فصل||04
يصعب علي التأقلم مع هذهِ الحياة ، كلّ فردٍ فيها حاوٍ على أمورٍ كثيرة و لكلِّ شخصٍ عادتهِ في خوضِ أيّ شيء إلا أنا . لدي طفلٌ صغيرٌ و عليّ تربيته وحدي دونَ مساعدة و أن كانَ هُناك من يساعدني حقًا فهو بيكهيون ، فخلال هذهِ السنوات الكثير خاض معي ما لمْ يخضهُ الجميع . يُرسلُ إلي الكثير مِن المال و يرسلُ نفسهِ في الكثير من الأحيان .
لمْ أسمع أيّ خبرٍ عن كيونغسو و لا حتى من بيكهيون ، فكان كثير الإنشغال بي و بصغيري . مازلتُ أتعافى من أشياء لم أُخبر أحدًا عنها.
" اليوم سنخرجُ إلى مكانٍ لطيف "
دون رد عرف إنّي سأرفض فقال مسرعًا
" هذهِ المرةِ لن أقبلْ برفضكِ "
" حسنًا ، لكن سام..! "
" سنأخذهُ معنا ، أنا من سيتكفلُ بهِ "
لديهِ حسٌ غريبٌ في الإقناع ، رغم أن سام مزعجٌ في كلّ شيء إلا و بيكهيون يحبهُ . هذا الرجل بات يُعجبني .
" إذًا ما أخباركِ ؟ "
باشرَ بيكهيون بقذفِ الأسئلةِ لذا كان مِن المسؤوليّةِ إبعادَ سان عنّا .
" سام حبيبي أذهب إلى غرفتك "
دونَ تأخير إنفصلَ عنّا و تركَ لنّا المساحةِ للحدِيث ، إرتدْتْ يسأل
" ألم تتلقِ أتصال مِن أحدٍ ؟ "
" لا لمَ ؟ "
أغفى عينيهِ قليلًا ثمْ فتحهما
" ألن تتزوجِ ؟ أنتِ صغيرة و ليس مِن المفروض أن تضيّيعِ عمركِ هكذا "
" الإهتمام بسام هذا كلّ ما أفكرُ بهِ لذا لن أتطرق إلى أيّ موضوع يتحدّثُ بهذا الشأنِ "
" جديًا جوري عليكِ إيجاد رجلًا يناسبكِ "
" لن أجدْ شخصًا يُناسبني مُطلقًا ، كُلهم نِفاق "
ليتهُ كان ظلّي من دونَ ظاء. تزلّف ناحيتي و تلّفظ ، يديهِ كانت ترْتجف و أسنانهِ تصْطكُّ مع بعضها
" ليس كلّ الرجال سواسية ! "
" و لكن كسر الإنسان من طرفِ الشخص الّذي يحبه ، أسوأ من كسر عظامهِ . "
تربّع على الأرض يسندُ جسدهِ بكفيهِ ، اللّذان يرتكزانِ على الأرضيةِ بعجْز ، ما الّذي يحصلُ معه ؟ هبطتُ إليهِ ألمسُ كفيهِ بيدي ، يداه باردتان و ترتعدُ
" ما بك بيكهيون ؟ يداك باردتان و جسدك يرتعدُ مِن البردِ ، هل أنت بخير ؟ "
رفع كفيهِ يُبعدُ جسدي عنه ، دفعني بقوة ، عينيه تشتعل كانت كمن رأى عدوهِ أمامهِ و يريدُ الثأر منه . هُناك شيءٌ ما بهِ ! رفع روحهِ مِن الأرض و وقف يُشاهدُ جسدي ، أرى الحزن في عينيه و كأنهُ يرغب بقول شيء . ملامحهِ تتغير كلّ ثانية و لا يُمكنني فهمُ ما يريده . حاولتُ النهوض و الوصول إليهِ لكنه دفعني أرضًا مرةً ثانية ، أطلقتُ صرخة خافتة و بِها خرج سام راكضًا نحوي
" ماما ، ما الّذي يحصلُ هنا ؟ "
" لا داعِ للخوف يا عزيزي كنّا نلعب فقط "
ربتُ على ظهرِ الصغير و نظري مُعلقٌ على الآخر ، ظلّهُ يخرجُ مِن البابِ لكن قبل خروجهِ تكلّم معي
" لا تنسِ ، لدينا موعد اليوم و للأفضلُ لكِ القدوم على الوقت هُناك ما ارغب بقوله لكِ هُناك "
" ح..حسنًا "
إضطراب أنفاسي عَسرتْ عليّ إخراج الحروف ، بلْ قطعتْ خيطُ الأبجديةِ مني . يا ترى ما الّذي حصل معه ليبدو الضعف واضحًا عليهِ ؟ أنا و لأولِ مرة أرى فيها بيكهيون على هذهِ الحالةِ ، في كلّ مرة هو من يأخذُ الطاقةِ السلبية مني و يحطّها إليهِ و يجعلُ منْ كلّ شيءٍ تعيسٍ إلى سعيدٍ و بلمسةٍ من يديهِ تجعلك تتمنى لو أنكَ قادرٌ على إعادة الزمن و هذا واقعٌ لا يمكن تغيّيره . بيكهيون مِن الرجال الّذين يفضلون حُسنِ مُعاملةِ المرأة على أنفسِهم و لا يُمكن لأيّ أحد لمس ما يخصهُ حتى و أن كان دمية ، فهو مِن النوع المُتملك .
الطقس بداخلي أبردُ مِن هذه الليلة.
حلّ الليل و تأهّبتُ للرحيلِ مع ولدي سام ، كنتُ ألبسُ زيًا مُناسبًا لهذهِ الليلة و لمْ أتطرقُ إلى ملبس فاضح ، بِما أن بيكهيون ذكر إلي إنه من سيأتي لأخذِنا و يقودنا إلى المكان المطلوب جلستُ في مكاني أُحادثُ سام .
" هل أنت سعيد ؟ "
" نعم يا أُمي ، فالعم بيكهيون سيأخذنا في نُزهة "
أتمنى ذلِك فعلًا ، أتمنى أن يكون الرجل الّذي أعتدتُ عليهِ و لا يكسرُ الثقةِ الِتي وضعتها بهِ ، رغم أنّي أعتدتُ على هذهِ الأمور فنحن أولادَ هابيل ، نموت بسكينِ أخينا ، بلا ذنبٍ كأبينا.
سمعتُ سيارته تصفُّ بجانبِ المنزل فأخذتُ الصغير و هرولتُ إليهِ ، فتحتُ الباب له على مِصْراعيهِ و تغافلتُ عنه ، عليهِ أن يعرف أصولِ التعامل مع النساء أولًا بعدها سأعطيهِ كامل نظري .
" سام ، هيا تعال معي لنصعد إلى السيارة "
" حسنًا عمي "
" أسبقني إلى هُناك "
أنعم النّظر فيّ و أنفاسهِ تطيّبُ بالعِطرِ
" آسف على ما فعلتهُ صباحًا ، كنتُ خارج وعيّ "
نظرتُ إليهِ و باتَ يطالّعُ بي بعين الدهشة ، كما لو أنه يرى تمثاله الأعظم والأكثر حبًّا، حيًّا أمامه.
" لا بأس ، لكن لا تُعيدُ فعلتك هذهِ مرة ثانية "
" حسنًا ، هيا بنا علينا الذهاب و ألا سيقتلنا سام "
دون أن تشعر ستجد في طريقك شخصًا يشبهك لدرجةٍ مُطمْئنة وكأنك خُلقتَ مرتين و أنا أشكر الربّ على هذا الشخص الّذي أدخل النور إلى حياتي بعد أن أطفئها الجميع .كنتُ أود ان اضيئهُ ، لكنه أحرَقني. ظنّيتُ أني سأكون قادرةٌ على ذلِك في فترةِ جلوسي عند كيونغسو لكنه لم يزد الأمر إلا سوءًا . كان مِن المفترض أن يقف بيكهيون بجانب شقيقهِ الأصغر لكن ما صدمني فعلًا هو قدومهِ إلى لندن و مساندتي ، لمْ يتركُ جسدي وحدهُ و لو لثانيةٍ واحدةٍ .
جلستُ على الكرسيّ الأمامي و خلفي سام ، لمْ أكُ أرغب بالجلوسِ في المقعدِ الأمامي لكنه أصرّ على ذلِك و من العيب قول لا إليهِ . في أثناء رحلتنا نام سام في السيارة و خشيتُ عليهِ من بردِ الليل لذا خلعتُ سترتي و وضعتها فوقهِ ، ظهرتْ أكتاف يدي و معظم صدري و شعرتُ بالخجل الشديد منه ، إنه لا ينظر إلي لكني خجلت فلمْ اعتدت على هكذا ملابس أمامه .
" لا تقلقِ لن أنظر إليكِ ، فأنا مشغولًا بالقيادة "
هل قرأ افكاري ! سهيتُ إليهِ ، اتطلّعُ فيهِ ، بارد الملامح ، ساكن المشاعر لا يحركُ رمشًا ، عيناه رائعة إلى حدٍ كبير ، فيا ترى إلى أيّ عمقٍ سأغرقُ بِها ؟
" جوري تُحبني "
يربكني بصمتهِ و يدهشني بردودِ أفعالهِ الغريبة
" منْ قال ؟ "
" إذًا لما تنظرين لي ؟ "
كُنتُ أراك منْ أيّ مادةٍ صُنعتُ كي تبدو بهذا المنظرِ الساكن دائمًا ، كأن حياتك فصول مِن روايات متلاحقة ، تلهثُ وراء وقائعها فلا يبقى وقت للتدوين.
" كُنتُ أفكر بكيونغسو "
شخصٌ ما جرحني و تفكيري لا يخلو منه ، أرجوك يا بيكهيون كُن عونًا لي و ساعدني على التخلصِ منه . أوقف السيارةِ جانبًا و طرحَ نظرهِ عليّ ، كأن ما قلته أغضبه و بشدة
" ما بهِ كيونغسو ؟ "
بلعتُ ما في جوفي و خاطبتهُ بودٍ
" أريد أن أنساه ، أريد أخراجهِ من عقلي لا أريد التفكير بهِ لا أحبّذُ رؤيته في أحلامي ، كلّ ما يمرّ طيفه في أحلامي أستفيقُ من الحلمِ و كأني كنتُ في بحيرةٍ مِن العرق "
فجرتُ مشاعري الّتي بقتْ حبيسة صدري لمدةِ سبعِ سنوات ، فجرتها إلى الشخصِ الّذي سيساعدني في التخلصِ منه ، تعبتُ من الحزنِ على نفسِ السبب يوميًا فأرجو منه المساعدة .
" تزوجيني يا جوري "
و في النهاية لا أعرفُ أن كان هذا أسوأ ما يحدث أو أفضلهُ .
●
قرأتُ نصًا لعريان يقول أثاري أنت سفرَ دُنيا ، و حلمٌ مسروق مرّ صدفةً و خلص وقتهُ . فعلًا هاي المقولة تنبطق على جوري و كيونغسو 😂😂😂💔
حبيت اقول بقاي بارت و تنتهي هاي القصة فما رأيكم ب
بيكهيون ؟ و افعاله الباردة إتجاه جوري ؟ و طلبه للزواج منها ؟
جوري ؟ و كلامها لكيونغسو ؟ و هل ستوافق على طلب الزواج ؟
رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم في حفظ الله و رعايته 🌱❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro