Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

|١٢| جنديُّ ظلال الموت


كانت أنفاس هاري ثقيله وكانت تأخذ منه مجهود كثير .. ولكنه تحدّث بصوتٍ يرتجف من شدة برودة الجو وهو يضمّ هيلدا نحوهُ أكثر .. حينها ابتعد جنود السريه الحربية يتنحنحون بحرج متوجهين نحو القادة براد وً ويليام ويلقون التحية .

‏" أشعرُ .. وكأنني حملتُ الأرض على كتفي وسرت في نفقٍ مظلِم "

ربتت على ظهره بلطفٍ تقول وهي تشعر به يرتجف بين ذراعيها

" هاري ريدج لا يميل .. لا ينحني .. ولا يهزم .. حتى لو أضطرّ الى حمل الأرض على كتفه .. "

ابتعدت عنه وهي تضم وجنتيه تبتسم بدفء شديد يعلوا عيناها العميقة تهمس وهي تتأمل عيناه المتعبه

" انت لم تنحني سابقاً لذا لا تنحني الان .. إياك . لديكَ هدف لتناضل لأجله يا عزيزي .. حتى لو كان ذلك إنتقاماً يرضي قلبك .. ما دام احد أسباب تماسكك وعدم ميلانك وانهزامك .. تمسك بإنتقامك ."

تساقطت الدموع من عينيه الداكنتين بسبب الحزن ربما ترسم خطاً على طول وجنتيه ، ارتجف ذقنه وهو يهمس

" هيلدا ، هذا اليوم جعلني أدرك شيئاً غفلت عنه "

إقترب منها يهمس بأذنها بخوف ورأسه متكئ على كتفها

" أدركت بأنني أملك شيئاً في داخلي .. سيغير مصير هذه الحرب .. وبأنني اضعف من ان انتقم لنفسي او ان احبكِـ ، ولا املك حتى الحق بالرغبة بالعيش لأن جنديُّ ظلالِ الموت يقفُ خلفي  " 

لم تفهم هيلدا أول وأخر كلمات قد قالها ، فألصق جبينه على جبينها يبتسم بشحوب بينما أنامله تلامس خدها يقول

" أنتِ مدركةٌ بما اعاني يا صغيرتي .. ولكن لا ذنب لي بما حصل .. ربما اصبحتُ أراه لأن الموت اقترب مني او ربما لأن الألم كان اكبر مما أستطيع تحمله "

سرعان ما اقترب ثيو وتيموثي  يحاولان مساعدته على النهوض ، ولكن هاري قد نفض ذراعه يرمي ثيو ببرود ، فاقترب القناص سميث حين لاحظ نظرات هاري الحاقدة تجاه صديقه ، وأمسك بذراع هاري يساعده على الوقوف تاركاً هيلدا تجلس امام الشجره تحدق بدماء هاري التي غمرت  الثلج ، مصدومه مما قد قاله هاري للتو .

كان ثيو عابس الوجه ، يقف صامتا مجروح يحدق بالفراغ ، فالتفت نحو هيلدا ووجدها هائمة بالتفكير تحدق في الشجره ، فانحنى نحوها يقول مازحاً وهو يضم وجنتيه بكلتا يديه

" هل هناك تخاطر بينك وبين الشجره ؟ بماذا تحدثتِ معها ؟ "

أدارت وجهها نحوه تقول مبتسمه

" انها تشكوا لي  ، بأنها تعبت من الوقوف طوال حياتها "

ضحك وهو يمسك بيدها يساعدها على النهوض قائلاً

" لنذهب ، قبل ان تُجَنّي بالكامل "

حين مشت هيلدا برفقة ثيو لمحت يد ًإيميلي من تحت الغطاء وعلمت بأنها ممرضه بالنظر الى ملابسها . لذا شعرت بالرعب يسري في جسدها لتتشبث بذراع ثيو مذعوره وهي تعيد خصلات شعرها الحمراء خلف أذنها .  .  و اثناء عودتهم الى الطائره

تقدم مارك من جانب هيلدا وقال متعجبا من جمال عينيها ونحالة خصرها  ولون شعرها الأصهب الذي يناقض بياض الثلج المحيط بها اثناء ركوبها الطائره

" لم اعلم بوجود إمرأه يافعه و جميله وسط جنود نتني الرائحة "

ثم قام بالتصفير لها يقول وسط تملل جوشوا من تصرفه الوقح

" آنستي الممرضة ، هل أستطيع تقبيل وجنتكِ القطنيه حتى اشحن نفسي للمعارك العنيفة ؟ "

كلماته اثارت الغيظ في أعماقها لذا تركت ذراع ثيو وانقضت عليه تجر ياقة قميصه حتى دنى نحو طولها مصدوماً من جرأتها وسط ضحكات توم المستمتع بما يراه من سخريه تحصل لمارك

" سيدي الجندي ، هل أستطيع ركل ما بين فخذيك كي يكون درساً قاسياً يعلمك  كيف تتصرف أو تتحدث بلباقه مع إمرأه ؟ "

صمت مارك يحملق فيها بذهول وكأنما أبتلع القط لسانه لتتبسم هيلدا بتصنع قائله بينما تركت ياقته وهي تنفض الثلج عن كتفيه العريضين بيديها الرقيقتين

" كلانا لا يرغب بما سألنا بعضنا عنه ، قاتل ببساله وابحث لك عن إمرأه تقبل بشخص همجي متعجرف مثلك  "

سرعان ما سحبها ثيو نحوه يضحك بتوتر قائلاً  للثلاثي المهيبين بينما كان ممسكاً بيدها

" أعذروا حماقتها فهي لا تتردد في تلقين المغترين بأنفسهم درساً "

وهرب برفقة هيلدا يحاول كبت ضحكته  تاركان مارك يقف متصلبا مكانه يشير الى نفسه بصدمه

" همجي ؟ متعجرف ؟ مغتر بنفسه ؟؟ "

ليخرا جوشوا و توم بالضحك المتواصل خلفه وهما يتمسكان بأكتف بعضهما كي لا يسقطا من فرط الضحك

ولكن سرعان ما ضحك هو الاخر لتبرز غمازةٌ مباغته وسط وجنته وهو يخفض رأسه بحرج وخجل يهمس

" إمرأه تهينني وهي تبتسم بسخرية وبشكلٍ يفتن القلب دون يرف لها جفن خوف ، يا الهي إنها نوعي المفضل "


اعاد الثلاثي ذوي السريه الحربيه الاتصال بمقرهم بعدما اخبروا قائدهم بنجاح عملية إنقاذ هاري ريدج ، فخرج صوته من الهاتف  اللاسلكي حينما كان مارك يهاتفه

"  فالتكونوا حُماة  الطبيب هاري ريدج .. مهمتكم الجديده هي الموت معه والعيش معه ! "

استغرب أفراد السريه الثلاثه عن سبب الامر الذي ألقاه عليهم قائدهم ولكنهم انصاعوا له رغم حيرتهم ولم يسألوا عن الأسباب 

حين وصلوا الى السريه البحريه كان هاري محمولاً على نقاله وغارقاْ بالنوم بسبب التعب الشديد ، بينما جميع المتدربين ينظرون اليه بفخر وهم يلقون التحية وسط استغراب براد ويليام وكذلك هيلدا التي لم تفهم سبب فعلتهم ، حتى اخبرها ثيو فخورا بما فعل هاري

" لقد كسب هاري احترامهم دون قصد منه ، سبب وجودهم على قيد الحياه هي بسالة هاري "

عقد اجتماع مع كافة المتدربين وفهموا بان الجندي سيباستيان له علاقة بهاري ريدج والمشفى ، كما انهم عرفوا بشجاعة هاري حين أنقذ ذلك المتدرب من الموت ، وانتظروا ريثما تنتهي عمليته كي يستجوبوه وايضاً كي يمتدحوه على ما فعل ويكرموه ، ولكن صراخ هاري كان مسموعا طوال العملية ، كان السائل المخدر ناقصا في السريه البحريه ، وما كان على الطبيب سوى ان يجري عملية اثناء وجود هاري نصف واعيا ، هرعت هيلدا نحو الخيمه وكادت تدخل لو لم تمنعها كريستا التي قالت بضيق

" اهدئي ، هناك شخص ما تعمد سرقة المخدر والمحلول الملحي "

" كيف لي ان اهدئ يا كريستا وانا اسمع صراخه ؟ يا الهي هذا كثير علي "

التفتت وهي تمسك قلبها بضيق وإذ بها ترى براد يتقدم نحوها بهدوء ، فقال متجاهلا الصراخ الذي يقبع من الخيمه

" اريد ان أتحدث معكما بانفراد "

حين أصبحوا لوحدهم تحدث براد بعد صمت مريب وهو يمسك بكتفي هيلدا وكريستا برقه

" لقد طلبوا مني إعطاءكما مهمه صعبه ، لم استطع الرفض ، ولكنني لا أستطيع مرافقتكما "

" م-مهمه ؟ ما هي ؟ "

شعر بنبرة الخوف في صوت هيلدا لذا عانقهما بلطف وهو يربت على ظهريهما محاولا التصرف بهدوء مخفيا قلقه

" يجب ان تذهبا الى مستوصف القريه الألمانية القريبه من الحدود بصفتكما ممرضتين مأسورات لصالحهم ، حتى لا يكتشفوا أمركما ، وقومي بسرقة حقنات مخدر ومحلول ملحي لجنودنا ،سيكون جندي مسلح متخفي كسائق شاحنة برفقتك والممرضة كريستا .. "

" انا وجوشوا سنرافقها .. لن يستطيع احد إيذائها برفقتنا "

التفت براد نحو المتحدث وإذ به الجندي مارك الذي لوح لهيلدا بيده مبتسماً.  رفع براد حاجبه قائلاً بجديه

" أليست مهمتكم حماية هاري ريدج ؟ "

لم يعجب مارك تصرف براد المتعجرف ، ومشكلة ستبدأ لان متعجرفان قد تقابلا ، وقبل ان يقلل احترامه حين قال

" وهل احتضان امرأتين جميلتين هي مهمت- "

ليتدخل جوشوا ذو التصرف الهادئ متحدثاً وهو يلقي التحية باحترام مزحزحاً  مارك المنزعج خلفه

" سيدي ، الا يحتاج هاري ريدج وجنودنا تلك الأدوية ؟ حتى لو كانت سريتينا مختلفه ، ولكن وطننا واحد "

ابتسم براد برضى من جواب جوشوا وقابله بالتحية العسكرية يقول

" إنهما كإبنتاي ، أعيداهما لنا سليمتان "

اقتربت هيلدا وهي تضم يداها معاً مبتسمةً في وجه جوشوا قائله

" شكراً أيها الجندي .. نحن أمانتكما "

ثم التفتت نحو كريستا المختبئه خلف القائد براد بتوتر وقالت لها بإستغراب

" مالخطب كريستا ؟ "

أشارت كريستا نحو جوشوا بإصبع السبابه وهي تعيد خصلة شعرها الاشقر خلف اذنها تقول بخوف

" نحن جميلتان ولا نجيد الدفاع عن أنفسنا ، هل علينا الذهاب مع جنود غرباء ؟ لما لا يرافقنا جندي نعرفه حق معرفه ؟ كثيّو أو تيموثي مثلاً ؟ "

نفث جوشوا بسخريه من اتهامها المتخفي خلف جمالها الأخاذ وقال بجديه منزعجاً

" أعلم بأنكما جميلتان ولكن هذا لا يعني بأن عليكمأ أن تتخذا موقفاً مني أنا وصديقي ، فنحن جنودٌ حُماة ولا نستغل قوتنا في إيذاء نساء ضعيفات .. هذا ليس من شيمنا .. خوفكِ منا يعدُّ إهانه لنا أيتها الآنسه كريستا " 

أجبر القائد يراد كريستا على الوقوف امام الجنديان ممسكاً بكتفيها من الخلف قائلاً بإبتسامه دافئه وبصوتٍ مطمئن

" لا تخافي يا كريستا ، إنهما مصدر ثقة قائد الحربيه العظيم .. واصبحا اليوم مصدر ثقتي كذلك "

فأضاف مارك ساخراً

" أما أنا فلا أثق بك .. هل انت منحرف محبّ للنساء الصغيرات ايها القائد براد ؟ "

نفذ صبر هيلدا من تلك الاهانه التي لم يستحقها براد برأيها لتسحب سلاح براد من خصره وتضعه في رأس مارك الذي لم يتوقع هذه الحركه تقول بغيظ

" فالتعتذر من قائدي حالاً أيها الجندي مارك ! هذا الرجل هو من ربّاني كابنته .. ويعامل الفتيات في المخيم كبناتهِ تماماً "

بزغت ابتسامه على شفتيه وقال بثقه وهو يخفض سلاح هيلدا ممسكاً بمعصمها بين اصابع يده بينما كان ينظر الى براد الذي يرمقه ببرود

" انا اسف ايها القائد براد ، كما انني استرجع سؤالي الأحمق "

ثم التحمت زرقاوتيه بخضراوتيها يحدق بالغضب المتأجج فيهما يقول

" لقد ربيت إمرأه صلبه ايها القائد  ، لا اظن انها تحتاج حمايتنا ، لدي شعور يخبرني بأنها مكافحه "

خرج الجنرال كيڤين من خيمته بتملل وإذ به يرى مارك ممسكاً بمعصم هيلدا التي تظهر تعابير منزعجه ، فاقترب منهم بخطى متسارعه ودفع صدر مارك بصدره يرمقه بغضب ، فتنهد براد بتضجر يقول وهو يتجه نحو الرجلين الذان يكادان يفترسان بعضهما

" هذا ما يزعجني بجمال هيلدا .. يجعل الرجال يلتهمون بعضهم لأجله "

ما إن خرج الطبيب من خيمة هاري لتترك هيلدا الرجلان يحملقان ببعض بغيظ وتوجهت نحو براد وسلمته سلاحه تقول

" لا تحقد على الجندي مارك ، صحيح انه يملك لساناً حاداً ولكن من الواضح انه فتى طيب "

لتركض نحو الطبيب بقلق بينما كانت كريستا تحدق بجوشوا بإهتمام مستغربه من هدوءه حيث انه اشعل سيجارته يدخن بينما كان براد يفرق بين كيڤين ومارك .

" كيف هي حالة هاري ؟ هل اخرجتَ الرصاصه ؟ "

زفر الطبيب بضيق ونظر اليها بحزن يقول

" إنها عالقه في جسده .. لقد اوقفت العمليه لأنه لم يحتمل الألم .. لقد ارتفعت حرارته وانخفض ضغطه لهذا اوقفت العمليه حتى نكون قادرين على استلام المحاليل وادوية التخدير ..  "

" الليله .. ستكمل العمليه .. وسأزودك بكل ماتريد .  "

" كيف ؟ "

" بشتى الطرق "

اثناء دخولها توجه براد نحو خيمة ويليام ولم يجده وحينما التفت ينوي الخروج وجده امامه فقال له بعتاب

" انت تعلم باننا مجبورين على التخلص منه ، انه عقبه امامنا ، كما انه مجنون ايضاً ، ستعاقب يا ويليام على ما فعلت لتخفي الحقيقه ، ولكن سيؤجل حكمك وصدقني بأن شارتك ستسحب ، ولكننا بحاجتك الان  ،  الحرب لا زالت قائمه "

كان ويليام يفيض غضباً شديداً وتحدث بعصبيه حين خرج عن طوره

" كيف تتوقع مني ان اوافق على قتل احد جنودي الصغار ؟! كيف لكم ان تقرروا شيئاً متوحشاً كهذا ؟! ألم يخدم الوطن كما يجب ؟! الم يحصل كل هذا له لانه قرر التطوع ؟! لقد ترك هيلدا خلفه ووقف في صفوف القتال ، هاري لم يفترض ان تكون هذه نهايته ! "

" انت تعلم بانني اشاطرك الرأي نفسه يا ويليام ، ولكن القاده الاخرين متزمتين بهذا الخصوص ، لقد اخبروا المقر الرئيسي بشأن جنون هاري ريدج ، وارسلوا امراً بقتله فوراً  .. لقد أرسلوا لنا حقنة الموت الرحيم  . . ستصل الليله .. "

" وحوش ، هذا الفتى عانى ولا زال يعاني ، انه لا يستحق ما يحصل له .. هذا كثيرٌ عليه "

اغرورقت عينا ويليام بالدموع واتكئ على الجدار يبكي بصمت وبحلته العسكريه .. امام براد الذي خفض رأسه بحزن وهمس

" انا مدين لهذا الفتى ، لقد كنت اسباب معاناته ، لهذا يحقد علي وعلى صديقه ، وهيلدا لن تحتمل خسارته .. أنا قلق عليها ..   "

" لقد سمعتك للتو تطلب منها الذهاب لأخذ محاليل ملحية  وادوية مخدره.. مالأمر ؟ "

" نحن نحتاج تلك الادوات.. كما انني لم أرِيد أن أجعلها تشهد موته .. لقد كان عذر لإبعادها ايضاً "

دخلت هيلدا الخيمه فوجدت هاري يئن من وطئة الألم .. لمست جبينه بباطن يدها وفعلاً كما قال الطبيب بأن حرارته مرتفعه ، جلست على المقعد امام سريره تضم يده بين يديها تهمس له وبشبح إبتسامه قالت

" هاري .. إصبر قليلاً بعد .. سوف أذهب واجلب لك المخدر من ذلك المستوصف الالماني .. ستنجوا يا عزيزي "

لتقبّل جبينه مغمضة العينين ولا زالت تشبك اصابعها البارده بأصابعه الدافئه وحين كادت ترحل تفاجئت بيده تتمسك بأناملها يهمس بصوتٍ ضعيف

" هيلدا  .. إياكِـ أن تذهبي  .. إبقي هنا .. إنـ- إنهم يحاولون التخلص مني . "

لم تسمع سوى الكلمات الاولى وحين اقتربت منه اكثر ليكرر ما قاله تقول بحنّيه
ة
" مالأمر يا حبيبي ؟ لا تخف .. سأعود سريعاً .. "

لتقبّل باطن يده فور دخول ويليام وبراد الذي تنحنح بحرج ، فتركت يد هاري تنهض امامهم .. وحينما حاول هاري إمساك يدها ليمنعها من الرحيل وتركه وسط الوحوش الذين يريدون التخلص منه لأن ورقة واحده كشفت جنونه

تقدم براد منها يقول بقلق متصنع وهو يسحبها بعيداً عن السرير

" يجب ان ترحلوا الان .. سيحل المساء قريباً .. ان الجميع ينتظر قدومك "

رفع هاري ذراعه المرتعشه ببطء نحو هيلدا والدموع تتدفق من عينيه المذعوره يهمس

" لا تتركيني "

سرعان ما توجه براد نحوه وهو يخفض ذراعه قائلاً بينما كانت هيلدا تدير ظهرها لهما

" سنبقى نحن برفقة هاري ريثما تعودين .. هيا يا هيلدا ، لا تضيعي الوقت فهاري يحتاج تلك المحاليل "

تنهدت بضيق والتفتت تلوح لهاري قائله برقّه

" سأعود سالِمه .. وكذلك أنت .."

وخرجت من الخيمه متخطيةً ويليام الذي حاول كبت دموعه ، فتقدم نحو هاري يضع يده على فمه هامساً وهو يبكي

" لم استطع منع قدر الموت من الإقتراب منكْ .. فالتغفر لي هاري ريدج "

ما إن ركع على ركبتيه أمام السرير لتتساقط الدموع من محاجر عينا براد الزرقاويه وسرعان ما مسحهما وهو يترك يد هاري ويركع بجانب ويليام قائلاً وهو يخفض رأسه بينما كان يرتدي قبعته العسكريه

" أنا اسف لأنني كنت انانياً و أمرتك بأن تشتت العدو كي ينجوا أخي  .. لطالما أردتُ قول هذا الإعتذار لكْ أيها الفتى .. ولكنني كنت اشعر بالخزي من نفسي الى درجة انني لم استطع قوله .. أنت تشبه أخي الصغير ليّو  شبهاً كثيراً لدرجة أن رؤيتي لوجهك تؤلم قلبي .. ربما كنتُ احاول كرهك كي أتناسى إدراك الشبه في الشخصيه والملامح والخصال السيئه والجيده التي تجمع بينكما  .. لم أستطيع حماية أخي .. ولا استطع فعل شيء لحمايتك .. رغم أن كلانا قائدا سريّات ولكننا نعجز عن كفّ الاذى عن جندي صغير .. فالتغفر لنا يا هاري "

مسح هاري دموعه وقال بصوتٍ أجش

" كيف سيكون موتي ؟ "

صمت كلا الرجلين وهما ينظران الى بعض حتى قرر براد التحدث

" بحقنة الموت الرحيم .. "

إرتبكت عيناه المتألمه رعباً ورهبه يقول وهو ينثر الحزن في قلبيهما

" هل .. هل ستؤلمني ؟ "

فأكمل براد وهو يضم قبضتيه معا يحاول كبت نفسه

" بسبب مزج حقنة الموت الرحيم بثلاثة محاليل كيماوية ستفقد وعيك بسبب محلول صوديوم البينتوثال و سيتوقف قلبك بسبب كلوريد البوتاسيوم .. وستتوقف عن التنفس بسبب محلول بروميد البانكورونيوم.. ستنام كأميرٍ وبسلامٍ ستموت ..  "

صرخ هاري حتى برزت عروق رقبته

" لقد سألتك .. هل ساتألم ؟!! "

شعر براد بضيق ولكنه رفع عيناه ووقف امام هاري يقول بعد زفير عميق

" ستعاني قبل أن ترقد بسلام .. لم ارغب ان أخدعك بهذا الشأن .. ستتألم بشكلٍ مبرح لدرجة ان عيناك ستكاد تسقط من محاجرها وستصرخ كل خلية في جسدك "

أغمض هاري عينيه يضم جبينه براحة يده وقال هامساً

" أخرجا من الخيمة ، لا اريد رؤية وجهيكما حتى مماتي القريب "

كان ثيّو مستمعاً طوال الى حديثهم خلف الخيمة وهو يعتصر قبضته حتى أبيضت .. وابتعد حين لاحظ خروجهما عابسان ، ورمقهما بحقد وغضب شديدين يقول

" جنودٌ بلا رحمه ، لن تتخلصوا من صديقي ولو على جثتي  "

بالنسبة الى هيلدا ، فقد جهزت حقيبة ظهر وحين حاولت ركوب الشاحنة لم تستطع بسبب المسافة ، فكانت كريستا اقصر منها طولها ١٤٤ بينما هي ١٦٦ ورغم ذلك لم تستطيعا كلاهما الصعود على متن تلك الشاحنة ، لتتفاجئ كلاهما بمن يحملهما من الخلف  يساعدهما على الصعود ، وحين كانتا قادران على الجلوس فوق سطح الشاحنة التفتا كلاهما  وأذ بهيلدا تحملق بدهشة في مارك الذي يغمز باسماً لها والذي حملها  ، بينما الشخص الذي حمل كريستا كان جوشوا الذي ينظر اليها ببرود

فقالت له انزعاج وهي تشير بسبابتها نحو مارك الذي يبتسم لهيلدا  التي تنظر له باستغراب

" هكذا يبتسم البشر ، يا وجه البوكر "

ضحكت هيلدا من انزعاج كريستا القصيرة فقامت بتمطيط وجنتيها المتوردتين تقول مازحه

" لا تخيفي هذا الجندي المسكين يا كريستا "

نظر مارك نحو جوشوا وقال ضاحكا وهو يضع يديه على خصريه يراقب انزعاج رفيقه من كلمة وجه البوكر التي نعتته بها كريستا

" جوش يحمل إمرأه ؟ أنت تخاف من النساء ، واه ! ستكتب في تاريخ الحرب العالمية الثانية صدقني "

التفت نحوه جوشوا وهو يظهر وجه البوكر الخاص به يقول

" ٦ ديسمبر ١٩٤٠ "

حكّ مارك شعره دون ان يملك أدنى فكره عما يقوله جوشوا وقال

" لماذا تخبرني بتاريخ اليوم  ؟ "

فاقترب منه جوشوا يطقطق أصابعه وقال مبتسما بشكل مخيف

" لأنه تاريخ وفاتك الذي سيكتب في تاريخ الحرب العالمية الثانية "

لينقض عليه جوشوا يعض ذراعه وسط ذهول المرأتين ووسط صراخ مارك الذي يردد

" جوش سامحني أنا  لن أكررها ! "

لقد خضع واستسلم عملاق ذو عضلات بسبب عضة رجل نحيل ، هذا الامر هو ما اضحك هيلدا ، بينما كريستا مشغوله بتحليل ما قاله مارك عن خوف جوشوا من النساء  .

اثناء سير الشاحنة في قارعة الطريق متوجهين الى القرية النائيه ، كانوا هيلدا وكريستا ومارك وجودوا في سطح الشاحنة الخلفي وكانوا صامتين طوال الوقت حتى كسر مارك ذلك الصمت متحدثا لجوشوا الذي كلن رأسه يترنح وعيناه تهبط رغما عنه

" مالخطب ؟ أنت تبدو مرهقاً اليوم "

" أنا دائماً أبدو مرهقا .. لن تنتهي هذه الحرب ولن أكون قادراً على إغماض عيني براحه "

إبتسمت هيلدا وقالت له

" انت تتكلم بسلبية بالنسبة الى شاب صغير ، أنا مؤمنه بأن الحرب ستنتهي عما قريب ، ولكن ليس اليوم وليس غداً ، ولكنها ستنتهي .. وسيعود الجنود وتنبت المحاصيل .. وستعود ضحكات الأطفال في زوايا الازقه .. وأصوات غناء الموسيقيين الجوالين ستعود أيضاً .. وستنبت الورود في تشققات أراضي المعارك  "

ليرفع أنظاره نحوها يقول بصوته الهادئ

" وأنتِ تتكلمين بايجابيه مفرطة بالنسبة الى إمرأه "

لسبب واضح اثارت كلماته في صدر كريستا انزعاجا وضيق فشعرت وكأنه يحط من قدر النساء لتتحدث بغيط معه مما لفت نظره

" هل انت عنصري تجاه النساء أيها الجندي؟ !! "

لتتفاجئ به ينحني نحوها ويحيطها بين ذراعيه بقوه وهو يخفض رأسها كما فعل رفيقه مع هيلدا ، وسرعان ما أضرمت نيران قنبلة تفجرت امام الشاحنة لتسقط على جنبها امام الانفجار واسقطوا الأربعه متدحرجين من التل لتنفجر الشاحنة خلفهم بالجندي السائق خلفهم

استيقظت كريستا تشعر بالدوار وهي مستلقية بجانب جوشوا الذي لا يستطيع الحراك وهو ينظر الى السماء الضبابية السوداء بسبب الانفجار مشدوهاً من الصدمة.  . زحفت كريستا نحوه بصعوبة لتهز كتفه مذعوره

" أيها الجندي .. انهض بسرعه "

سمعت إطلاق نار خلفها وأغلقت أذنيها ترتعش بجانب جوشوا الذي كانت عيناه تذرف الدموع وهو ينظر للسماء جاحظ العينان.  

تشجعت لكي تنظر الى الخلف وإذ بها تجد الجندي مارك رغم نزيف جبينه المصاب كان يحتمي يخلف الشاحنة المحترقة ويطلق النيران على الجنود الكثر الذين يختبؤن خلف الأشجار ، بينما كانت هيلدا مستلقية بجانب البحيره  مغمياً عليها.  

أطلقوا غازا مخدر رغم ذلك كافح مارك وقتل العديد منهم ولكن انتهى به المطاف مغشيا عليه بجانب سلاحه. 

نهضت كريستا وهي تعرج وسحبت مارك معها وهي تستمر بإطلاق السلاح في الهواء كي لا يقترب الأعداء ، فقالت وهي تربت على كتفه بيد

" لقد أتيتما لحمايتنا كيف لكما ان تهزما بهذه السهولة "

وإذ بها تلتفت مذعوره حين شعرت بخطى أقدام ً ولكن اتضح انها هيلدا التي ركعت وزحزحت مارك تسحبه نحو البحيره قائله بجديه لكريستا

" استمري بإطلاق النار يا كريستا ! سوف أرمي كلاهما في البحيره ، سينتجوان ، لن اسمح للألمان ان يفعلوا بهما كما فعلوا بهاري "

لترمي مارك في البحيره وإذ بها يطفوا بعيدا ولا تدري هيلدا ان كان سيستيقظ لينقذ نفسه من الغرق ام لا ، ولكنها على يقين بأن الغرق أفضل من دخول مشفاهم ، او الوقوع بين يديهم . فعلت المثل لجوشوا الذي كان مستمرا مكانه وحين كاد يسقط في البحيره تشبث بذراع هيلدا بصعوبة بسبب تصلب يديه وجسده بالكامل يتلعثم قائلا

" لا تفعلي .. هذا .. دعيني أبقى معكما "

" نحن في وضع أفضل من وضعكما ، سنسجن فقط ، اما أنتم ستُعاملون كفئران تجارب "

لتفلت يده عنها ويغطس في البحيره مبتعدا رغما عنه ، ما ان نفذت ذخيرة سلاح مارك وإذ بالجنود يحيطون بهيلدا وكريستا من الخلف  ، ففاجئت هيلدا كريستا بعدفها للبحيرة ، وأثناء ابتعاد كريستا وهي تتخبط في النهر تقدمت هيلدا وهي ترفع يديها وتقول بهدوء ساخره وسط غيظهم وهم يوجهون أسلحتهم في وجهها

" ثلاثة ناقص اربعه يساوي ممرضة جميله صهباء تدعى هيلدا ، لما أنتم مستاؤون كثيراً مني ؟ ألا ترغبون بممرضة اخرى بدلا من التي ماتت بسببكم ؟ "

ظهر من خلفهم جندي تقوده عكازة يبتسم محدقا بالفراغ امام هيلدا ، ويقول بسعاده غامره وهو يمد يده نحوها

" انا من امر بهذه الفوضى فقط من أجلك ، أنا اريدكِ ..  يا هيلدا  .. ستكونين عيناي المبصره " 

___

توقعاتكم ، ورأيكم بالفصل ؟

مساحه لله

لا تنسون تعلقون تصوتون ، وإذا فيه اخطاء غفلت عنها علموني

مع السلامه

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro