p:23
.23 ..
أهـلاً رِفَـآق..
الفصّـل الثآلث والعشّـرون..
استمتعِــوو..
سبحـآن الله وبحمـده .. سبحـآن الله العظيـم ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
{ ألف طيحـةَ علمتنيِ أوقـف من جديدِ ..
والفين خيبه علمتنيِ ما أوثق بأحد .. }
••
بصوت مبحوح مرعب:افتحـيّ الباب ولا كسّـرته.!
شهقت برعب وابعدت الجوال عن اذنها وسكرت بوجه المتصل وهي ترتجف بشهقات مرتعبه من هالصُــووت ..
تراجعت ورا وطاحت بطولها على ركبها ويدها المرتعشه تغطي فمها وهي تسمع الباب يندق ..
والصوت ينادي بتهديد:نوره افتحي الباب ولا كسرته وماهو من صالحك .!!
هزت راسها رافضه وشهقاتها تتعالى وتغطيها بيدها بأرتجاف عنّـيف وعواصف الخوف تتراعد داخلها ..
تسمع محاولات الشخص لفتح الباب واصوات الادوات الي معه تضرب ببعضها ..
غطت اذانيها وصرخّـت بأعلى صوت وهي تشوف الباب ينفتح بعد ماانكسر القفل وبرجـاء باكي:
" يُـــــــــبه لاااااااا "......!!!
بينما ظهر لها من خلف الباب بالجسد المتين والملامح المرعبه يدخل بابتسامه مقززه:اخيراً...!!!!!
أرتعشّـت انفاسها والنفضه تتملك جسدهـآ بنبضها المتعآلـيّ بعنّـف دون رحّـمه ..
ايديها تشد شعرها بدون احساس وهي تناظر فيّـها بعيون مرعوبّـه ..
جسد عريّـض ببشره سمراء صافيّـه ..
عيون واسعّـه تحدق فيهآ بابتسّـامه كريهه مرعبّـه ..
تقدمت بخطواتها لداخل وابتسّـامه ترتسّـم عليها بشكّـل مستفز جداً ..
هتفّـت بشبّـه همس واسنانها العلويه تعض شفتها السفليّـه:حُـبيّ ؟ اتصل وماترديّــن ؟
غريّـبه رديتي هالمره ؟ ، تدرين شكثّـر اشتقت لك ؟؟
حست بالنار تحرق جوفها وأشواك حاده تنغرز بمنتصف عضلة القلّـب ..
اذانها بدت تصفّـر بوجع عميّـق وطنين حاد يخترقها بعنّـف مسبب لها ألم عميّـق ..!
لكّـن جسدها المتشنج خوفاً استصعب الحركه ولو برمشه.!
وملامحها متجمده برسمة الخوف والذعر ..
راقبت خطوات " مــــريّـــم " لها برجّـفه تهز اوصالها ..
هالمريّــم ؟ الشاذّه وتشك اذا ماكانت رجل؟.
شكلاً وصوتاً وفعلاً هي رجّــل لا تمتد بصلة للجنس الأنثـويّ بشيّ ..!
الا إسمهـآ .. لكنها ماتعترف فيّـه ابداً ..!
بقفزه عنيّـفه تراجعت لورا بسرعه وشهقه عاليه تنفلت منها مجرد مالمست اصابع مريم خدها ..
هزت راسها برفض للواقع وللي يصير معها:
" ابعـ ـدي .. أبعـ ـدي عـ ـنيّ .. لآ .. تكفـ ـين
ابعـ ـديّ "..!
صفرت بتسليّـه وجلست " القرفصاء " قريب منها بابتسامه مقززه:حُـبـيّ ؟ .. ليش خايفه هالقد؟ هدي حبيبي هدي مافيّـه شي يخـوف ؟؟
ناظرت بعيونهـا الممتلئه خُـبث عميّـق ونوايا سوداء كـسواد افعالهـا وذنوبها ..
وبكل ماعندها من قدره صرخت بصُــوت عالي باكـيّ هز ارجاء المكـآن بحّـده واصلّـه لمسامع الراكض لهم بصدمّـه ..
بصُـووت يرتجف ضُعفاً يستوطن ذاتها ويتجزئ منها ..
بعجّــز وكل عضو بجسمها يخذلها هالمره الا حنجرتهآ الذهبيّـه ..
تنحت مريم فيها لثواني تشوفها معلقه صياح لعل أحّـد ينتّـه لها ! لعل الحرّس يشعُـرون بِهـا ..
قربت بصرخه متوحشه وهي تضربها على وجهها بوحشيّـه اكبر:بـــــس ! بـــس يانوره اسكــتـيّ ..
لكّـن نوره خارّج النطــآق الآن بشكّـل كبيّـر جداً ..
كانت ترتجف بعنّـف وجسدها يتشنح من الانفعالات النفسيّـه وذكريّـات الماضي تنعاد ببطئ وتحرث أرض عقلها الباطنـيّ بوجّـع ..
انحنت ساجّـده وأنينها يتعالى ومازالت صرخاتها المـرعبّـه تتزايّــد لأعلـىظ" اكثر فـ أكثر !!
صرخـآت مدويّـه ترعب السامعيّـن لها كأنها مسكُـونه ؟؟.
وبثوانِ معدوده دخّـل بطوله الفارع وملامحه المتشنجه بوجه متجهّـم تحيّـطه هاله سوداء مرعبّـه ..
وبصُـووت جهوري صرخ بأعلى ماعنده وأحباله الصوتيه تشتد ..
ومن المنظر أمام ناظريّـه حس بداخلّـه غصات غضّـب وحراره مشتعلّــه لـ لرجّــــل ..
وما أدراك بغضّـب الرجّــآل ؟!
اقترب وهو يضرب مريّـم بعنف وعنجهيه راميها بعيّـد عن نوره ..
ثم انحنى بكامل جسمه عليها وشدها من سدحتها لحضنه بقسّـوه كبيّـره يخفيها بعرض صّـدره وشهقاتها تتزايّـد ..
ناظر مريّـم الراكضه بناريّه متوعده وهو يرفع صُـوتـه لأعلى صارخ بغضب فيّـهم:خذوهـآ من هينـآ لأرتكّـب فيهآ جريّــمه..!
هتف بجمود وخشونه بوقفه مستقيمه:طلعّــت هاربه .. نلحقهآ ؟؟
صرخ بدون وعي وغضبه يزلزل المكان:سّــكر البَـــاب ومالعنتكـــم كلكـــم ..
امتدت يده السمراء تغلق الباب المتكسره اقفاله وبعدها تحرك لبرا المكان مبتعد طاعه لأمر سيّـده ..
بينما نوره كان وعيها يرجع لها من صرخات هالي يحتضنها بشدّه غير حانيّـه.!
همسّـت ببحة البكاء والعبرات تتراجف داخل أضلعها .. ووحشـة الرعب تحولت لأمان يسكن حواسها ولو قليلاً:
" عـ عـبـ عـبدالله .. خنقـ ـتنـ ـي ؟؟ "..
ابتعد عنها بعنف ثم شد على ذراعها وهزها بقسّـوه وبصراخ غاضب أرعبها وهي لأول مره تشهد غضبّـه الكبيّـر:شسالفتــس انتــيّ! من هالـ#### هاه !! من هـيّ ووش يعرفتس فيهاا سوّد الله هالوجّـه .. تكلمــيّ يانُــــورره قبل قسماً عظماً لأوريتس المُــوووت !!.
شهقت ببكا ورجفـه بعبرات تتقاتل وتتفجر بشكّـل متوالي امام عنجهيته وغضبّـه الاسود
:واللــه .. واللــه ما اعرفهـ ـا .. عـ عـبدالله والله مااعرفهـ ـااا .. هِـ ـيّ جاتنـ ـيّ وكسـ ـرت الباب .. واللـــه ما اعرفهـ ـااا .. واللـــه ما اعرفهـ ـااا .. واللـــه ما اعرفهـ ـااا .. واللـــه ..!
ثم تعالت الشهقات الباكيّـه تقتل الحُـروف والخُـووف من عبدالله يداهمها من كلّ جهه ..
هذا ماهُـو عبدالله الحنُـون الي تعّـرفـه ! ولا هو زوجها الطيّـب المتفهم الي عاشرته طول المده الي عاشتها معه !!.
هذا رجّـل لاتعّـرفه !! هذا رجّـل مُـرعب غاضب مايسّـمع إلا صُـوت نفسه وغضبّـه !!
بدون شعُـور منها لعلها ترده لعقله رفعت يدها المرتجفه ودفته بعنف وبكل قوه امتلكتها ..
لكن ماكان ابعاده سهّـل ابداً مقارنه مع حجمها وضعفها هاللحظه وحجمه وغضبه العارم ..
هزها بقسوه اكبر وغضب بدأ يتهاوى ولو قليلاً:
" دامتس ماتعرفينهآ وش جابها لتس بالتحديد !!
تحاكي ردي عليي يانُـــوووره ! "
عكس كل توقعاته ارتخى راسها على ورا وذراعها تطيح بفقدانها للوعي بدون شعُــور ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
" بيّـت سعُـود ~ السـآعه 10:31ص "..
••
نزلت دلة القهوه بهدؤ على الطاوله ورجعت تجّـلس بمكانها ..
ناظرت بجدها المنغمس بسوآلفـه مع سعُـود بكّـل حواسهم ..
وجدتهـآ مبّـتسمه وكفها بكف ولدها ..
ماوقفو سوآلف من امس .. حتى النُـووم مانامو الا كم ساعه ..
كل هذا شُــوق ؟ كل هذا حُـب ؟ ..
دامه يحبّـه ليش تبرا منه ؟ ليش تركه كل هالسنين ؟ ليش ماتنازل بعد ماهدا غضبّـه ؟
غريّـب هالمبـآرك .. غريّـب بتصرفاته وتفكيّـره ..
نزلت عيونها لأصابعها بسرحـآن ..
جدهآ ابداً ماقال لهم شي يضايقّـهم .. وحتى جدتها ..
ماتدريّ ليش ماهو عاجبها الوضع ؟ ودها انهم يخطون لأجل تحط الحره فيهــم ..
للحيّـن ودها تجلس مع الجازي اكثر ..
امس نامت بسرعه من التعب ولا شبعو من بعضهم ..
والحيّـن يمكن باقيّ بالجامعه تختبّـر اخر اختبار ؟.
رفعت راسها بتلبيّـه للي يناديها:لبيّـه يُـبه ؟.
" لبيتي محتجه .. روحي قومـيّ زياد .. ابطى وهو راقد خليه يقوم يصحصح ويفطر قبل الظهر ياذن "..
وقفت بطاعه وهدؤ ماهو من عادتها لكّـن ماتحس بالحريّـه بوجود جدانها وعمها منصُـور الجالس امامها بالضبط يتفحصها بنظراته الغريّـبه ..
ومثل ماتوقعت .. منصُـور مُـختلف .. مهما كان حنون الا انه جامد وقاسيّ ..
لكن وش معنى مدح الجازي له ولطيبته وحنيته الي ماشافتها بعُـمق ؟؟ هل ممكن انه تغيّـر بهالسنين ؟.
تجاهلت افكارها وهي تدخل على اخوها ..
كشرت من برودة المكيف واقشعر بدنها من البرد ..
همست واصابعها تشغل الانوار:حشى يازياد ماصارت نومه بهالبرد ؟!.
تقدمت بخطوات هاديّـه لسريره شافته نايم على ظهرها وذراعه مخفيّـه نص وجهه ..
هتفت بهدؤ تناديّـه:زيّـاد .. زيّـاد .. زيـآد .. وللد قمم الظهر أذن والناس طلعوو من المساجد .. قمم صلل وانزل ابوي يبييك .. زياااااد ..
همهم لها بأجابه ثقيله ومازال على حاله..
ناظرت له بطفش ومدت يدها تهزه بقوه:زياد تقووم ولا ارش عليك الماء ؟؟
فتح عيونه بنعاس وببحه حاده:اذلفي برا وسكريّ الباب .. عشان لأقووم ومايرضيتس الي بسويّـه ..
عضت شفتها بقهّـر منه وبنفس الوقت حدته تخوفها وبنبره عاتبّـه وهي تستقيم واقفه
:الشرهه علي انا الي جايّـه اقومك .. ارقد مرقد اهل الكهف ان شاءالله ..
مارد عليها وهو ينقلب للجنب الثاني متجاهلها ..
وبعد طلوعها بثواني معدوده اخذ جواله الموجود على السرير جنبه وفتحه يشوف كم الساعه ..
ومجرد ماشافها عشر ونص شد على عيونه بغضب من عاليّـه وكذبها عليه .. فوق كذا طار النُـوم وهو مانام الا ثمان الصباح ..
قام جالس وحذف البطانيه لاخر السرير وعيونه مازالت على الجوال بتصفح سريـع كالعاده ..
•
•
جلست جنبّـه وبنبره مقصوده:تبي ولدك قومه انت ماعاد لي دخل فيه ..
ابتسم وشدها لحضنه وعيونه تجول حول الجلُـوس:وش مسّـوي لتس ؟؟
" اسأله انت ، ابي اروح للجازي ، ماراح تجيي هي اهنا خلنا نروح لها ".
" وليه ماتجـيّ ؟؟ دقي عليها تجينا تشُـوف البيّـت وتاخذون راحتكم ، هناك عوال مطلق كثار وبكل مكان "..
ناظرت له بابتسامه وصادت الجُـو كعادتها
:على أساس ماخذين راحتنا هينا ؟
وحولت نظراتها للجلوس تشوف استنكارهم لكلامها الواضح برساله مباشره !
شد على كتفها بعتّـب:وليه ماترتاحين ؟ ببيت ابوك وبين الاهل ولله الحمَـد ..
هتفت هيا والي ضايقها تصريّـح عاليّه:تطرديننا يابنت اخوي ؟ ضايقناتس بشي حنا ؟؟.
ناظرتها ببرود وهتفت بلعانه:قلت شي انا ؟؟ وجهت لتس كلام لا سمح الله ؟؟
" وش معنى كلامتس اجل ؟ "
" الي على راسه بطحه يتحسس منهاا "
مبارك بحّـده:ولا حّـرف انتي وياها .. قلنا الجازي ماهي اهنا ونبي الهدو والسكات اجتمعتن انتم؟
ماردت عاليه ولا عبرته بنظره وعيونها على عمتها الي سكتت طاعه لأبوها ..
سعُـود بهمس وتوعّـد: الوعّـد بعدين ياعاليّــه ..
وابعد عنها بصّـد تارك كفها وهو يميل بجلسته على المركى جنب ابوه ..
وقفّـت بضيقه وزعل ابوها مايعجبها خاصه وانه يحطها صنّـم حتى تعرف غلطها وتقر فيه ..
لكنها ماتشُـوف نفسها مغلطه ! هي قالت الصّـدق ليش مايتقبلونه ؟.
" بجيب الجازي .. بس ان عيّـت مالي حيله عليهـآ ياسعُـود "..
التفتت لمنصُور بصمّـت تراقبه يقوم وياخذ جواله ومفاتيحه وبوكه الي منزلها جنبه ..
كان بودها تقُـول خذني معك بس تراجعّـت وهي تجهّـل وش بيكون رده ..
خاصه بعد استقباله البارد لها واضح ماتقبلها هي تحديداً ولا تدري ليش ..
رفعت عيونها بتعجّـب له بعد ماقال:تجين معي ؟ اذا عيّـت تقعدين عندها ؟؟.
سعُـود بأمر: لا ماهيب رايّـحه .. ان جات الجازي مرحبابها وان قعدت الله يحفظها .. وعاليه ماتروح لحالها هناك ..
" عيال مطلق بأشغالهم كلهم وحتى مطلق ".
" بياذن الظهر ويرجعُـون .. ماهيب رايحه ".
غمز لها منصُـور وفهمته وهي تقوم بهدؤ:مابي اروح خلاص ..
وطلعت ووراها منصور وصوت سعود ياصلهم بعد مافطن انها بتروح بالدس:
" خذها معك بس لي معها حساب عسير "..
ابتسمت عاليه وهي تاخذ عبايتها من حمالة العبايات الموضوعه بجانب طاولة المدخل ولبستها بسرعه تحت انظار عمها ..
وبعد ما انتهت هتف:بيزعل عليتس !
هزت راسها بعجّـله:سعود مايزعل واجد .. ان مارضى جبت الجازي تراضيّـه ..
ابتسّـم لها وطلع لبرا وهي وراه تعدل نقابها:اجل سريّـنا ..
لحقته لسيّـارته المركونه عند الباب لكّـن قبل تفتح الباب قاطعها سؤاله:ندقها رجليّـه؟ الباب بالباب وناخذها رياضه ..!
ابتسمت من ورا النقاب بأستغراب منه ومن شخصيَته المتغيره لكنها هزت راسها أيجاب:اي عادي ..
قفل السياره بالمفتاح ومشى وهي جنبّـه قاطعين الطريق للبوابه ..
•
•
•
•
.." بالجـامعّــه ~ بيّـن الممرات الواسعّـه " ..
••
التفتت لها وهي تمشي بسّـرعه وبأستعجال
:ويمين بالله ياسمر ان ماذلفتي عني ان ادفنتس ..
سمّـر وهي تجاريها بسرعة المشي هتفت بضحكه تقهرها:بتطردتس والله .. متاخره انتتـيّ .. خليناا نرجع ونروح للبيت .. نذر اني متلهفه لبنت عمس ..؟
وقفت خطواتها بشكل مفاجئ خلا سمر توقف وقربت لها تدفها على ورا :اجلسي على ذا الكرسي ياتبن اجلسي اجلسي .. تراه اختباار موب محاضره تبيني اسقط يانذلهه اججلسـيّ ..
تراجعت من الدف وبضحكه متعاليه تلفت الأنتباه:هي وجع الجازي بطيح .. هي ياحمارره بتطيحيني ..!
اطلقت هالمره صرخه خوف وهي تطيح جالسه على الكرسي وبألم:وجع يوجعس ويكسر عظامس مثل ماكسرتيني ..
ورفعت صوتها بعد ماشافتها تسفهها:روحي عساها تطردس وتفشلتس يام عيون كنها عيون قطو ..
ماردت الجازيّ وهي تنطلق للقاعه وتشتم بسمر وبحصه وبـ مها بكل قهّـر ..
التفتت لها بابتسامه تكتم الضحكه:حشى المجتهده ذي حسستني انها رايّـحه للجنه هي وركضها ..!
ريم بابتسامه جلست جنبها بتعّـب:لاتصيرين خبيثه خلصتي اختبارس خليها تخلص قبل تحط حرتها فيتس !
هزت راسها بأيجاب ورفعت صوتها للي يمشُـوون:يآهيّـه نحن هُـنا .. تعالو ياهيّـــهه ..!
سهى صدت عن سمر وخطواتها توقف:ما اعرفها انا ..
" عن الملاغه بس .. مارحتي بعيّـد عنها .. امشو نطلع تراني تعبانه ودايخـه وانتم رايقين "..
التفتت ندى لوداد:ماراح تجيّـن معنا ؟؟
" وين ؟ لبنت عم الجازي ؟ " كملت بعد ماهزت ندى راسها: لا مااقدر .. برجع للبيّـت بخاطري اجلس مع سوسن .. امس كله حالها ماعجبني ..
" الله يعينها ويثبتها .. ودي نروح لها بس احسها ماتبي احد .. لازم نخليها فتره مع نفسها "..
وقفو كلامهم وهم يقربون من ريم وسمر الجلُـوس بأنتظار الجازي تجي ..
" وينهم حصه ومها ؟ "
كشرت وداد من الطاري وردت بغيض:راحت مها ورا الزفت حصه .. ماترتاح الا اذا ازعجتنا هالبزر ..
" مالتس دخل فيهم ياوداد .. اذكرتس لو صار شي بتوقف الجازي معها ضدس "
" اعقبـيّ .. بعدين شقلت انا ؟ مايجمعني معها شي باذن واحدن احد .. وجه النكد وش ابي فيها ؟ فيني الي مكفيني "
ريم بذات النبره الهاديّـه وهي سانده راسها للخلف:العلم وصلتس وانتي ادرى بنفستس ..
التزم الكّـل الصمّـت بعد جملة ريّـم وكل عقل يسّـرح بفكّـره ..
بينما سمر تناظرهم بعدم استحسان وهي تكره جو الكآبه والهواش والصمت ..
•
•
•
التفتت له بأستغراب من جملته:عفواً ؟
" اقول سلامي البارد عليتس حّـز بخاطرتس ؟ "
تأملت ملامحه لفتره بسيّـطه وهو يناظر للامام وعيونه تخفيها النظاره الشمسيّـه ..
ثم هزت راسها برفض وبصّـدق هتفت:ابداً .. مافكرت فيه كثيّـر .. مايهمني مدى تقبلكم لي ..
اذا انا ماتقبلتكم وش ارجى منكم ؟؟
ارتفع حاجبه الأيسر لأعلى ولف عليها ومازال يمشي لكن بخطوات اقل سرعه:ماشاءالله ؟ معترفه بوجهي بكل هالجرئه بعد ؟؟
ابتسمت له بعذوبه ماشافها:انت سألت وانا جاوبت ..
رفع ذراعه بحركه مفاجئه واحتضن كتوفها شادها له وبابتسامه زيّـنت وجهه هتف لها:
" وش حسيتي به يامني جفيتس بالسلام ؟ مافكرتي لو كلنا سلمنا عليس وحنا صادين وش بتحسين فيه ؟ "
" من صد صدينا عنه مادرينا به ".
" بس صد عن صد يختلّـف .. صدت القريّـب توجع وصدت البعيّـد ماتشحن .. يشهد الله اني كنت متحمس لشوفتس يـآ بنت سعُـود .. بس يامني لمست الصد منتس وفهمت نوايا هالقلب الي بين ضلوعتس لقيّـت نفسي ابرد معتس لعلس تحسيّـن بفعلتس .. بس راستس يابس كنس جويزي "
اطلقت ضحكه قصيّـره من طريّـقة كلامه والجميّـله بالنسبـه لها خاصه بأنه جاب طاري الجازي بشكل خاص وردت بـ رد بعيّـد عن كلامه:
" شفيك شايل بقلبك عليها كذا ؟ "
" ليش ؟ من قال اني شايل عليها ؟ "
هزت كتوفها بصّـمت دلالة عدم المعرفة وقبل تتكلم سمعو صوت سياره جايه من وراهم تدخل معهم حدود بيّـت مطلق ..
ركزت بعيونها على السيّـاره وهي مشبهه عليها بس الشمّـس تشوش الرؤيه:وذي الجـآزي ؟
بعد عدة ثواني وقّـفت قريّـب منهم حيّـل وانفتحت دريّـشة السياره الخلفيّـه وكانت الجازي جالسه تناظرهم بأستغراب:علوي ؟
" اي .. افتحي افتحي .. بركب صدعت بي هالشمس وعمتس ماهو ناويني بالخيّـر "..
" وش حدس على المشيّ ؟ وش شغلة السياره بالحياه ؟ "
" الناس تسلم اول شي وانتي جايه تهاوشين .. ذي والله الي ناويتها شر "
رفعت عيونها لعمها منصُـور وناظرت بعيونه والنظاره تخفيها:وش قلت انا اعوذو بالله ؟؟ ناس مايتكلم معهم ..
مارد والتفت عنهم يكمّـل مشي بينما عاليّـه ركبت وهي تسلم على الجازي:هالعم غريّـب ..!
ماردت عليها وهتفت لسوناي:أصدميه ..
رفعت عيونها للمرايه تناظرها بفجعـه: ماذا !!
عاليه بضحكه هتفت:هي هي وين حن فيه ؟ مهوب كل من قهرتس دعستيه .. هدي ياالسفاحه ..
الجازي بنفس القهّـر من منصُـور الي صايّـر يتمتع بقهرها:حسناً سونناي لا تصدميّـه لكن حاولي ذالك .. أجعليه يخاف ..؟
هزت الثانيّـه راسها بضحكه مستنكره فعل الجازي لكّـن نفذته لها وهي تزيّـد السرعه بشكل مفاجئ وتشطف جانب منصُـور والي وصلتهم صرخته الغاضبه وبعدها ضربه لمؤخرة السياره ..
عاليه بأستغراب من ضحك الجازي ووناستها:وش استفدتي بالله عليتس ؟؟
ماردت عليها وهي تنزل من السياره بسرعه قبل يوصل عمها وبعدها اتجهت للدرج:علووش عجلي وراي للغرفه بقفل البابب ..
كانت القفزه من السياره هالمره من عاليه والي خافت تقفل الباب ويجي احد اخوان الجازي ..
اما منصُـور فضحك على اشكالهم واتجه للمجلّـس بدون يلحقهم او يعطيهم وجه ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
يُـتبــــــع ..
~~~~~~~~~~~~~~
تأملّـت ظهره وهو يطلّـع من الغرفه بهدؤ واعصابهم هدت بالحيّـل ..
نزلت عيونهآ لأصابع يدها وقلبها يأنبها على كذبتها ، لكّـن صوت عقلها يرد بأن هذا هو الحل احسن من انه يبتلي بدم مريّـم ، مع ذالك شعُـور انها مازالت تحت يد مريم يقيّـدها ويزيد ندمها ..
مافيّـه مجال للتراجع والتوضيّـح ، بتخسر ثقته فيها وماعاد بيصدقها ، وبنفس الوقت تخـآف وبعنّـف من المشاكل ، كانت خايفه تعرف الجازي وناسيّـه عبدالله وابوها وأخوانها !
ليش دايم حاطه الجازي هي الوحش وتنسى الروس الكبيّـره ؟ تنسى رجال العايلّـه والي غضبهم امام غضب الجازي كبيّـر ، والجازي امامهم ولا شيّ ، بس لو تعمقّـت بتفكيرها فـ هي تخشى من الجازي اكثر ، تهابها وتهاب غضبها ولمعّة عينها ، تهاب تهديدها والي تنفّـذه بحذافيّـره ..
مطلّـق رباها بعُنـف ، والجازي اخرهم كانت عايشه ببيئه رجوليّـه بحته ، واغلب وقتها مع الجلف فهد والقاسي صالح والبارد عزيز ..
وعاشت عند جدها مبـآرك ، عكسها هي والي كانت اول أنثى بالعايله واكثرهم دلع ، وبطبيعتهآ كانت رقيقه جداً ، كان الكل قدامها وهي ورا ، ماتحس بالخوف وهالدروع تحميها من كل جهه ..
" نُـــــــووره "..
فزت مثل المقروصه وصوته الجهوري يصحيها من سرحانها ، هتفت بعلو صوتها الناعم:لبيّـه ؟
" تعـالي بعبايتس واغراضتس "..
التمعت ملامح وجهها بالدهشه وهي تطلع من الغرفه وتشوفه جالس بالصاله مرخي راسه على ورا ومغمض عيونها:ليش ؟.
" بنزلس ببيت ابوتس ، بروح للدوام وماراح ارتاح وانتي لحالتس ".
ارتخت ملامح وجهها براحه وهزت راسها بإيجاب:طيب ..
فتح عيونه يراقبها ترجع وتدخل الغرفه ورجع يغرق بأفكاره اكثر فـ اكثر ، ونوره تترأس هالافكار بسالفتها مع هالمريّـم ، والي فهم انها كانت تحاول تأذيهم باول سنه جامعه ، لكنها تركتهم وابعدت من زمان عنهم ولا عاد جاتهم ..
وبأخر ترم لها بالجامعه حاولت تضايق نوره لكّـن البنات ردعوها وابعدت ، بس وش جايبها اليُــوم ؟ ليّـش جايه للبيت ؟ وش نواياها هالمّـره ؟
اكيّـد ماراح يسكّـت ، بيخلي نوره تهدا الحين رغم انه عاتب عليها بالحيل لصمتها ، بس وش تقول والسالفه قديّـمه جداً ؟
او السالفّـه قديمه له ، وجديّـده لهـم ..
زفر بحراره وقام واقف وهو يمسح وجهه وعوارضه بدون نفس ، بعدها التفت لها وهي تمشي جهته ومازالت ملامح البكا بوجهها لكن بشكل اخف ..
ناظرها لثواني معدوده ثم صد ومشى طالع لبرا وهي خلفّـه ، تجهل الجايّ والي بيجيّ معه ، وتجهل وش ممكن تكون عواقب كذبتها الكبيّـره ، وهل بيتفهم لو عرف بعديّـن ؟ او ان رده بيكون بشكل مُـختلف ؟.
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
{ هذي صدوف الدهر من ماضي الأيامي ..
أصبر على حكم القدر ، هذي مناهجها .. }
••
بعّـد مرور أسـبوع هادئ جداً على الأغلب ..
بارد كبـرودة قلوبهّـم .. فارغ كفراغ أرواحهم ..
أسبُـوع روتيني تغيّـر فيه ان الأجازه حلت عليّـهم اخيراً ..
والراحّـه اخذت مجراها بأجسادهم بعد تعّـب وضغط الدراسّـه ..
أسبُـوع ارتفعّـت ببعض الأماكن قرارات جاده وحازمـه ..
قرارات مصيّـريه قررها أصحاب الشأن الأكبر دون رضا أصحاب القرار الأساسي ..
لكّـن ماباليّـد حيّـله .. والأمر لمصلحتهّـم تماماً ..
••
.." المشفـىٓ ~ غُـرفة مشآعل ~ 4:57م العصر "..
••
تجلـس بفتُـور على حافة السريّـر المرتب بدقّـه ..
بعبايتها السودا والي لها فتره طويّـله جداً مالبستها ابداً ..
واليُـوم لبستها مُـجبره لا مخيّـره بقرار من أبوها ..
الخُـوف من القادم يسّـكن ضلوعها المرتعشّـه بأحساس الغـربّـه وعدم الأمان ..
حواسها مستنفّـره .. مترقّـبه القادم برعب ..
بعّـد سنوات من الجـلوس بين جدران هالغرفه والي تقسّـم انها حفظتها شبر شبر ..
حصّـل الي كانت تخشآه .. وهو الخُـروج للعالم الخارجـيّ ..
العالم الوحشيّ بنظرهآ .. القاسـيّ بعُـنف بالنسبّـه لها ..
وش عادني ابي منك يادنيّـآ ؟ لو تنفذين مطلبـيّ وتقبضيّـن هالروح اكون لك من الشاكريّـن ..
لو تفيض للخالق روحـيّ وارتاح من هم هالدنيّـا ووجعها ..
لو يوقف نَبِض قلبـيّ ويرحم هشاشتي وضعفـيّ!
وش تبيّـن مني يادنيّـا يامنك متمسّـكه فيني هالكثُـر ؟ وش تبيّـن بحثـالة مجتمعيّـه تبقى بيّـن أراضيّـك ؟
ليّــت المُــوت جاني في سن الطفُـوله .. اكون طيّـر بالجنه ولا اعيش بدنيا رديّـــه وانا اردى منهـآ ..
وش عاد فايدتي من هالدنيا ؟
وش ابي وانا جالسه اشوف النهايه تقّـرب مني ؟؟
ليش ما اموت ؟ لازم اموت .. الموت هو الحل ..
اهتزت اهدابها بأستجابه لأفكارها وصرخات عقلها المشتت بتقلبات حالتها النفسيّـه ..
المُـوت هو الحل .. قبل ياخذني سلمان ويكتشفني ..
قبل يذبحوني هم فوق ذبحي ويكسروني اكثر ..
ارتفعّـت عدست عينها بضيّـاع عميّـق يغزو ذاتها ناحيّـة الباب الي انفتح بهدؤ ..
ليّـطل منه اخوها الأكبر بملامحّـه المشتده غضباً مهما حاول يخفيّـه ..
ناظرت فيه يسكّـر الباب بهدؤ وبطئ ثم يقّـرب لها بخطوات متزّنـه متساويّـه ..
نزلت عيونها ليدها المرتعشه وبدت تمسح عليها لاجل تخفي رجفتها وانعدام توازنها ..
اقترب وبدل يجلّـس على الكرسي او السرير اختار الأرض جالس قدامها بالتمام ..
وكفوفها المرتعشّـه اختفت بيّـن كفوفه الدافيّـه ..
ناظرت بعيُـونه والدمُـوع تتحجر داخلها وتستصعّـب النزُول ..
بينما هو رفع عيونه لها بحُـب عميّـق استكن ضلوعـه وطفى غضبّـه ..
تأمل ملامحها الشاحبّـه والخوف ينبـض بكل عرق من عروقهـآ ..
وش سوت بتس الدنيّـا يابنت أبوي لاجل تعيفينها ؟؟.
هتف وهو يشد على كفوفها اكثر فـ أكثر:شلون مشاعل قلبـيّ ورجعانه ؟.
بصُـوت مختنّـق بطيّـآت المآضيّ ، همّـست بضُـعف هز بدنه ألم ووجع لحالها:بخـ بخـ ـير ..!
هز راسه بأيجاب ولمعة الوجع بانت بعيُـونه قبل قلبّـه ..
اخذ نفّـس بعُـمق ثم أزفره بهدؤ ورجع يناظر بعيونها وهالمره كان كلامه مُـختلف:
" مشآعلي .. ياعين اخوتس أنتـيّ .. حرامن عليّ ماتقعديّـن على ذمتـه دامس ماتبيّـنه .. وان يطلقس اليُـوم قبل بكّـره ان بغيتيّ .. انتي أمريّ وانا انفذ .. مايكُـون هالشنب على رجآل ان خليتس له بدون رضاتس .. لا تتعبيّـن نفستس وتوجعينها زوود .. ولا تشيّـلين هم ابد دامنـيّ حيّ .. بأذن الواحد الأحد مايصير الا الي تبيّـنه انتي ولا يهمتس اكبّـر راس تراني لعيونتس اكسره "..
بضُـعف تخلد روحهـآ ارخت جبينها على كتفه القريب منها وهالمره اطلقّـت لدموعها الحريّـه بالنزول ..
همست ببحه موجوعه هزت كيانه:ما ابيـ ـه .. ما ابـ ـيه .. تكفـ ـى سيّـــآف ما ابيـ ـه ..
غمض عيونه وابتسامه عذبّـه ترتسم على وجهه بسماع أسمه على لسانها ..
قام وجلس على السرير تارك كفوفها ومحاوطها بين يديه بحنان كبيّـر يتعمقه:اجل اعتبريه ماخذاتس ولا كانتس عرفتيه .. انسي انه موجود على هالارض ..
ماوصله رد غير ارتخاء جسمها عليّـه براحه عميّـقه تولدت داخلها من كلماته الواثقّـه ..
وهي تثّـق بسيّـاف اخوها .. كلمته ماتنثني ابداً ..
مهما قالت الجازي ، بالنهايه ابوها ماراح يعطيها وجه ولا يعبرها ..
وش بتسوي لها الجازي مثلاً ؟ بتجي بوجه الرجال وتناطحهم ؟.
بتتأمر على سلمان وتغصبه يطلق ؟ بتروح لابو سياف وتجبره يفصلهم عن بعض ؟؟
بالختام هي بنت .. وجارتهم .. مايجمعهم دم ولا بينهم إلا صداقه كبيّـره ..
ويمكن هالصداقه اعمق من علاقة الدم ؟!
فـ هل صدق الجـازي ماعندها شي تقدمه لها ؟
حست بالباب يفتح من جديد ويوصلهم صوت ابوهم الجاف:يلاا .. طلعنا قيد خلصت الاجراءات
حس بأرتجافها بيّـن يديه فشد عليها اكثر وهو يوقف ويوقفها معه بالقوه وبهمّـس:ماراح ابعد عنتس .. لا تخافين يامشاعلي .. اخذي نفس ولا تفكريّـن كثير ..
بلعت ريقها بأختناق وأطنان الاوزان تتثاقل فوق صدرها تكتم النفس عليهآ ، وفكرة الخروج تزيّـر رعشتها ووجعها اكثر فـ اكثر ..
تحركّـت معه مستنده عليه بضعّـف وقلة حيّـله ..
وداخلها للحظه استوعبت عدم وجود اختها او امها ..
ومجّـرد هالتفكيّـر ازداد داخلها مشاعر الخُـوف والغربّـه المستوحشه ..
همست ببحه والبكا بدا يرتفع لصدرها يطلب الانفجار وهي توقف عند باب الغرفه:ما ابي اطلع .. رجعنـيي سياف .. رجعنــيّ ..
شدها تستقيم واقفه وبأمر حانِ:تعوذي من ابليّـس .. لا تفكّـرين كثيير .. اهدي ولا تفكريّـن ..
قال كلماته ووقف وهو يشوف اخوه جاي بالعربيه ، ومجرد ماوقف اخوه قدامه اسندها لاجل تجلس وهو ملاحظ فقدانها لنفسها أولياً ..
رفعّـت عيونها وسيّـاف يدفعها بهدؤ وصمت ، بينما اصوات الناس تتعالى وتنخفض من حولها ..
رجعت تنزلها بضعف ورجفتها تزيّـد كل ماوصلها صوت رجّـل ..
وبكاء اطفال واحاديّـث نساء ورجال تتردد حولها لكّـنها ماتقبلتها ابداً ، والود ودها ترجّـع لغرفتها الصامتـه الحيّـن ..
دخلو المصعد لحالهم هي وابوها واخوانها ومازال الصمّـت يحكمهم ، والي تجهله ان ابوها واخوانها شايلين بقلوبهم على بعض ، بسبب زواجها من سلمّـان ..
ولا فيهم احد قادر يتنازل للثانيّ ابداً ..
بينما سيّـاف حالف ماعاد يجمعها بسلمان شي ، ومستحيّـل ياخذها لو يُـموت ..
انفتّـح باب المصعد وطلعو واحساسها بالخُـوف يتفاقم ويتزايّـد اختناق روحها المرتعبّـه ، والذكرى بدت تتعالى بعقلها وتتردد بعنّـف لترجّـف روحها الغارقه ببحر الخُـوف والخشيّـه..
ارتجفت بعنف وهلع من سماع صوت السيارات بعلو صاخّـب بالنسبّـه لها ..
اصوات الريّـح المدموجه باصوات عجلات السيارات الماشيه بالشارع ، واصوات احاديث الناس الطالعه والداخله ، بدت تتلفت رعبـاً وتخيلات الماضي تتضارب بيّـن واقع ولا واقع ..
ماحست بنفسها ترتجف بعُـنف مرتعب وشهقات انقطاع نفسها تتزايد ، حسـت بروحها تفرغ اكثر فـ اكثر وعقلها يسترجع الماضي بدون رحمه لحالها المتعـب المستسلم ..
بدا لون وجهها يتقلّـب وصوت شهقاتها تتعالى تطالب بالأكسجين الي بدت تفقّـده ..
سيّـاف بجهور صرخ وهو يضرب خدها بخفه:مشاعــل .. مشــآعل خذيي نفّـــس .. لا تكتميّـن وتنفسيي ..
سحب نقابها بخفه واخذ المويه من اخوه وهو يمسح على وجهها الشاحب اكثر فـ أكثر ..
وبثواني معدوده كانت تشاهق بانقطاع الاكسجين ورجوعه لرئتها ، وكل هذا خوف ورعّـب استكن ضلوعها المدمّـره ..
رفعت عيونها ترمش بسرعه وتناظر بالوجيّـه بتوجس خائف ، ومجرد ما ميزتهم اجهشت بالبكاء بصوت عالي ..
رق قلب ابوها بوجع تغلغل روحه وانحنى جالس وبحُـب عميّـق هتف:شفيتس ياعين ابوتس ؟ وش له الخوف وانا معتس ؟ والله وبأذن الله مايمستس الضر وانا معتس بعد الله ، طالبتس ماتخافين وحنا معتس يابوي ..
ماوصله اي رد وهي تنتحب بعُـنف مرتعش بحطام ذاتها ، وردة فعلها العنيّـفه دبت الخوف والشك بقلوبهم ، ومازالو يجهلون سبب حالها وأحوالها ..
انحنى سياف وشلها بخفّـه تارك الكرسيّ وبأمر لأخوه وهي ترتعش بيّـن يديه هتف:افتح السيّـاره لنا .. اخلص خلنا نسري ..
هز راسه بأيجاب وهو يتقدمهم بملامح ضايّـقه من حال اخته والي يزيد سوء ، بينما مشاعل وبالصّـدفه تعلقّـت عيونها بالواقفات عند سياره مقبالتهم ، شافتها تأشر لها من بعيّـد بذات الوقفه الشامخّـه والظهر المشدود ، تميزها حتى لو بعبايتها ، ومعها مها وحصّـه ، يعني ماتركوها ؟ يعني مانسوها ؟ اطلقت شهقه باكيّـه طلعت من حر مابجوفها وبعدها فقدت وعيها بيّـن يدين سيّـاف ..
•
•
•
بالمقابل التفتت الجازي لـ مها وحصّـه وهتفت بتعّـب:انا بروح لموعديّ .. وانتم روحو معها .. مدري اذا بقدر اجيكم او لا .. بس لاتقعد لحالها ابداً ..
حصه بسخريّـه لاذعه هتفت وهي تصد:عشتو .. جايه صوره بس تسجلين حضورك وتروحيّـن ؟.
التفتت لها وتشوفها صاده بوجهها عنها ، طنشتها وهي تتجه للسياره:الله يشفيتس مما فيتس ياحصه .. عقلتس ضايع وميّـت ..
سكرت باب السيّـاره وهتفت بهدؤ:إلى المشفى سوناي ..
هزت راسها بأيجاب وحركّـت السيّـاره متجهه للمستشفى ، بينما الحازي طلعت جوالها الي دق برقم امها:لبيّـه يُـمه ؟!.
" ياهلا ، وينتس فيه يامي ؟ ابطيتي برا ؟ "
" يمكن اتأخر ليى عينتس ، ليه تبين شي ؟ "
حصّـه بعتب أردفت:اليُـوم العرب بيجتمعون عندنا وتبيّـن تدبرين وتخليني لحالي ؟ خالاتس وعماتس وعفرا وخواتها كلهن بيجون عشان مرة عمتس وبنته ، لا تطوليّـن برا ، ربع ساعه وانتي عندي يالجـازي ..
تنهدت بعجّـز وهزت راسها بطاعه:ابشّـري ، ساعه بالكثيّـر واكون عندس ..
بحده امرتها بحزم:ربع ساعه ياجويزي ، امنعيني من الهياته وامشي "..
" ها ابشّـري "..
سكرت من امها بضيق وبعصبيه هتفت:توجهي للمنزل ، لن نذهب للمشفى ..
تنهدت اديل بملل من هالحال وهالموعد الي كل ماله يتأجل ليوم مجهُـول ، وحال الجازي يسؤ اكثر فـ اكثر ، صحيح كان عندهم علم بأن حالتها بتتعب مع مرور الوقّـت والاعراض المستقبليّـه سيئه اكثر واكثر لكّـن اذا حصّـل الامر واقعياً يكُـون له وقع مؤلم ..
أسندت راسها لورا ببطئ وفقدة وعيهآ بشكل مباشر بدون يحّـس فيها احد ، لا اديل ولا سوناي ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
.." فلّـة مطلق ~ السآعه 5:55م المغّـرب "..
••
كانت حصّـه جالسّـه بالصاله مع خواتها يتقهوون والبنات متوزعيّـن بالبيّـت من ساعه يجهزون ورغم ان كل شي جاهز تقريباً لكّـن مازالو يروحون ويجون ويتأكدون ، بينما الجـازي بجناحها مانزلت وهذا لحاله مخلي حصه تتوعد فيها بداخلها ..
النفتت لنوره وبعصبيه:قومي ناديها لي قبل نذر علي لأتوسد بالعصا على ظهرها العاصي ..
فزت واقفه بطاعه:ابشّـري نفداس ، هدي انتي وبناديها الححـين ..
" ماعليتس مني ، ادعيها لي بس "..
تحركّـت بطاعه متجهه لفوق بخطوات شبه راكضه على الدرج وتهمس بويلات للجازي من امها ، ووراها سمر وساميّـه يلحقونها كأنهم ناوينها شماته؟!.
وقفت قدام الغرفه ودقت الباب بشكّـل متواصل:
" الججازي ، الجازي ، الجازي ، بنت افتحي امي تتحلف فيتس ، الجازي يازفت افحي الباب ؟ جويزززي اففتححي العرب بيجوون وانتي متقفله ؟ "
ورفعت يدها بتدق اكثر لكّـن انفتح الباب بوجهها وطل وجه لجازي الشاحب بتعّـب:خيّـر ؟ رادار ماتسكتين لثانيه ؟.
نوره بدهشه وخوف قربت لها:يمه بسم الله عليتس وش فيتس تعبانه كذا ؟ وجهتس شاحب
دفتها بخفه قبل تدخل:على وين على وين ؟ ، مافيني الا العافيه ، بنزل بعد شوي بس بتجهز ..
قالت كلماتها السريّـعه وسكرت الباب بوجه نوره المدهوشه ..
التفتت للبنات وبأستغراب هتفت:شفتو كيف وجهها ؟ يمه تخوف ..
ناظروها للحظات متردده وهم حاسبن بنفس الاحساس مهما كذبوه ..
هتفت سمر بضحكه متضايقه:كلي تبن انتي تخافين من كل شي .. وبعدين شفيها اختس صايره تتعب كثير من تالي ؟ لا تكُـون تمـ ..
ساميه بذات الضيّـق اشرت لسمر تسكت وبمقاطعه وهي فاهمه وش بتقُـول:لا تتفاولين انتي الثانيه .. اسكتو وخلاصص ، انزلي انتي وياها انزلووو يلاا ..
••
اما بالدآخل كانت الجازي ترتعش بخفّـه وهي تاخذ بخاخ الربو وتحس انها مستوجعه من ألم قلبها وجهازها التنفسيّ ..
ماتنكّـر ان الخوف بدا يدب بقلبها من حالها المتحول من سيء لأسوأ ، ولا تجهّـل تعبها الي يداهمها من اتفه مجهُـود هالفتره ، كانت حاجزه موعد ودام امها غصبتها ترجع تأجل ..
مهما تظاهرت فـ هي ماتنكَـر ان جسمها بدا يفقّـد قدرة المقاومه وإظهار القوه ، والتحمّـل عندها بدا ينزل لمستوى اقل ، والتعّـب بدا يهّـد حيلها اكثر ..
لو المُـوت جاي فـ مطلبها انه يتأخر شوي ، ينتظر شوي لين تخلص ماعندها ..
اذا الامراض متوجهه لها وناويّـه تعصف بها فـ تنتظر شوي ، تنتظر حتى تتأكد من تواجد كل شي بمكانه الصحيّـح ، بعدها لعل المُـوت راحتها ..
حركت راسها وانسدل شعرها بنعومه يوصل لنصف فخذها واطرافه لولبيّـه بشكل طبيعي وجذاب بلونه الأسود اللامع ، بفستان أسود وبحزام ذهبيّ هادي ، ومكياج ناعم وخفيف ابرز معالم الجمال وتحديداً عيونها ..
حاولت تخفي ملامح الارهاق ولعلها نجحت او فشّـلت ؟.
تعطّـرت بسرعه ورغم كتمتها من العطر الا انها تجاهلته ، بعدها انحنت تلبّـس " البوت " الاسود المخملي ثم تاخذ جوالها وتطلع من الغرفه بخطوات هاديّـه وجسد منهّـك جداً لكّـن تقاوم التعّـب ولو لساعه ..
••
انحنت على راسها تبوسه:سامحيني يُـمه ، بس والله كنت مصدعه وتوه فاكني هالصداع ..
حصّـه وهي تسحبها لاجل تجلس جنبهآ همست بخوف:وش فيتس انتي وجهس قال لونه ؟ قلبتس يوجعتس ولا شي ؟
" لا الحمدالله ، كنت مصدعه والحين خف "
" في ذمتس ماتكذبين علي ؟ "
" انا طيّـبه يُـمه طيّـبه ، الا وينها عاليه ورانسي ماجاو ؟ "
حصه وهي فاهمتها تضيّع الموضوع:
" بيجُـون ، توني قبيل مكلمتهم وجايين الحيّـن "
" وخالاتس بيجون ؟ ترى مانيب متحركه من هينا ، بقعد معهم واقهويهم واطربهم ، تعرفين قدني مشتاقه لهم من زمان ماجاكرتهم ياحليلهم "
ابتسّـمت حصه وضربت فخذها بخفه:اعقليّ ياجويزي اعققلـيّ ..
" وينها بنت عمس ذي ماصارت ننتظرها كانها معرسه ؟ "
التفتت الجازي جهة ريّـم ثم دارت براسها لورا جهة الزجاج الي يطلع على برا:وانا وش يدريني ؟
" الله يعين عليتس ، بنت عم بدون فايده "
" ليتها بقت على العم ، حتى انها بنت خاله بدون سنع ، مدري وش متعب خالتي ومعنيها عشان تجيبها "..
الجازي برفعة حاجب ناظرت بريم ثم سمر:هش هش انتي وياها ياناكرات الجميل ، محدن ينفعكم ويضبطكم مع خوالي غيري يابقر ، الشرهه علي انا الي معطتكم وجه وانتم ماتستاهلون "..
بعدها فزت واقفه من سمعت الجرس يدق:هذاهم وصلو اكيّـد ..
فزو البنات كلهم بدون شعُـور مع بعض ..
سمر بربشه ناظرتهم بضحكه مكتومه:بسم الله شفينا فزينا تقل جنود الحد ؟.
ساميه وهي تعدل شعرها:يقطع العدو ماتعطرت يابنات ، كيف اسلم الحيّـن ؟
دفتها الهنوف وبهمس:شوفي مع المدخنه على الطاوله عطر ، تعطري وامشي ورانا بسرعه ..
وكملت مشيها توقف مع خالاتها وامها والبنات وراها ..
بمحبّـه عميّـقه هتفت بعلو صوتها:ارححـبوو ، يالله حيّـهم يالله حيّـهم ، ارحبي ياجده ارحبوو ياعّـرب ربيّ ارحبوو مليون ..
تقدمت جدتها نوره بخطوات هادئه وهي ترد عليها بهدؤ كبيّـر ومحبه مغلفه بأتزانها
:الله يبقيتس ويحيتس ياراعيّـة المحل ..
انحنت الجازي تقبل راسها ثم كتفها مرتيّـن ، بعدها سحبت كفها تقبلها بهدؤ ومحبّـه مهما حاولت تخفي لهفتها فـ العيون تفضح ..
مشت الجده لداخل وقابلوها الحريّـم يسلمون ويهلون بينما الجازي اتجهت لرانسي وعاليّـه عند المدخل تسلم عليهم اولاً قبل الكل ..
" بالله شكلي زيّـن ولا ؟ احس مكياجي ماهو مضبوط "
" لا لا ، والله انكم تهبلوون ماعليكم من شي "
رانسي وهي منشغله بشنطتها هتفت بنعومه:
" الجازي ياعيوني من هينا من اهلك ؟ "
" خالاتي وبناتهم بس ، مابعد جاء احد ، حتى عماتي ماجاوو "..
وعلى كلمتها الاخيره التفتت عاليّـه للخلف بعفويه وهي تتذكر عمتها هيا ..
شافتها واقفه مع سعُـود ويتكلمون بهدؤ ماينسمع لانهم بعيدين اساساً ..
عاليّـه بخبث تتصنع البراءه هتفت وهي تقرب للباب:شعنده ابوي واخته ؟ صاير بينهم صداقه واخوه عجيبه من أولها ماشاءالله ..
أصابت الهدف وهي تشوف الجازي تترك رانسي وتقرب لها بأستغراب غير مقتنع:وينهم ؟
طاحت عيونها عليهم يسولفون عند السيّـاره بهدؤ ، بعدها مسح سعود على كتف هيا بابتسامه يهتف لها بكلمات ثم باست كتفه كأنها تشكره وتحركت ماشيه ناحيتهم ..
الجازي بغيض وغيّـره هتفت بدون شعور:ياكرهي لها هالحيّـه ..
ناظرتها لعدة ثوانِ ثم ضحكت عاليّه بعمق وهي ترجع تدخل لعند امها بينما الجازي تكتفت وهي تراقب عمتها تقرب ..
" يالله لاتحيي وجه الشر يالله ، ادخلي ادخلي حياتس الله مع انتس غير مرغوبه "..
هيا بأستغراب من هجومها المفاجئ رغم اعتيادها على هالوقاحه اردفت
:السلام عليكم ، انتي دايم على نار كذا ؟ اهدي ياختي اهدي وخففي هجوميه ..
" وعليكم السلآم ، ومالتس شغل "
ماكان من هيا الا تضحك بدون شعُـور وتمشي متعديه الجازي الي رفعت عيونها لورا وشافت سعُـود واقف يناظرهم كأنه ينتظرها تلتفت له ، وبمجرد ماناظرته أشر لها تجي لكنها هتفت بقهر تنهره:هييـه ياعمم ترى اهنا عرب مايحرموون لك ، رح للمجالس عند الرجاااال ..
" ياعم ؟ " ، فطن زعلها بسهوله من نبرة صوتها وكلمتها ، لكنه أُرغم انه يمشي مع زياد ومحمد للرجال ويردف بعلو صوته وهو يقفي عنها:
" راجع لتس يابوي اصبريّ علي " ..
ماردت وهي تسكر الباب بغيض وتلتفت لعاليه الي تضحك ..
وبنرفزه وصلت حدها:خلصنا عاد ادخل سلمي على العرب ينتظرونتس تقل معرسه وليلة دخلتها ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
يُـتبّــــع ..
~~~~~~~~~~~~~~
••
.." بيّـت ابو ذيّـب ~ تحديداً بالحديّـقه "..
••
جالسّـه فدوى على الارض متربعّـه وقدامها غزّل وعند روسهم واقفه سديّـم ومتكتفه ..
عباياتهم عليهم وبنقاباتهم ينتظرون ذيب يجي يطلعهم للسوق يتقضون لعرس سديم ،
فدوىٓ بملل تشبثت بعباية سديم تشدها:لاحوول كل ذا غيّـره على شعيّـل يعني ؟ ترى مايناظر غيرتس ولا يبهره الا انتي فـ أرتاحي ..
دفتها سديّـم بقهر وهتفت بتهديد جاد:فدوى ابعدي عني ولا لتس دخل فيني ، ماسالتس عن رايتس احتفظي فييه ..
" والله النار الشابه صدق ، خلاص بسكت بس لا عاد تتحركين كانتس على هزاز ! ان كانتس خايّـفه عليه من بنات مانعه فأدخليّ واسحبيه سحب "
سديّـم بذات النبره المقهوره والغيّـره تفتك فيها:والله ما اعطيه مطلبه الثور الناطق ، سامعته انتي ، وانا ادري انه داخل عندهم عناد فيني ، بس هيّـن ما اكون سديم اذا ماخليته يندم ..
فدوى برحمه لحال سديّـم هتفت بوديّـه:اجلسي طيب عشان لو طلع مايشوفتس مرتزه تطالعينه ويقفطنا وقتها ، وش بتقولين له ذيك الحزه ؟
استجابت لها بعجز وهي تجلس وتناظرهم بحيّـره مختلطه بدموع ماوضحت لهم ..
مرت ثواني هاديّـه وسديم تلعب بأصابعها وتتكلم بتهديد لمشعل ، رفعت عيونها ناحيتهم وبأستغراب من ابتساماتهم وعدم نطقهم لحرف واحد هتفت:خيّـر انتي وياها ؟ فيني شي يضحك ؟ وليه ساكتين كذا ؟
غزل وهي تعدل جلستها تراجعت بعيّـد عنهم بدون رد مثيره دهشة سديم ..
" الخير بوجهتس ووجه رجلتس "..
سديّـم بغيض واشمئزاز وطاريه رجع يغضبها
:خلصنااا ، قطع لتس ولطاريه الثور الناطق ، يقاله ابي اختبر غيرتس علي واشوفتس محتسره جعله يحتسر طول عمره النذل ..
فدوى بضحكه اشرت لها:هش هش اشوفتس ماتقولين له كذا بوجهه ..
ماردت عليها وعطتها نظره حاده ورجعت توقف على حيلهآ وتناظر بباب مدخل البيّـت وداخلها يعجز عن الهدؤ ، مجرد علمها انه جالس الحيّـن ومانعه وبناتها عنده تزداد نار الغيره داخلها ..
هتفت بقهر وتوعّـد واضح:هين يامشعل هيّـن .. خاين ونذل ومستفز ..
" هذا والله الي يقولون تجيك التهايم وانت نايم "
شهقت برعّـب وهي تنط لقدام لكن ذراعه اسرع وهو يحاوط كتوفها ويرجعها لعنده:على وين يالطيبّـه على وين ؟ تنسفين فيني وتهجين يامني جيت ؟
سديم بصدمـه ميلت راسها تبعده عنها:وجع مشعل فكننـيّ ، ابععد مششعل مو من جدك ؟.
بضحكه:حلالي ياحلالي ، شخبارتس يازوجتي ؟ "
" مششعل ، تكفى ابععد "
ضحك بعلو صوته وهو يتركها:شفيتس حاره ؟ لهدرجه تغاريّـن عليّ ؟؟.
هتفت فدوى بابتسامه ضاحكه:انشهد انها بغت تحترق من الغيره ، ارحم من فالارض يرحمك من في السماء ..
ماعلق وهو حاس بنظرات سديم الناريه لهم وهي توقف جنب اختها غزل ..
اشر لهم وهو يطلع مفتاحه:تفضلو للسياره ..
" بيجي ذيب يودينا ".
" بوديكم انا امشو بس "
" الله واكبر ! ترا بنتقضى لحرمتك وش تجي له ؟ مايصير مايصير"
رفع عيونه لسديم والي تهز رجلها بغضب مكتوم:
" اركبو السياره اركبو ، ماراح اوديكم بس انتظرو ذيب فيها ، اخاف العيال يطلعون من المجلس ولا شي وانتم جالسات هينا ويشوفونكم "..
هتفت بنبره بان القهر فيها وهي تشد على شنطتها المعلقه بكتفها الأيمن:ماحد يطلع ويدخل على الحريم غيرك ، ولا كلن ماسك ارضه لو تمسك الارض معهم بدل ماترز نفسك عندهم ..
غزل وهي تسحبها معها للسياره بالغصب:الظاهر ماراح ترتاحين الا اذا طلقس وافتك من لسانتس ؟.
فتحت الباب بعنف وعيونها للحين على مشعل وملامحه الهاديّـه جداً يناظرها بجمود ..
ركبت وهي تهمس بصُـوت محتسر:انا الي بخلعه وافتك منه ، قد شفتي رجال يجب يبكي زوجته ؟
غزل بدهشه ضربت كتفها:هي انتي وش بكاه ؟ لا تبكين يالبقره ، خييير ؟.
ماردت عليها وهي ترجع تناظر بمشعل الي يقوم فدوى لاجل تركب وبهمس مخنُـوق:ياكل تبن ، اكرهه هالمشعّـل ..
•
•
•
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
.." بيّـت مطلّـق ~ بالمجلّـس "..
••
بعد ماراح الكلّ ، مابقى الا مبارك وعياله ..
وجلسو المحارم معهّـم يتقهوون ويكملون سهرتهم خاصه بتوآجد سعُـود والي كلن يبي يسمع اخباره ..
احتضنت ذراع عمهـآ بتمّـلك حقيقـيّ ومشاعر الغيّـره من الكل صارت ملازمتها ..
ناظرت لـ هيا بشراسه مخفيّـه تعطيها رساله ان سعُــوود لها وعمها هي ..
افكـار طفوليّـه .. لكّـن هم زرعوها فيها بتصرفاتهّـم .. بأفعالهم وبعدهّـم تراودها هالمشاعر .. وبكّـل مره تلقى نفسها خسّـرت شخص جديد ..
تشُـوف نوره خذت حُـب اخوانها وابوها وامها ..
وهيا المحبوبه لأخوانها وحتىٓ سعُـود يحبهـا ويشتاق لهـا ..
وعاليّـه حبيبـة ابوها والحيّـن مبارك بدا يحبها .!
بينما هـيّ منفيّـه بالأخيّـر .. منسيّـه دائماً وابداً ..
امهـا ماتحّـس فيها .. ماتناديها اذا تضايقت بالعكّـس تشوف انها ترتاح اذا راحت لغرفتها ..
وابوها واخوانها من ويّـن الحنان ؟ اخر حضن كان من صالح ولا هو جميّـل بمقدار كبيّـر ..
وفيّـصل منغمس بدراسته .. سالم اغلب وقته بالجو والطياره ..
من بقـىٓ لها ؟ هل هي تبتعّـد او هم يبعـدُون ؟.
ومادام سعُـود بصفها فـ ماراح تخسّـره وتخسّـر حُـبه لها ..
كآنت افكارها باطنيّـه وداخل عقلهآ لم تتصادم بواقعها ..
وتجهّـل اذا تفكيّـرها صحيح او أن عقلها الباطنـيّ يوهمها بوهم كاذب ومزيّـف ؟!.
ناظرت بسعُـود الي شدها له وهتف بصوت مسموع لها وحدها:
" اتركي عنتس حركات الوراعين .. ماتليق عليتس ترى هالأفعال .. صفي النيّـه ياجويزي "..
رفعّـت حاجب ومازالت مستنده على جانب صدره وبدون تناظره هتفت:
" خيّـر عمـيّ ؟ ضارب مخك بشيّ ؟ شقلت انا ؟ "
" العلم وصلتس .. وانتي عارفه مقصّـدي "..
دفت كفه الموضوعه على كتفها وبقهّـر من انها مكشوفه كذا له قامت واقفه:
" تدري من جيّـت وانت ماتنحب ؟ ولا ينسولف معك ابد .. الغاز طول وقتك اجلس مع خالي فهد ابرك لي وانت خلك مع اختك "..
ابتسّـم بهدؤ وعذوبه زادت قهرها ولا رد عليهـآ.. تأملها تتوجه لهم وتجلس بين خالها فهد وعمها منصور وحواجبها معقوده بزعل ..
زادت ابتسامته من ملامحها المتقلبّـه وكتمانها للضحك بسبب خالها والي كان هو الخال الوحيد الموجود لانه يحرم على الحريّـم بسبب رضاعته معهم ..
لكن سرعان ما انفجرت تضحك وهي تغطي وجهها بكتفه وتندمج معه بالسوالف تحت انظار سعُــود ومنصُــور ..
وبداخل كل واحد افكار مختلفّـه .. يجمعهم انها محور هالأفكـآر حالياً ..
" لا ياعين خالك .. ماتحصلين عليه بسرعه .. يبي لتس وقت "..
هتفت بثقّــه:افااا عليك بس .. انا الجـازي ماتعرفني انت ولا تعرف خبراتي ..
رفعت حاجب من نظراته الساخره واردفت:
" شفيك تناظر كذا تقل مطيّـور ؟ بتشُـوف اذا جبتـ ..
انبترت جملتها وهو يضربها بكتفها:انتـيّ متى يتعدل لسانتس معي ؟.
هتف عبدالله ولد بندر مقاطعهم بضحكه وهو يتقدم بجلسته لاجل يشوفهم:معطيها وجه ياعم ، ومدلعها بزياده ، عشان كذا تتمادى ، وقفها عند حدها وترتاح منها ..
التفتت له وبسرعه مدت يدها لعبدالله تسحب شعره والي بدوره رجّـع ظهره لورآ وضحكته ترتفع ..
الجازي بقهّـر هتفت للي ماسكها:فكنيي علليه الي مايسستحي .. حاسدني على حب الناس لي وانا اقول علامهم يقلبون علي ومايدانوني طلعت عيونك !!.
" علامهم يقلبون علي ومايدانوني "
هالجملّـه رغم عفويتهـآ الا انها جذبت انتباه منصُـور الي كان يبعدها عن عبود الضاحّـك ..
وصداها يتردد بيّـن جمّـل عديده تتضارب بمخيلّـته ..
همّـس بدون شعُـور:من الي قلّـب عليتس ولا عاد يدانيس ؟.
برد سريع مباشر كانه جاهز عندها من زمان هتفت:
" انــت "..!
رفع حاجب بأستنكار وهتف بذات الهمّـس المرتفع شوي:انا ؟ وش سويت لتس ؟.
هتفت بذات النبره العاتبّـه:اسأل نفسك .. ماعاد عندك بنت اخو اسمها الجازي تعطيها وجه .. وان دقيت عليك اشغلته بوجهي ولا ترد .. كارهني كاني ذابحه لك احد ؟!.
فتح عيونه بتعجّــب من كلامهـا ورد بسّـرعـه
:ايالبقّـره !!
سحبت يدها منه ووقفت وداخلها ضيّـقه وحساسيه من اي تصّـرف غصب عنهآ ..
عدلت عباياتها وهي تنفضها ثم مشت بتطلّـع من المجّـلس وتحّـس بألم يقبض قلبها ..
ومجرد اغلاقها للباب وراها انقطعت اصواتهم وعم الهدؤ المكان بشكّـل مريّـح لكن موحش ..
نزلت الدرج ونسمات الريّـح تداعب وجهها بهدؤ وماتبي غيّـر النُــوم ..
ياكثر ماتنام هالأيام .. ولا تدري وش هو السبب ..
لكّـن تشك بعلاجاتها وهذا كان مثل كلام اديّـل ..
التفتت بأستغراب للصوت الي يناديها وكانت واقفه عند عتبة البيّـت بترقى الدرج ثم تدخل ..
شافت منصُـور عمها متوجه لها بعقّـدة حواجب وواضح ناويها تحقيق ..
ابتسمت بأتساع من انه لحقها وعبرها ، على الاقل لها خاطر عنده ، هزت راسها بالرفض وهي ترقى الدرج بسرعه متوجهه للباب ..
" الجــــآآآززي .. تعآليّ مانيّـب ماكلتس .. امشي بتفاهــم معتس "..
ردت بصوت اعلى تقهره وهي تفتح الباب:لا تضيّـع وقتك معيي .. اكييد عندك اششغال ثانيهه وارتاحح ماراح ازعجك بأتصالاتيي ..
تعالت شهقتها من قبضته وهو يشدها ويطلعها قبل يتسكر الباب ..
تراجع وسحبها معه ومازال عاقد حواجبه ، سحب الباب وسكره ورجع لها وهي واقفه تمسح على ذراعها وتناظره بحده:جلف من يومك ..
اشر لها تجلس على الكرسي وبابتسامه:تحدين الواحد يتجيلف معتس ، اجلسي اجلسي ..
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
.." بيّـت أبُـو سيّـاف ~ تحديداً غرفّـة مشاعل "..
••
مرّت ساعآت قليله ومشاعل نايّـمه ، وبكذا اضطرت مها ومعها حصه انهم يرجعُـون للبيّـت بعد تحريص ياسمين ماتترك مشاعل لحالها ..
اسندت راسها بهدؤ وهمست بنبره موزونه:مقدر ميشو ، معليش بس بنام عندك ..
" سكري الباب "..
فتحت عيونها ومالت براسها على جنب جهة مشاعل المرتخيه على السرير بملامح متعبّـه وخاليه من المشاعر ..
قآمت ببطئ مستجيّـبه لطلب مشاعل بتسكيّـر الباب ورجعت لنفس مكانها جالسه على الكرسيّ ..
بينما مشاعل بمجرد ماشافت ان الباب تسكر ارتخت اعصابها ولو شويّ ، عدم اغلاق الباب بالنسبه لها هو انعدام الأمان ..
تشابكت اصابع يدها ببعضها وهي تتأمل بالسقف بعيون متقلبه ، مسحت على جبينها وجسمها بدا يرتعّـش من انفعالها النفسيّ ..
بدت بداخل عقلها تسترجع اوجآع ماضيهـآ وداخلها يتحطم بعُـنف مُسبب زلازل الرعـب بأعماق روحهآ ..
تسترجّـع ماشافته عيونهـآ وماذاقه قلبهـآ من وجّـع ، تسترجع لحظة خطفهم وصرخاتهم وبكاهم ..
تتذكر لحظّـة هروبهم بـرُعب من الي صار لهم ، رغم انها كانت شبه ميّـته ، لكن رغبتها بالهرب كانت اكّـبر ، رغبتها بالنجاه تحكمت فيها ..
بأنفاس سريّـعه هتفت بصوت مبحوح بعُـمق:
" ممـ مـشاعل لا توقففـين ، اركضي ولا توقفيّــنن ، ممـشاعل عججلي عججلي "..
لكّـن مهما زادت سرعتهم ومهما ركضو كان فيه من يلاحقهم دون توقف ، كانه ظلهم ماقدرو يبعدون عنه ولا قدرو يطلعُـوون ..
شدت ذراعها بعنف كبيّـر قاسي وانعطفت لليمين بشكل مفاجئ ، وبسبب صغر اجسادهم قدرو يعبرون بسهوله رغم تقطع عباياتهم ودمارها ..
ارتفعت يدها المرتعشه بشكل كبيّـر تقبض على قلبها تهدي نبضاته ورعشاته ..
وبأنفاس لاهثه هتفت بتقطع:ادخلي ادخليي مشاعل بسررعه اركبي ونطي للحوش ..
بقلب ضايّـع وعقّـل مازال بحالة عدم استيعاب لحجم مصيبته تحركت مستمعه لكلام الجازي برجفة جسمها وبثوانِ معدوده كانت مرميّـه على أرضيّـة الحوش الداخلي لهالبيّـت المريّـب فاقده وعيها ..
لكّـن ماتذكّــر ان الجازيّ لحقتها ! ولا نزلت معها ودخلت ؟.
آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ آأإاآأإاأاإآ
~~~~~~~~~~~~~~
••
أنتهــىٓ الفصّـل الثالث والعشـرون ..
هُنـا يتوقّـف قلمـيّ عن الكتآبه..
لقائنا القآدم بيُـوم غير معرُوف ..
تحِيـآتـي:نبّــض أسّـوود ..
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro