصاً أنها كانت بالفعل قريبة منه جداً زيادة عن اللزوم لدرجة أنه شعر بأنفاسها الدافئة على وجهه
يوجين (بنبرة أنثوية) : كنت أفكر.. ربما فكرة توظيفك هنا ليست سيئة كما ظننت، ألا تتفق؟
جاي (بعدم فهم) : ماذا تقصدين؟!
يوجين (بنبرة متلاعبة) : أقصد.. أنك بارع في عملك و تقوم به على أكمل وجه، لا أعتقد أن أي فتاة كانت ستستطيع إنجاز عملها بهذه الكفاءة كما تفعل أنت..
كانت يوجين تتحدث بنبرة إغوائية بينما عيناها تبحثان عن أي علامات تدلها على مدى توتر جاي من مدى قربهما الشديد هذا
يوجين (مكملة) : كما أنك شاب.. وسيم.. و جذاب.. و مثير.. و أنا فتاة جميلة و جذابة أيضاً، أم أنك لا تراني كذلك؟
جاي (برسمية) : آنسة اهن، أعتذر منكِ و لكنني أرى أن هذا الحوار لا يناسب علاقتنا المهنية أبداً
يوجين : أوه، أهذا يعني أنك لا تراني جذابة كأثنى إذاً؟
أبعدت حينها يوجين ذراعيها عن رقبة جاي لتقوم بما هو أجرأ، فتح أزرار قميصها واحداً تلو الآخر ببطء مغري لتظهر حمالة صدرها أمام عيني جاي ليصدم من تصرفها
يوجين : ماذا عن الآن؟
حاول جاي ألا يسقط نظره لصدرها و يقاوم بينما تسارعت نبضات قلبه و إزداد توتره و إرتفعت درجة حرارة جسده
جاي (بتوتر حاول كبحه) : آنسة اهن، أرجوكِ توقفي، هذا لا يصح!
يوجين : أتوقف؟ و لكن أليست فرصة كهذه هي حلم كل رجل؟
إبتلع جاي ريقه بصعوبة، لتقترب يوجين منه ثانيةً و تحاوط رقبته بذراعيها مرة أخرى و لكن مع أزرار قميصها المفتوحة للنصف و حمالة صدرها البارزة
يوجين : لدي سؤال ظل يدور في بالي و أنا أفكر فيك طوال الليل بالأمس..
إقتربت حينها يوجين أكثر من جاي إلى أن قربت شفتيها من أذنه، لتسأله بنبرة مثيرة سؤالها الجريء لتقول
يوجين (بجرأة) : ترى هل أنت ماهر في عملك فقط؟ أم بارع أيضاً في.. الممارسة؟
(إنتهى البارت)
رأيكم في البداية؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية جاي؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية يوجين؟
رفض يوجين الأولي لجاي لمجرد أنه رجل؟
إضطرار يوجين لقبول توظيف جاي؟
دفاع جاي عن يوجين ضد تعليق تاكي المنحرف؟
حماية جاي ليوجين من تحرش المستثمر النظري؟
عدم إقتناع يوجين بكلام ليز الإيجابي عن جاي؟
فخ يوجين لجاي و محاولتها إغواءه؟
ماذا ستكون رده فعل جاي؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro