CH≈ Two
"نولد جَميعاً نجوماً..
حتى يُطفئنا أحدهُم.."
......
ضيق جيمين عيناه بتساؤل
"ولماذا فجأة؟"
"يا، هل نسيت بالفعل؟" سأل وهو ينفخ
وجنتيه بحنق "الم تقل مسبقاً بأنكَ
حصلت على التحديث الأخير للعبة
التي أحبها؟"
أصدر جيمين آه صغيرة كما لو أنهُ
تذكر لتوه ولكنهُ لم يلبث حتى قوس
من شفتيه بشكل لطيف مما جعل
جونغكوك يضحك وهو يقرص بأصبعه
ذراعه التي ما تزال في حوزته ليقول
"إذن ماذا الأن؟"
"ليس وكأنك تنتظر جوابي" غمغم
بضجر وهو يشيح برأسه إلى الجانب
"فقط أفعل ما تشاء أيها المزعج~"
"أجل" صرخ جونغكوك بإنتصار
وهو ينتشل ذراعهُ ليقفز عدة مرات
في الهواء مع قهقهات عالية فيما نظر
جيمين نحوه بأبتسامة متكلفه
وعقلهُ كان مشغول بشيء آخر تماماً.
حينما وصلوا إلى حيث يقف أصدقائهم
تلقى جيمين ضربة على رأسه من جانبه
لينظر بعبوس وهو يفرك مكان الضربة
متمتماً "ما لعنه هذه الضربة؟"
"أيها المنحرف" هاجمهُ هوسوك
بعينان ضيقة وهو يتمتم بشك "لقد
أختفيت بعد الغداء فجأة، أين ذهبت؟"
قوس جيمين عيناه بأنزعاج قائلاً
"لماذا يُفكر الجميع بي بالسوء فقط؟"
ضحك يونغي بخفه وهو يوكزه
بمرفقه "هذا لأنك بارك جيمين~"
"بالطبع" أضاف تايهيونغ بأبتسامة
لعوبة "الذي تتحدث عنه مقالات
المدرسة في كل يوم بصورة لفضيحة
جديدة"
"هذا كان سابقاً" تذمر جيمين مدافعاً
عن نفسه وهو يكتف يديه على صدره
مقوساً شفتيه بعبوس "واه.. هل جميعكم
يقف ضدي الأن؟"
ضحك أصدقائه لرؤيتهم هذا الجانب
الطفولي منه، فيما لف جونغكوك
كلتا يديه حول عنقه وهو يقول بنبرة
جاده "توقفوا عن مضايقة جيميني
المفضل ليّ"
"ماذا مع هذه هيونغي؟" غمغم نامجون
بحيرة إلى جانب نظر الجميع نحوه بعينان
متسائلة فيما دفعهُ جيمين بتذمر أكبر
وهو يقول "اللعنة عليك أيها المتملق
لو لم أجعلك تأتي إلى منزلي لفعلت
الشيء ذاته بأضافتك لكلمة القزم~"
أنفجر أصدقائه ضاحكين مجدداً فيما
فرك جونغكوك نهاية أنفه بأحراج
وهو يتراجع إلى الخلف.
نظر يونغي إلى ساعته التي تزين
معصمه ليقول بعجل وهو يعدل
من ياقه قميصه المدرسي "سوف أذهب
يا رفاق، أراكم لاحقاً"
عبس هوسوك وهو يسحبهُ من رسغه
سريعاً "إلى أين؟ لقد أتفقنا على الذهاب
إلى السينما بما أنها نهاية الأسبوع.."
"سأحاول اللحاق بكم" تمتم يونغي
إليه بإبتسامة وهو يبعد يدهُ عنه
"لدي موعد مهم الأن، لن أتاخر~"
"موعد؟" صفر الجميع بتعجب ليردف
جين بإستغراب "يونغي لديه شيء كهذا؟"
"ياه أوقفوا مُخيلتكم هذه" مسح يونغي
على جبينه بتوتر وهو ينظر إليهم
"ليس كما تعتقدون هو فقط.. آه سوف
أخبركم لاحقاً، الوقت يمضي إلى اللقاء"
"كن حذراً" صرخ نامجون بإبتسامة
واسعه حينما أبتعد الأخر عنهم راكضاً
والذي أجاب من على بعد بأنهُ سيفعل
ثم أختفى عن أنظارهم.
فيما كان جيمين يُحدق بتركيز
في الجهة المقابلة لهم غير إبهٍ بما
يقولونه بتاتاً فقد رأى ظل تلك التي تشغل
بالهُ منذ برهه طويلة تُغادر المدرسة
بعجلة تامة خلف صديقتها نايون والتي
كانت تسبقُها بعدة أمتار.
ضيق عيناه بأستغراب وهو يستنتج
بأن هُناك شيء ما خصوصاً مع الأنهيار
المُفاجئ لها في السطح، هو متأكد بأن
شيء ما يحدث معها لذا هو مجدداً أصر
أن يتبع حدسه لينظر نحو أصدقائه
بسرعة وقدمان كانت تتحرك بالفعل
إلى الخلف "يا رفاق انا أيضاً سأذهب.."
ثم حول نظره إلى جونغكوك مسترسلاً
"وأنت سوف تجد المفتاح في الجانب
الخلفي للسُلم على سطح النافذة، أراكم
لاحقاً" ثم أنطلق راكض متجاهلاً صراخ
أصدقائه المتعجبين لذهابه دون أي تفسير،
وهوسوك المتذمر من إفسادهما لمخططاته.
.
.....
من جهة آخرى حيث تلك التي
ما تزال تتبع خطوات صديقتها نايون
بحذر شديد دون أن تنتبه إليها.
قلبها كان يرتجف بشدة داخلها بطريقة
تواكب إهتزاز قدميها على الأرضية المُعشبة،
عيناها ما تزال تحرقها بسبب بكاءها الذي
لم يتوقف إلا قبل ثوان معدودة.
وفي كل خطوة لها كانت تُصلي من كل
أعماق قلبها أن يكون كلام الفتيات مجرد
أكاذيب فقط حتى تتجرأ للوقوف أمامهن
وقول اسوأ الكلمات لهن، تتمنى من
أعماق قلبها أن تتوجه الأخرى إلى منزلها
عوضاً عن ذلك المجمع، تتمنى بشدة أن تكون
كل هذا مجرد حلم قد تستيقظ منه
في أي لحظة..
ولكن للأسف ولخيبة أملها الشديد هي
أستطاعت رؤية جسد يونغي الذي كان
يقف مستنداً على الحائط في منتصف
المجمع بعد أن أصبحا بداخله، لتتأكد
بأنها لا اعيش في حلم بل كابوس مريع
أبتلعها وأنتهى الأمر بالفعل.
ثبتت قدميها خارج المجمع وهي
تنظر نحوهما بعينان تذرف الدموع
مجدداًً ومجدداً، دموع غسلت أبسط بقعه
في وجهها والذي أنتفخ تدريجياً-
ملامحها للغير تبدو جامدة، فارغة وخالية
من الدموع كونها لم تكن الوحيدة التي
تغسله في هذه اللحظة بسبب زخات
المطر التي تساقطت فجأة بعد أن ملأت
السُحب المدينة بالسواد الكبير.
أفرجت السماء صوت رعدها بقوة مُخيفة
مع ضوء برقها الساطع ليحل الظلام
سريعاً على الرغم من أن الساعة لم تتجاوز
الرابعة مساءٍ حتى.
إيرلا لم تفهم حقاً ما الذي يجب عليها فعله،
هي وضعت نفسها تحت الأمر الواقع فقط حتى
تتأكد من إخلاص صديقتها لها، فقط حتى
تحرق قلبها أكثر برؤيتها لهما معاً، لا تعرف
إن كان يتوجب عليها الذهاب وسماع الحقيقة
من فم نايون- حتى على الرغم من كل
شيء ما تزال لديها أمل ضئيل يحُثها على
التفكير بإيجابية، على أن تثق بوعود
صديقتها بمساعدتها.
أستلت نفساً عميقاً قبل أن تُحرك قدميها
بحذر شديد إلى الداخل بعد أن أبتل جسدها
بأكمله وشعرها الذي التصق في جبينها،
ليس وكأنها دخل للأحتماء من هذا المطر
الشديد والمفاجئ -كلا-
هي تحركت أقرب لتعرف تماماً ما يدور
بين الأثنان واللذان أصبحا يقفان في
إحدى زوايا المتجر الواسع يتحدثان
بخفوت وبإبتسامات تزين ثغرهما، أبتسامات
غرست أشواك بقلبها، أبتسامات هشمت
روحها وبعثرتها في الهواء بصمت مؤلم.
إيرلا سارت بخطوات ثابته وبصوت غير
مسموع حتى أستطاعت إيجاد زاوية مثالية
لتسمع كل شيء بوضوح، أسندت ظهرها
على الحائط الذي أصبح تقريباً بارد
ليظهر فقط جسدها الخلفي ولكأنها
شخص يحصل على راحة بسيطة لثوانٍ
وحسب
على عكس الواقع فهي لم تكن تبحث عن
الراحة، فلو كانت تفعل ذلك حقاً لمَ
لحقت بالأخرى، لمَ تبعتها لترى الحقيقة
بأم عيناها،
لو كانت تبحث عن راحة قلبها لمَ
قتلتهُا الأن بألم رؤيتهما معاً وسماع كل
حرف يخرج من بين شفتي نايون والتي
كانت تتحدث بصوت يملأهُ الحب ليخترق
قلبها بقسوة.
إيرلا لم تعد تستطيع التحمل، لم تعد
تستطيع أيقاف غضبها الذي أرتفع بسبب
أعتراف نايون والتي يقبع خلفها، صديقتها
التي وثقت بها دون أي تردد، صديقتها الأنانية
التي ها هي ذا تخون قلبها قبل أي شيء
وتحطمه دون أدنى أعتبار لها أو للأيام التي
أمضت بها ليالٍ طويلة تضع رأسها على كتفها
لتُخبرهُا عن مدى حبها الغريب ليونغي.
لقد كان الأمر مؤلم ويضغط على
أعصابها حتى خال لها بأنها تذوقت
مرارة هذه اللحظة في فمها، لقد كان
صعب جداً مع ذلك هي لم تستطع الوقوف
أكثر.
لذا هي واخيراً سمحت لنفسها بالتحرر
والأخد بحقها عندما تحركت بخطوات
بطيئة جداً إلى هدفها حيث يقف الأثنان،
لن تكون الخاسرة الوحيدة، لا ترغب مُطلقاً
في أن تنطوي على نفسها وتهدم ما تبقى
لها من كبرياء قد تم سحقهُ أمام الجميع
بالفعل عن طريق الهروب والعتاب الصامت.
إيرلا لم تُصدر أي صوت خلال خطواتها،
لم تُصدر أي صوت من بين شفتيها
حتى عند أقترابها أكثر نحوهما، لكن
ظلها الذي أنعكس على الأرضية جعل كلاً
منهما يلتفت ببطء ليُحدقان بمن تجرأ
على الأقتراب لهذا الحد.
يونغي حدق بتعجب في هذه التي
يرأها أمامهُ بمظهر أقرب إلى أن يكون
جنونياً.. فهي تبدو سيئة، سيئة بشكل
جعلهُ يعاود النظر أن كانت هي حقاً جميلة
المدرسة.
فيما جحظت عيناي نايون بقوة وبإتساع
يظهر مدى صدمتها والقلق الذي يكمن
في داخلهما، هي حتى لم تستطع التفوه
بحرف واحد مما أفسح للأخرى مجالاً
واسعاً لفعل كل ما تُريده حيث أنها وبكل
هدوء رفعت من يديها في الهواء لضربهما
معاً، إلى جانب الإبتسام بطريقة خالية
من أي تعبير.
أمالت من رأسها جانباً لتتساقط
خصلاتها الطويلة المبتله على جبينها
وهي تهمس أخيراً "أحسنتِ صنعاً.. صديقتي"
عبس يونغي بعدم فهم لينظر إلى
التي تقف بتصنم على جانبه لتزداد
حيرته محولاً نظره مجدداً نحو إيرلا
بعيناها التي أصبحت تفيض بالدمع
مع أبتسامة مكسورة.
يونغي حاول التحدث لعلهُ يفهم
أي شيء ولكن تقدم الآخرى بشكل
بطيء ومباغت جعلهُ يتراجع عن هذا
خصوصاً وأنها لم تكن تتحرك نحو صديقتها
بل إليه تماماً.
وقفت أمامهُ بهدوء وهي تمد
إحدى يديها لتمُسك بيمُناه بإرتجاف
وعيناها تُحدق بشيء محدد.
أبتلع يونغي بتوتر من التلامس
الطفيف ليفتح فمه مجدداً بغرض
التحدث إلا أنها قاطعتهُ بقولها
"لقد أعدتيه إليه حقاً،"
واصلت قولها بضحكة ساخرة "إذن كل
ما يحدث ليس بحلم، ليس بكذبه، هم
لم يكذبوا ابداً، أنا فقط من كنت أعيش
في وهم، أنا فقط الحمقاء هُنا.. لا أصدق
كيف أمكنكِ فعل هذا بي؟"
"لا أصدق" همست وهي تشُد على
كف يونغي مع قبضها على الأصبع
التي تحتوي خاتم لامع لتردف بصوت
يتملكه ُالغضب وعينان ممتلئة بالكراهية
"قمتِ بسرقته وأعدتهُ إليه، لماذا؟"
"كيف؟" تدخل يونغي أخيراً بصوت مستنكر
قولها إلا أن إيرلا لم تتجرأ للرد عليه فيما
سابقاً كانت تتمنى أن تسمع منهُ أي شيء
بسيط، ربما حتى تلك الكلمات الساذجة
التي يستمر المعتوه جيمين في ترديُدها
طوال الوقت—
هي كانت ستقبل أي شيء يغادر فمه
الجميل لكن بيوم غير هذا في موقف
مُختلف عن هذه اللحظة المُفجعة.
"إيرلا.. أنظري أنتِ_"
"كلا كلا" قاطعتها بقسوة وهي ترغم
نفسها على التحدث مجدداً "الم تكوني
أنتِ من قال بأن بهذه الطريقة أستطيع
التقرب إليه؟ الم تكُن تلك فكرتكِ حتى
أعيدهُ إليه متصنعهٌ بأنني وجدتهُ،
الم تكن هذه فكرتكِ أنتِ حتى أتقرب
إليه أكثر، إذن لماذا؟ لماذا فعلتِ هذا الأن؟"
أصرت صارخة بأخر كلمة وهي
تفلت يد يونغي لتتركهُ يُحدق بهما
بعينان متسعه وفاه فاغر، لا يُصدق
أنهُ يستمع إلى شيء كهذا حقاً.
لكنهُ سرعان ما حرك مقلتيه إلى
نايون والتي أصبحت تقضم شفاهها
السفلى بقوة دون أن تضيف أي حرف.
في حين أنهُ أراد بشدة أن تتحدث، أن
تنفي ما قالتهُ إيرلا، ولكنها لم تفعل
وأكتفت بالصمت التام وهي تُحدق بمن
أوشكت على فقد صوابها لشدة غضبها
الذي جعلها تتبعهما كل هذه المسافة
وفي هذا المطر الذي أرتفع صوت هطوله
بقوة وكأن عاصفة ما توشك على القدوم..
الحقيقة كانت عاصفتين بالفعل.
فكر يونغي بهذا وهو ينظر إلى إيرلا
مع جسدها الذي بدأ بالأرتجاف، هو فعلاً
عجز عن فعل أي شيء، لايعلم ما الذي
يمكنهُ فعله حتى يحاول التخفيف عنها
فهو يخشى بأن ما قد يقولهُ يزيد الأمر
سوءٍ لذا هو ولأول مرة فضل الصمت على
أي شيء آخر.
إيرلا كانت تنظر بنفاذ صبر في
وجه من كانت صديقتها منذُ مجرد
ساعات لاغير، تنظر بعينان قلقه حتى
تسمع أجابتها لعل وعسى أن يكون كل
هذا مجرد خُدعه حتى تقربهما من
بعضهما البعض.. ربما مُزحة ساذجة.
ولكن حينما طال صمتُها جعلها تفقد
ما تبقى من أمل طفيف لتتقدم نحوها
بغضب تُمسكها من كتفيها لتدفعها على
الحائط بعنف شديد جعلها تفلت صرخة
متألمة من بين شفتيها التي أرتجفت لهذه
الحركة المباغته.
أرتفعت نبضات نايون بقوة لتهمس
بعينان أُحتلت مِن قِبل الذعر "لـ..لا تفعلِ.."
وإيرلا ضغطت على كتفيها بقوة مرتعشه
، قوة توشك على التبخر من شدة الألم
الذي يعصف بداخلها.
مع ذلك هي حاول التماسك والتحدث،
هي أرادت أن تعرف لماذا "أخبريني بسبب
واحد لفعلتكِ هذه، أخبريني بسبب فقط يجعلكِ
تفعلِ هذا بي، قولي لي لماذا و أنتِ الوحيدة
التي وثقتُ بها دونٍ عن الجميع، الوحيدة
التي فضلتُها لأقضي معهُا جميع أوقاتي،
الوحيدة التي رفضت تركها حينما طلب
الجميع مني فعل هذا لسبب مجهول"
صرخت بغضب "تحدثِ لا تجعلينني
أكرهكِ دون تفسير، تحدثِ و أخبريني
بأن ما أراهُ أمامي ليس سوى مزحه ما، أرجوكِ..
أرجوك نايون قولي شيئاً"
ونايون شهقت بصوت مرتفع مع تساقط
دموعها على وجهه الشاحب، وجيني آنذاك
شعرت بأن طاقة جسدها نفذت، روحها
تشعر بها في منتصف حلقها راغبه في
الهروب من الحروب المشتعله التي تحرق
صدرها
هي أنتهت هنا، لم تعد تقوى على فعل
أي شيء عدا عن الشعور بالذنب، بالقرف
من نفسها ومن صديقتها الخائنة ومن كُل شيء
حولها، هي حتى أصابها خوف مفاجئ من
النظر في عيناي يونغي والذي كان يُحدق
بهم بصمت وصدمة تامة.
"لقد فعلتُ الكثير لأجلكِ، لقد أخبرتُكِ
الكثير، وأكتفيت بك متجاهلةٌ الجميع
ولكنكِ كنتُ تستغلينني فحسب" همست
بنبرة مرتجفة وهي تُحدق بها بعينان لامعه
بإحمرار وحزن "أعتبرتكِ صديقة حقيقية
ليّ في حين أنني كنتُ لاشيء بالنسبة لكِ"
ضحكت بخفه وهي تمرر لسانها على
شفتيها لتتذوق مرارة دموع عيناها التي
لم تتوقف مطلقاً، فين حين أن ضغطت
نايون بجفنيها معاً حينما أفلتتها وتراجعت
إلى الخلف وهي تترنح ببطء شديد
معلنةٌ بأن جسدها لم يعد يحتمل المزيد،
لتدرك نايون بأنها على وشك فقد وعيها،
ولكن ما لمّ تتوقعه أبداً كانت تلك الصفعة
التي أستقرت على إحدى وجنتيها بقوة تردد
صداها عالياً وأنتشرت وخزاتها بقسوة
على جلدها.
وبعدها حدث كل شيء بسرعة من صوت
يونغي وهو ينطق بأسم صديقه جيمين
والذي ظهر بشكل مفاجئ وأصبح يقف
أمامهم يسند جسد إيرلا والتي أنهارت
ساقيها على الأرضية، فيما تجمع بعض
الأشخاص حولهم ناظرين بتعجب وحيرة،
وبعضهم قد بدأ بالتصوير بالفعل كعادتهم
المُزريه.
أرتفع صوت جيمين بغضب وهو يطلب
من الجميع أن يذهب في طريقة وأن
يتوقفوا عن التصوير أو أنهُ سوف يتسبب
بمشكلة آخرى تجعلهم يندمون جميعاً.
كاد جيمين أن يُجادلهم مجدداً إلا أن من
كانت تتوسط ذراعيه دفعتهُ بقوة كبيرة
وهي تنهض ببطء وتحث خطواتها على
الأستدارة ومغادرة المكان متجاهلة صراخه
العالي وهو يُطلق العنان لقدميه ليسرع
باللحاق بها بعد أن حدج نايون بنظرات
مشمئزة.
بعد صمت طفيف وحينما أصبح
المكان خالٍ من أي شخص عداهما، نظر يونغي
بعينان ضيقه نحو التي أصبحت تتوسط الأرض
بعينان تُحدق في الفراغ، لا يعلم بما يشعر
به ولكنهُ حتماً لن يستطيع البقاء مع شخص
خدعهُ بوقاحة.
على الرغم من أن الألم الأكبر كان من
نصيب إيرلا ولكنهُ لم يستطع إيقاف شعوره
بالغدر، لذا هو الأخر أبتعد مغادراً المكان
تاركاً نايون على الأرض تنتحب على
ما حصل.
.
.....
كان جيمين يتبع التي تسير أمامهُ
بخطوات بطيئة منذ أن غادرا
المجمع التجاري.
رغم أن المطر لا يزال يهطل بقوة إلا إنها
لم تهتم و واصلت مسيرتها إلى اللامكان
وعيناها تذرف الدموع بشدة لم تذرفها يوماً .
جسديهما يتحركان ببطء وأسنانهما
تصطك بقوة بسبب البرودة التي خلفها
المطر مع كل قطرة تنزل على الأرض
التي أصبحت مبتله تماماً— لكن مع كل ذلك
لم يستسلم أي واحد منهما.
جيمين ما يزال يتبعهُا متجاهلاً كل ما حوله،
دون تذمر أو أنزعاج لجسده المبتل—فما رأه
قبل وقت من الأن كان أكثر شيء مروع
يُمكن أن يستوعبه عقله، لا يفهم كيف
لنايون أن تجرح صديقتها بهذه الطريقة،
لم يفهم حقاً السبب الذي دفعهُا لفعل ذلك.
حتى على الرغم من معرفته الضئيلة
بـ إيرلا ولكنهُ لم يرى أي شيء سيء
صادر منها حتى تستحق هذا في المُقابل،
لقد كانت هادئة الطباع، باردة العلاقات،
بعيدةٌ عن الجميع.
لطالما كانت قطعة من الثلج أمام عيناه،
لطالما كانت متقبلة لكل شيء يحدثُ معها،
لطالما كانت تصمت وتتجاهل، لكن بعد
ما رأهُ اليوم هو حقاً لن يستطيع نسيان
الطريقة التي صرخت بها أو حتى دفعها
لصديقتها بتلك القوة.
هو أيقن في ذلك الوقت بأنها لا تهتم
بأي شيء حولها حتى و أن عايشت أسوء
الأشياء في حياتها، في كل مرة تتعرض
إلى الأنتقاذ أو التحرش هي فقط أما تبتسم
أو تُحدق بنظرات خالية من أي تعبير
لتجعل أي يكن الشخص أمامها يرتبك
من فوره.
مهما كانت ضعيفة لمجرد كونها
أُنثى هي بالفعل قد ضغطت على نفسها
بشدة وبهالةٍ كبيرة حتى تخرج ما رأهُ
اليوم بأُم عيناه.
—بعد وقت قصير—
توقفت قدماه حينما شعر بأنهُ لم
يعد بأستطاعته السير أكثر أسفل
هذه العاصفة الشديدة لذا هو صرخ منادي
بصوت عال وكافٍ حتى تسمعهُ.
ولكنهُ زمجر يرفع يداه ليخلل بها
خصلات شعره المبلله بنفاذ صبر حينما
تجاهلتهُ وأكملت سيرها دون أي أهتمام
ليردف مجدداً بذات النبرة "إيرلا توقفِ
مكانكِ فوراً~"
الجدية التي تحدث بها ظناً منه بأنها
قد تنجح في إيقافها باتت بالفشل حيث أن
العناد خُلق ليتربص بها عندما واصلت
التقدم نحو الأمام دون أي إستجابه أو
حتى نظرة واحدة.
أصرارها على تجاهله جعلهُ يُحرك قدميه
بسرعة كبيرة حتى يصل نحوها ليُمسكها
من رسغها و يديرها إليه بقوة وهو يتمتم
من تحت أنفاسه التي باتت لاهثه "اللعنة
على هذا العناد إيرلا، توقفِ عن تجاهلي
ولو لمرة واحده"
حدقت الآخرى به أخيراً ولكن بصمت
وهي تُحرك مقلتيها ببطء شديد في
وجهه قبل أن تحاول دفع يده عنها
والتي كانت تقبض على رسغها بصلابه
ولكنها لم تستطع،
هي تعرف جيداً بأنها إن كانت عنادية
في تجاهله فـ جيمين عنادي أكبر
من أن يفلتها بعد أن أمسكَ بها.
تحدث جيمين مجدداً وهو يصر
على أسنانه "لنذهب من هنا، المطر
يزداد و ربما عاصفة أخرى تحل بشكل مفاجئ
حينها لن يكون الوضع جيداً!"
رغم أنه أوضح لها بأنهُ لن يترك
يدها أبداً إلا أنها حاولت مجدداً بدفعه
بقوة مهتزة وهي تهمس "أرحل عني جيمين!"
ضيق المعني عيناه بأنزعاج
وهو يشد من قبضته عليها "أتمزحين الأن؟
الأ تسمعي ما أقوله؟ الطقس سيء جداً لن
تستطيعِ السير خطوة أخرى
و أنتِ بهذا المظهر"
حركت رأسها بعناد وهي تُغمغم
بذات الهمس "أخبرتُك بأن ترحل عني
لاشأن لك بي"
زفر جيمين بصوت عالٍ وهو يشيح
برأسه إلى الجهه الجانبية للطريق
يحاول تمالك أعصابه التي أوشكت
على الأنفجار، لطالما كان عنادها المفضل
لديه لكن ليس في وقت كهذا.
أخد يستنشق من أنفه بقوة يُفكر
بطريقة ما، ولثانية آخرى هو دفعها
بشكل مُفاجئ على الحائط المتجمد
خلفها ثم وضع ذراعيه كحاجز على
جانبيها مع تقدمه البطيء إليها حتى
شعرت بأنفاسه تضرب كل جزء من وجهها.
فعلى إيه حال أنهُ -بارك جيمين-
الذي لا يعرف أي قانون للمسافة في
حياته بأكملها.
تمتم جيمين بصوت منخفض
وهو يُحدق في عيناها بشكل مباشر
"لا تجعلينني أفعل شيء سيء حسناً؟
أنتِ بالفعل تعرفين بأنني لا أهتم إلى أي
لعنة في هذا العالم، لذا لمرة فحسب كوني
مطيعة و أتبعيني"
عندما تلقى الصمت كجواب منها
وعينان تبادلهُ النظرات بفراغ، أنحنى
بخفة وبحركة مُباغتة حمل من أصدرت
شهقة عالية وبعينان متسعه لأستقرارها
بين ذراعيه دون أدنى تحذير.
سُرعان ما أحاطت بذراعيها عنقه المبتل
في محاولة التحرر منه والوقوف على
قدميها وهي تهسهس بغضب "اللعنة جيمين
توقف عن التدخل في ما لا يعنيك وأنزلني
في الحال"
"لقد فقدتِ عقلكِ كلياً، أنتِ تتصرفين
بغباء" حملق جيمين بها بغضب متبادل
وهو يرفع من صوته ويشد من قبضته
حول جسدها "لا أعلم ما اللعنه التي حدثت
معكِ ولكنني لن أقف أُحدق بكِ ترمين
بنفسكِ إلى المجهول دون تفكير، هذا سخف!
لن تستفيدي أي شيء من الركض والحصول
على المرض، هل تفهمينني؟"
أخد عدة أنفاس بنهم عبر شفتيه قبل
أن يزفرهم بقوة وهو يرفع رأسه إلى
الأعلى ليردف بعدها "لم أعهدكِ غبية
هكذا أو حتى ضعيفة، مهما كان الأمر
يجب عليكِ الأستماع لي لأنهُ لمصلحتكِ"
أخفض من رأسه ببطء لتلتقي بمن
بادلتهُ النظرات بلمعه صادرة من عيناه
الزرقاء والتي أصبحت داكنة تماماً—
لينبض قلبهُ فجأة بقوة أخافتهُ.
أستمرا بالتحديق في بعضهما البعض
فيما كانت زخات المطر تحجب عنهما
الرؤية بوضوح، أضافة إلى خصلاتها
التي باتت ملتصقه في منتصف وجهه
تماماً مما دفع جيمين إلى الأقتراب نحوها
وهو يبتلع ريقه بصمت قبل أن يُمسك أحدى
الخصلات بين شفتيه مزيحاً إياها عن
عينيّها مع إبقاءه المسافة الضئيلة بينهما
متمتماً "لأجلي.. هذه المرة فحسب"
وإيرلا أغلقت فمها كلياً وتوقفت
عن التحرك بجنون بين ذراعية.
➡
▶❤◀
◀البارت الثاني▶
◀أي شيء غير مفهوم في البارت أو ملخبط دعوني أعلم▶
◀نقل الفكرة أو المُحتوى يعتبر سرقة▶
▶❤◀
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro