Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

اليوم العاشر

15/04/2016

«

رنة كان وقعها على مسامعي مختلفًا وتركت أثرًا كبيرًا، وكأنني أسمعها أول مرة، أرسلت لي حتى تكون البداية من ذاك المكان المقدس الجميل»

كنت أمشي في تلك الطريق الجرداء الخالية من الناس، كل منهم قد لجأ إلى بيته حتى يحتمي من برودة الطقس، وزينت السماء بغيوم داكن لونها، مما دل على أنها ستمطر قريبًا وبغزارة، وما زالت دموعي تنهمر دون توقف ولا حتى راحة، لا أكاد أنزل يدي بعد مسحها حتى تتجمع بمآقي من جديد.

زاد هبوب الرياح وصار أكثر قسوة، نظرت من حولي وأنا مشتتة، أين سأذهب وأين سأقضي ليلتي؟ لن أعود مرة أخرى إلى ذاك المكان ولو على جثتي، وحتى بيت أهلي، من المستحيل العودة ونحن على هذه الحالة.

كنت أفكر حتى صدح صوت الأذان، ينادي الناس لصلاة العشاء، نظرت مليًّا ناحية المسجد الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عني، وكأن الله أرسل إلي هذا الأذان حتى يكون المسجد مأواي هذه الليلة.

وهذا ما حصل، ذهبت ودخلت مصلى النساء، وصدفة وجدته مفتوحًا، قررت الوضوء بعدما اغتسلت قبل ذهابي إلى الجنازة وأنا كلي إرادة في التغير، الآن فهمت كلام شيماء عندما قالت أنني سأذهب إلى المكان الصحيح بمجرد الرغبة التامة في التغير، وكان كلامها صحيحًا، توضأت وارتديت إسدال الصلاة، وجدت منه العديد في ركن من المصلى.

بدأت بالصلاة وركعت فأصبحت بين يدي الله، كانت أول مرة في حياتي أعرف معنى السكينة والراحة، بكيت ودعوت الله من كل قلبي، أنت خالقي يا ألله، اهدني وارجعني إلى الطريق الصحيحة، اغفر لي آثامي وذنوبي يا أرحم الراحمين، أنت من نجيت يونس وهو في بطن الحوت فنجني مما أنا فيه، واهدني إلى الصراط المستقيم.

لم أكن أعلم أن الصلاة والبكاء على سجادة أفضل بكثير من البكاء على وسادة، ناجيت الله ودعوته بكل خشوع، سالت دموعي بغزارة أكثر من أي وقت مضى، اقشعر بدني من ذلك الشعور، شعور مزج بين الراحة والسكينة والإحساس بالذنب مع تأنيب الضمير، وما تخلل دعائي أكثر من أن يغفر لي ويرفع عني هذا البلاء.

كانت شهقاتي تزداد علوًّا شيئًا فشيئًا، لم أهتم فلا أحد هنا، لا أظن أن هنالك من ستأتي كي تصلي العشاء في هذا الجو الممطر والبارد، فبمجرد دخولي بدأ هطول المطر الذي كان غزيرًا بشكل كبير، سلمت وبقيت في مكاني حتى شعرت بيد وضعت على كتفي، فسرت قشعريرة في جسدي، والتفت بارتباك نحو الشخص، ولكن سرعان ما اطمأن قلبي حين رأيت وجه امرأة، بدت وكأنها في أواخر عقدها الثالث أو الرابع، وجه بشوش يبتسم في وجهي بكل حنان، وشفقة غزت جزءًا كبيرًا من ملامحها.

«لا أستحق شفقة أحد»

نبست تلك الكلمات وأنا أدير وجهي بعيدًا عنها، لا أستحق الشفقة فأنا من أردت هذا لنفسي، لذا علي تحمله.

«ليست شفقة، وإنما حزن لحالك»

نطقت بتلك الكلمات وما زالت الابتسامة الجميلة مرسومة على ثغرها.

تكلمت بشيء من الحدة، ليست موجهة لها بل وكأنني أخاطب نفسي وأعاتبها:

 «ماذا تعرفين عن حالتي؟ هل السوء والنجاسة واضحان على محياي لهذه الدرجة؟»

 «لا أعرف شيئًا ولم أقصد هذا، بل قصدت الحزن البادي على تفاصيلك، لكن كلماتك وراءها حكاية طويلة»

 حركت رأسي مؤيدةً كلامها.

«أطول من حياتك حتى»

قلتها بعفوية وبصوت منخفض، لكنه وصل إلى مسامعها فضحكت بخفة.

«أيمكنني سماعها؟ إن كان هذا مسموحًا، ربما يمكنني مساعدتك»

قالت كلماتها ثم اتكأت بظهرها على الحائط منتظرة مني الكلام.

 «لماذا أنت هنا في هذا الجو العاصف والوقت المتأخر من الليل؟»

تفوهت بتلك الجملة مغيرة الموضوع، فلا أريد الحديث، أو ربما ليس الآن، ولقد تفهمت ذلك واحترمته، فأجابت عن سؤالي: 

«أنا مرشدة هذا المصلى والمسؤولة عن إغلاقه وترتيبه، ومدرسة للإناث هنا، أي أن من يريد مساعدة على أي شيء فسأكون في الخدمة»

كنت منصتةً إلى كلامها وتفكيري ذهب في كونها هي الأخرى أرسلها الله إلي حتى تساعدني على تخطي محنتي والتغير نحو الأفضل.

«هل يمكنني المبيت هنا الليلة؟ فلا مكان لدي للذهاب إليه، أرجوك»

تكلمت راجية منها الموافقة، ونبرتي كلها رجاء، نظرت إلى وجهي وهلة فأبعدت عينيها عني وتنهدت، وكأن الطلب فوق طاقتها.

«هذا الأمر مرفوض، مع أنه من المفترض في الدين أن المساجد مفتوحة لعباد الله ومن ليس لهم مكان، لكن لو فعلنا ذلك فسيكون الأمر فوضويًّا… لا أعلم حقًّا»

تكلمت باستياء لأنها لا تستطيع فعل ذلك، كلامها صحيح، ستحدث فوضى إن ترك مفتوحًا يدخل فيه من هب ودب، بل سيصبح مسكنًا عوضًا من كونه مصلى.

«هذه المرة فقط، من فضلك، فلا مكان لدي كي أبيت فيه»

نظرت راجية منها فعل ذلك، فلا أريد المبيت في الشارع، فقط بعض الوقت حتى أستطيع تدبر أمري، والبدء فيما أريد فعله.

«حسنًا، إن كنت في حاجة إلى مسكن فلا بأس أن تأتي معي إلى البيت وسأساعدك إن احتجت، ولا تنسي أني ما زلت أريد سماع الحكاية»

وقفت وعدلت من حجابها، فمدت يدها إلي منتظرةً أن أمسكها وأنهض معها.

«ألن أزعجك؟ أقصد عائلتك… سأكون مصدر إزعاج وضيق لهم»

«لا لن تفعلي، فأنا أعيش وحدي، لذا قفي ودعينا نذهب، فالوقت تأخر وليس من عادتي أن أبقى حتى هذا الوقت المتأخر»

قالت كلماتها ثم مدت يدها لي وتمسكت بيدي فوقفت معها، قامت بفحص النوافذ حتى تتأكد أنها مغلقة كي لا تدخل زخات المطر وتتبلل السجادات. 

خرجنا ولمحت أن المطر قد توقف نسبيًّا، فقط بعض الرذاذ. مشيت معها وفكرت فيما قالته، لم تعيش وحيدة؟ وكنت سأسألها لكنها سبقتني بالكلام:

«تتساءلين لم أعيش وحيدة؟ أصبحت وحيدة قبل ستة أشهر عندما توفي زوجي»

أجابت عن استفساري الذي لم أطرحه حتى، شعرت بالحزن من أجلها وتجمعت الدموع بسرعة، أصبحت حساسة من هذه الأمور.

«مات فعشت وحيدة في البيت وليس لي أطفال، فأنا عاقر، ومع هذا لم يتخل عني، بل حافظ علي حتى آخر نفس»

«وماذا عن أهلك؟»

«كنت وحيدة أبوي، ولقد ماتا منذ زمن طويل قبل زواجي حتى»

تأسفت على ذلك، كانت تعيش بمفردها منذ زمن، هذا أمر محزن حقًّا. 

«أنا آسفة، لم أقصد تذكيرك»

ابتسمت، وما أجمل ابتسامتها التي فيها حنان غريب، ونفت ما قلت برأسها:

 «لا داعي للاعتذار، فلم تفعلي شيئًا، ها قد وصلنا»

نظرت إلى الأمام فرأيت ذاك البيت، جميل وبسيط، لا يبعد سوى بضعة أمتار عن المسجد، فتحته فاستقبلني دفء جميل، برودة الجو في الخارج جعلت أطرافي ترتعد، فها نحن على أبواب فصل الشتاء ولم يتبق سوى يومين على حضوره.

أدخلتني ورحبت بي، وكم أحببت هذا البيت، رغم بساطة أثاثه إلا أنه جميل.

«خذي هذه الملابس، أظن أنها ستكون أطول عليك قليلًا، لكن لا بأس فهي أفضل من البقاء بملابسك المبللة، ستمرضين إن فعلت»

تكلمتْ فصحوتُ من شرودي في تأمل ما حولي، ابتسمت وأخذت الملابس، وفعلًا كانت أطول مني، فهي طويلة مقارنة بقصري، غيرت ملابسي وخرجت من الغرفة وأنا أبحث عنها فوجدتها في المطبخ تعد العشاء.

«اجلسي ولا تستحي فالبيت بيتك، دقائق وسيكون جاهزًا»

تأملتها وهي تعمل وكم بدت أصغر عندما نزعت حجابها وجمعت شعرها الأسود كسواد الليل للأعلى، الآن أظن أنها أكبر مني بقليل أو ربما هي في بداية عقدها الثالث.

«كم عمرك؟»

طرحت سؤالي وقد نهشني الفضول لمعرفة عمرها فأجابتني باسمة:

 «أظن أنني لم أعرف عن نفسي، آسفة، اسمي سمية، وأنا في الخامسة والثلاثين من العمر، وأنت؟»

قلت:

 «أميرة، وأنا تقريبًا في الثانية والعشرين»

أومأت لي، ووضعت الطعام وتناولناه، كان حساءً لذيذًا لم أذق مثله منذ مدة.

قامت بغسل الأواني، وحاولت مساعدتها لكنها رفضت بحجة أنها لا تريد إتعابي، وكأنني أجيد ذلك، أعدت الشاي وجلسنا في صالة الضيوف.

«إذًا، هل ستحكين؟»

أخذت شهيقًا وبدأت الحديث، منذ البداية إلى هذه النقطة، ربما ستساعدني على التغيير، هذا ما آمله.



¶-----------------------¶

1128كلمة



Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro