CH≈ Ten
كيف يُمكن أن تكون كُل تلك المعانيّ مخزنة
بِداخل ذَاك القلبٓ الصغير؟
.....
اليوم التالي مر ثقيلاً جداً على إيرلا والتي منذ أن أستيقظت حتى وجدت نفسها وحيدة في ذلك المنزل الضخم مع عدم شعورها بالشهيه لتناول الطعام، وأكتفت بشرب القهوة والجلوس في غرفة المعيشة ومشاهدة التلفاز دون إهتمام.
جيمين لم يكن موجوداً، لا أثر لهُ مطلقاً طوال ساعات الصباح حتى منتصف المساء، هو لم يتصل حتى، لم يترك رسالة يخبرها عن مكان تواجده.
إيرلا كرهت حقيقة أنها أستهلكت معظم وقتها في التفكير به، وعن مكان تواجده، مدركة جيداً أن ذلك يعود إلى شعورها بالأسف وتأنيب الضمير لما تفوهت به البارحة.
هي لم تقصد البته قول ذلك، وإنما فقط أرتكبت خطأ لفظي، لم تعني ذلك جدياً، أساساً لا شأن لها بحياته أو كيف يمضيها، لا علاقة لها بخصوصيته وكيف يُحب أو حتى عن إن ما كان واقع بالحبّ ولكن هي فقط شعرت بالإستغراب من أن شخص مثله قد أحب يوماً، صحيح بأنهُ تفكير سطحي سخيف ولكن جيمين لم يترك لها سبباً وأحداً قد يُشير إلى أنهُ عاشقٍ،
حيث أنهُ كان يتصرف بمرح طوال الوقت، يعبث بالأرجاء، يزعج ذاك و ذاك، يتصرف بتلقائيه وطبيعية لم تشر أبداً إلى أنهُ واقع بحُب شخص لا يدري بشأنه، هو حتى لم يظهر ولو لمرة ألمه بهذا الصدد، لطالما كانت عيناه تؤمض بشغف الحياة فحسب، أما الآم العشق فهي كانت من نصيبها فحسب.
ولبرهه قصيرة، إيرلا شعرت بالحسد من الطريقة التي يُفكر بها جيمين، من الطريقة العصرية التي أحب بها، من القوة التي يمتلكها قلبه حتى يقاوم نبضاته، من جرأته في العبث مع الجميع وبين أضلعه شخص لا بديل لهُ حتى و إن لم يكن على معرفة بهذا الحُب.
وفجأة هي وجدت نفسها تتساءل عن هوية ذلك الشخص، هي لم تراه قط مع شخص غريب عدا عن أصدقائه، وجميع من عبث معهن لفترة لم تراهُ برفقتهن مرة آخرى أبداً.
"هل من الممكن أن تكون تلك الشقراء؟" تساءلت مع نفسها بحيره وهي تنظر إلى نقطة وهميه على السطح "أم ربما تلك النحيله التي تبقى دوماً بجانبه، دوماً ترافقهُ في كل مكان، لكن.. ألا ترافقهُ الكثير من الفتيات في جميع أوقاته!" أضافت ضاحكة بسخرية وهي تلقي بنفسها على الأريكة..
وهكذا مضت ساعات إيرلا في التفكير وحسب،
تارة بنفسها وما آل إليه وضعها، وتارة آخرى بجيمين وإختفاءه التام وصولاً إلى حبيبتهُ المزعومه.
.........
مساءٍ وعندما كانت إيرلا توشك على مغادرة المنزل للتجول كونها سئمت البقاء وحيدة، فُتح باب المنزل ليظهر من خلفهُ جيمين والذي كان يقف بمظهر مذهل، بدءٍ من معطف الجلد الذي يرتديه حتى بنطاله الأزرق الداكن في حين أنهُ أخفى ملامح وجههُ بقبعة ذهبية عريضة والتي فور إغلاقه للباب آدارها حتى مؤخرة رأسه لتتساقط خصلات شعره فوق جبينه.
"آوه إيرلا، عمتِ مساءٍ" حياها فور رؤيتها بإبتسامة قبل أن ينحني لخلع حذاءه بإهمال.
"مساء الخير بارك" غمغمت بنبرة جافة وحاجب أرتفع عالياً فور ملاحظتها شيئاً على ملامحه، ولكن كونه كان منحني الجسد لم تستطع معرفة إن كان ما تراه بسبب إنعكاس الضوء أو أنها تتوهم..
لكن ما إن أرتفع جسد جيمين وخلع معطفهُ الأسود حتى ظهرت علامات أحمر شفاه على طول عنقه وصولاً إلى طرف ذقنه بشكل مبالغ به.. وإيرلا وجدت نفسها تُقلب عينيها بإنزعاج من هذا المظهر.
"تبدو وكأنك أستمتعت بوقتك، همم؟" سألت ساخرة وهي تُراقب تحركات الذي ألقى بجسدهُ على الأريكه مع صوت تنهيده طويلة وعميقة.
"همم، القليل ماذا عنكِ؟" رد جيمين وهو ينظر بشكل معكوس ناحية من قلبت عينيها للمرة الثانية قبل أن تردف بضيق "أمضيتهُ في المنزل"
"آه هذا مؤسف، هل تتعمدين حبس نفسكِ؟" سألها بهدوء وهو يرجع رأسهُ للخلف مغمضاً عينيه.
وإيرلا صمتت لبرهه تُبحلق بالقُبل الحمراء والمطبوعة في أماكن واضحة جداً على عنقه قبل أن تهمس "لا أفعل، لم أرغب بالمغادرة فحسب"
"همم، أعتقد بأن البقاء في المنزل أفضل" أشار جيمين بقوله وهو ما يزال على وضعه "الخارج بائس جداً، لاشيء مثير"
"لما يبدو لي العكس؟" أردفت بسخرية.
"ماذا تقصدين؟" تساءل يرفع رأسه ويفتح عيناه
"أين العكس في ما قلته؟"
"عنقك وذقنك مثلاً!" أشارت بإنزعاج واضح وهي تتخد مقعداً أمامهُ "بربك الم ترى المرآة قبل مغادرتك أينما كنت مسبقاً؟"
"آه"
أدرك جيمين مقصدها فوراً وهو يرفع جسده ليعتدل بجلوسه قبل أن يمرر كف يده على الأماكن التي أشارت إليها مهسهساً مع نفسه "الحمقاء، أخبرتها مراراً أن لا تفعل ذلك.."
"لا أريد أن أبدو فضولية بشأن حياتك لكن هل أنت سعيد حقاً في ما تقوم به؟" سألت بعجل وملامحها بدت متقززه.
"لستُ سعيد، ولكنني لستُ مكتئب أو ما شابه، تعلمين أنا أعيش كل يوم بيومه دون الحاجة للشعور بالإلتزام" رد بلا مباله وهو يرفع من كتفيه بعد أن توقف عن مسح أثار القُبل والتي يعلم جيداً بأنها لن تذهب بسهوله.
"لا يوجد إلتزام هُنا.. الأمر بسيط حقاً بارك، إن كُنت تحبّ حقاً فقط إذهب وأعترف بذلك، لا يجب عليك التجول بأحمر شفاه على جسدك لمُجرد رغبتك في النسيان!"
"من قال بأنني أفعل لمُجرد النسيان؟"
"هذا ما يبدو ليّ.. أنت فقط تتصرف كما يتصرف جميع الرجال"
"وكيف يتصرف جميع الرجال، إيرلا؟" جادلها بسخرية وهو يحول نظرهُ للتحديق بها "أخبريني!"
"الهروب والنظر من بعيد" أجابتهُ بحده "تقولون مرحباً للعبث دوماً طالما وأن الأمر بعيداً عن الجدية-"
"من قال بأنني لا أريد أن يكون الأمر جدياً؟" أرتفع صوتهُ بإنزعاج "لا يُمكنك تحليل تصرفاتي بعقليتك الغاضبة من عدم حصولكِ على حبّ يونغي!"
"من قال بأنني أحلل تصرفاتك بهذه الطريقة؟" أشارت بإنزعاج وهي تقف "ما شأن يونغي حتى بربك.. أنا فقط لا أفهم ما الصعب جداً في الإعتراف إن كنت فعلاً واقع في الحبّ؟"
قلب عيناه بملل وهو يردف "بالطبع أفعل، بالطبع أحبها، والأن هلاّ توقفتِ عن طرح مثل هذه الاسئلة السخيفة!"
"تزعجك الحقيقة؟" أضافت متجاهلة طلبهُ بالتوقف.
"أي حقيقة هذه التي تتحدثين عنها؟ لا يوجد شيء حقيقي أبداً، أنا وأنتِ كلانا نتوهم بشأن هذا الحبّ ولكن لاشيء سيحدث طالما وأننا لن نتخد خطوة صادقة ونعترف" زمجر جيمين صارخاً، ولأول مرة إيرلا ترى ملامح الغضب على وجهه.
"هذا ما أقولهً أساساً، أفعل تلك الخطوة اللعينة وأعترف" تمتمت بعدم فهم وهي تلوح بذراعيها في الهواء "أن كنت صادقاً كفاية لوقفت أمامها وقلت ببساطة أنا معجب بكِ، ربما لم أستطع فعل ذلك بسبب نايون وخططها الرائعة لأجل الحصول على يونغي لنفسها عوضاً عني ولكنني.. أعترفت.. أعني لابد وأنهُ يفهم بالفعل أنني معجبة به"
"فرحت لأجلكِ حقاً" أشار بضحكة خالية من المرح "ولكن حكايتي تختلف جداً عن خاصتك لذا توقفِ عن حشر أنفك هذا في حياتي ولنذهب للنوم، لدينا مدرسة في الغد" أردف بغضب واضح وهو ينحني لأخد معطفه، قبل أن يستدير على عُقبيه ويغادر الغرفة تاركاً إيرلا تشعر بالإمتعاض والحيرة.
هي بالفعل بدأت تتدخل بحياته وتسأل كثيراً ولكن مهلاً ألا يفعل جيمين هذا ويقحم نفسهُ بكل أمورها؟
أعني هي حتى بمنزله برغبة منه، على الرغم من أنها حتى هذه اللحظة لا تفهم لما هي مستمره في المكوث بقربه عوضاً عن الراحة التامة التي ستجدها في غرفتها الهادئة والمحببه.
مع ذلك، ما الفرق بين حكايتها وحكايته؟
...........
◀صباح اليوم التالي▶
"جيميني هنا" صاح تايهيونغ ملوحاً إلى حيث جيمين والذي دخل بإبتسامة واسعة كالعادة وعيناه أخدت ترسل بضع غمزات هنا وهُناك.
ولكن عوضاً عن الإستمرار في سيرة هو توقف للنظر إلى جانبيه بحاجبين معقودين، بعدها أستدار إلى حيث البوابة ليتجه نحوها مجدداً.
نظر الأصدقاء إلى بعضهم البعض بتعجب لهذه التصرفات الغريبة فيما قفز تايهيونغ عن مكانه برفقه جونغكوك ليتجها إليه.
"ماذا يفعل؟" غمغم بتساؤل وهو يتوقف بالمنتصف بإستغراب، في حين أن تايهيونغ واصل اللحاق بجيمين والذي كان يقف بشكل عمودي خارج البوابة و ذراعةُ ممتدة لسحب شخص آخر.
قطب تايهيونغ حاجبيه بعدم فهم وهو يتقدم إلى حيث جيمين ليخرج رأسهُ من بين البوابتين يُحدق بمن تقف بجواره ليهتف بصوت عال "آوه، إيرلا"
"لماذا تصرخ؟" ألتفت جيمين سائلاً وهو يشير إلى الآخرى "ليست المرة الأولى التي تراها بها!"
"آه" تنفس تايهيونغ بملامح فارغة قبل أن يهز كتفيه إلى الأعلى "لا أعلم، فقط فعلت"
وجيمين تنهد بضجر قبل أن يحول نظره قائلاً "الأن أنتِ مجبرة على الدخول، توقفِ عن العناد!"
"لا أرغب فقط دعني أذهب" غمغمت بعبوس وهي تدفع يدهُ عن رسغها.
"لا يوجد أعتراض بعد هذا الوقت، أصبحنا في الداخل بالفعل" ألقى كلماته بإبتسامة عريضة وهو يجرها بقوة طفيفة إلى جانبه.
"سحقاً لك" زجرتهُ بضيق وهي تندفع بعيداً عنه قبل أن تُعانق كلتا ذراعيها ضد صدرها.
"صباح الخير~" أقترب جونغكوك نحوهم بإبتسامة لطيفة، في حين أن بقي تايهيونغ مكانهُ يحدق بهما بنظرات فارغة.
رد جيمين بإبتسامة عريضة "صباح الخير،
عزيزي"
فيما إلتزمت إيرلا الصمت وهي تُحرك عيناها بضيق في الأرجاء متجاهلة النظرات التي تُحدق بها كالعادة، ولكن وكز جيمين لها بمرفقه أصدر من حلقها صوت متذمر وهي تنظر إليه.
"ماذا الأن؟"
رفع جيمين حاجبه الأيمن وهو يشير إلى حيث يقف تايهيونغ وجونغكوك، لتزم شفتيها بحنق قبل أن
تقول "صباح الخير لكما أيضاً"
"غاضبة كالعادة" هسهس تايهيونغ بنبرة منخفضة وهو يسير بالقرب من جونغكوك والذي وكزهُ بتحذير.
"وأنت مزعج كالعادة~" ألقت إيرلا كلماتها في وجهه قبل أن تندفع نحو الأمام بخطوات سريعة لخلق المسافة بينهم.
هُنالك غضب شديد بداخلها من فكرة تواجدها بالفعل في وسط هذا المكان ومن فكرة أنها قد تُصادف نايون أو حتى من حقيقة أن الجميع قد أصبح على درايه بما حدث معها وكم أنها تبدو مثيرة للشفقة.
في نفس الوقت لا تُريد البقاء بمفردها، لا تُريد الجلوس في الزاوية للغرق في أفكارها البائسة.. ومهما كانت تبدو مدللةٍ من الخارج إلا أنها شاكرة جداً إصرار جيمين وحتى غضبهُ المضحك عليها.
سرعان ما خمد الغضب الذي بداخلها عندما
وقعت عيناها على جسد يونغي والذي كان يقف مُقابلاً لجسد صديقه يضحكان معاً.
شعرت إيرلا بضربات قلبها تتزايد ضد صدرها لمُجرد رؤية أبتسامته التي أدمنتها تماماً.
في تلك اللحظة تماماً أحست بشد على أصابع يدها التي تشابكت مع خاصة جيمين والذي لا تعلم متى وصل إليها ولكنهُ فعل.. وقف إلى جانبها بإبتسامة صغيرة مع شده للمرة الآخيرة على يدها مما شتت من تفكيرها بصاحب البشرة الشاحبه.
"مرحباً، يا رفاق"
ألقى جيمين تحيتهُ بصوت مشرق سرعان ما بادلهُ أصدقائه بذات الطريقة وهم يحدقون بهما بملامح تشوبها التعجب، عدا عن يونغي والذي لم يفتح فمه بل ثبت نظره على وجه إيرلا والتي بإرتباك و دون أن تُلاحظ قامت بالشد على يد جيمين والإقتراب إلى جانبه أكثر وهي تُخفض من رأسها إلى الأسفل.
"على آيه حال، أراكم لاحقاً حسناً! لدي شيء علي القيام به" أشار جيمين بهزه من رأسه نحو إيرلا والتي وافقت بعجل دون أن تفهم إلى أين.. يكفي أن تبتعد عنه.
تايهيونغ كان يُريد الإعتراض، على الأغلب لن يتقبل وجود شخص آخر يهتم به صديقه غيره.. ولكنهُ بطريقة ما فهم الأمر..
على الرغم من أنه لا يعرف أي مما حدث معهما،
إلا أن عقلهُ الذكي رسم أحداث لا وجود لها، لترتخي ملامحه العابسه وهو ما يزال ينظر إلى يونغي والذي كان يبدو في عالم آخر ولكن عينيه بقيت مكانها تُلاحق إيرلا.
"حسنا.. سوف نراك لاحقاً" أؤما تايهيونغ موافقاً وجيمين أبتسم بعرضه نحوه وهو يرفع يده ليعبث بشعره قائلاً "لن أتاخر"
أبتسم جيمين الى أصدقائه مرة أخيرة قبل أن يحرك قدميه ساحباً إيرلا المُستسلمة معهُ.
فور إختفاء الإثنان نظر تايهيونغ إلى يونغي والذي ما يزال يُحدق في ظهر من قد أبتعد عنهم ليقترب نحوه أكثر وهو يسأل بفضول قد تمكن منه " إلاما تنظر؟"
"همم؟.. آه، لاشيء مهم~"
"بالطبع، كُل شيء في البداية يكون غير مُهم حتى تتلخبط جميع الأمور" تمتم تايهيونغ بلا مباله وهو ينظر بين عينيه قبل أن يهز من كتفيه مضيفاً " لنرى ماذا سيحدث، آراكم لاحقاً"
........
◀❤❤▶
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro