Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

|٧| طفلةٌ ممله

كان القائد براد يقف امام جنوده الذين لا يزالون متدربين ..الـ٣٠ رجل الذين يقفون أمامه لا يتجاوزون الـ٢٦ مِن أعمارهم .. لا زالوا صغاراً على المقاومه والهجوم ولكن الوطن يحتاج شبابه .. وهم الان قيد الإنشاء لمدة ٤ أشهر لا زال غالبيتهم لم يروا بعد جحيم الحرب الطاحنه التي ترفض التوقف

كان هاري يقف بثبات هادئاً بجانب ثيّو الذي حاول قدر المستطاع التشبث بهدوءه وألا يتحدث معه .. لربما إندلع شجار اخر بينهما .. لذا ابتلع كلماته والتزم صمتاً مرير ..

خرجت هيلدا من المهجع بعد ان نظفت المكان لتتفاجئ بالجنود مجتمعين في تلك الساحه الواسعه ، مرتدين ملابسهم العسكريه والعرق يكتسح اجسادهم بينما كان القاده يقفون أمامهم بصفٍ واحد ومن بينهم كان الجنرال كيڤين يقف صامتاً وذراعيه خلف ظهره ..

فقالت لنفسها بتساؤل

" هل سيبحرون أم لا  ؟ "

" هيلدا ريدج .. ما رأيكِ بالجندي الملقّب بغريب الأطوار الوسيم ؟ .. "

قاطع مراقبتها للجنود حديث الممرضه ويندي من خلفها حين قالت ذلك الكلام الذي أعادها الى الواقع وهي تقول باستغراب ملتفتةً الى زميلتها

"  الوسيم ؟ .. لا أرى بينهم من يستحق هذا اللقب ، و لا أملك أدنى فكرةً عن هويته .. من هو ؟ "

أظهرت ويندي تعابير الإستنكار مستغربةً من عدم معرفة هيلدا بشأنه لتقول وهي تشير الى الشخص المقصود

" هاري ريدج  .. زوجكِ .. الجميع يعلم بشأن جنونه "

نُفثت هيلدا بسخريه تقول وهي تخفض إصبع الإتهام الموجّه الى هاري

" الجندي هاري ليس مجنوناً ، كما اننا قررنا الإنفصال واتفقنا على هذا الشأن ، ولكن من أطلق لقب المجنون عليه ؟ "

فأشارت الى القادة البريطانيين الذين يقفون خلف قائد السريّه البريه براد تقول

" هؤلاء الملازمين هذا الصباح كانوا يتحدثون عن مدى غرابة حديثه "

فقالت هيلدا بقلق وهي تنظر اليه من بعيد

" عمّا تحدث ؟ "

" كان يقول : توقف عن اللحاق بي والتحدث معي .. لم يكن هناك احد سواه لقد كان يتحدث مع نفسه  "

" انه لا يعاني من الجنون يا ويندي ..  "

" ولكن لقبه يليق به حقاً ، وسيم ولكن غريب الأطوار قليلاً  "

" ويندي   "

شددت هيلدا على مخارج حروفها

فارتبكت ويندي تقول

" عذراً ، فقد اتيت لأخبرك عما يتناقله الجميع "

" لا اريد ان اسمع شيء من هاري ريدج يا ويندي .. رجاءً "

فضمّت هيلدا وجهها المرهق بكلتا يديها فور رحيل ويندي المستاءة من طريقة حديثها معها ..

وعند إنتهاء القائد براد من خطابه وطئت هيلدا ساحتهم الخاصه بالتدريب تقف أمامه مباشرةً عابسه

فحكّ ذقنه بإنزعاجٍ واضح وهو يتحاشى النظر الى عينيها قائلاً

" مالخطب الآن ؟ لا أذكر انني آذيتُ الكبشَ اللطيف خاصتك "

كان يقصد بالكبش الجندي هاري الذي كان يقف صامتاً وذراعيه خلف ظهره ينظر الى السماء بحلم ..

والذي كان ثيّو يحدق فيه باهتمام وقلق ..

اما الجنود فكان من المفترض ان يتفرقوا ولكنهم بقوا في اماكنهم ينتظرن ماذا ستفعل هيلدا بقائدهم ..

هل ستصفعه مجدداً ؟

أم ستركل مؤخرته ؟

كانوا يترقبون بحماس حتى همست هيلدا لطليق اختها بعتاب وبصوت منخفض كي لا يسمع كلامها غيره ويدها على خصرها

" هل تعلم بشأن محادثات هاري مع نفسه ؟  لماذا يجب علي معرفة هذه الأمور عن طريق الإشعاعات ؟ "

زفر براد بتملل قائلاً

" عددٌ لا يحصى من الجنود قد اصيبوا بالجنون بسبب ما عايشوه ، هاري ليس مستثنى منهم .. ليُجنْ .. ونخرجه من المعسكر ، ما شأني به ؟ "

سمع ثيّو احد الجنود خلفه يقول ساخراً

" الجندي هاري ريدج محظوظ بِجنونه .. سيخرجونه من المعسكر قريباً "

فاستدار خلفه وفاجئ الجندي الثرثار بلكمةٍ حطّت على انفه وسقط على ظهره بينما الدم ينزف من انفه وسط تفاجئ الجميع ..

ليقول بغضب في وجه الجندي الذي كان مذعوراً وهو يمسك بأنفه

" إن قمتُ بكسر ساقيك سوف يخرجونكَ من المعسكر بسهوله ، هل أعجبتك فكرتي ؟ "

لم يتحدث احدهم ، وقد كان الجميع ملتفتاً نحو ثيّو ، سوى هاري الذي كان يقف بجانبه ولم يستدر حتى كسر الصمت بقوله

" ستموتون على أية حال ، لماذا تتشاجرون ؟ "

نظر اليه ثيّو بصدمه ولكنه اقترب من هاري يمسك بياقة زيّه العكسري بخشونة

" لن يموت احد .. سوف نحمي بَعضنا كطاقم عسكري  .. لن نتخلى عن بعض "

نفث هاري بسخريه متعجرفه وقال

" عزيزي ثيّو .. لا تنطق بكلامٍ لا تعنيه .. "

قطع  شجارهما صراخ براد الذي تقدم نحوهم وقرر التدخل

" ايها الجنديان ! ماذا تظنان إنكما فاعلان ؟! "

اكتفت هيلدا بالمشاهده ولكنها سرعان ما ابتعدت عن المكان بإنزعاج من تصرفاتهما الغريبه  ، بينما تيموثي يراقب حال صديقيه المؤسف بضيق ..

توجه براد نحو ثيّو وحدق بقبضته المزرقّه وقال بجديّه

" ايها الممرض المجنّد ثيّو .. هل ستستخدم يديك المقدسة لإيذاء زملائك أم لإنقاذ أرواحهم ؟ "

تنحنح ثيّو وهو ينظر الى قائده ولم يقل شيئاً .. زفر براد بتملل وهو يضع يديه حول خصره يقول بنفاذ صبر

" لقد سألتك سؤالاً ، ألن تجيب ؟ "

نظر ثيّو الى الشاب الذي لكمه للتو ثم نظر الى هاري الصامت يقول

" لقد انجرفت عاطفياً .. انا أعتذر "

اقترب منه براد وصفع وجنة أخيه بقوه وصرخ بوجهه قائلاً

" حين تنصاع الى مشاعرك ايها الجندي ثيّو تذكر صفعتي هذه !! .. الجندي لا يقوم بأفعاله بناءً على مشاعره بل بناءً على أوامر قادته أفهمت ؟!! "

أدار ثيّو وجهه نحو أخيه وقال بغضب

" ألهذا السبب أمرت الجندي هاري ريدج ليصبح فأر فخاخ للعدو كي تنقذ أخاك ؟ هل ترى هذا  تصرفاً عاطفياً أم لا ايها القائد براد ؟! "

نفث براد بسخريه ثم بلل شفتيه بطريقةٍ أظهرت مدى سخطه ليلتفت نحو الشاب ذو الملامح البارده والعيون الفارغه من الحياة يقول له

" سميث .. أعطني خشبة متينه خلفك .. "

سميث المشهور بلقب بذو الملامح البارده ليس متدرباً في هذه الكتيبه ، بل الملازم القناص و الذي يعتبر ذراع القائد براد الأيمن ، وهو نفس الشخص الذي أمسك بهيلدا كي يمنعها من الدفاع عن تيموثي حين كان براد يذيقه مرارة الضرب .

وسط ذهول تيموثي وبرود تحديقة هاري أعطى سميث قائده اكبر خشبه التقطتها

فأمسك براد بالخشبه بكلتا يديه ينظر الى أخيه ببرود قائلاً بلهجته الآمره

" إركع ايها السافل ، سأعلمك درساً يذكرك بكيفية الحديث بإحترام مع اخيك الأكبر  ، ولن أتوقف عن ضربك حتى تعتذر "

سرعان ما فعل ثيّو ما طلبه اخاه وهو يبتسم بإستخفاف ليضع يديه خلف رقبته ، وقبل ان يبدأ براد بدرسه قال للشاب ذو الأنف النازف آمراً

" عد الى الجنود وأخبرهم بأن السفينه ستبحر بعد ساعه "

" أمرك سيدي "

انتظر براد رحيل الجندي وامام هاري وسميث وتيموثي قام بضرب ثيّو بقوه على كتفه الأيمن ، كان الألم مبرحاً ولكن ثيّو تشبث بموقفه ولم يعتذر ..

بدى من ملامح براد بأن ضربه لأخيه الصغير يعذبه ، ولكن ثيّو لم ينصاع له .. وما كان عليه سوى ان يضربه مجدداً بنفس المكان ليصرخ ثيّو من شدة الألم ويسقط أرضاً يمسك بذراعه المكسورة ويئن وعيناه مغمضة ..

عقد براد حاجبيه وصرخ بنفاذ صبر من عناد أخيه

" فالتعتذر ايها الغبي !! هل تراه أمراً صعباً ؟! سحقاً !! "

أراد تيموثي التدخل ولكنه اجبن من ان يقف في وجه قائده .. والقناص سميث لم ترف عينه حتى ..

رفع براد الخشبه في وجه أخيه وحين كاد يضربه مجدداً !

تفاجئ بالجندي هاري ريدج يتدخل بينهما ويركع امام ثيّو يبعد يده عن ذراعه المصابه قائلاً 

" ليس من أخلاقيات الجندي أن يستمر بضرب شخص يتألم ايها القائد براد "

ثم إلتفت نحوه يكمل كلامه

" هل إنتهيت من درسك سيدي ؟ أريد أن أسعف زميلي "

لم يصدق براد ما تراه عيناه .. لولا ألم قلبه على أخيه لما صدق ما قد قاله هاري ريدج للتو !! .. لقد دافع عن الشخص الذي هرب حين كان هو يحترق ! كيف له ان يسامح احد الأخوين ؟! .. هذا كان أكثر ما يحير القائد براد الذي كان يراقب هاري ريدج وتيموثي يتساعدان على وضع ثيّو فوق ظهر هاري..

رغم انه يشعر بالذنب على ما فعله بأخيه ولكنه لم يعد نادماً .. لأنه ادرك بأنه للتو ومن دون قصد قد أعاد مياه صديقين الى مجاريها ، حتى لو أنكر هاري ريدج انه لم يعد يكره ثيّو على ما فعل .. افعاله لن تنكر ..

اقترب القناص سميث من قائده الذي كان يكتفي بالنظر بفخر لفتيته المتدربين الذين انسحبوا للتو .. وقال له بعد ان لاحظ تحديقته المنصبّه عليهم

" سيدي ، مالذي تفكر به ؟ "

التفت براد نحو سميث وقال مبتسماً بأريحية

" أفكر بكيفية تدريب هؤلاء الأشبال وتحويلهم الى أسود .. ليكن الله في عوننا  يا سميث "

سميث في الثلاثينيات من عمره ، رجلٌ يتحدث مع قناصته اكثر مما يتحدث مع البشر .. أشقر ذو عيون كالبحر .. ذو انفٍ حاد وشفتاه أرستقراطية .. طويل القامة ، تتغير ملامح وجهه البارده قليلاً فقط امام  القائد براد ..



كانت هيلدا تتمشى بين غرف الممرضات وإذ بها تجد ويندي جالسة على سريرها تضم ساقيها ببعضهما تفكر بعمق .. فاقتربت تجلس قربها  تنظر اليها بفضول لتقول

" هل خاصمتنِي يا ويندي ؟ ألهذا السبب أنتِ عابسه ؟ "

التفتت ويندي نحوها وقالت مبتسمه

" لا .. أنا فقط .. اكره سماع أصوات الصواريخ في الجانب الخلفي .. دويّها يمنعني من النوم .. هيلدا .. متى سيتوقف هذا الصراع ؟ متى ستتوقف ألمانيا عن إطلاق صواريخها ؟ "

نظرت هيلدا نحو الجنود الذين كانوا يتدربون وقالت بابتسامة متفائلة

" حين يصبح أشبالنا أسوداً ، سننتصر قريباً .. وستنتهي هذه المهزله السياسية " 

حين نهضت تفاجئت بهاري يركض حاملاً ثيّو فوق ظهره وخلفهما تيموثي متوجهين نحو مهجع التمريض ..

لحقت بهم وقبل أن تدخل سمعت هاري يقول بعجله

" تيمي .. أعطني صندوق الإبر "

اختلست النظر وإذ بها تتفاجئ بهاري قد لَبْس معطفه الأبيض اخيراً ! .. بعد ان غسل يديه ساعده تيموثي بخلع قميص ثيّو الذي كان متعرقاً ومستلق على السرير ..

كادت تدخل لو لم تتراجع رغماً عنها ، تنهدت بضيق ورحلت ..

خرج هاري ولا زال يرتدي معطفه الذي زاده هيبةً ، فوقف براد أمامه يقول آمراً

" فالتركب انت ورفاقك السفينه بأقصى سرعه ممكنه "

ألقى هاري التحية وقال

" حاضر سيدي "

بعد أن رَكِب الجميع أبحرت السفينه بعيداً عن الميناء ، كانت الفوضى تعم الطابق السفلي فقد كان الجنود يجلسون في أي مكان ويأكلون الطعام بنهم .. وهذا ما أثار توتر وإنزعاج الممرضات اللواتي كن يقفن بعيداً يراقبن همجية الجنود .

كانت هيلدا تشعر بالصداع الشديد لهذا السبب صعدت الى الأعلى لتتنفس هواءً نقي وتتأمل زُرقَة البحر بعيداً عن الصخب ..

ما إن صعدت ليستقبلها تيّار هواء مع رذاذ ماء البحر ، شعرت بالإنتعاش واغمضت عينيها تبتسم ..

ما إن فتحت عينيها لتجد هاري ريدج يقف أمامها مباشرةً يبتسم بعفويه .. تسارعت نبضات قلبها وابتلعت ريقها تقول بإرتباك

" من أين ظهرت ؟ لم أراك "

قهقه برقّه وقال بينما طرق بلطف على جبينها بإصبعه

" بالطبع لم تريني ، فقد كنتِ مغمضةَ العينين كعادتكِ حين تقفين امام البحر  "

ضحكت بتصنع محاولةً تغير موضوع سؤالها الأحمق ، ثم اعادت صياغة سؤالها بجدّيه تقول

" هاري ، هل سيطردونكَ من المعسكر ؟ "

" هذا خيارٌ وارد .. وربما سوف يقتلونني .. أنتظر قراراً من الجهات العليا عن مصيري .. إن قرروا مساعدتي سأنتقم .. وإن قرروا قتلي .. سوف اهرب ومن ثم أنتقم "

قالت بقلق

" هل أنت مهووس بالإنتقام الى هذه الدرجة ؟ .. ماذا ستفعل إذاً ؟ "

فابتسم قائلاً

" انا أعيش لأنتقم .. والتفكير بما سأفعل عائد لي ، أنتِ فقط عَلَيْكِ الإبتسام بشكلٍ جميل ومعالجة الجنود "

وحين كاد ينزل الى الأسفل تفاجئ بها تمسك بذراعه تستوقفه قائله

" هاري .. هل أنت بخير ؟ .. هل لا زلتَ ترى الكوابيس ؟ "

أومئ لها قائلاً

" نعم ، كل يوم يا هيلدا .. و لن تتركني أبداً  .. "

ربتت على ذراعه تبتسم بلطف قائله

" الحياة ستستمر يا هاري ، وستمحوا كل وجع يتشبّثُ بزوايا قلبك "

" لا أملك وقتاً كافي لأنتظار مرور الزمن .. وقتي يمضي وموتي قريب ، و لم أعد ذلك الأمير الفاتن الصبور .. بل الوحش الذي لا يملك الوقت لينتظر  "

أغرورقت عيناها بالدموع وهي تُحدّق فيه بإنكسار .. تنهد بضيق ما إن رأى دموعها تتساقط ، ليصعد نحوها ويفاجئها بعناق خفيف .. ربت على ظهرها النحيل برقّه وقال بصوتٍ هادئ

" هيلدا .. أحياناً العالم لا يحتاج بطلاً .. بل يحتاج وحشاً مثلي "

هزّت رأسها نافيه تقول بصوتٍ مرتعش بينما كانت بين ذراعيه

" أنت لست وحش يا هاري  ! .. الوحش لا يعرف كيف يعانق إمرأه باكيه بهذه الرقّه .. لستَ وحشاً "

إبتعد عنها وقال

" أنتِ الخيط الوحيد الذي يربط بيني وبين العاطفة الإنسانيه .. أحاول قطعه ولكنه متين .. دعي وحشيتي تكتمل يا هيلدا .. ربما بهذه الطريقة سينتهي ألمي .. أنتِ عائق بيني وبين الإنتقام "

فإستدار ونزل بهيبة طوله الى الأسفل .. تنهدت بضيق وتقدمت الى الأمام تتمسك بالدرابزين وهي تنظر الى الأسفل ..

فسمعت صوت خطى اقدام خلفها ولم تكترث حتى سمعت شخصاً يقول

" لقد كانت محادثة مؤثرة .. "

أغمضت عينيها بنفاذ صبر  والتفتت نحو الجنرال الباسم تقول غاضبه

" لمَ تستمر بالتدخل بيني وبين هاري ريدج ايها الجنرال ؟ "

اقترب منها وقال بجديّه مبدداً ابتسامته الظاهره

" أنتِ زوجته ! أقرب وأعز إنسان بالنسبة له .. بالطبع سوف أتدخل بينكما ، فأنتِ لكِ شأن معي ومع حكومتي "

" أنت هنا لتراقب حالته وليس بأن تتدخل بشؤونه الخاصه ! "

" إذاً ستخبريني عنه .. كل شيء يخصّه قد يكون مفيداً حتى لا أضطر للتدخل بهذه الطريقه الطفولية "

" رغماً عني ؟ "

" أتمنى أن يكون سلمياً .. ولكنكِ مجبره على هذا إن أردتي سلامته "

" أنتم من لا تريدون سلامته .. ماذا ستفعلون به لو إتضح أنه غير سليم عقلياً ؟ "

" قتله سيكون رحمةً له ، فكيف لمجنون نفسي أن يكون قادراً على خدمة وطنه أو عدم إيذاءه  وسط هذا الجحيم الذي يحاول وسطه العقلاء على التشبث بعقولهم ؟ بالطبع هناك مصحات خاصه لأمثاله ولكنه ليس جندياً عادي "

توسعت عينيها بدهشه من كلماته الجادّة .. ثم قالت وهي تتنفس بتسارع بينما كانت يديها ترتجف غضباً

" براد لن يسمح لكم بقتل أحد أفراد جنوده .. هو قاسي ولكنه لن يترك جنوده يموتون على أيديكم .. فإنكم بالمرتبة الثانية بعد ألمانيا بقائمته السوداء ! "

نفث ساخراً وقال بينما كان يتراجع الى الخلف

" كما قلت لكِ هيلدا .. هو ليس جندياً عادي كما تظنين ، ولكن سنرى بشأن هذا .. "

ونزل الى الأسفل تاركاً هيلدا ترتجف وحدها خوفاً مرتعبه .. لتتساقط دموعها وهي تقول لنفسها بصوتٍ مسموع

" انه مجرد جندي  شاب خدم وطنه وعانى أكثر مما يستحق "

حين نزلت الى الأسفل وجدت ثيّو ذو الكتف المحاطه بالشاش والجبص يجلس وحيداً بينما كان البقية يدردشون ، كان هاري يجلس وحده وهو ينظر الى الفراغ بشرود .. وثيّو يراقبه مهموماً

جلست هيلدا بجانبه تقول وهي تضع يدها على كتفه

" كن شاكراً أن صديقك على قيد الحياة .. إنك تملك فرصه للإعتذار "

نظر اليها مذعوراً يقول

" هل تعرفين ما حصل بيننا ؟ "

هزت رأسها نافيه تقول

" أخبرني تيمي بأنك صديقه وبأن هناك مشاكل شخصيه بينكما لذا لم يخبرني بالتفاصيل .. ولكن المهم هو أنه على قيد الحياة .. وأنك تملك فرصةً للإعتذار .. "

نظر اليها ليلحظ ملامح الحزن تداعب اساريرها ..

" هيلدا .. أظن ان حزني معدي .. ما بالكِ تنظرين بحزنٍ هكذا ؟ "

التفتت اليه وابتسمت ببهوت تقول

" لأنني تذكرت صديقتي التي لم أملك فرصة للإعتذار منها .. انا أحسدك لأن صديقك يجلس أمامك .. "

" لماذا ؟ أين صديقتكِ أنتِ ؟ "

" تحت التراب .. ماتت وهي في العاشرة من عمرها "

ندم على سؤاله فقال بتوتر

" أنا أسف "

فضحكت حين لاحظت توتره

" لا بأس .. في الحقيقه هي لا تزال على قيد الحياة .. "

فأشارت بيدها نحو قلبها

" في داخلي "

" ماذا كان إسمها ؟ "

همست بإسمها وهي تبتسم بحُلُم ..

" ريبّيكا  .. كنّا في العاشرة من أعمارنا .. كنتُ انا طفلةً مملة لا املك أصدقاء .. بينما كانت هي طفلةً ممتعه لا تملك الصحة "

نظر الى حزنها بتعاطف وأكملت هي بعد ان تنحنحت

" كانت ترتدي قبعةً شتويه زهرية اللون رغم اننا كنّا في فصل الصيف .. كانت ترتديها لتخفي ندوب رأسها .. لم يعلم احد منا في الفصل انها مريضه سوى المعلمين .. ولكني كنتُ الاحظ وجهها الشاحب .. "

شعرت بأن صوتها يرتجف لذا توقفت قليلاً .. ليقول بلطف

" إن كان سرد القصه صعباً عَلَيْكِ فأنتِ لستِ مجبره "

هزت رأسها قائله

" لا .. هل تعرف بأنها لطالما كانت تبتسم ببراءه لتبدد ذلك التعب الذي يعانق ملامحها ؟ كنتُ أريد ان اعتذر من صديقتي الصغيرة ، لأنني كنت جاهله وسخرت بيني وبين نفسي عن سبب وضعها لقبعةٍ شتويه في فصل الصيف الحار .. كنتُ اريد أن اعتذر على عدم ضحكي حين ألقت نكتةً سخيفه "

" هل سألتيها عن سبب وضعها للقبعه ؟ "

" لم أتجرأ على سؤالها .. لم نكن حقاً صديقات .. كانت ترميني بنظراتٍ حارقه .. رغم انني كنتُ مسالمه .. لا اعلم لمَ كانت تتصرف بغرور معي انا فقط  .. ولكن خلف غرورها الطفولي كان هناك طفلةٍ صغيره مريضه تعاني وحدها رغم ان الجميع حولها ، وكنتُ اجهل سبب تصرفها هذا معي لأنني لا زلتُ في العاشره ولم افهم .. لم افهم انها كانت تحسدني على الصحة والإبتسامه المشرقه التي كنت أملكها .. "

إبتسمت هيلدا ابتسامةً مشرقه  ورفعت رأسها لكي تمنع تساقط دموعها العالقه في محاجر عينيها .. تلك الدموع التي كان ثيّو يترقب سقوطها .. ولكن هيلدا اكملت قصتها

" ثيّو .. ليتني فهمت نظرة التعب في عيني صديقتي . . ليتني فهمت ان غرورها كان مجرد جدار يحمي قلبها .. ليتني فهمت سبب إصفرار ابتسامتها . . لربما كنتُ أصبحت قريبةً منها كل يوم ، لربما اشتريت عنها طعام الفطور  .. ولربما حجزت لها كرسياً لتجلس عليه وربما كنتُ قادره على الإعتذار عمّا بذر مني  "

" لقد كنتِ صغيره يا هيلدا لكي تفهمي انها كانت تحتضر "

ارتجف صوتها حين قالت بحزم على أن تكمل قصتها

" لا .. انا لم ارغب بأن افهم .. وبعدها اخبروا زملاء صفها بعد ٥ أشهر عن سبب موتها .. وبأنها اصيبت بالسرطان في رأسها .. لقد بكى الجميع ذلك الْيَوْمَ .. بمن فيهم انا .. وضعتُ رأسي على الطاوله بهدوء وبكيت بصمتٍ مكبوت بإنكسار .. لم أملك أصدقاء لكي يواسونني .. لذا اقتربت مني قائدة الصف حين لاحظت انني وحيدة ومسحت دموعي الساخنه كما تفعل امي   ورغم انها كانت تبكي بدورها طلبت مني التوقف عن البكاء .. انا حقاً لا ألوم ريبّيكا على كرهها لي فقد كنتُ طفلةً ممله وعابسه لا تقدّر نعمة صحتها .. لا اصلح لشيء يا ثيّو .. لا احد يرغب بي . . ولن يرغب احد بي .. حتى هاري قد تخلى عني .. لأني مزعجه وممله "

غضب ثيّو من كلامها فقال بجديّه

" هيلدا .. أنتِ قوية .. وشخصية مؤثرة .. أؤكد لكِ أن هاري أُجبِرَ على التخلي عنكِ .. لأن لديه سبب "

عضّت على شفتها بأسى وهمست حانقه

" نعم .. اخبرني عن السبب .. إنه الإنتقام اللعين  .. "

" ومني أيضاً .. "

فاجئها بذلك الكلام الغريب فنظرت اليه مشوشه تقول

" ماذا ؟ "

نظر الى اخضرار عينيها المتسائله وقال بشجاعه بعد تردد

" هاري يريد الإنتقام مني ومن أخي "

فقالت وفكرها متشتت بعد ان نهضت تقف أمامه

" لا .. لا .. هاري يريد الإنتقام من براد وأخوه الصغير .. "

فقال بصوتٍ حازم لينهي صراع افكارها المتضاربة في عقلها

" أنا الأخ الأصغر لِلقائد براد يا هيلدا ! ونحن جزء من خطة إنتقام هاري ريدج  "

________

انا اعتذر للمرة المليون عن التأخر ولكن إنتوا عارفين ظروفي .. دراستي صعبه ادعوا لي ): ..

المهم .. ترا قصة  هيلدا و صديقتها ريبّيكا حقيقيه .. هذي قصتي انا وصديقتي طيف الله يرحمها .. حبيت ادخل قصه واقعية لروايتي وأظهر جانب حقيقي بي لشخصية هيلدا .. وسأستمر أيضا .. 💕

عبرة فهمتوها من قصة هيلدا ؟

هل لاحظتوا تغيرات طفيفه بطباع هاري ريدج ؟

ماذا تظنون ستكون ردّة فعل هيلدا ؟

من القائد الجديد الذي سيظهر ؟ 😉

رأيكم بالرواية حتى الآن ؟

مساحه لله 🌸🌸

اعذروا الأخطاء ما دققت ، مع السلامه ✨✨

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro