الفردوس
مرحبا ، بعرف كتير كان يستنى النهاية ، أنا اليوم وضعت آخر سطوري و خططتها بحروف النهاية ، أرجو أن تعجبكم و تنال رضاكم ، و أتمنى من الجميع أن يعلق اليوم و يخبرني عن الأشياء التي أحبها و عن الأخرى التي لم يحبها فبالنهاية لا يوجد شيء يتميز بالكمال لابد للنقص أن يضع آثاره
لطالما كنت مغرما بسحر عينيها الحزينة ، تعابيرها ، قوتها و اصرارها ، و لكن اليوم كرهت ذلك الحزن و اصرارها بعنادي ، جعلني أعود لما كنت عليه ، أنا الآن أتمنى لو أنني لم ألتقي بها من البداية لما كنت تسببت لها بكل هذا العجز و الألم ، و لكن الآن أنا لا يسعني التراجع ، لا أستطيع منع أنانيتي من تحريضي على تملكها لأنها ببساطة هي من تملكتني منذ البداية و الآن حان دوري لأمارس عليها سلطتي المطلقة و عشقي المجنون هو من منحني الشرعية لفعل ذلك
حدقت بالمحيط أمامي غضبه و أمواجه العالية تذكرني بحياتي ، و السماء تبدو رمادية لا تتخللها أي ألوان طيف ليس كما كنت أراها و نحن بالجزيرة ، احتضنت وجهي بكفي أحاول ابعاد كل الأفكار الهوجاء برأسي و لكن لا يوجد فائدة من ذلك ، أدرت المحرك و ليس لي وجهة سوى البيت ، قدت ببطئ عكس ما كنت أفعل كلما كنت أشتاق لرؤيتها أو سماع صوتها ، لو كان موتي سيمنحك الشعور بالرضى فأنا سأفعل و سأتركك تتلذذين بطعم الوحدة بعدي
وصلت للمنزل مع حلول الظلام و لا أستطيع فتح الباب و النزول من السيارة من أجل الدخول للمنزل ، لا أريد سماع صراخها لا أريد الشعور بانكسارها و بذات الوقت لا يمكنني تجاهل رغبة قلبي بالقاء نظرة عليها
دخلت للمنزل و بسرعة البرق كانت تقف أمامي السيدة ميونغ ، تبدو عليها الحيرة و الحزن أكثر من الفضول ، و المنزل مليئ بالحراس ، لماذا ؟ حتى أمنعها من تركي ، هي لن تتركني و إن تحتم الموت على أحدنا فعلى الآخر أن يلحق به
ييسونغ : هل تناولت طعامها ؟
ميونغ : إنها ترفض تناوله و لا تفعل شيء سوى البكاء ، تبدو متعبة و أنا أخاف أن تنهار
ييسونغ : يمكنك الذهاب سأهتم أنا بالأمر
انحنت و غادرت ، سرت بهدوء نحو غرفتها و أنا أضع يدي بجيوبي أتصنع البرود و القسوة و لكن أنا أسأل نفسي هل سأستطيع الحفاظ عليهما عندما أراها ؟ ، سوف أحاول
فتحت الباب و تقدمت للداخل إنها تنام على الأريكة و الطعام لا يزال كما هو على الطاولة الصغيرة بقرب السرير ، هل بدأ الحظ يبتسم لي ، يال السخرية أصبحت أعتبر نفسي محظوظ بمجرد أن وجدتها نائمة و هذا يقود تفكيري أنني سأتمكن من التحديق بها لأطول مدة بدون أن أتصنع نظرات القوة و القسوة ، سأتمكن من الاقتراب منها حتى أروي اشتياق لها كأننا كنا بسنوات عجاف ، هي فعلا عجاف بما أنها خلت من همساتها ، لمساتها و كلماتها
انحنيت بقربها ، كانت الدموع تصنع خطوطا جافة على وجهها ، إنها آثار جريمتي ، اقتربت يدي من وجهها و وضعتها على وجنتها ، انها أول لمسة بعد انقطاع لمدة شهرين ، اشتقت لك ساحرتي ، جذب انتباهي تلك الدمعة العالقة برموشها المهدبة ، اقتربت و اقتلعتها بإصبعي ، يحرم على تلك المياه أن تمسها و أنا بقربها بالرغم من أن قربي لا يجعل عينيها إلا موطنا لتلك المياه
دنوت منها أكثر قبلت وجنتها و أرحت جبيني على جبينها ، لا أستطيع أن أقاوم لذا أنا فقط أعطيت الحرية لعيني حتى تسدل ستارها ، أتحسس أنفاسها الهادئة و أنا مغمض العينين ، امتدت يدي تلمس شعرها و كل خلية بجسدي تريدها ، تريد أن تسقي جوعها اليها ، هي فقط لحظات قليلة لا تكاد تعد عند مقارنتها بحجم عشقي و هوسي بها ، لحظات ستجعل حاجتي اليها أكثر ، فتحت عيني أحدق بملامحها المجرمة التي تجعلني أفكر بسرقة ما لن تسمح لي بأخذه لو كانت تفتح عينيها ، طفح الكيل بقلبي المرتجف ، فاستجبت له انتهك حرمات أملاكها ، كنت قريبا أكثر من اللزوم منذ البداية لذا الوصول لشفتيها كان أقرب و أسرع مما توقعت ، كان مجرد تلامس فلو فقدت السيطرة ستفتح عينيها و تبعدني بقسوة و آخر ما أريد الشعور به الآن هو قسوتها ، ابتعدت قبل أن يتحرر جموحي و أعود لارتكاب الأخطاء من جديد ، يكفني ما حدث حتى الآن
ابتعدت عن أنفاسها بصعوبة و وقفت ، أحدق بها كيف ينكمش جسدها على نفسه ، تنهدت ثم اقتربت من السرير أبعدت الغطاء و عدت إليها وضعت احدى يدي تحت ساقيها و الأخرى أسفل ظهرها ، حملتها و كم كنت أتوق لأحملها بتلك الطريقة و نحن نسير نحو السعادة في يوم نعلن به عن تملكنا لبعضنا و لكن الرياح ليست فقط تسير بما لا تشتهي السفن و إنما تحطمها و تجعلها أشلاء تطفو على سطح المحيط كأنها لم تكن تشقه في يوم من الأيام بشموخ ، مال رأسها يتوسد صدري و لحظتها أنا من شعر بالأمان ، منحتني شعور ثقتها من جديد ، صحيح أنها ليست بوعيها و لكن أنا أصدق أن لا الوعي أصدق من الوعي ، تمنيت لو يمكنني البقاء بتلك الوضعية لمدة أطول و لكن ساحرتي ضعيفة و هشة و يجب أن ترتاح لا أريدها أن تمرض ، وضعتها بمكانها و وضعت عليها الغطاء ، لآخر مرة امتدت يدي نحو شعرها تربث عليه ، ثم قبلت جبينها بهدوء و أظطررت لترك قلبي معها قبل خروجي من غرفتها و اختفاء أنفاسها عن مجال تنفسي ، كيف يمكنني التنفس الآن ؟
...........................................................
لا أستطيع أن أكرهه ، مهما حاولت فعل ذلك أو اقناع قلبي بفعل ذلك يثور ضدي و يجعلني مثل ذلك الملك الفرنسي الذي أعدم بساحة شعبية مليئة بالناس الذين كانوا يهتفون باسمه و حياته يوما ، مشاعري تدينني و تريد اعدام كبريائي ، تريد التحرر و اللجوء لحظنه
جاءت السيدة ميونغ و عندما دخلت رأيت أحدا يغلق الباب خلفها ، هل وصل جنونه أن يضع حراسا على بابي ؟ حتى و لو وضعت مليون حارس أنا سأغادر عندما أريد ذلك و كن متأكدا لست أنا تلك الأنثى العاجزة من تقف مستسلمة لواقعها
وضعت الطعام على الطاولة الصغيرة و اقتربت ، كنت أظن أنها ستمطرني بأسئلتها و لكنها فقط عانقتني ، منحتني حضنها و أنا لم أكن لأقاوم ، بكيت و انتحبت و هي فقط تحتضن رأسي بأحدى يديها ، منحتني شعور الأم الذي افتقدته طوال حياتي
ابتعدت أخيرا و حدقت بها ، رسمت ابتسامة رقيقة على وجهها و ربثت على شعري و هي تتفحص وجهي باهتمام
ميونغ : عليك أن تأكل صغيرتي
جودي : لا أريد
امتدت يدها نحو دموعي و حاولت اقتلاعها بقسوة ظننا منها إن فعلت ذلك أنها لن تعود ، لا تعلم أنني تعاهدت مع دموعي لمرافقتي في اليوم الذي قبلت اللجوء إليه و اعتبرته منقذي
ميونغ : أنت تبدين ضعيفة ، سوف تمرضين إن لم تأكلي شيئا
جودي : أجما أنا أريد الموت
همست لها بضعف و أنا أقاوم تعبي من الحياة و القدر
وضعت يدها على فمي تمنعني من الحديث و قد امتلأت عينيها بالدموع و خرجت كالمتها تتصنع الحدة
ميونغ : إياك جودي ، إياك أن أسمع كلمة موت تخرج من فمك مرة أخرى ، لست مستعدة أن أخسر ابنة منحني الله إياها بعد أن كنت فاقدة للأمل
وقفت و قد أشاحت بنظرها بعيدا و قالت
ميونغ : يجب أن تأكل ، السيد أمر بذلك
ألقت كلماتها و خرجت ، تعتبر نفسها قاسية بفعلها لذلك ، أنا لا أرى في أفعالها تلك سوى حنان طاغي ، كل شيء جيد بحياتي يقترن بأسوء الأحداث و الأوقات
استلقيت على الأريكة و أنا أنكمش على نفسي بعد أن تعبت من آخر جولة طرق على الباب و لكن بدون جدوى ، لا أدري كيف جرفني النوم و لكن لم أشعر بشيء حتى شعرت بلمسات حنونة رقيقة كنت مشتاقة إليها حد الموت تعبث بوجهي
باغثتني احدى دموعي و تمردت حتى استطاعت التسلل و لكن هي علقت بين رموشي ، لحظات فقط و شعرت باصبعه يقتلعها من هناك ، في قمة قسوتك لا يمكنني سوى الشعور بكمية الحب الذي أكنه لك ، بينما كنت غارقة في بحر عشقه شعرت بأنفاسه ، اشتقت أن أتنفس ، شعرت أنني طوال الفترة الماضية كنت أحبس أنفاسي و الآن فقط أتيحت لي فرصة للتنفس
يستمر بجعلي أفقد السيطرة على مشاعري و قلبي ، شعرت بالجنون يلقي بعواصفه بمعدتي مثل المرات الأولى التي كان يقترب مني بها بمجرد أن حطت شفتيه على وجنتي ، هل أنا ضعيفة و عاجزة لهذه الدرجة ؟ هل حبه استوطن بكل ذرة مني حتى لم أستطع مقاومة لمساته المحتشمة هذه و أستمر بالتظاهر بالنوم ؟ لقد ألقيتني بسجن من المشاعر يختلط حلوها بمرها و يجعلانني بعيدة ، بعيدة جدا عن الواقع
قاومت رغبتي بالشعور بالسعادة عندما استوطن جبينه جبيني و أصابع يده اختلطت بشعري تعبث به ، زادت قوة أنفاسه على وجهي و هذا ما جعل ضربات قلبي تزداد قوة ، أرجو أن تحافظ ملامحي على هدوئها ، تلامست شفتينا بعد أن مررنا بمرحلة جفاف طويلة جعلت مشاعرنا تعيش ظروف قهرية ، هو لم يفعل شيء سوى أنه بقي مدة على حالته تلك ، لا أفهم قسوته الحنونة
ابتعد ليعود لي ذلك الشعور بأنني أحبس أنفاسي ، ألا يمكنه البقاء لمدة أطول ؟ لما يستمر بمعاقبتي ، هو فعلا يعاقبني عندما يمنحني شعور الحياة بحضنه ثم يعود و يلقيني بين أيدي الموت عندما يبعدني عنه ، لم أتجرأ على فتح عيني مادمت أشعر بطيفه يجول بالغرفة ، و مرة أخرى شعرت بالهدوء يعود لقلبي ليهدئه ، شعرت بنفسي أرتفع و أنفاسي عادت إلي ، توسدت صدره و تحصنت داخل حضنه ، تمنيت لو أنه بامكني أن أتشبث به أكثر و أن أحيط رقبته بذراعي حتى لا يستطيع تركي و الابتعاد و لكن شتان بين أمنياتي و أفعالي ، فقط سأكتفي بأمان موطني حين توسدت صدره ، وضعني بمكاني على السرير و وضع فوقي الغطاء ، ربث على شعري بحنان جعل قلبي يرثي نفسه ثم قبل جبيني و ابتعد ، لا تبتعد أرجوك ، ابقى ، أريد الشعور بحنان قسوتك ، بموطن غربتك و أكسجين أنفاسك ، أريد أن أتنفس
.......................................................
أشرقت الشمس و لحظة خروجها كنت أقف خلف شرفتي و أنا أضع يدي بجيوبي ، أتصنع القوة و القسوة عادتي التي عدت لأكتسبها من جديد ، سمعت طرقا على الباب فسمحت للطارق أن يدخل و كانت السيدة ميونغ تحمل فنجان قهوتي الذي طالبت به في حين استغنيت عن الفطور
ميونغ : قهوتك سيدي
ييسونغ : ضعيها هناك
حتى الأشخاص من حولنا تأثروا بما يحدث ، فالسيدة ميونغ وضعت القهوة و كانت ستغادر لولا منعي لها بعد أن سألتها و أنا لا أزال أحدق بالخارج
ييسونغ : هل استيقظت ؟
تنهدت بحسرة قبل أن ترد علي
ميونغ : أجل إنها مستيقظة
استدرت نحوها حتى أولها اهتماما أكثر و أنا أتساءل عن روحي التائهة بعيدا عني و التي ترفض العودة مهما بحثت عنها
ييسونغ : و هل تناولت فطورها ؟
تحدثت بنبرة عاجزة و كأنها تترجاني أن أفعل شيء
ميونغ : لقد رفضت ، مهما حاولت معها هي تمتنع عن الأكل ، كأنها تريد الموت أرجوك سيدي إفعل شيء ، هي هكذا سوف تضيع منا
قالت آخر جملة برجاء و عينيها إمتلأت بالدموع ، ساحرتي سحرت الجميع من حولها
ييسونغ : يمكنك المغادرة ، سوف أهتم أنا بالأمر و كفي عن القلق هي ستكون بخير
أحاول تصنع الثقة ، و أحاول جعل قلبي يكف عن القلق
ميونغ : أرجو ذلك سيدي
قالت جملتها الأخيرة و غادرت و تركتني أتخبط بين براثين مشاعري ، ارتوائي بالأمس لم يزدني سوى عطشا اليوم ، و كل ما يحدث لا أعتبره سوى جريمة ارتكبها قلبي في حقها عندما أحبها و هام بتفاصيلها عشقا
الآن أدرك أنني لن أقابل هدوء الأمس لذا رسمت الحزم على ملامح وجهي و غادرت نحو غرفتها ، وجهتي المفضلة
لا أريد اختراق حرمات وحدتها بهمجية لذا طرقت على الباب أولا ثم فتحه و دخلت ، كانت تجلس على السرير و تضم قدميها إلى صدرها ، حدقت بي بازدراء ثم اشاحت بوجهها بعيدا عني ، لا بأس افعلي ما تريدين و أنا سأفعل ما أريد ، اقتربت و وقفت بقرب السرير هناك و أنا لا أزال على وضعيتي الباردة
ييسونغ : لما ترفضين الأكل ؟
رفضت أن ترد على سؤالي ، و اكتفت بنظرة غاضبة ثم عادت تشيح بنظرها بعيدا ، جلست على طرف السرير و أخذت أحد الصحون المملوءة بالطعام ، أخذت الملعقة و ملأتها أقربها من فمها
ييسونغ : هيا افتحي فمك
ابتسمت بازدراء ثم رمقتني بتلك النظرة القاتلة
جودي : هل تحاول لعب دور الرجل العاشق ؟
ييسونغ : جودي كلي و لا تجعلينني أريكي لعنتي
جودي : كم قناعا ترتدي أخبرني ، فأنا فقدت العد منذ زمن
طفح الكيل منها ، لما لا تنام مثل أمس فحسب ، هي من تدفعني للتصرف بجنون ، وضعت ذلك الصحن و وقفت أخذت كأس العصير و استندت مرة أخرى على السرير بقدمي و أمسكت برقبتها من الخلف و وضعت حافة الكأس على شفتيها أرغمها على شربه ، قاومت و لكنها لم تستطع التغلب على جنوني ، تأكد أن عنادي و جموحي يفوق خاصتك لذا لا تتحديني
مسحت شفتيها بظهر كفها بقوة و حدقت بي بغضب ، اغضبي كما تريدين ما دمت حققت هدفي
ييسونغ : ان كنت تخطط للموت جوعا فلا تتعب رأسك في التفكيرعزيزتي لأنه هناك ألف طريقة تجعلك حية حتى و لم تأكل شيء
جودي : أنت لن تجبرني على فعل شيء
ييسونغ : لن أجبرك و لكن تذكري أن هناك أشخاص عاشوا لسنوات بدون لقمة واحدة و إن أظطررت سأجعل أنبوب المغذي لا ينفصل عنك
ابتسمت بلؤم في وجهها و غادرت الغرفة و بمجرد أن اقفلت الباب سمعت صوت اصطدام الكأس بالباب ثم صوت أشلائه على الأرض
جلست على كرسي مكتبي و كانت احدى يدي تعبث بالقلم ، ما الحل الآن ؟ هي عنيدة و لن ننتهي هنا ، بينما أنا واقع في شرودي أقتحم مكتبي من طرف انسان يدعى كانغ ، حدقت به بملل ثم استدرت بالكرسي أوليه ظهري ، أعلم أنه سيبدأ موجة محاظراته
كانغ : أنت لما لا تجيب على هاتفك ها ؟
ييسونغ : لما كنت تتصل ؟
كانغ : ماذا ؟ بعد كل تلك الجلبة أمس تسألني لما كنت أتصل ؟ آه أنت حقا شيئا ما
ييسونغ : كانغ أرجوك غادر لست بمزاج يسمح لي بتحمل كلامك الآن
تقدم نحوي و أدار الكرسي حتى تكون ملامحي مقابلة له و يستطيع قراءتها ثم اتكأ على المكتب و ضم ذراعيه إلى صدره ، إنه إستعداده لسماعي
كانغ : هيا قل ما بجوفك ، أنا أسمعك
حدقت به و أنا لا أعلم ما الذي يمكنني قوله ، و كأن شيء تغير حتى أخبره به ، لم يتغير بل زاد سوءا ، زفر بقلة صبر على صمتي ثم تحدث
كانغ : تحدث يا رجل أنا لن أسحب منك الكلام ، تكفيني هيونا
ييسونغ : ماذا تريد أن أخبرك ؟ أنها تكرهني ، لا تطيق حتى النظر بوجهي أو أنني أموت كل ثانية مليون مرة و هي بعيدة تمارس طقوس حزنها الذي جعلته مرتبطا باسمي
كانغ : لهذه الدرجة الوضع سيء ؟
ابتسمت بسخرية و خرج صوتي ليس كما اعتدته
ييسونغ : بل أسوء
كانغ : أين هي الآن ؟
ييسونغ : في المنزل ، محبوسة بغرفتها
جحظت عينيه تحدقاني بي اثر الجملة الأخيرة
كانغ : هل جننت كيف تحبسها ؟ ستحاكم بتهمة الاختطاف
طفح كيلي لأخرج كل غيضي و غلي أمامه و عيني تكاد تخونني و تحرر دموعا لطالما اعتبرتها حكرا على النساء
ييسونغ : ماذا تريدني أن أفعل ؟ هل أتركها تذهب هكذا ببساطة ؟ أنت تعلم أنني لن أتحمل فقدان آخر بحياتي ، كل الألم كنت قادرا على تحمله ، إلى ألمها لا أعتقد أنني سأفعل ، أنا وقعت و انتهينا ، و مادامت حكمت على قلبي أن يبقى بقبضتها فهي حكمت على نفسها أيضا أن تبقى بقبضتي
كانغ : هل تحبها لهذه الدرجة ؟ ألهذه الدرجة استطاعت أن تغيرك
هل يمزح ، كلمة حب لا تكفي للتعريف بحالتي ، هوس ، جنون ، عشق ، ولا حتى هذه الكلمات يمكن أن تصفها ربما ستوضع مفردة جديدة بقاموس العشاق هي جودي للتعبير عن الحالات التي تشبه حالتي
ييسونغ : فقط أنا لا يمكنني وصف حالتي ، لأنها تعدت مراحل الحب و العشق بمراحل لا يمكن تقديرها أبدا
كانغ : و ماذا ستفعل بشأن احتجازك لها ؟
ييسونغ : يكفيني أن ألقي عليها نظرة حتى و لو كانت خاطفة أو من بعيد لذا ستبقى الأمور كما هي حتى تعود لوعيها و تستعد لسماعي و تصديقي ربما تتغير الأوضاع
كانغ : كلاكما عنيد و مجنون ، و ما يحدث بينكما هو قمة الجنون
ما لا يعلمه أنه من دواعي سروري أن أتهم بالجنون بسببها ، عندها ربما سنكون أنا و هي أحد رموز الحب المعروفة بالعالم و لن يصبح اسمه مرتبطا بروميو و جولييت ، ليس من حقهما احتكاره لهما وحدهما فهناك من حبهما فاقت عظمته حب هذاين االشخصين و هذا ينطبق علي أنا و ساحرتي
شيء وحيد جعلني أطمئن ، عندما اتصلت بالسيدة ميونغ و أخبرتني أنها أكلت أخيرا ، فقط الآن يمكنني الشعور بالراحة ، مر باقي اليوم بروتيني المعتاد لأعود مساء منهك ، توقفت بالسيارة خارجا و أنا أتصور الحوار و الشجار الذي سيدور بيننا ، تنهدت بتعب و ثقل ثم فتحت الباب و غادرت سيارتي ، دخلت المنزل و كان هادئا و مظلما ، فالوقت تأخر ، قادني قلبي نحو غرفتها ، لا توجد حركة ففتحت الباب بهدوء و كانت تنام على سريرها ، أصبح الحظ يبتسم لي أخيرا
أعدت اقفال الباب بهدوء و تقدمت نحوها جلست على الطرف القريب من مكان نومها ، اليوم أيضا سأتمكن من التنفس ، لا تزال الدموع ترسم خطوطا على وجهها و لكن ليس بقساوة دموع أمس ، أبعدت شعرها و أعدته خلف أذنها و بيدي أخرى أمسكت بيدها التي كانت تضعها بكل راحة على السرير و قربتها من فمي ، قبلتها و كم كان صعب علي أن أفتح عيني و أعود للواقع بعد تذوق رحيق بشرتها الناعمة
أغراني هدوؤها ، فحثني قلبي من الاقتراب ، و كالعادة جبيني على جبينها و انفي يلامس أنفها ، هل هذا هو شعور الغريق بعد أن تعود نفاسه و يفتح عينيه ، هي أنفاسي الضائعة ،...... و بهذا القرب منها أنا أصبح ثملا بأنفاسها الناعمة فأطمح للارتشاف من نبيذها الفرنسي المعتق ، اليوم لم يكن مجرد تلامس و إنما كانت قبلة ، قبلة حقيقية حاولت نقل كل مشاعري إليها عبرها ، و تمنيت لو تستيقظ لحظتها و تبادلني
ابتعدت مسافة لا تكاد تذكر و همست بين شفتيه فخلقت تلامسا آخر بيننا
ييسونغ : فقط لو تعلمين أنك فردوسي المفقود
لثمت جبينها بقبلة و ابتعدت عنها و قلبي يأمرني أن أجعلها تتوسد صدري و لكن هو من سيتألم إن فعلت ، سوف تهاجمني قسوة كلماتها و لن أكون مسالما ، لذا لا بأس معي بأن أسد ظمئي بهذا القدر القليل
اتخذت طريق نحو الباب و قبل أن أخرج استدرت إليها و حدقت بها طويلا ثم غادرت ، إحظي بليلة هادئة عزيزتي
.........................................................
يظن أنني أكرهه ، و فقط أريد الابتعاد ، هو لا يعلم أنني تعلقت بعذابي معه ، و لكن لا يمكنني تحمل الوضع ، كرامتي تستمر بالأنين رغم أنني ألقي عليه كل أنواع الغضب و أبصق بوجهه أقسى الكلمات
أمام إصرار السيدة ميونغ أنا تناولت الطعام ، فقط ما يكفي لجعلي أنا وطفلي حيين ، أمضيت يومي أجلس على سريري أضم قدمي لصدري و أتذكر سحر الليلة الماضية ، اشتقيت إليك ، و ما حدث أمس لم يزدني سوى شوق
انتظرت ظهور قمر السماء ، لأنني أعلم أنه بظهوره يظهرقمري أنا أيضا ، كنت بسريري أساير قلبي بشوقه إليه إلى أن سمعت صوت سيارته بالخارج ، دقت طبول الحرب بقلبي و بدأت أعد خطواته للوصول إلي ، سأعيد تمثيلية أمس ، سأروي اشتياقي له بغفلة منه في الوقت الذي يظن نفسه أنه يفعل ذلك بغفلة مني
فتح الباب و معه فتحت أنهار شوقي لتجرف بطريقها كل الأحقاد بقلبي نحوه ،شعرت بجلوسه على طرف السرير و لم يطل الأمر طويلا حتى عانقت كفه كفي ، سحرتني شفتيه التي لامست جلد يدي فحسدت يدي أنها بين يديه تحظى بحنانه ، لم يطل الأمر كثيرا حتى عادت أنفاسي التي افتقدتها منذ أن ابتعد عني أمس ، هو يأسرني من جديد بحركاته هذه و لكن لا يمكنني أن أحطم كل دفاعاتي مثل المرة الماضية
اليوم لم يكن تلامس سطحي و فقط ، كانت قبلة شغوفة من طرفه ، قبلة لوهلة ضعف قلبي نحوها و وددت لو يمكنني مبادلته و لكن أنا لا يمكنني ، فصلني عنه و همس بقرب شفتي
" لو تعلمين أنك فردوسي المفقود " ، و أنت لو تعلم أنك التفاحة التي تسببت بطردي من الجنة ، اختتم لقاءنا المشفر بقبلة على جبيني و غادر بعدها لأعود لحبس أنفاسي من جديد
.............................................................
مر تقريبا شهر على الأحداث الأخيرة بين أسطورتي العشق بزمننا الحاظر ، و لا شيء تغير ، لا أصدق أنهما يستمران بفعل ذلك ، طفح الكيل معي و قررت الخروج عن جمودي و صمتي ، لست أنا من تقف في الزاوية تشاهد بينما الأحداث لا تزيد إلا تعقيدا في حين يمكنني التدخل و جعلها تسير في مسارها الصحيح ، قررت و لن أتراجع ،، لن يكون أول أو آخر وعد ينقض
سوف أعاني لاحقا من أنين كانغ و لكن يمكنني تحمله و التصرف بشأنه ، ارتديت ملابسي و أخذت حقيبتي و غادرت المنزل نحو و جهتي و لن يثنيني أحد ، وصلت للمقر و أخذت المصعد نحو الطابق الذي يوجد به مكتب كانغ و ييسونغ ، خرجت بعد مدة من المصعد و توجهت مباشرة نحو مكتب المعني بالأمر و بما أن سكرتيرته تعرفني جيدا فقد أخبرتني أنه يمكنني الدخول
طرقت الباب بخفة ثم فتحته ، توسعت عيني كانغ لدى رؤيتي هناك ثم ابتسم لي و هو يفتح ذراعيه
كانغ : حبيبتي هل اشتقت لي بهذه السرعة ؟
لا يمكنني تجاهل حضنه لذا حظيت به قبل أن أوجه اهتمامي نحو العاشق
هيونا : لست هنا بسبب اشتياقي لك كانغ
أبعدني و هو يمسك بكتفي و عقد حاجبيه مع عبوسه اللطيف
كانغ : يا لك من زوجة لئيمة
هيونا : أعلم ذلك عزيزي
اختفت ابتسامتي و تحول انتباهي للعاشق ، حدقت به ثم تحدثت
هيونا : أنا هنا من أجل ييسونغ و جودي
حدقا بي باستغراب
ييسونغ : حقا ؟
هيونا : أمم ، هناك شيء يجب أن تعلمه
تحولت ملامحه للصرامة لأنها كانت جدية من قبل
ييسونغ : و ما الذي لا أعلمه هيونا ؟
اختفت شجاعتي و توترت حينها ، يا الهي هل ما أقدم على فعله صحيح ؟ أرجو ألا تكون له نتائج سلبية
ييسونغ : تحدثي هيونا ، ما هو ذلك الشيء الذي لا أعلمه
هيونا : أنظر عدني أولا أنك لن تغضب أو تتصرف بتهور ، أرجوك تعقل و أستغل الوضع من أجل إصلاح ما بينكما
ييسونغ : هيونا تحدثي صبري بدأ ينفذ
أخذت نفسا عميق ، بالنهاية هي قنبلة و أنا سألقيها عاجلا أم آجلا لذا سأفعل دفعة واحد
هيونا : جودي حامل
...................................................................
في المدة الأخيرة لم يعد يسمع صوت ساحرتي ، كل ما تفعله هو الاستلقاء و التحديق في الفراغ ، لم تعد تهاجمني كما كانت تفعل ، كل يوم أجلس أترجاها أن تفعل أي شيء ، تدفعني بعيدا عنها أو ترميني بأقسى الكلمات حتى كلمة أكرهك تمنيت أن أسمعها من شفتيها و لكن هي لا تفعل ، مثل رجل آلي تستجيب لكل ما يطلب منها القيام به و هذا يؤلمني أكثر ، أنا أفكر في استشارة طبيب نفسي من أجلها فكل البوادر تبشر أنها بحالة اكتئاب و هذا آخر شيء أريدها أن تمر به
مثل عادتي مررت بغرفتها فتحت الباب و كانت تستلقي و تحدق نحو النور الذي يدخل غرفتها عبر النافذة ، تقدمت نحوها و جلست على طرف السرير و بتوتر امتدت يدي إلى أن حطت على كتفها ، عند شعورها بيدي حدقت نحوي من فوق كتفها ثم عادت لما كانت تفعله ، لا شيء
كان الطعام لا يزال بمكانه ، أخذت الصحن و حاولت التحدث معها بنبرة حنونة لعلها تذيب الجليد الذي أصبحت تحيط نفسها به
ييسونغ : جودي ، هيا يجب أن تتناول طعامك
عادت للتحديق بي ثم اعتدلت بمكانها و أصبحت مثل طفل يستعد للأكل من أجل تنفيذ رغباته الطفولية و لكن الفرق هنا أن ليس لديها رغبة ، قربت الملعقة من فمها فاستقبلت الطعام بهدوء و أكلته ، قلبي يؤلمني من أجلها ، أنا من أجرم في حقها و كل يوم تزيد هذه الجرائم
بمجرد أن وضعت الصحن هي عادت للاستلقاء و توليتي ظهرها ، و لكن أنا أريدها أن تحاول و تخرج من جمودها حتى لو حاولت الهرب سأكون سعيد ، فقط لا أريد رؤيتها بهذه الحالة
ييسونغ : جودي ، دعينا نخرج قليلا ، ألا تريدين مغادرة الغرفة ؟
لم يأتني جواب و بقيت ساكنة في مكانها ، تنهدت باستسلام ثم ذهبت نحو خزانة ملابسها و أخرجت سترة ثقيلة و طويلة و أخذت حذاء و سرت نحو مكان استلقاءها ، أجبرتها على الوقف و جعلتها ترتدي حذائها ثم وضعت علي كتفيها تلك السترة حتى تحتظن جسدها الذي يبدوا عليه الشحوب و لا يزيده ذلك الثوب الأبيض الذي يصل ركبتيها سوى شحوب و تميز بعيني عاشقها ، كل شيء يليق بك ساحرتي ، كلامك و صمتك ، سعادتك و حزنك
سرنا في الحديقة و أنا أحتظن كتفيها بذراعي ، جلسنا على أحد الكراسي الخشبية هناك و الذي كان قريبا من شجرة ضخمة ، تذكرت جلوس السيد هوانغ تحت ظلالها و هو يقرأ أحد كتبه و لكن الفرق بين صورة السيد هوانغ التي بخيالي و بصورتنا نحن الآن أن الشجرة كانت ذات أوراق كثيفة خضراء أما الآن أغصانها تعرت تماما و غادرتها خضرة الحياة ، بينما كنت غارقا في أفكاري سمعت صوتها الذي لم أعد أسمعه منذ مدة ، هل ما سمعته صحيح هل كان صوتها هو الذي تحدث قبل قليل
جودي : اشتقت للسيد هوانغ
أعدتها لغرفتها و عادت للاستلقاء و لكن فرحتي بعبارتها الصغيرة تلك جعلتني أدخل بموجة سعادة ، لا بأس عزيزتي كل شيء سيتحسن
اليوم كان مزاجي يبدو بخير مقارنة بالأيام الماضية ، لذا كانغ جلب كل أوراقه و جلسنا بمكتبي نعمل عليها ، كنا منسجمين و الجدية تفرض نفسها على الأجواء المحيطة بنا إلى أن قاطعنا صوت طرق على الباب ثم ظهرت من خلفه هيونا
كل ما قالته هيونا هو كلمتين ، لم يبقى أي معنى للكلام و لا جدوى ترجى منه بعد الذي سمعته منها ، حملت سترتي و غادرت ، وجهتي الآن هي البيت و بالتحديد غرفتها ، لا أعلم كيف سأتصرف و كل ما أعلمه أنني أريد رؤيتها و في اللحظة التي ستدخل فيها مجال نظري أنا سأترك زمام الأمور لقلبي ، إن أراد قسى عليها و إن أراد أحاطها بحنانه
وصلت أخيرا للمنزل و نزلت بسرعة من السيارة لدرجة أنني تركت بابها مفتوحا ، كل ما يهمني الآن هو الوصول إليها بسرعة ، بمجرد أن أصبحت داخل المنزل و اتخذت خطواتي نحو غرفتها سمعت صرخة تحمل حروف اسمها ، نصي المقدس ، كل شيء توقف حولي و لم تعد قدماي قادرة على المواصلة ، هي لم تفعلها ، هي لن تتركني ، ليس الآن جودي أنت لا يمكنني المغادرة بدوني
أبعدت السيدة ميونغ عنها و احتظنتها أنتحب ، ألمس كل انش بوجهها أحثها على فتح عينيها ، أقبل كل انش بوجهها لعلها تبعث بها الحياة و تفتح عينيها ، كنت كالمجنون إلى أن وقع نظري على علبة الدواء التي لازالت بقرب يدها على السرير ، هي لن تتركني ، أنت لن تغادري هكذا بسهولة ، فقط عودي و أنا أعدك أنني سأبدل كل لحظات التعاسة التي عشتيها بأخرى سعيدة حتى لو أظطررت للاستعانة بجهاز لم يخترع بعد من أجل مسح ذكرياتك السيئة و وضع مكانها أخرى سعيدة ، يمكنك النجاة ، يمكننا النجاة ، نحن سنكون عائلة سعيدة و سوف أحرص على بقاء البسمة على وجوهنا ، أنت منحتني روحا أخرى بداخلك و لن تسلبني تلك الهبة الآن
.......................................................................
لا أدري و لكن كل ما يمكنني فعله هو السكوت ، حتى إن أردت أن أروي اشتياقي له ، أرويه بتلك النظرة الخاطفة نحوه ، هالة حنانه تحيطني و أنا أشعر و كأن شيء يقف بيني و بينها يمنعها من الوصول إلي ، بالرغم من أن بداخلي و بخيالي أحاول امساك يده الممتدة نحوي و لكن ذلك الشيء يستمر بمنعي ، جلسنا على المقعد بالحديقة و لأول مرة شعرت برغبة في تحرير بعض الكلمات ، أنا اشتقت للسيد هوانغ
جلست على طرف السرير و فتحت الدرج المقابل لي الذي تحتويه تلك الطاولة الصغيرة و أخرجت علبة الدواء ، حدقت بها طويلا ، أغمضت عيني و أنا أحاول تذكر ملامحه ، إنها آخر صورة أرغب برؤيتها قبل أن تغلق جفوني للأبد ، أخذت الورقة و القلم الذين كنت أضعهما بقربي و لا شيء يظاهي مشاعري التي أشعر بها الآن و لكن أنا أريد أن أرتاح ، لا أريد أن أستسلم و أقع في فخ الحياة من جديد ............ " أحبك " لم يستطع قلمي أن يخط كلمة أخرى ، لأنه ولا كلمة يمكنها أن تكون أكثر صدقا منها ، سامحني من أجل كل العذاب الذي جعلتك تمر به ، سامحني لأنني سآخذ هبتي التي منحتني إياها معي
...........................................................
أعصابي على حافة الانهيار ، كلما غادر ممرض أو ممرضة غرفة العمليات أهرع إليه و لا أستقي منه أي معلومة عن حالها ، كنت محظوظا و وصلنا للمشفى في الوقت المناسب و لكن لا يمكن لعقلي أن يسلم بأن الخطر ابتعد ، اقتربت مني السيدة ميونغ التي كانت تقف في الجهة المقابلة و وضعت يدها تربث على كتفي ، إنها تحاول التخفيف عني لا تعلم أن عيني ساحرتي هي فقط من يمكنها إخراجي من مستنقع الخوف هذا الذي أعيش به
ميونغ : إهدأ سيدي ، هي ستكون بخير
قالتها ثم ناولتني ورقة تبدو صغيرة نوعا ما ، حدقت بها باستغراب لما تفعل هذا ؟
ميونغ : إنها من أجلك ،......... لا يجب أن تفقد الأمل
حدقت بها ثم أخذت الورقة من يدها فتحتها و صادفت تلك الكلمة الوحيدة التي حفرت هناك ..... " أحبك " ........... كل الكلام الذي اختصرته بصمتها الفترة الماضية أنا استطعت سماعه بمجرد أن وقعت عيني على تلك الكلمة ، كلمة منها حررت دموعي التي حبستها منذ عقود ، وحرمت أن تنزل من أجل أي شخص ، و هي ليست أي شخص
عاد الهدوء و عادت روحي لتسكن جسدي من جديد ، أجلس و أنا أمسك بيدها و يدي أخرى تتجول بين ملامح وجهها و أهداب شعرها ، عدت و تمسكت بيدها بكلتى كفي و قربتها من فمي أضع عليها قبلتي ، بدأت تتحرك و هذا يعني أنها استعادت وعيها أخيرا ، فتحت عينيها و أول كلمة خرجت من فمها كانت " طفلي " قالتها بنبرة باكية و هي تتحسس بطنها بيدها الحرة ، استقمت و أنا لا أزال متمسك بها أربث على شعرها و طبعت قبلة حانية على جبينها
ييسونغ : هو بخير ، إهدئي حبيبتي
بعدما أخبرتها أنه بخير انفجر بكاؤها و هي تتمسك بي ، تضع يديها على وجنتي
جودي : أنا آسفة ، سامحني
ييسونغ : لا بأس كل شيء مر و انتهى ، اهدئي فحسب
جودي : لا تتركني ، أنا لن أستطيع العيش بدونك
لا تزال تخرج كل الكلام الذي احتفظت به في قلبها لمدة طويلة و هي تبكي ، جعلتها تستوطن حظني و مررت يدي على ظهرها أمنحها شعور الأمان الذي تبحث عنه بداخلي
ييسونغ : هل جننت ؟ بالتأكيد أنا لن أتركك ، أساسا من يستطيع العيش بدون روحه ، و أنت روحي ساحرتي ، أنت كل شيء متناقظ بحياتي ، ابتسامتي و دموعي ، سعادتي و حزني ، هدوئي و ثوراني ، أنت ساحرتي
هدأ بكاؤها في حين زاد تمسكها بي ، أغمضت عيني أستشعر سعادتي في هذه اللحظة التي كنت أتوق لها منذ دهر ، ثم سمعت صوتها و هو لا يزال تحت تأثير بحة البكاء ، كانت أجمل بحة و نبرة ، أجمل حروف اتحدت لتعطي معنى ساحر مثل ساحرتي
جودي : أحبك
..............................................................................
بعد مرور سنة
طفلتي الآن تبلغ الستة أشهر من عمرها ، لا شيء يملأ حياتي غيرهما ، حبيبي و طفلتي ، و لكن أصبحت أعاني من غيرته المفرطة منها ، هل هو جاد ؟ هل هناك شخص يشعر بالغيرة من طفله ؟ إذا حبيبي يفعل
استيقظت باكرا اليوم ، تسللت بهدوء حتى لا أوقظه ، خرجت من الغرفة و ذهبت نحو غرفة الصغيرة ، فتحت الباب و تقدمت نحو سريرها و قد كانت مستيقظة و عينيها الواسعتين ترمش بهما ، و بمجرد رؤيتي أقف أمامها بدأت تحرك أطرافها كأنها تهتف فرحا لحظوري ، دنوت منها و حملتها جعلتها تتوسد حظني و قبلتها عدة قبل متفرقة
جودي : هل صغيرتي جائعة ؟ أوه .......... أوما آسفة لأنها تركتك تنتظرين كل هذا الوقت و لكن نغير الحفاظ أولا فأنت قذرة
قهقت بمرح على آخر كلمة ، يال لطافتها أكاد أخسر قلبي في كل مرة آراها بها ، أحم و هذا سبب غيرة ذلك الطفل العجوز ، بعد أن غيرت حفاظتها غادرت غرفتها و اتجهت نحو غرفتي ، فتحت الباب بهدوء و تقدمت نحو السرير و وضعتها في وسطه بقربه ، دنوت منه أقبل وجنته ، إنها رشوة صغيرة حتى يفتح عينيه و يهتم بالصغيرة حتى أعود بطعامها
ييسونغ : ماذا تريدين جودي
قالها بصوت ناعس و هو لا يزال يغمض عينيه
جودي : حبيبي انتبه للصغيرة سوف أعود بسرعة
كنت سأنسحب بسرعة و لكنه ، أمسك بمعصمي و أعادني ، سحبني حتى أصبحت بمستواه و أمسك وجهي بيده ، و أنا رمشت ببراءة
ييسونغ : أين ستهربين ها ؟ ثم هل تسمين تلك القبلة رشوة
جودي : دعنا نعقد اتفاق حسنا ؟
ييسونغ : أنا أسمع
جودي : أنت ستعتني بالصغيرة لغاية عودتي و لاحقا تكون هناك مكافأة كبيرة لأجلك
ييسونغ : ياااا أنا لم أعد أصدقك ، لن تذهبي حتى أحصل على مكافأتي
جذبني إليه و غرقنا بقبلة دافئة إلى أن أيقظنا صراخ الطفلة ، هي كانت مسالمة و لكن والدها الأحمق هو من تسبب بهذه الجلبة
جودي : تحمل صراخها الآن
خرجت بسرعة و كلما ابتعدت عن الغرفة قل ألم أذني ، أشفق عليه و لكن هو أراد ذلك لو تركني من البداية لما كان مظطرا أن يذهب لفحص أذنيه لاحقا ، ابتسمت بنصر ، أحسنت طفلتي
....................................................................
في يوم كنت أحسد كانغ على أسرته الصغيرة و الآن أنا أعيش نفس السعادة التي حسدته عليها ، بما أن اليوم عطلة سنخرج للتنزه قليلا ، وقفت خلف الشرفة أحدق بالسماء ، إنها تتزين بألوان الطيف المغرية ، شعرت بذراعي ساحرتي تلتف حول خصري ثم رأسها على ظهري ، و أخيرا اقتحمت الألوان حياتي
ييسونغ : حبيبتي ما رأيك أن نذهب في نزهة مع الصغيرة
حدقت بالسماء في الخارج و عقدت حاجبيها
جودي : هل أنت جاد ؟
ييسونغ : أنظري للسماء ، ألوانها مغرية
وضعت يدها على جبيني و تحسستها جيدا
جودي : حبيبي هل تعاني من الحرارة ؟ أنظر الجو ماطر في الخارج
جذبتها من خصرها و حدقت بها قبل أن أسرق قبلة بريئة منها
ييسونغ : هل تعلمين أنك أنت السبب ؟ أنت من تجعلني أرى السماء تتزين بالألوان رغم وجود اللون الرمادي
ابتسمت بغرور و قد بدأت ترتب قميصي
جودي : إلى أين تريد أن نذهب
ييسونغ : جهزي الصغيرة أولا و أنا سأبحث عن المكان المناسب
هذا ما أصبحت عليه حياتي كل أيامي تملأها السعادة ، جودي و الصغيرة لم تتركا أي فراغ ، ساحرتي الكبيرة و ساحرتي الصغيرة أحبكما و أعدكما أننا سنعيش بسلام ما تبقى من حياتنا معا ، نحن بالفردوس الآن
تمت بتاريخ 17/03/2018 على الساعة 19:09
و أخيرا تمت ، أود أن أشكر كل من دعمني بتعليقاته الجميلة التي كانت تثير الحماسة في نفسي فتعطيني حافز للاستمرار ، لكل من ظغط على زر التصويت و لكل من اصبح وفيا يتابعها حتى و لو كان صامتا ، أود أن أهدي عملي هذا لكل من أحبه و انتظره بكل شوق ، و لكل من أحب جودي و ييسونغ ، شكرا أنكم جعلتم ذلك الشعور يعود و يحي بقلبي بعد أن كنت فقدت شغف الكتابة شكرا و انتظرو عملي القادم و الذي سوف أفرج لكم عن عنوانه " النقص " أرجو أن تحظى بنفس الحب الذي حظيت به الرغبة
مع السلامة و استنوا رواية " النقص "
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro