2:بيجاما زهرية
-
معانقة الصمت موهبة و أنا ترعرت في مجتمع يفتقر لكل ما تحمله الموهبةُ من معاني متعددة.
لم أرغب يوما أن اكون محلّ اهتمامٍ للغير لكن يبدو أنّ الغير كان له رأي مخالف حتى أنّ الأخرق الذي رغم جهله لهويّتي بات ناقدا متمرّسا بفضلي.
ليس و كأنني أهتم.
أحملُ حقيبةً من الإنتقادات اللاذعةِ و الألقاب الغريبةِ، ما قد يكسِر ظهر من لم يتزعزع يوما.
لكنني و كما قلت سابقا، أتقن فن الصمت و لعلّ هذا هو سبب الإستياء غير المبرر لعديدٍ من الطلاب.
أحد الأسباب التي جعلتني أمقت الألقاب التي تسنَد إليّ من قبل طلاب الثانوية هو أنها لا تمت لي بأي صلةٍ.
أنا لستُ دودةَ كتب و لا أتناول المعادلات على الفطور، لو كنت أفعل لما اكتفيت بالقليل و اضحيت الأولى على الثانوية بأسرها.
والسبب الرئيسي في هذا الفشل الذريع هو الفضاء العائلي الرائع الذي أتوسّطه.
و دون أن ننسى كوني أتمتع بشقيق أصغر لا يقوم بإزعاجي و لا يقتحم غرفتي صباح مساء.
لطالما حسدتني سوجين على امتلاكي أخا مذهلا كما زعمت يشاركني البيت و يملأ حياتي الرتيبة بالمرح.
إن كانت تريده لتأخذه إذا؟ أرغب برؤية أي مدى من الذهول قد يصل إليه وجهها عندما تشهد على تهشيمه لإحدى قوارير العطر الثمينة و ذات الإصدار المحدود خاصتها.
"مين جون! أخرج من غرفتي، حالا و إلاّ!"
صرخت متوعدةً أشدد على آخر كلمة، لست طفلةً بالمدرسة الإبتدائية حتى أجاريه في جولةِ العبث خاصتّه!
لم ينصت لتحذيري، أو بالأحرى تجاهلني ليكمل ركل كرةِ القدم خاصته على حائط الغرفة مسببة بذلك إسقاط العديد من أشيائي في كل مرةٍ ترتد فيها.
غرفتي ليست ملعبا!
طفح الكيل بي لألقي القلم الذي كان بين أصابعي بعيدا حيث أنني كنت أحاول الدراسة.
استقمت و الغضب يلتهم كلّ ذرّة تريث بداخلي لأندفع نحوه دون أن استبعد امكانية قتله، بل أنني نويت ذلك.
تسمرت مكاني غير قادرة على الحراك و قد فتحتُ عيناي على مصرعيهما عندما ارتدت الكرة لتنحدر نحوي مباشرة، لم أستطع الابتعاد ولا الإمساك بها حتى أمنعها من افقادي الذاكرة للأبد.
"اه تبا!"
هسهست بألم عندما ضربت رأسي بقوة، تغشت الرؤية أمامي بحجاب من الضباب و تراقصت الغرفة داخل حدقة عيناي يمينا و شمالا.
"أمي يوكي قامت بلعني! أمي-"
وسعت عيناي بصدمة و قفزت من مكاني متناسيةً ما حلّ برأسي قبل قليل، سحبت جسد شقيقي لأطوّق فمه بيداي علّني أمنع حدوث كارثةٍ ستكون نهايتها تعرضي لأقسى أنواع العقاب، لا أزال مرهقةً من تنظيفي للبيت بأكمله قبل يومان بسبب بضع خطوات من الوحل!
صرخت متألمة لأسحب يدي عندما شعرت بشيئ حاد يغرس بكفي و الذي لم يكن سوى أسنان شقيقي، هل قام بعضي!
ضحِك بسخرية يشير نحوي ليقوم بإخراجِ لسانه بهدف إغاضتي، فتح الباب بعدها ليخرج من الغرفةِ راكضا، سيتسبب بمقتلي!
"مين جون! توقف مكانك!"
ندهت آخذ أول شيئ اعترض طريقي و التي كانت الكرة خاصته، إن لم أتمكن من اللحاق به سأقذفه بها ربما يفقد الوعي حينها و أسلم من الخطر المحدق بي.
خرجت من الغرفة لأركض خلفه قبل أن يصل رقعةَ تواجد والدتي، لم يأبه بصراخي و استمر بالركض في أرجاء المنزل.
قام بنزول السلالم لألحق به و وسّعت عيناي بصدمة عندما تجسّد لي جسد أمي الواقف عند الباب بالأسفل لأهز رأسي نافية عديد المرات، هي لا يجب أن تعلم.
"أمي!"
صرخ شقيقي لأقوم بتسديد الكرة نحو رأسه مباشرة متناسيةً أنني فاشلةٌ بالتصويب.
طارت الكرة بعيدا تزامنا مع التفات أمي ملبيّةٍ لنداء مين جون لتسمح لذلك الجسد الملتحف بزيّ الشرطة بالظهور من خلف الباب.
"كلاّ!"
صرخت من مكاني محذرة إلا أنني تأخرت فاضطررت أن أشهد ارتطام الكرة برأسه مسببة سقوط قبعته، تصنمت مكاني فاغرة الثغر غير قادرة على التعبير حيث أن الكلمات أبت إسعافي.
و تحت نظرات والدتي المصدومة و قهقهات شقيقي الساخرة أنا صعدت لغرفتي هاربةً مما اقترفت يداي.
-
"أعتذر مجددا عن الذي حدث قبل قليل، أنا حقا آسفة جدّا جدّا جدّا "
إعتذرت على مضض بعد أن نكزت أمي كتفي تحثني على طلب المغفرة للمرة الألف، ألا يكفي اعتذار واحد؟ ليس و كأنه سيغير رأيه إن استمررت في تكرير نفس الجملة إلى الأبد.
"لا عليكِ، حوادث كهذه واردة الحدوث"
أردف مبتسما بينما انشغلت يده بوضع كيس من الثلج على الإنتفاخ الذي خلفته له الكرة، أشعر بالأسف تجاهه.
كنت قد ذهبت لمخفر الشرطة بتلك الليلةِ لأشتكي بعد أن سردت لوالدتي ما حدث، أخبرتهم أنّ قاطع طريقٍ منحرف قد حاول التحرّش بي أثناءَ عودتي من الثانوية في الطريق العام ، ما كنت لأظلّ مكتوفة اليدين و أتستر عن الأمر خصوصا أنّ بقائه طليقا يعني تعرّض فتيات اخريات لما مررت به أو ربما أسوء!
أخبروني بعدها أنهم يحتاجون لطلب إذن النيابة العامة من أجل تفحص كاميرات المراقبة و أنهم سيتصلون بي بمجرد حدوث ذلك، مع هذا لم أتوقع أن يأتي الشرطي لمنزلي خصيصا.
"بخصوص الشكوى التي قدمتها"
تحدث يسترعي انتباهي لأوجه بصري نحوه بانتظار ما سيتفوه به، متأكدة أنهم قامو بإلقاء القبض عليه، فوجهه كان واضحا مما سيسهل عليهم عملية تقصي هويته.
"لقد قمنا بفحص كاميرات المراقبة في المنطقة التي ذكرتها و الشوارع التي جاورتها، حتى أننا قمنا بالتواصل مع من كانو بالجوار عندها إلا أنهم قامو بنفي رؤية أي شخص عارٍ بذلك اليوم"
أمي رمقتني باستغراب و أنا هززت رأسي بعدم تصديق.
"مستحيل! أخبرتك أنني رأيته بعينيّ هاتان و أنه قد اعترض طريقي! لا بد من وجود خطأ ما!"
نفيت ما قاله بانفعال، أشد ما أمقت أن يتم تكذيبي من قبل أحدهم.
لكن مالذي سيجعله يفعل؟ لا أحبذ القفز إلى الإستنتاجات مباشرةً إلا أن عقلي ألزمني بذلك.
لا شكّ أن الفاعل كان أحد الشخصيات المهمة، قام برشوته فقرر التستر عليه حفاظا على مهنته، هكذا تتم تسوية الأمور عادةً لكنني و لأولّ مرةٍ في حياتي قررت وضع ثقتي في ما يُزعم أنهم حماةُ الأمن و السلام لهذه البلدة متناسيةً أيّ مجتمع فاسد نعيش به.
"في الحقيقة لقد أخبَرنا أحد المارّة أنه رأى أحد الطلاب تقوم بالركض في الشارع و الصراخ بدون سبب، تبين فيما بعد أنها كانت أنتِ."
اوه رائع! الآن هو يتهمني بالجنون، طفح الكيل.
"أطالب برؤية الكاميرات بنفسي"
تحدثت بعزم، أنا لن أبقى متصنمة كالبلهاء أستمع لما يتلوه فمه من ترّهات ينتظر مني تصديقها.
"بالطبع لكِ ذلكَ، لقد كنت سأريكِ التسجيل على أي حال تجنبا لأي مغالطات"
ابتسم نهاية كلامه بود ليخرج هاتفه، رمقته بريبة لأنظر لوالدتي التي يبدو أن منسوب صبرها على وشكِ النفاذ، هي تصدقني صحيح؟
اقترب كلانا نحوه عندما شغّل التسجيل، تابعت ما يحدث بابتسامة واثقةٍ، الآن سوف نرى ما حدث حقا.
ابتسامتي تلاشت تدريجيا سامحةً لملامح الصدمة بأن تحلّ مكانها، الشارع كان فارغا عدا عن بعض المارّة، و هناك أنا كنت واقفة، التسجيل كان صامتا لكنني تمكنت من سماع صرختي المدوية بذلك اليوم.
لقد كنت واقفةً بمنتصف الطريق، لم يكن هناك أي أحد أمامي، عندما صرخت، عندما غطيت عيناي او عندما ركضت!
أي شخص سيشاهد هذا سيعتقد أنني مختلة بحق!
"مستحيل"
همست نافيةً لما شاهدته، متأكدة انني رأيته! لست مجنونة لأقوم بتخيل أجساد رجال عارية من الفراغ.
انتفضت مكاني لأصرخ بألم عندما قامت امي بضرب كتفي بقوة.
نظرت نحوها باستفهام لترمقني بحدة، أرجو أنها لا زالت تصدقني.
"أعتذر حقا عمّا صدر من ابنتي! في الحقيقة هي غير مستقرّةٍ ذهنيا و يبدو أنها نسيت تناول أدويتها بالآونة الأخيرة مما سبب لها بعض الهلوسات، أنا أعتذر لإزعاجكم"
"أمي!"
نبثت باستنكار لأتلقى لكمة أخرى على كتفي الأيسر جعلتني أمسكه بألم، لا أصدق أنها تعتذر الآن متضرعةً باعتلال ذهني!
في المقابل رمقني ضابط الشرطة بشفقةٍ و أسى واضحين متمنيا لي الشفاء العاجل! مالذي يحدث معهما!
بمجرد رحيله أغلقت أمي الباب لتلتفت بغضب جليٍّ على محيّاها، اتجهت نحوي بخطوات وئيدة، و بنظرتها المميتة تلكَ نبّهني عقلي أنّ شيءً لن يروقني على وشك الحدوث، و منذ متى قامت بشيئ يروقني على أي حال؟
تنبأت بالقادم بين عيناها فتحركت ساقاي دون وعي مني مستعدة لإنجادي.
إلا أنني كنت متأخرة لتمتد يدها تسحبني نحوها و تغدو أذني حبيسة أناملها.
"هل تتعاطين المخدرات! إلاهي مالذي فعلته لتبتليني بطفلةٍ لم تكتفي بعصيانها لأوامري بل أيضا مدمنةُ مخدرات! من هذا الذي جرّ بك إلى دائرة الممنوعات دافعا بكِ إلى التهلكة! هل تواعدين؟"
انتحبَت دون أن تطلق سراح أذني التي بتُّ أشك في بقائها بموضعها.
"أنا لا أستطيع تحمل تكلفة شرائها أساسا! ثم ما دخل مواعدتي بالموضوع!"
أفرجت عن الكلمات التي حاولت اقتنائها بحذر فلا تجهِز على ما احتوته أناملها.
"اذا تواعدين!"
نطقت تزامنا مع ارتخاء قبضتها لأستغل الفرصة التي أتيحت لي و أنسل من بين يديها بسرعة.
"متى قلت أنني أفعل!"
مسدت على أذني بألم، هي مصممة على اقتلاعها يوما ما.
"أنتِ قلتِ هذا للتو!"
لا أصدق أنني اخوض حوارا بهذه السخافة الآن.
عضضت على شفتاي أمنع لساني من التلفظ بأيّة كلمة خاطئة قد ينجر عنها حبسي بغرفتي إلى الأبد.
أفقد السيطرة عن ما يفارق لساني عندما أغضب لذا أنا أخذت طريقي بعيدا و صعدت السلالم متاجهلةً صراخها عليّ بالعودة.
بمجرد دخولي لغرفتي تأكدت من اقفالي الباب جيدا خوفا من اقتحام أي فردٍ خلوتي على حين غفلةٍ حيث أنها هواية عائلتي المفضلة.
خصوصية؟ ترّهات.
ارتميت على السرير بسخط ليقابل بصري السقف.
و هنا تبدأ مهمة عقلي الذي ما تقاعس يوما في إفراط التفكير متسببا في إصابتي بالصداع أحيانا.
لكن يبدو أنه أضحى عديم الفائدة مؤخرا بما أنه يقوم بزرع الأوهام بداخله.
أم ترى فشلي الذريع في مجال العلاقات العاطفية قام بالتأثير على خلايا دماغي فصوّر لي ما تلاقفته مقلتاي من وهم؟
هل يجدر بي رؤية طبيب نفسيّ علّه يصف لي بعض الأدوية أم أنه كان حادثا عرضيا ستركله ذاكرتي بعيدا بعد مدة من الزمن؟
تنهدت بعمق لأطرد جميع ما واردني من أفكار مزعجةٍ، امتدت يدي للرفّ بجانب السرير أبحث عن هاتفي الذي أذكر أنني وضعته هنا، ربما يجدر بي إخبار سوجين بالأمر؟ لا شك أنها ستسخر مني و تنعتني بالمختلة، لن ألومها.
يدي استمرت في البحث بعشوائية عن الهاتف حيث أنني استخسرت إلقاء نظرة، أشعر بالخمول.
لعنت بسخط عندما تسببت في سقوطه ليصدر صوت ارتطامه على الأرض.
زفرت الهواء بضيق و عندما نويت الإستقامة عن السرير تجسّدت يد حاملةٌ للهاتف أمام عيناي.
"شكر.."
ما كادت أناملي تمتد لأخذه حتى ابتلعت ريقي بخوف و قد تسارعت نبضات قلبي لأنظر نحو صاحب اليد.
هناك حيث رأيته، ذات الملامح بذات الجسد العاري!
انتفضت عن السرير لأصرخ بهلع، رؤية جسد عارٍ بغرفتي حتما ليس من الأشياء التي أتوقع حدوثها حتى إن كان مجرد وهم!
"يوكي مالذي يحدث بالداخل هل أنت بخير!"
التقطت اذناي صوت أمي القلِق من خلف الباب مصاحبٍ لطرقٍ خفيف.
"أنا بخير، أنا فقط رأيت...حشرةً، لكنها طارت للخارج الآن!"
أردفت بتوتر آملةً أن تنطلي عليها كذبتي، إن أخبرتها الحقيقة ستتهمني بالجنون و لن أستبعد تخليها عني لتلقي بي بمستشفى الأمراض العقلية إلى الأبد.
تنهدت براحة عندما سمعت خطواتها تبتعد عن باب غرفتي و هنا وليت اهتمامي بالشيئ الذي أمامي.
أنا أفقد صوابي حقا.
ضممت شفتاي بيأس على الحالة التي أضحيت عليها فجأة، لا شكّ أن عقلي قد أتلِف من الترهات التي تتسلل إليه يوميا و المنبثقة من أفواه قام الجهل بغزو أصحابها.
"أعلمُ أنّك مجرد وهم، لكن لماذا بحق الرب أنت عارٍ"
تحدثت أحاول تجنب النظر له قدر الإمكان، ارتميت على السرير لأقوم بتغطية جسدي بأكمله إضافة إلى رأسي، قررت ادراج ما يحدث تحت مسطلح الإرهاق و الحصول على قسط من الراحة علّني أستعيد ذرّة من عقلي الذي رحل إلى الأبد.
لا أدري كم مرّ من الزمن و أنا غارقةُ في أفكاري دون أن أحرّك ساكنا، رفض النوم زيارة جفوني لهذه الليلة فها أنا أطالع السواد الحالك بصمت.
شيء ما يشعرني أنني مراقبَة و أن هناك من يشاركني صمتي و غرفتي و هذا كان كفيلا بانبعاث الأرق بداخلي.
ليس و كأن رؤيتي لأوهامٍ واهنة غير كافٍ ها أنا الآن أضطر للتعامل مع الأرق و الهواجس المرعبة.
زفرت أكبر كمية من الهواء لأرفع الغطاء سامحةً لقفصي الصدري باحتواء القليل من الأكسجين النقي حيث أنني كدت أختنق بالاسفل.
شهقةٌ فرّت من ثغري عندما قابلتني عينان واسعة تحدق بي، كنت على وشكِ الإنتفاض بعيدا إلا أنني سكنت للحظة و رفعت جسدي تلقائيا نحو وجهه، تقدمت ببطئ و هدوء يتناقظ مع نبض قلبي الجنوني و الخوف الذي أخذ ينتشر بداخلي شيئا فشيئا.
توقفت عندما فصلت بيننا فقط بضع انشات، شعرت بارتعاد أوصالي و اقسم أنني كنت على وشكِ البكاء عندما شعرت بأنفاسٍ ساخنة تلفح جفناي.
"هل.. تتنفس؟"
أفرجت عن سؤالي فخرجت الكلمات متهدجةً تدلّ على كميّةِ التوجّس الذي إستوطنني.
تراجعت للوراء بسرعة لدرجة أنني تعثرت بالأغطية لأسقط أرضا عندما أومئ بالإيجاب.
هلعي قبل قليل منعني من رؤية الملابس التي التفّت حول جسده و التي كانت عبارة عن بيجامتي القطنية التي اشترتها لي والدتي و التي لم أرتديها يوما لأنها زهرية اللون.
'مستحيل' همست داخليا أحاول إقناع نفسي بعكس ما تراه عيناي و هنا لمعت في ذهني فكرة قد تنجدني من قافلةِ الهواجس و الاحتمالات غير المنطقية التي اقتحمت مخيلتي.
حررت نفسي بسرعة من الغطاء الذي التف حول جسدي لأهرع راكضة نحو خزانة ملابسي.
قررت وضع حد للمهزلةِ التي بصدد الحدوث، إن مسّني خيط رفيع من الجنون فلا خيار أمامي إلا الخضوع و تلقي العلاج المناسب.
و إن باح الأطباء بعكس ذلك فلا بدّ أنهم لم يتوصلو لإكتشاف علّتي بعد، ليس هناك أيّ تفسير مخالف حيث أن ما يحدث محاكات للخيال الذي أعدمته بداخلي منذ الأزل.
استمرت يداي بسحب ملابسي من الخزانة لألقي بها خارجا بإهمال، متأكدّة أنها ستكون هنا! إنّ ما يرتديه الآن ليس إلا محض وهم الملابس الأصلية تكمن هنا بالخزانة!
تكوّمت الثياب أمامي و أضحت الخزانة فارغةً في ضرف بضع دقائق، لكن لا أثر لما أصبو إليه.
ابتلعت ريقي لأنظر نحو من اتخذ من زاوية الغرفة موقفا له و ارتفع إصبعي تلقائيا يشير نحوه.
"تلك بيجامتي.."
بين الحرف و الحرف أخذت راحةً كانت من نصيب لساني الذي تعثر بينهم.
وسّعت عيناي عندما رفع إصبعه ليشير نحوي ثم يشير لما يرتديه قبل أن يفرج فمه عن كلمات أشدّ تبعثرا من خاصتي.
"ارتدي ملابس.. مثلكِ، لا عاري"
نطق بتعلثم، لا كلمة مما نبث به كانت صحيحة صرفيا مما جعلني أقطب حاجباي للحظات قبل أن أتمكن من فهم ما تفوّه به.
أطلقت ضحكة ساخرة رغما عني حيث أنني أتحدث مع شيء صوّر لي عقلي أنه مجرد وهم إلا أن جميع حواسي تخبرني أنني أقف أمام شخص تنبض الحياة بداخله، حضوره حقيقي و الأهم من هذا هو يتنفس.
لم أعي أن الليل قد ولّى و انقضى و حلت مكانه أولى نسمات الصباح معلنةً بذلك على انتهاء يومِ عطلتي الوحيد إلا عندما صدح طرقٌ مفاجئ على باب غرفتي و الذي كان مصدره والدتي تطلب مني الاستيقاظ للذهاب للثانوية.
إلا انني كنت في حالة من الذهول جعلت جسدي يرفض أيّة أوامر تفيد التحرك من مكاني أو فتح الباب.
كنت واقفةً دون حراك أراقب من امتثل أمامي.
"هل أنت حقيقي؟ أعني أنت لست وهما؟"
ألقيت بالمنطق عرض الحائط و قررت التغاضي هذه المرة من خلال سؤال سخيف لم أتوقع أن يتلفظ به لساني يوما.
لم يجبني بل تقدم مني بخطوات بطيئة و سرد على مسامعي جملةً مخارج حروفها كانت مختلفةً عن سابقاتها حيث بدا كمن حفظها عن ظهر قلب.
"أطلبي أربعةَ أمنيات حينها ستُفكُّ لعنةُ الأمنية الرابعة و أرحل"
----
وضع يوكي يضحّك الصراحة
و لوكاس يضحك أكثر منها.
شقيقها مستفز الحمدلله لو كان عندي أخ أصغر كنت استجرمت .
متحمسة لمشاهد لوكاس ترا كميييية لطافة الولد فاصل عالآخر😭😭😭😂
رايكم بالفصل؟
يوكي؟
لوكاس؟
عيلة يوكي الله يهديهم قريب يجيبو أجل البنت.
اشوفكم البارت الجاي سلام🙋
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro