«رعب بلفصحئ»...
1:
-في تلك الليلة الموحشة , حاول القمر بنوره المتواضع ان يُخفّف بعضاً من ظلمتها الكئيبة , رغم كثافة الضباب الذي خيّم حول السيارة المتوقفة هناك , بسبب نفاذ وقودها .. ليجدوا الأصدقاء الثلاثة : مالك ، أحمد , و يزن .. انفسهم بعدما انقطعت فيهم السبل , عالقين في وسط غابة يكاد لا يكون فيها شكل من أشكال الحياة , غير اشجارٍ عملاقة مُخيفة المنظر , مُتناغماً مع صوت حفيفها المرعب !
مالك مُحدِّثاً أصدقاءه :
-يا أصدقاء !! يبدو أننا علقنا ! .. و لا أظن أننا سنجد أحداً هنا , خاصة بهذه الساعة المتأخرة !.. فلنبيت الليلة في السيارة منتظرين حلول الصباح , و حينها نحاول ان نطلب العون من ..
يزن بعصبية :
-سنطلب العون ممّن , يا مالك ؟!! الم اطلب منك : أن نبقى على الطريق العام ؟ لما اصريّت على سلوك هذا الطريق ..
احمد مقاطعاً : اهدأ يا يزن !! هو اراد ان نسلك طريقاً مختصراً
-يزن بغضب : و ياله من طريق !! .. انظرا الى تلك الغابة الموحشة .. لو امعنّتما النظر اليها , لاستشعرتم مثلي بوجود من يراقبنا من بين تلك الأشجار , التي تبثّ الرعب في النفس !
-أحمد ضاحكاً : على مهلك يا يزن ! لا تقل لي أنك تصدّق ما تراه في أفلام الرعب , فهي مجرد أساطير لا أكثر .
-يزن بعصبية : الأساطير لا تأتي من عبث , يا صديقي !!
-مالك : كفى يا أصدقاء ! هذا ليس وقتاً للجدال !!
-احمد : مالك معه حق .. و لنحمد الله , على انه مازال معنا عدّة التخييم ..
-يزن مقاطعاً بعصبية : اتريد ان تخييّم هنا ايضاً !! على الأقل المنطقة التي خيّمنا بها منذ ايام , كانت فيها تغطية للجوّال .. لكن هنا لا يوجد ايّ شيء .. انظر و تأكّد بنفسك من جوّالك !!
-مالك : من الأفضل ان نطفىء الجوّالات , لنحافظ على شحنه ... احمد !! اعطنا كشّافات النور , في حال احتجناها لقضاء حاجتنا .. و غداً بإذن الله نجد حلاً لمصيبتنا هذه
-يزن بقلق : اتمنى ان امسك نفسي حتى الصباح , فأنا لا اريد الخروج اصلاً من السيارة !
و بعد دقائق .. حلّ الصمت في السيارة .. بعدما تمكّن الأصدقاء من تجاهل قلقهم , و الخلود الى النوم ..
*
القمر البدر في منتصف السماء , كان يضيء جزءاً من ظلمة المكان المحيط بهم .. و بحلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل , كان أحمد الوحيد بينهم الذي جافاه النوم ...فظلّ يتأمّل بعيونه الناعسة اشجار الغابة , و طريقة تحرّكها المهيب مع الرياح ..
و فجأة !! اصطدم حجرٌ صغير بزجاج السيارة (من جهته) .. فتفاجئ أحمد ! لأن الحجر لا يمكنه أن يطير لوحده هكذا ! فنظر إلى أصدقائه , و وجدهم يغطّون في نومٍ عميق zZz !!!
تجاهل أحمد ما حدث , و أغمض عينه في محاولة أخرى منه للنوم ..و إذّ بحجرٍ صغيرٍ آخر يُقذف نحو نافذته من جديد !
و هنا !! قرّر ان يخرج من السيارة ليتفقّد المكان في الخارج .. و صار يمشي و يمشي حاملاً كشّاف النور , دون ان ينتبه على انه ابتعد كثيراً عن السيارة ..
ثم احسّ بشيءٍ غريب , جعله يرتبك ! .. فنادى بصوتٍ معتدل :
-هل من أحدٍ هنا ؟!!
لكن ما من مجيب !
فصار يحدّث نفسه : ما هذا الشعور المخيف ؟! .. لما أشعر بوجود من يراقبني ؟! ... يا إلهي ! هل كان شعور يزن صائباً ؟!
و إذّ بصوتٍ اجشّ يجيبه :
-ربما .. شعور يزن صائباً !!
أحمد يكّلم نفسه : يا ويلي ! من هذا ؟! ..و كيف سمع ما قلته لنفسي ؟!
ثم صرخ قائلاً :
-من أنت ؟!! هيّا أظهر نفسك !!
و فجأة !! يتحرّك شيءٌ ما , من بين الأشجار بسرعة غير طبيعية ! و الظلام المخيّم في المكان , زاد من رهبة الموقف !
فصار أحمد يتلفّت من حوله بفزع !.. و اذّ به يلمح عيوناً كثيرة تطلّ نحوه من خلف الأشجار !
فيرتبك و يتراجع للخلف بسرعة , ليتعثّر بحجر ..و يسقط على رأسه مغشياً عليه .
*
مالك و يزن الذين كانا يغطّان في نومٍ عميق , استيقظا على صوتٍ قادم من عُمق الغابة ..
صوتٌ بدأ يرتفع تدريجياً , و كان أشبه بالصياح !
هنا !! انتفض مالك قائلاً :
- ما الذي يحدث ؟!
-يزن : لا أدري ....... و أين أحمد ؟!
فصار مالك ينظر من زجاج السيارة في جميع الإتجاهات :
-تباً ..انا لا اراه ! هيّا يا يزن , علينا ان نخرج و نبحث عنه ..هناك شعوراً سيئاً يراودني !
ثم نزلا من السيارة و معهم كشافيّ النور , و صارا يناديان عليه بصوتٍ عالي :
-أحمد !! اين انت ؟!!!
لكن ما من مجيب !
فقال مالك :
-اسمع !! سأبحث انا من هذا الإتجاه .. و انت خذّ ذلك ..
يزن مقاطعاً و بقلق :
-لا !! من الأفضل ان لا نفترق .. بصراحة يا مالك , انا خائفٌ جداً !
-يزن !! هذا ليس وقتاً للخوف .. قد يكون صديقنا في خطر ...
و بعد ان اقنعه , افترقا للبحث عن صديقهم أحمد .
.
.
.
تكمله الاحداث بلبارات القادم...
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro