Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

|٥| آلةُ الهارمونيكا

ابعد هاري يديها عنه بلطف وقال لها برسمية

"  إما ان تمسحي دموعكِ وتعودي الى مقعدك وتتصرفي كممرضة ، أو تكملي بكائكِ بالخارج وتتصرفي كزوجه .. أيهما ستختارين ؟ "

فقال الجنرال كيڤين

" إنه محق ، مغازلة بعضكما امامي لم يكن سبب مجيئي الى هنا .. رغم ان رؤية هذا ممتع بعض الشيء "

فرماه القائد براد بنظرات حارقه قائلاً

" كفّ عن التحديق بها إذاً .. وإلا هذا الكلام سيشملك انت الآخر "

فردّ كيڤين ساخراً

" اظن ان بيننا أنا وانت علاقة الكره من النظرة الأولى "

" أتشرف أن أكون بالقائمة السوداء الخاصة بك أيها الطفل المدلل "

مسحت هيلدا دموعها وهي تبتسم قائله

" أكمل كلامك .. وأعذر دموعي فهي لم تسقط عبثاً "

" أتفهمُ مشاعركِ .. "

وعادت الى مقعدها ليغلق هاري أزِرّةَ قميصه مكملاً حديثه

" أريدُ جيشاً تحتَ إمرَتي .. يجب أن تقفوا بصفّي أيها القادة .. لأن جنودكم في حافة الموت .. وهناك المزيد الذين يتوافدون بذلك المشفى بينما نتحدث الان .. لنوقف هذه المهزلة التي تحصل "

رفع القائد ويليام يدهُ قائلاً

" هل تستطيع رسم خريطة مفصّله للمنافذ والمخارج أيها الجندي هاري ؟ "

" أمهلني ثلاثة ايّام وسأرسمها "

فقال القائد براد وينستون

" نحن لم نوافق بعد يا ويليام ، فهذه مهمة خطره ولا نرغب بالمجازفة "

ثم أكمل كلامه بفضول

" كم تحصي جنودنا البريطانيين ؟  "

" ٣٢٠ جندياً "

لتكلم الجنرال كيڤين

" كم عدد الضحايا ؟ وعدد جنودنا المأسورين ؟ "

ليرد هاري بعد صمتٍ مريب جعلهم ينظرون الى بعضهم البعض بتسائل

" عدد الجنود الأمريكيين هو ٢٠٠ .. وعدد الضحايا أجمع ٤٠٠ جندي .. متكدّسين في قبور خلف المشفى "

صمتوا مدهوشين ،، لتنهض هيلدا على قدميها قائله

" سأعيد المريض الى المهجع .. لنكمل الإجتماع لاحقاً "

اقتربت منه تمسك بذراعه لينهض ولكنه ابعد يدها نافراً ينظر الى القادة بغيظ قائلاً

" أنتم لم توافقوا بعد على تنفيذ طلبي , هل تنوون التخلي عن الجنود ؟ ! "

تنهد القائد ويليام بتعب قائلاً

" دعني أفكر ، فهذه المعلومات لا تزال مشتعله .. لا أستطيع إعطائك جواباً بعد ... فالقائد براد محق .. هناك مجازفه كبيره نتمنى تفاديها "

فنظر هاري الى براد قائلاً

" ماذا عنك أنت ؟ "

" لن أقدم على فعل شيء غبي كهذا ، لن أسلّم حياة جنودي الى شخص لم يثبت بعد كونه غير مجنون .. ما إن أرى تحاليلك الطبيه التي تثبت أنك لا زلت عاقلاً سوف أفكر بالأمر "

فتحدث الجنرال كيڤين بجديه

" أما بالنسبة لي ، سوف أوصل المعلومات الى قادتي  وانتظر منهم أوامراً عسكريه بشأن التدخل "

فخرج هاري غاضباً تاركاً الجميع في تفكير عميق ..  وأثناء خروجه اصطدم بثيّو الذي سقطت منه تفّاحته التي كان يأكل منها فعبس قائلاً

" لقد سرقتها لتويّ من مخزن الطعام .. تعبي تبدد بسببك "

فرماه هاري بنظرةٍ حارقه يقول

" وانت احد أسباب خسارتي لكليتي .. أيها الأخ الأصغر لأحقر قائدِ بريّه عديم الضمير عرفته في حياتي "

وابتعد تاركاً ثيّو في دوامةٍ من الضياع وتعذيب الضمير .. فهو اصبح يمقت كونه الأخ الأصغر لقائد السريّه البريه .. وهذا العلاقه التي تجمعهما  لا يعرفها سوى كبار القاده ، حتى هيلدا لا تملك فكرةً عن الموضوع .

خرجت هيلدا من غرفة الإجتماع تشعر بالصداع من كثرة ثرثرة القادة خلفها ونقاشهم الحاد .. فأغلقت الباب وتعلّق نظرها بثيّو الذي رأت لأول مره علامات الحزن في وجهه .

فاقتربت منه تمسك كتفه قائله بإستغراب وهي تميل برأسها نحوه

" من سرقَ إبتسامتك ؟ "

فنظر اليها وقال بهدوء

" أخي "

واستدار مبتعداً يتنهد .. لم تفهم هيلدا شيئاً فقررت تجاهل الأمر تكمل مشيها مبتعده ، لترى من بعيد ثلاثةٌ من الجنود المتدربين يتناوبون على ضرب تيموثي الذي كان تلوى على الارض متألماً .

ركضت تريد نجدته ليتدخل ثيّو الذي أتى من المجهول يلكم احدهم ويسقطون معاً أرضاً يتشاجرون بينما الآخران أجبرا تيموثي على النهوض يتأبطانِ ذراعيه بقسوه بينما كان بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه يراقب ذلك الجندي يوسعُ ثيّو ضرباً ويُجبر على رؤيته ..

شهقت وهي تضع يديها على فمها خائفه .. وحين تشجعت للتقدم إستوقفها صوته الخشن من خلفها حين قال بثقه وهو يعقد ذراعيه نحو صدره

" لا زِلتِ عاطفية بشكلٍ مبالغ فيه يا هيلدا .. دعي الرجال يتقاتلون .. بهذا سيصبحون أقوى .. حمايتك لتيموثي لم تعد مرغوبه بعد الآن "

التفتت لتجد المتحدث هو هاري الذي كان يراقبهم يتقاتلون .. فقالت على عجل وهي تمسك بذراعه

" إذهب وساعدهما ! إِنَّهُ قتال غير عادل ! "

ضحك وهو يبعد يدها عنه قائلاً

" كم أنتِ ساذجه ، لديّ أمورٌ أكبر من شجار أطفال "

وأستدار مبتعداً .. تاركاً هيلدا غاضبه تراقب رحيله .. وبينما كان احد الجنود المتدربين يلكم بطن ثيّو المستلقي أرضاً امام صديقه تيموثي الذي يصرخ مطالباً أن يتوقف عن ضربه ..

تفاجئ المتدرب بضربةٍ على رأسه أسقطته أرضاً وإذ بهيلدا تترك العصا الخشبيه تهرع نحو ثيّو بقلق تركع أمامه وهي تتفحصُّ جرح جبينه الذي ينزف

فأسقط احد الجنديين تيموثي وتوجَّه نحو هيلدا بعد ان التقط العصا غاضباً بسبب ما فعلته بزميله ، وحين كاد ان يضربها تفاجئ بيدٍ قويه أمسكت بالعصا قبل ان تصل لهيلدا التي ما إن رفعت رأسها لترى هاري يبتسم في وجه المتدرب قائلاً بمزاح ساخر

" لم نتفق على هذا ، لم أتدخل في البداية لأنه كان مجرد عراكَ حمقى متدربين .. ولكنني لن أسمح للأمر أن يصل الى إيذاء إمرأه "

فوصل براد وينستون وخلفه الجنرال كيڤين والقائد ويليام يحملقون باستغراب لما يحصل أمامهم ..

فمشى براد بخطى متسارعة ليركل بقدمه صدر الجندي الممسك بالعصا يسقطه أرضاً على مؤخرته بجانب زميله النائم بسبب ضربة هيلدا العنيفه ..

ليصرخ براد قائلاً فور إخفاء هاري يده خلف ظهره وإجباره لهيلدا على النهوض ممسكاً معصمها بيده الأخرى لتقف بجانبه  .

" نحن في خضم حرب أيها الجنود المتدربين المثيرين للشفقه !! ألمانيا تترقب لغزونا وها أنتم هنا لا زلتم تملكون وقتاً للتنمر على من هم اصغر وأقل خبرةً منكم "

فتوجه نحو تيموثي الذي كان يمسك جنبه متألماً ، ورفع يده يفاجئه بصفعه ادهشت الجميع ووجه تيموثي كان مصدوم .. فقال له بزمجره معاتباً

" الخوف من العدو ، أسوء من الحرب نفسها .. متى تنوي قمع خوفكَ هذا وتبدأ بالمقاومه ؟! "

فقال تيموثي بغيظ ممتزج بإستياء عظيم وهو ينظر بجرأة بعينا قائده

" الحرب سوف تنتهي في حال عاد الموتى ، في نهاية المطاف أنتم تدربوننا كي ترسلوننا الى الموت و تنهوا هذه الحرب الضاريه !! ما فائدة المقاومه إن كانت نهايتي الموت ؟!  "

فتمسّك القائد براد بقميص تيموثي مغتاظاً يقول

" الحرب لا تحدد من المحق .. أنت لم تعد في جامعتك وانا لستُ استاذاً يجب أن يعلمك خصال الحرب الحسنه لأنها لا تملك ! سأعلمك فقط شيئاً واحداً وهو ان الحرب تحدد من يبقى .. كن قوياً لتبقى حيّاً .. ولا تسمح لضعفاء الشخصيه أن يتنمروا عليك ! "

فتردد تيموثي حين قال كلماته الخافتة

" أنا أعتذر .. لن أُغضِبكَ ثانيةً ، وسأدافع عن صديقي وعن نفسي في المرة القادمة "

تجاهله القائد براد منزعجاً ونظر الى الآخرين بعد استيقاظ ذلك الجندي الذي ينظر حوله باستغراب لا يتذكر لما هو نائمٌ في العراء .

وضع القائد براد يديه على خصريه آمراً

" سوف تركضون ٥٠ مره حول الحدود لربما سيحالف الألمان الحظ ويردوكم بالرصاص لنرتاح منكم , بالإضافة الى أنكم لن تأكلوا طعام العشاء هذه الليلة  "

أراد هاري التراجع ممسكاً بذراع هيلدا يسحبها خلفه ليستوقفه القائد براد قائلاً

" هاري ريدج ، أنتَ لستَ مستثنى منهم .. فقد وقفت متفرجاً مستمتعاً ولَم تمنع شجار زملائك .. عد الى هنا الآن "

فتنهد متضجراً ليعود أدراجه يقف بجانب ثيّو يرمقه بغيظ بينما ثيّو يتحاشى نظرات اللوم التي يوجهها له .. فحاولت هيلدا الفرار بجلدها لو لم يستوقفها براد بصوتٍ عالي

" عزيزتي هيلدا ! .. لقد كانت ضربة الرأس بالعصا الخشببيه خاصتك مثاليه .. سوف أُكافئكِ بتنظيف غُرَفِ نوم المعسكرات والمهاجع جميعها ، بالإضافة الى إعداد طعام العشاء وحدك "

فالتفتت تحكم على قبضتها تكبت غيظها .. فابتسم الجنرال ليقول براد وعلى وجهه غطرسه مستفزه

" لا داعي لشكري .. فهذا واجبي كوني قائدكم وعلي تربيتكم بدلاً من أهاليكم "

لتقف هيلدا بجانب الجنود الثلاث كريس ومايلو جون بالأضافة الى ثيّو وتيموثي وهاري ، وهي تشعر بالخزي وسط ضحكات الممرضات اللواتي كن مختبئات يراقبن ما يحصل . .

فاستدار الجنرال كيڤين حين سمع أصوات ضحكاتهن وكان واضعاً ذراعيه خلف ظهره .. ليبتسم ابتسامةً جانبيه ويتسلل متوجهاً نحوهن ، وما إن رأينه ليضطربن يحاولن الهروب لو لم يستوقفهن قائلاً بفضول

" أنا أيضاً استمتع بالعرض .. ولكن لدي بعض الأسئله لكُنّ .. هل القائد براد مقرّب لثنائي الحرب العاشقان ؟ "

فاقتربت الممرضه كريستا قائله بحماس

" إِنَّهُ طليق أخت الممرضه هيلدا .. وقائد قد درَّب هاري قبل سنه من اختفاءه ، ولكن لمَ يشعر جنرال أمريكي بالفضول حول شؤون القائد العائلية ؟ هل يعقل انك تنوي اختطاف هيلدا لتهديده ؟ .. "

فقالت ويندي بحماس وهي تدفع كريستا بعيداً قائله بابتسامه مثيره

" إختطفني معها أرجوك "

فضحك وهو يحكُّ جسر أنفه ليلقي تحيته العسكريه بإستغراب وينسحب عائداً الى مكانه ..

تلبّدتِ السماء بِزُرقةٍ مُعتِمه وداعبت نسمات الهواء وجنتي هيلدا التي كانت تقف في العراء تقطف الخُصره لتعد العشاء ..

واستحلّت قشعريرةٌ لذيذه أنحاء أجساد الجنود المعاقبين الذين لا زالوا يركضون هراء الصدور حول المعسكر وسط مراقبة الممرضات لهنّ متأملات قوة عضلاتهم .

اما الجنود الآخرين فقد كانوا يتساومون بينهم من يسقط أولاً ويتعب .

رغم ان هاري وثيّو كانا بالمقدمة ولكن التعب والإرهاق ينال منهما .. ورغم التعب قام هاري بدفع ثيّو بعيداً وقام ثيّو بفعل نفس الشيء وحينما كادا أن يتشاجران ظهر تيموثي بينهما يقطع حبل الشجار الصامت بينهما الخفي .

قائلاً بصوتٍ متقطع

" هل تتوقعون أن هيلدا إنتهت من التنظيف ؟ "

ليدفعاه بنفس الوقت نحو بعضهما وهما يرمقان بعضهما يغيظ  وأصبح تيموثي ضحيةً مسكينه بين وحشين .

جلس القائد براد على مقعدٍ ما يراقب ركضهم حتى غطّ بالنوم

بينما كان الجنرال يقف قربه عاقداً ذراعيه .. فقال له مقترحاً

" ما رأيك أن تقبل بمدرب جديد لهم ؟ .. "

فالتفت نحوه براد قائلاً باستغراب

" من تقترح ؟ "

ليشير بيده نحو نفسه مبتسماً يقول

" أنا "

لينهض براد مبتعداً تاركاً كيڤين متحنطاً وحده , فوجدَ هيلدا تعاني بحمل قِدرٍ مليء بالماء الساخن فتوجّه نحوها ويحمل القِدرَ بدلاً عنها يبتسم قائلاً

" لا مشكله في طلب المساعده من الجنود ، تعلمين هذا صحيح ؟ "

تنهدت ومن ثم نفخت على أناملها تخفف الالم الذي نجم عن حرارة القدر ثم ابتسمت له بتصنع قائله

" شكراً .. أكمل العمل بدلاً مني إذاً "

وذهبت تاركةً الجنرال وحده ماسكاً القدر الساخن الذي انزله من شدة حرارته .. ليتفاجئ بهيلدا تعود ومعها سلةٌ مليئة بالملابس تقول

" ضع الملابس في القدر وابدأ بالغسيل "

ثم ألقت عليه التحية العسكريه وسط دهشته لتتركه مبتعده .. بعد أن انتهى الجنرال من غسل الملابس شاكراً الله ان لا أحداً قد رَآه عاد الى غرفة نومه واستسلم للنوم .. اما هيلدا فقد إنتهت من إعداد الطعام وقامت بتجهيز ٦ صحونٍ مليئة بالأرز واللحم .. فذهبت بعد ان تأكدت ان لا أحداً يراقبها

وحين وصلت تفاجئت بهم يتشاجرون مجدداً ، هاري يجلس فوق ثيّو يصرخ بوجهه قائلاً

"لقد تسبّب حبُّ أخيكَ الأناني لك بهذا العذاب الذي سقط علي ! كل ما مررتُ به من آلام كان بفضل حبِّ أخاك لك ! "

كان تيموثي يحاول الإصلاح بينهما لكن هاري دفعه بعيداً وهو يمسك بياقة ثيّو بعنف بكلتا يديه يقول بصوتٍ غاضب ولكن الحزن داعب نبرة صوته

" لقد عاملوني الألمان كفأرِ تجارب ، لقد كنتُ أنتظر أن تنجدوني من مصيري .. لكنكم بنيتم لي قبراً .. لقد جعلتم مني جندياً ميّت "

فردّ عليه ثيّو بصوتٍ مرتعش يصرخ مستاءً وعيناه غارقه بالدموع

" أنا آسفٌ !  .. وأستحق ضربكَ لي .. ولكنني لن أشتكي .. لديك كامل الحق بأن توسعني ضرباً " 

رفع هاري قبضته ليغمض ثيّو عيناه متأهباً للكمه ، ولكن  هاري خفض يده ونهض بترنّحٍ من فوق ثيّو الذي فتحَ عينيه بإستغراب ..

فلمَحَ دموعٌ سقطت من عينا هاري الذي سرعان ما أدار ظهره قائلاً بسخريه

" ضربي لَكَ .. لن يعيد مجدي وكرامتي اللذان سرقوها مني الغُزَاة .. شجاري وغضبي الحزين ضدك وضد أخاك لن يحقق لي مبتغاي حالياً .."

فمسح دموعه وأستدار نحو الجميع يقول لهم بجديه

" ‏ولكن هذا لا يعني أنني لن أنتقم .. ففي الحرب كما في الحب ، لكي ينتهي الأمر لابد من مقابلة مباشرة .. ‬⁩سوف أواجهك انت وأخاك يوماً ما وأنهي هذا الخلاف .. سوف أنتقم فقط حينها "

كان ثيّو يضم وجهه صامتاً وهو مستلقٍ على الأرض .. وتيموثي كان يتنفس بتسارع متعباً هو الآخر .. أما المتدربين الثلاثه كانوا صامتين لسبب غريب .. ربما بسبب الجو المشحون بين هاري وثيّو ، فتعمدت هيلدا التدخل ومعها أطباق العشاء قائله بإبتسامةٍ مشرقه تحاول قدر المستطاع عدم توضيح معالم الحزن على اسارير وجهها

" مرحباً ايها المشاغبين ، لقد قمتُ بتهريب طعامِ العشاء لكم ! .. "

وفوراً إلتقط هاري قميصه ومشى مبتعداً تاركاً الجميع بإستثناء ثيّو يحدقون بظلّه وهو يختفي .. فقد كان ثيّو يضم وجهه ولا زال مستلقياً على الأرض الترابية ..

تقدم المتدربين الثلاثه وأخذ كلٌّ منهم صحنه .. ليبتسم تيموثي لهيلدا وهو يأخذ صحنه وصحن ثيّو قائلاً بصوتٍ منخفض

" شكراً لكِ هيلدا .. "

ولاحظ انها لا زالت تحدق بسرابِ هاري وملامح وجهها ذابله من شدة الحزن فقال

" إلحقي بِه .. منذُ أن إستيقظ من غيبوبته لم يأكل شيئاً .. "

فالتفتت نحو ثيّو وقالت لتيموثي وهي تراقبه

" كُنْ بجانب صديقك ، سوف أذهب "

ليومئ لها وتبتعد لتتبعَ هاري الذي لا تعلم الى حين هرب فور مجيئها ، شعرت وكأنه اصبح يتحاشى لقاءها ويُجبِرُ نفسه على الحديث معها والنظر اليها ..

فهي مدركه بأنه تغيّر بسبب ما حصل له في ذلك المشفى الغامض .. وتنتظر أن يخبرها المزيد عمّا حصل معه علّها تكون قادره على مساعدته ..

رغم انها لا زالت تعيش صدمة عودته من الموت وقوله أنه طوال الوقت الذي كان الجميع يظنّه ميتاً كان بين أربع جدران يُعامل معاملة الحيوانات دون رحمه ..

كيف عاش هناك وكيف هرب ولمَ سرقوا كليته ، وماذا فعلوا به .. وكيف آذوا جسده المحترق ..

تريد معرفة تلك الأجوبه ..

ولكن كيف لها هذا وهاري نفسه لا ينظر اليها مثلُ قبل . . يعاملها معاملة الغريبه ؟ رغم انها زوجته !

اثناء تفكيرها بهذا كله سمعت صوتاً بين الأشجار أرعبها وكادت تُسقِطُ الطعام من بين يديها ..

‏كانت النجوم تملأ سماء تلك الليلة الهادئة، لم يقلل حفيف الأشجار من هدوء تلك الليلة بل على العكس، كان سبباً في نشر الذعر في أوصالِ هيلدا التي أغمضت عينيها تتنفس بشكلٍ متسارع من شدة الخوف والظلام الحالك الذي أحاط المكان ..

فنادت هاري بصوتٍ متزعزع

" هاري ... هل أنت هُنَا ؟ .. هارولد ؟ .. أنا أخافُ الظلام .. أرجوكَ إظهَر أمامي "

سَمِعتْ مواء قطها بيلي .. قريبٌ من المكان .. أسرعت بخطواتها تبتسم بأريحيه فاستوقفها صوتٌ شجي من آلةِ الهارمونيكا التي لطالما كانت أنيسةُ الوِحدة ..

تبِعت الصوت تمشي بخطى خفيفه وهي تدخل الغابه تبعد الأوراق المترنحة أمامها فانسدلت خصلات شعرها الأصهب تترنح في الهواء بسبب النسيم البارد الذي داعب وجهها السَمِح ..

حتى وجدت نفسها تقف امام هاري الذي كان يجلس وحيداً امامَ تلك البحيرةٍ الزرقاء التي صادفتها هيلدا حين أتت الى المعسكر أول مره . . وبيلي بين احضانه يلعق يده ..

كان عاري الصدر وبين يديه آلةُ الهارمونيكا ينفخ عليها بفمه مصدرةً موسيقى مليئة بالوحده والبؤس ..

كان هاري يجسِّد مشاعر كل جندي مغترِب و مكسور القلب واللذين يشاركونه بنفس أمنية توقّف الحرب التي تسحبهم للهاويه واحداً تلوى الآخر .. بآلته الموسيقية بدى وكأنه يشكوا أحزانه لمحبوبته التي كانت تختبئ خلف الشجره تستمع له ..

يمسك تلك الآلة الباذخه بين يديه ضد فمه وينفخ فيها موسيقاه ..

فتوقف فجأةً عن العزف ينظر للفراغ الدامس .. بصمتٍ يفكر .. فتعجبت من صمته الذي اعتصر قلبها لسببٍ ما .. ربما لأنها لمحت يأسه من العالم من خلال عينيه الذابلتين .. تلك العينان الحزينه قاست ما لم يقاسيه أحد ..

فقال بصوتٍ رجولي فاجئها

‏" الهارمونيكا آلة باذخه وغيوره لاتحتمل غيرها في لحظة العزف ، مثل معشوقتي ، يجب أن لاتُأخذ بيد واحده ولكن بكل الحواس .. مثل هيلدا تماماً "

إرتعش جسدها وابتلعت ريقها بإرتباك .. ليس فقط بسبب أنه إكتشف مراقبتها له .. بل لأنها لم تعتد على كلماتٍ رومانسية عميقه منه .. رغم أنه أيضاً كان يمتدحها ولكن حتى كلماته العاطفيه بدت تصرخ ..

فخبّئت نفسها خلف الشجره تبحث بكل طفوليه عن ذريعه .. فتكلم هاري مجدداً وهو يعيد آلته الموسيقية لجيبه .. لينهض القط بيلي من على حضنه ويقترب من البحيره يشرب منها ..

" ما الخطب ؟ ، ألم يكن أنتِ من كان يشتكي لكوني لا أغازلكِ كثيراً ؟ لمَ رُبِطَ لسانكِ الآن ؟ "

لم تخرج هيلدا من خلف الشجره .. فقد كانت تضع رأسها عليها .. وما كان على هاري سوى النهوض والخطوِ نحوها .. فأغمضت عينيها بتوتر حين شعرت بخطواته نحوها ، فوقف امامها ولَم يفصل بينهما سوى تلك الشجره التي تُراقص أوراقها الخضراء ..

فإتكئ هاري برأسه كذلك على الشجره وأغمض عينيه هامساً بصوتٍ خافت بعد تنهيدةٍ عميقه خرجت مع انفاسه .

"  أوه يا هيلدا .. أخرجي ولا تعذبي بي "

فامتدت يده ليضم يدها ويسحبها من خلف الشجرة فرفعت عيناها الخضراواين نحوه تُحدّق بالحروق التي تغطي جسده ..

ليرفع يده نحوها ويغمض عينا زوجته اليافعه بأنامله قائلاً بإستياء

" جسدي قبيح .. لا تنظري إليه ، أريدكِ فقط أن تعانقيه دون النظر اليه .. لأنني إنهلَكْتُ شوقاً إليكِ .. فالحرب تستمرُّ بإبعادي عنكِ .. ولن ترحم حُبّي لكِ لذا سيكون إنفصالنا هنا  .. لا تبكي .. فقط أغمضي عيناكِ وعانقيني للمرةِ الأخيرة "

_____

- مساحه لله 💕💕

- مقطع مفضّل بالفصل ؟ 👌🏼❤️

- جمله مفضله بالفصل ؟ 💕☹️

- مقطع يقهر ويحزن بالفصل ؟

- وش رأيكم بتصرفات هاري ؟ ماذا يريد أن يوصِل لهيلدا وماذا قصد بالإنتقام وهل كان يعني ما قال  ؟

- وماذا عن المهمه التي يخافها القادة ؟ التي طالب فيها هاري بجيشٍ ليقتحم ذلك المشفى ؟ هل تظنونها ستنجح أم ستخلّف فقط ضحايا ؟ 👌🏼👌🏼

- وش رأيكم بالرواية حتى الآن ؟ أوقِّف كتابتها ؟ وإلا استمر ؟ 😕

ولا تنسون التصويت والتعليق ومع السلامه ✋🏻💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro