جدي
سوربريز ............ كنت متحمسة و ما قدرت أحتفظ بالأفكار برأسي و بما أني راح كون مشغولة هاد الأسبوع و خوفا كذلك أن يفعلها بي الوات باد و يمحي البارت قررت نشره قبل أوانه ، و هذه المرة أظنه طويل ، قليلا
بحب أشكر أمنية حبيبتي على كوفر الرواية
سوو استمتعوا ، حبيباتي
لاشيء يبقى على حاله ، و حتى نفوسنا تتغير و تتبدل ........ هناك فعلا أشياء و أحداث تكاد لا تذكر أو حتى لا نكاد نشعر بها تتغير بداخلنا و تجعلنا أشخاص جدد ، إما أن تغيرنا للأفضل أو للأسوأ ، و هناك أحداث عظيمة و هائلة تلقي بقساوتها على قلوبنا لتجعلنا مجرد أجساد متعلقة بالحياة بدون روح نقية تعطي طعما للحياة الحقيقية
تلك الفتاة التي إلتقيت بها ذلك اليوم في تلك الحانة جعلتني أتصرف بطريقة غريبة ، أنا متأكد أنني لم أكن على سجيتي حينها ، لأنني شخص لا يبوح بمكنونة قلبه بالرغم من أنني أفعل ما أريد بدون وضع اعتبار لأحد ، كل تلك الفترة التي اختفت بها بعدما حدث أو يمكنني القول بعدما أهانتني و ألقت بكرامتي على الأرض و داست عليها في طريق خروجها لم أتخل يوما عن التفكير بها ولا كيف سأجعلها تدفع ثمن ما فعلت ، لقد تفننت بطرق تعذيبها و لكن الأمر لم يتعدى إطار خيالي ، لأنني لم أراها منذ ذلك اليوم
أحينا تجعلني الحياة أستلطفها بالرغم من أنني أمقتها ، عندما فتحت ذلك الباب و رأيتها تركع كأنني رأيت كنزا نفيسا كان حبيسا في قبور أحد الملوك القدماء لملايين من السنين و هذه السنين لم تزده إلا تألقا و نفاسة بأعين الأثريين و في هذه اللحظة لم يكن ذلك الأثري سوى أنا ، تمنيت إذلال تلك الفتاة منذ اللحظة التي حطت بها يدها على وجنتي و لكن لا أدري لما تصرفت بغرابة ، لقد منعتها أجل منعتها من التوسل و ربما يمكنني تفسير ذلك أنني لا أريد منها أن تتوسل لشخص غيري ، أن توفر كل دموعها و تختزنها إلى أن يحين وقتها الحقيقي ، و الآن هي بقصري المظلم ستكون هي الجميلة و أنا الوحش و لكن وحش وسيم قاسي القلب عكس وحش قبيح الوجه طيب القلب و الآن فقط بدأت الحكاية الحقيقية
........................................................................................
منذ اللحظة التي خطوت بها برفقته خارج جدران المكان الذي يحمل كل ذكرياتي و أنا أشعر بالخوف ، لم أملك خيارا و كان عرضه يبدو مختلفا هذه المرة و لكن عندما وقفت أتأمل المكان من الخارج أدركت أنني بلهاء و غبية كيف أمكنني فعل هذا بنفسي ، صحيح أنه منعني من التوسل لمدير المتيم و التوسل هو أكثر شيء أمقته و أعدك يا نفسي الغالية أنني لن أتوسل أحدا بعد اليوم حتى لو كنت على شفير الموت ، لكن الآن أشعر بشيء بارد يتملك جسدي كلما حدقت به ، هالته مخيفة ، غريبة ، هادئة ، عابثة ............ بعدما وقعت العقد شعرت بقليل من الرضا و الإطمئنان و لكن إن هو أراد فعل شيء أنا متأكدة من أن نفوذه سيعطيه كل الصلاحيات بأن يضرب بذلك العقد عرض الحائط
أنا الآن أسير خلف هذا الرجل العجوز ، حسنا سأعترف بأمر أنا انسانة تستعمل قلبها أكثر من عقلها و لكن في المواقف التي تستدعي ذلك ، لأن القلب هو من يعطيك ذلك الشعور بالانطباع الأول عندما ترى شخص لأول مرة ، و شعوري الآن يخبرني بأن وقار هذا الرجل العجوز ليس من فراغ و عكس الآخر أنا أشعر بأن هالته دافئة ، حنونة ، مريحة ...... لكن شيء منع دفأ هذا الرجل أن يصل لي ، إنه المكان يبدو مخيفا بالرغم من كل أثاثه الراقي ،أنه يعطيني إنطباع سيء و يذكرني بقصة طفولية إنها الجميلة و الوحش و لكن من أخدع ؟ لا يمكنني أن أكون تلك الجميلة لأنني مستحيل أن أقع بحب شخص مثله و هو لا يمكن أن يكون الوحش ببساطة لأنه يمتلك وجه وسيم و قلب مشوه ........ لحظات قصيرة حتى سمعت صوت السيد هوانغ يوقظني من غفوت تفكيري
السيد هوانغ : في البداية سأرشدك إلى غرفتك حيث ستضعين أغراضك و بعدها سأخبرك بما يجب عليك القيام
تحمحمت لكي أجعل صوتي واضح و تحدث بطريقة رسمية مفرجة عن تساؤلي الذي شغل بالي منذ سمعت كلمة وظيفة
جودي : هل سأعمل هنا كخادمة ؟
توقف السيد الهوانغ الذي كان يسبقني بخطوات ولا زالت يديه وراء ظهره و ابتسم أممم بـ..... كيف يمكنني قولها ؟ هل رقة ستكون مناسبة ؟ لا أعلم ولكن كل شيء يخص هذا الرجل يجعلني مرتاحة
السيد هوانغ : أممم لا أظن أن في هذا المنزل يوجد وظيفة أخرى
حسنا كلامه منطقي لذا لم أجد ردة فعل مناسبة أكثر من أن أبتسم بخجل و خيبة
جودي : أنت محق ، لا أظن أنه يوجد ......
واصل السيد هوانغ السير بعد أن استدار و هو على نفس وضعيته أقصد يديه التي تستقر وراء ظهره تلك الوضعية و المشية الوقورة التي تدل على خبرة هذا الرجل في الحياة ، و أنا كنت ألحق به خائبة ، توقف أمام باب في ممر ضيق نوعا ما مقارنة بالممرات الأخرى في الجهة التي كنا بها قبل أن نصل إلى هنا و هذا ما جعلني أدرك أننا وصلنا للغرف الخاصة بالخدم
السيد هوانغ : هذه ستكون غرفتك
انصرف بعدها ربما لينجز بعض الأعمال المهم أنه ترك لي مساحة شخصية حتى أتعامل مع أموري و ارتبها في هذا المكان الجديد ، تنهدت بعفوية و أنا أتذكر رد السيد هوانغ عندما قال " لا أظن أن في هذا المنزل توجد وظيفة أخرى "
جودي : هه يال السخرية ....... ماذا توقعت ، إنها خادمة هذا كل ما يمكن أن أكون عليه
وبمجرد أن فتحت باب الغرفة و حدقت بها ، رميت كل الهموم و الأوهام وراء ظهري و رسمت ابتسامة واسعة تظيئ درب الأمل الذي سلكته توا ، حقيقتا تبدو غرفة بسيطة بل بسيطة للغاية مقارنة بكل ما رأيته خارجها و لكنني سعيدة ، سعيدة للغاية ، هذه ستكون أول غرفة أحضى بها بمفردي طول حياتي ، و هنا ستكون حياتي و عالمي الذي سأعيش به بمفردي ، لن أكون بحاجة لأي أحد فأنا تعودت على هذا الأمر لذا سأعيش لنفسي فقط ........... دخلت و انا أجر حقيبتي ثم أغلقت الباب و تقدمت نحو السرير لأترك جسدي يسقط براحة عليه ، حدقت بعينين حالمتين نحو السقف ثم تحركت بحماس و عشوائية ، هذا ما يسمى بفرط في السعادة ........... رتبت أغراضي داخل الخزانة الخشبية الصغيرة الموجودة بركن الغرفة ثم وضعت حقيبتي الفارغة بقربها لحظتها سمعت طرقا على الباب لذا توجهت نحو الباب و فتحته و لم يكن سوى ذلك الرجل العجوز التي تريحني كثيرا رؤيته ، و أنا حقا لا أعلم لما ولكن المهم أن قلبي ارتاح له ......... كان يقف و هو يحمل أغراضا بين يديه ، تبين بعد أن حدقت بها بأنها ثياب خاصة بالخدم ، تنورة كلاسيكية سوداء لفوق الركبة قليلا و قميص أبيض و حذاء ذو كعب قصير و مئزر صغير نوعا ما أبيض ، قدمهم السيد هوانغ نحوي و تحدث
السيد هوانغ : إنه الزي الرسمي للخدم هنا ، ارتديه و تعالي سأكون في المطبخ أنتظرك ........... آه بالمناسبة حتى تصلي إلى هناك امشي لآخر الممر و ستجدينه
أخذت منه الثياب ثم أردفت برسمية و احترام نحوه
جودي : شكرا لك سيدي ... سوف أكون هناك بعد لحظات
أومأ بابتسامة و غادر ، و أنا أغلقت الباب ....... أرتديت الثياب التي أحظرها السيد هوانغ و رفعت شعري ذيل حصان لأنه طويل نوعا ما و سوف يعيق عملي ، وضعت المئزر على خصري و ارتديت الحذاء الأسود ذو الكعب القصير و كان على مقاسي و يبدو مريح ثم توجهت للمكان الذي أخبرني عنه السيد هوانغ أقصد المطبخ و بمجرد وصولي لآخر الممر حتى عرفت فعلا بأنه المطبخ لذلك دفعت بابه بهدوء و دخلت ، رأيت السيد هوانغ يجلس إلى الطاولة التي تتوسط المكان و يحتسي فنجان من القهوة و بالكرسي المقابل له على الجهة الأخرى يجلس رجل يبدو في وسط الخمسينات و تبدو ملامحه هادئة ، و أمام الموقد تقف سيدة و هي تحرك شيئ وسط القدر على النار و هي تبدو في أواخر الأربعينات و قد استقبلتني ابتسامتها و من ملامح وجهها تبدو مرحة
جودي : أنا هنا سيد هوانغ
وضع الفنجان على الطاولة بهدوء و رفع نظره نحوي ثم حدق بكل من الرجل و المرأة و تحدث
السيد هوانغ : إنها جودي و هي الموظفة الجديدة
ابتسمت ثم انحنيت بسرعة و بعد عودتي لوضعيتي تحدث
السيد هوانغ : و هذا السيد هوانغ المسؤول عن الحديقة و أمور الصيانة في المنزل ، أما هذه فهي السيدة الميونغ و هي المسؤولة عن المطبخ
جودي : سعيدة بمقابلتكما أرجو أن تعتنوا بي
ابتسامة المرأة أو يجب أن أقول أن السيدة ميونغ توسعت أكثرو تحدثت بعدها
ميونغ : واه ...... هذا رائع ، أخيرا هناك شخص سيساعدني
السيد لي : مرحبا بك بيننا يا ابنتي
كلما مر علي وقت أطول بهذا المنزل أنا أستمر باللقاء بأناس يبعثون بشعور بالأمان في قلبي و هذا ما يجعلني أنسى أو أتجاهل سيد هذا المنزل ، سمعت صوت السيد هوانغ بعدها يحدثني لأرمي تفكيري جانبا الآن و أستمع له
السيد هوانغ : جودي ، هيا رافقيني حتى أخبرك ما يجب عليك القيام به
أومأت له بابتسامة و لحقت به ............ كان يرشدني و أنا كنت أمشي وراءه و استمع بتركيز لكل كلمة تخرج منه ، فأنا لا أريد أن أترك أي ثغرة حتى لا يتمكن مني سيد المنزل
السيد هوانغ : اذا احتجت لشيء يمكنك اخباري
جودي : شكرا لك سيدي
ابتسم و وضع يديه وراء ظهره و حدق بي ثم أمال راسه لتتسع ابتسامته أكثر و تتوه تجاعيدها مع تجاعيد الزمن على وجهه
السيد هوانغ : ما رأيك أن تناديني بجدي عندما لا يتواجد السيد ؟
لحظة هل ما أسمعه صحيح ؟ هذا الرجل حقا ......... لقد شعرت بذلك ، هالته تلك لم تكن من فراغ و قلبي الذي أثق به كثيرا أخبرني بأنه شخص جيد و هاهو بنفسه يثبت ذلك ، و رغبته بأن أناديه بجدي تظهر صدق نواياه و صدق مشاعره نحوي ، في الحقيقة أنا أيضا أحببتك جدي
جودي : هل يمكنني ذلك ؟
السيد هوانغ ( بنفس ملامحه الهادئة ) : طبعا يمكنك فعل ذلك
جودي : حسنا جدي
السيد هوانغ : و الآن لنعد للعمل
استمر بالمشي و أنا أتبعه ثم بدأنا بصعود الدرج ، و بدون شك نحن نتوجه نحو الطابق الثاني و الذي تتواجد به غرفة سيد المكان ، بالمناسبة كأن كلمة سيد المكان و سيد المنزل التصقت بلساني ؟ ........... لا يهم
وصلنا أمام باب كبير و كان بآخر الممر الذي تزين اللوحات الكلاسيكية و التي أعتقد أنها جلبت من قصور العصور الوسطى جدرانه ، توقفنا أمامها و حدقت بالسيد هوانغ أنتظره أن يتكلم
السيد هوانغ : إنها غرفة السيد ، سيتوجب عليك تنضيفها يوميا ، خاصتا فيما يتعلق بالغبار يجب أن تكوني دقيقة حسنا ؟
أنهى حديثه بإماءة صغيرة ، لأبتسم و أتحدث ببهجة
جودي : لا تقلق جدي ، لن أخيب ظنك
ابتسم ثم أمسك بمقبظ الباب و فتحه و دخل و أنا لازلت ألحقه
السيد هوانغ : السيد يغادر يوميا المنزل عند الساعة الخامسة صباحا للركض و بعد ساعة يعود ، لذا يتوجب الاستيقاظ مبكرا حتى تحظري له الحمام و تجهزي ملابسه
لحظة كل الذي ذكره أستطيع القيام به ، و لكن شيء واحد أنا حقا فاشلة به و هاهو يطلب مني فعله ، سيد هوانغ سأغير رأيي بك
جودي : و لكنني فاشلة في اختيار الألوان و تنسيقها ، و هكذا سيرميني السيد خارجا بسرعة
قهقه بوقار و هو يضع كفه على فمه ، أظنني أضحكته أو لم يأخذ كلامي على محمل الجد ، أنا جادة سيد هوانغ
السيد هوانغ : لا تقلقي جودي ، لن تكون مهمة مستحيلة أو حتى صعبة
استغربت من رده الذي لا يبدوا مهتما
جودي : لما ؟
السيد هوانغ : ضننت أنك دقيقة الملاحظة ، و لكن يبدو أنني كنت مخطئ
جودي : لما تقول هذا جدي ؟ أنا حقا لا أفهم ما تقول
السيد هوانغ : أخبريني ، كم مرة التقيت بالسيد ؟
إنه يستمر بالحديث المبهم و طرح الأسئلة التي لا أجد لها معنى و لكن سأجاريه و أجيبه
جودي : أعتقد مرتين
السيد هوانغ : و في هاتين المرتين ألم تلاحظي شيئا ؟
هذه المرة أجبت بسرعة و قد كنت متأكدة من جوابي ليس مئة بالمئة بل ألف من المئة
جودي : بلى ......... لاحظت أنه متغطرس ، و فظ و...( لايمكن تقليل الاحترام أمام الجد هذا ما فكرت به ) ..... و يتصرف تصرفات لا يمكنك فهمها أبدا مهما حاولت
الآن السيد هوانغ أطلق العنان لقهقهاته ، ألم أخبركم أنه يظنني مضحكة و أنني أمزح معه ، إنه فعلا ما لاحظته في المرتين السابقتين ، بل ولاحظت أكثر من هذا و لكن احتراما لك جدي أنا لا يمكنني القول ....... بعدما سيطر على نفسه تحدث
السيد هوانغ : يالك من فتاة ......... ليس هذا ما قصدته
جودي : إذا ماذا قصدت ؟
السيد هوانغ : السيد لا يرتدي سوى اللون الأسود
فقط بعد كلمات الجد أنا فعلا استحضرت صورته لذهني ، و تذكرت بذلاته الأنيقة من المرتين السابقتين التي رأيته فيهما
بعدما أكملت جولتي مع الجد في المنزل و تعرفت على كل ركن به تقريبا ، عدت للمطبخ حتى أساعد السيدة ميونغ ، و كانت تقف هناك و تبدو منهمكة في تحظير شيء لذا اقتربت منها
جودي : أجوما أنا هنا ، سوف أساعدك
توقفت عما كانت تفعله و استدارت نحوي ، و مدت شفتيها كالأطفال ، يا إلهي هذه المرأة تجسيد للمرح حتى في عمرها هذا
ميونغ : جودي ، هلا ناديت بأوني ..فأنا لست بذلك الكبر حتى تناديني أجما
لحظتها دخل السيد لي ، و قد ارتسمت على وجهه تعابير ساخرة
السيد لي : كيف يمكنك أن تكونين الأوني الخاصة بها بينما أنت تشارفين على الخمسين ...... ارضي بالواقع ميونغ أنت لست سوى أجما
ميونغ ( بغضب ) : ياااا ماذا تعني ..... هل تقول أنني أصبحت عجوز
تجاهلها السيد لي و جلس على الطاولة ، حدقت به بغيض و هي تضغط على شفتها السفلى باسنانها ، واو للحظت تخيلت أن السيد لي بين أسنانها ، لن أخبركم عن بشاعة المنظر فقط سأقول أنه سيتوجب عليه الهرب .......... تجاهلته أيضا و اعادت تركيزها لي
ميونغ : تعالي جودي .....
و أنا اقتربت منها حتى أرى مالذي تريده
ميونغ : أخبريني هل تستطيعين التقطيع ؟
جودي : بالطبع .... الخضر ، الفواكه ، و اللحم كل شيء أقطعه بدقة و براعة
أخبرتها بهذا و أنا أعد على أصابعي ما أستطيع القيام به ، بدأت بتقطيع الخضار التي طلبت مني السيدة ميونغ تقطيعها و كنت منغمسة مع عملي إلى أن اقتربت مني و يبدوا على وجهها الفضول
ميونغ : أحم ..... جودي ( نطقت الاسم بتلحين ) كيف أتيت للعمل هنا ؟
لحظة ، أظن أنني علمت لماذا تقربني منها هذه المرأة ، لقد أحببتك و ارتحت لك سيدة ميونغ ، لما تبالغين بفضولك هكذا ، و لكن ليست مشكلة ساشبع فضولك حتى أرتاح أنا من ألم الرأس الذي ستسببينه إذا لم أجب على أسئلتك
جودي ( ولا أزال مستمرة بالتقطيع ) : أحظرني السيد
بدت علامات تعجب على وجهها بعدما سمعت جوابي ، حسنا مالغريب الذي قلته ليجعلها تتعجب ؟ إنه منزله و هو حر بتوظيف من يريد ......... لكن جملتها ربما أعطتني لمحة من أجل ماذا تعجبها
ميونغ : ياله من زير نساء
ربما كانت لدي افكاري الخاصة نحوه و كلماتها هذه لم تكن صادمة ، لأن الموقف الذي حصل بيننا جعلني أتأكد أنه زير نساء و لكن لما هي تثرثر كثرا
جودي : أجما لما تتحدثين عنه هكذا ؟ .... ستقعين بالمشاكل إذا سمعك
ابتسمت بثقة و أجابت براحة تامة ، و كأن لاشيء يهمها
ميونغ : لن يسمعني فهو لا يأتي هنا إلا للنوم .......... و لكن ...
توقفت عند لكن ، أظن أن جوفها لا يزال مليئا بالكثير و أنا سأجعلها تخبرني بالأشياء التي تلي لكن تلك
جودي : لكن ماذا ها ؟
ميونغ : يجب أن تحذري منه ، ولا تصدق نواياه تجاهك أبدا مهما ظننتها بريئة
حسنا هذه السيدة محقة في كلامها ، و أنا أعلم بالفعل أن نواياه لم تكن صادقة تجاهي
جودي : لقد أقلقتني أجما لما تتحدثين بالألغاز هكذا ؟
ميونغ : هو يحضر فتاة كل ليلة ، و أنت جميلة جدا جودي لذا هو لن يوفرك
إذا هو فعلا منحرف ، و لكن أنا أيضا فتاة قوية
جودي : لا تقلقي أجما ، فأنا لست سهلة أبدا
ميونغ : لا تستسهلي الأمر ، لأنه في الفترة السابقة لم يحظر أي فتاة ، لذا أنا أخبرك أن تحذري فالأسد إذا طال جوعه سيفترس أي شيء يقف بطريقه
.................................................................
ارتحت قليلا في غرفتي بعدما أكملت جولتي مع جودي ، تلك الفتاة التي أحضرها السيد ، بالمناسبة تبدوا مرحة و قوية ، لقد أعجبتني و استلطفتها حقا ، و حسب خبرتي في الحياة و البشر أظن أنها فتاة استثنائية بحياة السيد ، لا تسألو كيف ولا تخبروني أنني أترسع باطلاق الأحكام و لكن هذا فعلا ما أظنه .......... توجهت نحو المطبخ بهدوء كعادتي و عندما اقتربت بدأ الحديث داخل المطبخ يتضح بأذني و سمعت السيدة ميونغ تتحدث بالسوء عن السيد ، كعادتها فقط فهذا ليس غريبا عنها ، رغم طيبتها و لكنني أمقت أسلوبها ذلك ، من هي حتى تطلق أحكاما على الناس ، بل من هي حتى تتحدث عن السيد هكذا ؟ و رجاءا لا تخبروني أنني متحيز لجانبه لأنني أعلم بالفعل ما لا يعلمه أحد
أسرعت بخطواتي أكثر لكي أوقفها و حتى لا تسمم أكثر تفكير الفتاة ، الفتاة التي رأيت بها حبل النجاة الذي سيتشبث به السيد حتى يستطيع الخروج من ذلك المستنقع الذي لا يتركه و يجذبه بداخله أكثر
السيد هوانغ : ميونغ .. ألن تتركي هذه العادة ؟ ........ كم مرة أخبرتك بأن تبقي فمك هذا مغلقا
لقد كان صوتي مرتفعا و غاضبا ما جعلها تغرس رأسها أرضا و تعتذر بسرعة
ميونغ : آسفة سيدي
ألقت تلك الكلمتين كالعادة ، و أنا استمرت تحديقاتي المحرقة نحوها ، لولا السيد لي لكنت طردتها منذ زمن و لكن هاهو ينظر لها بعتب ، إنها مرأة غبية فعلا و دائما ما تسبب له المشاكل ، نظرت نحو جودي التي تبدو متفاجئة و ربما خائفة ، أجل خائفة من ردة فعلي
السيد هوانغ : جودي .... هلا لحقتي بي خارجا ؟ أريدك بموضوع مهم
قلت كلماتي و حدقت بميونغ تلك بتحدي و كأنني أخبرها فقط حاولي معرفة ما سأحدثها به بعد عودتها و أنظري ما سأفعل بك ، بدت جودي متوترة يال الفتاة المسكينة أنا لن أصرخ بوجهك يا بنتي فقط تعالي و افتحي قلبك فهو أكثر ما أحتاج إليه ليستوعب ما سأخبرك به ، أيامي باتت معدودة و مهمتي في الاعتناء بالسيد و فهمه يجب أن تنتقل لشخص جديد ، الشخص الصحيح و الذي ربما لن يفهمه فقط بل سيستطيع تغييره و تغيير حياته للأفضل
وضعت ما كان بين يديها و تقدمت نحوي لذا أنا استدرت و سبقتها نحو الحديقة لتلحق بي هي ، وصلت للحديقة و جلست على الكرسي الذي تعودت أن أجلس عليه و أتأمل فساحة الكون ، وقفت جودي أمامي و تحدثت برسمية ، الم أخبركم أنها خافت
جودي : نعم سيد هوانغ ، بماذا تريد أن تتحدث معي ؟
ابتسمت على سذاجتها ، و ربت حلى المكان الفارغ بقربي و تحدثت بابتسامة
السيد هوانغ : اجلسي هنا
جلست و لكن لا يزال يبدوا عليها التوتر ، حسنا لن أوترك أكثر
السيد هوانغ : جودي لما ناديتني بالسيد هوانغ بينما السيد ليس متواجد ؟
جودي : ها ؟ ..... أمم فقط
السيد هوانغ : أنا لست منزعجا منك جودي لذا تصرفي على طبيعتك معي
جودي : أنا حقا لم أرد التحدث عن السيد
السيد هوانغ : أريد أن أعرف شيء فقط
جودي : ماذا تريد أن تعرف جدي ؟
السيد هوانغ : هل صدقتي كلامها
توترت الفتاة أمامي و لعبت بأصابعها و لكن اجابتها كانت واضحة
جودي : لأكون صريحة معك ، أجل أنا فعلت
السيد هوانغ : اسمعي يا ابنتي ، نحن لا يمكننا الحكم لا على الأشخاص ولا على الأشياء بدون معرفة دقيقة و ميونغ فقط تستمر بالثرثرة بدون أن تعرف شيء عن السيد
رفعت راسها و نظرت بثقة نحو عيني و اجابت
جودي : لا أعتقد أنها تثرثر فقط ........ ( تنهدت و أكملت ) فالسيد حاول معي منذ مدة
لا أصدق ما اسمعه ، أغمضت عيني حتى أستوعب ما تقوله ، لا هذا لا يمكن ، و لكن لن أترك الفتاة تضيع هي فعلا حبل النجاة و أنا قررت فعلا أن أخبرها ، و لكن يجب أن أستفسر أكثر
السيد هوانغ : ماذا تعني جودي ؟
جودي : أعني أنه عرض علي أن أكون أحدى فتياته مقابل ثروة ، و أنا رفضت
السيد هوانغ : و كيف انتهى الأمر بك هنا ؟
نظرت في الفراخ و ابتسمت بسخرية ثم تحدثت
جودي : أظن أنه القدر ..... فالشخص الذي حاول العبث بكرامتي قبلا هو من أنقذها اليوم
كلماتها هذه أشعرتني بالراحة بالرغم من خوفي من ما كنت سأسمعه و لكن أظن أن الأمور لن تكون أسوأ و مادام القدر قرر جمعهما مرة أخرى و تقريبهما لهذا الحد أظنني سأتحالف معه
السيد هوانغ : اذا لا يجب عليك تصديق كلام ميونغ ، فهو كما أخبرتك مجرد ثرثرة
جودي : ألا تزال تعتقد هذا بعد الذي أخبرتك به ؟
السيد هوانغ : بل هذا ما جعلني أصر و أتمسك باعتقادي
في آخر لحظة تراجعت عن اخبارها لا أظن أنه الوقت المناسب حتى أتدخل ، سأمنح الأمر وقتا أكثر
وقفت و انحنت باحترام ، هذه الفتاة رغم عفويتها إلا أنها تحافظ على الآداب
جودي : اعذرني جدي ، و لكن يجب أن أعود حتى أساعد السيدة ميونغ
ابتسمت بآخر كلامها ، لكي تتحرك عضلات وجهي ردا عليها بدون وعي مني و أومأت لها ، استدارت و اتخذت طريقها نحو الداخل و لكن أوقفها صوتي
االسيد هوانغ : جودي .....
استدارت و تساءلت نظراتها
السيد هوانغ : أنا فعلا سعيد أنك هنا
جودي : و أنا أيضا جدي
جودي ، أنا لم أخطئ إنها فعلا الزهرة التي ستنعش السيد و هذا المنزل الكئيب
..............................................................
هو فقط يومي الأول هنا بهذا المنزل ، و لكن الكثير من الأحداث توالت ، عدت للمطبخ فوجدت هناك السيد لي و كان يبدوا الانزعاج على وجهه ، لم هو منزعج هكذا حتى أن الأمر لا يهمه فهو لم يتحدث بسوء عن السيد و السيد هوانغ لم يوجه تأنيبه له
الساعة الآن تشير للتاسعة مساء و أنا الآن أجهز الطاولة استعدادا لوصول السيد كما يستمر السيد هوانغ بقولها ، أتسأل لما شخص بسنه يقدم كل ذلك الاحترام ، لذلك المتعجرف ؟ ........... بالنظر للطاولة فالطعام ينحصر كله في جزء صغير من هذه الطاولة الكبيرة أتساءل ، هل يستطيع تناول طعامه بمفرده ؟ و كيف يستطيع العيش لوحده بمكان كهذا ، إنه كبير و كئيب ، أنا لم أحبه رغم أنني أحببت غرفتي ، و لكن حاليا هو المكان الوحيد الذي يؤويني لذا ربما يجب علي أن أحبه ، تمتمت بعد مدة و أنا أنظر في الطعام بشرود
جودي : و لكن حقا كيف يتمكن من البقاء وحده بهذا المكان ؟
لحظتها أيقظني من شرودي الصوت الذي صدر خلفي ، و أعتقد أن أفكاري الغبية كانت مسموعة
ييسونغ : و فيما يزعجك هذا ؟
تبا لقد سمعني فعلا ، تجاهلت كلماته و انحنيت ثم رحبت به
جودي : مرحبا سيدي
لم يلقي بالا لتحيتي ، شيء عادي فهو فظ و هذا عادي بالنسبة له ، تجاوزني ثم جلس على رأس الطاولة واضعا ذراعيه عليها بينما شبك أصابعه و تحدث لا أعلم إن كانت ثقة ، أو أنه يحاول التظاهر بها ، و لكنني فعلا أشفق عليه ، و لو سمع فكرة الشفقة عليه اعتقد أنه سيفترسني حية عندها أنا من ستصبح مثيرة للشفقة
ييسونغ : أنا أستمتع كثيرا بالوحدة ، لذا لا تفكري كثيرا
من يظن نفسه حتى أشغل نفسي بالتفكير به ، هل هو جاد ؟ ، إذن أظن أنه علي تفجير فقاعة نرجسيته التي أراها الآن تتضخم فوق رأسه ، و تحدثت بسخرية نوعا ما
جودي : و لما سوف أفكر بأمورك ؟ ........ ما يعمني فقط أن أقوم بعملي ، و شيء آخر لن يكون مهما
أظنني تماديت لأن نظراته تبدوا حارقة
ييسونغ : ألا تعتقدين ، بأن كلامك معي به نوع من الوقاحة
جودي : آسفة ، سوف أحرص على كلامي مرة أخرى
أعاد نظره إلى صحنه ، و أخذ السكين و الشوكة و قبل أن يضعهما على الطعام تحدث قائلا
ييسونغ : يمكنك الذهاب الآن
جودي : أليس من المفروض أن أقف هنا بينما تـ..........
لقد قاطعني حتى بدون أن ينظر إلي
ييسونغ : أظنني فعلا أخبرتك سابقا أنني أحب الوحدة
غادرت بعد كلامه أنه يحب الوحدة و لكن لم أستطع منع نفسي من التمتمة ، فهي عادة رافقتني منذ زمن للتنفيس عن غضبي ببعض كلمات الشتائم
جودي : حقير غبي ........ لما يتصرف بسوداوية فجأة ؟
........................................................
حقيقة ، لقد منعت نفسي بالقوة من الاستمرار بالتحديق بها ، لا أريد التهور ولا افساد أمر انتقامي ، فكما يقال الانتقام طبق يؤكل بارد ، و أنا رغم قلة صبري إلا أنني سأنتظر لكي أتلذذ بطعمك باردا عزيزتي ، بالمناسبة لقد رأيتها تحرك شفتيها و هي تغادر ، هل تظنني ساذج ، أنا فعلا أعلم أنها كانت تشتمني و لكن فلتفعل ربما هذا سيشفي غليلها مني مستقبلا
رأيكم يهمني ، فوت و كمنت ، تحفزني فعلا
بالمناسبة حاولت تصحيح البارت قدر الامكان ، لذا اي أخطأ تجدونها تغاظو عنها حسنا
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro